كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فقطب رايلي جبينه:
"مدرسة داخلية لطفلة في الخامسة ؟".
أجابت جينا بمرارة :"
الأماكن التي تقبل الأطفال في مثل هذه السن قليلة للغاية فكان عليها أن تدفع مبلغاً باهظاً,وقد فعلت .وجذبتها المدرسة الإنكليزية لأنها كانت في إنكلترا ,وبما أن برايان أسترالي لن يستطيع أن يقترب من كارلي .أرادت نيكول أن تسبب له المزيد من الأذى ".
وفكرت جينا بمرارة في أن أمها تصرفت معها على النحو ذاته لأن أباها كان أمريكياً.
-يا لجهنم !
همست جينا:
"نعم ,كان هذا جهنماً".
لكنها لم تخبره لما تعتبر حياتها جهنماً وتابعت تقول :
"بقيت سنوات من دون اتصال بأمي ,لكنني عندما عرفت بأمر كارلي ,أدركت أن مدرستها لا تبعد سوى ساعة عن مكان عملي ,فاعتدت أن آخذها معي إلى بيتي كلما استطعت .كنت أكره إبقاها هناك ".
-لماذا لم تأخذيها بصفة دائمة ؟
لمعت عيناها وهي تنظر إليه .هل لمست إدانة في نبرته ؟لم تشأ أن تخبره عن السبب .كيف يجرؤ على إدنتها ؟؟
منتديات ليلاس
اشتبكت نظراتهما لحظة ,تتبادل الغضب ,لكن الرقة عادت إلى عينيه أولاً,وسٌألها متجاوزاً رغبته في الحصول على جواب عن سؤاله الأخير :
"وهكذا ,كيف وصلت إلى هنا ؟".
-اتصل بي برايان .
أضافت محاولة ابتلاع غضبها :
"لم أكن أعرف برايان من قبل ,كما لم أر أمي منذ سنوات .وكل ما كنت أعرفه عنها قرأته في الصحف .عرفت أنها نالت حضانة كارلي فيما خسرها هو ,هذا كل ماكنت أعرفه ,وكنت قد أخذت كارلي من المدرسة في عطلتها فاتصل بي ,وقال إن نيكول في استراليا ,في "بيرث"وكنت قد قرأت في الصحف أنها تقوم برحلة سياحيةً".
سألها :
"وهكذا رأيت أن تأتي لرؤيتها ؟".
-لا يمكن لأي شخص أن يرى نيكول .
وترددت محاولة أن تتذكر المشاعر التي تملكتها عندما اتصل بها برايان ,ثم تابعت تقول :
"كان صوت برايان كئيباً حقاً.قال إن نيكول تعاني من الكآبة ,مالم يدهشني فلطالما عانت من شيء ما ,وبعد الحياة التي عاشتها والحبوب التي تعاطتها,قليل من الاكتئاب هو أقل ما يمكن أن يمتلكها .وعلى أي حال ,قال إنها تريد أن ترانا وهي مستعدة لدفع التكاليف إذا جئنا على الفور".
-وهكذا جئتما .
-لم أرغب في المجيء .أعني ,لم قد أرغب في رؤية نيكول ؟لم تكن لي علاقة بها منذ سنوات .لكن برايان أراد أن تأتي كارلي إلى هنا ,وبما أن نيكول مريضة ,فقد جاء قرار الاتصال بنا من برايان .واذا لم أحضر مع كارلي فسنضطر لأن تستقل الطائرة وحدها .أضاف برايان ما حفزنا وهوأننا سنركب القطار .
-لم القطار؟
-قال إن هذه فرصة جيدة علينا ألآ نخسرها ,وبرايان شخص مقنع للغاية ,قال إنه يفتقد كارلي كثيراً ,فإذا جئنا إلى سدني بالطائرة
وركبنا القطار مدة ثلاثة أيام لنصل إلى بيرت ,فلن تكون إجازة مثيرة لنا وحسب بل ستتاح له فرصة ليكون مع ابنته لفترة.
وترددت محاولة أن تتذكر سبب موافقتها ثم عادت تقول :
"بدا لي هذا معقولاً,كنت أعلم أن نيكول ستقيم
الدنيا وتقعدها لكي تبقى كارلي وبرايان بعيدين عن بعضهما وإذا لم يفعل أحد ما تريده نيكول ,فسيتملكها غيظ بالغ .وهكذا إذا قدمت كارلي إلى استراليا ,فسيكون برايان شاكراً إذا اتيحت فرصة تمضية بعض الوقت معها .أنا لم أرغب في المجيء,لكنني عندما أخبرت كارلي عما يحدث انهارت .في النهاية لم أستطع أن أدعها تسافر وحدها ,فوافقت ,وهذه بداية غلطتي .أنها غلطة كبرى ,قامت على كذبة صريحة ".
شعرت بالغثيان.وعاودتها المشاعر التي خالجتها طوال اليومين الأخيرين وأوشكت أن تدمرها ,لكنها أرغمت نفسها على أن تتابع :
"صبر برايان على أن نأتي على الفور.قال إن ليس لديه عطلة سوى أيام قليلة ولعل نيكول تغادر مدينة "بيرث"أو تبدل رأيها فتفقد هذه الفرصة .وهكذا جئنا ,لقد استقبلنا في مطار سدني حيث أخذنا إلى محطة القطار مباشرة .وكان لطيفاً معنا,لطيفاً حقاً ,بقي لطيفاً حتى اللحظة التي صعدنا فيها ثم انهار كل شيء ".
-ما الذي حدث ؟
-أصبح قاسياً .لم يكن قاسياً معي ,بل قذراً فقط .لم يستطع أن يرفع يده عني لكنه أمضى الرحلة في القطار وهو ينهر كارلي .لم أستطع أن أصدق ما أراه ,أن يسخر رجل ناضج من طفلة في الخامسة من عمرها وينهرها .
|