06-12-10, 09:35 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
السلطانة ملكة الإحساس |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
<<<سوء الظن>>>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<<<<<<<<<<سوء الظن>>>>>>>>>>>>
كانت سارة جالسة على الكرسي المغطى بالقماش ألكحلي الذي يغطي كافة المقاعد في قاعة الزفاف ...ورغم أصوات أهازيج الزفاف من هتاف وهلاهيل وغناء ورقص لم تستطع أن تنتشل نفسها من أفكارها التي سافرت الى صديقتها المقربة نجوى ..كم كانت قلقة عليها بعد أن تحادثتا اليوم على الهاتف ....نظرت الى بنات عمها اللواتي يرقصن على أنغام الموسيقى الراقصة يبتسمن سعيدات فاليوم وبعد طول انتظار تزوج أخوهم الوحيد ...وبعد أن خرج العريس الذي أرتدي الحلة الأنيقة التي أبرزت وسامته تاركا عروسه الجميلة تجلس كالملكات على الكوشة الجميلة الملفتة للنظر....أشارت إليها عمتها لتنضم الى جموع الراقصين في هذه المناسبة السعيدة ...حيث آخذت النساء راحتهم بعد خروج العريس فخلعوا عباءاتهم الطويلة وحجاباتهم الساترة ليحتفلوا بهذا اليوم السعيد...لكنها هزت رأسها بحياء لعمتها وبنات عمها اللاتي أشرن لها لتلتحق بهم ...فهي لم تستطع أن تبعد أفكارها عن صديقتها المخلصة تفكر في حل لمشكلتها التي طلبت منها مساعدتها فيها ...........لا تدري لماذا ولكن شعور غريب دفعها أن تنظر الى عماتها فرأتهم يتهامسون وهم ينظرون إليها ..نظرت الى ملابسها عسى أن يكون فيها مشكلة ولكنها وجدتها نظيفة وأنيقة وتليق بعمرها البالغ سبعة وعشرين عاما ...قالت لنفسها لابد أنها مخطئة..كان لابد أن تقف لتشاركهم ولو بالتصفيق فالكل يعلم كم هي فتاة متصفة بالحياء والخلق ...لكنها أرادت أن تقف وتشاركهم فرحتهم فاليوم زواج ابن عمها ..الذي دأبت على اعتباره أخوها التي تكن له كل الاحترام ....أرادت أن تقف و تظهر فرحتها بزواجه بهذه الفتاة التي تعرفها جيدا فقد كانت معها في الكلية وكم سعدت لزواجها من أبن عمها فكلاهما جوهرتين ويليقان ببعضهم البعض...ولكن مشكلة نجوى ما زالت تشغل بالها تحاول أن تجد أي طريقة لتساعدها ولو قليلا ...ولاإراديا ً تسربت تقطيبه على جبينها وتسلل حزن الى عينيها فنجوى صديقتها الوفية دأبت على الوقوف معها.. تذكرت أطفال نجوى الصغار الذين يتقافزون حولها منتظرين الحلوى التي تعطيها لهم دائما ...
انتبهت مرة أخرى الى عماتها ينظرون إليها بنظرات هي مزيج من الشفقة والسخرية ...أحست بقلبها يتخبط بين أضلاعها لماذا ينظرون إليها بهذه الطريقة ...كانت همساتهم التي توضح بدون شك أنهم يتكلمون عنها ...تدخل الحيرة إليها وأحست بوحدة وغربة بين هذه النظرات التي ترمقها.. والذي قتلها هو أن أمها الجالسة قريبا من عمتها ترمقها بنفس النظرة ولكنها مشفقة وخالية من السخرية التي تنطق بها وجوه عماتها ...شعرت بالارتباك وهي تعي أنهم أدركوا أنها تنظر إليهم مستغربة من النظرات الغريبة ...فكفوا عن الحديث ..شعرت برغبة في الفرار ... ولدهشتها اندفعت دمعة متمردة لتلتمع في عينيها ...نهضت بسرعة تتوجه الى المغاسل ستمشط شعرها و تغسل وجهها لعل فيه شيء خاطئ جعلهم يرمقوها بهذه السخرية
نظرت الى المرآة الصافية أمامها فوجدت أن وجهها لا يشكو من شيء ..لماذا إذا ينظرون إليها بهذه الطريقة؟!! هزت رأسها تنفض هذه الأفكار السخيفة كل ما في الأمر أنها حساسة بعض الشيء ...يجب أن تبعد عن ذهنها مشكلة نجوى الآن وتشارك بنات عمها في بهجتهم فهو كأخ لها ..أسعدها زواجه من صديقتها المؤدبة
رجعت الى القاعة ولكنها دخلت من الباب الآخر لتلتقط منديلا من حقيبتها الموضوعة قرب عماتها وصلت قربهم ولكنهم لم يلمحوها فقد كانوا منهمكين في الحديث عنها!!
_ هل رأيتها كم كانت متجهمة ..ألا نخجل من نفسها حتى تظهر امتعاضها من زواج زيد؟!
قالت الأخرى كلمات أرسلت الطعنات الى قلبها
_ وماذا تتوقعين منها! لقد أصبحت في السابعة والعشرين ولم تتزوج بالطبع ستضع عينيها على ابن عمها
قالت الاولى لتزيد من اضطراب سارة
_ طبعا هو وسيم ومتأكدة أنها كانت تعلق الآمال عليه ...وخاصة بعد تقدمها في العمر.
قالت الثالثة
_ لا بد أنها كانت ضربة قوية على سارة وخاصة أن العروس صديقتها ...
شهقت سارة بقوة و هي تقول بصوت هش
_ لهذا كنتم تتحدثون عني! ..ما الذي دهاكم إن الذي تتحدثون عنه كأخي تماما
صدرت زفرة سخرية من أحداهن وفي نفس الوقت جفلت سارة لصوت أمها الزاجر
_سارة!! كيف تتحدثين مع عماتك بهذا الشكل
_ ولكن أمي ألا تسمعين ما...
قاطعتها أمها بصوت غاضب مكبوت
_ أخرسي سارة ..يكفيك اهانة لنا !!!
فغرت سارة فمها مصعوقة متألمة من سوء ظن الناس...حتى أمها تسيء الظن بها ..
شعرت بإهانه لم تذقها في حياتها عندما قالت أحدى النساء اللاتي تجلس قربهم :
_ لا تحزني ..ربك يرزقك خيراً منه
استدارت سارة خارجة من القاعة والدموع تكاد تنهمر في مقلتيها ...و علمت أنها لن ترتاح يوما من كلام الناس وسوء ظنهم .
وردة دجلة/أوان
|
|
|