كاتب الموضوع :
نونو
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثالث
كانت فاتن جالسة في غرفتها.. ترتب في أوراق المدرسة والدفاتر القديمة.. لتضعها في صندوق وتخزنها بمخزن المنزل.. كانت تفكر في تلك اللحظات في المكان الذي ستضع الأغراض فيها.. لا يوجد مكان بالمنزل.. حنت رأسها إلى تحت سريرها ولكنها لم تجد سعة.. فالغرفة ممتلئة على صغر حجمها.. والسرير كبير ويملئ تقريبا ثلاثة أرباعها أين أضع الأغراض أين؟؟
ملأت الصندوق ووضعته جانبا لتتفرغ له فيما بعد.. فلا بد وان مريم في طريقها لمنزلنا.. حبيبتي مريم.. لكم اشتقت لها.. ولكن.. المسكينة سمية.. من بعد التخرج لم اتصل لها ولم أسال عن أحوالها.. لا بد وإنها غاضبة مني ولعلها تحمل في صدرها علي!! ولكن أنا لي عذري.. هي لم تأتي حتى للعزاء على أبي وهي ابنة جيراننا.. ولكن لا حق لي أن احمل في صدري عليها.. لابد و أن الظروف منعتها.. سأتصل لها وسأكون أفضل منها..
خرجت من غرفتها من غير شالها الأبيض الذي عادة ما تتجول به.. نظرا لعدم خلو المنزل من تواجد ابن خالتها.. لا ترتديه متضايقة بل العكس.. لو كان الشال هو الحل الوحيد لتواجد ابن خالتها المفضل.. فحياه الله .. وان كنت أتضايق منه..
نزلت المنزل فاستغربت لهدوءه.. اين اهل البيت؟؟ هل غادروا؟؟ ام هم نيام؟؟ لكنهم كانو هنا للتو.. نظرت للساعة التي تقبع خلفها في جدار الصاله.. انها الرابعة والنصف؟؟ لا يعقل انهم نيام؟؟ اين ذهبوا؟؟
هزت كتفيها دلالة على الاستسلام وتوجهت ناحية الهاتف لتتصل بسمية..
رفعت السماعة وضربت الرقم..
وانتظرت الرد..
وانتظرت
وانتظرت..
وطال انتظارها الى ان قطعت المكالمة لوحدها؟؟
اغلقت السماعة واعادت الاتصال...
وانتظرت
وانتظرت
الى ان ملت واغلقت السماعة بنفسها... قامت من على الكرسي وتمططت في المنزل.. حركت الجلابية السوداء قليلا من اعلى كتفها لان اليد تضايقها قليلا.. فهي حارة.. وتجلب الحكة الى جسدها.. فتحت شعرها البني القصير وحركته قليلا واعادت ربطه.. وتوجهت الى المطبخ لتجهز شيئا الى مريم..
بالعادة مريم لا تقبل باي شي تجلبه لها فاتن او تعده مسبقا.. تقول.. انها لا تحب المقبلات ولا تحب ان يعد الناس لقدومها.. حتى لو اتفقت معهم تحب ان يكون الموضوع مفاجاة.. مجنونة مريم.. ولكن ما احلاها.. متى نكبر اكثر ليتزوجها جراح ويحضرها للمنزل وتعيش معي.. ياااه سيكون افضل شيئا في الدنيا..
سماء الحزينة جالسة في الصالة وامامها وعاء مليء بمختلف الفاكهه.. احضرته لانها لم تاكل شيئا.. والاطعمة السريعة لا تناسبها ولا تناسب صحتها وان تناولتها لسمنت.. لذا فضلت الفاكهه على كل شي..
انها حانقة...
لابد غاضبة..
اخبرها مشعل بقدوم خالد لعند بابهم واعتذاره الصريح ولكنها.. لم تقبله.. لا بل صرخت في وجه مشعل بعنف جعله يغضب منها ويتركها في الغرفة لتتصارع مع نفسها بين تلك الجدران.. تغيبت عن العشا.. وعن افطار اليوم.. وحتى الغداء.. ولم يتقدم احد منهم ليسال عنها.. لا يهتمون بي.. ولا يعرفون بما امر به.. اهؤلاء اهل.. ام اعداء.. حتى السجان يمر على سجنائه ويرى كيف يمضون اوقاتهم.. الا هذا المنزل.. مشعل.. معذور.. فصراخي عليه كان مدويا لدرجة اني صممت من شدته.. لكن امي.. امي.. هاه.. هذه المرأة او هذه الصخرة الحجرية التي لا تعرف شيئا غير تجمعاتها الاجتماعية ولقاءاتها الراقية والتي من شانها ان " تحااافظ "على مستوانا الاجتماعي بين الناس .. ما اشد تفاهه دماغ امي.. انها تقرفني معظم الوقت..
لكن ابي..
لم لم ياتي الي.. فهو لا يقوى على فراقي.. كيف بات ليله وهو يعرف باني حانقة.. يا الهي.. ما هذه العائلة.. اني لتعسة بهذا المنزل.. ياليت لو ام فاتن تتبناني وتسكنني معهم في منزلهم
لكنها اطرقت قليلا... اعيش معهم؟؟ معناته الحرب العالمية الثانية؟؟ لا بل النهاية.. ان اعيش وارى ذلك التافه المتعجرف الصعلووك امامي كلما استدرت.. كنت لافق عينيه واكسر النظارة من على انفه لكن.. لم تسنح لي الفرصة
قامت من مكانها وهي تضع يديها بكيس البنطلون.. وهي تتمطط وتزفر مللا.. ذهبت عند الباب.. وفتحته.. ارادت الخروج لكن عاودت الدخول مرة اخرى.. وبقيت قليلا عند الباب لتعاود فتحة وتخرج..
وقفت على العتبات بملل وهي تنظر الى السماء.. وتقدمت بملل من على تلك الدرجات.. ووصلت الى الحديقة.. جلست عند الحوض الزراعي الصغير.. الذي يتخلله بالوسط النافورة الجميلة المباااالغ بها قليلا..
تربعت على تلك القطعة الزراعية ومدت يديها الى خلفها ورفعت راسها الى السماء... لم تمر لحظات حتى ان رمت بنفسها على الارض وهي مستسلمة... اني لشهيدة الملل.. ياربي.. اعني عن مللي...
اغمضت عينيها وهي تحلم.. تحلم بعالم اخر.. بحياة اخرى.. بعائلة اخرى.. عائلة لا تجد فيهم الا الحب.. لا تحصد منهم الا الاهتمام والتقدير والعرفان.. وخلال هذه الاحلام ابتسمت مرارا.. وهي ترى ام جراح اما لها.. وفاتن اختا لها.. وذلك الصعلوك.. ذلك الفتى...
ما ان طرأ خالد على بالها حتى استوت في جلستها .. وكشرت بعينيها وقبضت بيديها.. لو فقد جاز لي ان اضربه.. لكسرت فكه بهذه القبضه ( تشهر قبضتها) أأأأأأأأه
وعادت لترتمي..
حتى دخل مشعل المنزل من الكاراج.. وكان على اهبه الدخول للمنزل حتى رأى تلك الجثة المرمية على الارض.. لابد وانها سماء.. ههههههههههههههههه هذه المشاغبة الصغيرة.. اشتقت لها البارحة.. لم امضي معها وقتا.. ولكنها شقية ومشاكسة وتفتقر للادب بالمحادثة.. هي صرخت بعنف لكني لم ارد عليها بل تركتها تصرخ كما تريد لانها ارادت التنفيس عما يختلج بها.. مهما تقول وتتوعد وتهدد فهي لا تقدر ان تؤذي العصفور.. فكيف بذلك الشاب..
وبدأت دوامة التردد.. ايذهب لها.. ام يتركها لوحدها تعاقب نفسها هكذا.. ههههههههههههههههههه لابد له وان يذهب لها.. والا لبقيت هكذا طوال اليوم وتنام في الحديقة لتراها امي وتعنفها..
تحرك ناحيتها بكل خفة وهو يرتدي ذلك الثوب.( دشداشه) .. كان يسير على اطراف اصابعه.. وجلس بالقرب منها من غير ان تحس تلك المشاغبة... وبهدوء بالغ طبطب على رجلها بعنننف أقفزها من مكانها ذعرة ..
سماء: مشعلوووووووووووو
الاخر لم يرد عليها فكان يتلوى على الارض من قفزة اخته.. يا الهي كان الموقف يستحق هذه الحركة ولكنها مسكينة.. هههههههههههههههه..
سماء بصراخ: سخيف صراحة يالبايخ.. جذي تسوي فيني.. صج لي قالوووو حمار.. لكن هين يالكريه..
قامت سماء وامسك بمعصم رجلها وهو ما زال يتلوى
مشعل: قعدي.. ااااخ يا بطني ... تمي سموي يعلج العافية ذبحتيني..
عادت للجلوس بعد ان دفعته غاضبه وكانها حركت فيه شيئا وهو مازال يضحك بعنف..
سماء: هاهاهاهاهاهااهاي.. وايد ايضحك الموقف موووو.. سبــال ماصخ..
مشعل: اسف والله اسف... بس .. بس ههههههههههههههههههههههههههه
سماء : اوووووووووووه بتسكت الحين ولا شنو ترى بقوم عنك
مشعل يمسك بيدها: لا تمي تمي.. ههههههههههههههه فديت عمرج اختي
سماء تقلد عليه: فديت عمرج اختي.. خوت بك الهويات..
مشعل يفتح عينيه: اوه اوه.. شعندها يديده مريم ههههههههههههههه
سماء: الله يرحمج يا يديده ما كان في هالدنيا الا انتي ورحتي عني.. الله يرحم ايامج يا بعد هالدنيا..
مشعل: الله يرحمها ..( يتمعن في ملامح اخته الجميله) ههههههههههههههه
سماء: جب.. لا اعلم عليك الحين؟
مشعل: عند منووو؟؟ المخفر؟
سماء بخبث: عند الحكومة... سلوى الشاهين.. ( ام مشعل)
بدى مشعل وكانه اسقي شرابا مرا.. فملامحه تغيرت من الضحك الى الاشمئزاز: تكفين عاد..
سماء: هااا.. ما تخاف؟
مشعل بحاجب مرفوع: وليش اخاف؟؟ في سبب يخليني اخاف من احد غير ربي؟؟ مهما كانت سلطة امج في البيت مو معناته اني اخاف منها..
سماء: حجيييييي.. والله لو تدري عنك وعن سواياك جان قصصتك مالللح هني وانت ساكت ما تقول شي..
مشعل: أي سوايا اللي اتحجين عنها انتي؟؟ صاحية ولا مينونة؟
سماء : لا يا عيوني انا صاحية... وانت تدري انا شنو اتحجى عنه... ( تشير براسها الى المنزل القابل لمنزلهم) اتحجى عن اللي ساكنين بين ظلوعك.. ما يفارجون مخك ليل ونهار.. حارمينك النوم والراحة.. وساقينك من ماي الويل..
مشعل يمسك مقدمة راسه باصبعه علامه على عدم التحمل: تكفييييين ويا هالويه.. شقالت قالت ساقييينك من ماي الويل.. وايد اتحجين انتي ما تسكتين..
سماء: هههههههههههههههه انا لحد الحين ما تحجيت.. لكن ان فتحت هالكنز تضيعون كلكم..
مشعل: جب بس جب.. ويا هالويه.. تهددين؟
سماء: أي .. كيفي كويتية هههههههههههههه
مشعل يضحك معها: مالت عليج ههههههههههههههههههههه
بعد فترة
سماء: مشعل؟؟ انت بتتزوج فاتن صح؟
مشعل بنظرة جميلة الى اخته.. لم تعرف سماء ما مقصده منها..
سماء: شفيك تطالعني جذي..؟ قايلتك نكته
مشعل:.. لا بس... مادري
سماء وهي تضيق عينيها: شنووو؟
مشعل يحرك نفسه وينام على الارض وهو يوسد راسه بذراعه: مادري..
سماء: ما تبي تتزوج فاتن؟
استوى مرة اخرى في جلسته: لا تغلطين عاد..
سماء: عيل شالسالفة.. سالتك سؤال وطحت لي مادري مادري.. تبيها ولا لاء؟
مشعل: ابيها ونص..
سماء: عيل بتتزوجها ..؟
مشعل: اكيد بتزوجها.. بس.. شلون.. مادري؟
سماء: شنوشلون؟؟ مثل الناس.. ولا بتاخذها بالكنيسة غير يعني.. تجديد للطقوس.؟
مشعل يمسك باذن اخته: انتي وايدفطينه ومسوية روحج اينشتاين علي
سماء وهي تتلوى: خل اذني لا بارك الله فييي عدوينك..
اخلى سبيلها.. وجلس في مكانه وهو ساكن..
سماء: مشعل علامك؟
مشعل: ههههههههه لا تحاولين معاي سماء ما راح اقول لج شي...
سماء بصدمة:ليش ان شاللله.. قاصرة ولا قاصرة؟
مشعل يضرب انفها باصبعه: لانج بنت.. وصغيرة على هالسوالف.. انا مابي اقول لج اليوم عن هالسالفة تقومين باجر تسوين لي نفس الشي.. لهالموضوع تاثير عليج لو ما تدرين.. انتي بعدج مراهقه وصغيرة و..
تقطعه: بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا حجي زايد بلا معنى..
مشعل: ههههههههههههههههههههههه
سماء وهي تقف: انا بقول لك.. انت تضحك الحين.. لكن في مثل يقول يا اخي الحبيب.. من ضحك اخيرا ضحك كثيرا.. ومن ضحك اولا بكى اخيرا..
مشعل بنظرة ضحكة ولكن بدقة خوف بقلبه: شقصدج..
سماء: انت افهم واخبر مني.. فانت قول لي.. انا شقصدي...
وهكذا غادرت سماء عنه وتركته لوحده على ذلك العشب.. مفكرا.. من ضحك اولا بكى اخيرا... من يضحك اخيرا يضحك كثيرا.. ما بالها تلك المجنونة؟؟ اهي جادة بما قالته.. ولم قالت هذا الشي.. اهي تشعر بانني متساهل مع مسالة حبي لفاتن.. لكن.. ما افعله هو عين الصواب.. لا اعترض درب الفتاة ولا اغدقها بالكلام المحرم.. لم ما افعله هو الغلط... لم؟؟
===========================
على تلك الحال بقي مشعل... اما خالد فقد كان جالسا في منزل صديقه فاضل.. تذكرونه اليس كذلك؟ كانا جالسين في المجلس.. وهما يتسامران بذلك العود الهرم الذي لم يفكه خالد مذ رآه.. يذكر هذا العود جيدا.. فوالد فاضل كان يعزف عليه عندما كانو صغار.. رحمك الله يا ابا فاضل.. لقد كنت رجلا عظيما... حاله كحال عمي ابو جراح.. وحال ابي.. وامي... وكلهم.. رحمكم الله...
فاضل وهو شبه الغاط: خلوووووود خل عنك العوود ابي انام..
خالد يضحك وهو يشد في الاوتار ويرخيها..: انت ما نمت..؟
فاضل: أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه..
استغرب خالد: فضول؟؟؟
فاضل: هاااا
خالد: سلامتك من الاآآآآآآآآه
فاضل يفتح عين: تتطنز؟
خالد: لا والله بس ... اتاوه.. سلامتك فيك شي..
يقفز النحيل من مكانه الى عند رفيقه: خلود.. حط يدك هني
يسحب فاضل يد رفيقه الى جانب صدره والاخر يسحبها
خالد: روووووووووووووح .. شتبي في يدي
فاضل: حط يدك على قلبي وشوفه شلون يدق..
خالد: كفايه هالعرج اللي ناط في ويهك..
فاضل: حط يدك على قلبي والا ما راح تحس...
خالد هز راسه معترضا لكن.. سحب الاخر يده ووضعها على قلبه..
خالد: اوووووووووووووووووووه... قطار السريع.. ولا قطار الموت؟
يستند الاخر: قطار؟؟ قول الا ذابحني..
خالد بخوف: فيك شي فاضل؟
فاضل: بموت خالد!!!
الاخر لم يتكلم واكتفى بنظرة احتقاريه: جب انزين
فاضل بصدق: لا والله خلود بموت انا.. بموت ... بموت ان ما ... ان...
سكت وقام من مكانه...
خالد: شفيك فاضل؟؟ علامك تتكلم جذي؟
يلتفت له: انا... ( يخفض صوته) انا.. احب..
خالد: هااااااا؟
فاضل : اووووص... (يقترب منه) انا احب..
خالد يفتح عينيه بصدمة: تحب؟؟؟ تحب منووو؟
فاضل: اوص والله حرام عليك بتفضحني انت..
خالد وهو يخفض صوته: تحب منووو؟
فاضل: ماقدر اقول لك..
خالد: وليش؟؟
فاضل: اخاف.. تنقهر...
خالد:ليش اعرفها انا؟
فاضل: أي..
دق قلب خالد.. من هي الفتاة التي يعرفها هو ويحبها رفيقه.. لا يعرف لم طرأت فاتن في باله..
خالد: من اهي..
فاضل: ما تعصب يعني..
خالد:قول من اهي....
وكان بالفعل على اخر عصب..
فاضل:.. سميــة..
وكانه لم يسمع: من؟؟؟؟
فاضل: سميــــــــة..
سميه؟؟ من هي سمية؟
خالد: أي سمية؟
فاضل: ارفيجة بنت خالتك... فاتن..
خالد: ارفيجة بنت خالتي.. ماكو الا مريم..
فاضل: لا بعد وحدة ثالثة.. سمية .. بنت جيرانهم.. اخت فهد السويعي..
خالد بتفكير: فهد السويعي؟؟؟ ( وكانه ذكر) هذاك بو ظروس غلط؟
فاضل: لا تفشلنا عاد النسيب هذا..
خالد: طاع هذا ههههههههههههههههه.. صج مو صاحي انت
فاضل: ليش ان شاء الله؟
خالد: انت ناسي انت شلون علاقتك ويا اخوووها.. ناسي انك ما توطي فريج بيت خالتي بسبته..
فاضل بنظرة رجولية: ولا يكون علبالك انا اخاف منه.. طز فيه وفي شكله لا تخليني اعصب الحين واروح اطشره..
خالد: تككككككككككككككككفى ياشيخ انتخييتك.. اقعد مكانك بس اقعد.. لا تخليني اعصب واروح اطشره.. انت شيل عمرك قبل.. بعدين تكلم..
فاضل:ليش شفيني انا.. جريب بشتغل.. وفي احسن شركة بعد؟
خالد غير مصدق: اقص هالذراع..
فاضل: ابشر عيل بتقصه..بشتغل في الوفا للمحاماة..
عقد خالد حاجبيه من اسم الشركة.. الوفا للمحاماة؟؟ هذه الشركة؟؟ ليست غريبة؟؟
خالد: متى هالكلام؟
فاضل: من جمن يوم.. من ايام عزا عمك بو جراح الله يرحمه
خالد: وتوك ياي تقول لي؟؟
فاضل: انت بعد كنت مشغول وحاقرني.. مو مصدق خبر انك يم حبيبه القلب ناسي الدنيا واهلها..
خالد: شتخربط انت.. انا مافي شي يشغلني عنك وعن امورك في هالدنيا.. وبعدين انت منو سمح لك تروح تشتغل وانا للحين عطالي بطالي؟
فاضل: تبيني انتظرك يعني.. حبيبي انا ريال في سن زواج وراي عايلة ووراي بيت.. امي شاقيه ما تقدر تلاقي تبيني اتم قاعد هني وازحر ولا علي من احد..
خالد: ايا النذل بس عاد قوم من وراي رووح سو كل شي.. ليش.. وين الرفجة ووين الربعة يا بو خلي...
فاضل يجلس وهو يرفع رجلا على رجل: بعد كل واحد وشقيته على نفسه..
خالد: صج انك ... ( ترك العود وقام) لكن انا الحيوان اللي مرافجلي واحد حيوان مثلك.. عن اذنك...
قام الاخر وهو يمسكه: وين رايح؟؟
خالد: بقوم عنك لا اكسر هالعود على راسك..
فاضل: هههههههههههههه حسووود ما تستحي على ويهك
خالد: عيل شلون انت تشتغل وانا قاعد بلا شغلة ولا مشغلة؟
فاضل: روح معهد؟
خالد: معهد؟؟ اقول... اقلب ويهك..
فاضل: ههههههههههههههههه زين وقف..
خالد: شتبي..
فاضل: الشغلة فيها اثنين جان تبي..
خالد بتعنت.: مابي..
فاضل يغمز: متاكد؟؟ ترى الراتب حلووو..
خالد: جم يعني..
فاضل: بالراحة 180 .. غير عن العلاوات وغير عن الاوفر تايم..
خالد: وماكو ترقيات.؟
فاضل: افا عليك اكوو ترقيات يمكن تزيد معاشك هذا ستين دينار..
خالد: وين هالشغل؟؟ الوفا للمحاماة
فاضل: أي..
خالد: شنوع الشغلة..
فاضل: مراسلة..
خالد: شنوووووووووووووووووووووووو؟..
انصدم خالد من طبيعة العمل.. مراسل؟؟ حاله كحال الهندي الذي يرسل من مكتب لاخر ليتعرض للاهانات والتسفيه..
فاضل: شنوو شنو.. مو شغله اوادم .. مو شغلانة شريفة
خالد: بس ياخي مو جذي.. حالنا من حال الهنود..
فاضل: ييب لي شغلانة ثانية احسن من هذي.. لا ترفس النعمة بريولك يا حبيبي ترى والله احنا بحاجتها..
خالد: ادري بس... ( بتفكير) مراسل؟؟
فاضل: خالد حبيبي.. انت شوف انت عشت في بيت منو.. ابو جراح كانت شغلته مو محددة لان ماكان يشتغل في شي واحد.. كان يسلك .. ويركب.. ويصلح.. ويبني .. وينجر.. و .. و.. و.. وشوف سمعته بين الناس.. الحين احنا شغلانتنا سهله ومريحة وكل اللي فيها سيارة نسوقها من محل لي محل نستلم ولا ناخذ وبالعافية ناخذ نفس اجره.. شفيك انت ما تحمد ربك..
اطرق خالد مفكرا.. انه محق.. ولربما سبب كونه محق ذكر عمه ابو جراح.. فلا عمل كعمله رحمه الله.. لم يكن مجرد سباك او نجار.. كان رجلا كامل الحرف من كل النواحي.. رحمك الله يا عمي الغالي..
فاضل: ها شقلت..
خالد بابتسامة: وين ما انت انا وراك والزمن طويل..
فاضل: لا تقوووووووول
خالد: انت بس روح خبرهم ان اكووو واحد ثاني معاك وايصير خير..
فاضل: يا ولللللللللللللللللللللللد بنشتغل ويا بعض.. عئبال الماجستير
خالد: يا فالح حصل الدبلوم اول... انت دخل الجامعة يا عيوني..
فاضل: ما يحتاج.. شهر شهرين.. بالكثير ست شهور الا انا محوش لي هذاك المبلغ الحلو... عشان اتزووووووجها..
خالد: من؟؟
فاضل: نسيتها؟
خالد يحك راسه: والله مادري... اقول.. خلنا نحتفل اليوم بالمناسبة الحلوة..
فاضل: ماكو سيارة
خالد وهو يرتب على صديقه: افا عليك عندي دينارين ونص ناخذ تكسي ولا عليك..
فاضل:يا وووووووووووووولد..
=================
الساعة الان الرابعة والنصف ولم تصل مريم... اعتبرت فاتن هذا الشي في صالحها لكي تعد ما لذ وطاب من المقبلات التي تعرف لها..
وهي تعمل وتعجن تلك الكعكة احست لحركة في المنزل.. اطلت براسها وهي مشغوله في المطبخ تنادي: يمه هذي انتي؟؟؟
لم تلقى جوابا.. وعادت لما كانت تقوم به... وهي تتسائل .. لقد سمعت صوتا .. من كان يا ترى..
عادت لتلك الكعكة وسمعت الصوت نفسه مرة اخرى... من هذا يا ترى...
خرجت من المطبخ وهي تنادي وعجين الكعك بيديها واكمامها مرفوعه وخصلاتها متناثرة على وجهها.. هي ابقت الباب الامامي مفتوحا للتهويه كما يفعلون بكل عصر.. ولكنها لم تكن تعرف ان فتحه اليوم لم يكن لصالحها.. فمن كان واقفا عند الباب لم يكن من اهله.. بل كان بعيدا كل البعد... انه مشعل...
عندما رأته فاتن وهو واقف لم تقدر على الحراك... وهو الاخر ظل جامدا مكانه... متأملا تلك الملامح الجميلة.. وتلك العيون الشفافة.. وتلك البهدلة التي بدت رائعة عليها حتى... لكنه... احس لتلك النغزة التي تتطري في قلبه كلما رأى فاتن.. اهلها... فاذا به يسحب الباب ويغلقه وعيناه لم تفارق عيناها... والاخرى من شدة ضربات قلبها صمت اذناها عن الواقع وعن ماهو خاطئ وما هو صحيح...
لم تطئ قدميها الحياة الا بتلك اللحظة... عندما اظلم المنزل بعدما كان مليئا بنور قدومه... ما احلا وجوده في منزلنا هكذا... يرجع الحياة كلها في رفه عين..
ضمت المجنونة يديها الى عنقها وهي حامية.. تحس بالدماء تجري غليظة في عروقها وكانها ستسدها ولن تسمح لها بالتنفس... ما اروع هذا لاحساس.. فهو لقاتل.. ومحيي في نفس الوقت... ما اسعدني حقا .. يا لفرحتي... يا سعدي وسعادي.. لو كنت اعرف انك ستاتي بهذا العصر لما وقفت لك هكذا.. لا بل فرشت الارض لك زهرا وريحان.. يا حبيبي الغالي...
وقفت تلك المراهقة عند الباب وهي مولية ظهرها له... وما بها الا ان تسمع صوت الباب وهو يفتح... فرفعت راسها... هل اتى مرة اخرى؟؟؟ التفتت بكل شوق للباب وعينيها مشرقتين بشتى انواع السعادة ولكن....
لم يكن هو
كانت مريم رفيقتها...
واقفة بشكل غريب وبوجهها تكشيرات مستهجنة لم ترى فاتن مثلها على وجه مريم الا في المناسبات البعيدة..
فاتن بارتباك: ه.. هلاااا مريم.... هلا حبيبتي..
والنظرة لم تتغير من عيني مريم: هلا فيج فتون...
وتقدمت ناحيتها فاتن.. والاخرى واقفة والاكفهرار على وجهها..
بتلك اللحظه كان الخوف يدب في اوصال فاتن... لم .. لم تعرف.. لكن لابد وان الموضوع كبير والا مريم لا تغدق الناس باهتمامها الا اذا كان الشي معنيا لها..
فاتن :علامج مريم.. فيج شي..
مريم بنظرة غاضبة: فاتن مشعل كان طالع من بيتكم الحين صح؟
ماتت فاتن بداخلها:... أي...
مريم ارتعدت وعينيها توسعتا...: محد في البيت الا انتي؟
فاتن برعب: أي.. ليش.. شصاير؟؟
مريم امسكت براسها وكانه يوجعها... وتلك الحركة اذابت فاتن وصبرها...
فاتن: علامج مريم شصاير؟
مريم: فتووون اشفيج انتي ينيتي... مساعد اخوي شافه يطلع من البيت..
انتفضت فاتن بمجرد ذكر اسم مساعد.. ولكن: واذا... اهو كان يبي ... يبي جراح... بس.. شفيج مريم بس صرعتيني بلا سبب..
مريم: فاتن اشفيج انتي مو صاحية.. اقول لج شافه مساعد وهو واقف عند باب بيتكم مساعة وانتي واقفة معاه
فاتن: واذا الباب كان مفتوح يا مريم مو انا اللي فتحته له انتي تعرفين زين بهالعادة اننا نفتح الباب العصر للتهوي....
مريم: ولو فاتن بس الموقف ما يتعذر.. مساعد من شافج واهو يغلي من القهر.. ياويلي يا فتون لو يروح- ويقول لجراح بتروحين فيها
كانت تنتفض ولكن مجرد ان تخطر في بالها فكرة موقف مساعد تنزعج قهرا منه
فاتن: اوووووووووه.. اخوج هذا شعليه يروح يخبر عني عند جراح... ان شمسوية جرم ولا ذنب.. كل اللي صار اني ما كنت ادري ان احد على الباب..
مريم: ويومنج ما تدرين احد عند الباب ليش وقفتي...
صمتن الاثنتين وهن يسمعن حمحمه... غادرت فاتن للمطبخ وهي تغشل يديها برعشة... ما باله هذا المتعنت يطأ منزلنا لكي يرعبني... والله لان تجاسر علي لان....
غابت الكلمات عنها وهي تغمض عينيها المرعبتين وتنشف يديها في الفوطة وتلبس الشال وهي ترتعش وتخرج من المطبخ...
الا بجراح في وجهها: فتوووون حبيبتي.
انتفضت فاتن ذعرة: يمـــــــــه
جراح بصدمة: اسم الله عليج خرعتج.. اسم الله عليج.. علامج انتي صايرتلي خريعة جذي.. اقول فتونه مسويه مقبلات ولا شي؟
فاتن وقد غابت عن بالها كل تلك الامور وبلا تفكير : ايه سويت شويه اغراض في الثلاجة بتلقاهم
جراح: ياعيـــنـــي على هالاعداد الجميل وهالاخت الحلوة.. فديت عمرج فتونه زهبي لي كل شي في طاوله وانا احمله للديوانية
بخوف تساله: من عندك بالديوانية؟
جراح: مساعد ولد عمي غافل الدخيلي...
هزت فاتن راسها بالايجاب وغادر عنها اخيها وهو يكلمها: لا تنسين زهبي كل شي الحين راد لج...
ذهب جراح وهي بقيت مكانها مرتعدة... ونسيت مريم .. أي ذهبت؟؟؟
فاتن: مريم.. مريم..
تظهر لها الاخرى في الكاراج وهي تسير بهدوء: راح اخوج؟
فاتن : أي راح.... تعالي... انتي هني اهلا وسهلا فيج اخوج ليش ياي
تسحب مريم فاتن من يدها وتدخلها مرة اخرى الى المطبخ.... وهذه المرة نافذة المطبخ المفتوحة وليس شي اخر...
مريم: فتون انتي شفيج بايعتها ومخلصة... ليش ما تحاسبين انا جم مرة قلت لج شوفي اللي يمج واللي وراج قبل لا تسوين أي شي؟
فاتن بقلة اعصاب: انا شسويت مريم لا تحسسيني اني سويت شي وانا يا غافلين لكم الله..
مريم: شنو ما سويتي والوقفة المحترمة مع ولد يرانكم هذا شي عدل؟؟؟؟؟
احمرت وجنتي فاتن لا حياءا ولا شي.. بل غضبا.. فكل ما تذكر هذا الشي يترائى لها صاحب العيون القاتلة مساعد.. وتدعو في قلبها ان لا تراه اليوم فهو لن يرحمها بنظراته؟..؟
مريم تمسك بيد فاتن الباردة المرتعبة.. هي لم تخطط لشي ولكن.. كل شي محسوب لا بل متوقع منها ولا من احد اخر..
فاتن بخوف: مريم .. تهقين اخوج يقول لجراح؟
مريم: ابدا لا... مستحيل يعرضج لهالموقف.. بس... مادري فاتن.. انتي ليش ما تقولين لمشعل انه يبطل هالحركات معاج وانتي بغنى عن المشاكل ويا هلج
فاتن: والله مريم واقسم لج بالله اني ما شفته من فترة ومن زمان ما طاحت عيني عليه .. مادري شنو اللي يابه بيتنا اليوم.. اكيد يبي جراح ولا شي ويوم شاف الباب مفتوح ....
عضت ظفر ابهامها هلعا... ومريم تغير دفة الحديث..
مريم: وينها امج ماكو حس ولا نجرة بالبيت؟
فاتن: بروحي مادري وينهم.. ادور عليهم من مساعة ما شفت احد..
مريم: انتي ما عليج الحين فتون انتي بس خلج ايزي كل شي بيصير اوكية.. لا تحطين في بالج ولا شي كل شي بيتعدل... انتي ما غلطتي.. ارفيجتي واعرفج مستحيل تغلطين في حق نفسج ولا هلج.. اكيد هالشي صدفة ومو مدبر...
فاتن: الله يسمع منج.. مع اني يا مريم مو مفتكرة في اخوج وانا اسفه يعني.. بس اهو ماله حق انه يرعبني جذي.. انا مستحيل انزل لهالمستوى اللي اهو بيفكر اني منه.. لكن... الشره مو عليه.. الشره عليج انتي.. وبعدين تراه في نفس مستوى غلط مشعل؟
مريم باعتراض: شلوون يا امي؟؟؟
فاتن: اهو الثاني بعد وقف وتم يطالع مثله مثل مشعل.. يعني شالفرق بينه وبين تصرف مشعل الحين كلهم في الهوا سوا...
مريم بتفكير.. فاتن محقة.. ولكن... اخي لا يحب فاتن كما يحبها مشعل.. ولكن.. كيف له ان يعرف بحب فاتن لمشعل ومشعل لفاتن؟؟
مريم: صح كلامج... بس بعد.. اللي صار غلط
فاتن: ادري ادري ادري والله العظيم ادري انه غلط بس عاد يا مريم لوعتي قلبي من كثر ما تكررين..
جراح يقف عند الباب: فتون وين المقبلات؟
انتبهت فاتن له ومريم المولية ظهرها تجمدت مكانها ...
انتبه جراح لها... وابتسم بملئ شدقيه...
جراح: يا حيا الله من يانا...
مريم من غير ان تلتفت: الله يحيك....
تنظر الى فاتن بتوسل اما الاخرى فلم ترى شيئا غير تلك العينين المتركزتين في بصيرتها..
جراح: شخبارج اختي عساج ابخير
مريم بقلبها:: اختي؟؟؟؟ من هذه الاخت...
مريم: ابخير اخوي .. انت شخبارك؟
جراح:: وحدة بوحدة... هين يا مريووم..
جراح: ابخير الله يسلمج..
تناوله فاتن الصينية بلا انتباه: هاك...
وتعيد الجلوس
جراح: فتووون
فاتن وهي ضائعة: هاااا
جراح: شكرا على الصينية بس لازم شي يكون عليها لو تدرين يعني؟
انتبهت فاتن لما يقوله اخاها... فرات ان الصينية فارغة بلا أي شي... وقامت مرة اخرى
واخذتها منه وملأتها بالاطعمة المختلفة... واعطتها اياه...
جراح: زهبي العصير بعد... بيي اخذه الحين
فاتن: اوكية...
غادر جراح ظلت فاتن مع مريم متوجسة.. خائفة من ان يتفوه مساعد باشي شيء الى اخيها.. ولكن هي غاضبة اكثر من كونها خائفة.. هي لم تكن تضمر في قلبها أي نية في هذا اللقاء.. ولكنها.. كيف فعلت ما فعلته ؟؟ كيف طاوعها قلبها ووقفت مع مشعل بتلك الطريقة.. لكن.. انا لا ذنب لي.. انا احبه... يا ناس احبه ولا استطيع او اصبر على رؤيته.. لكن.. يبقى ما فعلته خاطئ..
مريم: فتوووووون.. اوووف انتي اليوم ماعطتني اقنور من الخشن
فاتن بضيق: شفيج مريم والله مافيني على صدعتج
مريم بصدمة: افاااااااا.... هذا وانا قاعدة عندج تقولين هالكلام.. لكن مو منج مني انا اللزقة اللي مو قادرة على فراقج
فاتن بابتسامة تشوبها نظرة قلق: يعني الحين كلش؟؟؟
مريم بتصنع: أي كلش وملش.. اصلا انتي اسمحيلي مافيج قلب... وانا اسفة اني ضيعت هالوقت كله معاج.. اكسكيوزمي مدام...
وهي تهب بالنهوض تسحبها الاخرى من يدها
فاتن: قعدي... ممثلة بايخة مثلج ما بشوف..
مريم: انتي سباله لكن اللي يقول لج السالفة اللي يايتلج على حصان عشان اقولها...
فاتن: شنو يعني غير سوالفج البطالية اللي مامنها فايدة؟؟
مريم وهي تفتح عينيها بصمت: صج لي قالووووو... سباللللللللللللللللللللله ما تستحين الشره مو عليج
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مريم: حمارة تضحكين..
فاتن: زين قوليلي.. ههههههههه.. شعندج ؟؟ شهالسالفة اللي اتكلمين عنها؟
مريم: ايي.. الحين... لكن حريمتج ماقول لج عنها...
فاتن بقله اهتمام: كيفج.. متى ما حبيتي تقولينها قوليها... أي دونت كير..
مريم بصدمة: صج انج..
فاتن: ادري حلوة وجميلة وابطح اللي يشوفني..
مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههههاي.. وين رحت عنج انا ا فديت هالخشه
فاتن: تعالي سموي وينها شخبارها مادري عنها
مريم وكان الجرس ضرب في دماغها: وييييييييي بقول لج عنها هذيي...
=============
خرج جراح عن مساعد ليحضر العصير وظل الاخير في المجلس ينتظر قدومه.. ولكن بماذا.. فكل ذرة هدوء او اعصاب قد فقدها بسبب ما رآه مذ قليل... لم يستطع الا ان يكبت تلك النار الكاوية التي اختلجت بصدره... كانت في قلبه نية القتل.. ان يقتل ذلك الشاب الذي وقف وتمعن في فاتن والاخرى تبادله النظرات... كانا في موقف.. لو كنت ذا سلطة عليها... استغفرك يارب... استغفرك واتوب اليك.. لانها لو كانت تمت لي بادنى صلة.. لكنت قتلتها...
كانت النار تسعر في خاطره.. والبنزين يجري في عروقه والدخان يحوم حول راسه من شدة العصبية التي كان يمر فيها... لم يصدق ما رأته عيناه... اهذه من كان يعتقدها عالية.. كم كانت جميلة في عينيه... وكم تشوهت صورتها في مخيلته.. تبدووو ... كالمشوهه.. كالقبيحة.. كالشي المقزز للنفس عندما يراه احدهم وتلوع كبده.. اكرهها.. اعترف باني اعجبت بها.. لكني اكرهها الان... ولكن.. صبركِ علي يا فاتن.. ان لم ابعدك عن ذلك الصعلوك.. فلن اكون مساعد!!
عاد جراح وهو يحمل العصير.
مساعد وهو يغير نبرته: ليش عاد متعب نفسك ومعبل على روحك ما يحتاج كل هالسوالف انا الا دقاايق وطالع من عندك
جراح: افا ما يصير ما نظيفك.. (يغمز له) بيني وبينك انا ما سويت شي كل هذا من يد اختي الله يخليها ..
كان مساعد يهم بشرب العصير.. وما ان ذكر صانعه حتى ابقاه بالقرب من فمه وابى ان يشربه..
مساعد وهو يضع الكوب: زين جراح .. شوف .. (يمد له بملف اوراق) هذي الاوراق اللي انا قلت لك عنها.. فيها كل شي عن البعثة وبرنامج الدراسة والتمويل المالي والمتطلبات والمؤهلات.. ما راح تخليك تحتاج انك تسال اكثر.. لكن لو حبيت انا فيني انظم لك موعد ويا المسئولة عندنا... نجاة الدلاهمي.. ما راح تضيع مكتبها في الطابق الاول للشركة..
جراح: والله ياخوي مادري شقول لك .. ماعرف شلون اشكرك.. بس انا ابي اشوف هالمسئولة.. ومو انا اللي ابي اقعد وياها واسالها.. ودي لو فاتن اهي اللي تقعد معاها واهي الموظفة تقنعها بهالشي.. لان هالشي صعب في الوقت الحالي مع فاتن...
اطرق مساعد مفكرا... عرف الان سبب رفضها عن السفر.. تعذرت باخوتها وبيتها.. ولكنها.. تلك الخائنة الصغيرة.. ستعرف الان من هو الذي يدير دفة القرار.. ان لم أسفركِ بهذا الصيف.. لن اكون مساعد
مساعد: انت ما عليك من اختك.. صح كلامها انها لازم تقعد عشان اخوانها وامك وتساعدهم.. بس الدراسة اهم. الدراسه سلااااح ما يموت ولا تقل ذخيرته.. اهي لي راحت ودرست وردت هني واشتغلت راح تكون مساعدتها اقوى من كونها قاعدة هني بلا شغلة ومشغلة.. انت بعد لا تخليها تستسلم لهالفكرة.. واعرض هالاوراق على امك قبل لا تعرضها على اختك.. بتشوف انك راح تلقى لك حليف.. اكيد امك لها قرار على اختك ولها سيطرة وتقدر انها تلين فكرها شوي
جراح وهو يفكر وينظر الى الاوراق: صح كلامك... انا بكلم الوالده اليوم.. وبرد عليك خبر... فاتن لازم تقبل بهالبعثة...بس.. اللي ابي اعرفه.. فاتن شلون اختاروها عشان هالبعثة...
تقدم مساعد للامام وهو عاقد يديه امامه: بصراحة بقول لك.. هذي.. مو بعثة.. اهي صح باسم شركتنا.. لكن .. هالبعثة اهي استثمار ابوك الله يرحمه في شركتنا..
استغرب جراح وانصدم: استثمار؟؟ شستثماره..؟؟ وابوي من وين له عشان يستثمر..؟
عاد مساعد وتسند على ذلك الكرسي الوثير: ابوك يا جراح ماخذ قرض.. احنا بالقانون ما نسميه قرض نسميه اسهم مالية.. ابوك باعنا اسهم او حطاها في عهدتنا.. احنا بقدرتنا استثمرناها من تقريبا حوالي ال6 سنوات.. والحمد لله جابت لابوك عائد مالي محترم وكبير.. من شانه انه يخلي اختك تدرس في هالجامعة.. اهو كان كليا 20 الف دولار... لكن الشركة نظرا للعلاوات اللي تعطيها لموكليها او المتعاملين معاها عطت ابوك لتعامله 6 سنوات معاها مبلغ 7الاف دولار.. كل الف يعتبر بونس لكل سنه.. هذا شي عادي.. لان اسهم ابوك كانت مرتفعة وغالية.. على الرغم من فقر ابوك!!
كل هذا كان كثير على جراح.. والدي يمتلك ثروة.. ونحن هنا مدقعين فقرا؟؟؟ كيف.. ولم؟؟ وما هذه الثروة؟
جراح: شنو هالثروة اللي انت اتكلم عنها..؟؟
مساعد: ابوك عنده بيت قديم .. يتوحد في ملكيته.. هالبيت اهو سهمه واحنا استثمرناه بالتعاون مع وزارة السياحة في انه يكون ملحق سياحي وثقافي مهم... بيت ابوك هذا الحين صار ملمح من ملامح السياحة في دولتنا الكويت.. وبالاحرى صار مطعم كبير تراثي وراقي..
جراح بصدمة: واحنا.... شلنا من هالمطعم؟؟
مساعد: المطعم لكم منه بونس سنوي من الارباح...
يسترجع جراح ذاكرته لاي شي يشير الى ذلك المطعم.. ولكن .. لا شي يطرا على باله..
مساعد: انتو ما لقيتو شي لان لطول هالسنوات ابوك كان ميمع الفلوس عشان دراسة فاتن...
لمعت شرارة في قلب جراح... لم فاتن .. وليس انا؟؟؟
وجاء تحليل مساعد الاخير لكي يبرد قلب الاخ على اخته: هالبعثة بالاول كانت باسمك.. بس انت ما يبت النسبة اللي تأهلك انك تحصل هالدراسة الخيالية..
عاد فكر جراح الى الماضي.. بايام المدرسة.. كم كان ابيه يتعب عليه وكم كانا يتصارعان لامر المدرسة.. وعندما اتت النتائج.. كان ابو جراح غاضبا غضبا مخيفا منه.. ولكنه.. لم يعبأ بابيه وامضى طول تلك الاجازة في اللهو والاستخفاف.. ودخل جامعة الدولة ليدرس ما لم يتقنه ابدا في حياته.. آآآه يا ابتاه.. ليتني سمعت كلامك...
مساعد مخففا: لا تعور قلبك الحين يا جراح.. تراك انت الحين في موقف ينحسد عليه.. انت وقفت لابوك الله يرحمه وقفة صعب على كل واحد يوقفها.. حتى القوي ما يقدر يسوي اللي انت سويته.. وانت بهالشي البسيط قدرت انك تريد ابوك في قبره الله يرحمه..
جراح مستسلما: الله يسمع منك..
مساعد: ااااااه
جراح مستغربا: سلامتك من الاه..
مساعد يضحك: هههههههههههههههه تصدق.. من ست سنين وهالهم في صدري.. وما كان من المفروض انكم تعرفون الا بعد وفاة ابوكم... وما كنا حاطين له هالافق.. لكن.. مشيئة الله
جراح الذي ضم يديه وبقي ساكنا في مكانه.. لم يكن يفكر بشي .. ولم يكن يقوم باي شي.. لان ذاكرته اخذته الى ذلك الماضي المشين.. ذلك الماضي ال**************** الذي كم يود ليعود له ويعيد الألام الكريهة.. يرحمك الله يا ابتاه.. انك كنت لا تريد الا مصحلتنا..ونحن.. مقصرين بحقك.. لكن اعدك يا ابي.. وبرحمة ثراك.. اني لن اترك فاتن تضيع مستقبلها هباء.. بل سوف تذهب الى اميركا لتدرس وتستغل تعبك وجهدك طوال تلك السنين... اه عليك يا ابي الطيب..
مساعد: زين يالاخوو.. انا الحين بخليك..
جراح: وين توك ما قريت...
مساعد يبتسم: تسلم الله يخليك.. بس لازم امشي عندي مشاوير لازم اخلصها...
جراح: ملزوم انك تمشي يعني؟
مساعد: أي والله.. مرة ثانية ان شاء الله
يهم جراح بالنهوض والاخر معه.. ويخرجان سويا من المجلس..
مساعد وهو يركب السيارة: مثل ما وصيتك.. ملزوم تقنع اختك في هالبعثه..
يبتسم جراح وهو يربت على كتف العملاق: لا تخاف.. دام الوالدة بتدخل في السالفة والكلام اللي انت قلت لي اياه.. ما راح يضيع أي شي..
مساعد وهو يفكر.. : أي صج تعال.. ابيك ترتب لي ويا هلك موعد..
جراح باستغراب: ليش؟
مساعد: لا بس عندي وصية ابوك لزم اقراها لكم.. فيها توصيات واشياء وديون وسوالف يعني..
جراح يضحك بسخريه: ديوون؟؟ أي ديون بعد..
مساعد يضحك: هههههههههههه لا تخاف.. مو مديون.. دائن..
جراح: ليش ابوي كان عنده عشان يسلف؟؟
مساعد وهو يدخل السيارة الفارهة: جراح.. انا لو اقعد معاك واقول لك اللي ابوك كان يسويه من يوم انا اشتغلت في مؤسسة الوفا بشيب راسك.. ابوك هذا اللي كان كل يوم يقوم الفير ويرد المغرب واهو حامل عدته .. كان في هالعده يضمن لكم مستقبلكم.. (يشير الى المنزل) هذا البيت وبساطته.. كان بهدف.. الهدف انه ما يكبر في عقولكم فكرة التبذير وحب المظاهر.. ليمن اقول لك ابوك كان عظيم.. فانا اعني كل حرف من هذه الكلمة.. (تبسم مساعد لجراح الذي شاجت احزانه بملامحه...) وانت ما شاء الله عليك.. راح تكمل هالمسيرة.. وراح تكون الاب مرة ثانية لهم... مو مهم يا جراح لو كنت في يوم من الايام مستهتر.. الماضي ما نقدر نرده.. لكن المستقبل..(يقبض بيده) في قبضتنا...
هز جراح راسه اعجابا بذلك الرجل.. وتمنى في تلك اللحظة لو انه اراد ان يكون شيئا بحياته.. فهو يريد ان يكون مثل هذا الرجل.. لا بل افضل منه...
مساعد: شوف خبر اختك تقول لمريم انها بس تمل تتصل فيني .. وانا اييها...
جراح: ان شالله..
مساعد: يالله في امان الله..
جراح : في حفظه..
وعلى هذا.. غادر مساعد بعيدا عن جراح.. وهو عارف بما فعله به.. لقد اثر به اشد تاثير.. ولكن كل ما قاله كان حقيقة.. ولربما .. ليست كل الحقيقة.. اخفى الكثير.. ولكنه على وشك ان يكشف عنه.. في وصية الاب
يا هل ترى.. ماذا تخفي تلك الوصية..
وما بها من وصايا.. ومن ديون.. ومن اعباء جديدة على جراح..
فاتن ما الذي سيجري بينها وبين
1- البعثة
2- مساعد
3- مشعل
4- حياتها...
هل سيخاطر مساعد بجعل نفسه العدو الاول والعتيد لفاتن.. ام انه بهذه الرعاية.. سيكتب في منهاج حياتها.. فصلا متوحدا.. ومتفردا بنوعه...
نقله حياتيه لمساعد في حياة فاتن.. من شانها ان تدب الحياة في اوصاله بعد ان غابت عنه طوال ال8 اعوام...
انتظر ردودكم..........
|