.
الجزء التاسع :~
( يأس قاتل )
يقتلنا اليأس عندما يتوغل في أعماقنا ...
دايما كنت أحلم بهاليوم ,, يوم أكون فيه أنا الأميرة و ما أحد يشاركن
,, يوم أفرح من كل قلبي و كل اللي يحبونن حولي ,, دايماً أحلم بيوم
ملكتي ,, من عمر و أنا راسمة لنفسي صورة و أنا لابسه أحلى فستان
,, حاسه إني أعيش الموقف بأدق تفاصيله سمعت تبريكاتهم و حسيت
بقبلاتهم على خدي ,, وحسيت بإيدين الغاليه أمي وهي تضمنّ و شميت
ريحة الحنا من شعره ,, شميت ريحة البخور و سمعت صوت الفناجين
و غطرفة الحريم ,, شفت ابتساماتهم و فرحتهم اللي تشع من عيونهم ,,
كانت كل العيون عليّ ,, و كل أكف الضراعه لله يطلبون منه السعاده و
التوفيق لي و له ,, بينما أنا أخفض راسي بكل خجل و تتورد خدودي من
مجرد ذكر اسمه ,,
: وراتس يمه ما تردين ؟
رفعت راسي و شفت مريم ,, تلفتّ أدور أمي ,, سحبت نفس ,, و تلفتّ
مرة ثانية أدور أمي ,, لكن ما لقيته ,, وين البخور ؟ معقوله أتوهم ,,
أصغيت السمع ,, و الله إني سمعت الفناجين قبل شوي ,, رفعت ايديني
بتوتر لما ما سمعت شي و تحسست خدودي أدور على أثر أي روج يثبت
لي إن اللي صار حقيقه موب وهم ,, نزلت ايدي لمستوى نظري و تأكدت
إن كل احساس حلو عشته قبل لحظات كان من نسج الخيال ,, كانت أمنيات
و اندفنت بهالليلة ,, بمجرد ما قال ولي أمري قبلت ,, عجيب حال هالدنيا ,,
كلمة وحده " قبلت " لكن به هلاكي مرتين ,, مره أنا و مره أختي ,, امتلت
عيوني دموع ,, قهر إنك تعيش حياة حلوة و مجرد ما تفتح عيونك تتفاجئ
بالواقع ,, كل حلم بحياتي لازم أنساوه من الحين ,, اكتسان كل شعور سيء
بالدنيا و رفعت راسي لمريم و دموعي أخذت طريقه على خدودي ..
قربت مريم و جلست بجنبي : وش بتس يمه ؟؟
رديت و أنا أضرب صدري : هذا ضآآآآآآيق بالحيييييييل .
ردت و هي تمسح على ظهري : بسم الله عليتس ,, لازم الارتباك
يا عمري و بعدين كل البنات يرتبكن بيوم الملكة ..
رديت بلهفه : و محمد ما لان .
مريم : وش هالكلام يا مي الحين الرجال يتعشون و أنتي موقعه على
الدفتر بيدتس يعني أنتي زوجة تركي الحين و تبين محمد يتراجع وش
هالكلام !!
رديت بصراخ و أنا ماسكه شعري بكل ايديني : ما أبيه مااااااا أبيه ,
محمد ليش يغصبن عليه ,, تركي لرونق موب لي .
حطيت راسي بين رجليني و انفجرت أصيح ,, يا ترى يا أختي وش
حالتس هالحين ,, تاكلين ؟! تشربين ؟! لا لا أكيد منهاره ,, أنا أدري
انتس تحبينه ,, أدري انتس منصدمه من اللي يصير بس و الله موب
بيدي أنا رفظته ,, طحت عند رجلين محمد و ترجيته لكنه عيّا ,,
آآآآآآآآآآه بس لو تدرين ليه يا أخيتي محمد ملزم على تركي ؟؟ لأن
أبوي اللي عكر عليتس حياتس و قبلتس على أمي موضي وصّاوه
ياخذن قبل يموت ,, أكره أبوي هو السبب بكل شي يصير لنا ,, عمره
ما كان عاجبه إن تركي يخطبتس لأنتس ببساطه بنت الشامية ,,
كان دايما يحاول يقنعه إنتس ما تناسبينه و لو ياخذن أنا أحسن له
,, أكره إن أبوي يرخصن بهالشكل و أكره إنه يقلل من قيمة أختي
و روحي ,, عمري ما حبيته لأني أكره تعامله مع أمي و معتس يا
خيتي ,, و حتى خيانتي لتس كانت بسبب و بتعرفيبنه و بتعذرينن
يالغاااااااااااااااااالية ..
حسيت به تحط ايده على راسي : اذكري ربتس و تعوذي من الشيطان .
صرخت بقوتي : هو هو الشيطان و الله هو .
سحبتن مريم و ضمتن لصدره وسط مقاومتي له و بدت تقرأ و تنفث عليّ ..
فرغت كمّ من الصياح اللي بقلبي لكن و الله لو أصيح دم ما أفرغ كل
اللي بقلبي,, أكره أبوي أكرهه ,, حياتي تعقدت كله منه ,, ما ريحنا
وهو حي و لا بعد ما مات ,, سحبت نفسي من حضن مريم و طحت
على وسادتي ,, سحبت غطاي و غطيت جسمي كله و بديت أوّن تحت
الغطاء ,, أون ندم ,, قهر ,, حسافه على كل شي صار,, نفسي بشي
واحد بس ,, أبي الزمن يرجع لورا و أصلح كل شييييييييييييي هدمته !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شلت بطانيتي و حاولت أوقف ,, كان جسمي ينتفض بشكل موب طبيعي
,, تمسكت بالطاوله القريبه و سحبت رجليني سحب لحد ما وصلت لشنطتي
,, أنا أذكر إني حاطه البنادول هنا بس وين راح ؟؟
دورت بالشنطه على البنادول لكن تعبت و ما لقيته ,, كبيت الشنطه بالأرض
و طاحت أغراضي و ما كان البنادول معهن ,, تحاملت على نفسي و قمت
طلعت من الغرفه و أنا أتمسك بالجدران ,, حاسه بدوخه و جسمي كله
يرتجف ,, كنت بردآآآآنه , وصلت للمطبخ و لقيت نور تغسل المواعين .
تكلمت بعد ما جلست على الكرسي : نور عطين بنادول .
: لااااااا , لا تعطينه .
التفت للصوت و شفت هند واقفه عند الباب و حاطه ايده على خصره ,,
رديت : و الله راسي يوجعن أبيييييي بنادول .
مشت هند لحد ما وصلتن و حطت ايده اليسار على كتفي : حرام عليتس
خافي ربتس بنفستس ,, أكلتي ثنتين العصر و ثنتين المغرب و لا بعد
بنادول اكسترا ,, أنتي شكلتس ناوية تذبحين روحتس .
حطيت راسي على الطاوله بارهاق : و الله راسي بينفجرررر .
كنت أنتظر أي رد من هند أبيه ترحمن و تجيب لي بنادول لكني ما سمعت
أي رد ,,
رفعت راسي لهند و تكلمت برجاء : و الله إني أكلت البنادول من زمان
من المغرب و الحين الساعه عشر .
سحبت هند كرسي و جلست : لااااااااا , بتذبحين نفستس ,, و بعدين لو
تتركين التفكير و الله إن ترتاحين و يرتاح ذا (و أشّرت على راسي ).
: السلام عليكم .
التفنا أنا و هند للصوت و شفنا ندى بابتسامته ,, وهـ بس يا حبيله ,,
سلمت ندى على هند و قمت أنا بتثاقل و سلمت عليه ,, أحبه و أفرح
بشوفته لكن حاسه بشي قاعد على قلبي ,, صدري ضايق ,,
ندى : بسم الله عليتس وراتس حاره .
رديت و أنا أناظر هند : تعبآآآآآنه و أبي بنادول .
ندى و هي تتحسس ايديني : طيب كولي بنادول وش اللي رادتس .
هند : تخيلي يا ندى أكلت من العصر أربع بنادول اكسترا .
شهقت ندى و ضربت صدره : مهبوله أنتي تبين تموتين نفستس ..
أنا : و الله إن راسي مصدع و بردآآآآآآآنه .
سحبتن مي و هي تتكلم : تعالي تغطي و أنا أسوي لتس زنجبيل يدفيتس ..
دخلنا لغرفتي و هي ماسكه ايدي و قعدت أنا على سريري بينما ندى تفصخ
عباته ,,
أنا : غريبه أمتس طاعتس تجين عندي .
نزلت راسه ندى تفكر و رجعت رفعته و ابتسمت : لو تدرين وش سويت
عشان أجيتس ..
أنا : وش سويتي .
ندى : أولا أنا عارفه إني لو أقول لأمي من اليوم إلين بكرى موب طايعتن
,, عشان كذا قلت لأبوي ووافق و اتفقنا أنا و اياوه اننا نقول لأمي إني عند
بنات عمي عشان ما تعصب عليّ .
أنا : يا قويتس و طلعتي قدام أمتس و أنتي مكذبه عليه !!!
ندى : لا أصلاً أمي موب بالبيت رايحه تآزر أخته العروس .. وطلعت من
الغرفه ..
لاااااااااااااااا يا ندى لا تذكرينن و الله إني من اليوم و أنا أحاول أتناسى
لكن هيهآآآآآآآت ,, حاولت أنام عشان ما أفكر ,, و ما قدرت ,, ذبحن
الصداع و تمنيت الموت ,, حطيت راسي على فراشي و الهم على صدري
كبيييييييييير ,, نفسي أصيح أطلع لو جزء من هالهموم اللي بقلبي لكن ما
أقدر و الله اللي بقلبي أكبر من إني أعبر عنه بدموع ,, تركي بكيفه الرجل
بداله رجل ,, و الأيام تنسين إياوه ,, خل يروح بعد ما لعب بقلبي و ما
أقول إلا الله لا يوفقه ,, لكن أختي من وين لي بداله ,, لاااااااا و موب
أي أخت هذي مي يا عالم مي ,, يا ما صحنا مع بعض و ياما ضحكنا
مع بعض ,, دايما كانت تتضايق أكثر منّ إذا تضايقت ,, و إذا هاوشن
أبوي و صرخ عليّ ,, ألقاه تصيح بغرفته ,, وش اللي جاه و خلاه تقلب
ضدي أنا اخته ياناس أخته !!
شهقت ندى و حطت الصينيه على الأرض و سحبتن من فراشي : قوووووووومي
لا تسوين بنفستس كذا .
أنا : غصب عليّ و الله صعب عليّ أتخيلهم .
مسكتن ندى مع كتوفي و ثبتتن : كولي تبن لا تفكرين بهم و الله انهم ما
يستاهلون انتس تفكرين بهم .
و كملت : قومي الله لا يوفقهم قومي .
تلذذت بدعوة ندى ,, الله لا يوفقهم ,, آآآآآآآمين ,, خلاص الخاطر طاب
منهم ,, بس أبي أشوفهم بمثل حالي هذا أو أردى ..
قمت مع ندى وأنا أسحب بطانيتي ,, جلست بالأرض و صدري شاب ضو
بعكس أطرافي المتجمده ,, صبت لي بيالة زنجبيل و حطته قدامي ,, ثم
سحبت بطانيتي عنّ .
تمسكت بالبطانيه و رديت : لااااااا تكفين بردانه .
سحبت ندى الغطا و ردت : عليتس حراره موب زين تتغطين .
رجعت جلست بمكانه بعد ما أبعدت الغطا و تكلمت ,, يله سولفي عشان
ما تفكرين ,,
أنا : آآآآآآآآآهـ بس لو تدرين بالنار اللي بقلبي .
ندى : خيرة يمكن اللي صار لتس خيره .
انفعلت من كلامه : أي خيرة الله يخليتس ,,
ندى : و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم .
أنا : خيرة موتة أمي و أبوي !!
نزلت راسه ندى و تكلمت : لا تركي و زواجه من ميوووه ..
أنا :وربي أكرههم اثنينتهم لكن ودي أبرد قلبي بهم .
رشفت ندى من البياله و ردت : ما جيت لمتس عشان تسولفين بهم و
تضيقين صدرتس ,, انسيهم ..
أنا : يا ليت أنساهم و ياليتهم همي الوحيد !!
نزلت ندى البياله و ردت : وشي همومتس الثانيه .
كأني تذكرت شي : تذكرين يوم كنّا بالأستراحه .
ندى : ايه وش فيه ؟!!
أنا : يوم أروح للمسبح ,, أنتي وين رحتي ؟!!
تنهدت و نزت راسه : أمي الله يهديه فقدتنّ و دقت عليّ تبين أجي لمه
,, شكله شكت إني معتس ,, بس الله يوفقه ناديه غطت عليّ عند أمي ..
أنا : أها ..
ندى : طيب و بعدين ..
رديت : لا بسسسسس ........... تدرين أبقولتس عشان لا سوى شي ما
تشكـّين بي ..
ندى : وش تقولين لي و منهو ذا اللي تحكين به ..
نزلت راسي أفكر و بعدين رفعته : أبقولتس بس لا تقاطعينن !!
ندى : لحظه ,, اشربي أوّل بيالتس بعدين تكلمي .
رفعت البياله و ارتشفت شي بسيط من البياله و رجعته للأرض و
بديت أقول القصه لندى ....................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درت نظري على الجالسين بالمجلس ,, أمي منيرة و هدى و أسماء
و مريم و بنات محمد أمجاد و نوف ,, هذي عاداتنا ,, الملكه مختصره
أهل العروس بس و بدون بزارين بعد ,, من عرفت بهالفرحه اللي
بتدخل على أختي و أنا فرحاااااااااانه له ,, لكن شي كسر الفرحه بداخلي
,, لما لحقت مريم لغرفة مي سمعت صرخته ,, ليش هي زعلانه بيوم
المفروض يكون من أجمل أيام حياته ,, لا يكون مغصوبه عليه ,,
ما أدري و الله ما أدري ..
: يله يا نهى مشينا .
التفت لأمي منيره اللي تكلمنّ و رديت ببلاهه : هاه !!
أمي : بسم الله عليتس يا بنيتي أقول مشينا يله .
قمت و أخذت عبايتي و بعد ما و دعناهم و طلعنا أنا و أمي رافقتنا
مريم لباب البيت و هي تشكّر لنا على الزيارة ,,
وصلنا لباب الشارع و عباتي على كتفي و أنا لافه طرحتي و نقابي
بيدي ,, رنّ جوالي ,, وطلعت أمي بديت أحوس بالشنطه أدوره ,,
يوووووووووه متى بس أبرتب أغراضي دايما حوسه ,, أوووف ..
أخيراً لقيته ,, أخذته و ضغطت على زر الرد و حطيته على أذني و
رفعت راسي و أنا أهلي بصديقتي أشواق اللي متصله : هلا و اللـ ...........
انصدمت من اللي قدامي و التفتّ بسرعة ,, و عطيته ظهري و رميت
طرحتي على وجهي و رفعت عباتي على راسي و أنا ناسية نقابي اللي
بين ايديني ,,
و التفتت و أطرافي ترتجف ,, لقيته منزل راسه : السموحه يا بنت العم
بس ترى هذا باب الرجال و اتجه للباب اللي يدخل على البيت ...
طلعت و ايديني ترتجف و لقيت السيارة عند الباب مسكت مقبض باب
السيارة و فتحته بصعوبة و رميت نفسي بالمقعد الخلفي ..
: شفتي خواتس و نسيتي تسلمين عليّ ,, إيه الله لنا !!
انتبهت لكلام عبدالرحمن و ضحكت على كلامه و رديت : و الله ما انتبهت
لك العذر و السموحه يا بو عبدالعزيز ..وش أخبارك ؟؟
عبدالرحمن : لا بدري على وش أخبارك ؟
أنا : هههههه وش أسوي توي أنتبه لك .
أمي : بعذرتس بلاتس هالتكليم بالجوال ...
يووووووه تذكرت أشواق لطعته على الخط ...
رفعت الجوال و حطيته على أذني : أووووووووووف هالغبيه وين راحت .
ضحكت على كلام أشواق اللي شكله طفشت من الانتظار و تكلمت : من
الغبيه أنتي و وجهتس .
أشواق : خالة جدي ,, بسم الله أنتي وين رحتي ..
أنا : أشواق معليش أنا بالسياره فارقي و إذا وصلت كلمتس .
أشواق : طيب عمتي ..
ابتسمت على رد اشواق المقهورة و رديت : مع السلامه .
سكرت الخط و انخرطت بالسواليف مع أمي و عبدالرحمن ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
: حقيييييييييييييييييييييير الله يلعنه الكلللللللللللب .
أنا : أصصص قصري صوتس لا تسمعتس هند .
ندى : خل تسمع و تشوف وش سوى أخوه الكلب ..
أنا : ندى لا تخلينن أتحسف اللي قلت لتس .
ندى : مهبوله أنتي هذا إذا سكتي عليه أكثر يبي يتمادى ..
أنا : ندى الله يخليتس افهمين ,, دام إني ما قدرت أثبت برائتي ما أقدر
أقول لأحد عنه ..
سحبت ندى شعره بعصبية و ردت : الله يااااااخذه ان شاء الله و إذا
ما قدرتي تثبتين برائتس بتسكتين هاه قولي بتسكتين ؟؟!!!
رديت على الحاح ندى : أووووف ندى لا تقلبين راسي , تدرين ما بيدي شي ..
ندى : و أخيراً دق ابوي خل أروح قبل لا تجننينن !!
قامت ندى و قمت معه سحبتن و قعدتن على فراشي : نامي و لا تفكرين
بشي و الكلب ذاك خليه عليّ !!
فكيت إيدينه عنّ و تكلمت و أنا رافعه إصبعي بتهديد : والله ثم و الله إن
قلتي لأحد شي إن لساني ما يقابل لسانتس ..
ندى : كولي تبن يالعنييييييييييييييده ,, موب قايله لأحد بس أبدور حل ,,
مع السلامه ,, ونامي لا تفكرين .
طلعت ندى و حطيت راسي على مخدتي : اللهم بك وضعت جنبي و بك
أرفعه ................
تقلبت على فراشي بعد ما قلت أذكار النوم لكن النوم وين و أنا وين ,,
رفعت ايدي و شفت الساعة 11 ,, تو الليل بأوله يا ربي ريّح قلبي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
دخلت غرفته و لقيته على سجادته ,, كانت هاله من نور ,, شكله بجلال
الصلاة يوحي بالروحانيه والطهر و الاطمئنان ,, أسلم عليه و إلا أتراجع ,,
بس أنا جايه عشانه كيف أتراجع ,, أبي أعرفه أكثر مهما كان هذي أختي ..
كأنه حست بأحد يراقبه و رفعت راسه لي .....
أنا : تقبل الله .
فزت واقفه و ردت وهي تفصخ جلاله : منا و منكم صالح الأعمال .
قربت له و سلمت عليه ,, ضميته بحب و ما فاتن رجفة جسمه ,, كانت
إيدينه بآآآآرده ,, و كانت تناظرن باستغراب ..
أنا : وش أخبارتس ؟
رونق : بخير الحمد لله ,,أنتي وشلونتس ؟
رديت : تمام الحمد لله ,,, أأأ.... أنتي أكيد مستغربه من زيارتي بس..
رونق : لا البيت بيتس متى ما بغيتي تجين تعالي حياتس الله .
مسكت ايدي و اتجهت بي لبرى غرفته و تكلمت : حياتس تعالي للمجلس .
أنا : لا تكفين خلينا هنا .
التفتت لي مستغربه ..
رديت : أنا ... أ...أأ ودي انتس ما تستحين منّ و تعاملينن كأخت ..
ابتسمت رونق و ارتحت مع هالابتسامه ,, باين شكله تعبانه و مرهقه ,,
رونق : طيب اجلسي يا خيتي ..
الله يا حلو هالكلمه " أخيتي " دايما أتمنى هالكلمة ,, الحمد لله يارب
على هالنعمه ..
ما حسيت بنفسي و أنا أقول لرونق اللي بقلبي : تصدقين يا طعم هالكلمه
" أخيتي " و الله إني طول عمري أتمنى هالكلمه ..
تنهدت رونق و ردت : آآآآآه و الخوات وش يجي منهن غير الهم ..
حسيت بكلمته طالعه من قلبه ,, وش بيجيه من خواته ,, هدى كبيرة و
عاقله و أسماء دينه و كبيره بعد و مي هاديه ,, آآآآهـ بس لو أعرف
سر حياتس يا رونق ؟!!
أنا : تدرين طول عمري أتمنى أشوفكم لكن أبوي الله يرحمه دايماً
يوعدن و توفى و هو ما نفذ وعده ..
رونق : الله يرحمه , طيب ليش ما يبيتس تتعرفين علينا .
تنهدت و رديت : كان ...
و كملت بتردد : ما يبي زوجته تزعل ..
رونق : إيييييييش !!
: يخاف أمي موضي تزعل ,, هه ومن متى و أبوي يهمه شعور
أمي موضي !!
أنا : قالوا لي إنه يوم تزوج عليه جاه السكر لأنه تركه هي و عياله
يعني نساهم و يوم تركته زوجته الثانية رجع لأمتس موضي فترة
بسيطه و تزوج أمي و يوم ماتت أمي ما قدر يقول لأمتس موضي
لأنه جاه اللي يكفيه من أبوي .. و أبوي الله يرحمه كان قآآآآآآسي ..
رونق : الله يرحمه .
أنا : تدرين حتى العيد ما أفرح به مثل الناس أمي منيرة تجي عندكم ,,
و أبوي مقعد ,, يعني لا تلومينن لو فرحت بكم هالكثر مع إني
متضآآآآيقه إني أنا و خواتي ما نعرف بعض .
ابتسمت رونق و تكلمت : خواتس و هذاتس تعرفتي عليهن .
رونق : أمتس مصريه صح ؟!
أنا : ايه و أنتي أمتس شامية ؟!
ارتبكت رونق و ردت باقتضاب : ايه .
أنا : تدرين يمكن ما أحد يعرف شعوري كثرتس لأن حياتنا متشابهه .
كملت : إذا سولف أبوي عن أمي ما ودي يسكت ,, نفسي أشوفه و
أشوف طيبته و جماله اللي قال لي عنهن أبوي ..
: رونق أكيد عشتي الموقف ,, أكيد تمنيتي اللي تمنيته .
رونق : آآآآآهـ ,, عمر أبوي ما جاب لأمي طاري , لكنه دايماً ياخذن بذنب
أمي , عمره ما نادان بإسمي ,, دايماً ينادين بجنسية أمي و كأن
" بنت الشامية " صار اسم يناسبن أكثر من رونق ,, عمره ما كان
أبوي إلا بالإسم ,, و عمري ما عرفت لي أبو غير محمد ..
رديت : طيب ليش ياخذتس بذنب أمتس و بعدين أمتس وش سوت ؟؟
لا حظت نرفزته من سؤالي و فزت واقفه : دقايق أجيب القهوه ....
تيقنت إن خروجه ما كان بسبب القهوه ,, لا كان تهرب من سؤال جرحه
بالصميم ,, يا ليتي ما تكلمت ,, و لا فتحت افمي ...
رجعت و وراه الشغاله شايله القهوة ,, و جلست بجنبي و حطت الشغاله
الصينيه قدامنا ,, صبت لي فنجال قهوة و قربت لي التمر ..
قررت أغير مجرى الحديث ما أبيه تتضايق ..
أنا : رونق شكلتس تعبانه .
رونق : لا بس........ ما تغديت ..
أنا : لا تصيرين تسوين رجيم ؟!
رونق : لا ويني و وين الرجيم !!
رفعت فنجالي و تكلمت : لا تجحدين عادي اعترفي ,, إيه صح أكيد تسوين
رجيم عشان العرس !!
رونق : أي عرس ؟
أنا : عرس مي نسيتي !!
طاح الفنجال من رونق و شهقت : إيـ........ــش
أنا : عرس مي و تركي .
لاحظت إنه سجت شوي و رجعت بسؤال : مـ....ـتى ؟
أنا : وشو ؟
رونق : ا...اا..الـ......ـعـ.....ـــرس !!
رديت بعد ما ارتشفت رشفه من الفنجال اللي بايدي : بعد اسبوعين
ببيت محمد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مرت أيام وهي على حاله من تقوم من النوم و هي تتصرف
بغرابه ,, تتصرف زي ما نقوله و كأنه رجل آلي ,, حسيت إنه ضعيفه
أشبه بالحمامه ,, توجع قلبي حالته ,, و أكره أشوفه بهالضعف ,,
زارته ندى و نهى و أسماء ,, يسلونه شوي و من يطلعون ترجع على
حالته ,, نفسي أريحه و أسويله أي شي يرجعه رونق الأولى ,, لكن
و الله موب بايدي و اللي سوته مستحيل أقدر أغفره له ,, كسرت قلب
أخوي و ذبحت عمي و زوجته ,, أرحمه أحياناً و أحقد عليه أحيانا ً ,,
لكن ما تطول لحظات حقدي لأني عارفه إن صغر سنه هو سبب غلطته !!
: هند .
انتبهت لعبدالرحمن اللي واقف وراي و التفت عليه : هلا و الله .
عبدالرحمن : هلا بتس ..
قربت و أخذت شماغه و عقاله و علقتهن بمعلاق الصالة ,, و جلست
بجنبه ..
أنا : أخبارك و أخبار الشغل اليوم ؟
رد عبدالرحمن بعد ما حاوطن بإيده : تعب بس الحين ارتحت .
ابتسمت و أنا أتذكر الكلام اللي ناويه أقوله لعبدالرحمن ,, أحسن شي
أقوله الحين ما دامه رآآآآآيق ..
أنا : عبدالرحمن ودي أطلب طلب بس لا تردنّ .
عبدالرحمن : تم إذا ما فيه طلعه من البيت و لا دفع فلوس !!
ضحكت عليه و رديت : لاه يعني لو أبي منك فلوس منتب معطين ؟!!
سند عبدالرحمن ظهره و حط ايدينه تحت راسه و تكلم : الفلوس و صاحب
الفلوس حلالتس .
وهـ بس يا حبي له ..
أنا : طيب وش رايك نروح اليوم للاستراحة عشان رونق تغير جو !!
تنهد عبدالرحمن : لا خليه يوم ثاني ,, رونق يبي ياخذه فيصل اليوم العصر
,, قولي له ..
الحمد لله فرحت بفيصل ,, أدري إنه ما أحد يقدر على رونق كثره ,, من بعد
أبوه طبعاً لكن أبوه حالياً ما يكلم رونق ,, الله يعين على هالدنيا بس !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
صليت العصر و انطلقت لبيت عمي عبد الرحمن ,, ودي أطير و أوصل بيته ,,
مشتاق له بالحييييييييييل ,, آآآآآآآآهـ ,, متّ و أنا أترجى عمي يخلين أخذ
رونق ,, و بالموت طاع ,, اللي يسمعه يقول ألماس ميب رونق ,, ابتسمت
على كلامي اللي أنا نفسي من اكبر المعارضين له ,, و الله إنه أغلى من
الألماس ,, الله يخليه لنا يآآآآآآآآآآآآآ رب ..
وقفت عند الباب و رنيت الجرس ثواني و فتح لي عزوز : هلا و الله بأبو
عبدالرحمن .
عزوز اللي نفخ صدره لما سمع كنيته اللي يحبه " ابو عبدالرحمن " : هلا
بك أنت ..
: تفضل يا فيصل .
دفيت الباب و دخلت للحوش ,, لقيته واقه قدامي و عليه جلاله : وش أخبارك
يا فيصل ؟
نزلت راسي و رديت : بخير الله يجزاتس خير أنتم وش أخباركم ؟
هند : الحمد لله , والديك وش أخبارهم بشّر عنهم ؟
أنا : بخير الحمد لله .
هند : و خواتك ؟
أنا : بخير الحمد لله ,, أجل وين عمي ؟
هند : طلع يصلي و لا رجع .
أنا : طيب قولي لرونق يله ..
هند : تفضل تقهوى يا فيصل .
أنا : زاد فضلتس ,, و الله إني مستعجل .
دخلت هند و هي تتكلم : ثواني و تطلع .
طلعت و ركبت سيارتي ,, عطرته و رتبت مذكراتي ,, تذكرت كلمت
رونق : (سيارتك مزبله يا خي رتبه شوي ) و ابتسمت على هالذكرى ..
: السلام عليكم .
التفت و أنا مستغرب من الصوت ,, كأنه صوت رونق لكن هالمره فيه
بحه ,,,, لااااااا حتى الجسم ,, نحفت بشكل فضيع ,, يآآآآآآآآ ربي وش
صار له ..
مسكت ايده بين ايديني و رديت السلام : و عليكم السلام ..
: رونق تعبانه ؟!
تنحنحت و ردت : لا ما بي شي .
تركت ايده و حركت السيارة ,, مشيت و بالي مشغول عليه ,, ما أدري
هي تعبانه و إلا لا , طيب أوديه للمشوار بدون ما أقوله أنا آخذه لوين ..
: وين رايحين ؟
كنت مركز بطريقي لكن من تكلمت انتبهت له و رديت : رونق ما تبين
تشوفين أبوي ؟
اعتدلت بجلسته بعد ما تكلمت و ردت : وشلون ؟!
أنا : ما يبيله نروح لبيتنا .
رونق : هو قالك ؟!
أنا : و أنتي منتب رايحه إلا إذا قالتس هو ؟
نزلت راسه و حسيت الإنكسار بصوته : طيب أخاف .......
قاطعته : وصلنا , انزلي سلمي عليه .
رونق بترجي : طيب انزل كلمُه و أنا أجي بعدك .
فيصل : لاااااااااا أقولتس انزلي ,, و بعدين هذي مشكلتس ليش صرتي
ضعيفه ,, حاولي على الأقل تحلين مشاكلتس بنفستس ..
فتحت الباب منهي الحديث و درت على السيارة و فتحت الباب الثاني من
جهة رونق ,, مديت له ايدي و مسكته ,, لاحظت رجفة ايده ,, رونق
خآآآآيفه ,, حسيت إن الموقف صعب عليَه لكن لازم تصير قويه ,,
نزلت و وقفت وراي بينما أنا طلعت مفتاحي أفتح باب الشارع ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
باقي أربع أيام على العرس و هذي إلى الحين مسكره على روحه
و ما تبي تشوفنّ ,, أحياناً أحس بالذنب , و أتحسف إني أجبرته
على هالزواج لكن موب بايدي ,, أبوي قاله العام بمجلس أبو خالد
إن تركي لبنتي ,, و الناس كلهم يدرون إن تركي خاطب بنت أبو محمد
لكن ما يدرون أيهنّ ,, و لو ما تزوج تركي مي كان قالوا الناس ما خلاه
ولد عمه إلا هو شايفن عليه شي ,, و تركي طابت نفسه من رونق و ما يبيه ,,
و بعدين لو ندور الدنيا كله ما نلقى مثل تركي يكفي إنه انتخى و قبل بعرض
أبوي ياخذ مي على أساس كله زل به لسان ابوي العام ..................
قطع عليّ تفكيري صوت عبدالله : يبه تكفى أنت مواعدن .
انتبهت لفنجالي اللي برد و أخذته و شربته مره وحده و رديت على عبدالله
اللي ما تخلص طلباته : وش تبي اخلص عليّ .
قرب عبدالله و حب راسي : يبهأبي سيكل تكفى .
رديت بملل هذا عبود آخر العنقود شكلي دللته بزيادة : عندك سيكل .
عبدالله : حقي قديم و بعدين أبي زي حق صالح ولد عمتي هدى !!
رديت و أنا أحاول أنرفزه : لا صرت كبر صالح تعال أشري لك سيكل .
رفع عبدالله اصبعه و هو يحلف : و الله إنه هو بسادس و أنا بخامس
يعني هو أكبر منّ بسنه .
اخفيت ابتسامتي و رديت : يصير خير .
عبدالله : يعني تبي تشري لي .
لااااااااااه شكلي أنا اللي هالمره تنرفزت : قم انقلع لا تزن على راسي .
قام عبدالله و هو مرعوب و طار للحوش ,, مع طلعته سمعت صراخه ,,
من لقى هالمطفوق ..
: السـ.......ــلام عـ...ـلـ...ـيـ...ـكـم .
رفعت راسي ,, كانت واقفه قدامي بعباته ...
يآآآآآآآآآه ولهت عليه بشكل هذي بنتي حياتي صار لي فوق شهر ما شفته ,,
ودي أطير وأضمه و أحبه ,, فزيت واقف ,, لكن شي منعنّ ,, بنتي غلطت
,, بنتي نست تحط لي حساب و مشت ورا رغباته ,, ذبحت أمي و أبوي ,,
بس هذي بنتي و الله إن قلبي اشتآآآآآآآآآآآق له بشكل ..
تقدمت لي وضمتن و تكلمت و صوته تحشرج مع الصياح : يبه سامحن
تكفى يبه الله يخليك سامحن و الله بـ...ــمـ...ـوت.
نفسي أضمه لكن صوت أبوي عند أذني " هذي بنت الشامية " ,, نفسي
أبعده عنّ ,, هذي اللي ذبحت أمي و ابوي هذي اللي كانت تبي تشوه
سمعتنا بدون أي مبالاة ,, بدّت رغباته على سمعتنا ,, خانت ربه و خانتنا
,, ما كان فيه شي ناقصه ,, حاولت أحرك ايدي كنت أبي أدفه أبعده عنّ
هذي قذره ,, نجسه ,, لكنه تشبثت أكثر بصدري و صارت تصيح بصوت
عالي كأنه ضايعه و استدلت ,, كان أنينه موووووجع ,, بنتي تتوجع ,,
آآآآآآآآآآآهـ يا رح أبوتس و قلبه ,, بنتي اللي ربيته بيديني و وثقت به بنتي
اللي ملكت قلبي و عقلي بطهره و عقله الرزين ,, بنتي حزينه ,, لكن
لاااااا بنتي ما تغلط هالغلط هذي موب بنتي هذي " بــنــت الــشــامــيــة "
ما كنت أقدر أحرك ايدي ما أقدر أدفه و أبعد عن لأن قلبي ما يطاوعن و لا
أقدر أقربه لي و أضمه أكثر لأن عقلي رافض إني أسامحه ..
ما لقت قدامه إلا صخر جلمود ,, لا إحساس و لا دفا ,, كأنه استشفت إنه
موب هذا أبوه محمد لا هذا نسخه أصغر من أبوه عبدالله و رفعت راسه تتأكد
من هالشخص المتمثل في صورة أبوه ,, لكنه سحب نفسه بمجرد ما تلاقت
عيونهم ما عنده استعداد انه يخون عقله لأنه بمجرد ما يشوف دموعه
بيتراجع عن كل موقف اتخذه ضده ,, و بيسامحه على كل أخطائه الفادحه ..
انسحب من الصاله بهدوء و هو إلى الآن ما فتح أفمه بكلمه ,, دخل مكتبه
و سكر الباب ,, تسحب لحد ما وصل المكتب و حط رأسه على الطاوله ,,
يحبه يا عالم هذي بنته هذي روحه ,, حيآآآآآآآآآآآآآآآآته ,,
رفع راسه على صوت طق الباب و مسح دمعه تسللت من عينه ,,
محمد : نعم .
فتح فيصل الباب و دخل : يبه تامر على شي .
محمد و هو مشغول بأوراق بين ايدينه رد بحزم : لااااا .
فيصل : طيب عن اذنك .
طلع فيصل و رمى محمد الأوراق من بين ايديه ,, نفسه يقوله انتبه له
,, بس ما قدر ,, رفع ايدينه و ردد بهمس وهو رافع ايدينه " الله
يحفظتس و يريح قلبتس يآآآآآآآآآآرب "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نهاية الجزء التاسع ..
" لا تحرموني من تعليقاتكم الرائعه "
.