كاتب الموضوع :
وداعا أيتها الحياة
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
كبريت كبريت
كبريت كبريت
أسير في طرقات السماء
وعلى السحاب أركل الغبار الثلجي
وأتذكر أغنية
كبريت كبريت.. بائعة الكبريت
فتاة صغيرة تبيع الكبريت في الطرقات
والبرد قاسي وقارص..لا يرحم
تتجمد أطرافها.. تحاول الاختباء منه
في الركن بين البنايتين ترقد
تشعل عود ثقاب.. تتلمس فيه الدفء
يأخذها نوره إلى عالمها المبتغى
حيث جدتها تحكي لها الحكايات..بجانب المدفئة
وكلما ينتهي نوره ودفئه القليل..تشعل غيره
أفكر وأنا أشاهد..هذا الفيلم الكارتوني
كان قربه مثل هالة الضوء الدافئة المنبعثة من الثقاب
متقطع ولكنه دافيء..يكفيني
يأخذني إلى عالم جميل كم تمنيته..يتحقق فقط في قربه
وارتجف ..من الخوف
ماذا سيحدث..ما مصيري..إن لم يظل معي رفيقي
بكيت فتاة الكبريت..كما بكاها الملتفون حولها
تجمد جسدها..وتوهجت روحها
ظلت مع جدتها..بحكايات لا تنتهي ودفء سرمدي
مسكينة أم محظوظة
هي..وجدت عالمها..وعاشت سعيدة
فقدت دفئ الأرض..وغمرها دفء السماء
وأنا..لم أحصل من الاثنين إلا قليلا
ثم..آلام الفقد تطاردني
فتاة مسكينة..أنا..مسكينة حقا
هذه الدموع أذرفها لأجلي..وهذه لأجلها
فتاة الكبريت
كم هو مؤلم..أن يموت طفل
من البرد
أنت تبكين فتاة كارتونية
وتغفلين عن آلاف الحقائق
ماذا..من تقصدين؟
تعالي..كي تشاهدين
بنفسك..
انظري..
هؤلاء الأطفال أين ينامون
في هذا البرد القاسي
كيف يموتون
هلا رحمتيهم..فلا تزيدنهم سقيعا
بمطرك الكثيف
وهؤلاء كيف يحترقون
تحت لهيب الشمس مطاردون
وفري مطرك لهم إذن!
وفي عناد الحروب..كم من طفل ينتهي؟
أهذه أسباب بكائك؟
بل إحداها..أصعبها..أكثرها إيلاما
أتريدي معرفة المزيد؟
لا..لا..لا..حتى الصراخ.
يكفيني ما رأيت
أنت لم تشاهدي إلا أقل القليل
ولكني عرفت.. سبب تحول مطرك..
لدمع كثيف.
انزليني ألاقي مصيري
أعاود السير في طريقي
ولا شأن لك بدموعي..مطري
لم أعد أقلق بهذا الشأن
ماذا تقصدين؟
تذوقي دموعك
ماذا فعلتي بها؟
أنا..لم أفعل
لقد عكرتها بملوحتك..اتلفتي صفائها
بل أعدتها لك..كي تستطيعين العيش
وسط جموع البشر
أنا أكرهك
وأنا أحبك..لذلك فعلت
أعاود المسير..أحاول
ترتجف قدماي.. اتعثر
ثم أتماسك..وأمشي بخطى وئيدة.
|