كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم يكن غاي بعيداً عنها وكانت تعي أنه يراقبها بنظراته حتى وهو يتكلم مع الضيوف الآخرين, وقد لاحظت بشيء من التمرد أنهم لايبدون مملين مثل بيار.
نظرت أم بيار, التي أخذ منها بيار ملامحه إلى جوليا بريبة ولكن بالطريقة ذاتها التي رمقت بها فتيات أخريات اللواتي تقربن من ابنها. وقد تعجبت عندما أخبرها غاي في اليوم التالي أن مدام بوتان أعجبت بها.
- لا تنسي أنها دعتك لشرب الشاي عندها!
أدارت جوليا له وجهها الصافي والخالي من العيوب:
- ألا تدعني وشأني؟ على أي حال لقد قبلت دعوتها.
- فقط عندما تجبرين على ذلك.
أجابته فيما كان وجهها يصطبغ بالألوان بسبب ما كان يجري في رأسها من أفكار.
- أنا لست من دون عزيمة بالكامل.
- كنت إلى من يشد من عزمك.
رفعت نظرها من ذلك الذقن ذي الالتواء العميق إلى الوجه الجذاب القاسي فطارت صورة بيار من مخيلتها. كادت تهم بالحديث ولكن غاي وصع اصبعه على شفتيها بلطف وكأنه توقع الاعتراضات التي ستنطق بها, وشعرت برعشة تسري في عروقها من جراء لمسته.
أرجعت رأسها إلى الوراء فهوت يد غاي وتكلمت وكأنها تبذل جهداً لذلك:
- أنا..أنا, في الحقيقة لا أريد أن ألبي دعوتها.
راقبته وهو يضع يديه في جيب سرواله ووجهه يبدو عليه تصميم شرس أطاح بكل تعابير الرقة عن وجهه فأردفت يائسة:
- كيف أستكيع الوصول إلى منزلهم؟
- سأقلك بالسيارة.
- أنت ستقلني؟
- نعم, ألم تدركي يا صغيرتي مقدار عزمي على مساعدتك خاصة عندما لا تعانديني؟
لم تصدق جوليا أنه سيقلها بسيارته ولكن عندما حان وقت الدعوة أخذها. كان بيت عائلة بيار غني بالتحف النفيسة وكثيراً منها لا يقدر بثمن.
سألتها مدام بوتان عما إذا كان غاي قد سمح لها بمشاهدة مجموعته من التحف كانت لأمه, تركتها له.
قال لها بيار فيما بعد:
- يبدو أن أمي معجبة بك.
سألته جوليا ببرود:
- ما الذي يجعلك تعتقد ذلك؟
تعجب من نبرتها اللامبالية:
- لانها لا تسمح لأي فتاة برؤية كنوزها.
اكتشفت سريعاً أن بيار كان مملاً ومدعياً وهو كأمه يفتقد إلى روح المرح. أدركت أنها لن تستطيع الزواج من رجل غير قادر على السخرية من نفسه من وقت لآخر.
منتديات ليلاس
لم يقم غاي في الحقيقة يدفع صداقتها مع بيار الى الامام ولكن أبدى موافقته عليها, ومع أنه لاحظ أنها ترفض الخروج مع بيار بمفردهما إلا أنه لم يعقب على ذلك. اعترفت لنفسها أنها لن تتردد إذا دعاها غاي إلى أي مكان وقد أتتها هذه الفكرة وهي تراقبه ذات مساء يرافق لورين المتأبطة ذراعه حول الحديقة.
كانت لورين تشع وتبدو عليها مع مرور الأيام علامات الانتصار. واعتبرت جوليا الأمر مسألة وقت قبل أن يعلن غاي عن شيء هام وأدركت أنه لن يكون باستطاعتها البقاء في فرنسا إذا حدث ذلك.
دهاها غاي إلى مكتبه ذات ليلة بعد العشاء حيث أشار إليها بالجلوس وقال لها بصراحة:
- أنت تفقدين من وزنك ثانية.
- قد يكون سبب ذلك الحب يا سيدي.
دهشت عندما سمعت نفسها تقول ذلك مع أنها أدركت بصورة مفاجئة أنها لم تنطق إلا بالحقيقة ولم تستطع أن توضح أن بيار ليس الشخص الذي تحبه مع أنه الاستنتاج الذي سيصل إله غاي.
وهذا ما فعله وبدا عليه الذهول إنما ليس كما توقعت. دهشت عندما رأت كيف شحب لونه, أإلى هذا الحد يشعر بالراحة؟
- هل أنت متأكدة أنك واقعة في الحب؟
جاء جوابها أجوف وهي تتمنى لو كان باستطاعتها الإنكار.
- أعتقد ذلك.
علق على اجابتها من دون نبرة وكان الشحوب ما يزال بادياً عليه.
- عواطف الفتاة الشابة لا تكون مستقرة أبداً.
دفعها شيء ما فيه إلى قول:
- وإذا كنت أعتقد أن عواطفي مستقرة؟
سحب نفساً عميقاً وكأنه تنهيدة يأس:
- إن بيار شاب يملك زمام نفسه وإذا كنت تشعرين بالاهتمام فلا أعتقد أن باستطاعتك الحصول على أفضل من ذلك.
حقاً! شحن قوله قلبها بالغضب, ما هي الفكرة التي كونها غاي عنها ليحكم أن شخصاً مثل بيار يشرفها بأن تحمل اسمه؟
صرخت : إنه مدّع.
- هل تقولين إن بيار مدّع ؟
- وأمه كذلك !
صرفها الغضب على غير هدى وراحت عيناها الرماديتين تبرقان بعناد غبي في وجه غاي.
- بيتهم مليء بتحف سخيفة من الأفضل التبرع بها للجمعيات الخيرية,فهناك يخاف الشخص من التنفس خشية ان تحطيم أي شيء, وتلمح مدام بوتان إلى أنه يجب النطر إلى السجاد عوض المشي عليه, و..
- كفى يا جوليا .
انطلق صوت غاي كالسوط فاندفع اللون الاحمر إلى وجنتيها بوحشية.
إن مجموعة مدام بوتان مشهورة وليست شيئاً يهزأ بها.
- لم أكن أهزأ به.
- هذا الانطباع الذي أخذته.
- آه, اللعنة على انطباعاتك.
ترك مقعده وأمسك بها من كتفيها وجرها نحوه وبدا أنه غير قادر على أن يزهق روحها.
- الأمر الوحيد الذي لا أتحمله هو الإهانة!
- لم يكن سبب ذلك فقط ما قلتيه ولكن بسبب النظرة في عينيك.
يدأت يداه تؤلمان كتفيها. تلعثمت:
- ليس الأمر بيدي إن لم أحب بيت بيار.
- إذا كنت تحبينه يجب أن تحاولي. تذكري أنه قد يكون الرجل الذي تتزوجينه في فرنسا, لذا عليك أن تتعلمي كيف تحتملين أقاربه.
ردت عليه بحدة: ( لن تتحمل لورين أقاربك. خذني أنا على سبيل المثال..إنها تكرهني).
- أنت لست فعلياً من الأقرباء.
خرج منها صوت أشبه بالنحيب ثم طأطأت ؤأسها:
- لا.. لست فعلياً أي شيء. أليس كذلك ؟
تصلبت ملامحه ولكن وجهه يدا ساخراً:
- أنت مجنونة, مراهقة مضطربة ذات مخيلة واسعة, ستصبحين يوماً ما ذات أهمية. نحن جميعاً نحبك.
|