كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لا أعرف!
زم شفتيه وهو يرمق الاحمرار الذي اعتلى وجهها:
_ هل تظنين يا جوليا أنني لو ألبستك بنفسي ثيابك لاستغليت الموقف ؟
أجابت نفيآ وأحنت رأسها في محاولة لاخفاء حرجها الذي سببه سوء ظنها به. تمتمت: ’’ أنا آسفة ’’ عندما بدا أن غاي جيرارد ينتظر اعتذارآ.
أحست بعدم مبالاته وهو يقول:
_ كان عليك اخباري بشدة مرضك يا جوليا.
_ كيف عرفت؟
_ أكون غبيآ ان لم ألاحظ مدى هزالك وما آل اليه شكلك, فأنت تبدين هيكلاً عظمياً وشرايين زرقاء اللون.
_ انه من جراء إصابتي بالفلو.
هز رأسه عابساً:
_ أتقصدين الأنفلونزا؟ هذا يوضح الأمر. من اعتنى بك؟ أهي صاحبة الشقة الضخمة ؟
حاولت جوليا أن تكون صادقة:
_ لم يعتن بي أحد, ولا أظن أن السيدة لوند عرفت بمرضي.
_ ربما هذا يوضح لماذا تترددين في قبول مساعدتي, أنت أشبه بقنفذ صغير مزعج يا طفلتي, ولكن لا أحد قد يكون مستقلاً الى هذه الدرجة.
قالت موافقة ’’ أعتقد ذلك ’’ وفاتها أن تعترض عندما طوقتها ذراعه بلطف وحزم ليرفعها ويدني رأسها من كوب الشراب الذي كان يحمله.
أرخت جسمها على ذراعه بطواعية لم تعهدها مع أحد, ثم تجرعت الدواء وتركته يسندها خلال مرور الشراب المر إلى عروقها.
_ هل تشعرين بتحسن ؟
منتديات ليلاس
هزت رأسها إيجاباً فيما كان يضع الكأس جانباً, ثم أخذ يدلك رقبتها بعناية. كان لحركة يده مفعول مخدر وأحست أن عضلاتها المتشنجة تسترخي. منحته ابتسامة امتنان, وعندما انتهى شعرت أن إحساسها بالدوار اختلط مع إحساس آخر غير مفهوم.
كادت تعترض على شعورها الغريب بالحرمان عندما أعاد رأسها إلى المخدة, وتساءلت عن سبب انقباض فمه وهو يبتعد عنها
سألها بحدة مفاجئة: ’’ هل أنت جائعة’’ ؟
أجابت بصدق: ’’ لست متأكدة ’’.
_ لقد رفضت أن تأكلي في الطائرة, هل أكلت شيئاً طوال اليوم ؟
لسعتها أسئلته الباردة وهزت رأسها بالنفي, فعاد الصبر إلى عينيه الزرقاوين واستطرد بلطف:
_ لهذا السبب أغمي عليك, سأطلب منهم أن يرسلوا لك العشاء بعدما تأخذين قسطاً من الراحة, وأتمنى أن تتحسن صحتك لتتمكني من السفر.
أكدت له بسرعة:
_ ستتحسن صحتي, فأنا لا أرغب أن أكون مصدر إزعاج.
هز كتفيه: حياتي مليئة بالمشاكل التي أتمنى عدم حدوثها يا آنسة, ولكن الواحد منا يعتاد عليها ولم أعد أعتبرها إزعاج.
كان على جوليا أن تشعر بالاستياء لاستمراره بالتحديق بها, ولكنها عوضاً عن ذلك شعرت بالقلق, وبطريقة ما زال إحساسها بالعداء تجاهه. ولأنها لم تشأ إفساد أمسيته استفهمت منه بتواضع:
_ هل ستخرج للسهرة الليلة ؟
ارتد إليها وأجاب:
قد أنزل إلى المطعم لتناول العشاء, وبعد ذلك سأعمل قليلاً. سأكون في الردهة إن احتجت إليُ.
|