كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
عندما جلبوا لها العشاء الذي قدمه نادلان مهذبان للغاية شعرت بكآبة أفقدتها شهوتها إلى الأكل.. كانت ستمتنع عن تناول الطعام لو لم يتبادر إلى ذهنها أن عدم تناول الطعام سيشعرها بمزيد من الإعياء الذي قد يمنعها من السفر غداً, الأمر الذي سيغضب غاي جيرارد.
احتست الحساء بنهم وتصميم قوي, وحاولت التوقف عن تساؤلها فيما إذا كانت زوجته جميلة.
حاولت عوضاً من ذلك التركيز على المشاكل التي تواجهها. لو أتقنت مهنة ما لكان وضعها أفضل بكثير مما هو عليه الآن. باستطاعتها الإقامة عند عائلة جيرارد, ولكنها ترفض أن تحشر في زواج لا تريده ولن ترضى بالإقامة في فرنسا إلى الأبد, ففرنسا ليست موطنها, وهي لا تعتقد أن بإمكانها الإقامة في بلاد اجنبية بين أناس غرباء بصورة دائمة.
منتديات ليلاس
لقد فقدت والديها. تمتمت لنفسها بصوت مرتفع ’’نقطة على السطر ’’ ثم دفعت بعيداً صحن العشاء بعدما سقطت فيه دمعة.. لم يبتع والديها لأنفسهما بيتاً في أنجلترا لأنهما نادراً ما أقاما فترة طويلة فيها, بل لم يمتلكا قط بيتاً شرعياً في أي مكان لأنهما كانا لا يمكثان طويلاً في مكان واحد. لقد عزما على الإقامة في أنجلترا عندما يتقاعد والدها الجيولوجي.
وطالما سمعتهما جوليا وهما يضعان الخطط التي لم تثمر أو تغني عن جوع. أرسلا لها المال لتستاجر غرفة بعدما تركت المدرسة وطلبا منها أن تبحث عن عمل, والواضح أنهما لم يسألا نفسيهما عن كيفية الحصول على عمل, وهي غير مؤهلة لذلك.
أسعدها الحظ بالعثور على غرفة, وهي غرفة لن تجدها عندما تعود من فرنسا لأن غاي جيرارد ألغى العقد, ومع أنها ما تزال تشعر بالأسف على فقدان هذه الغرفة بالذات.
عند شروق الشمس في الصباح التالي, أحست جوليا بارتفاع معتوياتها وأحست بالقدرة على مرافقة غاي الى المطار. لقد بدأت تفكر فيه باسمه الأول فقط , غاي, ولكنهاما زالت تناديه بالسيد.
ساعدها في إعادة حزم أمتعتها, واستمرت دهشتها وهي تراقب حركاته القديرة والرشبقة. لم تستطع أن تتوقف عن التساؤل عما إذا كانت حياته محكومة بهكذا ذكاء وتصرفات مدروسة أو أنه يتصرف أحياناً بلا روية وعلى هواه.
قرع باب غرفتها مساء البارحة, بعد عودته الى الفندق. فوجدها مستيقظة أمر لها بكوب من الحليب الساخن, ولما جلبوه أضاف إليه جرعة من الدواء. لم يسندها هذه المرة ليساعدها على شربه كما فعل في المرة السابقة, بل جلس بشكل عادي على طرف السرير ليتأكد من أنها تشرب الحليب, وجدت بعد ذلك صعوبة في إبقاء عينيها مفتوحتين, وعزت ذلك إلى إحساسها بالأمان الي وفره له حضوره. عندما حاولت أن تشكره قال ساخراً:
_ هذا ما يفعله أي والد يا آنسة.
|