كاتب الموضوع :
لا اريد مجاملة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الاخير
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
دهشت من تواجدها امامي بردائها الواسع وغطاء رأسها الذ يصل الى وسط جسمها الملابس التي ترتديها كانت نفسها ملابسها التي كانت ترتديها عندما توجهت لاداء العمرة ثياب ناصعة البياض تشبه بياض قلب صاحبتها
كانت تجلس بمقعد قريب من سرير ابنتي
توجهت لها وقلت خالتي :كيف حالك حاولت الاقتراب منها وتقبليها ولكنها
قالت :لاتقتربي قبل أن تعديني بأن تقفي مع ابنتك
قلت :خالتي أنا دائما بقرب ابنائي
اجابت بعد أن نظرت اتجاه سرير ابنتي بحنان :هي بحاجة لكي فلا تخذليها كوني بقربها سانديها ثقي بها ابنتك فتاة رائعة كوني شاكرة لربك دائما لأنه وهبك مثل هذه الفتاة الرائعة
قلت بخوف :خالتي ما الذي سوف يحدث لابنتي
اجابت بعد أن قبلتني وقبلتها :كل خير أن شاء الله
استيقظت من غفوتي وهناك راحة تسللت الى قلبي لم ارى خالتي في منامي ابدا ابدا وها هي اليوم تزورني لكي تحثني على ان اقف مع ابنتي
هبة الفتاة التي افتخر بأنها ابنتي واشعر بتقصير كبير اتجاهها ,انشغالي بأحاديث الناس وتقصي الأخبار عن ذاك وتلك اشغلني عن متابعة زهرتي الرائعة هبة
واحمد الله بأني صحوت من غفوتي كان هناك ظن شيطاني داخلي يقول لي سوف تمرضين قبل ان توافيك المنية عندها يمكنك التوبة وترك أعمال الغيبة والنميمة
ولكن وفاة الخالة ام سيف وهي لا تشكوا من شيء غير حياتي وقناعاتي نحو الأفضل
رأيتها تصعد السيارة وهي بصحة وعافية وتتواعد مع زوجة أخيها على زيارة إحدى معارفهما وبعدها تتبادل الضحكات مع والد ماجد
وعندما وصلنا لم انتظر احد كعادتي دخلت الى منزلي مباشرة وتناولت هاتف المنزل لأتصل بابنة خالتي لكي أعطيها موجز ما حصل لكي نحلل ما تعني هذه الكلمة ولما زوجة فلان قصدت قولها وما يعني تصرف ام فلان ولما تصرفت به
وكل كلامنا مبني على الظن هل احتقرتموني
لكم ذلك لأن ساهرة أيام زمان كانت هكذا وتستحق الاحتقار
كنت في قمة انشغالي بالنميمة عندما دخلت هبة مسرعة وهي ترتجف وتقول:جدتي لا ادري ما بها لا تستطيع مغادرة سيارة عمي ابراهيم
لم أبالي بحديثها وقلت في نفسي ما بها يعني ربما هناك حديث خاص بينهم وأرادوا ان يبعدوا هبة لكي لاتسمعهم وتنقل الحديث لي لأنهم لا يجهلون كوني أحقق مع أطفالي واسألهم ما سمعوا ومن تحدث وما مناسبة الحديث
وهبة بالذات كانت تقف لي بالمرصاد فهي دائما تقول لم اسمع شيئا
لذا لم أبالي بما تقول فهي بكل الأحوال لن تأتني بالإخبار
الى ان وصل لمسمعي صوت صراخ وكلمة لا أله ألا الله بصوت مرتفع وبنبرة رجولية
ارتديت عباءتي على عجل وخرجت مسرعة لأفاجئ بهم يلتفون حول سيارة ابراهيم وقد علا صوت بكائهم توجهت الى حيث النسوة وسألت دون أن أوجه الكلام لشخص محدد :ماذا حصل
لتجيب مريم :رحلت من كانت بلسم لجروحنا
عندها أيقنت أنها غادرت الحياة وعندها بدت لي نفسي صغيرة جدا وتافهة جدا والحياة لا معنى لها وأنا قضيتها بالنميمة حتى الجدة رحمها لم تسلم من نميمتي
هل تعرفون احمد الله ان يوسف لا يبالي بأخباري ودائما يوقفني ان تجاوزت بأحاديثي معه لذا لم يكن يوسف ملجئي كانت ابنة الخالة هي من استمتع بالحديث معها لأن اهتماماتنا متشابهة
وسبحان الله بعد ان غيرت اهتماماتي وأصبحت مواظبة على صلاتي التي كنت أؤخرها لاستمتع بنميمتي وخصصت لنفسي وقت لقراءة القرأن وزيارة أقاربي ووجهت اهتمام خاصة لمنزلي وأطفالي بدأت بتربيتهم من جديد لكي لايكونوا نسخة مكرر مني
انقطعت علاقتي بأبنة الخالة وأصبحت اسمع كلام صادر عنها تنعتني بالمملة التي أصبحت تفكر بالموت أكثر من الحياة
وأنا لست كذلك أعيش حياتي بكل تفاصيلها اخرج استمتع بكل نعم الرحمن منزلي انتشرت في أجوائه روح الفكاهة التي كانت تندر فيها لاني وببساطة كنت افقد أعصابي واغضب لأتفه الأسباب ولايوجد ما يذهب غضبي غير الاتصال بابنة خالتي واخذ جرعة من النميمة
احمد الله على إصلاحه لي لا ادري كيف كنت سوف أقابل وجهه الكريم وأنا احمل معي ذنوب عباده معي كانت تسليتي هي من تفسد آخرتي وتقلص حسناتي
الحمد لله على الهداية ورحم الله الخالة ام سيف فعلا بلسم للجرح هذا ما اكتشفته عندما رحلت وياله من اكتشاف متأخر
هبة
ثقة بالنفس عالية هذه انا من الخارج اما من الداخل خائفة مرتبكة متوترة اراقب العيون وينكشف لي ما تقول في كل سنة تمر وتبرز ملامح أنوثتي اشعر بنظرات والدي تتغير ينظر لي نظرات قلق واحياناً بريبة
ويتعمد الجلوس بقرب الهاتف ان تكلمت فيه الى ان قطع الهاتف عن المنزل تماما والحجة ان قائمة الهاتف التراكمية لاتستحق ان يسددها لذا تم قطع الهاتف الأرضي من قبل دائرة الاتصالات
هل تصدقون والدي الميسور الحال لا يستطيع تسديد قائمة الهاتف وتركها تتراكم
لايهم فهذه بركات الموتى رحمهم الله
كبرت وأصبحت بالجامعة وأصبحت بحاجة لهاتف نقال استطيع ان أطمأن أهلي عني عندما يطرأ طارئ واستطيع ان أتواصل مع رفيقاتي اللواتي أضجرنني بتعليقاتهن عن عدم امتلاكي لهاتف نقال وأنا بهذا العمر
كنت اصمت عن تعليقاتهم ولا اطلب من والدي شراء هاتف لي لكي لا اثير شكوكه وادعه مطمأن علي
اشعر بالحزن على حال عائلتي وحال البنات فيها تحديدا
مرت السنون وغادرت الجدة ولازالت عيونهم تحتفظ بالشك ولكن افواههم ابت النطق به خشيت تقليب صفحات الماضي الأليم وفضلت الصمت
ألى أن أهداني العم سيف هاتف نقال عندما نجحت الى صف الثاني في الجامعة
ولكي أعيش براحة وسلام كنت أضع الهاتف في صالة المنزل بمتناول يد الجميع حتى أوفر لوالدي فرصة لتقليب محتوياته دون أن أحرجه او يحرجني
يظنون أننا لا نفهم تصرفاتهم كل ما في الأمر نحن نصمت لكي لانحرجهم ولا نحرج أنفسنا معهم
اليوم هناك حدث في حياة العائلة انه ..
حارث أبن العم الذي امسك خلود لكي تتجرع السم من يد أخيها
صغيرة كنت حينها سمعت أصوات خطوات مسرعة وأحاديث هامسة التقطتها إذني في سكون الليل
كيف التقطتها وغرفتي في الطابق الثاني لا ادري ربما قرب السرير من ألشبابك هو الذي ساعد أذني على التقاط جريمة منتصف الليل
او ربما هي ارادة ربانية لكي تشهد براءة الصغار على جريمة الكبار
أول الأمر تشبثت بسريري وأعلن قلبي سباق لا يتوقف بين دقاتها كاد ان يقفز قلبي خارج ضلوعي لسرعة دقاته ,خوف شديد أصابني جعلني لا أقوى على الحركة
رويدا رويدا تمالكت نفسي ودفعني الفضول فأزحت الستارة
لأراهم
أعمامي واقفين صفا وحارث وماجد يتصارعون مع خلود صراعا ً شرسا
مزقت به خلود ملابسهم وهم أشبعوها ضربا الى أن تمكنوا منها واجبروها على تناول ماكنت أظنه دواء ً فالكل يعرف خلود لا تتناول الدواء مطلقا ً وأن تناولته
تتناوله قسرا ً هكذا صورت لي طفولتي الأمر
حتى اكتشفت الحقيقية التي خبئوها جيدا فالتقطتها من همساتهم وهمهمتهم
لم أشارك سوى رانية فيما اكتشفت وهي من ساعدتني في تخطي أزمتي
ولكن هناك خوفا سكن اضلعي من كل الرجال وأولهم والدي
سوف تسألوني لما تعودين لهذه الذكرى الأليمة اقول لكم
حارث يريدني زوجة هذا ما قيل لي
نعم هم يقولون يردني زوجة
اما عيون حارث حين التقيه لا تقول شيئا
فتاة في الجامعة هل تعتقدون لاتميز نظرات الرجل ان كانت راغبة ام غير راغبة
ونظرات حارث وتصرفاته اخوية بحته لايوجد فيها ميزة ,عندما أزورهم يتصرف معي مثلما يتصرف مع رانية ودانية دون زيادة او نقصان
وما أكد لي نظرته الأخوية انه أصبح يتجنبني منذ أن تكلموا بموضوع الخطبة
عن نفسي لاأرى فيه غير حارث الذي امسك بخلود
وهذه النظرة بدأت تخف تدريجيا ولكنها لم تختفي لكي أتقبله زوجا ممكن أتقبله أخا ً بذكرى سيئة أما زوجا فهذا مستحيل
والدتي في الفترة التي أعقبت وفاة الجدة قوت علاقتها مع الخالة سهيلة حتى أصبحت علاقتهن أخوية
وأصبح من يتعرف عليما حديثا يظن إنهما أختان
أحيانا ً تقارب القلوب يوحي بأن هناك تقارب بالدم أيضا لما لا والقلب هو مضخة الدم
والدتي تغيرت كليا بعد وفاة الجدة وكفت عن تحقيقاتها التي كانت تضجرنا فيها في كل مرة نزور الجدة او نذهب الى منزل احد أعمامنا
بصراحة تغير احمد الله عليه فوالدتي كانت إنسانة حاقدة على كل أعمامي ودائما ترى نفسها اقل منهن
اليوم اصبحت مختلفة ولكن هناك مشكلة جديدة برزت تريد القرب أكثر منهم وهذا القرب لا يتم الا اذا تم زواجي بحارث حتى وأن كان على حساب قناعتنا أنا وحارث
الخالة سهيلة و والدتي اتفقتا
فهل سوف انجوا مما اتفقتا عليه
حارث
نعم انا من أمسكت بها حتى منعت حركتها قاومت بشراسة وبفوران دمي الثائر على عرضي كبلت يديها
وتجرعت السم من يد اخيها
هل أنا نادم بصراحة قليلا ً وليس كثيرا
احقدوا علي ولا تقصروا في حقدكم انا لست نادم ولن ابرر أفعالي لبشر وحده خالقي هو من ابث له ندمي لعله يتقبل توبتي لمشاركتي في إزهاق روح ملوثة
هو الكريم وأنا ارتجي كرمه
لنعود الى هبة الجميلة الصغيرة الرقيقة لا يوجد ما يعيبها من ناحية الشكل والأخلاق عيبها الوحيد انها اختي مشاعري نحوها لاتتعدى مشاعر الاخوة
حاولت تقبل الوضع الذي وضعت به من قبل والدي أمام عمي يوسف ولكني لم استطع تقبل هبة الأخت الرابعة لي زوجة
احترت في أمري وكيف استطيع التخلص من الإحراج الذي وضعني فيه والدي
في جلسة عائلية بسيطة ,وجه والدي كلامه للعم يوسف قائلا :أريد زهرتك هبة في منزلي
لم يصل المعنى للعم يوسف ولا حتى لي أول الأمر
إلى أن قال والدي :نريد هبة لحارث ونحن إخوة لا نحتاج الرسمية مثلما يحتاجها غيرنا
ضعوا أنفسكم مكاني ماذا أقول وأنا لم اعلم بهذا الأمر الا الآن كان الصمت حليفي خاصة مع نظرات عمي يوسف الذي بدى ينظر لي بتفحص وكأنه لم يلتقي بي من قبل
ولكنه بعد فترة تفحص قال :هي أبنتك فقط أمهلني بعض الوقت لأشاورها وأشاور والدتها
وجدت أن الوضع منتهي وموعد الزفاف سوف يتم تحديده
وأنا في صمت مطبق أتفرج فقط وما أن غادر العم يوسف حتى ثارت ثورتي وانتفضت رجولتي و واجهت والداي بثورة غضب لم يشهداها مني
هل تعرفون ماذا كانت ردة فعلهما على غضبي
ردة فعل جدا عادية أنا احترق بغضبي وهما يتناولان الشاي مع الفطائر ويتكلمان معي ببرود تام
قال والدي ببروده الذي زاد لهيبي :هل هناك أفضل من ابنة عمك شريكة لحياتك وسيدة لللمنزل بعد عمر طويل لي ولوالدتك
أجبته بصوت حاولت أن يكون متزن :أنا أراها ا أختا ً رابعة لي
لتجيب والدتي ببرود شديد :ولكن أخواتك ثالثة من أين جاءت الرابعة
حسنا لأدفع بحمم غضبي اتجاههما لعلي أزيح هذا البرود الذي غلفهما :زواج لن أتزوج جدوا لهبة زوجا ً غيري وتحملا الوضع الذي وضعتم أنفسكم فيه
وأن استثقلتم الأمر دعوا العم يوسف علي وأنا سوف افهمه الوضع وأخرجكما منه
حاول والدي مقاطعتي
فألقيت بقنبلتي دون مبالاة بعودة شبح الماضي لعائلتي مرحبا بشبح الماضي أن كان منقذي
قلت :الا أن كنتما تريدان عودة قصة خلود وسعد الى الساحة من جديد
وانصرفت وتركتهما بصمت ٍ مطبق
تركتهم ورحلت بحيرتي ماذا افعل ماذا اقول لذلك الذي أبرحناه ضربا أنا وماجد عندما علمنا بأنه ينوي إغواء ابنة عمنا الطفلة
ماذا أقول له وهو اليوم رجلا من اعز أصدقائي وصارحني بصدق نووياه بالارتباط بها
وطلب مني تمهيد الوضع له
كان يتكلم معي بروح مرحة ويذكرني بالضرب الذي تلقاه منا ويقول بشيء من الخجل أريد تعويض عن ذلك الضرب بأن تكون من ضُربت من اجلها حلالي
كنت أقول له هل تريد الانتقام من ابنة عمي
ليقول هو بثقة :كلا فهذه أفعال من لا أخلاق له وأتمنى ألا يؤثر طيش المراهقة السابق على قراركم
وأنا إمامكم اسألوا عني وأن لم أعجبكم لا تتردوا في رفضي
كيف لا يعجبنا وهو جارنا الذي لم يرتكب سوى تلك الهفوة بحقنا وما أن ردعناه حتى ارتدع وأصبح رجل نتشرف بأن يكون من معارفنا ونفتخر بكونه تقدم لإحدى بناتنا
ما الحل اخبروني
ساهرة
اول خطوة لي هي التحدث مع هبة توجهت الى حيث تفضل الجلوس بصالة المنزل
وقلت :هبة ما رأيك بكلام صريح بيننا
تركت جهاز الكومبيوتر والتفت لي قائلة :أن تكلمنا بصراحة سوف تغضبين لذا دعي الصراحة جانباً وافعلي ما تجديه لا يغضبك
تنهدت بصبر وقلت :بنيتي انتي أبنتي الغالية وأريد أن أطمأن عليكِ وحارث أبن عمك ربيته مثلما ربيتك
لتجيب بحماس :وهذا هو مربط الفرس أرى فيه أخي ولا أجد فيه شريك لحياتي
هو شعور داخلي لا أستطيع تجاوزه
قلت :ولكنه ليس أخيك وما أن يعقد قرانكما حتى تتغير نظرتك له لاتحكمي على مشاعرك الحالية مشاعر ما بعد عقد القران تختلف تماما
رأيتها تأخذ نفس عميق وتقول :والدتي افعلي ما يريحك لن نصل الى نقطة نلتقي بها
أجبتها :هل هناك عيب في حارث غير كونك تشعرين بمشاعر إخوة نحوه
أجابت بسرعة :نعم
ومن ثم صمتت وكأنها ندمت على ما قالت
قلت :لما الصمت اخبريني ماذا تعرفين عن حارث ونحن لا نعرفه
أجابت :لا اعرف شيئا انتم لاتعرفوه ولكني شاهدت منظرا انتم تقبلتموه وأن لم أتقبله
قلت :ماهو
كان الصمت مرة أخرى هو جوابها
قلت :هبة تكلمي
ولكنها أعادت جملتها :افعلي ما يريحك
قلت بغضب :هبة لا تتهربي من الجواب هل تعتقدين راحتي في حزنك
قالت :أن كان حزني معناه تقاربك أنتي والخالة سهيلة اكثر من بعضكما
اعتقد حزني عندها لا معنى له امام هذا الهدف السامي
نهرتها بشدة وقلت :هبة ماهذا الكلام المسألة ليست تقارب بين عائلتين المسألة ابن عمك شخص جيد لما نرفضه دون سبب مقنع
أجابت بغضب :وهل كونه من امسك بخلود لتتجرع السم سبباً مقنع للرفض وهل كوني أخشى أن يكون ذنب خلود معلقا برقبته وأخشى على أبنائي مستقبلا مما فعل والدهم وهل رعبي مما شاهدت طيلة تلك السنين كافي لرفضه
أمي أرجوك ارحمني ألا حارث لا تعيدوا تلك الصورة المقيتة الى خيالي فلقد جاهدت بصمت بيني وبين نفسي وهواجسي من اجل أن أتقبل حارث اخا ً وها أنتم تعيدون تلك الهواجس بقوة داخل رأسي وأفكاري كلها ترفض تقبله زوجا
وبدأت بالبكاء ولسانها يقول :اخبريني كيف استطيع تقبله زوجا أرحموني ارجوكم
ساهرة تركتها تفرغ شحنات حزنها وغضبها وشعور الاختناق داخلها الذي انتقل كله لي
هذه ابنتي الغالية وهذا زواج العمر والمتقدم شخص لا يعيبه شيء سوى ذكرى سيئة سوف تنغص حياة ابنتي
الحل هو الصراحة
في مثل هذه الامور لابد من الصراحة المجاملات وكلام اللف والدوران واختلاق الأعذار لا تأتي بنتائج
بل على العكس تزيد الوضع سوءا ً
ذهبت الى شقيقتي التي لم تلدها أمي لأضعها بالصورة الجديدة لموقف هبة
فكلانا يعرف مشاعر فلذة كبده وكنا نرتجي أن يكون الموضوع مجرد نظرة أخوية الزواج سوف يتكفل بإنهائها
وقررنا تجاهلها ومع ما جد لا بد من وقفة صراحة
جلست كعادتي بكل أريحية لان بيت سيف في مثل هذا الوقت يخلو من الرجال
هل أحسستم بتقارب بينكم وبين شخص عزيز عليكم الى درجة تمكنه معرفة ما بكم بنظرة واحدة
هذا هو حالي مع سهيلة
بدأت بالكلام قائلة :ما بك لما وجهك مرهق
اجبت :الله وحده هو المعين يبدوا أننا خططنا جيدا وظننا أن كل شيء تمام ونسينا أرادة الله استغفر الله
أجابت بخوف :ساهرة بلا الغاز ما الذي حصل
أجبتها بصراحة :هبة رأت جريمة مقتل خلود كاملة ومنظر حارث وهو يكبلها بقى عالق في ذاكرتها واليوم بخطوبة حارث لها رجع الموقف بأكمله الى ذاكرتها
ومن ثم قلت بتساؤل :
اخبريني هل ارتباطهم فيه صالح لهم
كان الصمت وملامح حزن ارتسمت على وجهها هو جوابها وبعد فترة قالت :لاحول ولا قوة الا بالله
وبعدها قالت :
كنت أظنه ماضي دفناه في ذاكرة السنين ولكن خلود ماضي ترك اثره على حاضرنا ومستقبلنا رحمها الله ورحمنا معها
ردتت معها في عادة اكتسبتها من شخصية ساهرة الجديدة :رحمها الله
ثم قلت دعي الموتى بسلام واخبريني ما هو التصرف الصح
قالت بثقة :الموضوع لازال بيننا وحارث رفض الارتباط بهبة والحجة يراها أختا رابعة له يمكننا إنهاء الموضوع قبل أن ينتشر ولن نخلص من القيل والقال
انت ِ عليك بـ يوسف وأنا أتكفل بـ سيف حتى لايكون هناك حرج بين الأخوين وننهي الموضوع كأن شيئا لم يكن
اجبتها :حارث ماذا تقولون له
قالت بقلق :نقول له رضخنا لطلبه وتم إلغاء الخطبة
وإنا واثقة بأنه لن يسأل عن تفاصيل ما يهمه إلغاء الخطبة فقط كيف لايهم
ثم قالت بحزن :كم كانت خيالتي سعيدة في هذه الفترة كم تخيلت منظرهم في منزلي هبة بهدوئها وحارث بطيبته كنت أظنهما ثنائي مكتمل قدر الله وما شاء فعل
أجبتها وأن لست بأفضل حال منها :أردت لهذه العلاقة أن تكون أقوى تخيلت نفسي جدة لأطفال أنتي جدتهم وكم كنت سعيدة بهذه الصورة
ولكن أرادة الله فوق الجميع الحمد لله على كل شي المهم كلاهما بخير
قالت سهيلة بتأيد :الحمد لله
وأخذت أحاديثنا مسارات أخرى حاولنا فيها تجنب خيبة أملنا فيما خططنا له
يوسف
صراحتها أعادت لي ما كنت أظنه دفن في مقبرة ذاكرتي وأصبح رفات لا ملامح له ولكنها ذكرى أبت الرحيل واتخذت ألف شكل من اجل أن تعود للحياة
انه عقاب رباني وصفحة أبت أن تطوى
كان الصمت جوابي وإغلاق الموضوع هو قراي
وحزن تعمق في داخلي
لان هبة وحارث اسمان لن تضمهما ورقة عقد القران
كم شعرت بسعادة في أعماقي عندما اخبرني أخي برغبة حارث بالارتباط بصغيرتي
ولو كان طلبها قبل 5 سنوات لما ترددت في إعطاءها له ان كانت ذاكرة هبة عن حارث تعني انه امسك بخلود
ذاكرتي عنه تخبرني انه رجل منذ صغره
تمنيته زوجا لها والأمنية شبه تحققت ولكن قدر الله وما شاء فعل
لا استطيع ان اصف لكم مدى راحتي عندما خطبت هبة شعرت بأن هناك هم انزاح عن كاهلي ليس كرها لها
بل من اجل حمايتها من أفكار الشيطان و وسوسته
فما شهده أخي ابراهيم لا يرغب أي منا في مشاهدته
و وجود فتاة تكبر بالمنزل معناه هناك خطر في هذا المنزل
نعم هذه أفكاري حتى وأن بقت حبيسة جمجمتي واختفت لمدة قصيرة
ولكنها موجودة واعترف بها
وها هي اليوم تعود بقوة مع ذكرى تلك الليلية المشئومة
حارث
لايهم كيف انتهى الموضوع ولا يهم أن كنت رفضت من قبلها المهم انه انتهى
وها أنا أعود الى حياتي وأعود الى صديقي الذي تهربت منه لفترة
الذي استقبلني بحرارة عندما رآني وعيناها متلهفة مترقبة لما أقول
لم ارغب بتعذيبه وهذه ليست عادة لي
قلت له :بلال الموضوع الذي تكلمنا عنه لا زلت اذكره فقط أمهلني بعض الوقت لان العائلة تمر بظروف خاصة هذه الفترة
رأيت الخيبة تسكن عينه بعد كل ذلك الحماس
قلت له بمواساة :سوف تأتيك إخبار تسرك فقط أمهلني
أجاب بثقة :حارث ان كان الجواب هو الرفض لا عليك يا أخي قل رفضوك وأنا أتقبلها برحابة صدر أتمنى ألا تضغطوا على الفتاة
أجبته براحة تامة :اقسم لك لم افتح الموضوع مع أي شخص في العائلة
واقسم لك كانت هناك ظروف لا أستطيع أن أخبرك بها هي من منعت إبلاغي لهم برغبتك
بعدها قلت بمرح: نحن لانغصب بناتنا أن قالت لا فهذا يعني لااااا
لن أقدم مصلحتك على مصلحة أختي
نظرة لي نظرة أمتنان وقال :الله يقدم الخير بأذنه
وخرجنا معا ً في جولة اشتقت لها وغبت عنها لمدة أسبوع ظننت خلاله أن هذه العلاقة انتهت
هبة
رجعت لي ضحكتي وعادت معها نظرات والدي المبهمة القلقة لايهم اعتدت عليها منذ ان تفتحت زهوري
ولكني افتقدت السلام الذي عشته أسبوع بأكمله افتقدت تلك النظرات الفرحة بعيني والدي
افتقدت ثقته بي التي ترجمتها تصرفاته بالابتعاد عن خصوصية هاتفي ونهر إخوتي أن اقتربوا منه وطلبه المباشر لي بأن احتفظ بهاتفي في غرفتي الخاصة و ألا ادعه بمتناول يد الجميع
وهاهو اليوم يعود هاتفي في صالة المنزل وفي متناول يد الجميع ووالدي ينظر دون تعليق كسابق عهده
لا تأخذكم الأفكار وتظنون أن والدي قاسي وأنا إنسانة مغلوبة على أمري ومظلومة بالعكس والدي إنسان رائع علاقتي معه رائعة جدا لديه روح مرح عالية
ولكنه وضع خطوط حمراء اعتدت عليها منذ الصغر
زيارة الصديقات ممنوع
صديقات غير معروفات ممنوع
الخروج من الجامعة لقضاء بعض الوقت مع الصديقات ممنوع
هاتف بعد الساعة العاشر ممنوع
قبلت بالوضع دون نقاش لاني وجدت فيه مصلحتي وبنفس الوقت اراعي به مشاعر والدي
ولكن الوضع اليوم بعد خطوبة حارث أصبح محرج بالنسبة لي وفي نفس الوقت متعب بالنسبة لوالدي
انا واثقة من كون والدتي استخدمت أسلوب الصراحة لإنهاء الوضع
هذا يعني ان الأمور أصبحت مكشوفة و والدي أصبح يعرف بأني كنت اعلم بحقيقة ما جرى لخلود رغم التعتيم عليه
لذا هو أيضا ً أصبحت تصرفاته مكشوفة
فلقد طلب مني أن أتخلى عن الخط الذي يوصلني للجامعة وهو من يقوم بإيصالي
وافقت لعدم وجود مجال للرفض
واسمعوا ما حصل بعدها
أصبح والدي ينهض منذ الساعة الخامسة وخمسة دقائق لصلاة الفجر ولا يعود للنوم لأنه يجب ان ينطلق بي نحو الجامعة الساعة 6.30 نصل الى الجامعة الساعة 7 والنصف ومن ثم يذهب الى عمله ويعود بي الى المنزل في الساعة الثالثة ويعود مرة اخرى ليكمل عمله
أصبح الإرهاق واضح عليه ولم يتحمل هذا الضغط العصبي والجسدي فكانت النتيجة انهياره الجسدي في وعكة صحية نتيجة مغص كلوي سببه الإرهاق والتعب الجسدي
وقبل بالأمر الواقع على مضض وعدت الى خط الجامعة ونظرات ابي العاجزة في كل يوم تودعني
ألا أن جاء دوري بالانهيار
كان يجلس وحيدا بعد أن غادرنا الأعمام الذين لم يكفوا عن زيارة والدي
اقتربت منه وقبلت يده وقررت أن أكون صريحة كوالدتي
قلت :ابي أنا اعرف سبب هذه الوعكة وأنا آسفة
نظر لي والدي نظرة حنان لم تمحها يوماً نظرة الشك
وقال :بنيتي المرض امتحان منه سبحانه وتعالى مرض بعده شفاء نحمد الله عليه
قلت :ابي انت ضغطت على نفسك كثيرا ً من اجل أن توصلني للجامعة
حاول مقاطعتي ولكني قلت :ابي انا اعرف جيدا لما تفعل هذا ومعرفتي ليست ابنة اليوم بل منذ الصغر ابي أرجوك أنا ابنتك التي ترفع رأسك بها ابي خلود لن تعود بي ولا بأي فتاة بالعائلة رحمها الله لا اريد أن اذكرها بسوء انا كبيرة كفاية لاعرف ان مافعلته خلود في الماضي هو حرام لا يرضي الله قبل أن يكون عيب بعيون الناس
ابي أنت من زرعت داخلي محبة الله والخوف منه فهل من يحب الله ويخافه
ممكن ان يرتكب اثم بحجم الذي ارتكب بالماضي
أبي أرجوك أرح أفكارك و وكل أمرك لله هو من سوف يحمينا
كنت أتكلم باسترسال وهو ينظر لي بتمعن
حاولت ان امنع الدموع من الانهمار حتى لا تعيق استرسالي ونجحت في ذلك ولكنها أعلنت انهمار عندما احتضنني والدي
وزاد انهمارها عندما قال :تحملي والدك فلن أتغير في يوم وليلة وربما لن أتغير مطلقا ً ما حصل ليس بالامر السهل
ثم قال بنبرة حزينة :سوف تشعرين بـ مخاوفي عندما تصبحين ام مسؤولية عن أبنائك
قلت له :وأنا اقبل بوالدي بكافة أحواله فأنت تاج رأسي
كل ما أريد راحتك وراحتك فقط
أبعدني عن أحضانه وقال اذهبي وحضري لي قهوتك المميز لكي تعدل مزاجي الذي عكرته
قبلته على رأسه وقلت :آسفة وسوف أكافأك غدا بقطعة حلوى مميزة مع كوب قهوتي المميز
وانصرفت تاركتا ً والدي يعيد ترتيب أفكاره او هكذا تمنيت
ساهرة
عندما انتهى موضوع حارث وأعقبه مرض يوسف هناك حالة يأس زرعها الشيطان داخلي وشعرت ان الفرح لن يزور منزلي
ولكن رحمة الله واسعة فأصبح للفرح مكان لمنزلي
تقدم الى هبة ابن جار لنا
والده رجل صالح وابنه رغم شقاوة الصغار التي كانت يشتهر بها في المنطقة ألا انه اليوم رجل بكل معنى الكلمة
كان الوسيط بيننا وبينهم مثنى فهو من اخبر زوجي برغبة هذه العائلة في أن ترتبط مع عائلتنا كانت فرحة يوسف كبير حتى حالتها الصحية تأثرت بهذه الفرحة وأصبح وضعه الصحي أكثر استقرار وبدأ يميل إلى الشفاء
اما موقف هبة فكان صامت غير معارض كل ما تفوهت به
أن كنتم ترون فيه زوج مناسب رأي من رأيكم
فكان رأينا هو رأيها
هبة
نعم كان الصمت هو جوابي لهذه الخطبة وبعد الصمت كان جوابي جملة من مسلسل تلفزيوني
وبعد أن اختليت الى نفسي بدأت بالضحك بطريقة هسترية
عندما تذكرت ذلك المراهق الذي سبب الرعب لي برسائله
وازدادت نوبة الضحك عندما تذكرت انه كان يكتب اسمه الرباعي في كل رسالة يرسلها
لقد وافقت على هذا الشخص زوجا
وافقت عن من كنت أظنه سوف يكون سببا في مقتلي على يد والدي
لن أنسى موقف رانية معي ولن أنسى تدخل الجدة رحمها فيما بعد وكم اشعر بامتنان لماجد في كونه تدخل وأبعده عني
لا اعرف ماذا فعل حينها كل ما اعرف ان بلال لم يعد ينتظرني بقرب باب منزلهم عندما أعود من المدرسة ا و أجده بقرب باب المدرسة عندما يكون دوامنا بعد الظهر
بعد أن تدخل ماجد لم اره مطلقا هو جارنا ولكن هل تعرفون لم اره منذ سنين
كل ما اعرفه انه اصبح اليوم مهندس في احدى دوائر الدولة
الا تجدون الامر مضحك
حارث
لم استطع أن اخبرهم برغبة بلال بـ خطبة هبة لأني اشعر بحرج حقيقي من والدي ولأني لا ارغب بفتح مواضيع إنا في غنى عنها
فكان ملجئ ابو عيون زايغة كما تسميه رباب
نعم انه العم مثنى الذي اخبرته بالحقيقة وتدخل وكانت النتيجة مرضية
لبلال الذي اشرق وجهه فرحا عندما اخبرته أن بيت العم يوسف يرحب بهم في أي وقت
بلال
لقد تم عقد قراني وها أنا انتظر أية ايحاءة من والد زوجتي او احد أعمامها او ذلك الخائن صديقي لكي ارى بها تلك الطفلة التي تعلقت بها بمراهقتي
كم اشعر احيانا ً بالخجل من تصرف الماضي ولكن لا تقلقوا فنحن الرجال ننسى المواقف المخجلة في حياتنا سريعا ً
واخيرا رحموا حالي وهاهو مثنى يتقدم مني ويقول لي تفضل الى الداخل اهلك بانتظارك
شعرت بنشوى لانه قال اهلي نعم هي اليوم اهلي وأنا استحقها
دخلت الى الداخل حيث اشار مثنى ووجدت والدتي تنتظرني في مدخل صغير يؤدي الى غرفة الضيوف
وما أن دخلت حتى تلقفتني أحضان اختي الكبيرة وخالتي التي بعمري
نظري لم يقع عليهن بل وقعَ على تلك التي تراقب يديها وهي ساكنة في أحضانها مشتتا ً نظرها بعيدا عني توعدتها في سري
وما أن انتهت مراسيم السلام والتعارف بيني وبين والدة زوجتي
جاء دوري لأختلي بملاكي
تقدمت منها وقبلتها على رأسها
هبة
قبلني على رأسي وأنا في عالم لا علاقة له بعالمي
جلس وسحبني من يدي واجلسني بقربه وأنا حتى هذه اللحظة لم انظر إلى وجهه
ألا أن سمعت صوت ضحك يصدر منه رفعت رأسي له وفي عيني نظرة استغراب
ولكنه لم يبالي بي ولم يكف عن الضحك
عندها بدأ الضيق يرسم ملامحه على وجهي لما يضحك هذا مالذي يرى امامه حتى يثير ضحكه بهذه الطريقة
حاول امساك يدي ولكني سحبتها كتعبير عن غضبي ولكنه سحبها مني وطبع قبلة رقيقة عليها وقال احب أن أعرفك بنفسي أنا ..
ليقول بعدها اسمه الرباعي ويطلق ضحكة رنانة بعدها
لا ادري لما أصابتني عدوى الضحك وذهب خجلي حينها واندفعت كلمة مراهق من فمي دون أن أعي لما قلتها
ولكن الكلمة اطربت الجالس بقربي
وقال :أحلى أيام كانت
نظرته نظرة غاضبة وقلت :مرعبة بالنسبة لي
ليقول بصدق :اسفة لما سببته لك
كان الصمت جوابي اما هو فأسترسل بالكلام عن نفسه ودراسته وعمله
وكنت أصغي له باستمتاع وشعور الأمان الذي سكن أعماقي منذ أن اخبروني بخطبته لي يزداد في كل كلمة يقولها
لا تأخذكم أفكاركم بعيدا وتقولون أحببته
كلا أنا ارتحت له
ويقال أول الحب راحة
حارث
انتظرت العريس طويلا ولكنه أعجبه الوضع مع العروس ولم يخرج اتصلت به فأعطاني مشغول فقررت إزعاجه الى أن رضخ لي
أتاني صوته هادئا وهو يقول :نعم
أردت استفزازه وقلت : عمي يقول اخرج هل الصقت نفسك بصمغ في منزله
أجاب بهدوء شديد :انا مدعوا للعشاء اليوم
أجبته بضحكة طويلة :هل زوجتك بقربك بارك لها وقل لها ابن عمك يقول أعانك الله على من بقربك
فكان جوابه إغلاق الهاتف بوجهي لأنه أدرك أن غايتي استفزازه
هذه حالنا مع كل من يعقد قرانه نستغل تواجده مع زوجته لأول مرة من اجل أحراجه
هل سوف يأتي يوم ويحرجوني
كنت أفكر بمن تكون شريكة حياتي عندما وقعت عيني عليها وهي تعبر الشارع لكي تأتي بأخيها الذي عبر الشارع انه صغير شقي ما أن يرى باب مفتوح حتى ينطلق بأقصى سرعة
فتاة في العاشرة تمتلك براءة الصغار ولكن جسمها يضج بأنوثة الشباب مع ملابسها التي تناسب عمرها الطفو لي ولكنها لاتناسب جسمها الشبابي المثير
ما أن دخلت المنزل حتى سحبتها من إذنها وقلت مالذي أخرجك بهذه الملابس
كان تأن من الألم وهي تقول :خالي ما بها ملابسي انا لم اخرج هو من خرج
وذهبت لإحضاره بإشارة لأخيها الصغير
قلت لها :مهما حصل لاتخرجي مطلقا بهذه الملابس
ثم قلت :لما لا ترتدين حجاب وملابس محتشمة
كانت تحدق بي بعيون تدمع ونظرات مستفهمة
أطلقتها بعد أن قلت لها :اكسر قدمك ويدك أن شاهدتك في الشارع بمثل هذه الملابس
انطلقت نحو الداخل وهي تجر اخيها بغضب واضح و تركل الأرض بقدميها و تتفوه بكلمات لم استطع تميزها
بقيت انتظر أي شخص يخرج لكي اصطحبه معي في جولة اعتدنا القيام بها انا وبلال عصر كل يوم خميس وبلال اليوم وجد رفيقا أفضل مني
خرج سعد وهو يحمل هاتفه ويتكلم كلام حنون ويقول لاتبكي... سوف اكلمه.. ماذا فعلتي
حسنا كفي عن البكاء وأعطني والدتك
ليقول للمتكلم سوف اقتل اخاك ِ
رفعت صوتي وقلت من هذا الذي سوف تقتله
أجاب وهو يكلم من كانت معه على الهاتف :حسنا ها هو المجرم إمامي مع السلام
تقدمت نحوه وقلت من جديد :من هو الذي تقتله
ليجب بمرح :ما بك مع رفل لما سحبتها من إذنها
قلت بغضب :ابنتك ترتدي ملابس لاتناسب جسمها
حاول مقاطعتي ولكني قلت :لاعليك بعمرها انظر الى جسدها
سعد انها امرأة من ينظر لها وهو لايعرفها ينظر لها على اساس انها امرأة فتاة فوق ال سابعة عشر
ومن ثم تأفأفت بضجر وقلت لما لا تأتي معي في جولة
قال ضاحكا :لقد تركك رفيقك
وبعدها قال حسننا لأكن رفيقا مؤقتا أشفقت عليك هيا معي كل هذا غيرة على بلال
نظرت له نظرة غضب صامته
وانطلقنا نحو السيارة في جولة أرادها قصير لانه وعد عائلته بعشاء خارج المنزل
جلسنا في مكان جميل على شاطئ نهر دجلة يكون مكشوف في ايام الصيف ويقدم العصائر والمرطبات ويغطى أيام الشتاء ويقدم القهوة والشاي مع الحلويات
طلب كل منا قهوة من قطعة حلوة
كان المكان شبه فارغ فالناس تتوافد عليه ليلا لذا أخذنا راحتنا بالكلام
بدأ الكلام سعد بقوله :احترت أنا ودانية في كيفية التعامل مع نضوج جسد رفل
ولانريد أن نعاملها معاملة الفتاة الكبير لكي لانخدش طفولتها
حتى الملابس كل الفتيات اللواتي بعمرها يرتدين نفس الملابس ولكن مع أبنتي ووضعها تصبح للملابس معنى اخر على جسدها
ومن ثم قال لا توبخها بهذا الشكل أنا ودانية نحاول ايصال المعلومة تدريجيا لها
ثم قال ضاحكا :هل تصدق خطبها احد الذين يتعاملون معي لأخيه الصغير
عندما اخبرته بعمرها صدم الرجل و وبخ اخيه الذي طلب منه أن يخطب أبنتي الذي قدر عمرها 17 سنة عندما رآها معي في عيادة طب الأسنان
كنت أظن الموضوع انتهى عندما أخبرته بعمرها ولكنه فاجئني بعد يومين بأن طلب أخيه مستمر وسوف يطلبها بشكل رسمي بعد 5 سنوات
طبعا أن وافقت
قاطعته :كم عمره
قال :حاليا 22 سنة ولا زل في اخر سنة في الجامعة
قلت :الا اصلح أن اكون بدل عنه بعد 5 سنوات
اجاب بسرعة :لا تصلح لانك اخ والدتها
اجبت :انا ابن عم والدتها
اخذ سعد نفس عميق وقال :ابنتي لن ترتبط بشخص من العائلة او قريب منها
ابنتي سوف ترتبط بشخص يأتي لخطبتها لانها ابنتي اولا و والدتها متوفية ثانيا والتي ربتها هي الام الرائعة دانية ثالثا
قلت :وأنا أتقدم لها وأنا اعرف كل هذا
أجاب بهدوء :حارث ما رأيك بعلاقتي مع دانية هل زارك هاجس يوما أن دانية غير سعيدة معي أو أني أسمعتها كلمة تضايقها ذات يوم
أجبت بصدق: دانية تبدوا سعيدة معك اما مسألة أن تضايقها بالكلام فهذه مسألة تحصل بين أي زوجين حسب علمي
أجاب :نعم ولكن أحيانا ً من شدة الغضب والسيطرة الشيطانية في تلك اللحظات يصبح الرجل لا يرى في زوجته شريكة لحياته بل يراها شخص يريد تجريحه لكي يريح أعصابه الثائرة
وهذا حصل معي مرتين أسمعت دانية كلام لم أتخيل يوما بأني سوف اسمعه لها
قلت :أنا لا أشبهك
أجاب :عند الغضب الكل يتشابه
قلت :ماذا أسمعتها
أجاب :على الرغم من كونه موضوع خاص وانتهى ولكني سوف اخبرك به لكي تلغي موضوع رفل تماما من قاموس حياتك ليسترسل بالكلام ويقول
دخلت المنزل ووجدتها تعد حلوى كان ماجد يعشقها ويتباهى بأن دانية تعلمتها لأجله وتعدها دائما وترسل صحن خاص لمنزلهم لانها تعرف جيدا انه يحبها
لم أتمالك أعصابي وأثرت القديم والجديد ورميت صحون الحلوى واحدا تلو الأخر وحطمتها
واتهمتها بالخيانة وأن قلبها لا زال متعلق حبه
رغم معرفتي بأن ماجد أصبح لايعني لها شيء حتى قبل أن أخطبها ورغم وعدي لها بأن لا اتكلم عن ماجد وخلود مطلقا
اما المرة الثانية فحصلت مشادة بيننا عن الاطفال وتربيتهم وانتهى الامر بقولي لها :كم هو محظوظ ماجد الذي تخلص منك لأبتلي أنا بك
لا ادري بما اجيبه هل من المعقول أن تكون دانية تحملت هذا الكلام دون أن تشكي لاحد
قال :لما هذه الدهشة هل تظن أن دانية سوف تخبركم بكل ما يحصل لها
قلت :بالتأكيد لا ولكن هذا الموضوع كان يجب أن تتكلم به لان كلامك استفزازي
اجاب :هذا وما اردت أن اصل اليه عندما يغضب الرجل يبحث عن شيء يستفز به المراة وياحبذا لو كان موضوع محزن ومحرج لها
وكان موضوع ماجد هو ما كان يطفئ غضبي منها
ولكني عندما أعود الى رشدي ابحث عن أية وسيلة أرضيها بها
في أول مرة عادت المياه الى مجاريها بسرعة
اما المرة الثانية تطلب الامر شهر كامل لعودة المياه
قاطعته :لن أضايق ابنتك مثلما قمت بمضايقة أختي
أجاب: عدنا الى نقطة الصفر
انت لن تتعمد مضايقتها الزواج يلغي الكثير من الحواجز بينكم وعند الغضب تلغى حواجز أكثر تجعلك تتفوه بسر كتمانه وحرصنا على كتمانه
اجبت بصدق :أعدك بأني لن ....
قال بثقة :لاتعد في شيء سوف يكون خارج سيطرتك
أن ضمنتك لن اضمن من حولك ولن اضمن نظرتهم لها حتى وأن عاملوها بطيبة اليوم لا ادري مالذي يحصل غدا
لا اريد أن اعرض ابنتي لمثل هذا الموقف
وجودها بعيدا عن العائلة امان لها
ثم قال بمرح :تزوج وسوف اخطب ابنتك لأبني
قلت له :دع ابنك لك هذا ما ينقصني
أطلق ضحكة مريحة وقال :أختك تكاد تفقد عقلها لحركته الكثيرة
قلت بعفوية :والدتي تقول يشبه ماجد عندما كان صغيرا
تداركت الموضوع وقلت :اسفة لم اقصد
قال براحة :لا عليك الصفحة انطوت وقلبي اليوم ابيض ملأته زوجتي تسامح مثلما ملأته بحبها
تمت بحمد الله
أستغفر الله وأتوب أليه
|