لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-12, 08:40 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







~ 12 ~
مشاعر مُتقلبة





الساعة الواحدة مساءً... أجلس فى غرفتى... أذرف الدموع بلا توقف... وأشعر بضيق شديد وشئ ثقيل يجثم على صدرى ويكتم على أنفاسى... وكلما أتذكر حديثى مع مُعاذ يتفاقم ضيقى وأشعر بألم حاد بقلبى...
لقد تأكدت اليوم بأنه ما تزوجنى إلا ليضم أبنه إلى حضانته... وليس كما قال محمود... وأنه لن يتردد فى الأنفصال عنى إذا ما حقق غايته تلك...

لستُ أدرى لِم أشعر بكل هذا الحزن والضيق ؟!

لقد كنتُ أعرف من البداية أنه ما تزوجنى حبا ً فىّ...

ولقد وافقت رغم علمى بهذا... لكن......

لكن هذا يؤلمنى بشدّة... ويجعلنى أشعر كأننى سلعة تباع وتشترى...

نعم... هذا صحيح... لقد أشترانى مُعاذ بماله !

وكنتُ بالفعل مُجرد سلعة تباع...

سلعة أشتراها لغرض ما... وسيبيعها فى أقرب فرصة تسنح له !

لم أحتمل عن هذا الحد وشعرت بالعبرات تختنق بمقلتاى ، ثم تتحرر من مكمنها وتسيل على وجنتى فى صمتٍ مرير...

لكن لِم أنا حزينة بهذا الشكل ؟

أليس هذا ما أتمناه ؟ أن ننفصل ويكون لكلا ً منا طريق وحياة أخرى...

أظن أن هذا هو أفضل الحلول بالفعل...

وليته يعجل بأنفصالنا... فما عدتُ أحتمل هذه الحياة...

وما عدتُ أحتمل أن أكون فى نظره مجرد سلعة أشتراها بماله !

أفقتُ من أفكارى على صوت رنين هاتفى المحمول الذى أشتراه لى مُعاذ...

نظرت إلى الهاتف ببغض وكراهية...

أريد أن ألقيه على الأرض وأحطمه إلى قطع صغيرة لكى أشفى غليلى وغيظى منه... بل أريد أن أتخلص من أى شئ يمت لهذا الشخص بأى صلة...

وبالفعل أمسكت بالهاتف وكدتُ ألقيه لولا أن تراجعت فى أخر لحظة... وأستعدتُ سيطرتى على نفسى...

رُبما كان أبى أو أمى...

نعم بالتأكيد إنه أحدهما ؛ فما من أحدا ً يتصل بى سواهما...

شعرتُ بشوقٍ شديد إليهما...

إلى أحضان أمى الدافئة...

إلى عبارات المواساة منها...

وإلى كل شئ منهما... كل شئ...

آه... كم أشتاق إلى كل شبر بالمنزل...

إلى الجدران المتصدعة...

والأثاث البالى المتحجر...

والسجاد المهترئ...

ليت الزمن يعود ولو للحظة واحدة للخلف !

جففت دموعى بمنديلى فى سرعة وأجبت الأتصال قائله :

" مرحبا ً. "


أتانى صوتا ً رجوليا ً على الطرف الأخر يقول :

" مرحبا ً أروى . "


تلعثمتُ بشدّة ومن شدّة أرتباكى وتلعثمى كاد الهاتف أن يسقط من يدى ، حينما تعرفت على صوت المُتصل !

قلت :

" محمود ! "


قال :

" نعم يا أروى... إنه أنا . "


وأضاف :

"مُعاذ بجانبك ؟ "


قلت :

" كلا... لا... ولكن لماذا تسأل ؟ "


قال مُباشرة :

" لقد قابلت المحامى الخاص بمُعاذ اليوم . "


توقفت دقات قلبى عن الخفقان وسألته فى وجل :

" و ماذا ؟ "


قال :

" سألته عن إجراءات الحضانة فأخبرنى بأنه بالفعل بدأ فيها . "


عضضت على شفتى السفلى بقوة حتى أدميتها ، فيما تابع هو حديثه :

" لقد أسأتُ التقدير يا أروى ؛ يبدو أن مُعاذ قد أنتبه أخيرا ً إلى أنه لديه طفلا ً لابد أن ينشأ تحت كنف أبوه . "


عادت الدموع تتدفق من عينىّ وأرتعش صوتى وأنا أجيبه فى ألم :

" نعم... يبدو هذا . "


ظل محمود صامتا ً لفترة قبل أن يقول :

" هل... تبكين ؟ "


أتته إجابتى على هيئة نحيب يمزق نياط القلوب فما كان منه إلا أن قال :

" أروى... أرجوكِ لا تبكين... لا شئ بهذه الدنيا كلها يستحق دموعكِ هذه . "


قلت :

" أنا لا أبكى إلا على نفسى . "


سمعته يطلق زفرة حانقة قبل أن يقول :

" لو فقط أعرف لماذا تزوجتِه ؟ "


قلت :

" قدرى أن أتزوجه . "


وأضفتُ فى مرارة :

" وليتنى ما فعلت . "


~ ~ ~ ~ ~ ~



قضيتُ ليلتى أتقلب على الفراش كما لو كنت أتقلب على جمرٍ مُتقد من النار... دون أن يزحف النوم إلى جفنىّ أو يعرف طريقه إليهما...
وأنّى له ذلك وتلك الأفكار تتلاعب برأسى وتقذف به...

كلما تذكرت عبارة أروى أشعر بضيق شديد بصدرى...

لماذا يا أروى تفعلين بى هذا ؟

ألهذه الدرجة تكرهيننى ؟

ألهذه الدرجة صرتِ لا تحتمليننى وتريدين الخلاص منى بأسرع وقت ؟

إننى ولأوّل مرّة فى حياتى أقابل فتاة تغير نظرتى لكل الفتيات...

ولم أكن جاداً بعلاقتى بأحد بقدر ما كنت جادا ً بعلاقتى بكِ...

حتى زوجتى الأولى... لم أكن جادا ً بعلاقتى بها... ولم أشعر نحوها بما أشعر به نحوكِ أنتِ... فهل هذا هو جزائى يا أروى ؟

أهذا ما استحقه منكِ ؟

ليتك تدخلين إلى قلبى لتعرفين ما به !

كم أشعر بالألم لهذا !

غادرتُ الفراش وتوجهت إلى الشرفة ورحتُ أدخن السيجارة تلو الأخرى... حتى أخنقنى دخانها وكتم على أنفاسى...

ألقيت أخر سيجارة من النافذة ووقفت أراقب السماء وهى تتلون... وقرص الشمس وهو يعلو معلنا ً عن بداية يوم جديد... وأمل جديد...

وتساءلت فى نفسى :

ترى ماذا يخبئ لى القدر ؟!

وماذا تحمل لى الأيام فى جعبتها ؟

بعد فترة من الزمن غادرت غرفتى... كنت متوجها ً إلى المطبخ الخاص بالجناح عازما ً على إعداد فنجان قهوة فتسلل إلى سمعى صوت التليفاز بغرفة أروى...

تعجبتُ كثيرا ً... أتكون أروى قد استيقظت باكرا ً هكذا ؟

قررت أن أعرف الأجابة بنفسى فغيرتُ وجهتى وأتجهتُ إلى غرفتها وطرقت بابها عدة مرّات دون أن أسمع أى أجابة !

أتظنون أنها لا تريد الأجابة علىّ ؟

أو رُبما كانت مُتعبه !

أصابنى القلق عليها وتفاقمت الفكرة برأسى... رُبما كانت مُتعبه بالفعل...

فكرت أن أذهب لأوقظ سالى لتدخل إلى غرفتها للأطمئنان عليها لكن...

ألست بهذا التصرف سأثير تساؤلاتها وشكوكها ؟!

قررت أخيرا ً أن أدلف بنفسى إلى الغرفة...

إنها زوجتى حتى ولو كانت تنكر هذه الحقيقة وتستنكرها !

وضعتُ يدى على مقبض الباب وحركته فوجدته مفتوحا ً غير موصد...

أطللت برأسى من فتحته فوقع بصرى على أروى مُباشرة... كانت جالسه فى وضع استرخاء على إحدى المقاعد وتبدو مُستغرقة فى النوم...

تجرأت قليلا ً وأقتربتُ منها...

تأملتها مليا ً... كانت مُستغرقه فى النوم فى رداء النوم الفضفاض... شعرها الطويل الأملس ينسدل على كتفيها كشلالات مظلمة... ووجهها الخالى من أى مستحضرات تجميلية يجعلها تبدو كالملائكة...

دققت النظر إليها وتساءلتُ فى نفسى :

أهذه الفاتنة هى زوجتى ؟

كم هى جميلة وبريئة !

كم أنا محظوظ بها !

تحركت قليلا ً أثناء نومها فسقط منها شيئا ً ما وأصدر جلبة... وحينما نظرت إلى هذا الشئ وجدته هاتفها...

أنحنيتُ لألتقطه مُتعجباً من تشبثها به أثناء نومها... وحينما عدت أنظر إليها وجدتها تفتح عينيها الناعستين وتنظر إلىّ فى عجب !


~ ~ ~ ~ ~

~... تتبـ ... { أنتِ ملكى وحدى } ... ـع ...~



 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 17-07-12, 08:42 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






13
~ قلب لا ينبض إلا للمال ~








للحظة ظلت أروى تنظر إلىّ بعينان ناعستان دون أن تنطق بكلمة ، وبدت لى كأنما لم تفق من نومها بعد... كانت بين النوم والصحوة ، لكنها لم تلبث أن فتحت عينيها على أخرها وراحت تحدق بى فى دهشة لا مثيل لها ، قبل أن تنظر إلى ملابسها وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها ثم تعض على شفتها السفلى وتبحث ببصرها عن شيئ تتوارى خلفه عن أنظارى...

وبالفعل عثرت ببصرها على رداء الصلاة الخاص بها مُلقى على مقعد قريب بأهمال فما كان منها إلا أن هبت واقفه وأتجهت نحوه غير أننى أعترضت طريقها ومنعتها من الوصول إليه ، فما كان منها إلا أن أطرقت برأسها فى خجل وقالت :

" لو سمحت . "



وأيضا ً لم أفسح لها الطريق فرفعت رأسها وألقت علىّ نظرة مُستعجبة أكثر منها غاضبة !

فى لحظة جنون ،، مددت يدى وألتقطتُ كفها الرقيق بين كفىّ ، فأزدادت نظراتها تعجبا ً فوق تعجبها وتوردت وجنتيها فى خجل !

وفى مزيد من الجنون جذبتها نحوى وضممتها إلى صدرى...

ولدهشتى لم أجد منها أى أعتراض... إلا مزيدا ً من العجب لجراءتى تلك !

لفترة ما لا أعلمها ظللت فى هذا الوضع... أشعر بدقات قلبى تتسارع... وبأنفاسى تتلاحق...

تجرأت قليلا ً ورفعت يدى ومررتها فوق شعرها الأملس... وشيئا ً فشيئا ً تخللت بأصابعى خصلات شعرها...

أردت أن أنظر إليها... أن أعرف ردة فعلها على حماقاتى تلك غير أنى لم أجروء على ذلك... خشيت أن أنظر إلى عينيها فترى كل ما أجاهد لأخفاءه عنها...

كانت لحظة من أجمل ما يكون... لأوّل مرّة فى حياتى أعرف مثل هذا الأحساس...

شعرت كأننى أحلق بالسماء وأكاد ألمسها بأصبعى... بل وأكاد أقتطف إحدى النجوم مثلما تُقطف الثمار !

أفقتُ فجأة مما كنتُ فيه على صوت نحبيها وشعرت بدموعها تبلل ثيابى !

وكأنما ألقت بى إلى أعماق الأرض السحقية بعدما رفعتنى بيديها إلى السماء !

أبعدتها عنى قليلا ً ونظرت إليها ، فإذا بها ترفع كفيها لتخبئ وجهها خلفهما وتجهش فى البكاء...



" ما بكِ أروى ؟ لِم تبكين ؟ "



قلت ذلك فى حيرة شديدة فلم يأتِنى منها ردا ً غير مزيدا ً من البكاء...

علتنى الحيرة لما أراه منها...

مددت يدى نحوها غير أنها تراجعت إلى الخلف كمن لدغتها أفعى ثم رمقتنى بنظرة تقطر حزنا ً ، وسمعتها تقول بصوت مُنتحب من آثر البكاء :

" أبتعد عنى... لا تلمسنى... "



تراجعت يدى وعادت إلىّ خائبة...

تطلعت إليها فى صمتٍ... نظراتى لها تعكس مدى حزنى وألمى...

ونظراتها لى تعكس مدى كرهها لى...

تراجعت إلى الخلف خطوة...

ثم خطوة أخرى...



قلت :

" أنا حقا ً أسف . "



وغادرت الغرفة بخطوات سريعة... وصوت بكاءها يخترق مسامعى ويمزق نياط قلبى !



~ ~ ~ ~



ولم أتوقف عن البكاء حتى بعدما أنصرف...

لم يكتفى مُعاذ بمغادرة الغرفة أنما غادر الجناح والمنزل بأكمله... كأنما يريد أن يبتعد عنى أكبر مسافة ممكنة...

شعرت بإهانة لم يسبق لى أن شعرت بمثلها من قبل لتجرأه على فعل شيئا ً كهذا...

لكن... ألست السلعة التى أشتراها بماله ويحق له أن يفعل بها ما يشاء دون أن يلقى منها أى أعتراض ؟

يحق له أن يدلف إلى غرفتى بلا استأذان...

وأن يرانى بلا حجاب ساتر...

بل وأن يضمنى إلى صدره...

نعم... كل هذا حقه... ألم يدفع فىّ تسعة آلاف جنيه ؟

أذن ليفعل ما يشاء بى دون مرعاة لمشاعرى !

لو كان لدى شك ولو لواحد بالمائة بأنه ما ضمنى لصدره إلا من باب الملكية وتأكيد إنتمائى له ، رُبما ما كنتُ فعلت ما فعلت !

لكنى كنتُ مُتأكدة من أن هذا الرجل لا يملك قلباً بين ضلوعه يمكن أن ينبض بأى عاطفة... قلبا ً لا يعرف إلا لغة الأرقام والحسابات ،، لا لغة المشاعر والأحاسيس !

قضيتُ وقتا ً عصيبا ً ذلك اليوم... وبكيت حتى جفت دموعى... وشعرت بألم شديد برأسى من كثرة البكاء...

وفى المساء ، أوصدت غرفتى بالمفتاح من الداخل وأنتظرت عودته من العمل...

ظللت مُستيقظه لساعات طويلة فى أنتظار عودته حتى غلبنى النوم ورحت فى سباتٍ عميق...

حينما استيقظتُ فى صباح اليوم كانت الساعة تناهز التاسعة صباحاً...

كنتُ أشعر بضعف ٍ شديد إذ أننى لم أتناول شيئا ً منذ أوّل أمس... ولم أعد أحتمل الجوع !

قررت أن أذهب إلى المطبخ لأعد إحدى الشطائر لكى تسد جوعى ، وفيما كنتُ فى طريقى إلى المطبخ لفت نظرى باب غرفة مُعاذ المفتوح !

أيكون قد أنصرف فى هذا الوقت الباكر ؟

توجهت إلى غرفته ببطئ وحذر...

أطللت برأسى من فتحته فإذا بى أجد الغرفة خالية تماما ً والفراش مُرتب !

تعجبتُ كثيرا ً... ألم يعود مُعاذ منذ الأمس ؟

هل بات ليلته فى الخارج ؟

ألهذه الدرجة لا يطيق رؤيتى ؟!

غيرت وجهتى وعدت إلى غرفتى مجدداً ، وقد فقدت شهيتى لتناول أى شئ...

حسنا ً يا مُعاذ... أنت الذى بدأت... والبادئ أظلم !



~ ~ ~ ~


أفقتُ من نومى فى حوالى التاسعة صباحا ً...

لم يقع بصرى كالعادة على غرفتى أنما وقع بصرى مُباشرة على صديقى محمود والذى يحتل السرير المجاور لى ، والذى لازال مُستغرقا ً فى النوم !

تثاءبت بكسل وأرسلتُ نظراتى إلى السقف... فلم تلبث الذكريات أن تدفقت إلى رأسى كالشلالات المُنهمرة دون أن أقوى على صدها...

تذكرت ما حدث الليلة الماضية... تذكرت بكاء أروى على صدرى... أنفاسها اللاهثة... صوت نحيبها... الحزن الذى كان يقطر من ملامحها... فشعرت بالضيق يتسلل إلى نفسى... وبالشعب الهوائية بصدرى تنقبض... حتى لم تعد ذرات الهواء الموجوده بالغرفة تكفينى...

دلفت إلى الشرفة ووقفت أدخن بشراهة لم أعدها فى نفسى من قبل...

قطع علىّ خلوتى محمود الذى استيقظ لتوه وأتجه نحوى قائلا ً:

" صباح الخير . "



حاولت أن أرسم ابتسامة فوق شفتاى وأنا أجيب تحيته ، فجاءت ابتسامتى شاحبة حزينة !



قال مُتجاهلا ً هذا :

" كيف حالك اليوم ؟ هل صرتَ أفضل ؟ "



سحبتُ دخانا ً عميقا ً من السيجارة وأطلقته مع تنهيدة قوية ثم قلت :

" الحمد لله . "



ران الصمت علينا فترة قبل أن يقطعها محمود قائلا ً:

" ألن تخبرنى ماذا حدثَ ؟ "



ألقيتُ نظرة قصيرة عليه ثم أطرقت برأسى أرضا ً ولذتُ بالصمت التام...

أخر شئ كنت أرغب فى التحدث عنه هو أمر أروى... ويبدو أن محمود قد أدرك هذا فقال :

" حسنا ً... سنتحدث لاحقا ً عن هذا الأمر . "



وأضاف :

" دعنا الأن نذهب لتناول الفطور... أظن أن أمى أعدت لنا أطباقا ً رائعة . "



قلت :

" لا أظننى قادرا ً على تناول أى شئ . "



قال محمود مُستنكرا ً :

" كيف هذا ؟ إنكَ لم تتناول شيئا ً منذ الأمس... "



قلت :

" سأتناول الطعام فى وقتٍ لاحق... أما الأن فلابد أن أذهب لأباشر العمل . "



وأضفت :

" شكرا ً على استضافتك لى بمنزلى هذه الليلة . "



ارتديتُ ثيابى على عجل وغادرتُ منزل محمود غير آبها ً بأعتراضه !

استقليتُ سيارتى وتوجهت إلى عملى...

مررت فى طريقى بإحدى المفترقات وكان إحداهما يؤدى إلى عملى والأخر يؤدى إلى منزلى...

لا شعوريا ً أتخذت الطريق المؤدى إلى منزلى...

ثمة شئ ما يجبرنى على الذهاب إلى أروى والأطمئنان عليها... كأننى مسلوب الأرادة !

برغم كل شئ لازلت أشعر بحاجتى إليها وإلى البقاء بقربها...

وصلت إلى المنزل وتوجهت إلى جناحنا... كان باب غرفتها مُغلقا ً...

توقفت بالخارج مُتردداً... أريد أن أطرق الباب لأطمئن عليها وأحاول أن أثنى نفسى عن ذلك...

أخيرا ً حركت يدى ومددتها إلى الباب وطرقته عدة طرقات...

أنتظرت أن تجيب علىّ لكنى لم أجد أى بادرة تشير إلى أنها عازمه على ذلك...

عدت أطرق الباب مجددا ً وأيضا ً بلا جدوى...

كنتُ واثقا ً من أنها مُستيقظة وتترفع عن إجابتى !

قلت :

" أعرف إنكِ مُستيقظة أروى... هلا فتحتِ الباب لنتحدث قليلاً ؟ "



وأيضا ً لم تصلنى منها إى إجابة....



قلت :

" أريد أن أعتذر لكِ عما حدث بالأمس... "



وأضفت :

" ما حدث كان رغما ً عنى... كان جنونا ً منى أن أدع مشاعرى تتحكم فى تصرفاتى بهذه الطريقة... أنا فعلاً أسف... لم أقصد أن أسبب لكِ أى حزن... سامحينى أروى . "





وهذه المرّة أيضا ً أجابنى الصمت التام...

عدت أطرق الباب مجدداً...

غير معقول أن تتجاهلنى كل هذا الوقت... وبعد قائمة الأعتذارات التى قدمتها لها !

ناديتها :

" أروى... ردى علىّ أرجوكِ... فقط ردى علىّ لكى أطمئن عليكِ وسأنصرف . "



تفاقم قلقى أكثر وأكثر لمّا لم أجد منها أى أجابة... أو أى بادرة تشير إلى أنها بخير... قررت أن أدلف إلى الغرفة لاستطلع الأمر...

مددت يدى إلى مقبض الباب وأدرته... أطللت برأسى من فتحة صغيرة بالباب...

أوّل ما وقع بصرى عليه بالغرفة كان صوان ملابسها الخالى من الثياب والمفتوح على مصرعيه...

تفاجأت... لا بل صُعقت... رُحتُ أفتش عنها كالمجنون...

" أروى... عزيزتى... أين أنتِ ؟ أين ذهبتِ وتركتِنى ؟ "

وما من مجيب !



~ ~ ~ ~ ~ ~

~... تتبـ ... { أنتِ ملكى وحدى } ... ـع ...~

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 04:01 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







14

~ نفحات الماضى الأليم ~




تسارعت خفقات قلبى وأنا أتطلع إلى منزل والداىّ... ذلك المنزل العتيق الذى تصدعت جدرانه وتشقق طلاءه وعف عليه الزمن فصار آيلا ً للسقوط...
نظرت إليه نوافذة الخشبية التى تأكلت وأزيل طلاؤها... ثم إلى الأنوار الخافتة بداخله... الشئ الوحيد الذى يُمكن أن يوحى للناظر بأنه ثمة حياة فى هذا المكان !
ابتلعتُ ريقى بصعوبة وابتلعتُ معها تلك الغصة المريرة بحلقى...
تمنيتُ من كل قلبى يأتى أحدا ً من المسؤولين إلى هذا المكان ويحاولون قضاء ليلة واحدة فقط به حتى يشعرون بسكان هذا الحى والأحياء الفقيرة التى تزخر بها مصرنا !
أطلقتُ تنهيدة قصيرة مصحوبة بآهة يائسة...
للأسف هذا لن يتعدى كونه حلم جميل صعب التحقيق ! بل رُبما مُستحيل أيضا ً !
عدت بنظراتى إلى منزلنا وحاولت أن أقارن بينه وبين قصر مُعاذ... لكن شتان بين الأثنين !
إنه لفرق واضح كوضوح الشمس فى كبد السماء...
تقدمت عدة خطوات نحو المنزل ثم توقفتُ بمكانى ورحت أتأمله عن كثب...
تسللت رائحة الماضى إلى أنفى فابتسمت ابتسامة واسعة...
رغم كل ما أخبرتكم عنه... ورغم كل شئ... فإن هذا المنزل... وهذا الحى الفقير... وغرفتى الصغيرة التى بالكاد تتسع لسريرى الصغير... فى نظرى أفضل من قصر مُعاذ بكل وسائل الرفاهية التى يزخر بها !
ليتنى استطيع محو تلك الفترة من ذاكرتى ومن حياتى بأكملها !
ما أن تذكرت مُعاذ حتى شعرت بدمعة ساخنة تتسلل إلى مُقلتاى ، فما كان منى إلا أن قاومتها فى استماته...
لا... لن أسمح لنفسى بالبكاء على شخصٍ لا يستحق دموعى...
ولا يستحق حتى لحظة أقضيها فى التفكير فيه !
فلا دموع ولا حزن ولا إهانة بعد اليوم...
أنا الأن حرّة بمنزلى... كما كنت قبل أن أراه...
عدت أواصل تقدمى نحو المنزل بخطوات واسعة... لا أكاد أصدق أننى قد عدت أخيرا ً إلى حيث أنتمى... إلى ذلك الحى الفقير... بمنازله القديمة... وسكانه البسطاء... وليس ذلك القصر المُترف... الذى قد يكفى بحجراته العديدة سكان هذا الحى عوضا ً عن منازلهم الآيلة للسقوط !
فيما أنا مُتجهه إلى المنزل لفت نظرى شخص ما يقف على مقربه منى ويتأملنى بنظرات تتأرجح بين الحب والكراهية فى آنٍ واحد...
لم أستطع أن أمر من أمامه مرور الكرام... دون أن أتوقف عنده...
تسللت بنظراتى إليه فقابل نظراتى تلك بنظرات جامدة... تحمل فى طياتها ما يعجز اللسان عن قوله !
شئ ما أجبرنى على التوقف أمامه... مُطرقة الرأس... وقد تدفقت الدماء إلى وجهى فى خجل !
لحظات طويلة مرت دون أن أقوى على قول أى شئ... حتى كلمة إعتذار لم استطع نطقها والتفوه بها...
كان هو من بادر بالتحدث فقال بسخرية لاذعة :
" جميل إنكِ لم تغيرى جلدك تماما ً كالثعابين... ولازال لديك بعض الأنتماء لأهلكِ على الأقل . "

شعرت بالأهانة لكلماته... والأسى لها...
أحنيتُ رأسى أكثر وأكثر ودفنت نظراتى تحت طبقات التراب...
كم أتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعنى لأختفى من أمامه !
كنتٌ أشعر بالخجل من مجرد النظر فى عينيه... بعدما كان أحب شئ إلى قلبى أن أفعل ذلك !
حينئذ ٍسمعته يكمل حديثه بنبرة جافة :
" لا تصطنعين الخجل ؛ فلو كان لديك قطرة حياء واحدة ما كنتِ تركتـِنى من أجل المال . "

شعرت بالدموع تتدفق إلى عينىّ وتنهمر ملء عنانها دون أن أقوى على صدها...
رأيته من خلال دموعى المُنهمرة يخرج شيئا ً ما من جيب سترته أتضح لى أنه منديلا ً حين مد لى يده به قائلا ً:
" جففى تلك الدموع ؛ فلم تعد تؤثر بى . "

رفعت عينىّ المغرورقتان بالدموع ولم أره من غزارة دموعى...
استطعت أخيراً أن أنطق بكلمتين فقط وهما...
" أنا أسفة . "

وأى أسف ؟ وأى أعتذار ذلك الذى قد يصلح ما أفسدته ؟! أو ما قد أفسدته الأيام ؟
حاولت أن أشرح له الأسباب الذى جعلتنى أفعل ما فعلته غير أن الكلمات تحشرجت وانحبست بحلقى ولم تقوَ عل الخروج...
كيف أخبره بأن ما حدث كان رغما ً عنى دون أن أكشف له سر أختلاس أبى لخزانة الشركة التى يعمل بها ؟
وإذا فعلت ماذا سأستفيد ؟
لقد أنتهى كل شئ يربط بيننا ولم يعد يجدى الحديث عنه !
رأيته يرمقنى بنظرة طويلة لا تخلو من البغض قبل أن أسمعه يقول :
" فات أوان الأعتذار للأسف . "

قالها وولانى ظهره ثم ابتعد عنى بخطوات واسعة...
شيعته بنظرات مختلطة بالعبرات حتى غاب عن بصرى...
وبمجهود شاق حركت قدمىّ وتقدمت خطوتان غير أننى لم ألبث أن توقفت فى مكانى قبل أن أخطو الخطوة الثالثة ، ثم بدأت فى التراجع إلى الخلف بضع خطوات وعيناى مُثبتتان على ذلك الشخص الذى ظهر فجأة وراح يرمقنى بنظرات مُبهمة المعانى...
فلم ألبث أن وليته ظهرى وأطلقت ساقىّ للريح !




~ ~ ~ ~ ~



" أروى . "
استوقفتها قبل أن تستطع الهرب منى مجددا ً...
رأيتها تتوقف بمكانها دون أن تستدير لتنظر إلىّ... حثثت الخطى نحوها... أمسكت بزراعها بقوة أحول دون هربها منى ثانية !
" إلى أين تريدين الذهاب ؟ "

لم تعلق أروى على جُملتى وراحت ترمقنى بنظرات طويلة غير مفهومة...
كانت بعض الدموع عالقة برموشها... وجفونها متورمة كثيرا ًويغلب عليها الأحمرار !
شعرتُ بحزنٍ شديد لرؤية آثار البكاء المحفورة على وجهها... خاصة وأننى السبب فى إراقة هذه الدموع...
أنتزعتنى أروى من افكارى بغتة حينما قالت بعصبية :
" ماذا تريد منى ؟ لماذا أنت هنا ؟ "

فاجاءتنى طريقتها الجافة الغليظة... نظرت إليها مُعاتبا ًوقلت :
" أتيتُ لأصطحبكِ معى . "

قفزت نظراتها المُستنكرة إلىّ وقالت بسرعة وصرامة :
" كلا... "

نظرت إليها مُستغربا ً...
قلت :
" مكانكِ الطبيعى هو منزلى يا أروى . "

خاطبتنى بنبرة من أتخذ قرارا ً لا رجوع فيه :
" مكانى الطبيعى هنا... فى ذلك الحى الفقير ذلك المنزل المُتصدع جدرانه... حيث ولدت ونشأت.... "

وصمتت لبرهة ثم تابعت بسخرية :
" وليس قصرك العظيم بكل خدمه وجواريه والبذخ الذى يزخر به بلا داع ٍ . "

نجح كلامها فى إثارة غضبى... وسخريتها فى الوصول بى إلى قمة الثورة والجنون !
قلت بنبرة حاولت أن أجعلها هادئة ، غير أنها لم تكن كذلك حين تفوهتُ بها :
" أنا زوجكِ يا أروى ويجب عليكِ أن ترافقينى حيث أكون... إلى السماء السابعة... أو حتى إلى سابع أرض . "

وأضفتُ بصرامة :
" لن أقبل بأن تحيا زوجتى بعيداً عنى... لن أسمح لكِ بهذا... "

هذه المرّة حملت نظراتها بعض الخوف... وراحت تحملق بى دون أن تقوى على الرد...
لانت نبرتى شيئا ً ما حينما رأيت الذعر المُرتسم على وجهها...
قلت :
" أنتِ زوجتى أروى ولا أريدك أن تبتعدى عنى . "

ومضت الدموع بعينيها وأوشكت على الانهمار...
تحولت نظراتها إلى التوسل والاستعطاف ،، بل والانكسار أيضاً...
وخاطبتنى بنبرة شديدة الضعف والأسى :
" لماذا تفعل بى هذا مُعاذ ؟ لماذا تتعمد إذلالى بهذا الشكل ؟ "



~ ~ ~ ~ ~



أدركنى الندم بمجرد أن رأيت وقع جُملتى على مُعاذ والتعبيرات الحزينة التى أنبثقت على وجهه...
عضضتُ على شفتى السفلى بقوة... أردت أن أعتذر عما قلته... غير أن الكلمات انحبست بحلقى ولم تقوى على الخروج...
راقبت علامات الأسى المُرتسمة على وجهه... نظراته الحزينة... وسمعته يقول :
" أنا أتعمد إذلالكِ أروى ؟ "

حاولت أن أخفف من وطأة الجُملة عليه ، قلت :
" إذا كان غرضك من الزواج منى هو الحضانة ، فأنا زوجتكِ فى الأوراق الرسمية وبأمكانك أن تثبت هذا دون أن أحيا معك بنفس المنزل . "

وأضفت :
" وبهذا أخلصك من مسؤوليتى التى تثقل كاهلك . "

ولم تزده جُملتى تلك إلا غضبا ً فوق غضبه...
قال :
" أنا قادر على تحمل مسؤوليتك أروى وأريدك بجانبى... وليس لمجرد إثبات زواجى منكِ . "

تفاجأت بجُملته ورحت أحدق به فى حيرة...
انتظرت أن يسترسل فى حديثه عله ينطق بكلمة ما قد تسهم فى شرح جُملته السابقة ، غير أنه قال مُغيرا ً مجرى الحديث :
" دعينا نعود إلى المنزل أروى لنتحدث... "

قلت بسرعة :
" لا يا مُعاذ... أرجوك لا ترغمنى على الذهاب معك... أنا مُتعبة وفى صدرى ضيق شديد... "

أطال مُعاذ النظر إلىّ... كانت نظراته توحى بمدى إعتراضه ورفضة لمجرد مُناقشة الأمر...
نظرت إليه مُستعطفة ومُتوسلة... أومض الدمع بعينىّ فى يأس وأطرقت برأسى أرضا ً...
سمعته يقول :
" حسنا ً يا أروى... سأترككِ تذهبين... "

رفعت رأسى ونظراتى إليه بسعادة... فاستطرد بسرعة :
" لفترة قصيرة... وليس بصفة دائمة . "

ما كدت أصدق أنه وافق ، قلت :
" حسنا ً... حسنا ً... "

ووليته ظهرى هامه الدخول إلى منزل والداىّ ، غير أنه استوقفنى قائلا ً :
" أروى . "

تجمدت فى مكانى للحظة ، وببطء ألتفتُ نحوه...
خشيت أن يكون قد غير رأيه بشأن بقائى فى منزل والداىّ ، غير أن نظرة واحدة إليه كانت كافيه لأن أدرك أننى مُخطأة !
كان يفصل بيننا عدة خطوات قليلة ، أختصرها مُعاذ فى خطوتين وصار مواجها ً لى...
نظرت إليه فى حيرة وتساؤل... كانت نظراته لى غريبة... تخفى فى طياتها مشاعر شتى... لا أميز سوى الحزن الغالب عليها !
نظرت إليه فى حيرة وأنتابنى للحظة قصيرة الشعور بالضياع فى بحر تلك العينين...
أحياناً تروادنى رغبة قوية فى الغوص بعينيه وسبر أغوار نفسه ،، غير أننى أتراجع عن رغبتى تلك وأكبتها فى نفسى... فعيناه بلا شطان... لا ينجو منهما أحداً !
أفقت من أفكارى على صوته...
كانت نبرته مُختلفة لم يسبق لى أن سمعته يتحدث بها... نبرة مست وتراً عميقاً وحساسا ً بقلبى !

" أنتبهى لنفسكِ أروى . "

نظرت إليه وقد تفاقمت حيرتى وتحولت إلى ذهول...
ألقى علىّ نظرة طويلة... ولمحت على زواية فمه ابتسامة حزينة...
للحظة مجنونة ، وددت لو أتراجع عن قرارى هذا وأن أخبره بكل ما يعتمل بصدرى... فأما أن ينفيه ويريح قلبى... أو يؤكدة ويقضى علىّ !
فتحت فمى وهممت بالحديث... ولأننى خشيت أن تأتينى الطعنة منه مُباشرة ومُهلكة ؛ فقد ابتلعت جُملتى ووأدتها فى مهدها ، بل وكدت أوليه ظهرى وأنصرف لولا وجدته يدس يده فى جيب سترته ويخرج مبلغاً من المال ثم يمد لى يده بهم...
شعرت بحرج شديد وأحمرت وجنتىّ فى خجل...
قال مشجعاً :
" لا تخجلى منى وخذيهم أروى... فرُبما تحتاجين شيئاً... "

قلت :
" لا أظننى سأحتاجهم . "

قال مُعاتباً :
" أذن خذيهم ليرتاح بالى على الأقل . "

لمّا رأى ترددى ورفضى للأمر قال :
" أنتِ زوجتى أروى وواجب علىّ أن أعيلكِ . "

نظرت إلى رزمة الأوراق المالية بيده وقلت :
" لكن هذا كثير جداً . "

ومددت يدى وتناولت ورقة واحدة منهم غير أنه أمسك بيدى وأجبرنى على تناول الأوراق كاملة ثم قال :
" الأن سيرتاح بالى قليلاً... "

وابتسم شبه ابتسامة ثم تابع :
" حتى تعودين ويرتاح بالى كلياً . "

نظرت إليه فى خجل وقلت :
" شكراً لك . "

أطال النظر إلىّ ولم يبد لى عازماً على الأنصراف....
قال :
" أتصلى بى يومياً لأطمئن عليكِ . "

وأضاف :
" معكِ هاتفكِ أليس كذلك ؟ "

أطرقت برأسى أرضاً لكى لا يرى الحقيقة جالية بوجهى وأنا أقول :
" أظننى نسيته بالمنزل . "

غير أننى فى الحقيقة تركته عمداً هو وكل شئ أشتراه مُعاذ لى بعد زواجنا !
رأيته يخرج هاتفه من جيب سترته ويناولنى أياه قائلا ً:
" أذن خذى هذا وأتصلى بى على هاتفكِ . "

وأضاف :
" وأنا سأتدبر أمرى حتى تعودى . "

تناولت منه الهاتف وشكرته ؛ ولأنه لم يبد لى عازماً على الانصراف فقد قررت أن أبادر أنا بالانصراف فودعته ووليته ظهرى وابتعدت عنه بخطوات واسعة وسريعة...
كنتُ واثقة أنه الأن يشيعنى بنظراته وينتظر أن أغيب عن بصره لكى ينصرف...
روادتنى فى تلك اللحظة رغبة عارمة فى إلقاء نظرة أخيرة عليه... غير أننى لم ألبث أن كبتُ رغبتى تلك وواصلت طريقى إلى المنزل ثم أختفيتُ بداخله !



~ ~ ~ ~ ~ ~



أدركنى الشعور بالندم بمجرد إختفاءها عن بصرى...
كيف طاوعنى قلبى على موافقتها على هذا الأمر ؟ وكيف سأتحمل أن تمضى عدة أيام دون أن أراها ؟
راودتنى فى تلك اللحظة رغبة قوية بالذهاب إلى منزل والديها وأصطحابها معى إلى منزلى... بل و إرغامها على هذا لو لزم الأمر... غير أننى كبتُ رغبتى تلك وتوجهت إلى سيارتى وقدتها متوجهاً إلى عملى...
لقد وعدتنى بأن تتصل بى كل يوم لتطمئننى على حالها... وهذا الأمر أراحنى قليلاً...
ليت الأيام تمر بسرعة لتعود أروى إلى منزلى مجدداً !
بل ليتنى ما وافقت على تركها !
لكن... كان هذا هو الحل الوحيد ؛ فأروى تبدو حزينة للغاية ، خاصة بعد الموقف الأخير...
إنها كعادتها تسئ الظن بى... وأنا واثق أنها بررت فعلتى هذه على أنه تملكاً ليس إلا...
ليتكِ تدخلين إلى قلبى يا أروى لتعرفين ما به !
رُبما كان هذا ليرضى غروركِ قليلاً ويريحنى من مشاعركِ المُتقلبة هذه !
حينما وصلتُ إلى مكتبى تلقيتُ أتصالاً من المحامى يخبرنى فيه بأن القضية تم قبولها لدى المحكمة التركية وبأنه جارى النظر فى الأمر ، وقريباً جداً سنلتقى استدعاء منهم لكى نأتى لحضور الجلسة...
شئ ساهم فى رفع نفسيتى المُتدهورة قليلاً ، وأراح قلبى إلى حد ما...
فقلبى لن يهدأ كلياً حتى تعود أروى إلى منزل مجدداً !
آه يا أروى... ماذا فعلتِ بى فى تلك الفترة القصيرة ؟!
لقد صرتِ كما لو كنتِ جزءاً لا يتجزء منى... ولا أتحمل أبتعادكِ عنى للحظات قليلة...
ليتكِ تغيرين رأيك وتعودين الأن !
بل ليتكِ تشعرين بى وبالنيران المُتأججة بصدرى وقلبى !



~ ~ ~ ~ ~ ~


~... تتبـ ... { أنتِ ملكى وحدى } ... ـع ...~

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 04:03 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

15
~ مرارة الشك ~




كانت الساعة تناهز العاشرة مساءً حينما عدتُ إلى المنزل بعد يوم ٍ طويل وحافل بالعمل...
فى طريقى إلى الجناح قابلتنى سالى وبادرتنى بالسؤال عن أروى ، فأخبرتها بأنها ستقضى عدّة أيام لدى والديها...
رغم أننى لمحت فى عينيها تساؤلات عديدة غير انها لم تطرح علىّ أى سؤال وأكتفت بالسؤال عن موعد عودتها فحسب... وكانت أجابتى هى " لا علم لى " .
دلفت أخيراً إلى الجناح وتوجهت إلى غرفتى فى أخر الجناح... آه كم أشعر بالرغبة فى النوم !
مررت فى طريقى بغرفة أروى فتوقفت أمام بابها المُغلق لفترة ما...
كان الصمت والهدوء يسودا الأجواء حتى أنه يخيل إلىّ أن لا أحداً يقطن هذا القصر رغم كونه يعج بالخدم !
ترددتُ قليلاً قبل أن أمد يدى إلى مقبض الباب وأديره...
الأن ستظهر أروى من خلفه فى ردائها الواسع وحجابها الساتر....
أو رُبما كانت نائمة على المقعد كما رأيتها بالأمس...
ولدى تذكرى لهذا قفز إلى رأسى ألف سؤال وسؤال... ترى ما الذى يدعوها إلى النوم على المقعد فى هذا الوضع الغير مريح ؟
ولماذا كنت متشبثه بالهاتف هكذا ؟
تُرى إلى من كانت تتحدث قبل نومها ؟ أم أنها كانت تنتظر أتصال من شخص ما ؟!
حقيقة لا أدرى... ولا أجد فى نفسى الجرأة للسؤال عن هذا... فأروى تعتبرنى شخصاً غريباً عنها... وتضع ألف حاجز وحاجز بيننا...
والحقيقة أننى مللت هذا الوضع... إنها زوجتى رغم كل شئ... زوجتى أمام الله والجميع... ولن أقبل بأن تظل علاقتى بها سطحية هكذا...
لن أقبل أن أكون مجرد زوج فى البطاقة العائلية... لكن.... ألم يكن هذا أتفاقنا من البداية ؟
دفعت باب الغرفة لينفتح وتقدمت عدة خطوات إلى الداخل...
وقع بصرى مباشرة على خزانة الثياب المفتوحة وغرفتها الخالية فشعرتُ بألم حاد بقلبى...
ماذا دهانى ؟ أكنت أتوقع أن أجدها بالفعل ؟
ألم أسمح لها بنفسى أن تقضى عدة أيام لدى والديها ؟
آه... كم أنا نادم ! ليتنى أذهب إليها الأن وأرجوها أن تعود لى ؛ فما عدت أقدر على الحياة بدونها ولو للحظة واحدة...
تقدمت عدة خطوات بداخل الغرفة...
كان الصمت الموحش يغلف الغرفة بغلاف سميك ، والذكريات تعبق المكان برائحتها النفاذة...
وقع بصرى أثناء تقدمى على بعض الثياب التى اشتريتها لها من باريس ملقاه على السرير بلا أهتمام...
تقدمت من السرير بضع خطوات وجلست على طرفه...
تحسست ثيابها بيدى وأغلقت عينى فتراءت لى صورتها أمامى...
آه يا أروى ! كم أنا مشتاق إليكِ !
تُــرى هل أشتاقت إلىّ ؟!
أمسكت بإحدى ثيابها وضممته إلى صدرى بقوة فتسلل إلى أنفى رائحة عطرها الهادئ الرقيق...
حركت يدى على الثوب كما لو كنت أمسح على شعرها ، فتدفقت الذكرى إلى رأسى...
تذكرتها وأنا أضمها إلى صدرى... كم كانت ترتجف بين زراعى كقطة مذعورة !
وكم كانت رائحتها جميلة وعطرة ! أظنها كانت تضع نفس العطر الذى لازال عالقاً بثيابها...
أخذتنى الذكرى إلى اللحظة التى راحت تبكى فيها... فشعرت بغصة مؤلمة بحلقى !
تذكرت رغبتى وقتها فى أن أجفف هذه الدموع بيدى... أن أربت على ظهرها وأهدأ من حالها... أن أعود لأضمها إلى صدرى مجدداً... غير أننى لم أملك سوى الأنسحاب...
أكثر ما ألمنى لحظة بكاءها هو أننى شعرت بمدى كرهها لى...
أو رُبما تذكرت خطيبها السابق الذى لم أتركهما يهنئا ببعضهما...
أبعدت ثيابها وأعدتها إلى مكانها على السرير ، وجلست فى مكانى للحظة فراحت الهواجس والطنون تعصف بى كما تعصف الرياح بأوراق الشجر !
وبينما كنتُ أدور بعينىّ فى أرجاء الغرفة وقع بصرى على هاتفها المحمول والذى كان يستقر فوق طاولة الزينة بهدوء !
نهضتُ من مكانى وتقدمت منه عدة خطوات ثم مددتُ يدى لألتقطه غير أن يدى توقفت قبل أن تصل إليه وأنحرفت عنه قليلاً لتلتقط تلك العلبة الصغيرة بجانبه...
رفعت العلبة قليلاً لأتأملها عن كثب قبل أن أفتحها ليلتمع أمام عينىّ ذلك الخاتم الذهبى المرصع بالألماس...
أخرجتُ الخاتم من العلبه ورحتُ أتأمله قليلاً... كم هو رائع وباهظ الثمن !
لقد قدمته لأروى بعد مرور أسبوع على زواجنا...
لكن... أتكون أروى قد غفلت عنه ونسيته ؟ أم تكون تركته عمداً مع تلك الثياب ؟
ألهذه الدرجة لم تكن تريد أن تحمل معها أى شئ يمكن أن يذكرها بى ؟
أعدت الخاتم إلى العلبة ووضعته بمكانه على الطاولة ثم مددت يدى لألتقط الهاتف وأبحث فى قائمة الأتصالات عن مكالمة منها... لقد وعدتنى بالأتصال بى كل يوم لتطمئننى عليها ، غير أننى لم أعثر على أى أتصال منها !
فقط وجدتُ رقماً مجهولاً أتصل بها عدة مرات... ترى من يكون المُتصل ؟؟!
أيكون خطيبها السابق ؟
أمن الممكن أن تكون أروى قد عادت لتحادثه مجدداً ؟
تراءت لى بعض الصور والمشاهد المُتتالية أمام عينى كما لو كانت شريط سينمائى...
تراءت لى صورتها وهى نائمة ومتشبثة بالهاتف... ثم بكاءها حين ضممتها إلى صدرتها... إصرارها على قضاء بعض الأيام لدى والديها... المكالمات الواردة التى وجدتها بهاتفها... كرهها لى وابتعادها عنى !
رباه ! هذا الخاطر يضع فى رأسى إجابات لكل الأسئلة التى تروادنى !



~~~~~~~~~~~~~



ألقيتُ جسدى المُنهك أخيراً على سريرى المُتحجر... شعرت ببعض الألم فى عامودى الفقرى غير أنى كنت أشعر بالسعادة والراحة لتواجدى فى منزلى أخيراً... حيث عائلتى التى تحبنى وأحبها !
كم أشعر بالرغبة فى النوم ! فأنا لم أذق للنوم طعماً بالأمس... هذا غير أننى منذ زواجى من مُعاذ وأنا لا استطيع النوم بعمق ؛ فالأفكار عادة ترهق تفكيرى وتنفض النوم عن عينىّ ؛ فأسبح فى بحر لا نهائى من الأفكار حتى بزوغ الفجر فتغفل عينىّ لبعض الوقت ، ثم استيقظ مع نسمات الصباح الأولى...
لدى تذكرى لهذا مرت أمامى عينىّ بعض المشاهد والصور ، غير أننى أزحتها جانباً بسرعة قبل أن تستطيع السيطرة على أفكارى ؛ فلست أريد اليوم مزيداً من الأحزان... يكفينى كل ما لاقيته حتى الأن !
تقلبت فى الفراش هرباً من الأفكار فوقع بصرى مباشرة على هاتف مُعاذ الموضوع فوق المنضدة الصغيرة بجانب السرير...
تذكرت وصياه لى ووعدى له بالأتصال به كل يوم... لكن لا أظنه ينتظر منى أتصالاً اليوم...
أم تظنون أنه ينتظرنى الأن ؟
على أى حال أنا لا أنوى الأتصال به...
تقلبتُ على الفراش وحاولت أن أنسى الأمر برمته غير أننى لم استطع ولم تكد تمضى عدة دقائق حتى كنت أتقلب ثانية وأمد يدى لألتقط الهاتف...
هل تظنون أنه بأمكانى أن أنام قبل أن استمع إلى صوته وأطمئن عليه ؟
ترى كيف حاله الأن ؟
تراءت لى صورته الأخيرة قبل أن أدلف إلى منزل والداى فشعرت بقبضة مؤلمة بقلبى...
تذكرت نظراته لى... عيناه الغارقتان فى الحزن...
شئ ما فى تلك العينان يحيرنى ويثير فى نفسى تساؤلات عديدة...
لماذا تلك النظرة التى كان يرمقنى بها ؟ لماذا كانت نظراته مختلطة بالحزن ؟
ولماذا شعرت أن ثمة مشاعر شتى فى نظراته لى ؟
لماذا يا مُعاذ ؟ لماذا ؟
أتظنون أنه يكترث لأبتعادى عنه لبعض الوقت ؟
أتظنون أنه قد يشتاق إلىّ ؟
مهما كانت الأجابة على سؤالى ؛ فإن الحقيقة التى أنا واثقة منها الأن هى أننى أشتقتُ إليه !
وثمة حقيقة أخرى وهى أننى لن استطيع قبل أن استمع إلى صوته...
حسمتُ أمرى وتغلبتُ على ترددى وطلبت رقم هاتفى وأتانى صوت رنينه... وما هى غير لحظات إلا وكان مُعاذ يجيب الأتصال...
" مرحباً أروى . "

لدى سماعى لصوته شعرت بالأرتباك كأننى فتاة مُراهقة تستمع إلى صوت حبيبها لأول مرّة على الهاتف ، وتتحدث إليه خلسة !
حاولت أن أتغلب على أرتباكى وقلت بصوت مُرتعش :
" مرحباً... كيف حالك ؟ "

ولم أجرؤ على نطق أسمه !

" أنا بخير... كيف حالكِ أنتِ ؟ أأمل أنتى تكونى بخير ، وأن تكون نفسيتكِ قد أرتاحت قليلاً . "

قلت :
" نعم... بالفعل أشعر أننى أفضل . "

قال مباشرة :
" عظيم... أظنكِ تنوين العودة إلى منزلكِ قريباً . "

انتبهتُ حينئذ فقط إلى طريقة الجافة ،، وزادنى هذا حيرة وعجباً !

" قلت أنك لا تمانع لو قضيت عدة أيام و.................... "

أتانى صوته مُقاطعاً :
" لكنكِ قلتِ أنكِ صرتِ أفضل أروى ولا أجد داعياً لأن تظلى هناك أكثر من هذا . "

وأضاف حاسماً الأمر :
" غداً مساء سأتى لأصطحابكِ أروى... "

أعترضت : " لكن............. "

غير أنه قاطعنى ثانية وقال :
" أرجو أن تكونى جاهزة فى تمام الساعة التاسعة... سأصطحبكِ أثناء عودتى من العمل... أرجو ألا تجعلينى أقضى وقتاً طويلاً بمنزلكِ . "

شعرت بالأهانة لكلماته فقلت مُنفعلة :
" نعم نعم... لست فى حاجه لأن تذكرنى بأن منزلنا لا يليق بصاحب السمو . "

ظل مُعاذ صامتاً لبعض الوقت وبدا أن جُملتى قد أثارت غضبه ، غير أنه صوته أتانى أخيراً وهو يجاهد للسيطرة على غضبة :
" لا تحاولى إثارة غضبى يا أروى . "

وأضاف :
" رجاءً لا تذهبى إلى أى مكان أو تتحدثى إلى أى شخص حتى أصل إليكِ غداً . "

قلت وقد أثارتنى جُملته :
" ولمن تظننى سأتحدث أو أذهب ؟ "

قال بحدة مُفاجئة :
" أى شخص أروى ؟ لا أريدكِ أن تذهبى إلى أى مكان حتى لو كان برفقة أباكِ أو أمكِ... كلامى مفهوم وواضح يا أروى . "

قلت بغضب :
" من تظن نفسك لتلقى علىّ أوامرك هكذا ؟ "

قال بأنفعال :
" أنا زوجكِ يا أروى... ولستُ فى حاجه لأن أذكركِ بهذا الأمر كل يوم . "

وأضاف :
" خلاصة الكلام سأمر عليكِ غداً... إلى اللقاء . "

هممت بقول شيئاً ما غير أنه أغلق الخط وأنهى الأتصال قبل حتى أن تنفرج شفتاى !
شعرتُ بنوبة غضب شديدة تجتاحنى... وددتُ لو أتصل به ثانية وأصب عليه جام غضبى ، غير أننى جاهدتُ لتمالك أعصابى والسيطرة على غضبى...
لماذا هذا التحوّل الغريب فى شخصيته ؟
لماذا كلما أشعر بقربه منى يبعدنى عنه بهذه الطريقه ؟ لماذا ؟



~~~~~~~~~~~~~~

تتبـــــ ؛*؛ ( أنتِ ملكى وحدى ) ؛*؛ ــــع


 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 04:07 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 








16
~ أنتِ ملكى أنا وحدى ~



لم تمضى ليلتى بسلام...
طوال الليل والشكوك ترافقنى وتأبى أن تفارقنى ،، وما هى إلا ساعات قليلة ومُتقطعة تلك التى أغمضت عينىّ فيها واستسلمتُ للنوم...
وليتنى ما فعلت فقد تزاحمت الكوابيس إلى رأسى وزادت من جحيم أفكارى...
تـُرى هل يمكن أن تكون أروى تخوننى بالفعل ؟!
حاولت أن أنفض الأفكار السوداء عن رأسى وتوجهت إلى عملى فى الصباح ؛؛ كنت أشعر برغبة شديدة فى النوم غير أننى كنتُ واثقاً من أن النوم لن يعرف طريقة إلى مُقلتاى حتى تعود أروى إلى منزلى مجدداً...
ألقيتُ التحية على سكرتيرتى قبل أن أتوجه إلى الغرفة ، غير أنها بدت لى مُرتبكة لدرجة أنها لم تجب تحيتى وأخبرتنى بأن ثمة فتاة ما تنتظرنى بالداخل !
تعجبتُ كثيراً وقلت :
" وكيف سمحتِ لها بالدخول ؟ "

قالت مُتلعثمة :
" إنها لم تستمع إلىّ... رفضت التفاهم معى... وقالت أنها زوجتكَ . "

أزدادت حيرتى حتى بلغت ذروتها ورددت فى دهشة :
" أروى بالداخل ؟! "

ولم انتظر حتى لأستمع إلى جوابها فقد توجهت مباشرة إلى الغرفة وما كدت ألجها حتى توقفت بمكانى فى دهشة !
" تولان ! "

نطقتُ اسمها فى دهشة كبيرة وأنا لا أكاد أصدق عينىّ من هول المُفاجأة...
كانت تجلس على مقعد وثير واضعه إحدى ساقيها فوق الأخرى وفى إحدى يديها سيجارة مُشتعلة ، وما أن رأتنى حتى سارعت بأطفاء السيجارة ثم هرعت إلىّ فاتحة زراعيها لتضمنى قائلة :
" حبيبى... "

غير إننى تراجعت رافضاً مجرد الاقتراب منها وقلت ببرود :
" ما الذى أتى بكِ إلى هنا ؟ "

رفعت حاجبيها بدهشة وقالت :
" ألن تصافحنى أولاً ؟ "

قلت بنفاذ صبر :
" ماذا تفعلين هنا تولان ؟ "

هزت كتفيها ودفعت شعرها الأشقر الطويل إلى الخلف ثم قالت :
" أتيتُ لأتحدث إليك حول حضانة أحمد و......... "

قاطعتها قائلاً فى حسم :
" لا داعى لذلك ؛ فأنا لست عازماً على التنازل عن القضية مهما حدث... "

أطلقت تولان ضحكة قصيرة وقالت :
" لست هنا لأطلب منك التنازل... "

وأضافت ببساطة :
" إذا كنت تريد أحمد فهو لكَ . "

نظرت إليها فى دهشة كبيرة وقد أدهشنى أن تتخلى عن أبنها بمثل هذه البساطة... أردت النظر فى عينيها غير أنها ولتنى ظهرها ثم توجهت ببطئ إلى حيث كانت تجلس وعادت لتجلس واضعه إحدى ساقيها فوق الأخرى...
أنتظرتُ أن تخبرنى بالغرض من زيارتها غير أنها لم تبد عازمه على هذا...
قلت :
" أذن لماذا أتيتِ ؟ "

أطلقت تنهيدة قصيرة ونهضت من مكانها ببطئ ثم توقف أمامى ونظرت إلى عينى مباشرة ثم قالت :
" هل ستصدقنى لو قلت لك أننى أشتقتُ إليكَ ؟ "

قلت مباشرة :
" طبعاً لا... وأنصحكِ بعدم جدوى هذا . "

وأضفت بحدة :
" إذا كنت بالفعل عازمه على التخلى عن حضانة أحمد فسأكون شاكراً لك . "

قالت بهدوء :
" حسناً... غداً صباحاً سيكون أحمد فى منزلك... أرجو أن تبلغ زوجتكَ بهذا حتى لا تتفاجئ . "

أنهيتُ عملى فى العاشرة مساءً ثم توجهت إلى منزل والد أروى...
تلقيتُ أتصالاً منها بينما كنتُ فى الطريق... وكانت تخبرنى بأنها فى انتظارى !
ما أن وصلت إلى منزلها حتى استقبلنى والدها استقبالاً لم يرق لى مُطلقاً... أعتقد أنه بدوره متحاملاً علىّ ظناً منه أننى انتهزت الفرصة لأتزوج من أبنته...
غير أن أمها كانت لها نظرة مُختلفة بى...
قالت لى :
" تفضل بنى... لقد أعددت لك طعام العشاء... "

شعرت بحرج شديد منها فقلت :
" شكراً لكِ أماه... لا أظننى لدى رغبة فى تناول أى شئ... لقد أتيت فقط لكى أصطحب أروى معى . "

غير أنها قالت بأصرار :
" لن أتقبل أى عذر... "

نظرت إلى أروى أنشد دعمها غير أنها قالت :
" لقد أعدت أمى طعاماً خصيصاً من أجلكَ ."

وأمام إصرارهما لم أجد مفراً... وما هى إلا دقائق وكنا نلتف حول طاولة الطعام الصغيرة...
وفى الحقيقة كان الطعام شهياً ولذيذاً... وأكتشفت أن حماتى طاهية ممتازة...
أظننى بدأت ألف هذه العائلة الصغيرة وأحبها !
أروى كانت تجلس بجانبى أثناء تناولنا للطعام وتملأ أطباقى بالطعام... ومن حين لأخر تتبادل معى الحديث ومع أفراد أسرتها...
أشقاء أروى وشقيقاتها كانوا أطفالاً صغار... وكانت هى أكبرهم سناً... وكانت تتعامل معهم برقة وحب شديدين... وتساعد أصغرهم وكان صبى فى تناول طعامه...
أظن أن أروى ستكون أماً عطوفاً... وأظنها ستحب أبنى كثيراً...
بعد إنتهاءنا من تناول الطعام شكرت والدة أروى كثيراً على الطعام الرائع ثم اصطحبتُ أروى وتوجهنا إلى منزلى...
أثناء توجهنا إلى المنزل كانت أروى صامته طوال الوقت...
أردت أن أخفف من توتر الجو وأن أقول أى شئ غير أن لسانى كان مربوطاً ولم أجرؤ على التحدث إليها !
حينما وصلنا إلى المنزل توجهت أروى مباشرة إلى الجناح فتبعتها... كنت أريد أن أخبرها بما قالته لى تولان حول بقاء أحمد هنا...
أنتظرت حتى دلفنا إلى الجناح وأغلقت بابه ثم توجهت إلى الردهة... وكانت أروى حينئذ تهم بالدخول إلى غرفتها...
استوقفتها بسرعة قائلاً :
" أروى . "

توقفت أروى بمكانها دون أن تنظر إلىّ... توجهتُ إليها بضع خطوات وقلت :
" أريد أن أتحدث معكِ قليلاً . "

غير أنها قالت بدون أن تلتفت إلىّ :
" أنا متعبة وسأخلد إلى النوم . "

قلت :
" أنا لن أخذ من وقتكِ الكثير... "

ألتفتت أروى قليلاً لتنظر إلىّ فقلت :
" هناك أموراً يجب علينا مناقشتها . "

فاجأتنى أروى حين قالت مُنفعلة :
" لم أذهب إلى أى مكان منذ أوّل أمس... هل يريحك أن تسمع هذا ؟ هل يضع حداً للشكوك والهواجس التى تملأ رأسك ؟ "

قلت :
" جميل منكِ أن تطوعتِ بأخبارى... لكن ليس هذا ما أردت أن أتحدث معكِ بشأنه . "

قالت أروى :
" أسفه... لا أظن أن بيننا أى شئ يمكن أن نتحدث عنه أكثر من هذا . "

أصابتنى كلماتها وطريقتها بالحنق فصحتُ بها :
" أروى كفـــى... "

أنتفض جسدها الضئيل بذعر ونظرت إلىّ بدهشة كبيرة تمتزج بالخوف...
شعرت بالندم على ثورتى تلك... قلت بصوت هادئ نسبياً :
" تعالى أروى . "

وأمسكت بيدها لأحثها على التوجه معى إلى الردهة لنجلس...
قالت أروى ما أن جلسنا :
" أخبرنى ماذا لديك ؟ "

أخذتُ نفساً عميقاً ثم قلت :
" ثمة أمراً يهمكِ أن تعرفيه . "

نظرت إلىّ أروى بأهتمام شديد وتساؤل فتابعت :
" لقد حضرت تولان إلى مصر اليوم و........... "

عقدت أروى حاجبيها وقالت :
" زوجتك السابقة ؟ "

قلت :
" نعم... وقد أخبرتنى بأنها مستعدة للتخلى عن أحمد دون الحاجة إلى القضية . "

تعجبت أروى كثيراً وقالت :
" بهذه البساطة ؟! "

قلت :
" هذا ما حدث... "

ران الصمت علينا لبرهة قبل أن تقطعه أروى قائله :
" لماذا لا تبد لى سعيداً بهذا ؟ "

قلت :
" بل أنا سعيداً بالفعل... لكن.... "

كنت أريد أن أخبرها بأننى متوتر قليلاً وقلقاً من رد فعلها حيال هذا الأمر... غير أن الكلمات انحبست فى حقلى ولم تخرج من بين شفتى !
أتانى صوت أروى تقول :
" نعم فهمت . "

نظرت إليها فى حيرة وأنا أتسأل عما يمكن أن يكون خطر ببالها غير أنها قالت مجيبه تساؤلاتى :
" على أى حال كان أتفاقنا من البداية أن تحصل على أبنك... وها قد حصلت عليه... "

وأضافت بنبرة يغلب عليها الأسى :
" بأمكانك أن تفك رباطنا وقتما تشاء . "

~ ~ ~ ~


شعرت بالأهانة لكلماته وبجرحٍ عميق وغائراً بقلبى...
لقد أنتهت حاجته إلىّ... ولم يعد لوجودى بمنزله أى داعى...
كنت أعرف أن هذا كان أتفاقنا من البداية غير أننى لم أتوقع أن يصيبنى كل هذا الأسى لعزمه على التخلى عنى...
قاومت العبرات المختنقة بعينىّ وأردت الانسحاب بهدوء إلى غرفتى بعدما أخبرته بأن يفك رباطنا وقتما يشاء... غير أنه أمسك بيدى بقوة وأعترض طريقى هاتفاً :
" بالله عليكِ أروى ما الذى أوحى لكِ أننى عازماً على تركك ِ ؟ "

نظرت إليه فى حيرة شديدة... وقلت :
" كان هذا أتفاقنا.. ألم يكن كذلك ؟ "

فوجئتُ به يقول مُنفعلاً :
" فليذهب هذا الأتفاق إلى الجحيم... "

وأضاف :
" أنتِ زوجتى ولن أتخلى عنكِ مهما حدث . "

شعرتُ بدقات قلبى تتسارع وتكاد تسبق بعضها البعض من سرعتها ،، نظرت إليه ولم أره من غزارة العبرات المُختنقة بعينىّ...
رأيته يجذبنى إليه ويضمنى...
شعرت بعجزٍ شديد وبقواى تنهار دفعة واحدة...
سمعته يغمغم :
" أيتها الغبية... أنتِ ملكى وحدى ولن أترككِ لغيرى أبداً . "

وكما لو كان قذفنى من أرتفاع شاهق إلى أرضٍ صلبة مُتحجرة !
شعرت بأننى أتحطم وأتحول إلى فتات صغيرة مع كلماته...
أنتِ ملكى وحدى ،، جُملة لو سمعتها من أى شخص أخر فى الدنيا لكنت أسعد الناس بها... غير أن سماعها منه هو كانت فى نظرى تأكيداً لملكيته لى وليس أكثر...
كأنما يريد تذكيرى بأنه أشترانى بماله... كأى قطعة أثاث بمنزله !
ابتعدتُ عنه فجأة فوجدته يحملق بى فى دهشة كبيرة وتساؤل... لم استطع مقاومة العبرات وشعرت بها تنساب على وجنتىّ بغزارة...
ابتعدت عنه وسارعت بالدخول إلى غرفتى... ومن شدّة تفاجئه برد فعلى لم يعترض طريقى !
أغلقتُ باب الغرقة وأوصدته خلفى... وحينئذ فقط أطلقت العنان لكل ما أكبته بصدرى ينطلق على هيئة آهة طويلة تنفطر لها القلوب...
توجهت إلى السرير وألقيتُ جسدى عليه وأجهشتُ فى البكاء... ويبدو أن صوت نحيبى قد جذب مُعاذ فراح يطرق بابى عدة مرات غير أننى لم أجيبه...
سمعته يصيح بى فى ثورة عارمة :
" لماذا تفعلين بى وبنفسكِ هذا ؟ أنتِ زوجتى أروى شئتِ أم أبيتِ... وإذا كنتِ تظنين أننى سأترككِ لغيرى فأنتِ واهمة... "

سمعت خطواته وهو يتجه إلى غرفته ثم يصفع بابها خلفه بقوّة !
أمضيت ليلتى تلك أسيرة الأفكار والهواجس... ولم استطع النوم إلا ساعات قليلة بعد بزوغ الفجر...
استيقظتُ فى حوالى الثانية عشر ظهراً... ولعلمى أن مُعاذ يذهب إلى عمله باكراً فقد فتحت باب غرفتى وكدت أذهب إلى المطبخ لأعد لى فنجان قهوة ، غير أننى توقفت فى مُنتصف الطريق حينما فوجئت بمعاذ يغادر غرفته متوجهاً إلى الخارج...
حثثتُ الخطى مُبتعدة عنه ودلفت إلى المطبخ بسرعة قبل أن ألتقى به ، غير أنه لحق بى بالمطبخ !

" صباح الخير أروى . "

نظرت إلى ساعة الحائط والتى كانت تشير إلى الثانية عشر ظهراً وقلت :
" صباح الخير . "

قال مُعاذ مباشرة :
" ألم تستعدى بعد ؟ "

نظرت إليه بحيرة وقلت :
" لم استعد لأى شئ ؟! "

قال :
" أحمد سيحضر بعد قليل برفقة والدته . "

وليته ظهرى وبدأت فى إعداد القهوة ثم قلت ساخرة :
" وهل يجب علىّ أن أكون فى شرف استقبالهما ؟ "

قال متجاهلاً سخريتى :
" نعم... أرجو أن تعجلى فى أرتداء ثيابكِ أروى . "

ألتفت إليه فى حدة وكدت أعترض لولا أن نظراته أخرست لسانى !
قال :
" هيا أروى أرتدى ثيابك . "

قال مُعاذ جُملته وأتجه مغادراً الغرفة...
توجهت إلى غرفتى بدورى وأرتديت ثيابى على عجل ودون أهتمام ثم هبطت إلى الطابق الأرضى حيث غرفة الضيوف...
وما أن دلفت إلى الغرفة ووقعت أنظارى على الشقراء الجميلة التى كانت تجلس برفقة مُعاذ حتى شعرتُ بنيران متأججة بصدرى...
ابتسم مُعاذ لدى دخولى إلى الغرفة ونهض قائلاً :
" أقدم لكِ زوجتى أروى . "

توجهت إلى السيدة وصافحتها فبدت لى نظراتها تتفحصنى وتقيمنى !
قالت بلغة عربية ركيكة :
" مرحباً بكِ أروى . "

أنتبهت حينئذ إلى الصغير الذى كان يجلس بجانبها...
كانت أشقراً مثل والدته ، غير أن ملاحه كانت تشبه مُعاذ إلى حد كبير...
ألتفتُ إليه وصافحته قائله :
" مرحباً عزيزى . "

غير أن تولان قالت :
" إنه لا يفهم لغتكِ... لم أعلمه بعد العربية . "

لكن مُعاذ سرعان ما قال :
" سأجعله يتعلمها فى غضون أشهر قليلة... "

أتخذنا جميعاً مقاعدنا وراحت تولان تتبادل الحديث مع مُعاذ حول أمور الصغير وتوصينى به...
فى هذه اللحظة دلفت إحدى الخادمات تخبرنا بأن غرفة أحمد قد صارت جاهزة لاستقباله وأنها قد وضعت ثيابه فى خزانة الثياب...
حينئذٍ ألتفت تولان إلىّ قائلة :
" ها قد جاء وقت قيلولة أحمد... هل لا ذهبتى به إلى غرفته يا أروى ؟ "

رغم أننى شعرت بأنها ترسلنى بعيداً لكى يتسنى لها الأنفراد بحديثها مع مُعاذ... غير أن نظرة الرجاء التى بعينىّ مُعاذ كانت كفيله بأن تجعلنى ألبى طلبها بهدوء...
أمسكت بالصغير وقدته إلى غرفته التى أعدها مُعاذ من أجله والتى كانت بالقرب من جناحنا...
رأيت إحدى الخادمات تغادر الغرفة حامل حقيبة ثقيلة معها...
سألتها فى دهشة :
" ألم تضعوا ثيابه بعد فى الخزانة ؟ "

قالت :
" بلى فعلنا . "

سألتها فى حيرة :
" أذن ما هذه الحقيبة ؟ "

قالت الخادمة :
" إنها ثياب السيدة تولان ؛ فهى ستقضى لدينا عدة أيام . " !

~ ~ ~ ~ ~

تتبـــع

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي الاعضاء, ام ساجد, انت ملكي وحدي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية