لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-12, 06:13 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







32


اليوم سأجتمع لأول مرة مع شريكي الذى لم أعرف اسمه حتى الأن..
كم أنا متشوق للقاء ذلك الشخص الذى أنقذني من الأفلاس..! إنني مدين له بالكثير ؛ فهو لم يقتنص الفرصة ليعلن رغبته فى شراء نصف الأسهم بثمن بخس.. بل على العكس كان عادلاً ونبيلاً إلى أقصى حد..
استعديت للقاءه وذهبت باكراً إلى الشركة واتخذت مكاني بقاعة الاجتماعات مُنتظراً قدومه..
وطال انتظاري دون جدوى..!
وأخيراً حضر المحامي الخاص به ليعتذر لي ويخبرني بأنه لن يتمكن من الحضور اليوم لأصابته بوعكة صحية..
أصبتُ بخيبة أمل شديدة غير أننى لم ألبث أن تداركت شعوري هذا قبل أن يسيطر علىّ وقلت له :
" لا مشكلة.. أذن أبلغه سلامي وتمنياتي له بالشفاء العاجل.."

وكانت أجابته كالتالي :
" حسناً سأخبرها بذلكَ.."

شعرت بدهشة شديدة لما قاله.. ورددت خلفه :
" ستخبرها..! تقصد ستخبره..!"

غير أنه بدا لي مُرتبكاً بشدة وهو يقول :
" أجل أجل.. "

ولم أدرى سبب ارتباكه الشديد وتلعثمه.. غير أن هذا أثار فضولي مما جعلني أصرُ على معرفة اسم ذلك الشخص " شريكي "..
واستعنتُ بصديق ما لي ليساعدني على معرفة اسم شريكي.. ولم يكن الأمر سهلاً غير أنني حصلت عليه بالفعل..
وكانت مفاجأة رهيبة بكل المقاييس ..!

~ ~ ~ ~


كنت عازمة على انتظار عودة معاذ إلى الغرفة لأطمئن منه على أحوال سالي غير أننى لم أكد أُبدل ملابسي واستلقي على الفراش حتى رحتُ فى نوم عميق لم أفق منه سوى فى اليوم التالي..
وكما هو معتاد انتظرت حتى انتهى معاذ من ارتداء ملابسه لنذهب معاً ، غير أننا لم نكن وحدنا هذا الصباح..
أحزروا من استيقظ باكراً هذا اليوم.. ولماذا..؟
أجل.. إنها سالي.. لقد قررت أن تبدأ فى العمل وتؤجل دراستها العليا لحين اشعار أخر..
هذا الخبر اسعدني كثيراً وأيقنتُ وقتها أنها قد وضعت قدميها على أول عتبات النسيان..
ولكن تُرى ستصل إلى مرأبها ذات يوم ؟ أم ستظل حائرة بين حبها المبتور ورغبتها فى النسيان ، ولن ترجح إحدى الكفتين أبداً ؟
كم أتمني أن اخط بقلمي نهاية هذا الحب فى نهاية تلك الرواية ..!
وأخيراً انتهي اليوم الدراسي وعدتُ إلى المنزل برفقة سالي.. أما معاذ فقد انصرف إلى حيث لا أعلم كما هو معتاد فى الأونة الأخيرة..
لم يكن لدي الوقت الشاغر لأفكر فى سبب خروج معاذ المتكرر.. أو سؤاله عن ذلك ، لكني أنوى معرفة ذلك فى المستقبل القريب.. أما اليوم فقد انشغلت كثيراً فى التحضير لحفلة عيد ميلاد معاذ.. وساعدتني سالي كثيراً فى هذا.. حتى أنه لم يعد يتبق سوى أن اشتري هديته.. وهذه الأخيرة أمرها بسيط كما تعلمون..!

فى اليوم التالي طلبت من معاذ ألا يأتي ليصطحبني فى ذلك اليوم وزعمت بأن إحدى المحاضرات قد ألغيت وأننى سأستقل سيارة أجرة وأعود وحدي..
وبعد جدال ما يقرب من الساعتين حول هذا الأمر وافق أخيراً على هذا..!
كنت أريد بالطبع أن أشتري له هديته وبالفعل اشريت قارورة عطر رائعة.. أجمل كثيراً من تلك القارورة التى حطمتها والتى كانت هدية من تولان..
برأيكم ،، هل ستعجبه هديتي ..؟!

كانت الساعة تناهز الثالثة عصراً ، وكان الطقس مشمساً والهواء دافئ ومنعش على عكس الأيام السابقة ، مما شجعني على الذهاب إلى شركة معاذ سيراً على الأقدام..
سأفاجئه بزيارة غير متوقعة ؛ فأنا لدي فضول لأن أراه أثناء عمله..!
حينما وصلت إلى الشركة رأيت سيارة محمود تقف أمام بابها.. بالتأكيد لقد أتى لزيارة معاذ.. أرجو ألا يفسد المفاجأة ويخبره بخططي للحفل..!
حثثتُ الخطا إلى غرفة معاذ.. كنت أريد أن أطمئن إلى أنه لم يعلم شئ عن الحفل.. إننى أعتزم أن يكون الحفل رائعاً ومفاجئ له.. إنه أول عيد ميلاد له منذ تزوجنا وأريد أن أجعله شيئاً مميزاً..
وبيني وبينكم أننى أعتزم اليوم أن أصارحه بمشاعري نحوه ؛ فلم أعد قادرة على أخفاء حبى له أكثر من هذا..!
لابد أن تنتهي تلك المسرحية السخيفة.. أريد أن أشعر أننى زوجته ولست تلك السلعة التى أشتراها بماله..

بينما كنت أنعطف إلى الرواق المؤدي لغرفة معاذ اصطدم جسدي بسيدة ما..
كنت أسير بخطوات مُسرعة فلم انتبه لها.. وبينما كنت أرفع بصري لأعتذر منها ، سمعتها تطلق ضحكة ساخرة ، وحينما رفعت رأسي لأنظر إلى صاحبتها أصابني شلل مؤقت من هول الصدمة.. ووقفت أحدق بها بعينين مفتوحتان على وسعهما..
كنت أقف وجهاً لوجه مع أخر أمرأة فى الكون أتمنى رؤيتها فى هذا الوقت بالذات.. ألا وهى تولان..!

~ ~ ~ ~


لم أصدق نفسي وأنا أقرأ اسم شريكتي بالشركة..
كان الأمر مفاجئاً ومُربكاً لي حتى أننى لم ألقِ نظرة على صديقي والذى ساعدني كثيراً فى معرفة اسم شريكي أو لنقل شريكتي والتى لم تكن سوى سالي..
سالي بهاء الدين.. شقيقة معاذ..!
أصابني الأمر بصدمة فى بادئ الأمر ، غير أن صدمتي لم تلبث أن تحولت إلى غضب هادر ، ولم استطع تمالك نفسي فمزقت الورقة التى تحمل اسمها وتركت صديقى مصدوماً واستقليتُ سيارتي مُسرعاً إلى منزل معاذ.. وهناك أخبروني أن سالي ذهبت إلى الشركة فاتجهت مباشرة إلى الشركة.. ولم أكد أصل إليها حتى ذهبت إلى غرفتها ودلفت إليها دون حتى أن أطرق بابها..
كنت فى حالة غضب شديدة لم استطع التحكم بها.. ولم اشعر من قبل بمثل هذا الغضب الشديد..
كانت سالي تجلس خلف مكتبها وبرفقتها السكرتيرة الخاصة بها وكانتا منهمكتان فى العمل ، غير أن دخولي المفاجئ واقتحامي للغرفة بهذا الشكل جعلهما تتوقفان وتلتفتان نحوى بحيرة وترقب..
قلت ثائراً وغير آبهاً بوجود تلك السكرتيرة :
" أريد أن أعرف ماذا يعنى ما فعلته هذا..؟"

نظرت إلىّ سالي مُرتبكة ، ثم وجهت نظراتها إلى السكرتيرة وقالت :
" هلا تركتِنا وحدنا الأن من فضلكِ..؟ "

ولم تلبث السكرتيرة أن غادرت الغرفة على عجل بينما كانت الحيرة تكاد تنبثق من عينينها ونظراتها..
قالت سالي بمجرد أن أغلقت الفتاة الباب خلفها :
" رجاء أهدأ قليلاً وأجلس لنستطيع التحدث.. "

غير أنني صحت بها :
" لن أهدأ ولن أجلس.. أريد أن أفهم حالاً أى هراء هذا الذى فعلتِه..؟ كيف تجرؤين على شراء نصف الاسهم الخاصة بشركتي..؟ كيــــف..؟"

قالت سالي مُرتبكة :
" كيف علمت هذا..؟ من أخبركَ بأنني من فعلت..؟"

صرخت منفعلاً :
" لا يهم من أخبرني.. ولا تحاولين الهرب من سؤالي.. "

وأضفت بثورة عارمة :
" كيف تفعلين هذا يا سالي..؟ ولماذا..؟"

قالت بنبرة خافتة :
" كنت فقط أريد مساعدتكَ.. لم أشأ أن أشاهدكَ دون أن أفعل شيئاً من أجلكَ.."

كلماتها اشعلت فتيل غضبي بدلاً من أن تخمده فضربت بقبضتي سطح مكتبها فى ثورة عارمة وصحت بها :
" تساعديني..!! ومن طلب منكِ المساعدة..؟ كيف تجرؤين على إقحام نفسكِ فى شئوني..؟ كيف تجرؤين..؟ اللعنة عليكِ.. إننى أفضل أن أعلن افلاسي بدلاً من أن تساعديني بهذا الطريقة.."

وأضفت بغضب :
" ألم تسألين نفسكِ قط لماذا لم يحاول معاذ أن يفعل ما فعلته..؟ ألم تدركي قط أنكِ تهنين كرامتي بفعلتكِ هذه..؟ ألم يخطر ببالكِ قط أننى سأرفض ما فعلته واستنكره..؟"

قالت سالي وقد امتلأت عينيها بالدموع :
"طبعاً كنت أتوقع أن تغضب لهذا جعلت الشراء يتم عن طريق وسيط.. ولكني لم أتوقع أبداً أن يكون غضبكَ عارماً لهذا الحد.. وعلى أى حال أنا حقاً أسفة.. لم اقصد أن أغضبكَ هكذا.. كنت فعلاً أريد مساعدتكَ.. لم استطع أن أراك حزيناً دون أن أفعل شيئاً.."

قلت :
" إذا كنتِ حقاً تريدين مساعدتي فبإمكانكِ أن تستعيدي نقودك فيما استعيد أنا حصصي.. وأنا قادر على تدبر أموري وحدي.."

اعترضت قائلة :
" ولكن................ "

غير أننى صرخت بها مقاطعاً :
" لا يوجد لكن.. ستفعلين ما طلبته منكِ شئتِ أم أبيتِ.. لن اسمح لكِ بأن تتمادي في هذا.. اسمعتِ..؟ اليوم ستذهبين لتستعيدين نقودكِ وتعيدين لي حصصي.. اليوم وليس غداً.."

اطرقت برأسها قائلة :
" حسناً.. كما تريد.."

اتجهت لأغادر غرفتها عازماً على مغادرة الشركة ولكن مشهد ما أثار انتباهي فى تلك اللحظة وجعلني عاجز عن المغادرة..
كانت أروى تقف على مقربة من غرفة سالي وأمامها كانت تقف تولان.. وقبل أن أفيق من دهشتي إذا بسالي تغادر غرفتها بدورها ويقع بصرها على نفس المشهد الذى استرعي انتباهي فتلجمها المفاجأة هى الأخري وتقف بجانبي فى دهشة لا تقل أبداً عن دهشتي..!

~ ~ ~ ~


افلتت من بين شفتي شهقة خافتة بينما كنت أتراجع إلى الخلف وعينىّ مُسمرتين على وجه تولان.. فيما كانت هي ترمقني بنظرات ساخرة وفوق شفتيها تتراقص ابتسامة شامتة..
قالت :
" ما بكِ ..؟ أرأيتِ شبحاً ..؟"

وأضافت بسخرية :
" وأنا التي كنت أظنكِ قد اشتقتِ إلىّ ..! "

تلعثمت قائلة وقد أبت الكلمات أن تخرج واضحة من بين شفتي :
" أنتِ.. أنتِ.. عدتِ ثانية..؟"

قالت :
" عدتُ من أين بالضبط..؟"

حاولت أن استجمع قواي وألا أبدو كالمصعوقة أمامها ، فقلت :
" من تركيا..؟"

وهذه المرة كانت صدمتي أقوى وأعنف حينما قالت :
" هكذا أذن..؟ أهذا ما أخبركِ به معاذ..؟ ياللأسف عليكِ.. إننى حقاً أرثو لحالكِ التعس.. لكم أنتِ ساذجة يا عزيزتي..! أنا لم أسافر ولم أبرح مصر ولست عازمة على ذلك قط.. "

وكأن جبلاً جليدياً قد اصطدم برأسي فى تلك اللحظة ، فلم أعد قادرة على استيعاب أى شئ..!
قلت بتشتت فكر :
" كيف هذا..؟ ألم تعودي إلى تركيا ذلك اليوم..؟"

هزت رأسها نافية وقالت مبتسمة :
" بالطبع لا.. أنا لا أقبل الهزيمة قط ولا أتنازل عما يخصني بهذه السهولة.. وانظري.. ها قد ربحت الجولة الأولي وسأتزوج معاذ قريباً.. والجولة الأخيرة ستكون حينما يعيدكِ إلى حيث انتشلكِ.."

وأضافت باحتقار :
" من قاع المجتمع الذى أتيتِ منه أيتها الغبية.."

قالت ما قالته وواصلت سيرها لتدفعني فى طريقها بعنف ثم تواصل سيرها مبتعدة عني.. بينما ظللت أنا واقفة بمكاني.. مشلولة الارادة.. وقد حجبت دموعي الرؤية أمامي وباتت قدميّ ثقيلتان فجأة فصرتُ عاجزة عن الحراك..!
هل كانت تولان هنا.. أم أنني من فرط تفكيري بها فقد جسدها عقلي أمامي فتوهمت وجودها..؟
من السهل أن أتوهم وجودها ولكن ماذا عن عطرها النفاذ الذى لازال عالقاً بأنفي..؟ هل أتوهمه أيضاً..؟
وهل أتوهم أنها قالت بأنها ستتزوج من معاذ..؟
هل ممكن أن يكون كل هذا وهماً..؟

فى تلك اللحظة رأيت محمود يقترب مني فيما كانت سالي تقف من خلفه وترقبنا مصدومة..
قال :
" أنتِ بخير ..؟"

ولم أدرِ بماذا أجيبه..؟ لم أكن بخير أبداً.. بل إننى بأسوأ حال على الأطلاق..
قلت :
" أريد أن أذهب من هنا.. "

غير أن سالي تدخلت قائلة :
" انتظرى أروى.. إنها كاذبة بلا شك.. لابد أن هناك أمر ما خطأ.."

قلت صارخة :
" أى خطأ هذا..؟ الأمر واضح كوضوح الشمس فى كبد السماء.. لقد خدعني أخاكِ.. كذب علىّ.. تباً له.."

ويبدو أن صوتي قد جذب معاذ فغادر غرفته ليستطلع الأمر ولم يكن يغادرها ويرانا مجتمعين بالرواق حتى اصابته الدهشة.. وبينما كان يدير عينيه فى وجوهنا ألتقت نظراتنا لوهلة ولم استطع كبت العبرات التى انهمرت على وجنتىّ دفعة واحدة..
قال معاذ مشدوهاً :
" أروى..! "

غير أننى صحت به ثائرة :
" لا تنطق اسمي هذا ثانية.. من اليوم لا توجد أروى.. وأنت أيضاً انتهيت بالنسبة إلىّ.. لا أريد أن أكون زوجة لرجل خائن مثلكَ.."

هتف معاذ بألم :
" أروى..!"

فزاد نطقه لأسمي من جنوني وصحت به :
" قلت لا تنطق اسمى.. اللعنة عليكَ.."

واستدرت عازمة المغادرة غير أنه لحق بي ومنعني من الذهاب قائلاً :
" انتظرى أروى رجاء.. لابد أن نتحدث.."

غير أننى صحت به قائلة :
" نتحدث..! أى حديث هذا يمكن أن يكون بيننا..؟ أيصور لكَ عقلكَ أننى سأصدقك بعد اليوم..؟ لقد خدعتني وأخبرتني بأن تولان رحلت بينما هى لاتزال هنا وبالتالي كنتما تلتقيان خلسة.. كيف تفعل هذا بي..؟ اللعنة عليكَ معاذ.."

قال معاذ محاولاً تبرير موقفه :
" الأمر ليس كما يبدو لكِ.. لم تعد تولان تعني لي شيئاً أقسم لكِ.. مشاعري كلها لكِ أنتِ.."

صرخت به :
" ولهذا السبب ستتزوجها هى أليس كذلك..؟"

تفاجئ معاذ ولم يتمكن من إخفاء دهشته ، فتراخت قبضته على زراعي ، ولاذ بالصمت..!
صحت به ثانية :
" رد علىّ.. لماذا صمت الأن..؟ هل أصابكَ الصمم..؟"

فى تلك اللحظة تدخلت سالي قائلة :
" معاذ قل شيئاً.. أما قالته تلك المرأة صحيح..؟ هل تنوي الزواج منها..؟"

ولم يكن فى حاجة لجواب..!
عادت سالي تقول :
" ماذا دهاكَ..؟ قل أى شئ.. لا تصمت هكذا.."

قال معاذ موجههاً حديثه إلىّ :
" أروى الأمر ليس كما تظنين.."

هتفت صارخة :
" كيف ليس كما أظن..؟ هل ستتزوجها أم لا..؟ أريد جواباً.."

أطلق زفرة طويلة ولم يجب فقال محمود :
" رد عليها يا معاذ.. لا تتركنا وتصمت ثانية.. هل ستتزوج من تولان فعلاً..؟"

وأخيراً جاءنا رد معاذ.. قال :
" لا أريدكِ أن تكرهيني أروى.. أحياناً يكون الانسان مجبر على فعل ما يكره.. وأنا بالفعل مضطر لفعل هذا و......."

لم أعد احتمل سماع المزيد فصرخت به مقاطعة :
" كفى.. لست فى حاجة لأن تكمل حديثكَ.."

مددت يدى لأنزع دبلته ورميته بها قائلة :
" أنت حر.. أفعل ما تشاء.. وما بيننا قد انتهي منذ الأن.."

وبسرعة ألتفت لأغادر الشركة فى حين وصلني صوت محمود يصرخ بكلاً من سالي ومعاذ :
" أنتما الأثنان مثيران للشفقة.. كم أرثو لحالكما..! من الأن فصاعدا ليس لي صديق وأخ اسمه معاذ.. وليس لي أخت اسمها سالي.. اللعنة عليكما..! "

حينما وصلت إلى باب الشركة وجدت محمود يعدو خلفي منادياً علىّ..
لم أتوقف أو أعيره أهتماماً.. كنت أجفف دموعي المنهمرة على وجنتىّ وأكاد أعجز عن الرؤية فما كان منه إلا أن اعترض طريقى قائلاً :
" أروى انتظرى.. لا تذهبي وحدكِ وأنتِ فى هذا الحال.."

قلت :
" أرجوك دعني وحدي.. لا أريد مساعدة من أحد.. أتركني وشأني.."

وعدت لأكمل سيرى غير أنه اعترض طريقي ثانية وقال :
" سأوصلكِ إلى حيث تريدين.. أرجوكِ لا ترفضي.. لن أترككِ وحدكِ أبداً"

غير أننى صحتُ به :
" لا.. لا أريد.. أقصد أنني لا وجه لديّ.. أرجوك دعني وحدي.."

غير أنه قال مُصراً :
" لا تحاولين فلن أترككِ وحدكِ بهذا الحال.."

ولأن ركبتيّ كانتا متخاذلتان من جراء صدمتي التي لم أفق منها بعد فقد ذهبت لاجلس بسيارته كما لو كنتُ مسلوبة الارادة بالفعل..
كنت فى حالة غريبة لم يسبق لي أن مررت بمثلها..
كانت صدمتي تمتزج بحزني وخيبة أملي..
ولوهلة مرت أمامي ترتيباتي لهذا اليوم فشعرت بوخز حاد بقلمي..
أهذا هو اليوم الذى كنت أرتب له وأعتزم أن يكون مميزاً..؟
أهذا هو اليوم الذى كنت أريد لمعاذ ألا ينساه قط..؟
ليتني أمحو ذلك اليوم من عقلي تماماً..
بل ليت حياتي تنتهي عند هذه اللحظة..
ليتني أغلق عينىّ الأن ولا أفتحهما مجدداً أبداً..
يااااارب خذني إليكَ..

~~~~~


تتبـــع



،

،

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:14 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







33




بقيتُ واقفاً بمكاني لدقائق طويلة بعد اختفاء كلا من محمود وأروى فى نهاية الرواق.. ولا تزال لعنات محمود الأخيرة تتردد بأذنيّ وتطغو على كل الأصوات من حولي..

وبصعوبة ببطئ شديدين استطعت أن أحرك عينىّ إلي سالي والتى لا تقل صدمتها عن صدمتي.. واشتبكت نظراتنا للحظات أخري..
وحان دورها هى أيضاً لتصب على جام غضبها ولعانتها..
قالت بتشتت وعدم تصديق :
" كيف تفعل هذا..؟ أى جنون ما فعلت..؟ لا.. لا أصدق أبداً.. أتريد العودة إلى تولان ثانية..؟ هل نسيت ما فعلته بكَ..؟ كيف تقبل كرامتكَ هذا الشئ..؟ وأى ذنب اقترفته أروى لتفعل بها هذا..؟"

زمجرت قائلاً وقد نفذ صبري :
" يكفى سالي.. لا تتحدثي.."

وكأنني قلت لها العكس فقد راحت تصيح بي :
" أنت شخص عديم الاحساس.. ومتبلد المشاعر.. ألا تدرك قط أن أروى تحبك بجنون..؟ لقد قتلتها بفعلتكَ هذه وليتك على الأقل تشعر بما فعلته يداك..
من الأن فصاعدا لا أريد أن أراك.. أنت لست أخى.. فلتتزوج من تلك الغبية كما تشاء.. أنا لا يعنيني أمركَ على الأطلاق.."

اطلقت زفرة طويلة وحاولت أن اسيطر على غضبي واستعيد هدوئي فتوجهت إلى غرفة مكتبي دون أن انطق بكلمة أو أجيب عليها ، وانهرت على أقرب مقعد لي وقد دفنت رأسي بين كفيّ وتجمدتُ لدقائق أو رُبما ساعات..

لم أفق من غيبوتي تلك إلا على صوت باب غرفتي يفتح بعنف وحينما رفعت رأسي رأيت سالي تقتحم غرفتي بانفعال..
كانت فى حالة يصعب علىّ وصفها..
كانت مذعورة وجسدها بأكمله يرتعش وانفاسها تتلاحق وهى تقول لاهثة :
" معاذ.. معاذ.. "

تجمدت انفاسي وانتقل ذعرها إلىّ وأنا أسألها صارخاً :
" ماذا حدث..؟ سالي.. انطقي.."

اقتربت منها وقبضت على زراعيها بقوة ورحت أهزها بعنف قائلاً :
" تكلمي أرجوكِ.. ما الذى حدث..؟ "

أفلتت زراعيها من قبضتي ووضعت إحدى يديها على حلقها وعبثاً حاولت التقاط أنفاسها..
وبضعف شديد مدت يدها وامسكت بيدى تنشد دعمي ، غير أن قواها قد انهارت دفعة واحدة وإذا بها تسقط على الأرض فاقدة الوعي ..!

~ ~ ~ ~ ~


لم يكن لدى أى منا وجهة محددة..
فقط كان كل ما يسيطر على تفكير أروى هو أن تبتعد بأكبر مسافة ممكنة عن معاذ.. وكان كل ما يسيطر على فكري هو أن أبعدها عنه وأبعده عنه..
كنت مازلت مصدوماً برفيق طفولتي وصديقي الوحيد وكانت أروى لا تقل عني صدمة..!
تذكرت ذلك اليوم الذى رأيت فيه تولان تخاطب أروى بالحديقة وتخبرها بأن معاذ عازماً على إعادتها إلى عصمته مجدداً وترك أروى..
للأسف وقتها لم أكن أدرك فعلاً أن ما تقوله تولان صحيح.. بل وأنا من جعلت أروى لا تعبأ بحديثها.. كم أنا مُغفل..!

وكما لو أن أروى قد قرأت أفكاري حينها فقالت بشرود :
" أذن فقد كانت صادقة يومئذ.. "

أطلقت زفرة حانقة ولم أجد تعقيباً ملائماً فلذت بالصمت فى حين تابعت هى :
" نحن فقط الغبيين.. لم نصدقها ووثقنا به.. "

قلت :
" من كان يتوقع أن يفعل معاذ هذا..؟"

فقالت بألم :
" بل قُل : من كان يتوقع ألا يفعل معاذ هذا..؟ "

وأضافت بأسي :
" لقد سامحته برغم كل ما فعل بي منذ بداية معرفتي به.. نسيت أنه طردني من منزله وارغمني على الزواج منه.. وبكل سذاجة ألقيت بالماضى وراء ظهري وبدأت معه صفحة جديدة.. كم أنا غبية..! "

اجهشت فى البكاء فجأة بدون مقدمات وراحت دموعها تفيض على وجنتيها بغزارة.. أما أنا فلذتُ بالصمت مجدداً.. وتركتها تفرغ حزنها فى البكاء..
لم أكن أدرى أى طريق أسلك وإلى متى سأظل أمضى بسيارتي دون هدف.. كان صوت نحيبها يمزق نياط قلبي ويشتت فكري..
وطال الوقت بنا وهى لاتزال على نفس الحال.. دموعها لا تجف وجرحها لا يندمل..

قلت :
" يكفيكِ بكاء أروى.. إنه لا يستحق دموعكِ هذه.. "

رفعت أروى وجهها وقالت بما يشبه الهذيان :
" كيف فعل بي هذا..؟ كيف يضعني بهذا الموقف..؟ لماذا قابلته ذلك اليوم..؟ ولماذا تزوجته..؟ أى غباء ذلك الذى فعلت..؟ اللعنة علىّ وعليه..! اللعنة علينا نحن الأثنين..! "

شعرت بألم حاد ومؤلم بقلبي عجزت معه عن أى كلام..
بينما تابعت أروى :
" من الأن فصاعدا لن يكون هناك بحياتي رجل اسمه معاذ.. من الأن فصاعدا سأكون وحيدة لا يرافقني سوى الألم الذى لن يطيب أبداً..
رباه..! كيف سأحيا بعد ذلك..؟ أى جحيم ستكون حياتي بدونه..؟ "

جففت دموعها بكلتا يديها ثم أضافت بصوت أجش :
" لا لن أكمل حياتي بدونه قط.. إلى هنا لابد أن تنتهي حياتي.. إلى هنا لابد أن أموت لأرتاح.."

وقبل أن أدرك ما كانت عازمة عليه إذا بها تفتح باب السيارة عازمة إلقاء نفسها منها..!

~ ~ ~ ~ ~

كانت لحظة يأس وضعف تلك التى انتباتني فى ذلك الوقت..
رأيت الحياة من خلال منظار أسود فاصطبغ كل شئ أمامي بالسواد.. وبينما كانت السيارة تسير مسرعة على ذلك الطريق الاسفلتي.. وجدت الحل يبرق فى رأسي فجأة..
لابد أن أضع حداً لهذا.. لابد أن تنتهى معاناتي و.... وحياتي..

لم أرى بديلاً وحلاً سوى الموت.. فقط الموت هو ما سيريحني من عذابي..
وفى أقل من لحظة فكرت ودبرت ولم أعيد التفكير ثانية بتروِ.. بل فتحت الباب المجاور لي وهممت بإلقاء نفسي من السيارة.. لكن محمود أمسك بيدى ليمنعني فى أخر لحظة..!

قاومته وضربته بقوة وحاولت التملص من يده غير أنه إزداد تمسكاً بي وهو يصرخ :
" أروى.. ماذا تفعلين بربكِ..؟ عودي إلى رشدكِ..؟ "

وبيده الأخرى كان يمسك بعجلة القيادة ويحاول التحكم بالسيارة التى بدأ زمامها ينفلت منه..!

صحت به فى ثورة :
" دعني.. اترك يدى.. أريد أن أمــــــوت.."


وقبل أن أتم جملتي كان زمام السيارة قد انفلت من بين يدىّ محمود لالفعل وانحرفت السيارة عن مسارها وراحت تدور حول نفسها بجنون فتعالى صريرعجلاتها مختلطاً بصراخ المارة وصراخي قبل أن يعلو صوت اصطدام السيارة بشاحنة نقل..
ثم يسكن كل شئ بغتة.. ويخمد عن أى حركة..

لوهلة شعرت بصدمة قوية برأسي جعلتني أعجز عن الرؤية بوضوح.. ومن خلال ذلك الضباب المتكاثف على عينىّ والذى يعيق الرؤية أمامي استطعت أن أرى محمود والدماء تنبثق من رأسه بغزارة.. فاقداً الوعي ولا يكاد يشعر بشئ مما حوله..

أردت أن انهض وأن احاول افاقته غير أنني عجزت عن ذلك..
وانهارت قواى دفعة واحدة..
ولم اشعر بشئ بعد ذلك..!




~ ~ ~ ~ ~


تتبـــع

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:16 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 








34




هتاف بعض الاشخاص يأتي من مكان ما.. وصوت بوق الاسعاف المميز يدوي فى رأسي..
اشعر بجسدي يطير فى الهواء ويتأرجح برفق ثم يستقر فوق مكان ما مريح.. ولازالت الاصوات والجلبة من حولي مستمرة..
حاولتُ جاهدة فتح عينىّ دون جدوى.. كنت اشعر بضعف شديد يسري بجسدي كله.. بت عاجزة معه عن أى شئ..
حاولت أن أصرخ بأعلى صوتي فلم يتجاوز صراخي عقلي.. كنت أريد أن اطمئن على محمود وأكاد أموت قلقاً عليه..
وبينما كنت فى ذلك إذا بحقنة ما تنغرس فى زراعي انهارت معها مقاومتي كلها دفعة واحدة.. وغرقت فى دوامة مظلمة لا نهاية لها.. ولا قرار.. ثم لم أعد أاشعر بشئ من حولي قط..!

افقت بعد ذلك على أصوات ما قريبة وضوء قوى يتسرب عبر جفني ولا أكاد اتحمله..
حاولت مجدداً فتح عينىّ وهذه المرة استجاب جفنىّ لمحاولتي وفتحت عينىّ لأرى الصور متداخلة تمتزج ببعضها البعض ويغلب عليها اللون الابيض..
دققت النظر وحاولت تمييز تلك الاشياء غير أنها بدأت تنفصل عن بعضها البعض ليقترب مني إحداها.. ويأتِني صوت ما يقول :
" حمد لله على سلامتكَ.. "

اغلقت عينىّ وفتحتهما مجدداً فتلاشي الضباب إلى حد ما واستطعت أن أميز الفتاة التى تقف أمامي والتى من ثيابها البيضاء ادركتُ أنها ممرضة أو طبيبة..!
وبمجرد أن افقت تدفقت الذكريات إلى رأسي فصرخت مذعورة :
" محمود.. ماذا أصابه..؟ "

قالت الفتاة تطمئنني :
" اطمئني.. إن رفيقكِ بخير.."

دفعت الاغطية جانباً وحاولت النهوض قائلة :
" سأذهب لرؤيته.."

غير أن تلك الآلام بزراعي جعلتني اتوقف بغتة لانتبه لذل الجبس المحيط بزراعي..
قالت الفتاة :
" رجاء اهدئي.. إنكِ لازلتِ متعبة.. لقد فقدتِ الكثير من الدماء بالأمس وتمت إجراء جراحة على زراعكِ أيضاً.. "

قلت وأنا مستمرة فى محاولة النهوض :
" لا يهم كل هذا.. لن يهدأ لي بال قبل أن اطمئن عليه.. لو أصابه مكروه لن اسامح نفسي.."

قالت الفتاة :
" إنه ليس بهذا القسم.. غرفته بعيدة عن هنا.. "

قلت حاسمة :
" سأذهب إليه أينما كان.. "

وأمام إصراري لم تملك الفتاة سوى أن تعاونني على النهوض والسير..
كنت اشعر بضعف شديد غير أننى لم احتمل ألا اطمئن على محمود وتوجهت برفقة الممرضة إلى خارج الغرفة.. وما كدت أفعل حتى طالعني وجه معاذ والذى كان يقف عند باب غرفتي وما لبث أن اسرع نحوى قائلاً :
" أروى.. ما الذى جعلكِ تنهضين وأنتِ بهذا الحال..؟ "

وألتفت إلى الممرضة متابعاً فى حدة :
" كيف تسمحين لها بالنهوض وهى متعبة هكذا..؟ "

قالت الممرضة مبررة :
" إنها عنيدة للغاية.. لم تستمع إلىّ و........ "

قاطعتها قائلة :
" لماذا تدس أنفك فى شؤوني..؟ كيف تجرؤ..؟ "

تراجع معاذ مصدوماً غير أننى تابعت :
" لقد انتهى كل ما بيننا ولا أريد رؤيتكَ ثانية.. أنت السبب فيما حدث.. أنت السبب فى كل المصائب التى تحدث لي ولن اسامحكَ قط.. "

قال معاذ متألماً :
" أروى... "

غير أننى تابعت :
" لا أريد عطفكَ علىّ أو شفقتكَ.. لست بحاجة لتلك المشاعر المزيفة.. كل ما احتاجه هو أن تغرب عن وجهي وعن حياتي بأكملها.. لم أعد أطيق رؤيتكَ.. أكرهكَ.. أكرهكَ.. أكرهـــــــــــــكَ.."

بعد أن افرغت جل غضبي به استدرت عازمة مواصلة طريقى برفقة الممرضة بينما وقف معاذ يشيعنا بنظراته..
وصلت أخيراً إلى غرفة محمود والتى اتضح لي أنه بغرفة العناية المركزة.. ومن خلال تلك النافذة الزجاجية بباب الغرفة استطعت رؤيته.. وليتني ما فعلت..
كانت حالته كأسوأ ما يكون.. كان وجهه ملئ بالكدمات والجروح الغائرة وآلاف الألات الدقيقة تتصل بجسده النحيل..
شعرت بغصة مؤلمة بحلقي وانتهزت فرصة مغادرة الدكتور المعالج له غرفته فبادرته بالسؤال :
" كيف حاله..؟ هل هناك خطورة على حياته..؟ "

ومن خلال نظراته ادركت جوابه قبل حتى أن يتفوه به..
قال :
" لقد كسرت إحدى قدميه وهناك شرخ فى الحوض.. وهناك أيضاً كسر خطي بجمجمته يصاحبه ارتجاج بالمخ ونزييف استطاعنا السيطرة عليه بصعوبة بعد أن فقد الكثير من الدماء.. لن أخفى عليه فحالته بالفعل خطرة.. غير أننا نأمل جميعاً أن يتجاوزها ويتعافي قريباً.. "

شعرت بالدنيا تسود أمام عينىّ وتظلم.. وكأن قبضة ما مؤلمة تمسك بقلبي وتعصره.. ولم أعد قادرة على كبت دموعي التى راحت تنهمر مُتدفقة من عينىّ..
حاولت الممرضة أن تجعلني أعود إلى غرفتي غير أننى لم استجب لها وقلت :
" لن أبرح مكاني هذا حتى يفيق ويتعافي.. "

فى تلك اللحظة رأيت سالي تقترب مني فاتجهت إليها وتعانقنا عناقاً طويلاً.. ودموعنا الغزيزة تحجب عنا الرؤية..
قلت :
" أنا السبب فيما حدث لمحمود.. أنا السبب فيما صار إليه ولن اسامح نفسي قط.."

قالت سالي محاولة التخفيف عني :
" لا تقولي هذا.. إنه حادث قضاء وقدر.. "

قلت مُنتحبة :
" الطبيب يقول أن حالته خطرة.. أخشى أن يصيبه مكروه.."

لم تخف علىّ تلك الارتجافة التى حلت بجسدها مع قولي هذا.. غير أنها حاولت التظاهر بالثبات وقالت :
" بإذن الله سينجو وسيصير بخير.."

ثم أضافت :
" لقد جئت لتوى من غرفتكِ.. كان الطبيب يسأل عنكِ.. لا تستهيني بحالتكِ أروى.. أنتِ مازلت متعبة ولابد أن ترتاحي.. هيا عودي لغرفتكِ معي لتستريحي.."

لم أجد بداً من الرفض خاصة واننى كنت بدأت اشعر بدوخة خفيفة فعدت معها إلى غرفتي.. وكان معاذ مازال واقفاً فى نهاية الرواق ينظر لي دون أن يحاول التحدث إلىّ فدلفت إلى غرفتي متجاهلة أياه تماماً..!

~ ~ ~ ~ ~ ~




لم أكن أتوقع بالطبع أن تهرول أروى نحوى بمجرد رؤيتي ؛ فقد كنت ادرك فداحة ما فعلت ، لكني فى الوقت ذاته لم اتصور قط أن تقول ما قالته.. لم اتخيل قط أن أروى ستعود مرة أخرى لتكرهني وتعاملني بهذه المعاملة.. ولكم ألمني هذا..!
وقفت اتنظرها فى نهاية الرواق لأراها وهى عائدة واطمئن إلي أنها بخير.. و كانت سالي قد ذهبت هذا الصباح إلى المنزل لتبدل ملابسها ؛ فقد قضت الليل بأكمله بالمستشفى ولم تغادرها للحظة واحدة ، وبعد مغادرة أروى حضرت سالي فطلبت منها أن تلحق بها وتعيدها إلى غرفتها..
وسالي والتى بدت متماسة إلى حد ما اليوم ، قد كانت بالأمس فى حالة سيئة يرثى لها.. فبعد أن فقدت وعيها نقلناها إلى المستشفى القريبة من الشركة وحينما افاقت علمت منها بأن هناك من أتصل بها ليخبرها بذلك الحادث الأليم ولم يقوّ قلبها الضعيف على تحمل الصدمة وصارت تهذى وتبكى طوال الليل حتى غادر محمود غرفة العمليات فى الصباح الباكر بعد أن أجريت له جراحة بالغة الدقة برأسه استطاع الأطباء خلالها وقف النزييف بأعجوبة.. وحمد لله تم وضعه فى غرفة العناية المشددة لكى يلاقي الرعاية المناسبة.. وبدأت حالته تستقر إلى حد ما وأرجو من كل قلبي أن يصير بخير فى أقرب وقت..

إلى الأن لم استوعب الاحداث الغريبة التى حدثت مؤخراً.. بداية بلقاء أروى بتولان.. ومروراً بذلك الحادث.. ونهاية بحديث أروى اللاذع..!
لست ألومها على كل ما قالته.. فأى فتاة أخري فى مكانها كان سيكون لها رد الفعل العنيف والحاد الذى لاقيته منها.. ما يؤلمني فقط هو أن أراها متعبة هكذا دون أن أكون بقربها.. دون أن أوزرها فى مرضها وأخفف عنها..
وما يشغل تفكيري هو كيف يمكنني استعادة ثقتها بي..؟ تلك الثقة التى جاهدت لاشهر طويلة لكي أكسبها.. والتى لم تعد موجودة على الأطلاق..!

بعد ما يقرب من ساعتين غادرت سالي غرفة أروى فسارعت إليها وسألتها عن حالها فقالت :
" لقد نامت الأن.. إنها متعبة جداً وضعيفة للغاية.. وحالتها النفسية سيئة.. إنها تحمل نفسها الذنب فى ذلك الحادث.. "

وأضافت :
" سأذهب لأتفقد حال محمود.. "

قلت :
" أذن بما أنها نامت.. هل يمكنني فقط أن ألقى نظرة عليها..؟ "

أطل الاعتراض من عينيها غير أننى قلت مصراً :
" أريد أن اطمئن عليها.. لن أجعلها تشعر بي قط ولن أفعل أى شئ يضايقها.. "

وأمام ذلك الاصرار قبلت سالي بدخولي على مضض فى حين ذهبت هى إلى محمود..
فتحت باب غرفة أروى بهدوء ودلفت إليها محاولاً ألا أحدث جلبة أثناء دخولي.. ورأيتها نائمة على إحدى الاسرّة بالغرفة.. ترتدي تلك الملابس الخضراء الخاصة بالعمليات.. ويدها المضمدة موضوعة فوق صدرها.. وقد تناثر شعرها الطويل حول وجهها الشاحب وبدت مُستغرقة فى نومٍ عميق..
سامحيني يا أروى.. أنا السبب فيما حدث.. ليت الزمن يعود للخلف لأصحح الأوضاع.. بل ليتني أنا من أصيب بالحادث ولم تمس شعرة منكِ أو من محمود..
سامحيني يا أغلى وأحب الناس إلى قلبي..

~ ~ ~ ~ ~ ~



تتبع




 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:18 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






35



استغرقت فى النوم لبضع ساعات قليلة..
كان زراعي المكسور يؤلمني بشدة خاصة مع وجود ذلك الجبس الثقيل الذى يعوق حركتي وبالتالي كان نومي متقطع يشوبه أحلام غريبة ومتداخلة.. وكلها تدور حول معاذ..!
كان يقف بجوار تولان والتى تأبطت زراعه فى سعادة وفى يدها تلتمع دبلة الزواج الذهبية.. فى حين كان يقف معاذ حزيناً ولم يلبث أن لمحني وأنا أرقبهما فتركها وتوجه نحوى ، وفجأة تحول وجه معاذ إلى وجه تولان وامتدت يديها إلى عنقي وراحت تضغط عليها بقوة وتعصرها بين يديها..
صرخت بقوة وفتحت عينىّ لأكتشف أن كل هذا ليس سوى حلم سئ داهمني اثناء نومي..!
كانت الغرفة غارقة فى الظلام فحاولت النهوض لأضغط زر الأضاءة غير أننى لم أقو على النهوض مما احبطني واشعرني بالعجز فاجهشت فى البكاء فجأة بدون سبب..
وبينما كنت فى ذلك إذا بالنور يسطع فجأة فى الغرفة وتظهر سالي والتى كانت تنام بالسرير المجاور لي كمرافقة ، وحجبها الظلام عني..!
قالت سالي بقلق :
" ما بكِ..؟ هل أنتِ بخير..؟"

قلت منتحبة :
" أنا تعيسة ووحيدة.."

عانقتني سالي قائلة :
" لا تفعلين هذا.. كل شئ سيتحسن.. وسيعود إلى ما كان عليه.."

قلت :
" لا شئ سيعود إلى سابقه.. لا يمكن.. مستحيل..!"

قالت :
" لن يلومكِ أحداً على ذلك.. أنت محقة فى كل الغضب الذى تكنيه له.."

قلت :
" بل لم أعد أكترث له حتى أنني لا أجده يستحق أن أخصه بكرهي وغضبي.. كل ما يؤلمني هو ما أصاب محمود بلا ذنب.. "

قالت :
" سيتحسن بإذن الله قريباً.. لقد اخبرني الطبيب بأن حالته بدأت تستقر.."

وأضافت :
" وأنتِ أيضاً ستتحسنين وستصير زراعكِ أفضل عن ذى قبل.. لقد اخبرني الطبيب أنه سيصرح لكِ بالخروج غداً.."

قلت مُكتئبة :
" رُبما يطيب زراعي فى يوم.. لكن تلك الجراح الغائرة بلقبي لن تندمل ما حييت.."

~ ~ ~ ~ ~



بصعوبة شديدة استطعت أن أقنع أروى بالخلود إلى النوم ثانية..
كان الليل قد انتصف وكانت تبدو متعبة للغاية.. واعتقد أنها تتعرض لكوابيس اثناء نومها.. ما حدث لها فى خلال اليومين الماضيين ليس بقليل وآثاره لن تندمل ما بين ليلة وضحاها..
بعد ما نامت أروى وهدأت انفاسها شعرت بالنعاس يطير من عينىّ ففكرت فى الذهاب إلى غرفة العناية المشددة..
لن يعرف النوم طريقه إلى جفنىّ ما لم ألقى نظرة على محمود وأطمئن لأنه بخير..
ارتديت شالاً فوق ثيابي واتجهت إلى العناية المشددة.. وهناك وجدت معاذ واقفاً أمام بابها.. يتأمل محمود النائم والذى لا يشعر بأى شئ من حوله..
حتى الأمس كنتُ ناقمة على معاذ ولا أطيق محادثته.. لكنه الأن فى وضع سئ جداً..
إنني أعرف أخي جيداً وأعرف أنه يحمل نفسه ذنب ما حدث.. وهذا يشعرني بشفقة وعطف عليه.. فهو لم يغمض له جفن منذ الأمس ولن يهدأ ويرتاح حتى يفيق محمود من غيبوبته ويتحسن..

قال معاذ بمجرد أن رأني :
" لم تنامي بعد.."

قلت :
" نمت قليلاً.. ثم طار النوم ثانية..! "

قال :
" كيف هى أروى..؟"

قلت :
" حزينة ومحبطة.."

فأطرق برأسه فى أسي وقلة حيلة..!
قلت :
" لماذا لم تخبر عائلتها إلى الأن..؟ أظنها بحاجة إليهم أكثر من أى وقت مضى.. إنها مريضة ومجروحة ورؤيتهم ستجعل نفسيتها تتحسن إلى حد كبير وسيعود هذا بالإيجاب على حالتها الجسدية بالتأكيد.."

قال :
" أعلم كل هذا لكني لا أريد أن يعلموا بما حدث ويتدخلون بالأمر.."

قلت :
" لكن الطبيب سيصرح بخروجها غداً.. ولا أظنها ستقبل العودة معنا إلى المنزل.. "

قال رافضاً وحاسماً :
" أذن فلا يجب أن أجعلها تخرج من هنا فى هذه الفترة على الأقل.. أريد أن أصلح الأمور بينى وبينها أولاً.."

قلت :
" لا أظن أن ما بينكما سيمكن إصلاحه قط.. قلم تعد أروى تثق بكَ كالسابق.. ولن تسامحك أبداً على ما فعلت.."

أطلق تنهيدة قوية ثم قال :
" رُبما تعفو عني.. لن افقد الأمل قط.."

قلت :
" وهل مازلتُ عازماً على الزواج من تولان..؟ "

فقال :
" الأمر ليس عائداً لي.. إننى مُجبر على هذا.."

اشحت بوجهي عنه وقلت :
" أذن فلتنسي أن تصفح أروى عنكَ فى يوم.. افقد الأمل تماماً.."

وتركته عائدة إلى غرفة أروى وقد أصابني حديثه بالحنق الشديد..
لماذا هو مُصرً على الزواج منها ثانية..؟ وما الذى يجعله مُجبر على هذا..؟

~ ~ ~ ~ ~

فى صباح اليوم التالي طلبت من سالي أن تساعدني فى الذهاب إلى غرفة محمود..
وما كدت أغادر غرفتي حتى طالعني وجه معاذ والذى لا يبرح مكانه ولا ينصرف قط..
حينما وقع بصره علينا نهض من فوق مقعده فأشارت له سالي بألا يتقدم وأن يلزم مكانه.. فظل واقفاً بمكانه يرقبنا بنظراته دون أن يجرؤ على الاقتراب..
وكالعادة لم أعيره اهتماماً وتوجهت برفقة سالي إلى محمود والذى مازال غائباً عن الوعي..
وحينما سألت الطبيب المعالج له عن حالته أجابني بما أحبطني ، فقال :
" كما هو عليه.. "

وسألته سالي :
" متى يفيق من تلك الغيبوبة..؟ "

وجاءت إجابته أكثر إحباطاً :
" كان يجب أن يفيق بالأمس.. ولا نعلم سبباً لاستغراقه فى تلك الغيبوبة إلى الأن.."

شعرت بالاحباط كثيراً وعدتُ ثانية إلى غرفتي.. وقبل أن ألجها رشقت معاذ بنظرة غضب ونفاذ صبر ثم اغلقت باب الغرفة خلفي.. حتى سالي لم اسمح لها بالدخول..!
وبقيت جالسه بغرفتي أذرف العبرة تلو الأخرى وأبلل المناديل بدموعي الحارة..
وفى تلك الأثناء أقبلت سالي لتتفقدني فبادرتها قائلة :
" ألم تخبريني بالأمس بأن الطبيب سيصرح لي بالخروج..؟ "

قالت :
" أجل.. "

فقلت :
" أذن هيا دعيه يصرح لي.. اشتقت كثيراً إلى أمى وأريد رؤيتها.. "

وانتظرت أن يصرح الطبيب بخروجي حتى المساء غير أنه لم يسمح بذلك رغم أنني اشعر بتحسن كبير ..!
ومرُ اليوم التالي وأيضاً لم يصرح الطبيب بخروجى من المستشفي.. ولم يفيق محمود من غيبويته مما زاد من احباطي وتدهور نفسيتي أكثر وأكثر..

~ ~ ~ ~ ~


فى اليوم التالي فوجئتُ بمجئ تولان إلى المستشفى.. ولم أكن تحدثتُ إليها قط منذ ذلك اليوم..
ولم اكد أراها حتى صحت بها :
" ما الذى أتى بكِ إلى هنا..؟ وكيف عرفتِ أننى هنا..؟"

قالت :
" سألت عنكَ بالشركة فأخبروني بالحادث الأليم.. كيف حالهما..؟ "

هتفت بها فى حدة :
" لا أظن أن هذا يخصكِ فى شئ.. رجاء أذهبي الأن قبل أن تراكِ أروى.."

قالت :
" فلتراني.. بل إننى لقد جئتُ لرؤيتها.. أليس من الذوق أن أزورها واطمئن على حالها..؟ "

قلت :
" بل إن كل ما يحدث لنا سببه أنتِ.. أذهبي الأن قبل أن تعود.. لقد ذهبت لزيارة محمود وتوشك أن تعود.. "

جلست تولان على إحدى المقاعد قائلة :
" أذن سأنتظرها هنا حتى تعود.."

روادتني رغبة قوية فى أن أجذبها من شعرها وأجعلها تغادر المستشفى بالقوة غير أن مجئ أروى جعلت رغبتي تلك تخفت تماماً..
وإذا بتولان تنهض لدى رؤيتها وتتجه نحوها.. فيما أقف أنا على مقربة منهما أراقب نظراتهما العدائية نحو بعضهما.. وأتوجس خيفة مما قد يحدث..!

~ ~ ~ ~ ~



تتبــــــــــع




 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:19 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





36

وقفت أحدق بتولان وقد طغت المفاجأة علىّ فبقيت لدقائق عاجزة عن أى شئ عدا النظر إليها..
واشتبكت نظراتنا طويلاً..
كانت نظراتها إلىّ تقطر بغضاً وكراهية واشمئزاز.. غير أن ابتسامتها المقيته كانت مُرتسمة على شفتيها كالمعتاد.. وكأنما مظهرى بذلك الجبس السخيف يروق لها..
دققت النظر إليها ، وكانت كعادتها متأنقة فى حلة رائعة وكأنها ذاهبة إلى حفل راقص.. نظرت إلى مظهرها وقارنت نفسي بها بينما أنا فى رداء المستشفي السخيف وحول زراعي يلتف الجبس ووجهي الشاحب خالي يزخر بالكدمات ويخلو من أى مستحضرات تجميل مما احبطني كثيراً وأثار حنقي وغيظي..!
وأخيراً قالت سالي مبددة الصمت :
" ما الذى أتي بكِ إلى هنا..؟ ألا يكفيكِ ما فعلت..؟ "

قالت تولان دون أن تشيح بنظراتها عن وجهي وعينىّ :
" جئتُ لأطمئن على حالها.. "

وأضافت :
" سلامتكِ أروى.. "

لم أتمالك نفسي وصحتُ بها :
" بكل بساطة تقولين سلامتكِ..؟ أيتها الحقيرة.. كيف تجرؤين على الحديث إلىّ..؟ أغربي عن وجهي.. لا أريد رؤيتكِ هنا.."

قالت :
" أهكذا تقابلين ضيوفكِ.. لم أعهدكِ جاحدة هكذا.."

صرخت بها :
" لستِ ضيفتي ولا يشرفني أن تكوني كذلك.. أذهبي من هنا وخذى هذا معكِ.."

واشرت إلى معاذ ثم تابعت :
" فلتخلصيني منه فهو لا يفتأ يتركني للحظة واحدة ووجوده هنا يزعجني كثيراً.. أهذبا إلى الجحيم أنتما الأثنين.. إلى قعر الجحيم.."

حررت زراعي من سالي والتى كانت تمسك بي وتحاول أن تهدأ من حالي ، ثم توجهتُ إلى غرفتي وصفعت بابها خلفي بقوه واجهشت فى البكاء فى حين كان يصلني صوت شجار سالي مع تولان ومعاذ..!

~ ~ ~ ~ ~


بمجرد أن اختفت أروى بداخل غرفتها انفجرت ثورة سالي بوجهي ووجه تولان..!
صاحت بي :
" أنتَ..؟ كيف تفعل هذا..؟ ألا يكفيكِ ما هى فيه..؟ كيف تأتي بتلك الحقيرة إلى هنا..؟"

اعترضت تولان وصاحت بها بحدة :
" كيف تجرؤين على سبي..؟"

غير أن سالي دفعتها بقوة صائحة :
" بل كيف تجرؤين أنتِ على المجئ إلى هنا..؟ هيا أذهبي من هنا.. أذهبي من حياتنا جميعاً.. ألا ترين أن وجودكِ هنا غير مرغوب به..؟ ألا تملكين ذرة واحدة من الكرامة قط..؟"

اتسعت عينا تولان وهى تحدق بسالي فى غضب وقالت :
" لن أبرح هنا قط.. ولن أخذ الأوامر منكِ أنتِ.."

جملتها هذه كانت القشة الأخيرة ولم استطع الأحتمال فصرخت بها :
" بل ستذهبين من هنا رغماً عنكِ.. يكفي هذا تولان.. لن اسمح لكِ بأن تتمادي أكثر من هذا.. هيا أذهبي من هنا قبل أن افقد السيطرة على نفسي تماماً وأفعل ما لا يُحمد عقباه.. "

ألتفتت تولان نحوى مصعوقة وقالت :
" هكذا أذن..؟ أتريدني أن أذهب..؟ أتفضل علىّ زوجتكَ الغبية وتطردني من أجلها..؟"

وأضافت بحدة وغضب :
"حسناً سأذهب من هنا.. ولكني سأجعلكَ تتجرع الندم.. بل سأجعلكم جميعاً تندمون.. اقسم بذلك.."

وسرعان ما غادرت المستشفي مسرعة فخيم الصمت مجدداً.. ولم يبق سواى أنا وسالي والتى لم تلبث أن اتجهت إلى غرفة أروى واختفت بداخلها.. فلم ألبث أنا الأخر سوى أن أذهب إلى غرفة العناية المشددة لأرى محمود.. واشكو له حالي التعس..!

~ ~ ~ ~ ~


كما توقعت كانت أروى غارقة فى دموعها حينما ذهبت إليها..
حاولت أن أخفف عنها فقلت :
" لا تعيرها إهتماماً.. إنها تحقد عليكِ وتغار منكِ.."

غير أنها صاحت بي :
" ولماذا تحقد علىّ أو تغار مني..؟ إننى لا أملك ربع ما تملكه هى..؟ حتى معاذ استطاعت أن تضمه لممتلكاتها ولهذا جاءت اليوم.. لتشهد انتصارها علىّ.. لعنة الله عليها.. لعنة الله عليهما.. فليجازيهما الله كما يستحقان.."

قلت :
" لقد ذهبت على أى حال.. معاذ طردها.. "

ولم تزدها جملتي إلا غضباً :
" ولماذا..؟ هل استوعب الأن فقط مدى حقارتها.. فليذهب إليها فهما يليقان لبعض كثيراً وإن وجودهما معاً لهو الأصح.. أنا لا اكترث له أو لها.. بل كل ما اتمناه هو أن يختفيان من حياتي.. أو.. اختفي أنا من حياتهما.."

وأضافت حاسمة :
" نعم أنا من سأختفي من حياتهما.. أنا من سأرحل لأتركهما يهنئان ببعض.."

وبسرعة اتجهت إلى حقيبة ثيابها التى احضرتها لها واخرجت ثيابها قائلة :
" سأغادر المستشفي الأن ولن يمنعني عن هذا شئ قط.."

صحت بها :
" إلى أين ستذهبين وأنتِ بهذه الحالة..؟ "

غير أنها قالت :
" أنا بخير حال وبصحة جيدة الحمد لله.. رجاء دعيني أذهب.. إذا كنتِ تريدين راحتي فلا تمنعيني.. "

وفى غضون دقائق كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها وحملت حقيبتها وتوجهت لتغادر الغرفة غير آبهة بحديثي وتوسلاتي لها..
ولم يكن معاذ جالساً بالخارج مما يسر لها المغادرة..
قالت بأسى :
" يبدو أن معاذ ذهب خلفها.. على أى حال لقد سهل لي مغادرتي كثيراً.. "

وألتفتت لتنظر إلىّ متابعة :
" انتبهي لنفسكِ جيداً.. ولمحمود.. سأخابركِ من حين لأخر لأطمئن عليكما.."

قلت :
" بل إننى سأرافقك حيث تذهبين.. لن اسمح لكِ بأن تذهبي وحدكِ.. إنكِ لازلتِ مريضة.."

قالت :
" عودي لتبقى برفقة محمود.. إنه بحاجة إليكِ.. ولا تقلقي علىّ.. سأتدبر أمورى جيداً.. اطمئني سأكون بخير.. "

وعانقتني قائلة :
"فى كل ما حدث لن يؤسفني سوى أننى خسرت أخت رائعة مثلكِ.. "

وأضافت :
" استودعكِ الله.. "

وقبل أن أقول أى شئ كانت قد انصرفت دون أن أملك منعها..
اخرجت هاتفي المحمول بسرعة واتصلت بمعاذ.. رُبما كان بالقرب من هنا ويستطيع أن يمنعها غير أن هاتفه كان مغلقاً..!
وبينما كنت أحاول الاتصال إذا به يظهر أمامي فجأة ونظراته موجهة نحو غرفة أروى المفتوحة والخالية..!
قال مُندهشاً :
" أين أروى ..؟ لقد عدتُ لتوى من غرفة محمود وهى ليست هناك..! "

اطرقت برأسي ولم أجيبه فصاح بي :
" ردي علىّ سالي.. أين ذهبت أروى..؟ "

وهذه المرة لم أملك سوى أن أجيبه :
" لقد ذهبت.. قررت أن تتركك لتهنأ بمن اختارها قلبكَ.. "

~ ~ ~ ~ ~

تتبـــــــــــــع


،
،

لي عودة مع الردود
شكراً للجميع على المتابعة والتشجيع



 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي الاعضاء, ام ساجد, انت ملكي وحدي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية