كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قسا صوته: لقد طلبت منك القدوم للاقامة غي فرنسا.
وافقت جوليا بتردد: " لقد كان ذلك لطفا منها.
رمقها بصرامة باردة..
-- أوافقك الرأي, وعليه يا آنسة أفضل أن تحزمي حقائبك وتجهزي نفسك للرحيل معي حالا.
اسودت عينا جوليا وأجفلت مرتبكة, لم تستطع أن تأخذ كلامه على محمل الجد, ولكنها شعلات باعياء أجبرها على الجلوس. لقد ظنت أن ساقيها قد أصبحتا قوية لذا جزعت عندما وجدت أنهما لا تزالان واهنتين ضعيفتين.
اهترضت على ما قاله لها..
_ أنا... لا يمكنني القيام بذلك ياسيدي, حتى ولو قبلت دعوة خالتي. علي القيام ببعض الأعمال, فلا يمككني ترك مل شئ والرحيل.
أجابها ببرود:
- لا, بالتأكيد لا.. سأمهلك ساعة للقيام بكل ذلك.
منتديات ليلاس
فغرت جوليا فاها وتقطعت أنفاسها. رمقت خطوط وجهه المهيمنة وفمه القاسي المستقيم, وشعرت بهبوط في صدرها. كان واضحا من الطريقة التي طرح بها جانبا اعتراضاتها أنه لن يصغي اليها.
أجبرت نفسها على التكلم بهدوء وكانت في الوقت ذاته تحاول أن تقاوم شخصيته المسيطرة :
_ أرجوك سيدي كن عاقلا ! ان قررت السفر الى فرنسا فباستطاعتي معرفة الطريق بمفردي ولا داعي لازعاج نفسك بي, لقد سبق أن سافرت بمفردي.
_ فقط مع والديك على ما أظن.
رفت عينا جوليا..
_ هذا غير صحيح.. فطالما اعتدت على اللحاق بهما في العطل المدرسية عندما يكونان خارج البلاد.. وكنت أسافر أكثر الأحيان بمفردي.
تمتم " ياالاهي‘‘ وكأنه وجد ذلك متعذرآ على الفهم.
_ من الأن وصاعدآ يجب أن تأخذي رأيي أولآ عندما ترغبين في الذهاب الى اي مكان.
نظرت اليه جوليا وقد اكتشفت فجأة أن غاي هو الذي سمح لخالتها بأن تدعوها للاقامة معهما, وأن ليس هنالك من شخص في مزرعته يستطيع القيام بأي شئ دون اذن صريح منه. كانت أمها قد أخبرتها بأن نظام الاقطاع القديم ما يزال قائما في بعض مناطق فرنسا, ان مظهر غاي جيرارد المتمدن جعل غريزتها تحذرها منه, فلو ذهبت معه حالآ لما استطاعت الهروب منه أبدآ.
تحركت بعدم ارتياح وهو يستطرد على المنوال ذاته:
_ يظهر أن والديك ارتكبا أخطاء بأمور كثيرة, ولكن لحسن الحظ أن الأوان لم يفت, فأنتي لم تبلغي العشرين من عمرك, وما أن تصبحي في منزلي حتى أبذل قصارى جهدي لأعيد التوازن الى حياتك,
_ التوازن.. ماذا تقول يا سيدي ؟
تأملها بحدة: سمعتني يا آنسة. يظهر أن ذكاءك من النوع العادي ولكننا سنعيد في فرنسا تثقيفك.
لم تعرف نا الذي يقصده, ولكنها كانت منأكدة من أن الأمر لا يعجبها. وهذا لم يقربها من فكرة الرحيل معه, فأجابته بتحد وبصوت مرتفع:
- ليس عندي رغبة في الاقانة في منزلك يا سيدي, وليس باستطاعتك فرض ارادتك علي.
أجابها بصوت حاقد:
_ وأنت لا تستطيعين الاقامة هنا, فلندن ليست المكان المناسب لاقامة فتاة شابة بمفردها خاصة وهي تسكن في غرفة مزرية بلا عمل أو مال.
شهقت جوليا بعنف واجابته بحدة: " كيف عرفت كل هذه الأمور‘‘ ؟
_ لقد قمت بتحريات كاملة.
همست بعدم تصديق: هذا غير ممكن !
منتديات ليلاس
ابتسم قليلأ فاستطاعت أن تلمح أسنانه البيضاء القوية ولكن ذلك لم يشر الى ارتياحه, فقد انتفض وبدا أن صبره قد عيل.
_ كل شئ ممكن! سأكون شاكرآ ان تلطفت وتوقفت عن الجدل وفعلت ما يطلب منك. من الطبيعي أن تقلق خالتك بشدة عليك, وما جئت الى هنا الأ لأخذك اليها, ولكن يجب أن أتأكد أولآ من عدم وجود شئ بك يزيد حزنها بدل أن يخففه.
نظرت جوليا اليه وقد اجتاحها اليأس . أي دفاع تملكه في مواجهة هذا الردل الذي تعتقد أن أفعاله مل كلماته قاطعة؟ أعادت الكرة بعناد:
_ لا يمكنك أن تفرض ذلك.
|