كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ثم ألقى بها في السرير بشيء من العنف ما جعلها تشعر بالخزي . تناول منشفة من الكومة الموضوعة بجانب السرير وألقاها على رأسها وهو يقول :
"لو كنت مكانك لجففت نفسي ثم آويت إلى الفراش وبقيت فيه. وإذا وجدتك تغسلين شعرك بماء المطر مره أخرى ,فسآخذك شخصياً إلى الرصيف بجانب القطار وأتركك هناك حتى يصل القطار التالي ".
ونظر إلى كارلي ثم لوى ملامحه مرة أخرى .بدا وكأنه يعاني ألماً,وتمتم :
"كان علي أن أفعل هذا الآن ,لكنني لاأستطيع طبعاً.إنما كان علي القيام بذلك ".
وقف لحظة يحدق إلى الأسفل ,لكنه عاد يحدق في جينا وكأنه يتوقع منها أن تتحداه ,لكنها لم تفعل ,لم تستطع .وأخذت تحدق فيه في ضوء القمر وهي خرساء تماماً.
وابتسم هو بحسرة :
"تصبحين على خير آنسة سفنسن .لا تدعي ضجيج الشارع يؤرقك ".
منتديات ليلاس
تكلم برقة وهو يلامس وجهها متحبباً وبشكل غير متوقع ,ثم ابتعد متوجهاً الى حيث سريره وكأنه تخلص من حشرة.وثارت ثائرتها وهي تسمعه يضحك بصوت خافت وهويجلس على سريره .
سواء أكانت غاضبة أم لا ,فقد استمتع رايلي جاكس.يا له من تافه ! بقيت مستلقية جامدة دقائق عدة وقد احمر وجهها للإهانة ,كما جاهدت لتصرف ذهنها عن أن رايلي
في سريره الذي لا يبعد عنها سوى خطوات .
جلست وجففت شعرها ثم قلبت وسادتها إلى الناحية الجافة وعادت تستلقي محولة وجهها إلى الناحية الأخرى حيث السماء المظلمة .
لكن الإشاحة بوجهها عنه لم ينفع .أنها حمقاء ... مالذي سيظنه بها؟
فمنذأن غادرت القطار ,وهي مثار السخرية .كان عليها أن تتكهن بقضية المياه .
وجاءها صوت رايلي فكادت تقفز من مكانها :
"دعي ذلك .سأنساه أنا وهذا ما ستفعلينه أنت ".
بدأ صوته غريباً في ظلمة الليل .كانا مستلقين في المكان نفسه وكأنهما عاشقان وقد وصلتها كلماته بالغة الرقة إلى حد ظنت معه نفسها تحلم .
همست :
"أنا ..شكراً".
ومرة أخرى سمعته يقهقه بصوت خافت .
-أهلاً بك ,عودي إلى النوم .
النوم ؟وكيف يمكنها أن تنام ؟واندست بين الأغطية .كانت كارلي نائمة بجانبها ,غافلة
عن الاضطراب البالغ الذي تعانيه أختها .ما أروع أن تكون في الخامسة من عمرها ,كما أخذت جينا تفكر بمرارة ,ثم تذكرت ما عانته منذ تلك السن الآن !كلا ..لن يكون الأمر رائعاً.
منتديات ليلاس
أمسكت بيد كارلي فالتفت أصابع الطفلة على أصابعها ,تمنحها ثقتها حتى أثناء النوم .وفكرت جينا في أنها ستفعل كل ما يمكنها لكي ..تباً ..ياللرجال !إنها لن تنام أبداً.كان الفراش والوسائد مريحة ,ورغم ذلك لم تستطيعأن تنام .
لامس نسيم الليل جسدها المتعب مهدئاً مخاوفها ,وهمست لنفسها :
"لا يمكنني أن أنام هنا ".
لكن الكلمات تباطأت .ثم جمدت على شفتيها .وأغمضت عينيها ونامت .
نهاية الفصل الثالث
|