.
[2]
( بداية الفرج )
ربما تجر الضائقة خلفها الفرج كما هي الغمامة السوداء تجر معها المطر ..
الجمعة ,, تركي ...
وقفت سيارتي بالمواقف و نزلت بسرعه و اتجهت للطوارئ ,, تلثمت بشماغي يوم قربت للباب ,, أدري كل شوي واحد بيوقفن و يبارك لي وأنا مالي خلق أحد و قلبي ياكلن على أخيي ,, يآآآآ الله كيف أبسألهم عنه و أنا متلثم ,, و لو فكيت لثمتي بيعرفونن و ساعته من يفكن منهم ...
شفت قدامي خويي عبدالمنعم ,, يمشي و مشغول بجواله ,,, قربت له و فكيت لثمتي و فغر اثمه ...........
أنا : السلام عليكم ..
ابتسم عبدالمنعم : و عليكم السلام حيا الله المعرس !!!
قربت له و همست : أقصر صوتك لا يسمعك أحد ...
عبدالمنعم : وراك ؟؟
رديت بعجله : أخوي عزام و فيصل المحمد ولد عمي صاير لهم حادث ,, اسأل عنهم الله يوفقك .....
انعقدت حواجب عبدالمنعم و رد : أبشر بعزك !!!!
اتجه بسرعه للرسبشن يسألهم عنه و ضميت ايديني لصدري و أنا أدور بمكاني ,, كنت أراقبه من بعيد و فهد موظف الرسبشن يوصف له ,, ماكانت الثواني اللي استغرقه بالسؤال الا كأنه ساعات عندي ...
تقدم لي و وجهه ما عرفت أفسره إذا خير أو شر ,, و بادرته بالسؤال : بشر !!!
تكلم و هو يمشي مستعجل : تعال و أقولك بالطريق ...
تقدمت و مشيت معه و تكلم هو : يقول إنه وصلهم الحادث قبل ساعه و نص ,, فيه واحد شكل اللي فيه كسور لأننا سمعنا صوته أما الثاني ما أدري عنه !!!!!!!!
شددت من قبضتي على ايدي و لهجت بالدعاء : يا ربي هو أخيي و وحيدي لا تفجعن به يآآآآرب .
حسيت بإيده تضغط على ايدي و همس : اذكر الله يا تركي ان شاء الله إنه مابه الا العافيه ..
التفت عليه و بادرته بالسؤال : احلف انه ما قالك وش بهم ؟؟
تكلم عبدالمنعم وهو موجه نظراته للأمام : دكتور مصطفى أنت اللي ماسك حالة الشباب اللي صار عليهم حادث ؟؟
رفع نظارته الدكتور مصطفى و رد : أيوه أنا المسؤول عن حالتهم ,, أهلا دوكتر تركي إزيك ؟؟؟
رديت بسرعه و أنا أصافحه : الحمد لله .
و تكلمت بسرعه قبل لا يسأل مره ثانية : وش صار على عزام يا دكتور ؟؟
استدرك عبدالمنعم الخطأ : قصده اللي صار لهم حادث ؟؟
دكتور مصطفى : واحد منهم اللي اسمه فيصل عنده كسر برجله و شوية كدمات أما التاني عزام دخلناه غرفة العمليات ,, اتطمن يا تركي الحاله مش خطيره بس فيه شوية زجاج بكتفه ,, يعني باختصار عملية تجميليه لا أكثر !!!!!
تنهدت براحه و أنا أسمع كلامه و كأنه شي كبير و انزاح عن صدري ..
أنا : الحمد لله و الشكر الحمد لله الله يجزاك خير يا دكتور ..
دكتور مصطفى : أنا ما عملتش حاقه ..
و كمل : دكتور عبدالمنعم فيه عمليه دلوأتي ...
عبدالمنعم : ان شاء الله الحين أجي ..
التفت لي عبدالمنعم بعد ما راح الدكتور مصطفى و قالي و هو يضغط على ايديني : الحمد لله تستاهل سلامته يا خوي ...
ابتسمت و أنا أرد عليه : الله يسلمك ..
راح عبدالمنعم صديق عمري لشغله و تسندت على الجدار ,, ما كانت إلا لحظات و شفت محمد ولد عمي ...
.
.
.
محمد : وش صار يا تركي ؟!!
تركي : ما بهم إلا العافيه يا بو فيصل ,, فيصل رجله انكسرت و عزام دخلوه للعمليات .
تجهم وجه محمد : عسى ماشر وش به ؟
أنا : شوية قزاز بكتفه ,, ميب صعبه ان شاء الله الحمد لله على سلامتهم ..
تنهد عبدالرحمن و رد : الله يسلمك ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة ,, هند ,, العشاء ,, عشر و نصف .
من يوم قال لي عبدالرحمن عن عزام أخوي نسيت الدنيا كله ,, أحس إنه به شي جاحدينه عنّ ,, قالوا لي إنه توه مسوي العمليه لكن عجزت أرتاح أبي أشوفه و أهجّد قلبي شوي ..
وقفت و دموعي على خدي : قلت لك أبروح يعني ابروح ..
عبدالرحمن : هند و الله إنه طيب و بعدين الساعه عشر و نص و البزران وين نحطهم ؟؟
أنا : البزران عند رونق ..
عبدالرحمن : يا بنت الحلال اهدي شوي ..
جلست و حطيت راسي بين ايديني و أجهشت بالبكاء : من كثر هالأخوان عليّ كلهم اثنين . حرام عليك ودي أشوفه وأرتآآآآآح .
وقف عبدالرحمن و الضيق باين بعيونه : طيب يله امشي ..
ما صدقت قمت بسرعه و توجهت لغرفة رونق ,, مع العلم إني ما قلت له عن فيصل يعني تحسب اللي بالحادث عزام بس ,, يا عمري هي موب ناقصه و ما ودي أزيده على همه هم ..
فتحت الباب بسرعه و أخذت عباته و لفيت نظري أدوره ,, لقيته على سريره ,, قربت له و بديت أكلمه : رونق انتبهي للبزران أبطلع ...
كانت منسدحه على فراشه و موجهه نظره للسقف ,, أقرب وصف يناسبه بذيك الحاله إنه كانت جامدة أو شبه ميته ..
جلست بجنبه على سريره و ناديته : رونق ..
لكن ما جاوبن إلا الصمت ,, مرت لحظات و أنا ألاحظه وموب عارفه وش أسوي به ,, هزيته و طاحت دمعته لكنه ما زالت كأنه جثه ..
يآآآآآآآآ الله يا رونق قسم إنه حالته تكسر الصخر بس وش بيدي ,, محمد و حلفت علي إني ما أكلمه ,, بس حالته كل ماله تسوء و هي ما تعرف مصلحة نفسه ,, إيه ما تعرف مصلحة نفسه و أنا لازم أتصرف ,, نزلت دمعتي و أنا أسمع صوت عبدالرحمن ينادين ..
انسحبت من الغرفه و أنا أهمس بداخلي : و الله ما تذوق عيني النوم لما أدق على محمد !!!!
انسحبت بهدوء عكس الضجه اللي دخلت به و لبست عباية رونق وناديت نور : نور ..
ثواني و كانت قدامي ,, أمرته تلبس البزران جزمهم ..
طلعت و البزران معي ببجايمهم لعبدالرحمن اللي بالسيارة ..
عبد الرحمن : خير وشوله جايبتهم ؟!!
رديت بعد ما استقريت بمكاني : خل نوديهم لهدى ,, رونق تعبانه !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الجمعة ,, ندى الساعه 11..
بعد ما سمعت صوت البزران نزلت و عرفت من أمي بسالفة الحادث ,, بيني و بينكم فرحت باللي صار لعزام ,, موب شر بي بس أكرهه و أكره اللي سواه و اللي قهرن أكثر إن نهى وافقت عليه ..
لكني ضاق صدري على فيصل ,, وش يبي بعزام يركب معه ,, بس الحمد لله إنه بس فيه كسر برجله يعني ما فيه شي خطير ...
: هيييييييييه !!
انتبهت على صوت أمي ,, و رفعت راسي : سمي ..
هدى ( أمي ) : وين وصلتي ؟؟
تنهدت و رديت : أفكر بالحادث ..
سحبت أمي كرسي و جلست و تكلمت : ما ودتس تروحين لم رونق ..
أنا : هالوقت !!
أمي : أخاف درت بفيصل و هي حالته هالأيام تكسر القلب .
أنا : بس أبوي !!
قامت أمي : ما عليتس من أبوتس أنا أقوله بس أنتي بسرعه جيبي عباتس .
قمت بسرعه و جبت عباتي و نزلت و أنا أشوف أبوي يلبس شماغه و عرفت إن أمي قالت له ..
أبوي : يله يا ميمتي ترا ما حنا بمبطين ..
رديت و أنا ألبس عبايتي : إن شاء الله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
رونق ,,
من صلاة العشاء و أنا بنفس مكاني ,, غرقت بأفكاري الكئيبه ,, تمنيت لو أموت بمكاني و أرتاح من هالدنيا و من هالهموم ,, تخيلت موتتي و تخيلت الصلاة علي و مراسم دفني ,, عشت مع خيالي ,, كنت أسمع أصوات البزران و صوت عبدالرحمن و هند بس تخيلت إن هالأصوات ناتجه من حزنهم علي بعد ما عرفوا بموتي ,, باختصار عشت الموته بعقلي و قلبي و كل جوارحي ,, مر الوقت لحد ما حسيت بإيد هند تهزن ,, ساعته بس تأكدت إنه كله خيال و حلم تمنيته و عشته و أنا صاحيه ,, طاحت دمعتي لما تأكدت إني للحين عايشه ,, تدرون ليه ؟؟ لأني عرفت إنه ما فيه مهرب من هالهموم ,,
حسيت بهند تطلع و كملت سيمفونية الصياح اللي بديته ,, خل أرتاح شوي ,, خل يطلع اللي بقلبي شوي ,, خل النار اللي بصدري تنطفي ,, لكن لا بالعكس بدل النار اللي بقلبي شبت نار بوجهي اللي احتقن من الصياح ,, قمت قاعده و درت نظري على الغرفه ,, طاحت عيني على سجادتي بأحد زوايا الغرفه ,, كانت مبعثره على الأرض و كأنه تنتظر أحد يملاه ,, لازم أطلب ربي و هو اللي موب مخيبن ,,
وقفت و أنا متجهه للحمام بس قبل مريت الباب عشان أقفله ,, ما أبي أحد يزعجن و أنا أصلي ,, أبي أطلب ربي و أشكي له همي و ما بي أحد يعرف وش كثر هالقلب دامي غيره ,, لأنه هو اللي يعرف وش بي و وش علاجي !!!!!!!
قفلت الباب القفله الأولى والقفله الثانية لكن هالقفله ما اكتملت لأن المفتاح صار بين ايديني ,, قربت القطعه من عيوني و أنا عاقده حواجبي باستياء : يووووه انكسر المفتاح ..
رميته على الأرض بإهمال و توجهت للحمام و أنا مخططه إذا خلصت مصليه أبطق على هند تفتح لي ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هند
دخلت المستشفى و أنا أمشي بخطوات متقاربه و سريعه حتى إني أحيانا أسبق عبدالرحمن ,, واجهنا أخوي تركي و سلمنا عليه ,, من شفته انفجرت أصيح مره ثانية ,,
تركي : و الله إنه طيب اذكري الله يا هند ..
عبدالرحمن : من أول و أنا قايلن له لا تخافين هذا عزام أبو سبعة أرواح ..
ضحكوا على تعليق عبدالرحمن و ابتسمت أنا و تكلمت : قل ما شاء الله لا تطيح أخوي ..
عبدالرحمن : عيني بارده ..
تركي : الحين تعالوا وشوله جايين و وقت الزيارة انتهى !!
رفع عبدالرحمن ايدينه و تكلم : أنا مالي دخل شف أختك !!
تكلمت بإصرار : و الله ما أروح لين أشوفه !!
تركي : اقصري صوتس فضحتينا و تعالي معي أدخلتس و أنت اقعد هنا ..
عبدالرحمن : يس بابا ..
.
.
.
توجهنا أنا و تركي للأصنصير و رقينا للدور الثاني ...
انتبهت لتركي و تكلمت : تركي صح أنت ما جيت إلا اليوم !!
تركي : ايه وصلت العشاء .
شهقت و ضربت صدري : أجل وراك لابس البالطوا لا تصير باشرت شغلك ؟!!
ابتسم تركي و رد : و الله إني ما نويت بس يوم دريت بعزام و فيصل و جيت للمستشفى لقيت حادث و لبست البالطوا و ساعدتهم عاد يوم اني اشتغلت وقعت مباشره ..
نزلت من الأصنصير و رديت : أشك !!
تركي : ترى أبهون و لا أوديتس لعزام .
رديت بخوف : لا تكفى !!
دخلنا على غرفة رقم 213
كان فيه عدة أسرّه و كل سرير عليه ستاره ,, فتح تركي أحد الستاير و دخل ,, دخلت وراه و شفت عزام يا بعد عمري ..
توجهت للسرير و مسكت ايدينه كنت أسأله أسأله متتابعه عن حالته لكني ما كملت لأن العبره اللي بحلقي طلعت ,, حبيت ايدينه و جبهته و خده و خشمه ,, درت نظري عليه و كأني أم تتفقد مولوده و هذا دوري من وفاة أمي و أبوي و أنا أمه اللي تراعيه و تخاف عليه من أدنى أذى !!
ابتسم عزام بتعب : بس يا هند ترا أبصيح معتس ..
ضربته مع بطنه و رديت : كل تبن بس !!!
تركي : ههههه هذا و أنتي خايفة عليه ..
قاطعت تركي : ما تقولي الحين وش عندك مسرع تبي تموتن و أنا حيه .
عزام حط ايده على ايدي و بدأ يمسح عليه : بسم الله عليتس يا أم عبدالعزيز لا تقولين هالحتسي ( هالحكي )
تركي : يقول فيصل إن السبب سرعه !!
عظ عزام على شفته و رد : استر علينا يا أخيي ..
أنا : اييييييييه الدعوه به سرعه !!
عزام : قسم لو تدرين وراه كان عذرتين ..
أنا : السرعه ماله عذر .
تركي : تكلم ليش مسرع ؟
عزام : و أنا طالع من المسجد لقيت فيصل عاد أماي مبطي عنه سلمت عليه و لزمت عليه يركب معي ..
تأفف تركي : اختصررررر !
عزام : المهم إنه دق علي رجل عمتي منيره و قال لي أنهم وافقوا و يوم دريت ما قدرت أمسك نفسي من الفرحه بديت أسرع من غير شعور أمر نصدم و بس ..
رفعت حواجبي و رديت : شكلنا نبي نهون عن العرس هذي بدايته !!
تركي : ايه و الله إنتس صادقه أجل مرة تخليك تصدم .
ابتسم عزام و رد : فديت الحريم اللي نهى منهن .
مديت ايدي و قبصته مع ايده : وجع يا قليل الأدب لو حنا نعرفه من زمان كان أشك إنك شايفه .
تركي : هند يله خلينا نروح تأخرنا على عبدالرحمن .
قمت من مكاني و رديت : أجل نمر فيصل .
تركي : فيصل طلع لبيتهم .
أنا : الحمد لله و الشكر لك يآآآآ رب .
عزام : أشك انتس فرحتي اني طيب كثر فرحتس بفيصل .
ابتسمت و رديت : موب عشاني و الله ,, أخاف هالمسيكينه رونق تموت لا درت إنه صاير له شــ.....
و انقطعت حروفي و أنا أشوف عيون تركي الشارده و الموجهه لي ,, تركي ما نساه و الله ما نساه ,, و حروفي حركت ذكرى له بقلبه ,, يا ربي ليه يتزوج أخته دام قلبه متعلق به ليييييييييييه ....
يا حياتي يا أخيي الله يعينك و ينسيك حبه يا حي يا قيوم ....
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ندى ,, 11 و ربع
من ركبنا السياره و فكري شارد ,, وشلون هند تترك رونق بالبيت الحاله و هي منغثه على فيصل ,, وهـ بس يا قلبي عليه ..
: كأنه جازت لتس القعده بالسياره ..
انتبهت لأبوي اللي يتكلم ,, و فتحت باب السياره و نزلت ,, رنيت الجرس و أبوي ينتظرن ,, مرت لحظات طويله و حنا ننتظر ,, غريبه رونق وينه ..
نادان أبوي و جيت لمه و سألن : وراهم ما يفتحون .
أنا : ما أدري .
أبوي : يمكن رونق نايمه .
رديت بكذب حتى ما يفكر ابوي اننا نرجع : لا مبكرين أصلا ما تنام هي هالوقت ..
نزل أبوي و بدأ يطق الباب و مع طق الباب بدأ قلبي يضرب ,, وين رونق لو مثل ما قال أبوي نايمه طيب وين نور وراه ما يفتحون أو يردون على الأقل ,, انقبض قلبي و أنا أشوف أبوي يتراجع على ورى لين وصل نصف الشارع و رفع راسه يناظر البيت يبي يشوف اذا الأنوار مفتوحه أو لا ,, لكنه عقد حواجبه و بدأ يحوقل : لا حول و لا قوة إلا بالله لا حول و لا قــ.....
قاطعته و أنا متوجهه له : يبه وش بك ؟؟
سحبن أبوي مع ايدي و مسكن من كتوفي و فتح باب السياره و ركبن ,, كانت ايديني ترتجف و أنا أتخيل الصدمه ,, رونق وش به وأبوي وراه تجهم وجهه ...
أقل من الثانية و استقر أبوي بجنبي ...
سـألته بخوف كبيييييير : يبه وش بهم ؟؟
أبوي : اصبري شوي ..
فتح أبوي جواله و دق الأرقام بسرعه و هو يتمتم بأدعية ,, ثواني و وصله الصوت و سمعته يتكلم : هلا أخوي ,, ايه فيه حريق بحي الـ...... تعرف شارع الـ......... مع تقاطع شارع الـ......... ادخل يمين ثم تلقى فله دبلوكس على ايدك اليسار ,, بسرعه يا أخوي تكفى طلبتك لا تبطون ..
" أحيانا اذا أردنا ما هو مقسوم لنا من الدولة قد نضطر إلى حشو كلامنا بكلمات استرجاء لأولئك العاملون عسى أن ينقذوا ما تبقى من حطام أرواح أحبابنا ,, أولئك هم جنود الوطن ,, هم الدفاع المدني "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رونق ...
كنت ساجده و خاشعه إلى أبعد الحدود لدرجة إني ما حسيت بالوقت اللي مر ,, لحد ما حسيت بشي ضاغط على صدري ,, رفعت من السجود و شفت الدخان اللي مالي الغرفة حاولت أقرأ التشهد لكن من الخوف ما قدرت ,, قطعت صلاتي و قمت بسرعه للباب ,, حاولت افتحه و ما قدرت ,, تذكرت إن المفتاح منكسر ,, طقيت الباب بكل قوتي و أنا أصرخ : هنننننننند ,, هنننننننننننننننننند ...
عبدالرحمن ,, فطووووووووووم ردي يا ماما فطوم كح كح ,, نووووووور نووووور افتحي لي كح كح كح
بهاللحظه خلاص ما قدرت ,, طحت على الأرض و أنا منكتمه ,, و الله موب قادره أصلب طولي أحس إني مخنوووووقه ,,
مرت لحظات و أنا أنتحب لحد ما حسيت إن الدخان وصل لمستواي ,, قمت واقفه أدور حل و لما حسيت ان الدخان وصل لحلقي جلست بسرعه و بديت أزحف متجهه للحمام دخلت و سكرت الباب و جلست على أرضية الحمام ,, لكن ما مرت لحظات إلا الحمام امتلى دخان ,, وقفت و رقيت على البانيو و طلعت وجهي مع الشباك و تشبثت بالحديد الحامي ,, كنت أسمع صوت عمي عثمان رجل أختي هدى ( عثمان ولد عم رونق لكنه من باب الاحترام تسميه عمي ) ناديته لكن صوتي راح من الصراخ كنت كل شوي أحس إني أنكتم زياده و أحس ان صوت عمي عثمان يبعد ,, شددت من قبضتي على الحديد و ضغطت وجهي على الحديد عشان أخذ أكبر قدر من الأكسجين ,, مر الوقت و حسيت بجسمي بدأ يرتخي أكثر و أكثر ........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
محمد ,, الساعه 11:35
كنت راكب معه بالاسعاف و قلبي يتقطع عليه ,, هذي بنتي اللي ما جبته ,, هذي رونق حياتي و عمري وروحي ..
وصلت و هم يركبونه بسيارة الاسعاف و عييت على عبدالرحمن يركب معه ركبت أنا و يا ليتي ما ركبت ,, كانت حالته تقهر القلب ,, جامده و كأنه جثه و وجهه أسود من الدخان ,, طول الطريق و دمعتي ما جفت أخاف يصير له شي ,, كنت بس أدعي على عبدالرحمن أكيد قافل عليه و لا ليه ما طلعت على الأقل للحوش ,, أوريه الكلب و الله ما تطب بيته عقب اليوم ...
وصلنا للمستشفى و نزلناه بسرعه ,, كانت عيوني مركزه عليه لدرجة إني ما كنت أشوف طريقي كثر ما أشوف عيونه المغمضه ,, همست بداخلي : يا رب انك تخلي لي بنيتي و تشفيه يآآآآآ رب !!!
دخلوه للغرفه و منعون أدخل معه ,,لكن ما قدروا يمنعون قلبي انه يدخل معه !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تركي
أنتم تعرفون إني وقعت مباشره اليوم لأنه كان عندنا حادث و بعد ما خلصنا من الحادث شفت عبدالمنعم مشغول باله و لما سألته قالي إن بنته تعبانه عاد أنا كسر خاطري و قلت له إني أبقعد مكانه ,, بالأول عارض لكن يوم اصريت عليه وافق و هو يتشكر ..
و من يوم طلعوا هند و عبدالرحمن رحت للطوارئ و قعدت أباشر الحالات ,, حاله سيئه و حاله أحسن الواحد يحمد ربه على الصحه و العافيه و هو يشوفهم !!
دخلت علي أحد الحالات كانت طفله بعمر العشر سنين ,, أقل وصف أقدر أوصفه به إنه جثه ما به أي ملامح للحياة .. كشفت على نبضات القلب و لقيته ضعيفه ,, استدعيت الاستشاري و أنا أترحم عليه و أدعي لأمه و ابوه بالصبر و الثبات ,, ما مرت الا ثواني و اكتظت الغرفه بالأطباء و الممرضات ..
تحركت وحده من الممرضات و بللت مناديل و مسحت بهن وجه الطفله ,, أقل من لحظه و تبينت ملامحه المورمه ,, و وجهه اللي مليان أثار زرقاء ,, من له قلب يسوي بالطفله كذا ..
تأملته و أنا عاجز عن الحركه ,, سمعت الدكتور ينادين : تركي إنت وائف ليه ؟؟ عاوز البنت تموت بين ايدينا !!
رجعت عيوني على الطفله اللي قدامي و تأملت ملامحه المحرمه علي حاليا و أنا موب عارف هو أنا أتخيل و إلا صدق هذي طـفـلـتــي !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد
مر وقت طويل و أنا أنتظر ,, كان الوقت صعب علي مره ,, لحد ما سمعت صراخ داخل الغرفه ,, ما كان صراخ بمعنى الكلمه لكن كان هواش رجال ,, مرت ثواني و طلع الدكتور و هو يهاوش ,, ركزت نظري عليه و تأكدت إنه تركي ,, توجهت له أدور عنده أي أمل عن شفاء بنيتي لكنه مر بسرعه متجاهلن و توجه لعبدالرحمن و مسكه مع ثوبه و بدأ يهزه و هو يصرخ : ليش ضاربه يا كللللب ...
تجمعنا و فكيناه عن عبدالرحمن و مسكته و أنا أحاول أفهم منه : تركي لا تفضحنا و اهدأ ..
تركي : خل الكلب أول يقولي وشوله يضربه ؟؟
عبدالرحمن اللي عصب من طريقة تركي : وش فيك أنت وش تبي ؟؟
محمد : تركي تكلم كلام واضح وش بك !!
تركي : تعال معي و شف وجهه كله كدمات زرقاء أكيد هو اللي ضاربه و الله هو !!!
طلع الدكتور فؤاد على أخر كلام تركي و تكلم : لا يا تركي ما تظلمش أخوها هي باين إنها من الحديد اللي كانت تحاول تتنفس منه ,, و بعدين حالتها لحد الآن بخطر يعني المفروض تأجلوا أي مناقشات لبعدين ..
محمد : طيب وش اللي صار له ؟
الدكتور فؤاد : احنا حندخلها العناية لأنها دخلت في غيبوبه بسبب استنشاقها كميه كبيره من الدخان ..
راح الدكتور بعد ما خلص كلامه ,, أما أنا تشبثت بالجدار لحد ما وصلت لأقرب كرسي ,, جلست عليه و ضغطت على راسي بإيديني و أنا حاسه بالضغط يزييييييييييييييد ........
.