المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
النصر
بالأمس مات مثل الكلب ، على رأس الجبل نفسه الذي قتلت عليه صغيرتي . كنت سعيداً - قال بانه جاء ليموت ، الكلب - الفتاة التي أحببتها من كل قلبي . قالت لي في وجهي بكل برود اعرفه بانها لم تحبني يوماً . " أنت ، أنت مجرد طفل بالنسبة لي ، انت لست رجلاً حتى " . كنت غاضباً و أنا انظر إليها و بداخل قلبي ينمو ذلك الحقد لأول مرة . في البيت كنت اتقيأ شيئاً اسوداً كالحبر ، مرضت لأيام ، كان عقلي يدور في رأسي ، دوار مقيت ، تقيأت السواد طوال أسبوع كامل ثم احسست بالغضب يتفجر في حلقي ، اردت الصراخ و لم استطع . بدأت اشعر به في كل لحظة ، مرارة و شيء من التفاهة ، العالم لم يعد مكاناً جيداً . رأيت بعيني قوافل الرجال و هم يركضون بذهول - لم أعرف حتى إن كان الأمر حلماً - امكست بأحدهم :
- ماذا يجري ؟
- ألم تسمع ؟
- لا لم أسمع .
- نحن ذاهبون لننتحر ، هيا معنا .
و سرت معهم بهدوء ، كان الرجال يصطحبون نساءهم و اطفالهم و لعى وجوههم علامات الجنون . الحبال مشدودة على العواميد النور ، الطريق من المطار و حتى وسط المدينة كان مليئاً بالرجال المعلقين بحبال حول اعناقهم ينتظرون إشارة ما ، من شخص ما . وقفت في مكان مخصص لي . وضعت الحبل المفتول بقسوة حول رقبتي و رأيت في الحلم : أحلامي ، كلها هباء . الدنيا لم تعد ممكنة وأتي الأمر . حينما حان دوري و قبل أن أقفز بلحظات سمعت صوت جدتي . كانت قد اعدت لي فطوراً ، قالت بصوتها المفعم بالهدوء : أحب أن اكون في سلام و هدوء مثلها . قالت لي : أنت صائم طوال أيام ، تعال يا بني كل شيئاً . و اشتممت رائحة الطعام . كان المر مذهلاً ، تركت الحبل ، تجاوزت قدري و ركضت فوق الجثث ، كانت مزرقة و بأعين مرتعبة و اثناء ركضي كانت تختفي تباعاً . و رأيت فتاتي ملقاة هناك . شعرت بسعادة بالغة . قالت لي في ذلك اليوم :
- أنا احب حفيظ .
- من ؟ من ؟
كانت ابتسامتها مؤلمة أكثر من الموت . حفيظ صديقي الوحيد - اللعين - كانت قد حملت من ذلك الكلب الحاسي ، هربت و هي تحمل موتها بداخلها ، قلتل هناك بصمت . حلمت بها مرة اخرى بعد ايام . كنت اطاردها عبر الليل التيزري المؤنس ، امسكتها من خصرها فسمعت صرختها : " اتركني ، أنا عارية " . تراجعت و نظرت إليها من بين الظلمة و العمى ، كان جسدها مغطى بالدم ، كانت مقززة .
كل صباح عندما اصحو أشعر و كأني انتصرت فعلاً . كأن القدر انتقم لي من أعدائي ، لقد عوقبوا بالموت و الجنون . عندما أرى لصديقي حفيظ مجنوناً ، أشعر بالفرح من كل قلبي ، إنه عقاب عادل .
حقاً
|