بسم الله الرحمن الرحيم
الجروح النازفة
بعد أن تمزق القلب أنياطا
وبعد أن تلاشى الغضب من الوجدان
بعد أن سمعت رغبتي
وأويت قلبي الحزين سمعت كلماته الهامسة ورجائه الصامت
تاقت نفسي للغفران والعفو
رأيت بنفسي كيف يفعل البعد والحرمان منك
واشتاقت جراحي اليك
وأردت أن اعود كما كنت حين كنا معا
أردتك
فالعذاب معك أرحم من العذاب من دونك
عذابك أعذب من جدول رقراق
فحملتني الأشواق إليك
كرامتي خنقها حبي لك
فساقتني أقدامي إليك
ورأيتك حيث توقعتك أن تكون
تحت ظل الشجرة الباسقة ذاتها حيث كنا نجلس معا
رأيتك تنظر نحو الأفق الصافي
والشمس تلقي بنورها عليك
ويدور حولك طيف من الذكريات و
عيناك تبحثان عن شيئ ما تمنيت أن أكون هو
إلتفت إلي ولا اعرف كيف ولم
فأنا لم انبس بكلمة ولم أصدر اي صوت
أيا ترى حملت النسمات رائحتي إليك
نظرت إلي وضوء الشمس يغطي وهج عينيك
تقدمت نحوي ورأيت البرودة في عينيك
ابتسمت لك ورأيت مافعلت ابتسامتي ببرودة عينيك
مددت يدي وشبكت اصابعي بأصابعك الباردة كالثلج
وسرعان ماانتقل دفئي اليك
وابتسامتي الى شفتيك
تمشينا معا على درب الحجارة المغطى بالزهور
وتعلقت رائحتها بأنفاسنا
ورأينا المنحدر الأبيض وتناثر الماء علينا
بعد ان تحطمت الأمواج وتناثرت على سطح صخوره الشاهقة
ولفحتنا قطراته الباردة وانعشت الدم الحار في عروقنا
ومضينا نحو السور الخشبي المتهدم على الشاطئ الرملي
واستندت الى جذع الشجرة العجوز
وتحسست أحرف أسمائنا المنحوتة عليها الى الأبد
حينها كانت السماء تلتهب بلون الغروب
فانطلقنا الى ممرنا السري
الى جنتنا الصغيرة حيث بدأ الهوى
ورأيت العشب والأزهار الصغيرة قد عاودت الإزدهار من جديد
جلسنا على الأعشاب التي اصطبغت بلون الغروب الناري
واستمعنا لشدو عصفور ما
وأسندت رأسي على صدرك
استمع لخفقات قلبك المجنونة تسابق خفقات قلبي في طريق مفتوح
وعلمت ان السعادة باقية
وأن العذاب جزء منها
فإذا كان كل جرح وراءه مثل هذا الفرح المجنون
فمرحبا بالجروح النازفة