كاتب الموضوع :
rosalindas
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- إنه هكذا بصورة جزئية. ولكن يجب أن تتريثي وتدرسي دوافعك الداخلية قبل أن تتصرفي باندفاع.
لم تستطع إلا ان تشعر بالهوان والحيرة.
- حسناً, ماذا عن أمر فورتش؟
- هل تعنين ما الذي أريد أن أفعل به؟ لا شيء.
- ألم تقل إنك ستقوم بضربه؟
- قلت إني وددت أن أفعل ذلك.
- ولكنك لن تفعل.
ابتسم بمرارة وأرخى يديه عن كتفيها:
- أعتقد أن مخاوف هذا الشاب كانت إيلاماً من إي عنف جسماني كنت سأنزله به. أعتقد أنه عانى مافيه الكفاية.
تلعثمت وهي دهشة من اللين الذي خرج من رجل غير متسامح كثيراً:
- أهذا كل ما في الأمر؟
تنهد غاي وكأنه يعاني من قلة فهمها:
- إن ابن أختي غير مهمل بطبيعته ولا أحد يتوقع بصورة منطقية أن تكون حياته خالية من الحوادث.
قالت جوليا بينها وبين نفسها: ما أروعه من أب! إنها تحسد المرأة التي ستحمل أولاده, قد يغضبها ويثير حنقها ولكنها تشعر بعاطفة في داخلها واعماقها تشك في أنها الحب.
ابتسمت في وجهه:
- أنا متأكدة أن الولدان سيصبحان أسعد حالاً عندما تتحسن صحة أختك.
- لقد تحسنت صحة فايمي كثيراً, سأصحبك في أحد الأيام لتتعرفي إليها.
منتديات ليلاس
كانت جوليا تود أن تذهب ولكنها لم تأخذ اقتراح غاي على محمل الجد كثيراً. أصابتها الدهشة عندما جاءت لورين في مساء أحد الأيام تسألها إذا كانت ترغب لأن تذهب مع فاي في الغد لزيارة أخته.
- غاي سيذهب في عمل وقد طلبت منه المدام أن يعرج ويزور أخته وترغب المدم أن أرافقه لأنها من الطراز القديم فهي تعتقد أن وضع فايمي الحساس يجب ألا يناقش إلا بين النساء. ولكني بتّ أشعر بالضجر من هذا الوضع بسرعة. الأولاد ! طالما كرهتهم, حتى الحديث عنهم أكرهه. أنا لن أنجب أطفالاً بالتأكيد.
كان هذا أمراً لم تتوقعه. ولعل ما أصابها بالدهشة هو أن تعبر لورين عن وجهة نظرها بهذا الوضوح. وتساءلت إن فعلت ذلك في حضور غاي. وما دامت كانت قد ضجرت من الذهاب إلى نيس بصحبة غاي فلماذا لم تقل شيئاً من قبل؟
أضافت لورين بحدة وكأنها قرأت أفكار جوليا:
- أنا أتمتع برفقته في العادة ولكني أشعر بأني سأصاب بصداع الشقيقة لذلك طلبت منك أن تذهبي بدلاً عني.
تصاب لورين بصداع الشقيقة عندما يناسبها ذلك في أكثر الأحيان.
- ربما يفضل غاي الذهاب بمفرده. ردت عليها لورين:
- أنت لا تعرفين الكثير عن عائلة فايمي, أليس كذلك؟
هزت جوليا رأسها نفياً.
- لا على ما أعتقد, ولكني قابلت زوجها.
- هل تعرفين أنه مخرج مشهور ؟
- مخرج سينمائي؟
- بالطبع. يجب ألا تدهشي. هذا ما كان يقوم به في ألمانيا عندما أصيبت فايمي بالمرض.
علقت جوليا وهي تشعر أن هذا ما تتوقعه منها: إن هذا لمثير.
تأتأت لورين : في الواقع, لقد مثلت في أحد أفلامه ولم تفصح في أي فيلم بالذات.
كادت جوليا تسألها عن اسم الفيلم ولكنها أدركت أنها لا تعرف شيئاً عن الأفلام الفرنسية.
راقبت لورين وجه جوليا الحائر بسرور:
- في الواقع يبحث ليون عن مواهب جديدة .
أخفضت صوتها وكأنها تفشي سراً مع أنهما كانتا بمفردهما في الغرفة. أردفت: ( في الواقع, سألني عندما كان هنا إذا كان لديك أي خبرة. قال إن نوع جمالك هو ما يبحث عنه).
همست جوليا بعدم تصديق:
- أنا ؟ لم يذكر لي أي شيء مطلقاً.
_ لم تكن الظروف مناسبة وقد نصحته بالتريث ولكنه سألني عنك مرة ثانية ــ غاي لا يعرف ذلك ــ حدث ذلك في آخر مرة كنا في نيس.
رمقتها جوليا وهي تشعر بعدم الراحة.
- ولكني لا أعرف شيئاً عن التمثيل.
- قلة هم الذين يعرفون ولكن بعضهم ربح من فيلمه الأول ما يكفي ليعيش ببحبوحة لبضعة أشهر.
وافقتها جوليا وهي تشك في الأمر.
- قد يكون ذلك ممكنًا لبعض الأشخاص ولكن ذلك هو الإستثناء على القاعدة وأنا لم أتخيل نفسي يوماً ممثلة.
- سيساعدك ذلك على الاستقلال المادي. لا أعتقد أنك تريدين الاعتماد على إحسان غاي لبقية حياتك. إن أخذك ليون فستكونين حرة لتفعلي ما تشائين.
شعرت جوليا فجأة برعشة من البرد تسري في عروقها:
- هل طلب منك غاي أن تخبريني بذلك؟
ردت لورين عليها بعفوية جعلت جوليا تصدقها: لا !
وفيما كادت تشعر براحة هائلة أردفت لورين:
- ربما لن يوافق. لو كنت مكانك لما أخبرته بالأمر قبل أن تقابلي ليون. إذا كان لديك عمل فأنا متأكدة أنه لن يحاول أن يبقيك هنا. صدقيني, سيكون مسروراً كثيراً.
************************************************************ *************************
نهــا يـــة الــفصل الـــرابــع
|