كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- الا تظنين أنك تبالغين قليلا ؟
توقفت لتلتقط أنفاسها . يبدو أن هذا الرجل يتسلى . يتسلى !
تبالغ ؟ وأمسكت بأقرب شئ وقعت يدها عليه ، وكانت إحدى تلك الكعكات التعيسة فقذفته بها ، وأصابت صدره مباشرة ، ثم تدحرجت إلى الأرض . فقالت :
" إذا ضحكت فساقتلك "
لوى شفتيه :
" إنه القتل بواسطة كعكة الشوكولا "
- ليس ثمة ما يضحك .
- هذا صحيح . لكن , ليس ثمة ما يبكي أيضا .
منتديات ليلاس
وقفت فيما التقط العكعكة من على الأرض , ثم أخذ يتأملها قبل ان يلقيها في سلة المهملات , وهو يقول ضاحكا :
" إنها قذيفة نووية صغيرة , جاهزة للإستعمال "
ابتلعت ريقها :
" هل لك أن تتوقف عن تغيير الموضوع , أنا كنت.. "
- نعم . كنت على وشك أن تطلقى علي اسماء مثل دودة البطن , ودودة الحقل والضفدع وما شابه ..
وتحولت لهجته فجأة الى الإعجاب :
" كنت تتدربين على الشتائم . إنها جيدة جدا "
فقالت بلهجة لاذعة :
" لحسن الحظ أن لدي مجموعة كبيرة من الناس أتدرب عليها "
قال مفكرا :
" نيكول , تشارلز , برايان , الصبي الذي باع قصتك للصحف . وربما هناك آخرون , لكنني لست مثلهم يا جينا "
- أنت أخبرت الصحافة ..
قاطعها بصوت بدا فيه التحفظ فجأة :
" أنا لم أخبر أحدا . أتذكرين السيدة التى كانت تروي لكارلي قصة عندما دخل برايان إلى عربة القطار ليخبرك بموت نيكول ؟ "
حدقت فيه :
" وما علاقة هذا بذاك ؟ "
- هل لك أن تصغي ؟ يبدو أن تلك السيدة كانت إندي رئيسة محكمة الصلح في غرب استراليا , وهي امرأة متقاعدة بالغة الفطنة والدهاء وقد أرادت أن تعرف ما حدث لك .
- ولكن ...
- وهكذا , استعلمت عنك عندما تابع القطار طريقه . وعندما لم تعد تراك , ازداد قلقها . ومع وصول القطار الى محطة ( كالفورلي ) , عادت للبحث عنك . وعندما لم تجدك أرغمت المسؤولين في القطار على إبلاغ الشرطة . كان على برايان أن يواجه موقفا صعبا للغاية . ثم ابتدأت الشرطة بإقتفاء أثركم . اتصلوا ببعض الأشخاص الذى استلموا بضاعة من القطار . وتذكر أحد المقيمين هنا أنني أسكن في هذا المكان , فاتصل بي بالراديو . اتصلت بدوري بالشرطة لأخبرهم بوجودكما عندي . بعد بحث إندي عنكما عبثا , خرجت الجموع للبحث عنكما وكذلك الطائرات .
أخرستها الصدمة ووقفت تحملق فيه :
" وهكذا , ما كنا سنموت في البراري ؟ "
- كنتما ستمضيان يوما سيئا . لكن إندي كانت سترسل إليكما العون .
- لا .. لا أدري ما علي أن أقول .
عاد يقول ضاحكا :
" حاولي أن تشتميني . إننى حقا أحب شتائمك"
- اخرس ...
اتسعت ابتسامته :
" يمكن أن تأتي بما هو أفضل من هذا "
حملقت فيه فعاد يضحك :
" أنت تتهمينني بأنني أخبرت الصحافة , وقد أوضحت لك بأنني لست الفاعل . أنا من يفترض به أن يحملق بك غاضبا "
لماذا تحملق فيه ؟ لانه كان يبتسم , وليس لديها ما تقوله . كان عليها فقط أن تنظر إلى هذا الرجل لينهار ما بداخلها من دون سبب . وحاولت بيأس أن تتمالك نفسها .
وقالت بصعوبة :
" آسفة "
- لا تفكري بهذا , فقد استمتعت بما وصفتني به . لم يصفني أحد قط من قبل بأنني دودة بطن أو دودة حقل أو ضفدع .
- لا أدري سبب عدم وصفهم لك بهذا كله .
فعاد يضحك وتبدد شعوره بالتعب .
الإرهاق الذى كان يبدو جزءا من هذا الرجل اختفي قليلا , بعد أن جعلته يضحك .
وسرها أن تجعله يضحك . إن هذه منطقة خطرة وما من سبب يجعلها تبقى هنا , عليها أن تتابع سيرها , عليها أن تركز اهتمامها على كارلي .
منتديات ليلاس
- وهكذا , أخبرت الكل أنني هنا .
فتلاشت ابتسامته :
" لا , لقد أبلغت الشرطة لكن الضابط الذى تحدثت إليه قال إن الصحافة مهتمة بالموضوع للغاية . قال ضابط الشرطة إن الصحافيين لا يعرفون مكانكم بالضبط , لكن الكل يعلم أنكما ترجلتما من القطار في مكان ما في هذه الانحاء . لو كنت صحفيا لانتظرت عودتكما بالقطار مرة أخري "
حدقت فيه بضيق بالغ , لكنها لم تر في وجهه ما يطمئنها . كانت عيناه تنطقان بالحقيقة .
كيف أمكنها ان تشتمه بكل تلك الألفاظ ؟
رايلي جاكسن رجل يمكنها أن تثق به . ومهما كانت صفات رايلي الأخري , فهذا لا يعني أنه ليس رجلا صادقا للغاية .
|