كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
حدثت نفسها بيأس لا تهتم بالرجال .لم تهتم بهم قط,فقد رأت ما يفعله الحب بحياة النساء وكرهت أن تجرب ذلك .لطالما عاشت مستقلة وهي تريد أن تبقى كذلك .لكنها بعيدة كل البعد عن الشعور بالراحة هنا :
"آسفة لذهبنا إلى غرفة نومك ".
ابتسم ابتسامة رقيقة ساخرة رأتها غريبة بالنسبة لصورته في ذهنها . وعندما تأمل توهج وجهها قال بابتسامة عريضة :
"لم أتعود على وجود نساء في بيتي.سأحرص في المستقبل على أن أبقى محترماً".
في المستقبل ؟يا إلهي !وانحبست أنفاسها ألماًوهي تحدق في هذا الرجل الطويل القامة .ستبقى ثلاثة أيام ...
"أيمكنني أن أثير اهتمامك بالبازيلا المشوي ؟ كان هذا لطيفاً من رايلي .ونظرت إلى وجهه فشعرت وكأنه قرأ أفكارها,ولم يعجبها هذا الشعور , الطعام ...عليها أن تركز على الطعام .
في الواقع ,لابد أنها جائعة لأنها لم تأكل شيئاً منذ الفطور ,كما عليها أن توقظ كارلي لا تكاد تأكل بعض الطعام هي أيضاً.لكن بازيلا مشوية؟
كارلي لا تكاد تأكل شيئاً,وأن تقنعها بأن تأكل البازيلا يبدو مستحيلاً. لابد أن أفكارها ارتسمت على وجهها ,لأن المرح بدا في عيني رايلي السوداوين وهويقول :
"هذا المكان ليس مطعماً خمس نجوم أيتها السيدة ".
فقالت وهي تركع بجانب صندوق المعلبات :
"لا.أليس لديك غير البازيلا؟"
وقف فوقها يفيض بالرجولة إلى حد الإرباك :
"أحب البازيلا ".
-أما أنا فلا.
-أيتها السيدة .
قالت من دون أن تعي أنه يحدق فيها وعلى وجهه تعبير غريب للغاية :
"ولا كارلي تحبه ".
وتابعت تقول :
"عليً أن أجعلها تأكل .من المؤكد أنك لا تعيش على البازيلا فقط .من يمكنه ذلك ؟".
منتديات ليلاس
-أنا معتاد على الخشونة .
-نعم لكنك لست غبياً .
وراحت تتناول علب الطعام واحدة بعد الأخرى وتتفحص ما كتب عليها : سبانخ وبازيلا مشوية ,سبانخ وبازيلا مشوية .لكنها عثرت في القعر على علب مختلفة , ألقيت بإهمال وكأن البائع لا يتوقع استعمالها ,لكنه وضعها ليريح ضميره .
ووجدت بعض الأعشاب والبهارات وبعض البصل الأخضر الذابل الملقى بإهمال تحت هذا كله . كما عثرت على كيس كبير من الأرز.
-أيمكنني أن أستعمل هذه ؟
وقف إالى جانبها ليرى ما تحمله فاحتك صدره العاري بذراعها.
كان قريباً منها للغاية فابتعدت عنه وكادت تقع .مد يده يسندها ,وقال وكأنه غير واع لمدى قربها منه:
"فتحت علبة من هذه ذات مرة وسكبتها فوق السبانخ فكان مذاقها أشبه ..".
قاطعته بفتور :
"يمكنني أن أتصور مذاقها .لماذا تشتريها إذا كنت لا تحبها ؟.
-أنا لا أشتريها .ماغي تشتريها لي .طلبت منها البازلاء والسبانخ ,لكنها تدسً دوما بينها مثل هذه الأشياء الغربية .
وضحك ورفع يده مستسلماً:
"أنت وماغي ستنسجمان معاً,لأنكما تحبان الخضار"
-أنها امرأة ذكية .
وتابعت البحث بين العلب ,فيما إحساسها بقربه لا يزال يربكها :
"من هي ماغي ؟زوجتك ؟".
-زوجتي؟
هل صورت لهاٍ مخيلتها المرارة في كلماته ؟أم أن هناك أثراً لذلك فعلاً؟
-لا ,يا لاسيدتي .ماغي هي ...مدبرة منزلي .
-ألا تقيم هنا ؟
-أنت ذكية جداً,لا ,إنها لا تقيم هنا ,هذا المكان كان خالياً من النساء إلى أن جئت أنت وكارلي ,وآمل أن يعود كما كان قريباً جداً.
-أنت لا تحب النساء إذن .
كان هذا السؤال غبياً,فهذا ليس من شأنها ,لكنه انطلق من فمها من دون تفكير .
وعادت تركز على المعلبات التي أمامها بينما أخذ رايلي يحدق فيها ما جعل الارتباك يتملكها من جديد .
طال الصمت بينهما,وعندما تكلم مرة أخرى أدركت أنها كانت على حق حين شعرت بمرارة في صوته , إذ يبدو أنها لمست وترا حساساً.
-المسألة ليست أنني لا أحب النساء ,لكن لا وقت لدىً لهن .
-لديك وقت لماغي فقط .
فابتسم :
"نعم ,يا لك من حاذقة ".
ورفع علبة بازيلا :
"فلنسخن هذه .أريد أن أذهب إلى النوم ".
|