كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
عثرت على غرفته, لحسن الحظ, أولاً. وكان واضحاً أنها غرفة النوم الرئيسية, السرير مرتب والشراسف مطوية كأنها تنتظره. ثم عثرت على غرفة صغيرة لنفسها تقع في الطرف الآخر من الردهة قربها حماما. كانت ترتعش ثانية من توتر أعصابها عندما انتهت من الاستحمام , وكانت من الخوف بحيث جلست على الارض واستندت باب غرفتها خشية أن يخطر على باله إلقاء نظرة على البيت قبل أن يأوي إلى الفراش.. شعرت الآن وقد ذهبت بعيداً في خطتها أن شجاعتها تضمحل بسرعة ولم تعد متأكدة أن عندها ما يكفي لتستمر في خطتها حتى الصباح.
سمعته يدخل إلى البيت بعد منتصف الليل,وتنفست الصعداء عندما أغلق باب غرفته خلفه واستلقت على الفراش وقد التفت ببطانية دافئة.
منتديات ليلاس
لاحقاً عندما اوقظها يء ما, لم تعِ فوراً أين هي. لم تعِ إلا شعورها بالخطر. كانت عيناها ما تزالان مغمضتين. عندما فتحت عينيها شاهدت غاي واقفاً بالباب يراقبها فتقابلت نظراتها المذعورة مع نظراته .
سألها بصراحة: - هل لي أن أعرف تفسيراً مناسباً لهذا؟
ابتلعت ريقها عدة مرات قبل أن تستطيع الإجابة, بدا أن كل جزء فيها قد تجمد وللحظة بدا أن لا صلة لسؤاله بالموضوع, وجدت نفسها تسأله بصوت أجش عوضاً عن أن تجيبه:
- كيف اكتشفت أني هنا؟
أجابها عن سؤالها أولاً مع أن غضبه واضح.
- حدسي! لقد استيقظت يتملكني شعور بوجود شيء ما غلط, وفجأة ادركت أني لست بمفردي في البيت, وعندما فتحت باب غرفتي سمعت شخيراً أكد لي شكوكي. لا بد أن الغبار الذي استنشقته في مؤخرة الشاحنة يزعجك.
تجولت نظراته عليها باشمئزاز فتذكرت كم هي صغيرة. لفت نفسها بالبطانية.
- ما دمت تعرف هذا فلماذا تكلف نفسك السؤال ؟
وضع غاي يده في جيبي سرواله واستند بجسمه الصلب إلى أكرة الباب بدون أن يزيح نظرته المحدقة إلى وجهها.
- أنا أسأل لماذا.. وليس كيف.
نظرت إليه بغضب من فوق البطانية. كان يرتدي ملابساً قديمة تظهر عضلاته المفتولة, بدأ قلبها بالخفقان غير المنتظم وكأن رجولته السمراء ضربتها على رأسها.
تمتمت وهي تحاول أن تخفي مشاعرها بهز كتفيها بلا مبالاة:
- ربما أتيت للتنزه.
فكرت أن لغاي كل الحق في ان يغضب منها. لو كان عندها ذرة إدراك لبقيت مستيقظة وعلى الأقل طمرت نفسها تحت البطانية وكتمت الصوت.
قال لها بلطف مخادع:
- إذن أتيت من أجل التنزه؟
- لِمَ لا؟
لقد أخبرت مافيز أنك ذاهبة إلى حفلة يقيمها أهل رينود وأنك ستمضين الليل هناك.
- أعرف ذلك....
شعرت حقاً بالخجل من هذا التصرف ولكن ما كان يشغل بالها أكثر من أي شيء في هذه اللحظة هو مشكلة إيجاد مبرر مقنع, ليس لخداع مافيز بل لوجودها هنا.
- إذا كان يجب أن تعرف ... اعتراني الفضول لأشاهد طبيعة المكان الذي تملكه هنا.
- هل تظنين أني غبي؟
أخرسها اتهام غاي الذي أخذها على حين غرة.
- لقد أتيت لرؤية تيسيه, أليس كذلك؟ هل ستذهبين إلى منزله؟
- لا!
فغرت فاها ثم تساءلت إن كان سيحاول منعها لو توسلت إليه ليسمح لها بالذهاب إلى غرفة الحمام, لتقفل الباب عليها وتتسلق النافذة وتهرب بكل بساطة.
- لو كنت مكانك لما حاولت.
لم يكن لديها وسيلة لتعرف كيف قرأ أفكارها, فنظرت إليه بصمت. عندما لم ترد عليه واكتفت بالتحديق إليه بكسل, انحنى عليها وعيناه الكبيرتان تغطيان وجهها زقال موبخاً:
- لماذا تريدين الذهاب إلى منزل أندريه ؟ أمن أجل الحب أو الإثارة أو العبث؟
|