لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-10, 10:13 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم تسمعا سوى صوت الرياح وهى تعصف حول المنزل . وهمست كارلى تطلب منها أن تطرق الباب مرة اخرى ، فحاولت جينا مرة أخرى بقوة أكبر .لا جواب .
قالت كارلى شاكية :
" أنا عطشانة جدا "
اشتدت قبضة جينا على يدها . هنا ليس لندن ، ومن المؤكد ان أى شخص يعيش هنا ، سيتفهم حاجتهما إلى دخول المنزل .
همست جينا :
" دعينا ندخل "
فسألتها كارلى : " لم نهمس ؟ "
- لست أدرى . امسكى يدى بشدة .
- أتظنين أن ثمة أشباح هنا ؟

- أرجو ان تكون قادرة على قيادة الطائرات .
أخذت كارلى تضحك وبدا هذا رائعا لجينا فكارلى لا تضحك كثيرا . وفى القطار مع أبيها لم تضحك أبدا . ورأت جينا ولأول مرة أن مغادرتهما القطار لم تكن كارثة ، إذا وجدتا بعض الماء ، وإذا لم يكن قائد الطائرة قاتلا . لاشك أنها ستصاب بالخبل هنا .
لم يفتح أحد الباب . وعادت تشد على يد كارلى ، محدثة نفسها بأنها تريد بذلك أن تطمئن كارلى وليس أن تطمئن نفسها .
ودخلتا على أطراف اصابعهما .

بدا المكان مهجورا منذ سنوات فالغبار السميك يغطى كل شئ . لكن . . . ثمة أثار أقدام على الغبار . إنها آثار رجل حديثة نسبيا .
اشتد ضغطها على يد كارلى وهى تقودها على الأرض الخشبية العارية عند المدخل وبدت اقدامهما أصغر بكثير بجانب تلك الآثار .

أفضى الباب التالى إلى المطبخ ، حيث لاحظتا وجود آثار للحياة على شكل صناديق مأكولات . معلبة وثلاجة فضلا عن كومة من الصحف على طاولة خشبية واسعة .
وبينما أخذت كارلى تنظر من حولها باهتمام ، تناولت جينا الصحيفة التى يعود تاريخها إلى يومين .شخص ما يستعمل هذا المنزل بكل تأكيد .
ولحسن الحظ كان هناك حوض يعلوه صنبور . تركت جينا يد كارلى وفتحته وهى تحبس أنفاسها ، وإذا بمياه صافية تتدفق منه . أحنت رأسها وأخذت تشرب من ماء لم تذق قط أعذب منه .
منتديات ليلاس
قالت وهى ترتجف قليلا :
" نحن بأحسن حال ، يا كارلى "
بعدئذ رفعت الطفلة بين يديها لكى تشرب هى أيضا ، وهى تتابع :
" نحن آمنتان ، فثمة طعام وماء هنا . يمكننا البقاء هنا طالما نحن بحاجة إلى ذلك "
- إلى جهنم بحاجتك إلى ذلك .
استدارت وهى لا تزال تحمل الطفلة فرأت رجلا عند الباب . ساد الصمت لحظة فيما بقيت كارلى تشرب بلهفة ومنعت الصدمة جينا من الكلام .

كان الرجل طويل القامة ، كما سد الباب بكتفيه العريضين وجسمه المفتول العضلات . كانت بنيته توحى بأنه أمضى حياته فى العمل الشاق .
كانت الشمس قد حولت شعره من كستنائى قاتم عند جذوره إلى ذهبى تقريبا عند أطرافه ، كما بدا لون بشرته برونزيا .
كانت ملابس الرجل مغطاة بالغبار .
لابد انه مزارع . كان يرتدى سروالا من الجلد وقميصا ذا لون كاكى ، ويحمل فى يده قبعة عريضة .
أتراه مزارع ؟ هذا غير معقول .
كان عليها أن تتكلم . . . أن تقول شيئا :
" مر. . حب. . "

لم تستطع ان تتكلم بوضوح ، وبدا صوتها قصيرا حادا أشبه بالصرير . فاتسعت عينا الرجل :
" مرحبا بك أنت "
كان صوته عميقا بعكس صوتها ، ورنانا مليئا بالثقة بالنفس ، وذا لكنة استرالية واضحة . وراحت عيناه تتأملانها بهدوء ، وكأنه يتوقع من هذا الشبح فى مطبخه أن يختفى فى أى لحظة .
كانت جينا لا تزال تمسك بكارلى التى انتهت من الشرب فأبعدت فمها عن الصنبور . انزلتها جينا إلى الأرض فاخذت تحدق فى هذا الغريب بتشكك ثم استندت إلى ساقى جينا .
منتديات ليلاس
وأخيرا استطاعت جينا أن تقول وهى تتمسك بكارلى :
" هل . . . هل هذا بيتك ؟ "
قال وهو يحدق فى كارلى :
" إنه بيتى ، نعم "
لم تنظر إليه كارلى بل اختبأت خلف ساقى جينا وبقيت هناك .ساد صمت طويل ، لم تستطع جينا أن تفكر فى شئ تقوله .
وأخيرا ، بدا وكأنه تمالك نفسه من صدمة عثوره على غريبتين فى مطبخه ، فألقى بقبعته على المائدة ثم توجه إلى الثلاجة وأخرج منها المياة الغازية ثم رفع حاجبيه ساخرا . التفت إلى جينا وهو يقول :
" لا أدرى من أنتما ، وكيف وصلتما إلى هنا ، ولكن هل بإمكانى أن أقدم هذه المياه الغازية ؟ "


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-12-10, 10:14 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- لا . . . لا ، شكرا .
غامرت كارلى بإلقاء نظرة عليه من خلف ساقى جينا ، وإذا به يغمزها ما جعلها تعود إلى الاختباء خلف أختها . وتنفست جينا بعمق ثم قالت وهى تتمالك نفسها :
" لقد وجدنا الماء عندك . . . آسفة ، نحن نعانى من بعض المشكلات "
- لقد تكهنت بذلك فعلا . إما هذا وإما أنكما بائعتا موسوعات متحمستان للغاية .
ابتسم الرجل لها وجل ما استطاعت جينا أن تفعله هو ألا تشهق إذ أنارت هذه الابتسامة وجهه فبدا معها أصغر مما يبدو عليه بسنوات . فى البداية ، ظنت أنه فى الأربعين من عمره ، ولكنه حين ابتسم بدا فى الثلاثين . . . بدا شيئا لا يصدق .
منتديات ليلاس
كان رائعا ، مثيرا ، يتفجر رجولة . وازدحمت هذه الصفات فجأة فى رأسها ، فامتدت يداها غريزيا إلى كارلى تشدها إليها .
يا لسخافتها ! ليس من عادتها أن تتجاوب مع الرجال بهذا الشكل . فلم تشعر أمام هذا الرجل وكأنه نومها . . . مغناطيسيا وأخيرا ، استطاعت أن تقول :
" نحن لسنا بائعتين . إن البيوت متفرقة للغاية هنا وهى لا تصلح للبيع من باب إلى باب "
قال والابتسامة لا تفارق شفتيه :
" هذا مؤسف "

ثم أشار إلى كومة الصحف مضيفا :
" هذا كل ما لدى تقريبا للقراءة . أما الموسوعات فلها استعمالها الخاص "
وتلاشت ابتسامته وهو يتفحص عينيها ثم رقت ملامحه وكأنه شعر بخوفها . وتحولت نظراته مرة أخرى إلى كارلى ، محاولا اختلاس النظر إليها حيث هى خلف ساقى جينا ، وقد ازدادت ملامحه رقة ولينا .
- إذا لم تكونى بائعة فربما بإمكانك أن تخبرينى من تكونين .

- لا أظن . . .
وسكتت جينا . صعوبة شرح وضعهما لهذا الرجل كادت تسحقها . وقالت :
" لن تصدقنى "
- جربينى .
انفجرت تقول : " لكننى لا أعرفك "
فعادت ابتسامته الرائعة وهو يقول موافقا :
" هذا صحيح . أنت لا تعرفيننى . لكن بما أنك فى مطبخى وقد دخلت من دون دعوة ، فربما عليك أن تعرفى عن نفسك أولا . لكن لعلى واهم "
وتناول قبعته عن المائدة ثم عاد فوضعها على رأسه ليرفعها مجددا بشكل تحية وهو يقول : " اسمى رايلى جاكسون "
وغمز بعينيه إلى أسفل حيث وقفت كارلى متشبثة بساقى أختها وأردف :
" اجلسا وارتاحا . اعتبرا نفسيكما فى بيتكما "

نظرت إليه جينا مضطربة ، ولولا وجود كارلى معها لخرجت من هذا البيت لتعود إلى رصيف محطة القطار .
من تراها تخدع ؟ ما كانت لتفعل هذا . وليس لديها خيار سوى الاستمرار فى الحديث . وقالت :
" أنا جينا سفنسن . وهذه كارلى "
- يسرنى التعرف إليكما يا جينا ويا كارلى . مرحبا بكما فى مزرعتى .
مزرعته ؟ ونظرت حولها إلى الغبار المتراكم ثم أخذت تحدق من زجاج النافذة القذر فى المرعى المغطى بالعشب فى الخارج ، وقالت :
" هذه ليست مزرعة فعليا . . . أعنى ، أنت لا تعيش هنا"
منتديات ليلاس
سألها وكأن قولها جرحه :
" ألا يعجبك ديكور بيتى ؟ ما العيب فيه؟ "
أخذت ترمش فتطوعت كارلى لتجيب :
" إنه قذر جدا "
صدمت جينا لقولها هذا ، إذ حيرها ان تتكلم كارلى فى حضور رجل غريب . وعادت الطفلة تتابع حديثها :
" وأنت لا تنظف مائدتك "
كان فى لهجة الطفلة نوع من التوبيخ فقال وهو يبتسم لها :
" لو كنت أعلم بقدومكما لنظفت البيت وأخرجت صحونا من الخزف الثمين وحضرت لكما حلوى أو وضعت فى الثلاجة مزيدا من المياه الغازية والعصائر "


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-12-10, 10:15 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وصمت لحظة ثم أضاف :
" والآن ، أظن أن الدور دورك الآن . لعلى فضولى لكننى أريد أن أعلم أى جهنم . . . "
وتحولت عيناه إلى كارلى ، ثم حاول أن يهذب ألفاظه ، فتابع يقول :
" ما الذى جعلكما تدخلان مطبخى وتنتقدان ربة منزلى ؟ وهذا لا يعنى أننى غير راض فقدوم الضيوف يرضينى دوما . لكنى لست واثقا من مكان قدومكما "
ابتلعت ريقها فهو محق . وأومأت ثم قالت :
" جئت من القطار "
منتديات ليلاس
- هذا منطقى . لكننى كنت هناك أحضر مؤنى ، فلم أركما .
- نزلنا من القطار حالما ابتدأ السير .
- لم تكونا تتوقعان أن يستقبلكما أحد إذن ؟
- لا .
أخذ يفكر فى كلامها وعيناه لا تبارحان عينيها :
" وهكذا ظننت أن بإمكانك أن تتفرجى على بعض المناظر "

فقالت بحدة :
" لا حاجة للسخرية . لم نغادر القطار بإرادتنا "
فابتسم ابتسامته الساحرة تلك وسأل :
" أتعنين أن ثمة من طردكما من القطار ؟ هل أخللت بالنظام ؟ "
وعندما لم تجب ، جلس على كرسى كرجل يستعد لقراءة كتاب جيد :
" حسنا ، يا جينا سفنين ويا كارلى . اجلسا وحدثانى بكل شئ ، رجاء "
رأت أنها تدين له بذلك ، فهى بحاجة إليه ، وبالتالى عليها ان تخبره .
جلست وأجلست كارلى على كرسى بجانبها .
كان الكرسيان متلامسين ما يبقى كارلى على اتصال بها ، لكن الغريب أن الصغيرة بدت مرتاحة .
ما الذى يهدف هذا الرجل إليه ؟

جلست جينا بحذر على حافة الكرسى ، ما جعله يتمايل بشكل واضح فزاد هذا فى توترها . شعرت وكأن عالمها يدور من حولها ولم تعد واثقة من أنها لن تنزلق عن الكرسى .
- لقد حدث اختلاف فى الرأى بيننا وبين شخص فى القطار وغضبنا . . . فتركنا القطار .
- حدث اختلاف بينكم ؟

عادت عيناه المفكرتان تلتمعان مرة أخرى ، وبدت السخرية فى أعماقهما . أخذ يتفحص وجهها ثم كيانها كله . . . نظر إلى سروالها المغبر وبلوزتها وإلى شعرها المشعث حيث انسجم الغبار الأحمر مع لون شعرها الأحمر القاتم ، ثم انحدرت نظراته إلى ذراعيها النحيفتين المتكئتين على الطاولة أمامها .
عادت نظراته إلى كارلى ، متأملا شعرها الأحمر المغطى بالغبار وعينيها الخضراوين الواسعتين ما جعلها نسخة ثانية عن جينا :
" من الذى اختلفتما معه ؟ "

- مع برايان ، والد كارلى .
نظر مرة أخرى إلى أصابعها لكنه لم ير أى أثر لخاتم فيها . وكان هذا بالضبط ما يبحث عنه وهى تعلم ذلك فتملكها الغضب . تبا له ! إنها تعرف بالضبط ما يفكر فيه .
قال :
" هل تركت ثلث أسرتك السعيدة فى القطار ؟ "
فقالت بحدة :
" ما من ثلث اسرة . وصدقنى أنها ليست أسرة سعيدة "
- هذا واضح .
منتديات ليلاس
احمر وجهها ، وفتحت فمها لتتكلم ، لكن لم يخرج من فمها أى كلمة . كيف يمكنها أن تشرح ما حصل أمام كارلى ؟وكيف تبرر حماقتها ؟
قال برقة بالغة بينما عيناه مستقرتان على وجهها المتوهج :
" أنت تعلمين . ما فعلته ليس حكيما تماما . . . "
- أعلم ذلك . لكن عندما نظرت إلى الخارج رأيت أناسا على الرصيف . بدا وكأنها منطقة ريفية صغيرة مأهولة ، فظننت أننا سنجد مكانا نمكث فيه حتى يأتى القطار التالى . لكن ما إن نزلنا من القطار واختفى الناس حتى تذكرت أن القطار لا يمر من هنا سوى مرتين فى الاسبوع .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-12-10, 10:16 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

قال وقد بدا الغضب فجأة فى صوته :
" هل فعلت ذلك مع الطفلة ؟ "
عضت شفتها . لا بأس ، إنه غاضب ولعلها تستحق ذلك . كما انها هى أيضا غاضبة من نفسها ، لكنه لو رأى كيف يعامل برايان كارلى ، وكيف كانت الطفلة منكمشة على نفسها خوفا . .
. وقالت بصوت خافت ظهر فيه الضعف :
" لدى أسبابى الخاصة . . . صدقنى لم يكن لدى أى خيار آخر "
منتديات ليلاس
وترددت . لم يكن سهلا أن تطلب شيئا كهذا من رجل غريب تماما . . . وتابعت :
" لكن لديك طائرة وقد رأيناها عندما درنا حول البيت . إننا . . . "
وترددت وهى ترى بريق الغضب فى عينيه . . . لكنها اضطرت لأن تسأله :
" هل من الممكن . . . ان تأخذنا بها ؟ "
وعندما رأت الغضب يزداد فى عينيه تابعت بسرعة :
" سأدفع لك أجرا طبعا . أنا لا أطلب ذلك كخدمة "

حدق فيها بعينين خاليتين من أى تعبير :
" أتريديننى أن أترك عملى ثم أخذك بالطائرة من هنا ؟ إلى أين ؟ "
- إلى أديليد "
سألها غير مصدق : " إلى أديليد ؟ "
- أرجوك .
واشتدت ذراعاها حول كارلى . يا للسماء ! لقد أوقعت نفسها وأختها فى مثل هذا المأزق . لقد صدقت برايان . ما الذى جعلها تصدقه ؟ لقد أرادت فى الواقع ، أن تصدقه . من أجل كارلى .

وقالت تعترف :
" لا أدرى ما على أن أفعل . لا يمكننا أن نبقى هنا "
فقال موافقا :
" هذا صحيح . لا يمكنك ذلك "
- إذا لم يكن إلى أديليد فإلى أى بلدة تحتوى على فندق وهاتف ووسيلة نعود فيها إلى العالم الخارجى .
- لا .
- لا ؟

- أقرب بلدة بهذه الأوصاف هى أديليد والوصول إليها يستغرق ساعات بطائرتى الصغيرة . بالتالى ، سأحتاج نهارا آخذك فيه وأعود وليس لدى نهار فراغ . آسف لعدم تمكنى من ذلك ،فإقامتى هنا مؤقتة .
- إقامة مؤقتة ؟ اى نوع من الاقامة المؤقتة فى مكان كهذا ؟
ونظرت من حولها غير مصدقة .
جمدت ملامح رايلى كليا وقال بنعومة :
" حذار . لا أريد أى ازدراء فى التعليق من فضلك . إنها مزرعتى التى نتحدث عنها "

- ولكن .
وسكتت . لم تشعر فى حياتها قط بمثل هذه الغربة والوحشة مع أنها وحيدة دوما وأبدا .
واستطاعت أخيرا أن تتمالك نفسها وشجاعتها لتواجهه :
" أنا آسفة . أظن . . . اسمع . أنا لا أفهم شيئا عن المزارع الاسترالية . هذه أول مزرعة احضر إليها "
فقال بفتور :
" حسنا ، لدى سقف فوق رأسى وثلاجة مليئة . ماذا أحتاج أكثر من هذا ؟ "

" أتظن أن أحد الذين يسكنون فى الناحية الأخرى من خط القطار يقبل أن يوصلنا بطائرته ؟ "
- الوصول إلى المزارع الأخرى يتطلب نصف نهار . أقرب جار إلى يبعد أكثر من مئة ميل شمالا فوق طرق وعرة غير مرصوفة . إنهم يأتون إلى هذه المنطقة ليأخذوا مؤنهم من القطار ، وقد لا يعودون إلا بعد أسبوعين . وكان اليوم موعد تسليم المؤن .
يا إلهى ! وهمست :
" لقد علقنا هنا "
- نعم ، إلا إذا طردتكما من هنا .
عندئذ ، رفعت كارلى نظرها بشجاعة فائقة ، وهمست :
" هل ستجعلنا نعود لنجلس على رصيف القطار وحدنا حتى يصل القطار التالى ؟ "
منتديات ليلاس
فتحت جينا فمها ثم عادت فأغلقته محدثة نفسها بأن تقفل فمها .
لا يمكنها أن تطرح عليه ذلك السؤال بشكل أفضل مما فعلت كارلى.
كان رايلى يحدق فيهما ساخطا ، ثم قال للصغيرة :
" أمك مغفلة "
هذا القول جعل جينا تجفل كما فعلت الصغيرة بين ذراعيها التى همست :
" أمى ميتة . ماتت أمس "

نهاية الفصل الاول


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-12-10, 11:32 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


2- ضيفتان مزعجتان

مامن سبيل لتلطيف هذا الوضع البغيض .أدرك رايلي أن كارلي صادقة .وراقبت جينا وجهه
فأدركت أنه لمس الصدمة والألم في صوت كارلي ,ولمس اليأس الناتج عن الهجر والفراق .
-أنا آسف .
وأخذ ينقل نظراته بين جينا وكارلي مضيفاً : "ظننتكما أما وابنتها ".
ثم نظر إلى كارلي :
"من هذه السيدة إذن ؟".
فهمست الطفلة :
"جينا هي أختي الكبرى ..إلى حد ما".
-إلى حد ما ؟

فقالت جينا :
"إننا أختان غير شقيقتين .نيكول أمنا , تزوجت مرتين ونحن نتيجة ذلك ".
-مرتان ؟
قالت جينا وقد ابتدأ اليأس يتملكها :
"اسمع ,هذا الحديث لا يحل المشاكل ".
كانت كارلي تندس فيها .إن الصدمة والرعب اللذين أصيبتا بهما في الساعات الأخيرة
تفعلان فعلهما الآن ,وقد حيرها أن تبقى الطفلة صامدة .وجذبتها تجلسها على ركبتيها وهي تسأله :
"إذن.ألا يمكنك أن تأخذنا إلى أي مكان ؟".
منتديات ليلاس
تردد ثم هز رأسه وقال بصوت بان فيه الندم :
"لا .آسف .مجاري المياه مسدودة والماشية لدي تموت عطشاً,فإذا رحلت قبل إصلاحها سأخسر الماشية .لهذا,لا أهتم برغبات الآخرين كما ترين فلدي أولوياتي "
عضت شفتيها وقالت :
"أنا آسفة لأجلك ".
كانت الأمور تزداد صعوبة بين لحظة وأخرى .إنه رجل مشغول وآخر ما يريده هو امرأة وطفلة تعيقانه ويتحمل مسؤوليتهما .
وتابعت تقول :
"أنا آسفة لمغادرتي القطار".
-وهو كذلك .
قالت بغضب مفاجئ شاعرة بالعجز :
"لكن هذا ما حصل ".

والعجز هو آخر ما تحب أن تصف به نفسها فهي كانت مسؤولة عن نفسها منذ طفولتها .
-أيمكنك على الأقل أن تدعنا في بيتك حتى يأتي القطار التالي ؟
ولما رأت تأثير على وجهه أسرعت تضيف :
"أرجوك ,لن نزعجك بشيء ".
كان عليها أن تقنعه ,وماذا يمكنها غير ذلك ؟ وهل لديها خيار آخر ؟
تمتم مردداً صدى أفكارها :
"ليس لدي أي خيار آخر ".

وعاد ينظر إلى كارلي ولان قلبه ,حتى أنه ابتسم مرة أخرى :
"هذا المكان مضحك ,وأراهن على أنه لا يشبه المكان الذي اعتدتالعيش فيه لكن مرحباً بك ".
وابتسم لكارلي فحدقت هذه لحظة طويلة , ثم حاولت أن ترد ابتسامته فبل أن تندس في اختها :
"أنت طيب ".
ونظرت إلى أختها :
"إنه أحسن من بابا ".
قالت جينا ببعض الصلابة :
"نعم ..حسناً,هذا قول فظ".

لكنها عادت تلاطف ضفيرتها ثم نظرت إلى رايلي :
"شكراً إذا كان حقاً لاخيار لدينا ..".
-أنت تعلمين ..يمكننا دوما ً أن نتصل بالطبيب ونطلب منه أن يأتي لنقلك ونقول إنك تعانين من اضطراب نفسي .
-آه ...شكراً.
-هذا قد يفيد فلديهم خدمة للعلاج النفسي .
-أصبحت مهتماً للغاية !
قال وعيناه مازالتا مركزتين على كيرلي باهتمام :
" حسناً..أظنني كذلك تركتك تشربين مائي وتجلسين إلى مائدة مطبخي ,وإذا قررت
قبول ضيافتي السخية للغاية ,فسأدعك تشاركيني ما لدي من بازيلاء مشوية ثم أقدم لكما السرير الاحتياطي عندي ,وأطعمكما وأسقيكما حتى وصول القطار التالي ".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماريون لينوكس, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, قصر من سراب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:55 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية