كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
دهشت جوليا عندما ر أت غاي يرقص بسهولة كما أدهشها أن ترى غاي وشريكته متناسقين في الرقص كلياً.
لاحظت مافيز جوليا تلرقب الآخرين وقالت لها:
- أحياناً نرقص على الشرفة. فايمي تحب الرقص كثيراً ولكن غاي لايحبه مثلها.
- هل يدير المزارع بنفسه؟
شعرت جوليا بالذنب بسبب هذا السؤال ولكن فضولها كان أقوى منها. هزت خالتها برأسها وأجابت:
- نعم, يساعده رجالون ماهرون لأن لديه أعمالاً في أماكن أخرى ولكن غالباً هو الآمر الناهي هنا. ترك زوجي الراحل له كل شيء بعدما تأكد من أنني وابنتي نملك كل ما يسد حاجاتنا وأكثر وهو كان عند ثقة والده دائماً.
كان كأبت لي وأتمنى أن يجد في يوم ما امرأة فاضلة يتزوجها لأني متأكدة أنه سيكون زوجاً صالحاً.
- لورين.
انتقل بصر جوليا إلى الفتاة الأخرى بسرعة ولكنها أدركت أن لا شأن لها في طرح هذا السؤال.
- ربما.
بدأت جوليا تفهم أن خالتها في بعض الأحيان كتومة فتمتمت وهي لا تشعر بالرضى:
- ليس من شأني أن أطرح هذا السؤال.
ربتت مافيز على يدها:
- لايقلقنك ّذلك يا عزيزتي فليس من الخطأ أبداً إظهار الاهتمام. والواقع أني أفضل أن يكون الناس على سجيتهم. لقد ذهبت لورين الى المدرسة مع فايمي ونعرفها منذ سنوات طويلة وهي تزورنا بانتظام. من المفترض أن تكون زيارتها الحالية لرعاية أولاد فايمي, ولا أستطيع إخبارك أكثر من ذلك.
هزت جوليا برأسها وحاولت ألا تدع منظر لورين وهي ترقص مع غاي يزعحها. كانا يجلسان في الطرف الآخر من الغرفة ولم يطلب منها مراقصته. كانت تعلاف أنها سترفض لو طلب منها ذلك ولكنها قالت في نفسها بمرارة إن ذلك سيكون تصرفاً لطيفاً منه.
تبادلت ومافيز أطراف الحديث وكان معظمه عن التوأم حتى لاحظت خالتها شحوبها المتزايد وأرسلتها إلى الفراش.
منتديات ليلاس
فيما كانت جوليا تنهض أمسكت مافيز احدى يديها بيديها الاثنتين وتمتمت بحزن:
- غداً ياصغيرتي إذا سمح الطبيب بذلك سنتكلم عن والديك.
صممت جوليا أن تستيقظ وتنهض في اليوم التالي قبل ان يصل الطبيب الذي لم ترغب في رؤيته, ولكنه أتى أبكر مما كان متوقعاً. صحبه غاي إلى غرفتها حتى قبل أن يتسنى لها فتح عينيها. انتظر غاي خارجاً عندما كان الطبيب يعاينها ولكنه دخل الغرفة حالما انتهى من فحصها والتعابير الصارمة تغطي ملامحه وسأل باقتضاب:
- حسناً كيف حالها يا اليروي ؟
- الإرهاق!
كان الطبيب رجلا طويلاً يتكلم الانجليزية والفرنسية بلباقة وشكت جوليا في أنه طبيب العائلة فقط. لاشك أنه اختصاصي. أصابتها الرجفة وهي تفكر كم ستكون أتعابه كبيرة ونظرت إلى غاي عساها تعرف شيئاً.
- هل يجب أن تبقى في الفراش ؟
- كلا يا صديقي ليس هذا ضرورياً. تأكد فقط من نيلها كفايتها من الراحة والهواء النقي. لقد خسرت والديها وأصيبت بالانفلونزا مع أن مصيبة واحدة منهما كافية لطرحها في الفراش, ولكنها فتاة صبية قوية ستشفى قريباً.
رجع غاي اليها بعدما ودع الطبيب. كانت منشغلة بالنهوض من السرير عندما عاد فاصيبت بالهلع واسرعت تغطي نفسها بالشراشف. انزعجت عندما راته يضحك.
- لقد رأيتك ياعزيزتي من قبل في ثياب النوم, أعرف أنك محتشمة.
تأملت الرجل الطويل القامة ذا الملامح الصمراء الجذابة وردت عليه بشموخ:
- أعتقد أنها العادة ياسيدي.
جلس على حافة السرير:
- لماذا تخاطبينني بالسيد في أكثر الأحيان؟ اسمي غاي.
- لأنك.. لأنك تزعجني أحياناً.
كادت تضيف أيضاً أنها تقول سيدي في محاولة غير واعية منها لتذكير نفسها بالفرق بينهما.
- أنت تجعلني أنسى كم كنت رقيقاً معي.
قبل اعتذارها الأجوف بجفاف ثم بدأ بوضع تعليماته بشأن ما يجب أن تفعله وما يجب ألا تفعله: يجب أن تتناول الفطور في السرير والقهوة على الشرفة تحت أشعة الشمس, وعليها أن تمشي بعد الغداء على أن تستريح بعد ذلك.
اعترضت قبل أن يكمل كلامه:
- قف ! أنا لن أستطيع أبداً أن أتذكر كل ذلك.
قال مهدداً:
من الأفضل لك أن تتذكري أو والله سأتولى بنفسي تنفيذ هذه الأوامر.
صرخت وقد آلمتها القسوة في صوته: أنت رهيب !
أجابها متوعداً بلباقة :
- وأكثر من ذلك ! ربما تتحسرين على عدم قرب والدك منك ليدللك ولكنك بحاجة أيضاً إلى والد يضربك كي بجعلك مطيعة أكثر. ربما لم تذق قدماك الجميلتان طعم الجلد على يد رجل ولكن ذلك سيحدث قريباً !
اعترتها موجة غضب عارمة سرت في أوصالها فيما كان يحدق إليها بسخرية متفحصة.
- يضفي الغضب على وجهك لوناً جميلاً يا جوليا وأستطيع التأكيد أني لن أواجه صعوبة كبيرة في البحث عن زوج لك حالما يستقر هذا اللون يصورة دائمة على وجهك مضيفاً الجاذبية إلى ملامحك الجميلة.
قال غاي ذلك ثم قام وغادر الغرفة.
|