كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
اليوم سأجتمع لأول مرة مع شريكي الذى لم أعرف اسمه حتى الأن..
كم أنا متشوق للقاء ذلك الشخص الذى أنقذني من الأفلاس..! إنني مدين له بالكثير ؛ فهو لم يقتنص الفرصة ليعلن رغبته فى شراء نصف الأسهم بثمن بخس.. بل على العكس كان عادلاً ونبيلاً إلى أقصى حد..
استعديت للقاءه وذهبت باكراً إلى الشركة واتخذت مكاني بقاعة الاجتماعات مُنتظراً قدومه..
وطال انتظاري دون جدوى..!
وأخيراً حضر المحامي الخاص به ليعتذر لي ويخبرني بأنه لن يتمكن من الحضور اليوم لأصابته بوعكة صحية..
أصبتُ بخيبة أمل شديدة غير أننى لم ألبث أن تداركت شعوري هذا قبل أن يسيطر علىّ وقلت له :
" لا مشكلة.. أذن أبلغه سلامي وتمنياتي له بالشفاء العاجل.."
وكانت أجابته كالتالي :
" حسناً سأخبرها بذلكَ.."
شعرت بدهشة شديدة لما قاله.. ورددت خلفه :
" ستخبرها..! تقصد ستخبره..!"
غير أنه بدا لي مُرتبكاً بشدة وهو يقول :
" أجل أجل.. "
ولم أدرى سبب ارتباكه الشديد وتلعثمه.. غير أن هذا أثار فضولي مما جعلني أصرُ على معرفة اسم ذلك الشخص " شريكي "..
واستعنتُ بصديق ما لي ليساعدني على معرفة اسم شريكي.. ولم يكن الأمر سهلاً غير أنني حصلت عليه بالفعل..
وكانت مفاجأة رهيبة بكل المقاييس ..!
~ ~ ~ ~
كنت عازمة على انتظار عودة معاذ إلى الغرفة لأطمئن منه على أحوال سالي غير أننى لم أكد أُبدل ملابسي واستلقي على الفراش حتى رحتُ فى نوم عميق لم أفق منه سوى فى اليوم التالي..
وكما هو معتاد انتظرت حتى انتهى معاذ من ارتداء ملابسه لنذهب معاً ، غير أننا لم نكن وحدنا هذا الصباح..
أحزروا من استيقظ باكراً هذا اليوم.. ولماذا..؟
أجل.. إنها سالي.. لقد قررت أن تبدأ فى العمل وتؤجل دراستها العليا لحين اشعار أخر..
هذا الخبر اسعدني كثيراً وأيقنتُ وقتها أنها قد وضعت قدميها على أول عتبات النسيان..
ولكن تُرى ستصل إلى مرأبها ذات يوم ؟ أم ستظل حائرة بين حبها المبتور ورغبتها فى النسيان ، ولن ترجح إحدى الكفتين أبداً ؟
كم أتمني أن اخط بقلمي نهاية هذا الحب فى نهاية تلك الرواية ..!
وأخيراً انتهي اليوم الدراسي وعدتُ إلى المنزل برفقة سالي.. أما معاذ فقد انصرف إلى حيث لا أعلم كما هو معتاد فى الأونة الأخيرة..
لم يكن لدي الوقت الشاغر لأفكر فى سبب خروج معاذ المتكرر.. أو سؤاله عن ذلك ، لكني أنوى معرفة ذلك فى المستقبل القريب.. أما اليوم فقد انشغلت كثيراً فى التحضير لحفلة عيد ميلاد معاذ.. وساعدتني سالي كثيراً فى هذا.. حتى أنه لم يعد يتبق سوى أن اشتري هديته.. وهذه الأخيرة أمرها بسيط كما تعلمون..!
فى اليوم التالي طلبت من معاذ ألا يأتي ليصطحبني فى ذلك اليوم وزعمت بأن إحدى المحاضرات قد ألغيت وأننى سأستقل سيارة أجرة وأعود وحدي..
وبعد جدال ما يقرب من الساعتين حول هذا الأمر وافق أخيراً على هذا..!
كنت أريد بالطبع أن أشتري له هديته وبالفعل اشريت قارورة عطر رائعة.. أجمل كثيراً من تلك القارورة التى حطمتها والتى كانت هدية من تولان..
برأيكم ،، هل ستعجبه هديتي ..؟!
كانت الساعة تناهز الثالثة عصراً ، وكان الطقس مشمساً والهواء دافئ ومنعش على عكس الأيام السابقة ، مما شجعني على الذهاب إلى شركة معاذ سيراً على الأقدام..
سأفاجئه بزيارة غير متوقعة ؛ فأنا لدي فضول لأن أراه أثناء عمله..!
حينما وصلت إلى الشركة رأيت سيارة محمود تقف أمام بابها.. بالتأكيد لقد أتى لزيارة معاذ.. أرجو ألا يفسد المفاجأة ويخبره بخططي للحفل..!
حثثتُ الخطا إلى غرفة معاذ.. كنت أريد أن أطمئن إلى أنه لم يعلم شئ عن الحفل.. إننى أعتزم أن يكون الحفل رائعاً ومفاجئ له.. إنه أول عيد ميلاد له منذ تزوجنا وأريد أن أجعله شيئاً مميزاً..
وبيني وبينكم أننى أعتزم اليوم أن أصارحه بمشاعري نحوه ؛ فلم أعد قادرة على أخفاء حبى له أكثر من هذا..!
لابد أن تنتهي تلك المسرحية السخيفة.. أريد أن أشعر أننى زوجته ولست تلك السلعة التى أشتراها بماله..
بينما كنت أنعطف إلى الرواق المؤدي لغرفة معاذ اصطدم جسدي بسيدة ما..
كنت أسير بخطوات مُسرعة فلم انتبه لها.. وبينما كنت أرفع بصري لأعتذر منها ، سمعتها تطلق ضحكة ساخرة ، وحينما رفعت رأسي لأنظر إلى صاحبتها أصابني شلل مؤقت من هول الصدمة.. ووقفت أحدق بها بعينين مفتوحتان على وسعهما..
كنت أقف وجهاً لوجه مع أخر أمرأة فى الكون أتمنى رؤيتها فى هذا الوقت بالذات.. ألا وهى تولان..!
~ ~ ~ ~
لم أصدق نفسي وأنا أقرأ اسم شريكتي بالشركة..
كان الأمر مفاجئاً ومُربكاً لي حتى أننى لم ألقِ نظرة على صديقي والذى ساعدني كثيراً فى معرفة اسم شريكي أو لنقل شريكتي والتى لم تكن سوى سالي..
سالي بهاء الدين.. شقيقة معاذ..!
أصابني الأمر بصدمة فى بادئ الأمر ، غير أن صدمتي لم تلبث أن تحولت إلى غضب هادر ، ولم استطع تمالك نفسي فمزقت الورقة التى تحمل اسمها وتركت صديقى مصدوماً واستقليتُ سيارتي مُسرعاً إلى منزل معاذ.. وهناك أخبروني أن سالي ذهبت إلى الشركة فاتجهت مباشرة إلى الشركة.. ولم أكد أصل إليها حتى ذهبت إلى غرفتها ودلفت إليها دون حتى أن أطرق بابها..
كنت فى حالة غضب شديدة لم استطع التحكم بها.. ولم اشعر من قبل بمثل هذا الغضب الشديد..
كانت سالي تجلس خلف مكتبها وبرفقتها السكرتيرة الخاصة بها وكانتا منهمكتان فى العمل ، غير أن دخولي المفاجئ واقتحامي للغرفة بهذا الشكل جعلهما تتوقفان وتلتفتان نحوى بحيرة وترقب..
قلت ثائراً وغير آبهاً بوجود تلك السكرتيرة :
" أريد أن أعرف ماذا يعنى ما فعلته هذا..؟"
نظرت إلىّ سالي مُرتبكة ، ثم وجهت نظراتها إلى السكرتيرة وقالت :
" هلا تركتِنا وحدنا الأن من فضلكِ..؟ "
ولم تلبث السكرتيرة أن غادرت الغرفة على عجل بينما كانت الحيرة تكاد تنبثق من عينينها ونظراتها..
قالت سالي بمجرد أن أغلقت الفتاة الباب خلفها :
" رجاء أهدأ قليلاً وأجلس لنستطيع التحدث.. "
غير أنني صحت بها :
" لن أهدأ ولن أجلس.. أريد أن أفهم حالاً أى هراء هذا الذى فعلتِه..؟ كيف تجرؤين على شراء نصف الاسهم الخاصة بشركتي..؟ كيــــف..؟"
قالت سالي مُرتبكة :
" كيف علمت هذا..؟ من أخبركَ بأنني من فعلت..؟"
صرخت منفعلاً :
" لا يهم من أخبرني.. ولا تحاولين الهرب من سؤالي.. "
وأضفت بثورة عارمة :
" كيف تفعلين هذا يا سالي..؟ ولماذا..؟"
قالت بنبرة خافتة :
" كنت فقط أريد مساعدتكَ.. لم أشأ أن أشاهدكَ دون أن أفعل شيئاً من أجلكَ.."
كلماتها اشعلت فتيل غضبي بدلاً من أن تخمده فضربت بقبضتي سطح مكتبها فى ثورة عارمة وصحت بها :
" تساعديني..!! ومن طلب منكِ المساعدة..؟ كيف تجرؤين على إقحام نفسكِ فى شئوني..؟ كيف تجرؤين..؟ اللعنة عليكِ.. إننى أفضل أن أعلن افلاسي بدلاً من أن تساعديني بهذا الطريقة.."
وأضفت بغضب :
" ألم تسألين نفسكِ قط لماذا لم يحاول معاذ أن يفعل ما فعلته..؟ ألم تدركي قط أنكِ تهنين كرامتي بفعلتكِ هذه..؟ ألم يخطر ببالكِ قط أننى سأرفض ما فعلته واستنكره..؟"
قالت سالي وقد امتلأت عينيها بالدموع :
"طبعاً كنت أتوقع أن تغضب لهذا جعلت الشراء يتم عن طريق وسيط.. ولكني لم أتوقع أبداً أن يكون غضبكَ عارماً لهذا الحد.. وعلى أى حال أنا حقاً أسفة.. لم اقصد أن أغضبكَ هكذا.. كنت فعلاً أريد مساعدتكَ.. لم استطع أن أراك حزيناً دون أن أفعل شيئاً.."
قلت :
" إذا كنتِ حقاً تريدين مساعدتي فبإمكانكِ أن تستعيدي نقودك فيما استعيد أنا حصصي.. وأنا قادر على تدبر أموري وحدي.."
اعترضت قائلة :
" ولكن................ "
غير أننى صرخت بها مقاطعاً :
" لا يوجد لكن.. ستفعلين ما طلبته منكِ شئتِ أم أبيتِ.. لن اسمح لكِ بأن تتمادي في هذا.. اسمعتِ..؟ اليوم ستذهبين لتستعيدين نقودكِ وتعيدين لي حصصي.. اليوم وليس غداً.."
اطرقت برأسها قائلة :
" حسناً.. كما تريد.."
اتجهت لأغادر غرفتها عازماً على مغادرة الشركة ولكن مشهد ما أثار انتباهي فى تلك اللحظة وجعلني عاجز عن المغادرة..
كانت أروى تقف على مقربة من غرفة سالي وأمامها كانت تقف تولان.. وقبل أن أفيق من دهشتي إذا بسالي تغادر غرفتها بدورها ويقع بصرها على نفس المشهد الذى استرعي انتباهي فتلجمها المفاجأة هى الأخري وتقف بجانبي فى دهشة لا تقل أبداً عن دهشتي..!
~ ~ ~ ~
افلتت من بين شفتي شهقة خافتة بينما كنت أتراجع إلى الخلف وعينىّ مُسمرتين على وجه تولان.. فيما كانت هي ترمقني بنظرات ساخرة وفوق شفتيها تتراقص ابتسامة شامتة..
قالت :
" ما بكِ ..؟ أرأيتِ شبحاً ..؟"
وأضافت بسخرية :
" وأنا التي كنت أظنكِ قد اشتقتِ إلىّ ..! "
تلعثمت قائلة وقد أبت الكلمات أن تخرج واضحة من بين شفتي :
" أنتِ.. أنتِ.. عدتِ ثانية..؟"
قالت :
" عدتُ من أين بالضبط..؟"
حاولت أن استجمع قواي وألا أبدو كالمصعوقة أمامها ، فقلت :
" من تركيا..؟"
وهذه المرة كانت صدمتي أقوى وأعنف حينما قالت :
" هكذا أذن..؟ أهذا ما أخبركِ به معاذ..؟ ياللأسف عليكِ.. إننى حقاً أرثو لحالكِ التعس.. لكم أنتِ ساذجة يا عزيزتي..! أنا لم أسافر ولم أبرح مصر ولست عازمة على ذلك قط.. "
وكأن جبلاً جليدياً قد اصطدم برأسي فى تلك اللحظة ، فلم أعد قادرة على استيعاب أى شئ..!
قلت بتشتت فكر :
" كيف هذا..؟ ألم تعودي إلى تركيا ذلك اليوم..؟"
هزت رأسها نافية وقالت مبتسمة :
" بالطبع لا.. أنا لا أقبل الهزيمة قط ولا أتنازل عما يخصني بهذه السهولة.. وانظري.. ها قد ربحت الجولة الأولي وسأتزوج معاذ قريباً.. والجولة الأخيرة ستكون حينما يعيدكِ إلى حيث انتشلكِ.."
وأضافت باحتقار :
" من قاع المجتمع الذى أتيتِ منه أيتها الغبية.."
قالت ما قالته وواصلت سيرها لتدفعني فى طريقها بعنف ثم تواصل سيرها مبتعدة عني.. بينما ظللت أنا واقفة بمكاني.. مشلولة الارادة.. وقد حجبت دموعي الرؤية أمامي وباتت قدميّ ثقيلتان فجأة فصرتُ عاجزة عن الحراك..!
هل كانت تولان هنا.. أم أنني من فرط تفكيري بها فقد جسدها عقلي أمامي فتوهمت وجودها..؟
من السهل أن أتوهم وجودها ولكن ماذا عن عطرها النفاذ الذى لازال عالقاً بأنفي..؟ هل أتوهمه أيضاً..؟
وهل أتوهم أنها قالت بأنها ستتزوج من معاذ..؟
هل ممكن أن يكون كل هذا وهماً..؟
فى تلك اللحظة رأيت محمود يقترب مني فيما كانت سالي تقف من خلفه وترقبنا مصدومة..
قال :
" أنتِ بخير ..؟"
ولم أدرِ بماذا أجيبه..؟ لم أكن بخير أبداً.. بل إننى بأسوأ حال على الأطلاق..
قلت :
" أريد أن أذهب من هنا.. "
غير أن سالي تدخلت قائلة :
" انتظرى أروى.. إنها كاذبة بلا شك.. لابد أن هناك أمر ما خطأ.."
قلت صارخة :
" أى خطأ هذا..؟ الأمر واضح كوضوح الشمس فى كبد السماء.. لقد خدعني أخاكِ.. كذب علىّ.. تباً له.."
ويبدو أن صوتي قد جذب معاذ فغادر غرفته ليستطلع الأمر ولم يكن يغادرها ويرانا مجتمعين بالرواق حتى اصابته الدهشة.. وبينما كان يدير عينيه فى وجوهنا ألتقت نظراتنا لوهلة ولم استطع كبت العبرات التى انهمرت على وجنتىّ دفعة واحدة..
قال معاذ مشدوهاً :
" أروى..! "
غير أننى صحت به ثائرة :
" لا تنطق اسمي هذا ثانية.. من اليوم لا توجد أروى.. وأنت أيضاً انتهيت بالنسبة إلىّ.. لا أريد أن أكون زوجة لرجل خائن مثلكَ.."
هتف معاذ بألم :
" أروى..!"
فزاد نطقه لأسمي من جنوني وصحت به :
" قلت لا تنطق اسمى.. اللعنة عليكَ.."
واستدرت عازمة المغادرة غير أنه لحق بي ومنعني من الذهاب قائلاً :
" انتظرى أروى رجاء.. لابد أن نتحدث.."
غير أننى صحت به قائلة :
" نتحدث..! أى حديث هذا يمكن أن يكون بيننا..؟ أيصور لكَ عقلكَ أننى سأصدقك بعد اليوم..؟ لقد خدعتني وأخبرتني بأن تولان رحلت بينما هى لاتزال هنا وبالتالي كنتما تلتقيان خلسة.. كيف تفعل هذا بي..؟ اللعنة عليكَ معاذ.."
قال معاذ محاولاً تبرير موقفه :
" الأمر ليس كما يبدو لكِ.. لم تعد تولان تعني لي شيئاً أقسم لكِ.. مشاعري كلها لكِ أنتِ.."
صرخت به :
" ولهذا السبب ستتزوجها هى أليس كذلك..؟"
تفاجئ معاذ ولم يتمكن من إخفاء دهشته ، فتراخت قبضته على زراعي ، ولاذ بالصمت..!
صحت به ثانية :
" رد علىّ.. لماذا صمت الأن..؟ هل أصابكَ الصمم..؟"
فى تلك اللحظة تدخلت سالي قائلة :
" معاذ قل شيئاً.. أما قالته تلك المرأة صحيح..؟ هل تنوي الزواج منها..؟"
ولم يكن فى حاجة لجواب..!
عادت سالي تقول :
" ماذا دهاكَ..؟ قل أى شئ.. لا تصمت هكذا.."
قال معاذ موجههاً حديثه إلىّ :
" أروى الأمر ليس كما تظنين.."
هتفت صارخة :
" كيف ليس كما أظن..؟ هل ستتزوجها أم لا..؟ أريد جواباً.."
أطلق زفرة طويلة ولم يجب فقال محمود :
" رد عليها يا معاذ.. لا تتركنا وتصمت ثانية.. هل ستتزوج من تولان فعلاً..؟"
وأخيراً جاءنا رد معاذ.. قال :
" لا أريدكِ أن تكرهيني أروى.. أحياناً يكون الانسان مجبر على فعل ما يكره.. وأنا بالفعل مضطر لفعل هذا و......."
لم أعد احتمل سماع المزيد فصرخت به مقاطعة :
" كفى.. لست فى حاجة لأن تكمل حديثكَ.."
مددت يدى لأنزع دبلته ورميته بها قائلة :
" أنت حر.. أفعل ما تشاء.. وما بيننا قد انتهي منذ الأن.."
وبسرعة ألتفت لأغادر الشركة فى حين وصلني صوت محمود يصرخ بكلاً من سالي ومعاذ :
" أنتما الأثنان مثيران للشفقة.. كم أرثو لحالكما..! من الأن فصاعدا ليس لي صديق وأخ اسمه معاذ.. وليس لي أخت اسمها سالي.. اللعنة عليكما..! "
حينما وصلت إلى باب الشركة وجدت محمود يعدو خلفي منادياً علىّ..
لم أتوقف أو أعيره أهتماماً.. كنت أجفف دموعي المنهمرة على وجنتىّ وأكاد أعجز عن الرؤية فما كان منه إلا أن اعترض طريقى قائلاً :
" أروى انتظرى.. لا تذهبي وحدكِ وأنتِ فى هذا الحال.."
قلت :
" أرجوك دعني وحدي.. لا أريد مساعدة من أحد.. أتركني وشأني.."
وعدت لأكمل سيرى غير أنه اعترض طريقي ثانية وقال :
" سأوصلكِ إلى حيث تريدين.. أرجوكِ لا ترفضي.. لن أترككِ وحدكِ أبداً"
غير أننى صحتُ به :
" لا.. لا أريد.. أقصد أنني لا وجه لديّ.. أرجوك دعني وحدي.."
غير أنه قال مُصراً :
" لا تحاولين فلن أترككِ وحدكِ بهذا الحال.."
ولأن ركبتيّ كانتا متخاذلتان من جراء صدمتي التي لم أفق منها بعد فقد ذهبت لاجلس بسيارته كما لو كنتُ مسلوبة الارادة بالفعل..
كنت فى حالة غريبة لم يسبق لي أن مررت بمثلها..
كانت صدمتي تمتزج بحزني وخيبة أملي..
ولوهلة مرت أمامي ترتيباتي لهذا اليوم فشعرت بوخز حاد بقلمي..
أهذا هو اليوم الذى كنت أرتب له وأعتزم أن يكون مميزاً..؟
أهذا هو اليوم الذى كنت أريد لمعاذ ألا ينساه قط..؟
ليتني أمحو ذلك اليوم من عقلي تماماً..
بل ليت حياتي تنتهي عند هذه اللحظة..
ليتني أغلق عينىّ الأن ولا أفتحهما مجدداً أبداً..
يااااارب خذني إليكَ..
~~~~~
تتبـــع
،
،
|