كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
فى هذا الصباح الجميل.. وفى هذا الطقس الدافئ من فصل الربيع تألقت زهور الياسمين والفل تحت أشعة الشمس وفاح أريجها العطر ليملأ الأجواء.. وراحت العصافير تطير فى الهواء وتتنقل من غصن إلى أخر فى سعادة وبهجة لتطربنا بصوتها الجميل..
ومثل هذا الطقس لا استطع مقاومته عادة ؛ لذا فقد جلست فى حديقة منزلي مُريحاً ظهري على ذلك المقعد القماشي المريح وأسندت رأسى إلى زراعي المعقودين خلفها ثم أغمضت عينىّ عن كل شئ وأطلقت عنان أفكاري..
بالأمس فقط ودعت الماضي التعس والألم والعذاب.. من اليوم فصاعدا سأكون شخصاً أخر مختلف عن معاذ الذى تعرفتم عليه قبل ذلك..
من اليوم سأجبر أى ذكري حزينة على مغادرة رأسي والتحكم فى مسار حياتي والوقوف حيال سعادتي.. من اليوم سأصير سعيداً.. ومن اليوم لا تولان ولا ميار.. فقط ستنحصر كل حياتي فى فتاة واحدة.. هى فى نظرى أجمل وأرق فتاة فى العالم.. وهى وحدها تكفيني..
تعرفون من أقصد أليس كذلك ؟
أجل.. حبيبتــى أروى.. الفتاة الوحيدة التى أحببتها وسأظل أحبها طالما بي عرق ينبض بالحياة..
ابتسمت بسعادة لدى تذكري أياها وفتحت عينىّ لأراها تغادر المنزل حاملة مع صينية تحوى طعاماً وتتجه بها نحوى..
نهضت على الفور من مكاني وسارعت بتناول الصينية منها ، ووضعتها على الطاولة أمامي ثم نظرت إلى الأصناف العديدة التى تزخر بها وقلت :
" هل أعددتِ كل هذا بنفسكِ ؟ "
قالت باسمة :
" أجل.. أعددت كل شئ بنفسي.. لأثبت لكَ أننى سيدة منزل رائعة.."
وأضافت مازحة :
" ولو أنك تركت خادم واحد بالمنزل لكان الأمر أسهل علىّ كثيراً.. "
قلت :
" لا أريد لأحد بأن يشاركني فى زوجتي الجميلة.. إننى لم أكد أصدق أنها سامحتني أخيراً وعادت إلىّ.."
ابتسمت وتوردت وجنتاها خجلاً ، وهبت نسمة هواء حركت خصلات شعرها الطويل فبدت كلوحة رائعة..
دققت النظر إليها وابتسمت بدوري.. أهذه الفتاة الجميلة التى تجلس أمامي هى زوجتي ؟
كم أنا شخص محظوظ !
لقد لعبت الأقدار دورها معي.. وألقت بي يميناً ويساراً وأسفل وأعلى حتى كدت أفقد الأمل فى الحصول على أكثر ما تمنيته فى هذه الحياة.. على زوجة محبة ومخلصة ومتسامحة.. وها قد حصلت على أكثر مما تمنيت.. الحمد لله..
تناولنا فطورنا الذى أعدته أروى.. وكان الطعام لذيذاً للغاية..
وحينما انتهينا من تناول الطعام حثثت أروى على التحضر لنزهة طويلة.. وفى الواقع كانت مجرد خدعة لكى تأتي معي.. وما كدنا نستقل السيارة حتى ذهبت رأساً إلى المطار.. مما جعل أروى تتعجب كثيراً..
وقالت فى عجب :
" هل ستعود سالي اليوم من شهر العسل ؟ لقد سافرت بالأمس فقط !"
قلت :
" بل نحن من سيذهب إليها.. "
تفاجئت وقالت :
" كيف ؟! لسنا مستعدين للسفر وليس معنا ثياب.. أو حتى جوزات للسفر.. "
أخرجت من جيب سترتي جوزات السفر الخاصة بنا وقلت :
" ها هى الجوزات.. وكل ما نحتاج إليه من ثياب فى الحقيبة الخلفية.. "
اتسعت عينيها فى دهشة وهتفت باسمة :
" أيها الخبيث ! لقد أعددت لكل شئ.. "
وصمتت لبرهة ثم قالت بسعادة بالغة وحماس :
" سأذهب إلى باريس للمرة الثانية.. ما أجملها من مفاجأة ! "
ابتسمت وقلت :
" اليوم سيبدأ شهر عسلنا الحقيقى.. بل من اليوم فصاعدا ستكون كل أيامنا كذلك.. وسنمضى معاً عمرنا بأكمله لنتقاسم ونتشارك كل شئ.. ومعاً سنعثر على أبني ليربى وسط أبنائنا.."
وأمسكت بإحدي يديها وضممتها إلى صدري ثم تابعت :
" أعدكِ بأن حياتنا ستكون أجمل.. وبأن الأيام التالية ستكون زاخرة بالأحداث السعيدة.. سأعوضكِ عن كل ما سبق وعن كل الأحزان التى مررنا بها.. وطالما بصدري نفس يدخل ويخرج سأعمل على راحتكِ وسعادتكِ.. وطالما قلبي يخفق بالحياة سأظل أحبكِ.. وستظلين أنتِ ملكي وحدي.. وأنا ملككِ وحدكِ.. وإلى الأبد.. "
~ ~ ~ ~ ~
تمــــــــــــت
،
،
وأخيراً خلصنا من أنتِ ملكي وحدي
يااارب النهاية تكون عجبتكم
,,,,,,,
تمّت
لـ الكاتبه :: أم سآجد ,
|