لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-06, 12:20 AM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الفصل الثاني
==============


مرت الاسابيع في المدرسة الصيفية عن فاتن مثل هدوء موج ليلة صيف باحد الشطآن.. وكانت متقدمة في صفها مثل الفصلين اللي طافو.. بس لفرق ان مالها اي صحبة او جماعة تتسلى وياهم.. هيام ردت البحرين ويا زياد قبل اسبوع واهي تمت بروحها .. في ملحقها.. وفي عالمها الصغيـر.. تتسوق وترد بيتها وتاكل وتنام وتتمشى وتتنزه لحالها.. مالها سلطان على احد ولا احد له تملك عليها.. وكم كان الشي مؤلم ومفرح في نفس الوقت..

افتقدت للحزن اللي عم قلبها طول ذيج الفترة لسبب او آخر..يمكن خلاص كف قلبها عن الحزن والانتظار لشي غير متوقع.. او يمكن ما عادت تهتم.. او يمكن هذي هي نهاية المشاعر عندها..

اللي معاها في الفصل كانو يسمونها subzero اي ان برودتها تقع تحت الصفر.. فهي ما تبتسم.. ولا تتكلم ولا تتعامل مع اي احد في الكلاسات اللي تاخذها.. تاخذ اللي تبي وتطلع من غير اي كلام مسترسل او زايد..

طبعا قطعت جورج وزوجته مارسيلا مثل ما قطعت الكل .. وهذا الشي اللي آذى قلبها بصورة خاصة.. لانها موجودة باميـركا.. لكن اهي ما راح تتفهم مشاعر الناس دام ان مشاعرها انداست كثر من مرة .. وما راح تهتم ابدا..

دخلت الملحق وهي حاملة عدة التسوق من السوق الشعبي .. فرحانه لبهجة الوان الصيف في المكان.. صج ان الجمال والطبيعة في بوسطن من اروع ما يمكن..

فججت الورود اللي كانت حاملتها وشغلت الة الرد على المكالمات.. وراحت للمطبخ تحط الورد بالانية..

مكالمتين كانو.. الاولى من ام هيام اللي اتصلت فيها اكثر من مرة .. وكانت تطلب من فاتن في هالمكالمة انها تدير بالها على حالها وما تفتح الباب لاحد. علبالها فاتن وحدة ياهل وما تعرف..

اما المكالمة الثانية كانت من هيام.. وكانت تتكلم بصوت مثار وفرحان تخبر فاتن كيف ان البحرين حلوة واول ما وصلتها تمنت لو ان زياد ياخذها مباشرة لى هله.. لكن اهم لازم ينتظرون فراق بعض لجم يوم عشان الخطبة الرسمية اي الملجة بين الاهل.. وتذمرت لكون فاتن ما بتحظر ملجتها واهي ارفيجتها..

بعد ما انتهت المكالمات وقفت فاتن شوي في المطبخ وهي تحس بالفراغ في داخلها.. وكيف ان مريم طرت على بالها في ذيج اللحظة الاسـرة.. اااه عليج يا مريم.. ليتج معاي بهاللحظة.. ليتني بس اشوفج يا اعز ارفيجة على قلبي.. لاني عارفة انتي الوحيدة اللي بتقدرين اللي انا امر فيه.. وليش؟ لانج انتي نص روحي .. وشقيقة هالدرب اللي انا مشيته من يوم وانا صغيـرة..

وعلى هالامنية .. تحركت فاتن صوب غرفة النوم.. وسرعت عند احد العلب اللي تحتفظ بها بالاشياء اللي كانت لها وما تبيها توصلها بالماضي..

فجت العلبة.. ولقت فيها من اللي ما تبي تلقاه.. علبة هدية مساعد .. واشياء كانت تحتفظ بها وابت انها ترميها.. وهناك لقت التلفون اللي كان مساعد مهديه اياها.. كانت بعدها البطاقة داخله... ولكن يبيلها فتح من يديد.. عشان تشوف رقم مريم بداخلها .. لاول مرة من بعد طوول غياب تتشجع فاتن بصورة جنونية انها توصل لمريم.. وحتى انها طلعت من البيت بصورة سريعة ولكن تأخرت عشان انها تلقى محل تفتح فيه الخط اللي تسكر..

كلها دقايق وهي رادة البيت للي نست تقفله.. ويوم دخلت ... طاحت من يدها الاغراض.. من شدة الصدمة..

---------------------------------------

قبل اسبـــوعين ))


تعافى مسـاعد وقدر انه يطلع من المستشفى.. وتظاهر بالشجاعة عشان بس يوصل للي اهو يبيه بكل قوته.. مريم ما قدرت توصل لشي واحد من اللي يمر فيه بال مسـاعد من زود زيف السعادة للي كان محايط روحه به .. كل اللي يدور في باله كانت الطريقة اللي بتقدره انه يوصـل الى فاتن.. اول شي فكر في اهو زيـاد.. لانه ويا فاتن بنفس الجامعة.. ولازم اول ما يوصل اميركا يزوره من غير اي تعطيـل..

كان بيتهم يستقبل الزوار من الاهل وكل زملاء مسـاعد واصدقائه ومريم ونورا تحملو نصيب كبير من هالامور .. لان لؤي في حالة عاطفية شديدة.. ما يسمع الا لعبد الحليم وقلبه ضايع.. ما يدري شالحل بالنسبة للمشكلـة اللي يواجهها.. غزلان وهالبدر اللي مادري من وين طلع لهم... حاولت مريم انها تستعلم عن اللي يصيب لؤي واللي مخليه بهالحالة النفسية الصعبة.. لكن عبثا المحاولة لانه احزن من انه يتكلم..

وفي يوم ياتهم زيارة من عايلة الكندي كلها اللي طبعا قبل ما ايوون اتصلوا في لبيت ومساعد حدد لهم اليوم اللي يقدرون ايون فيه.. وطبعا الاستعدادات كانت على قدم وساق..


مريم قبل ساعة من وصول الزوار زهبت .. وراحت لغرفة اخوها اللي صارت تحت بدل فوق.. واستغلوا بهالشي الغرفة الفاضية اللي محد يستعملها..


دقت الباب وانتظرت رد من مساعد اللي نادى عليها: دشي مريم..
دخلت مريم وهي مبتسمة لاخوها اللي كان قاعد وهو يدخل الدبوس في الثوب: عنك عنك...

راحت لعنده وسحبت الكبك وبدت هي اللي تدخله وفي ظرف ثواني كملت الشغلة..


مساعد وهو بشبه الابتسام: لو ما دخلتي جان ما كمل الشغل..
مريم : عادي ماان.. من جذي الله خلق الخوات..
ابتسم مساعد: لو كل الخوات مثلج جان الدنيا بخير
مريم وهي فاجة عيونها بفكاهة: يا الله.. مجاملة.. ثانكيووو وايد وايد.. اسكت لا اصدق روحي لكن..


ضحك مساعد من غير نفس ولو ان مريم تستاهل كل الخير.. ومن بعد هالضحكة.. ما لقى لا دفى يدها الصغيرة ينتشر على جلده .. رفع عيونه لها بكل هدوء وكل محبة

مريم: معليه اخوي... في البلدان الكبيرة.. مثل هلاشياء الصغيرة.. تصير..


مافهم مساعد الي قالته لكن شي من الحنان الي حسه في لمسته خلاه يتعزا بعزا الله عز وجل.. ومن بعدها تركته مريم وراحت تحت تعابل امها واختها في التجهيزات..

ووصلت عايلة الكندي الى البيت.. لؤي اللي ما كان يدري بحضورهم اهو اللي فج الباب بويهه الحزين واستقبلهم واحد ورى الثاني وهو مو عارف بزيارتهم..


لؤي: تامر على شي عمي؟
بو زياد: قول لاخوك مساعد ان هشام الكندي وصل..

اول ما سمع الاسم لؤي انصدم.. وما صدق ان اللي جدامه اهو ابو غزلان.. وعلى طول مر بعيونه الى عند السيارة وين ما كانت هيام واقفة ويا امها واختها.. وفوق كل هذا.. لابسة عباية محترمة والشيلة مغطية راسها.. وكان مظهرها مبعث للراحة والسرور..

انتبه لؤي الى نفسه ووصل بو زياد وولده اللي كان معاه الى ديوانية الرياييل.. اما نورا ومريم فتولو الحريم عند الباب ودخلوهم الى الصالة الرئيسية وين ما كانت ام مساعد قاعدة وهي منتظرتهم..

حاول مسـاعد انه يتنفس لكن ما قدر.. شي غريب كان طاغي عليه بهاللحظة.. ما يدري ليش ان الليلة صعبة عليه فطلعته جدام بو زياد واهله.. يمكن لانهم ناس مقربين له وما كان يبيهم يحسون للعجز فيه باي شكل من الاشكال..

داس مساعد على قلبه وحاول انه يكتم للي فيه وطلع من الغرفة وهو حامل عكاز يساعده على المشي لان الايام الاولى بالاطراف الصناعية أزمت عليه الوضع ولكن قدر انه يمشي بكل قوة وصلابة اظهرت عكس اللي اهو يمر فيه من داخلة من هشاشة وخوف من الناس..

طاف الصالة ووقف يسلم على ام زياد والبنات قبل لا يتوجه الى الديوانية من الممر الثاني.. ومريم اللي لحقته عشان تعاونه ويا العتبات..


مساعد: مريم خليني.. انا بروحي بطوفها
مريم وهي تبتسم: اليوم لا.. خلني ادلعك عاااد ولله اول ريل بهالدنيا ما يرضى لدلع الحريم
مساعد وهو يبعد عيونه عن ويه مريم: يدلع الرياييل حريمهم.. وانا حرمتي ضايعة.. فأعذريني لو ما كانت مثل الرياييل لاني مو مثلهم..


تصلبت مريم مكانها للحظة.. وناظرت مساعد مباشرة من بعد كلمته.. ولكنها ما قدرت تملك شي من ملامح ويهه لانه ترك يدها وراح يمشي وهو يعري الى الديوانية اللي طق بابها والتفت الى مريم اللي كانت بعدها واقفة.. انفتح الباب وكان لؤي اللي عاونه ومريم سرعان ما انفج الباب.. اختفت الى داخل البيت..


اول ما دخل مساعد كان راسه موطى بالارض ويوم رفعه لقى بو زياد واقف جدامه وهو مبتسم في ويهه بحناان الابوة: هذا هو البطل... اسد ولا كل الاسووود


تلايمو الاثنين بمحبة ابوية وصداقة عظيمة فيما بينهم... ويوم تحرك ابو زياد عنه التفت مساعد الى الشخص اللي ما توقعه يكون موجود.. زيااد..


وقف زياد وهو مبتسم.. وكانه فهم نظرة مسـاعد المنصدمة: حمد لله على السلامة يا مساعد واجر وعافية يا خوي
مساعد وهويلم زياد سكر عيونه وكانه لقى اللي يبرد حر قلبه على فاتن.. : الله يسلمك ويعافيك...(تحرك من عنده مساعد وطالع زياد في عيونه) تدري شكثر دعيت لله اني القاك..
زياد بصوت واطي: مو الحين.. امر عليك بوقت ثاني ان شاء الله واعلمك بكل شي..

تحرك زياد بعيد عن مساعد لكنه مسكه بيده بقوة وهو بعده يناظره بغرابه.. انتبه له زياد وتكلم مساعد بصوت اقرب الى الهمس..

مسـاعد: شلونها؟؟؟
زياد وهو يتقرب منه ويشوف الحب العظيم اللي تجلى بعيون مساعد: بعدها مو بخير..

----------------------------------------------

بعد جم يوم والحرقة بعدها في قلب لؤي بسبب غزلان الي ما كانت مهتمة ولا لدرجة عن سالفة الورد اللي يا المكتب.. والقهر انها كانت متألقة يوم اللي يات بيتهم.. لا يكون بس تصالحت ويا هالبدر ونستني خلاص..


كانت قاعدة في مكتبها اللي يصير على الطرف لثاني من الورشة... فالداخل بيلاقي مكتبها على اليسار والمكتب المشترك لجراح ولؤي وخالد على اليمين .. وكانت غزلان مشغولة بالتصاميم اللي بيدها اللي كل شوي تتنقل منها الى شاشة الكمبيوتر وهي تحاول انها تلاقي شي في مواقع الشراء الالكترونية عن تصاميم للشركة اللي يايتهم ولؤي محترق وهو واقف على باب المكتب ويناظرها من خلال الدريشة اللي تطل على مكتبها..


لؤي وهو بياكل هدومه من القهر: حسي عاد.. حسي يامال الضعفة والله حرام عليج واقف هني صار لي نص ساعة.. تسببيلي ازمة ولا جلطة بعدني شباب.. مافرحت امي فيني بعدها..

ولكن غزلان غارقة في الاوراق اللي عندها ولؤي كاهو واقف على الباب ينتظر من الله الفرج وهو مو راضي يتجدم خطوة وحدة لها.. الا وبخالد يدخل الورشة وهو حامل بعض الاوراق والملفات من سيارته ولاقى لؤي الواقف وهو يناظر.. فمد بصره للمكان اللي عيون لؤي لازقة فيه..


خالد وهو يحط يده على جتف لؤي الطويل بعض الشي: لؤي.. عيب عليك عاد يا خوي.. ما يسوى اللي تسويه
لؤي: غصبن عني يا خالد.. أشوف حلمي يضضيع من يدي وانا عاجز عن اني اوقفه ولا الاقيه..
خالد: تعلمت شي من هالدنيا يا لؤي.. ان الانسان اذا ما تجدم بخطوة رب العالمين ما يحقق له اللي يتمناه.. وانا عطيتك الفكرة اللي يمكن تقربك الى الابد او انها تبعدك الى الابد من غزلان..لكن الشي يستحق المحاولة يا لؤي.... (يضرب على صدره) خلك اقوى من جذي.. وثابر للي تبيه.


راح خالد داخل المكتب.. حط الاوراق وحمل غيرهم وطلع من المكتب ولؤي يناظره بعجب.. ويتمنى لو كان عنده نص اللي عند خالد.. مع انه يعيش ويا الم فراق البنت اللي اهو يتمناها.. لله ععليك يا خالد وعلى العقل اللي تفكر فيه.. ويوم طلع خالد.. وقف لؤي وكانه يستعد الى الحرب.. هز جتفه جدام وورى لمن تعب.. وعدل شعره ورفع بنطلونه وبدى يمشي بهدوء وكانه ما يدوس على الارض.. توجه صوب غرفة مكتب غزلان.. وتوه بيوصل الى احد العمال ينادونه وتنتبه غزلان مع لؤي الى المنادي..ولكن في نفس الوقت تلتفت الى لؤي اللي كان على بعد خطوات من مكتبها.. فغادرت عالمها المنشغل دقايق وناظرت لؤي باستغراب.. لان شكله كان كانه واحد يغش بامتحان ولا انجك لانه سااارق شي من دكان..


لؤي اللي كان شوي ويحترق من الفشيلة ومن نظرات غزلان اللي كانت جنها مثل امه يوم كان صغير.. تتطلع عليه بطريقة كانها تنتظر منه تبرير لشي اهو مسويه..فتحرك لى الهندي بانسحاب مباشر وتوجه الى هناك يشوف اللي يبيه هالعامل اللي وده لو انه يذبحه..

اما غزلان فابتسمت اول ما غاب لؤي من الصورة.. اووويه عليه وقت لا استحى ولا حاول يسوي شي وينجك.. لكن ؟؟ كان اهو بيي المكتب عندي؟؟؟


كلها لحظات ثانية ويتشجع لؤي اللي بعده حاس بالحرارة في ويهه من الحيا لكن هذا ما كان عائق بالنسبة إليه.. قام من عند الجدار اللي كان متخبي فيه.. وبدى يمشي وهو يهندم نفسه مرة ثانية ويبعد قشر الخشب عن ويهه.. ويتحرك صووب غرفة غزلان..

وقف عند الباب وهي كانت كالعادة مشغولة.. وابتسم كانه طالب ايسكريم ولا شي.. ويوم التفتت له غزلان تبلعم وجمد مكانه..

غزلان وهي تراقب ويهه بخفة:.. بغيت شي لؤي؟؟
فتح ثمه لؤي مثل الغبي وهو ما عرف شيقول... :.. آآآآه.. اممم... ال... (وعيونه تلعب على المكان الى ان وصل الى مقبض الباب ومسكه) الباب... زين؟؟
غزلان وهي مستغربه منه..: شلون؟
لؤي وهو يفحص الباب من غير هدف: لا بس باب غرفة جراح وايد يطلع صوت ويزعج ... قلت يمكن بابج فيه مشكلة
غزلان وهي شبه المتجمدة: الباب بخير... مافيه شي..
لؤي وهو يترك مقبض الباب ويبتسم بحلاوة: أ... الحمد لله على ماظن...
غزلاان وهي ترميه بنظرة زعلانة: الحمدلله.. اذا ما عندك شي فعن اذنك.. مشغولة شوي..
انجرح لؤي من كلامها لدرجة ان ويهه تنقع باللون الاحمر : .. .ا..م... انا اسف... اشوفج على خير..
غزلان وهي تطالع الاوراق: وانت من اهل الخيـر..


التف على عقبه وهو يحس بالنار تسعر في ويهه من زود الفشيلة.. وعلى طول من غير ما يلتفت يمين او يسار راح مكتب جراح وسكر الباب.. تسند على الباب وهو يسب روحه بكل السبات.. لمن راح على الكرسي ورمى روحه على ويهه مباشرة.. وصرخ على المخدة بصوت مكتووووم...


قام واستوى في مكانه: جذي؟؟ جذي تسوي فيك هالبنت يا لؤي؟؟ جذي تفشلك.. لكن تستاهل.. الباب زين؟؟ مالت عليك الف مرة.. بدل لا تقول لها شلونج شخبارج.. تسالها.... الباب زين؟؟؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ربي .. أأأه..


اما غزلان فحاولت انها تضحك لكن ما كان بالموضوع شي يضحك.. فلؤي طلع متردد .. اللي عرفته من جراح انه لؤي يهتم لها.. لسبب او ثاني يهتم لها.. وهي اللي توقعت حضوره الى مكتبها عشان شي مهم.. تذرع لها بالباب؟؟ الله عليه صج انه...

غزلان وهي تهمس لنفسها: مينون لو توقع اني بروح له بريلي.. سويتها مرة وتكفخت من الزين.. خلك يا لؤي.. جرب شوي من اللي كنت مجربته.. وللي اجربه فيك.. ما بييبك من ريلك..


فز من مكانه مثل الطفرة.. وهو متحلف بروحه ويشد جانبين رااسه بقووووة.. : مافي دلع خلاص.. سؤال واحد .. انتي مرتبطة؟؟؟ اذا مو مرتبطة.. خبري هلج اني بزورهم هالليلة.... بروحي.. (يفكر) ما يصير ما يصير يا لؤي.. شلون تروح لهلها بروحك.. ميهم انت؟؟ يتيم ولا معزول عن العالم.. لكن شقول للبيت؟؟ ان قلت لامي بتصفقني بالجدر.. وان قلت لابوي بيشربكني بشباك الصيد.. وان قلت لمريم مثل ذيج المرة بتسكر الباب في ويهي.. ونورو مو في البيت.... (لمعت الفكرة في باله).. ماكو الا هو.. البطل .. مساعد.. هو اللي بيخلي اموري تنحل... انا الحين خلني اضمن البنت اول شي.. بعدين يصير خير.. (حرك جتفه يمين ويسار) قوي قلبك.. قوي قلبك ياااا لؤي انت قدها وقدووود.. جم مرة تقدمت لبنت.. ولا الف مرة.. بس مب كل وحدة مثل غزلان.. هذي اللي انت من شفتها ما قدرت تشوف غيـرها..


تذكر الايام الحلوة اللي قضاها وهو يطالعها ويتمنظر فيها ويراقب ملامحها الحلوة.. وتشجع شوي شوي الى انه يروح ويقول لها اللي في قلبه.. ما كانت في ذيج اللحظة اي موانع توقفه عن اللي يبيه.. الا خجله او اصطدامه.. او هالبدر النحس اللي مايدري من وين طلع..


تم يمشي وهو مرتبك ويحاول انه يتكلم مع نفسه ويشجع روحه .. واول ما وصل الى المكتب لقى غزلان تجمع الاغراض وهي حاملة جنطتها ومستعدة للطلعة..

لؤي: على وين؟؟
غزلان وهي واقفة عند المكتب وجاهزة انها تطلع من المكتب: على البيت.. الساعة اربع.. على ما اظن انت اللي بتقفل..
لؤي وهو مصدوم : محد هني.. فاظن انا اللي...... رايحة البيت؟
غزلان وهي تتجاهل وقفته: اي.. برد البيت... فيهاشي؟؟
لؤي وهو شبه اللي بيبجي من الحزن : لا ولا شي... مع السلامة
غزلان وهي تطلع من الباب صوبه: الله يسلمك..


راحت غزلان عن لؤي اللي ظل واقف عند المكتب.. من بعد كل هالتشجيع وهالتقوية لنفسه.. طاح في هالصدمة الثالثة على التوالي.. لكن.. لكن لاء يا غزلان.. ما بتشردين مني ليوم..


طلع لؤي ورى غزلان بسرعة ولقاها تطلع السيارة من شبه البارك اللي عند الورشة.. ووقف جدام السيارة بطريقة مجنونة خلت غزلان تنصدم فيه وتنزل الجامة..


طلعت راسها من الدريشة: علامك؟؟ ينيت لؤي؟؟
لؤي وهو واقف مثل الاهبل اللي مو قادر يقول شي:... انا.... بسألج سؤال؟
غزلان وهي تطلع من السيارة: واللي بيسأل سؤال يوقف جدام السيارة.. شوي واطقك واذبحك.. ما تخاف على عمرك..
لؤي وهو يحس بشجاعة العالم مع الرجفة تستحل جسمه كله:.... لا.. الا اذا كان هناك سبب قوي يخليني اعيش..
غزلان وهي مرتبكة: علامك لؤي؟؟ وشهالسؤال للي تبي تسأله؟
لؤي وهو يفجر اللي فيه: غزلان انتي مخطوبة؟؟ ولا مرتبطة عاطفيا باي شكل من الاشكال . ؟
انحرجت غزلان وبان هالشي عليها .. لانها تراجعت خطوة وحدة من عند لؤي ولكن:.. ليش هالسؤال؟؟ شلي خلاك تتوصل اليه؟؟
لؤي وهو يحاول يتناسى سالفة البوكيه: مادري.. بس... انا قصدي شريف.. صدقيني.. فظول تقدرين تقولين
انقهرت غزلان من الكلمة اللي قالها.. فظوول؟: حياتي الشخصية مو مجال لفظولك اخ لؤي..
لؤي: ارجوج.. كل شي سويه .. لكن لا تقوليلي اخ... جاوبيني غزلان.. والليعافيج ويسلمج لهلج.. جاوبيني..
غزلان وهو متوترة وتناظر الارض: مو قبل ما تخبرني بمقصدك من هالشي.
لؤي:.. لاني... لاني..(في باله لؤي يصرخ شقول شقول ليش ليش).. لاني ابيج.. على سنة الله ورسوله.. زوجة لي.. وحبيبة وارفيجة درب.. مو شريجة عمل او زميلة..

استحت غزلان لدرجة ان لونها غمج.. وما قدرت الا انها ترتد على عقبها وبالزين فجت الباب.. وقبل لا تدش التفتت الى لؤي...

غزلان وهي تحاول انها تلقى القليل من الـتأييد:.. من صجك؟؟
لؤي وهو يتجدم صوبها بخطوة: غزلان جاوبني.. واللي يسلمج.. قوليلي.. لاني صراحة ما ابي العب ولا ابي اسوي شي يغضب الله علي..

ابتسمت غزلان اليه بحنان.. وكانها كانت ناطرة هالبادرة منه.. وهزت راسها بالنفي.. مثل البنت الصغيرة


لؤي: شقصدج؟؟ لا؟؟

ما جاوبت.. وهزت راسها.. دخلت لسيارة وتحركت من المكان اللي هي فيه وهي ترسل له اشارة بمصابيح السيارة.. اما لؤي فظل مكانه وهو مستغرب من نفسه.. قالت له لاا.. يعني اهي مو مرتبطة باحد.. ولا تعرف احد .. ولا عندها علاقة.. عيل هالبدر من وين يه...

لؤي وهو يناظر الدرب اللي راحت منه غزلان:.. اذا لاء.. يعني اي.. واذا ايي.. يعني لاااء.. دامنها لاااء.. لحق على روحك عشان الايييي...


وقفز مكانه من الفرحة وهو يصرخ من كل قلبه.. هيااااااااااااااااااا..


ظل مساعد ساكت وهو في الكافيه اللي عزمه عليه زياد عشان يتكلم وياه عن فاتن بحضور هيام.. كانت يتحسس الاعصاب اللي تشتد عليه من الصداع... سكوته كان اكثر شي مثير في الموضوع بالنسبة لهيام اللي كل شوي تناظر زياد وهو يناظرها.. وتمو على هالحالة من السكوووت الى ان وصل الجرسون وحط لهم العصير على الطاولة ومشى.. هيام كانت تدقق بملامح مساعد الغريبة من نوعها.. شكله كان غريب عليها.. يمكن بسبب اللحية الخفيفة لنابتة في ويهه. ولا شعره الطويل شوي واللي تتخلل جوانبه الشيبات الخفيفة.. لكن اللي كان يثير الحزن في قلب احد اهو الانكسار اللي عند حاجبيه.. يبين مدى عظم تعب هالانسان او همومه..


زياد وهو يقطع الصمت: حاولنا شكثر اننا نوصل لها خبر عنك.. لكن .. ما قدرنا.. حلفت علينا اننا ما انييب لها شي .. والا راح ترتكب حماقة وتخلي الملحق اللي هي ساكنة فيه... ما قدرنا نتحمل نتيجة عنادنا فيها لان فاتن في حالة من العناد اللي تصيب اليهال..
مسـاعد بصوت ثلجي: استهتار.. مو عناد..
طالع زياد هيام اللي حست بالبرود من لهجة مسـاعد: لكن فاتن... حزينة يا خوي.. وقلبها مو لها.. حاملة على كل من.. على هلها وعليك وحتى على مريم اختك..
رفع مساعد عيونه الى ما ورى هيام وهو يتنفس بعمق: مهما كان اللي يصير.. ما يحق لها انها تروح جذي.. وتطلع من البيت اللي آنا مأمنه لها.. واللي انا مجهزة على راحتها.. اهي مشكلتها معاي.. لكنها آذت كل الناس اللي يهتمون لها.. واولهم اهلها..
هيام: اي بس يا خوي اهي..
يقاطعها مساعد بحركه يده اللي تطلب منها الانقطاع عن الكلام: لا تدافعين عنها.. ماكو اي دفاع او عذر لها.. اهي زعلانة معليه .. لكن انها تضيع نفسها في مكان اهي ماتدري شفظاعته.. هذا اللي ما يغتفر لها.. وانا كل اللي اتمناه منج انج تخبريني بمكان بيتكم بالضبط
زياد وهو يتقرب منه: ليش؟؟ شبتسوي مساعد.
مساعد وهو يبلع ريجه بهدوء:.. اللي لازم يصير من زمـان.. حتى قبل لا انا اصحى.. قبل لا يصير الحادث....


جال في تفكيره لفترة من الوقت وهو يحاول يتخيلها شلون عايشة.. لكن ما بين له شي من عظم الغضب اللي فيه واللي كان مخبيه بصورة غجيبة عن الناس.. لكن زياد حس لغضبه من خلال العروج اللي كان ظاهره على كفه من الشد القوي.. وهيام بعد حست بالنفور من مساعد وتفهمت فاتن وخوفها لو ان مساعد درى بالمكان اللي هي فيه...

هيام وهي تتكلم:.. ترى... اهي ما تدري عنك.. وصدقني لو درت... جان ما طولت هناك...
مسـاعد يناظرها باستفسار: شلون يعني؟
هيام وهي شبه المستحية من مساعد.. : اهي.. ما نكرت .. حبها لك.. لكن.. ما بينت كرهها بعد.. اهي كانت مجروحة بس... (مساعد وهو يبتسم بسخرية وتكمل عليه هيام باندفاع لحركته اللي ما عجبتها) يمكن حتى انها كانت تنتظرك عشان اتييها
مسـاعد: السموحة منج؟
هيام وهي تكلم مساعد باندفاع : انا لو كنت مكانها مع اني ما عرف السبب اللي جارحها بهالصورة .. ما كنت بتصرف بنفس الطريقة.. يمكن العن .. بس اللي مثل فاتن ما يتصرف بهالطريقة الا اذا شي معين مأثر عليه بصورة تخليه يتحكم في عقله.. واحنا الحريم عامة.. دايما نتمنى الشي الخيالي الجامح من الريال.. مثل الفارس على الخيل الابيض اللي يحارب عشاننا التنين ويخلصنا من عزلتنا ببرج..
بسخرية رد عليها مساعد: لو ما دريتي.. الدنيا مافيها تنين.. وخرافات الحصان الابيض والفارس ما عادت موجودة من سنة الف ليلة وليلة.. والانسان ما يتنسى له العيش الا اذا كانت له ريل في الواقع وريل في الخيال.. حكمي عقلج قبل لا تتكلمين
هيام اللي انحركت بقوة من مساعد رد عنها زياد: السموحة منك مسـاعد.. بس هيام صاجة.. يعني انا كنت في موقفك يا مساعد وكنت اظن ان البنات ثلاثة ارباع مخهم في السوالف الخيالية اللي مالها اي وقع في الواقع.. لكن صدقني.. جزء من تكوين الالهي للحرمة اهي العاطفة اللي تفرقها عن الريال.. والعاطفة شي اعمى ما يشوف.. ويتحكم بالانسان. .من جذي النسوان دايما وقفوا ورى الريال عشان يكونون الضمير الحي لهم بعاطفتهم الجياشة.. واذا الحرمة انجرحت..
قطعه مسـاعد وهو يوقف: انا كل اللي ابي الحين اهو عنوانها.. وانا اذا رديتها الديرة يا زياد صدقني ما بردها عشاني ولا عشان غروري.. انا بردها لانها في البداية كانت امانة في رقبتي تجاه اهلها.. انت تعرف ني ماقدر اواجه نفسي كل يوم لاني خنت الامانة اللي امها كانت معلقتها على رقبتي... (يطالع هيام) صدقيني.. انا ما حاول اني استخف فيج ولا شي.. بس العقل هم شي مهم في الحرمة.. والحرمة ما وقفت ورى الريال دايما.. بعضهم وقفوا جدام الريال لانهم فكرووا عدل وبطريقة صح.. مو كل شي تحطوونه على العاطفة.. هذا يسمونه دلع ولعب عيال..


سكتوا كل من زياد وهيام وهم يطالعون الطاولة.. ومساعد ينتظر من هيام العنوان اللي يبيه.. وطلعت ورقة ودفتر وكتبت العنوان وعطته مساعد.. اللي راح عنهم بعدين ووقف عن الشرفة الخارجية بالضبط مواجهة للبحر... مما خلى من المجال والفسحة الى هيام وزياد انهم يتناقشون..

هيام وهي حانقة وتهمس بغضب: مغرور ومتكبر ومادري شايف روحه على شنو؟
زياد وهو يبتسم الى هيام اللي ما تعودت على اللي مثل مساعد: صدقيني.. هذا هو الرجل الخليجي ..
هيام وهي تتخصر: لا والله؟؟ ألرجل الخليجي؟؟ خليجي على شنو؟؟ على لغرور وقله الاحساس؟؟ انا مكانه استحي على ويهي ولا اتكلم ولاا فوق كل هذا اترجى عشان العنوان
زياد: يعني انتي بعدج ماعرفتي مساعد ..
هيام: ولا ابي اعرفه... كفاية فاتن وحزنها الكبير اللي بعدني ما نسيته.. الله يعينها بس.. ما بتسامحني طول عمرها على اللي سويته
زياد وهو يبتسم الى هيام: رب ضارة نافعة.. وعسى ان تكرهوا شيئا وهي خير لكم..
هيام وهي تناظره: زياد.. ما ابي اخسر فاتن.. اذا كان في الدنيا شي غالي علي من بعدك وبعد هلي.. فهي فاتن..
زياد وهو يخفف عليها: لا تحاتين.. ما بتخسرينها.. فاتن اعقل من هالسوالف.. واذا لا سمح الله صار وخسرتيها.. صدقيني فخسارتها اهي مو خسارتج انتي.. والا احد يعيفج يا بعد هالدنيا..


ابتسمت هيام في ويه خطيبها بمحبة.. وتوجهت عيونها صوب مساعد اللي كان واقف وعاطيهم ظهره.. تحيرت هيام بهذيج اللحظة.. بهالريال اللي لابس ملابس بالوان هادية على خلاف اللي يحس فيه.. اكيد يتأجج بالنار والغضب.. لانه على الرغم من هدوئه المصطنع جدامهم الا انه كانت مشاعره بعيونه واحساسه منعكس بملامح ويهه.. لكن فيه شي كل ما ينطرى اسم فاتن جدامه.. شبه الارتجاف بعيونه.. وكانه مثل الماي البارد اللي ينصب عليه لمن يسمع اسمها.. فيا ترى.. هالاثنين اللي يمكن يحبون بعض اكبر من محيط الدنيا وحواليها.. بيقدرون انهم يعدلون الامور فيما بينهم عشان الدنيا تعيش بسلام؟؟؟

-----------------------------------

دقات على الباب تعلن وصول زائر الى بيت ام جراح اللي كانت في البيت لحالها.. بنتها ناقعة مع رفيجتها وعزيز مع عيال اختها الا الصبيان اللي كانو راقدين في دوورهم من شدة التعب والارهاق.. فراحت وفجت الباب للزائر.. وما تمنت في ذيج اللحظة شي كثر شوفه هالانسان..


ام جراح بمحبة والدمع يلمع بعينها:...يابعد الخلان يا ريحة الغايبين..
ابتسم في ويهها بحياا وهو مغضن الحواجب من الفشيلة : شلونج خالتي..
ام جراح بروح الامومة اللي فيها توجهت الى زوج بنتها وصديق زوجها المرحوم ومسكته من يده بحرارة: حمد لله على سلامتك يا وليدي.. ولله ما فرحت عيني قد ما فرحت بشوفتك.. خبرني جراح عنك.. والله اني كنت ادعي الله عشان ثلاثة اشياء.. وانت واحد منها يا نظر عيني..
مساعد وهو منحرج منها: الله يخليج يا خالتي.. مع اني ما وفيت لج بوعدي.. وما حافظت على امانتج اللي كانت برقبتي..

عرفت ام جراح ان اللي كان يقصدها مساعد اهي فاتن.. ولكن فرحتها بشوفته كانت لسبب وجيه ان اذا رد مساعد معناته فاتن بترد... ودخلته معاها البيت..


ام جراح: خلني دقايق بس انادي على جراح وخالد وانت استريح ياوليدي البيت بيتك..
مساعد وهو مغمور منها: لله يخليج يا خالتي..

ركبت ام جراح واول ما اختفت عن المكان تحرك مساعد عند غرفة فاتن... وقف على الباب المسكر وهو يتحسسه باصابعه.. مسك قبضة الباب وهو يحس بلمسات فاتن فيها.. فج الباب شوي.. ولقى كل شي مغطى مرتب وفي مكانه وكان فاتن بعدها في الدار.. وقف عندها دقايق وهو يتمنظر في الملامح اللي تعكس بقوة شخصية فاتن وحضورها.. وما ظن انه راح يشتاق لها بهالصورة اللي اللي اهو قاعد يمر فيها.. حتى ان الدمع تجمع بعينه ورمش عشان يختفي .. توه بيدخل اكثر الا وام جراح وراه وهي تبتسم بحزن له..

ام جراح: كل يوم ادخل دارها.. انظف كل شي.. اعفس السرير وكانها توها قايمة من الرقاد.. واعيد ترتيبه.. كانها توها رايحة المدرسة.. مع انها ولا يوم بحياتها كبدتني معاناة ترتيب غرفتها.. ترتب غرفتها وغرف اخوانها... (وكان الالم يتضرج بصوت الام) خسرت بنتي يا مساعد قبل لا انت تكون بحياتها.. خسرتها.. يوم خسرت زوجي.. ما كنت ادري انها بتروح وياه.. ففاتن من بعد ما راح ابوها.. ما عادت فاتن اللي انا يبتها..

كانت عيون مسـاعد على ام جراح وعلى الالم اللي في ويهها.. شكثر كان محتاج الى شخص ثاني يعاني معاه نفس المعاناة تقريبا.. خصوصا وان ام جراح على الرغم من انها معرفة مب قريبة الا انها تعرف بكل الجراح اللي مر فيها مساعد.. من عالية وصولا الى فاتن.. واهي اكثر انسان يمكن يقدر يقدّر الألم اللي اهو مر فيه على طول هالسنين..


ام جراح وكانها تسمع اللي يفكر فيه مسـاعد: حزنك يا مساعد كان دومه مرتبط باحزاننا.. لكن فرحنا بعد.. مرتبط بفرحك يا وليدي... ما طلبت من ولدي اللي هو ولدي اللي بطلبه منك اليوم.. ولو تبي بعد اقدم روحي قربان لهالشي.. (انكسرت النظرة بعينها).. .رد لي بنتي يا مسـاعد.. محد غيرك بيردها لي.. وانا انتظرتك يا ولدي بعد الليالي والايام.. انك ترجع لنا وترجع معاك بنتي اللي ضاعت مني ..
مسك مساعد يد ام جراح بحب كبير وغموور فظيع واهو يكابد الدمع بعيونه: لا تترجيني يا ام الغالية.. لا تترجيني.. تراني ما رديت هالدنيا الا عشان الدين اللي قضى دهور فيني.. خليني اصفي حسابي معاج يام جراح.. والله اني مفتشل فيج.. تراني انا السبب في كل الي تعانينه يا اطيب ام .. سامحيني لو تقدرين.. (تهجد صوت مساعد لاول مرة بحياته) سامحيني فانا السبب..
ام مساعد وهي تهز راسها :لا يا وليدي.. منت السبب.. ولا انت اللي خططت لكل هذا.. ربك حافظ هالدنيا.. وماكو اسرار ولا ماضي الا وينكشف بيوووم.. ليش ما تقول ان هالشي صار عشان خير لك وللكل... الحين دام ان كل شي بان على حقيقته.. وما بقت الا حقيقة وحدة ونرد بخير.. خلنا ننسى يا وليدي..
مساعد وهو يمسح عينه ويتنشق بعمق:.. ان شاء الله.. ان شاء الله خالتي.. انا اللي برد لج الفرحة فبيتج.. انا اللي بسوي كل اللي تخلبط وضاع عن دربه.. مع اني واثق ان الله حافظها.. الا انها لازم ترد لج.. انتي مرجع كل من يا خالتي.. بحنانج وعطفج.. (والتفت الى جراح وخالد اللي وصلوا قبل فترة.. ) حتى انت يا خالد.. طول صبرك وبالك.. وبترد لك كل احلامك اللي تتمناها.. وانت بعد يا جراح... صدقني.. كل واحد فيكم يا خالتي ذنبه حامله انا برقبتي.. واللي خلقني ربي العظيم بمقدرته ان شاء الله.. بسوي كل اللي تخلبط..

في ذيج اللحظة عرفت ام جراح ان نهاية البعد عن فاتن قربت.. وجراح بعد حس بوميض الامل اللي بدى ينتعش فيه انه بيلتقي بيوم مع مريم.. لكن خالد.. اللي ظل واقف وهو يحتسب من الايام الياية لان رجعة سماء مو بيد مسـاعد .. لكن شي من للي قاله بعث في الامل من يديد.. وتمنى لو ان مشـعل يقول له وين اهي عشان اهو بروحه يردها له..

---------------------------------------------

اتفق مساعد مع جراح ومريم انه السفر يكون معاه يوم اليمعة.. اي اربعة ايام قبل ما تشوفه فاتن بشقتها .. ومريم اللي رقصت وايد فرحا على هالشي..ما صدقت هالموضوع.. واللي زاد من فرحها اهو سفر جراح معاهم.. ما ضمرت في قلبها اي نوع من الامنيات اللي يمكن تخليها ترتكب اي شي مخالف لمبادئها.. لكن فكرة سفرها مع جراح ومساعد لجلب فاتن من غربتها خلاها تحس انها تملك العالم كله مع اكثر الناس مودة الى قلبها.. وحست ان يمكن هذي هي نهاية المشاكل بحياتهم.. وان الفرج جريب والسعادة على الابواب.. لكن يمكن هذي هي مريم اللي تتحلى بكل التفاؤل وين ما كان التشاؤم يمكن يعيش اكثر من الأول..

وطول هالايام وهي ترتب اغراضها بعيد عن عيون امها .. لان مساعد حذرها من انها تقول ي شي لامها قبل ما هو يفاتحهم بالموضوع.. وعند العشى مريم كانت قاعدة بين لؤي اللي ما لمس شي من صحنه ومساعد اللي كان يلعب بالاكل وما يلمس شي الا السلطه.. وهي خلصت من الاكل وبدت تملي صحنها للمرة الثانية..

من بعد العشى اثنين كانو بيصرحون عن اشياء معينه تدور في بالهم.. لؤي لمساعد ومساعد الى امه ولكن مهمة الثاني اصعب من الأول خصوصا وان ام مساعد – بناءا عن اللي سمعه من امه – كانت تخطط قبل فترة من صحوته الى فض الزواج بينه وبين فاتن.. وهالشي لكونه مستحيل الا ان رغبة امه الشديدة تصعب عليه فكرة البوح باللي يبيه.. فلذا حاول قد ما يقدر انه يخلي الوضع يكون هادئ ومن غير عراقيل..


مريم وهي تتسند على يد ابوها اللي يقرى في الجريدة: يبا .. خاطري نسافر بهالصيف..
ابو مساعد: مادري من اللي مسجل بالمدرسة ؟ اللي مكانج ما يتكلم.. ونا اللي كنت اتمنى اروح معاج العمرة
مريم: عادي يبا.. بنسحب.. ما ورانا شي بعدنا ما بدينا.. خصوصا وان عندي مخططات كبيرة.. (يلتفت مساعد صوبها وهو يحذرها بعيونه وهي تغمر له) يعني مثلا خاطري لو اخذك وياي ابوي اميركا لو رحتها مرة ثانية
ابو مساعد وهو يصفح االجريدة والنظارة عند خشمه: لا عمريكا ولا بنت ابوها.. انا غير البحرين ما روح .. الا اذابيت الله عز وجل.. يالله بس (وهو يطالع امها من تحت النظارة) يغفر لنا ربنا على اخطائنا.. اللي نسويها ولا نستغفر ربنا..

ام مساعد تضرب الصحون بقوة من كلام ابو مساعد ومريم تكتم الضحكة اللي فيها ولؤي يلصق في مساعد بصورة غريبة خلت مساعد ينتبه له..

لؤي وهو يتكلم الى مساعد بصوت ناعم: هلا بالبوس.. نور البيت ياخوي بوجودك (يبوس خده) فديت هالخد..
مساعد وهو يناظره على طرف:... الله يخليك ويبقيك.. شفيك تبوس؟؟
لؤي وهو يلم مساعد بقوة: ليش ابوس؟؟ ياخي معجب. حرام ابوسك يعني.. اخوي يا ويه الخير.. (ويبوسه للمرة ثانية)..
مساعد وهو يطالع التلفزيون: شفيك لؤي تكلم..
لؤي وهو يحاول يسكن صوته : مساعد.. في موضوع.. top secret
مساعد وهو يطالع قناة الاخبار: زين؟؟؟ وشهالتوب سيكريت؟؟
لؤي وهو يناظر المكان بحذر وعيون مريم عليه وهي تحاول انها تسمع شي من اللي يقوله: المسألة .. حياة او موت اخووك..
مساعد بجدية: لؤي عن الحركات البطالية وقول لي
لؤي وهو يمسد يد مساعد: لا تعصب ياخوي.. والله ما ستحمل عصبيتك.. انت للي بتنجيني يا خوي..
مساعد وهو يستغفر ربه:.. قول لؤي.. شتبيني اسوي لك..
لؤي وهو يتكلم بجدية لمساعد: في بنت.. احبها يا مساعد.. وقبل جم يوم عرفت انها يمكن تكون لواحد ثاني.. وينيت.. وما تمنيت اني اعيش اكثر من دونها.. ف... ف... انا ا.. ابي اتزوجها..
مساعد وهو يطالع لؤي بجدية وصوته خافت: كلمت امي ولا ابوي؟؟
لؤي: لا.. قلت اكلمك انت عشان تكلمهم.. تعرف امي شوي اعصابها باردة عليك.. وما ابيها تبرد زود علي...
مساعد: وانت جاد بهالموضوع؟
لؤي وهو يستوي بقعدته: اكثر من حياتي كلها..

حب مساعد انه يعجز لؤي شوي . لكن لا.. الجدية كانت في عيونه .. ونوع من المناجاة بعد.. الحلو انه توجه له اول شي علامة على انه يقبل براي اخوه العميق..

مساعد: تعال وياي داري..
لؤي: ان شاء الله..

حاول مساعد انه يقوم لكنه واجه صعوبة.. ولؤي اللي بروح المبادرة العفوية مد يده لاخوه عشان يقومه خلى مساعد يناظره بطريقة تبين رفضه للشفقة او تحسيسه بالعجز..

لؤي وهو يبتسم بحنان: لا تطالعني جذي.. شيبة بعد شنسوي فيك.. يالله يود يدي خرعتني بهالعين..

لا اراديا ضحك مساعد لكنه ما مسك يد لؤي.. واستند على القدم الصناعية ووقف وهو مثبت نفسه بالعكاز اللي بيده.. وقام ومشى ويا اخوه بعرج.. مع ان الطول اقصر بانش واحد من طوله الحقيقي. الا انه بعده بقامته العريضة يعبر عن القوة والعزيمة في البيت..

لحق لؤي اخوه للدار.. اللي كلمه وقال له بالضبط شنو المطلوب عليه وشنو اللي لازم ينتظره منه.. وخبره وقال له من غير ما يطالب بمعرفة البنت.. ان عليه واجبات والزواج شي مو سهل.. والاحلى في هالشي ان لؤي بدى اهتمام كبير وسأل مساعد عدة اسألة عن الزواج وعن الاشياء المهمة والضرورية.. وكل ما قال له مساعد كان يسجل الشي في باله باعادة الكلام على نفسه.. حتى انه قررر انه يستعين بمقاولين عشان يبنون له شقة وكل اللي رد عليه مساعد اهي ضحكة على خيال لؤي الواسع.. ويوم مشى عنه لؤي التفت له مرة ثانية..

لؤي: يعني انتظرك لمن ترد؟
مساعد وويهه مرتاح: اذا تبي اكلم البيت.. لان الحين شوي الوقت مزحوم ولازم ننتظر الوقت اللازم
لؤي: خلاص عيل.. انا بنتظرك لمن ترد..
مساعد وهو يجمع اغراض يم سريرة ويحطها في جنطه جلدية صغيرة: زين تسوي..
لؤي بشبه ابتسامة: انت رايح اميركا صح؟
طالعه مساعد: مريم قالت لك صح؟
لؤي وهو يبتسم: مساعد.. انت تدري شنو ثاني شي من بعد الماي قلت انك تبيه؟؟؟

ترك لؤي مساعد في حيرة من اللي سمعه .. وشوي منحرج لان اخوه يظنه واحد غارق بالحب لراسه لكنه غلطان.. وهالشي راح يثبته لهم مسـاعد.. لانه من بعد ما يرد فاتن الى الديرة.. راح ينفصل عنها.. ويخليها تعيش مثل ما تبي.. طبعا اهو ما صرح بهالشي لاحد غير نفسه. واتخذ هالقرار على عزيمة وتجاهل لاحاسيسه بوصفها " ضرب من الجنون" لان الحب ما يقدر يستحل مكانه ثانية بحياته.. حب عالية وراحت من يده.. حب فاتن وخسرها لحبه لعالية السابق.. اللي كان على وشك انه يؤدي بحياته..


مساعد يفكر بصوت مسموع:.. يمكن علاقتي مع فاتن شي من الجنون انه يستمر.. لكن انا ما ببستمر اكثر.. لان الشي.. ما يستحق ان الواحد يجازف فيه..


سكت وهو يطالع الفراغ للي جدامه.. لكنه ما كان فراغ.. بعيون مسـاعد كان لمنظر اللي تخيله بانه يشوف فاتن ويكلمها ويحاورها.. ويردها الى الديرة.. واهو المنظر الي بدى يرسمه بعناية وحساسية.. اللي فيه راح يخبرها عن رغبته بالانفصال.. الشي يقطع القلب.. يمكن .. لكن بالنسبة لمساعد اللي كان مغلف بالجرح الكبير اللي سببته له فاتن باللي سوته كان خلاص وراحة.. ما فكر باللي بعدها.. لكنه يوهم نفسه بشعور الراحة اللي راح يحس فيه من بعد اختفاء اسم فاتن جنب اسمه..

===========================

ثلاثة ايام قضاها مساعد وهو يعد اغراضه من بعد ما خبر امه اللي اسست الحرب عليه.. وحلفت عليه انه ما يطلع من البيت اذا كانت طلعته لفاتن.. لكن اهو بطبيعته الساحرة مع امه قدر انه يقنعها او يسكتها يمكن.. ويخليها تتراجع عن حلفتها عليه لان اهي عصبيتها ناجمه من حمايتها الكبيرة لولدها..

ويا وقت السفر.. اللي اجتمعوا فيه كل من مريم وجراح ومساعد متوجهين الى فاتن.. اكثر الاشخاص اهي تعلقا فيهم.. واكثرهم اللي انجرحوا لغيابها عنهم.. لان بروحتها اهي سببت الفوضى في حياة كل واحد منهم .. ومثل ما اهم بيصلحون الامور اللي اهي سبتها.. اهي بعد لازم تبذل نفس اللي اهم يبذلونه في سبيل ارجاع المياة الى مجاريها..

وكان اليوم اللي مقرر فيه مساعد انه يزور فاتن ما نام الليل وهو يحس بالغرابة من المكان.. طبعا اهو ما قعد في الشقة لان ما تحمل فكرة تواجده في اكثر الاماكن جلبا للذكريات اللي مر فيها مع فاتن.. اهو يحاول يدوس على قلبه وعلى احاسيسه بقووووووته كلها ومافيه لو انه يرد انش واحد لورى.. المخاطرة كبيرة.. اهو لازم يمشي لجدام من غير ما انه ينتبه الى ورى.. لازم يقوي نفسه جدام فاتن.. ما يبين لها اي نوع من انواع العاطفة والاحاسيس..

اما مريم فهي في اوج التوتر بقربها من جراح.. اللي تعامل معاها من خلال مساعد.. كانت الثقة كبيرة من مساعد بالنسبة لجراح انه ما يرتكب اي شي تجاه اخته وجراح كان قد المسئولية.. فهو حتى ما رفع عينه لمريم دقيقه وحدة وعاملها وكانها غير موجودة احتراما لاخوها وحتى احتراما لها.. ولكن مريم كانت تحس بان وجود جراح وعدم وجوده يسبب لها نوع من الاضطراب في قلبها لكن اهي بررت هالتصرفات بناءا على تواجد مساعد معاهم طول الوقت.. واهم الاثنين بعد ما قدروا ينامون طول ليلة اليوم الثاني الي بيروحون ويلاقون فاتن فيه.. استغربت مريم قبل يوم قال لها مساعد انهم بينتظرون فاتن جم يوم بعدين بيروحون لها.. يمكن لانه كان يبي يستعد او يتأقلم في المكان.. او ما يبين انه تعبان او مريض مثل ما اهو واضح عليه.. السفر اكيد تعبه لان شكله كان شاحب.. وخصوصا وهو توه طالع من العلاج الطبيعي اللي قطعه عشان السفر. .الدكتور صرح له بالسفر مع الراحة التامة..لكن تعب مساعد كان نفسي اكثر منه جسدي.. فجراح ريله التأمت يوم كان راقد بمالستشفى.. والاطراف الصناعية كل ما اييله وهو يتعود عليها ويعتبرها جزء من اجزاء جسمه اللي انحرم منها.. بس العرج البسيط في ريله والعكاز اهو اللي يبين شي غلط في مشيته..

كان طالع من الغرفة اللي في الجناح متوجة الى البار الصغير.. فج الثلاجة وطلع له غرشة ماي.. اكل الدوا وشربها وهو يحاول يكبح ارتجافه بيده.. ناظر السما من خلال الدريشة وشلون انها مفروشة بالماسات اللامعة.. ولكن كان المشهد اشبه بالمجزرة جدامه فبعد عينه عنها.. لان اي شي جميل يقود مخه مباشرة الى فاتن .. وهو ما يبي انه ينحني او انه يميل لها بدرجة..


صوت مريم ياه من وراه: انت بعد ما تقدر تنام؟؟
التفتت لها مساعد ونظرة غريبة بعيونه:.. ليش انتي ما تقدرين تنامين؟
مريم وهي تتقرب صوبه وهي تحس بالتوتر في قلبها: متوترة.. كاني بشوفها لاول مرة بحياتي... يمكن خايفة شوي.. من ردة فعلك معاها..
مساعد وهو يبتسم بتهكم: لا تحاتين.. ما باكلها مثل ما تتصورين.. انا بس ياي عشان اردها لبيتها وبس..
مريم وهي تمسك يد مساعد وشكثر بانت يدها صغيره عنده:.. مساعد.. اذا في هالدنيا شي اتمنى اني اموت عشانه.. اهو موت العاطفة عندك..
ترك يدها مساعد: مساعد مات مريم.. انا مت يا مريم يوم الحادث.. لا تتوقعين اني ارد لهالدنيا.. لا تتوقعين مني شي..
مريم وحرقة الدموع وخنقة العبرة بحنجرتها: كل هذا قهر يا مساعد
انتبه لها مساعد وعينه تلمع بالدمع: مو قهر يا مريم.. بس انا تعبت.. انا احمد لله .. اني مبارك عشان اني حبيت مرتين بحياتي.. وهم احمد الله اني في هالمرتين مت ويا موت الطرف الثاني. .فاتن في بالج سافرت (يطالع السما مرة ثانية والدمعة تسري على خده) لكنها ماتت في حياتي.. وانا بتجرع موتها وبتعزى بعزا الله مثل ما تعزيت بعزاه في عالية... انا بس ياي هني عشان ارد الامانة لمكانها .. ومن بعدها.. من يدري؟؟؟

ترك مساعد الغرشة وراح توجه الى غرفته.. سد الباب في ويه مريم اللي قعدت على الارض وبجت بقوووة كبيرة على اللي صاب اخوها.. ولاول مرة من بعد هالفترة الكبيرة.. تتلوم مريم على اللي صاب فاتن ومساعد. اهي متاكدة ان الاثنين يتعذبون بنفس لعذاب.. واللي حر قلبها اكثر .. ان هالعذاب ما راح ينتهي.. بل يستمر.. وان القلبين راح يتعذبون طول عمرهم بالفراق الابدي.. لان ما كان هناك شي من نبرة مساعد تبين انه مستعد للفرصة الثانية مع فاتن.. كفاه ما جرى له من المرة الاولى .. خلاه يكون حريص انه ما يتكرر معاه مرة ثانية..

مريم وهي ترفع راسها بالدعاء: يا ربي.. يا ربي انا ما ضمن احد بهالدنيا كثر رحمتك وعفوك.. ربي.. ارحمنا واعفو عنا.. واهدينا لدربك يا الله.. لا تخلينا ضايعين.. نور دربنا برحمتك يا ربي.. يااااربي...

---------------------------------------

كانت فاتن تمشي على الدري وهي رادة شقتها بلهفة.. لاول مرة تحس بالحنين العظيم اللي يدفعها لاهل ماضيها.. واهي تمشي على الدري كانت تقفز بسعادة وفرحة.. حتى انه يوم فجت الباب ما لا حظت انه مفتوح بخفة.. الا ان دخلت وشافت اللي شافته..

كان مساعد واقف عند الدريشة بروحه.. لابس قميص ازرق صيفي.. وبانطلون من القطن العاجي.. وشعره ممشط على ورى ومظهره يوحي بالبرود مع انه الصيف كان في اوجه..

طاحت الاغراض من يد فاتن وهي مو حاسة لروحها بهالدنيا.. ريلها خانتها بارتجاف قوي وعميـق.. خلاها لدرجة انها ما تنتبه للشخصين الثانيين اللي كانو مع مساعد. فهو كان طاغي على الكل..

بهمس قالت للي يجول في بالها..:.. مســاعد..

لكن اهو ما كان يقدر يظهر اي شي غير البرود في عيونه.. كان يناظرها وكانها ما كانت اهي.. كانه بعده ينتظر فاتن اللي عرفها تبين لها من المكان.. وكان شبح البنت اللي واقف جدام عينه غريب عليه.. بويهها المحفور من التعب وعيونها المحايطة بالهالات السودا.. وفوق كل هذا.. الخيال اللي يسمونه جسم هالك من التعب والنحف.. هذي هي فاتن؟؟؟

-----------------------------

وتحقق اللقاء..


وكاهي فاتن التقت مع مساعد..
هل راح يردها للديرة.. ولا راح يفشل بهالشي مثل ما فشلوا الكل..

وفاتن.. شمصيرها مع مساعد

جراح ومريم.. شراح يستفيدون من هالسفرة؟؟؟ هل راح يتصالحون او انهم يبنون مع بعض امل انهم يكونون لبعض في يوم؟؟ ولا بيكونون يقينييين من ان قمريهم ما راح يتلاقون؟؟

وانتظار خالد.. على انتهاء؟؟ ولا سماء تبخرت مثل ما يتبخر الماي في غربتها؟؟

ولؤي؟؟ بيحقق حلمه؟؟ بيتجرا ويطلب بملكية غزلان..

النهاية قربت.. لكن.. النهاية غير محتوومة بعدها..

انتظرو..


مع نظرة الحب.. واعرفوا.. نظرة الحب هذي موجهة لمن.. وممن.. ؟؟

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 17-08-06, 12:23 AM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ان شاء الله سونة ..

انا جالسة انزلها...

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 17-08-06, 12:24 AM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء الرابع والثلاثين
-------------------

الفصـل الأول
============


جراح ما صدق اللي يشوفها جدامه .. مستحيل هذي فاتن؟ وين انتعاش المواسم بويهها.. ووين ابتسامتها اللي تطغى عليها في حضورها؟؟؟ الألم متضرع في ويهها مثل السم باول ارتشافه.... نظرات الخوف اللي بعيونها ردته الى زمان وقت لا ارتكبوا شي يخافون فيه عقاب اابوهم مع انه ما يعاقبهم صج.. وفاتن عمرها ما ارتكبت شي يزعل ابوهم فيه.. فليش كل هالخوف متركز بويهها وهي تناظر مسـاعد.. هالكثر اهو مصدر خوف وارتعاب في نفس فاتن..


ومن بعد تصنم في ويه مسـاعد التفتت فاتن الى مريم اللي كانت واقفة وهي مو مصدقة اللي تشوفه ومن بعدها الى جراح.. الوحيد للي كان يبتسم في ويهها بحنان.. وتحت مراقبة مسـاعد لها راحت فاتن لعند اخوها وهي تحاول انها تخفي رجفة يدينها..


تقدم جراح منها وهو يضحك بمل ثمه ولكن في قلبه كان وجع : يا حمااارة


ما انتظرت فاتن اكثر ولمت اخوها بكل قوتها وهي تبتسم من حق.. منصدمة من شعور الامان اللي داهمها في لحظة واهي تشوف اخوها..


فاتن: ولهت عليك جراح.. ولهت عليك بالحيل..
جراح وهو يناظرها : امبين.. اللي حتى ما تخليني اتكلم وياج طول هالشهور؟؟ شفيج فاتن.. شياج علينا مرة وحدة..


لا اراديا وجهت عيونها فاتن الى مسـاعد اللي كان واقف عند طاولة المطبخ ويتحسس الشرشف الابيض باصابعه.. وانتبهت الى مريم للي كانت موطية راسها والدمع باين على خدها.. راحت عندها فاتن وهي مبتسمة بخفة.. شلون ان امنيتها اليوم انها تسمع من مريم تحققت بشي اكبر..كاهي مريم واقفة جدامها في بيتها وعزلتها عن العالـم.. راحت لعندها فاتن وهي تحتفظ بشي من الابتسام والبهجة


فاتن: مريم... (استغربت من عدم الاستجابة.. فمريم بعدها موطية راسها) مريم.. سامحيـني..
رفعت راسها مريم بلوم وعتاب وقلب مجروح من اعز الناس على قلبها.:.. اسامحج؟؟ على شنو؟؟؟ ماكو شي اسامحج عليه فاتن...
فاتن حست بالألم من نبرة صوت مريم: مريم.. صدقيني.. اليوم انا كنت بتصل فيج..
مريم وهي تضحك بسخرية: الحمد لله..فكرتي فيني اخيـرا..
فاتن وهي متألمة: مريم..
مريم وهي مندفعة: ما بكلمج.. لمن يحلى لي بكلمج.. تسوين في روحج كل هذا وتسكرين روحج عن العالم.. انزين سكري نفسج عن كل من الا انا يا فاتن؟؟ انا؟؟ انا اللي عمري....
فاتن وهي تتقرب منها: مريم تكفيـن..
وهي تكلم الكل : انا بروح الفندق..


وطلعت مرم من الشقة وهي تجهش بالصياح.. وفاتن واقفة مكانها وهي مصدومة.. واخيرا بدت تحس بنتاااج فعلتها.. ومريم بالمثل ما توقعت ان تكون لها مثل هالردة الفعل لفاتن.. وهي اللي تمت تدافع عنها طول هالفترة.. من بعد مريم طلع جراح من المكان وفاتن ما انتبهت له.. وظلت واقفة مكانها وهي تهمل دمع هادئ.. الا يوم انتبهت ان المكان فظى من الكل..


جالت عيونها صوب المطبخ وين ما كان مساعد قاعد على كرسي الطاولة وهو موخي راسـه.. والعكاز عند ريله.. فاستغربت فاتن وجود العكاز في المكان.. ولكن آثرت السكوت على الكلام..


وبدى الصمت يطبق بثقل عليهم.. لدرجة ان فاتن بدت تحس باطرافها من زود التوتر ترتجف بنفسها.. الله العالم باللي يضمره مساعد بنفسه.. والا اي نوع من الافكار تجول في باله.. لان هدوئه اهو قرب الانفجار او بداية النهاية .. جربت اكثر من مرة صمته وسكوته وكانت النتايج لا تحمد عقباها..



وياها صوته اللي رجف ركبتها..: شلون قدرتي
استغربت فاتن لكن دقات قلبها كانت تضرب بعنف:.. نعم؟
مسـاعد وهو يعيد سؤاله بنفس عميـق وبشكل بطئ:... شلون قدرتي؟؟ انج تطلعين من الديرة.. وتطلعين من المكان اللي أنا مخصصه لج.. وتبعدين نفسج.. وتغيرين عنوانج.. وفوق كل هذا.. تخلينه سر خاص فيج؟؟؟ شلون قدرتي...؟؟ او.. بشنو كنتي تفكرين؟؟


سكتت فاتن مو لانها ما بغت تجاوب.. لان الكلمات جفت في حلقها .. وتركت ويهها مثل اللوح البارد اللي ما ييبين عليه اي نوع من الافكار .. واللي خلى مسـاعد يفقد اعصابه حبه حبه..


مسـاعد وهو يتكلم بهمس اشبه بفحيح الحيات..:.. بشنو كنتي تفكريـن..


تنهدت فاتن بغرور وكأنها تتمنى التحدي


مسـاعد وهو يكمل بنفس الرنة: نسيتي من انا؟؟؟ نسيتي شنو اقدر اسوي..ضربتي كل اللي اقدر اسويه فيج بعرض الجدار.. وغلبتج اوهامج وخيالاتج انج تتحدييني؟؟ انتي ناسية انج شي من ممتلكاتي
وقفت فاتن وهي تحس بروح الحماس في دمها: انا مو ممتلكات احد... انا امتلك نفسي وبس..


ظهر في الفراغ صوت ضحك مسـاعد الخفيف.. فاقشعرت فاتن منه ولكن ظلت واقفة مكانها وهي تتحداه... اليوم كل شي بينفض وكل الاوراق بتنكشف.. ومساعد لازم يعرف شكثر اهي قوية..


مسـاعد وهو يهز راسه والابتسامة مالية ثمه: مستغرب.... من جرأتج.. من الخيـال الجامح اللي دفعج .. (يأشر على المكان) الى هالنوع من الحيـاة.. خبريني فاتن.. أي نوع من القصص العاطفية الكلاسيكية انتي تحاولين انج تمثلين.. ترى اذ ما تدرين .. الواقع يختلف تمام الاختلاف عن لقصص اللي تاخذينها في مقررات الجامعة.. (يناظرها ويراقب شكلها المرتجف بهدوء) الحياة تنبني بدم وعرق وجهد وعقل.. الخيـال.. واللي يخطه الكتاب ما يصير الا في الخيال.. ما يا على بالج ليش الاشياء الخيالية ما تصير الا في الاوراق او في الافلام.. ؟؟؟ ها؟؟
فاتن وهي تواجهه نفس الغرور وحرقة الايام اللي كانت تنتظره فيهم تشتعل فيها: والافلام ما استندت الا على الواقع.. قصص الحياة اليومية وافعال الناس اللي ما تغتفر..
مسـاعد وهو يحس بيده متصلبة على مقبض العكاز: انتي وايد غلطتي يوم طلعتي من الديـرة.. ووايد غلطتي يوم سويتي اللي سويتيه.. ولازم تتقبلين غلطج
فاتن تكلمه في نفس اللحظة اللي اهو يتكلم فيها: ومن اللي قال لك ان لك الحق تعلمني بشنو انا غلطت ولا لاء.. انا حرة في حيـاتي.. انا حرة في حياتي مثل ما الكل حر في حياته..
مسـاعد وهو يسكر عيونه وياخذ نفس عميق: بيكون احسن لج لو سكتي.. لو انطميتي وما تكلمتي
فاتن وهي تحس ان خلاص ما عادت تقدر تتحمل اكثر : انت من اللي يعطيك الحق تمشي الكل على رايك.. وانت مو اكثر من انسان عديم المشاعر .. متملك.. وتظن ان العالم كله يمشي حوالي اصابعك.. تكون غلـــطان اذا فكرت انك تقدر تتأمر على حياتي..
مساعد وهو ينـاظرها وحماسية الاتهامات اللي يتقاذفونها تحمى فيه: بيكون احسن لج لو سكتي.. وانا لي الحق في كل شي سامعة.. وكلمة زيادة بتنالين اللي ما تتمنينه
فاتن وهي تضحك في ويهه باستنكار ويعلى صوته: وشنو اللي مر علي من يوم انت دخلت حياتي كان اللي اتمناه.. ؟؟؟ شي من هالحياة اللي انفرضت علي كان من اللي انا اتمناه لنفسي؟؟ لااااا..
مسـاعد وهو يعلي صوته على صوتها: انتي تكونين حامدة ربج على اللي يصيبج.. يا ناكرة المعروف والجميل..
فاتن وهي تفج عيونها مو مصدقة: انا ناكرة جميل؟؟ اذا انا ناكرة جميل.. فانت شنو تطلع.؟؟ تبي تمتلكني..؟؟ وتحطني كجزء من اللي انت تتحكم فيه.. في عالمك اللي ممتلي بالاموات والماضي..
توقفت نظرة مسـاعد المخيفة عليها .. : غصبن عليج.. كل اللي يصير غصبن عليج.. سوا رضيتي ولا لاء.. وانتي تحطين لسانج(ونبرة صوته تتصاعد) في لهاتج.. وتنطمين .. وتسكـتين اذا انا تكلمت معاج... سامعة (بدى صوته يعلى الى الصراخ) انا اكثر الناس حقا فيج.. انا اكثر انسان بهالدنيا حقا فيج من امج واهلج كلهم..
فاتن وصوتها يعلى وقلبها يرتجف من الكلام الي يقوله: حقا فيني باي عرف وباي قانون؟؟ اني اشبه عالية؟؟؟ اني النسخة الحية منها..؟؟ تراك غلطان اذا فكرت بهالطريقة... ( وهي تتحرك مكانها بهستيريا) اصلا انت مالك حق انك تتواجد بهالمكان.. وانا اصلا فضيت الزواج اللي بيني وبينك.. انا ما عدت ابيــك .. ما ابييييك الحين كثر ما بغيتك قبل..
وقف مسـاعد بتوتر متصاعد: بتنطمين فاتن.. بتطمين والا ما بيحصل خيـر..
فاتن وهي تتحرك صوبه: تظن انك وايد قوي.. تظن اني انا اللي بنهار عندك وبييك لعندك.. لو كنت بسوي جذي.. جان ييتك من زماااااااااااااااان... اذا كنت في غيبوبة ولا فاقد وعيك طول هالفتـرة هذي مشكــلتك.. لان اللي طاف بيناتنا مو يوم ولا يومين.. تسعة شهور قدرت تغير اللي ما راح يتغير اكثـر..


بدت صدمة الاعاقة اللي يعاني منها مسـاعد ترجع فيه بقوة وعمق.. وصدمة الغيبوبة الكبيـرة الي اهو مر فيها وشكثر ايام واسابيع واشهر طافته ترجع له بقوة .. ولكن في صورة الغضب اللي لا تحمد عقباه.. اهي تكلمت عن الغيبوبة كمزحة او ظرف يمكن ما يصير لكن هذا كان المانع الحقيقي لمسـاعد.. وهذا اللي خلاه يحس بالعجز من يد ويديد


وبخطى عرجاء تقرب منها وهو ينفذ النار من انفاسه: بتجنين على نفسج من هالكلام
فاتن وهي تتحداه بقوتها كلها: وااااااااايد قلت لي من هالكلام يا مسـاعد.. انت غلطان اذا فكرت اني ضعيفة وما اقدر اواجهك.. انا انتظرتك طول هالفترة عشان بس اني استعد لك.. واقول لك كل شي انت تستحقه.. واللي انت تحتااجه
مسـاعد وهو يبتسم في ويهها مثل الساخر: لان ما عندج ادنى فكرة.. لو كنت فاضي كنت بييج .. وبدورج وبلقاج تحت الأرض
فاتن وهي تفهم من كلامه الشي الغلط: شنو يعني؟؟؟؟ لو كنت تقدر؟؟ يعني تحطني في آخر اهتماماتك..واحد ******************************** مثلك عمري ما بلاقيه
مسـاعد واذنه تتغنى بالكلام اللي تقوله فاتن لانها على وشك انها تخسـر كرامتها للابد: تحسين نفسج تستاهلين العنا صح؟؟؟ وانج قدها .. واكثر يمكن؟؟؟؟ لكن للاسف.. انتي اكبر جبانه..
فاتن وهي تصرخ عليه ومو قادرة تكبح رجفتها: انطـم..
مسـاعد وهو يحس بالقهر يشتعل فيه: اكبر جبانة يوم انج احتجتي تسعة شهور عشان تزهبين نفسج.. وانا الي ما صار لي اكثر من ثلاثة اسابيع.. ولا.. بطول هالاسابيع كنت مكبول.. والا من يوم وعيت ييتج ويريييتج من شعرج الى الجحيبم اللي انتي تستاهلينه..
فاتن وهي تصارخ وماسكة راسها: ماقدر اصدق.. ماقدر اصدق جرأتك.. تسعة شهور.. صج انك واحد حقيـر.. مو فاضي؟؟ عيل ليش انت مفظي نفسك الحين.. روح للي كنت مشغول فيه.. (غيرتها بدت تنهش من لحمها مثل الدود) ومن لك بالانشغال غير ماضيك الغبي اللي متعلق فيه.. لكن انت ما بتيرني معاك لهالماضي.. انا ما بعيش لحساب احد.. وعمري ما بكون ظل احد..
مسـاعد وهو يناظرها بألم.. وقلبه يرتجف بقوة بسبب القهر اللي فيه..:.. كل اللي صابني.. واللي انشغلت فيه من تحت راسج... يال... ناكرة..
فاتن وهي فاجة عيونها من غير تصديق: انت بعييييييييييييييييد عن كل الحقارة.. انت كل النذالة بهالعالم انك مو بس تحمي نفسك.. الا تحط الحرة فيني..
مسـاعد: تبين تعرفين انا وين كنت؟؟؟؟
فاتن وهي تصرخ: ما يهمني لو كنت في نار جهنم..
مسـاعد وهو يحس بان اللي كبته كله يطلع مرة وحدة: كنت في نتيجة اغلاطج اللي ما تبين احد يلومج عليها شردتي وما خليتيني احاول معاج او انج ما قدرتي تتحلين بالشجاعة انج تواجهيني.. مثل الجبانة.. شردتي ولا خليتي احد ولا خليتيني اتواجه معاج عشان انزل قدرج الى القاااع..
فاتن : اي بلى.. تكون حالم ولا خيالي لو فكرت...


بدت تتحرك مكانها وهي تربط اشياء مع بعضها.. كلام امها عن حاجة زوجها عنها.. وزياد الي أكثر من مرة حاول انه يكلمها عن مسـاعد ويشرح لها غيابه لكن هي ما بغت.. والحين العكاز اللي يحمله وعرجه اللي ما يقدر يخفيه..


والتفتت الى مسـاعد وهي ترتجف: انت ليش تحمل عكـاز..؟؟؟ وليش تعري.. وليش .. (تشهق بآهه) وليش تـاخرت عني تسع شهور.. ؟؟؟؟


سكت مسـاعد وتم يناظرها بانتصار.. لانها بتندم على كل كلمة اهي قالتها اذا عرفت اجوبة اسألتها كلها..


فاتن وهي تصرخ بارتجاف:.. قول.. وينك طول هالأيـام.. ؟؟ وليش تحمل عكـاز..؟؟


انهارت فاتن من بعد ما صرخت .. وبدت تنتحب بصوت مكتوم وتحس بالبرد يخترق عظامها.. ما تدري ليش انها تجاوزت الحد.. تحس انها تطاولت زيادة عن الحد .. وانها راح تندم على كلماتها وعلى اتهاماتها وعلى شتائمها لمسـاعد..


بعد فترة من الصمت.. وهو يسمع لصياح فاتن المكتوم واللي ما يظهر منه الا الشهقات الصعبة.. تكلم مسـاعد وهو يحس بالتعب بداخله:.. كنت في غيبوبة .. نتيجة الحادث اللي تورطت فيـه.. بليلة سفـرج.. (ونظرات فاتن تلحق ويهه بحزن.. ومن غير تصديق.. وبدت نبرة مسـاعد تلين الى اللوم والعتب) رحت وراج.. ووصلت للمطار.. دخلت ادورج.. وظنيت اني بلقاج.. لكن.. ما لقيتج.. او انتي ركبتي الرحلة قبل لا اقدر الحق عليـج.. وصار الحادث.. وما وعيت منه الا بعد (سالت دمعة من عيـن مساعد) ثمانية شهـور وشوي..
فاتن وهي تلم راسها الى حجرها وهي تأن مثل الصغار:.. لا.... لا..
مسـاعد وهو يتكـلم ويعبـر عن اللي فيـه:.. ويوم صحيـت.. ما كفتني صدمة اني كنت غايب عن هالدنيا طول هالفـترة.. (رفعت فاتن نظرها الى مسـاعد) اكتـشفت.. ان .. ريلي اليسـار مبتورة للركبة (شهقت فاتن) والقدم في اليميـن..
فاتن وهي تمسك ثمها مو مصدقة اللي يصير:. يا ربي..
ويكمل مسـاعد وهو يمسـح الدمعة بشجاعة:.. على الرغم.. من لغيبة.. ومن ... الاعاقة.. الا انج كنتي اهم شي لازم اناله.. وما كنتي موجودة.... (لقهر كان عنوان في ويه مساعد) ما كنتي موجودة.. (وهو يذرف دمعة ثانية وشكله اكبر من عمره بعشر سنين) ما تتصورين شكثر تمنيتج موجودة يوم اكتشفت اني معاق... تمنيتج.. وبجيـت يا فاتن.. بجيت مثل هذاك المراهـق للي كان أرق بسبب التفكيـر فيج باول ايام ملاجنا.. واول ايامنا في الشقة..


انتحبت فاتن بقوة وهي تصيح بانين قاتل.. وتردد كلمة ياربي وكانها تتمنى ان الله يعطف عليها وياخذ روحها بهاللحطة..


مسـاعد والغضب يرجع له.. : وانتي تلوميين الكل .... وما تلومين نفسـج.. انتي اللي قطعتي العالم عنج.. والا الدنيا كلها كانت تتمناج. اخ وام كانو ينتظرونج.. خلج مني انا ما اهتم لاهتمامج
وتتبدل مشاعر فاتن في لحظة وقطعته : مسـاعد تكفى..
مسـاعد من غير ما يهتم للي تقوله: اخوج وامج.. تركوج لحالج ما سألتي نفسـج ليش؟؟ لان من زود حبهم لج حبو انج تكونين على راحتج وواثقين فيج.. لكن انتي كنتي من الأنانية.. يا ... (والدم يتجمع في ويه مسـاعد بصـورة غريبة).. يا الأنانية... انج تتركين الكل ينتظرج وتقعدين هني تتمنين لو الكل يدور عليج ويراضيـج...
فاتن وهي تقعد وهي تبجي بقوة: مسـاعد تكفـى.. بس خلاص..
مسـاعد وهو يعصب اكثـر: بس خلاص؟؟ انا بديت يا فاتن؟؟؟ تلوميني على حبي لعالية.. وتقولين انج كوبي عنها؟؟؟؟ ليش؟؟ هل انا قط فيوم عاملتج معاملة مختلفة.. انا اصلا مستحي من عالية اني حبيت وحدة مثلج وغطيت على حبها الجميل لي.. بوحدة ياهل مثلج .. انانية وناكرة المعروف والجميل..


بجت فاتن وبدى قلبها يتقطع من البجي..


مسـاعد: تلوميني على حبي لعالية؟؟؟؟ انا الوووم الدنيا لاني حبيـتج.. ولاني لحتى هاللحظة... ما بردت مشـاعري تجاهج لكن انتي ما تستـاهلين... تلوميني على حبي لعالية.. انتي اصلا تقدرين تكونين بمستتوى عالية؟؟؟ لو تموتين ما تصيرين مثلها؟.. عالية حست فيني في كل الظروف.. بصحتي وبمرضي.. بفرحي وهناي.. ولا يوم في حياتها خلتني اعاني من شي.. لكن انتي.. حبج كله معاناه.. وتوسل .. ورجاا.. انا ما ترجيت حب عالية.. عالية وهبتني حبها واهي اللي تحتاااج للحيـاة.. (بدى مسـاعد صوته يختفي في الانتحااابة العنيفة) شكثر اتمنى بهاللحظة لو ان حياتج انوهبت لها .. عشان ما تروح عني.. وما اتيين انتي في دربي..


تقطعت انفاس فاتن وهي تبجي من شدة كلام مسـاعد.. اللي اشبه بالملح على الجرح.. ولكن كل هذا انتقـام منه على اللي اهي اتهمته فيـه..


اما مسـاعد فمسـح ويهه بقوة وهو يسحب النفس المرير من الهوا المتكتل الى صدره المثقل:.. لكن .. كل هذا ما يهم الحيـن.. انا هني عشـان شي واحد.. اني اردج لديرتج.. وانتهي من حياتي اللي شاركتج فيها.. وتروحين في حال سبيـلج..
فاتن وهي تلتفت له وقلبها يدق بخوف مقطع للروح:... شلـون؟
مسـاعد وهو يناظرها والألم المتشارك يغلف روحهم:... كـل شي بيناتنا بينتهي.. وبتروحين في حال سبيلج.. مو هذي امنيـتج من اول يوم عرفتـي ان لي وجود بحيـاتج؟؟
فاتن وهي تحس بان الهوا ما يدخل رئـتها:.. لا..... لا...
مسـاعد وهو يعصب: بلى.. بلى يا فاتن... خلاص.. انتي بتروحين في حال سبيلج.. بتركضين ورى احلامج.. وورى الخيالات اللي كنتي عايشة فيها
فاتن وهي تذرف الدمع الساخن: مسـاعد انا اسـفة


تقربت منه لكنه نفر منها كانها النار: لا تلمسيـني.. ما ابي خيـالج يطيح علي سامعة؟؟؟ انتي خلاص فاتن.. انتهيني مني.. خلاص.. ما عدت افيدج في شي..


فاتن وهي واقفة.. ونحل جسمها يكاد ينكسـر.. ونفسها متلاحق تناظر مسـاعد اللي موخي عيونه الأرض.. وتحاول انها تترجاه فهي تعرف ان كانت لمسـاعد نقطة ضعف. فهو حزنها.. فتقربت منه ..


فاتن: مسـاعد.. سامحنـي..
مساعد وهو يتراجع عنها: فاتن.. روحي لمي ملابسج.. انتي بتطلعين من هني اليوم.. وباجر ان شاء الله احنا بالديـرة.. (يطالعها وهومكسور القلب) امج تحاتيج.. وطلبتني وانا ما عرفت ارد طلبها..
فاتن وهي تتقرب منها.. وقدرت انها تتقرب منه وتحصـره: مساعد سامحني.. مسـاعد سامحني.. تكفى.. انا ما كنت ادري..
مسـاعد وهو يلومها: وشلون كنتي بتعرفين فاتن.. وانتي بعيـدة؟؟ وبعدين ما يهم سوى عرفتي ولا ما عرفتي.. كل شي انتهى
فاتن وهي تمسك قميص مساعد: تكفى مسـاعد.. لا تقول جذي.. لا تقول هالكلام..
مسـاعد وهو يحاول انه يتراجع لكن الطاولة وراه وما يبي يلمس يد فاتن: فاتن خلاص انتهى كل شي.. انتي في دربج وانا في دربي.. يالله وخري عني الحين
فاتن وهي تترك قميـصه وتناظر ويهه بحزن قاتل يذوب الصخر: مسـاعد لا تقول جذي..
صرخ في ويهه بيأس: مابيج خلاص... خلاااااااااااااااااص خلاص.. ما ابيـــــج..


ظلت واقفة جدامه وهي تتمنى منه العطف او الحنية لكن مسـتحيل تلقاها فيه.. مسـاعد خلاص.. صار اشبه بالصخر اللي ما يحن.. وهي ما تستاهل؟؟ الا تستـاهل واكثر بعد..


مساعد بصوت اجش: روحي لمي ثيابج واغراضج..لا تعطلينا هني..
فاتن وهي تترجاه: تكفى ..
مسـاعد: وخري فاتن.. ولا تترجيني في شي صدقيني انا ماقدر اعطيج شي..
فاتن وهي تحس بالهلاك بقلبها: مسـاعد لا تسوي فيني جذي؟
مسـاعد: شسوي فيج؟؟ بالعكس.. انا قاعد أأدي لج خدمة.. ما بغيتي طول هالفترة.. سنة ونص وانا اراكض وراج وانتي تتمنين اني احل عن دربج .. خلاص. أللي تتمنينه بصير..ويالله روحي لمي اغراضـج..
فاتن وهي تتراجع عنه:... ما بلم اغراضي..
مسـاعد وهو ما يصدق الي يسمعه:.. شنو؟؟ ما سمعتج زين
فاتن وهي تتصرف مثل اليهال:.. انت ما تبيني.. اووكي.. انا بعد ما ابيك.. وما ابي احد ... بظل هني..
مسـاعد وهو يعصب: لو على مووووتج ما تتمين هني.. يالله روحي لمي اغراضـج.. ما عندي الوقت كله
فاتن وهي تتراجع عنه:.. لا...


تم يناظرها ويناظر التمرد المينون بعيونها .. لكنها ما كانت تدري انها بهالشي تغذي الوحشية اللي فيه.. كان على وده لو انه يضربها لمن تتكسر وتظل مكانها على الارض.. مثل الخلجة..


مسـاعد: اكسري الشر.. واذا تبين حياتج .. بتروحين تلمين اغراضج وانتي ساكتة..
فاتن وهي تضرب بريلها على الارض: لا.... لا.... لا... ما بلم اغراضي.. ماابي ارد
مساعد: فاتن ما عندي الوقت لج
فاتن وهي تبجي بقوة: ما ابي وقتك.. ولا ابيك.. ولا ابي احد.. ولا ابي الديـرة.. ابي تم هني..
مسـاعد: سكتي .. وانطمي ولا تتكلمين.. ويالله لمي اغراضج..
فاتن: انت ماتقول انك ما تبيني.. عيل طلقني.. طلقني وخلني اعيش بكيفي.. بعيش هني على كيفي... هذي احلامي وامنياتي..

مسـاعد من سمع كلمه طلقني احترق تماما.. وصار راسه شعله من اللهب اللي بتحرق فاتن وكل شي يحايطها...

مسـاعد وهو يتقرب منها ..: تبين شنو؟؟
فاتن وهي تتجرى عليـه:.. ابي الطلاق.. خلنا ننتهي.. والحيـن.. بهاللحظة
مسـاعد: تبين الطلاق؟؟؟ تبين الطلاق؟؟؟؟
فاتن وهي تصرخ عليه: ايـه.. مو انت تبيه بعد.. انا بعد ابيه.. وابيه الحيـن.. طلقنـي..

سكت مسـاعد وهو واصل على قرب من فاتن بصـورة غريبة.. وكان الكلمة اللي تتمناها فاتن على طرف لسانه.. لكن شي خلاه يتوقف عنها.. وتم ينتظرها لمن اهي تنطق .. عشان يخرسها للأبد..

مسـاعد وهو معصب: لمي اغراضج
فاتن تصرخ: طلــقني..
وتحركت كل قوى مسـاعد الشريرة الى شعر فاتن.. مسك شعرها في قبضه يده وسحبها بقوة: تبين الطلاق؟؟؟ معليه.. انا اطلقج.. لكن مو قبل ما تلمين اغراضج..

سحبها مساعد من ذراعها ويرها يرر لمن زهقت روحها وكل ما بدت فاتن مقاومة سحبها اكثر.. فتح باب الغرفة ورماها داخل..

مسـاعد وهو يتنفس بقوة: بتلمين كل اغراضج الحيـن.. ومن غير اي كلام زايد.. والطلاق لاحقة عليـه..
فاتن وهي تمسك يدها اللي انسحبت بقوة: ما ابي ارد... ما ابي ارد
مسـاعد: والله هذا مو خيـار الحين صح ولا لاء؟؟؟
فاتن وهي تمسح عيونها المليانة دموع: ما ابي ارد مسـاعد.. وما ابيك ولا أبي شي.. خلني في حالي خلاص..

مارد عليـها مسـاعد والتفت الى خزانة الملابس.. وراح لعندها وهو يفظيها من الثياب.. يرميها على الأرض او على فاتن

فاتن بصوت كسير: شقاعد تسـوي؟؟
مسـاعد وهو يرمي الملابس او اي شي تطيح عليه يده: اذا انتي ما بتجهزين انا اعرف شلون بجهزج..
فاتن وهي تقعد على الأرض بانهزام: لا تسوي فيني جذي

ما التفت لها وتم يفظي كل شي مليان في الغرفة ويرمي عليها الاغراض.. ومن بعدها سحب الجنطة اللي كانت فوق الخزانة ورماها على الأرض.. وحاول انه يفجها بالعكاز لكن ما قدر.. وفوق كل هذا اهو ما يقدر يقعد على الأرض مثل قبل ..

القى امر على فاتن: عندج حوالي الربع ساعة انج تلمين هالخمام.. ومن بعدها تطلعين من هني.. بنتظرج برع.. وانا ما زهبتي بسرعة يا فاتن نفادهم هالثياب.. بتردين البحرين وياي باجر يعني بتردين؟؟ سامعة ولا لاء؟

ما ردت عليه فاتن.. وانتحبت بقـوة لمن طاحت على الأرض وهي تبجي.. ظل مسـاعد واقف دقايق وهو يحس بالدوخة براسـه.. وصوت انين فاتن يكسـر اللي مايتكسـر فيه.. فبدل لا يقعد ويواسيها وينسيها الدمع والألم والحزن اللي تسببه لها في هاللحظـة.. طلع من الغرفة وراح عند المطبخ.. طلع علبة حبوب يستخدمها لتسكين الألام فيه اذا انتابته.. ومن زود ما كانت يده ترتعش من الغيض اللي فيه طاحت الحبوب كلها على الأرض.. سب ولعن مسـاعد....

تم دقايق يعور في مكانه مثل الأسد المسجون.. لمن استلم احد الكراسي عشان يرميها بقوته الى الجهة الثانية ويستند عند الجدار وهو يتنفس بقوة كان الهوا ما قاعد يدخل..

وما لقى الا فاتن واقفة عند باب الغرفة وإمارات الحزن على محياها مثل منارة بالضوء..

صرخ فيها مسـاعد: ليش سويتي كل هذا يا فاتن؟؟ غرورج وكبريائج.. شوفيه لوين وصلنا اليوم.. (دمعت عين مسـاعد).. كنت بعطيج عمري كله.. وان ما كفتج بعطيج العالم.. كنت اقدر يا فاتن .. لانج كنتي غاليـة علي... لكن الحين.. ماقدر الاقي شي فيني اعطيـج اياه.. لانج...

انكمشت فاتن في زاوية الباب وهي تغطي ثمها بيدينها من شدة البجي اللي فيها.. والتفت لها مسـاعد والدمعة خايرة من عينه..

وبصوت كسيـر: لانج.. ما تستـاهلين .. ما تسـتاهلين ولا تسوين شي عندي...

كانت هذي اخر كلمة قالها مسـاعد.. من بعدها انحنى يلتقط حبه او حبتين من اللي طاحو وشربهم من غير ماي وطلع من الشقة.. دخلت فاتن دارها وهي تجر نفسها جر وتهتز بالقهر اللي فيها.. فما لقت الا انها تصرخ بقوتها بسبب اللي صار..

مسـاعد في غيبوبة.. ومعاق... وصحى. وانا ولا ادري عنه.. والحين ما يبيني ويبي ينفصل عني.. آآخ.. ليش؟؟؟ يوم اني حبيته وصرت ما اشوف الفرحة الا بويهه.. يصير فيني كل هذا..

رمت بروحها على الأرض عند قطع الثيـاب.. وهي تحط راسها على ركبتها والريل الثانية ممدوده بتعب.. عند مؤخرة السرير سندت راسها وهي تحس بالعذاب بعناوينه يحتلها..

فاتن وهي تفكر بصوت مسموع: خسـرتك.. خسرتك وخسـرتك بجدارة.. بجدارة..

------------------------------

حاول جراح انه يلحق على مريم لكنه يوم نزل ما لقى لها ولا اثر .. وين راحت.. وين الممكن انها تروح؟؟ لا يكون بس استقلت تاكسي وراحت للفندق؟؟

تم واقف مكانه عند بوابة بيت هيام الكبيـرة والحديقة الروعة اللي وراه.. حاول انه يسمع لصوت معين في الممنطقة او حركة تدل ان في احد موجود لكن عبث.. فالمكان ملفوف بالصمت.. ودامنه الحين اهو ومريم فظوا المكان لمسـاعد وفاتن انهم ياخذون راحتهم.. خله اهو يدور على مريم.. الللي اهو شبه المتأكد انها ما طلعت من المكان كله..

راح ورى البيت وهو يدور عليـها.. وطول هالوقت وهو يناظر فخامة المكان اللي اهم فيه.. شي مو طبيعي حديقة بيت هيام .. الزرع في كل مكان والورد بعد.. شي بمنتهى الفخامة.. ويوم وصل الى مكان مرصوف بالحجر والقرميد .. لقى مريم هناك قاعدة.. على كرسي وهي تمسح ويهها من الدمع بمحرمة.. تم واقف مكانه محتار يروح لها ولا لاء.. اذا راح فهو بيخترق شي من الاداب والحيا.. لكن مريم اهي بعبارة صديقة درب ومن العايلة.. فتقرب منها شوي وقعد على بعد كرسيين منها..

طبعا مريم انتبهت لجراح بس ما عطته الاهتمام.. لان اللي في قلبها واللي شافته بعينها في فاتن يخليها تنتحب الدهور كلها.. وفوق كل هذا اهي مو مصدقة ان فاتن صارت جذي.. كانها ميتة واللي شافوها اهي مجرد خيال ولا اشعار انها بعدها تتنفس بهالدنيا..

تكلمت مريم وهي تمسح ويهها للمرة ثانية: ماصدقت عيني يوم شفتها.. جذي تسوي في روحها؟؟ ومن سمح لها..

سكت جراح وهو بروحه يفكر بنفس اللي تفكر فيه مريم.

مريم: يعني .. معليه اهي كانت مجروحة... وقلبها متألم بالحقيقة اللي عرفتها.. لكن.. مو جذي.. والله ما تصورتها بتصير جذي؟؟ (بصوت منتحب) كسرت خاطري
جراح وهو يناظر الطبيعة اللي جدامه: هذا الناتج من العزلة.. ومن تجمع الاحزان من غير مفرغ لها.. والواحد لازعل ولا حزن ما يخلي احبابه والناس اللي حواليه.. لان اذا اهو طاح عشرة يشيلونه.. وفاتن ما كان لها احد يكن لها اللي احنا اهلها نكنه لها..
مريم وهي تمسح عيونها بالمحرمة: .. لكن ولا بسامحها.. على اللي سوته بروحها..
جراح وهو يبتسم:.. ما عليج.. تقولينها الحين بس بعدين بتسامحين.. لان الانسان مايقدر يعيش من غير مسامحة اوو غفران.. (تناظره مريم وهو مكسورة الخاطر) لان الحياة تصير اصعب من ما تتصورين والقلب حامل شي على احد..

سكتت مريم وهي تمسح دمعها بخفة.. تفكر بكلام جراح اللي كان منطقي بصورة كبيرة.. لكن شي في كلامه خلاها تتناقض مع نفسها.. اذا اهو يتكلم جذي معناته اهو مو حامل علي؟؟ لان امي اهي السبب اللي يوقف بيناتنا وبين للي يمكن يصير بيناتنا؟؟؟

جراح وهو يحس ان قعدته طالت اكثر من اللزووم..: خلينا ندخل الحين... مب حلوة نقعد هني وهم داخل..

قام جراح من مكانه وهو يمشي عن مريم اللي ظلت قاعدة مكانها لكن قلبه لسبب او ثاني خلاه يلتفت لها ومن غير ما يطالعها ويطالع الأرض..

جراح: .... مريم.. انا ما ابيج في يوم تحملين في قلبج علي.. اذا بالنسبة لي صدقيني انا راح اوافق على كل شي بهالدنيا عشان انج بس ما تحملين في قلبج علي.. انا مافيني اظلمج ولا اظلم اهلج معاج .. انتو عزيزين علي والله العالم.. وصدقينـي يا مريم (ونبرته بدت صورة لصدق احساسه) فقدج ولا بوجودج وانتي فاقدة احد من هلج على حساب.. انا يمكن كنت اقدر اكون هلج كلهم لكن ما بعوض لج ظفر واحد من احبابج... ولا تحملين في قلبج علي صدقيني.. اللي انا حامله على قلبي.. يكفي ترى..

تفاجات مريم من كلام جراح لدرجة انها تمت تناظر في ويهه من غير اي احساس... وهو ظل واقف مرتبك بضع اللحظات ولكن ارتد على عقبه .. ماصدق السيل الجارف من الكلام اللي طلع منه... يمكن كانت هذي اللحظة الخاطئة لكن للشخص المناسب.. يمكن كان هذا الشي اللي بيحرر جراح من عقدة الذنب اللي حاسها رابطته للارض وما تخليه يرفع راسه من زود ثقلها.. يمكن الحين بيقدر يتحرر من مشاعره اللي صوب مريم.. وبيقدر انه يضحي بحبها عشان اخته.. وبيقدر انه يخليها تكمل حياتها وهو بعد يكمل حياته مثل ما يبون..

لكن ليش حس انه في هذي اللحظة خذل مريم اكثر واكثر؟؟؟ ليش هالشعور انه تقاعس او انه تراجع عن شي كبيـر.. وكانه دار بظهره الى حبه الكامل والى مشاعره اللي حاول انه يخبي اتقادها لزمن الله اعلم فيه..

الا وصوت مريم يناديه من نقطة اللي حس انه بيتجادل مع نفسه... فالتفت لها وهو مخفض عيونه بالتراب..

مريم وهي تكبح الصدمة اللي تناولتها:. جراح.. انا ما بي منك... اعتذار.. ولا ابي منك.. اي تبرير..
قطعها جراح وهو يحس بالحزن يكسر حاجبيه: بلى مريم.. بلى.. انا .. سببت لج ولعايلتج
قطعته مريم وهي تبتسم بحنان لهالانسان العظيم للي جدامها: جراح انت مالك ذنب.. لا انا ولا انت ولا احد.. حتى فاتن نفسها.. كل هالامور صارت يا جراح في حكم القضاء والقدر.. ربك قدر وكتب علينا مثل هالمصيـر..
جراح وهو يرفع عين منتحبة: بس انتي كنتي تبجين
ابتسمت مريم وهي تتنفس براحة: كنت ابجي لاني اخيـرا قدرت اكون في الدنيا اللي انا ابيها.. وقدرت القى الناس اللي راحت عني.. جراح انا طول هالفترة ما كنت انا.. ما كنت اقدر احس اني انا اللي اعيش.. كانت انا ولا شخص مثقل بالصبر والانتظار.. لكن الحين.. لقيت اكثر الناس للي احمل لهم مودة وعطف في قلبي.. فاتن ومسـاعد على الرغم من اختلافاتهم.. وانت بعد يا جراح... (ناظرها بحنان) حتى انت..
جراح: الموت يا مريم.. ولا دمعة من عينج.. انتي غالية وربج داري بغلاااج..
مريم وهي تبتسم له: وانت الأغلى.. صدقني.. انت مالك شي تعتذر عليه.. بالعكس.. انت نفسي ويمكن اكثر مني.. انا خسرت اخو طول هالفترة.. وانت خسـرت اخت.. (وبمغايض) وشبه الخطيبة اللي لو تنقلب الدنيا ما تلاقي مثلها.. (انقلبت النبرة الى فكاهة) انا ادري ان اللي كدرك طول هالفترة اهي فكرة اني يمكن ما اكون لك بس.. كيب ات اب.. الدنيا بعدها بخير

ضحك جراح وهو يحس بحرقة الدمع في عينه.. ومريم بابتسامتها الغليضة والغمازة اللي في غزازها تظهر بكل حنان خلته يحس ان بالفعل.. الدنيا اكتملت مثل ما قالت.. الكل تلاقى والكل موجود مع بعضه..وياليت بس لو ان الكل يحل مشاكله ويهتدي لدرب السلام.. جذي الدنيا بتكون احسن.. والحياة بتكون اروع..

جراح: خلينا بس الحين نلحق عليهم.. قبل لا يصير شي ويفوتنا..
مريم وهي تمشي عند الكرسي: باخذ جنطتـي..

تجدم جراح عن مريم وتوه بيمر عن الممر اللي يؤدي الى الملحق اللي كانت فاتن ساكنه فيه.. الا ومسـاعد يطلع.. وويهه مثل الصقيع البارد والرمادية اللي تستفحل بالعالم.. فتكدر جراح وحس ان السالفة فيها شي من العراك..

جراح ومساعد يتقرب منه: شصار
مساعد وهو يبين انه يكبح الم خفي فيه..: ولاشي.. بس احنا رايحين.. وينها مريم..؟
مريم اللي وصلت: انا هني.. شفيك مسـاعد.. (تقربت منه اكثر) علامك
مساعد بعصبية وتوتر: مافيني شي.. مريم روحي داخل وشوفيها كملت ولا لاء.
جراح وهو مستغرب: كملت .. على وين؟
مسـاعد وهو يمشي عن جراح: على الفندق.. مالها قعدة هني..
جراح وهو واقف مكانه بصلابة وكأن الدم بدى يثور فيه: اذا اهي تبي بنمشي.. اذا ما تبي .. نتم وياها.
التفت له مسـاعد وكأن رفض جراح الحالي اهو آخر شي يتمناه..: جراح..لا تصير لي ياهل مثل أختك.. خلنا نمشي من هني.. انا مافيني اقعد اكثـر.. ولو فينا انرد الليلة يكون احسـن
جراح: أنت رد.. انا بتم وياها..

لمع الشـرار بعيـن مسـاعد واقتدحت عيونه ومريم يوم لقطت هالشي بين الأثنين وقفت بينهم بسـرعة

مريم: خلونا من هالكلام والله مالنا حاجة فيه.. لا تزيدون النار حطب.. انا بروح لفاتن.. بشوفها وبتطمن عليـها.. واللي بصير مثل ما اهي تـبي..

تركتهم واهي كل شوي تلتفت لورى وقلبها متزلزل.. جراح ومسـاعد مو متفقين على السالفة؟؟ اكيد .. جراح ما راح يسمح لمسـاعد انه يعامل فاتن بازدراء بوجوده.. لو تطلب هالشي ضربه.. ففاتن عزيزة على الاثنين ومحبوبة يمكن بنفس القدر..

دخلت الى داخل الملحق ولقت باب الغرفة مفتوح وشبه الانين يطلع منها.. فراحت بسرعة تطل على الغرفة.. لقت فاتن حامله قطعة ثياب وهي حاطه راسها على ركبتها وهي تبجي بمنظر يفطر القلب.. فراحت لها مريم بسـرعة

مريم هي تمسح على راس فاتن: فاتن حبيبتي؟؟ علامج؟؟؟ ليش تبجين.. لا هانت دموعج يالغلا.. لا تبجين
فاتن وهي تضرب بيدها بشكل خفيف على ريلها: خسـرت كل شي مريم.. خسرت كل شي.. ما ابي اخسر مسـاعد مريم.. ما ابي
مريم وقلبها متوجع على فاتن: لا تبجين فاتن انتي ما خسرتي شي بعدج.. يالله حبيبتي قومي غسلي ويهج واستهدي بالله.. ما عليج شر يالغلا
فاتن وهي بعده جبينها على ركبتها: مريم خسـرت مسـاعد.. الانسان الوحيد بهالدنيا الي صج حبني وضحى عشاني الكثيـر.. توني اليوم دارية.. تووني..
مريم : فاتن لا تقطعين لي قلبي
رفعت فاتن ويهها المفجوع: مريم.. تدرين ليش انا ما اتصلت ولا تكلمت ويا احد ولا تواصلت ويا احد.. لان في داخلي كنت مجروحة.. كرامتي كانت مهزوزة.. مسـاعد يحب عمتي ..ع.عا..لية.. تعرفين شنو عمتي عالية؟؟؟

مريم وهي ساكتة وتناظر الالم في عيون فاتن وحمرة خدودها

تكمل فاتن وكانها تتذكر شنو كانت عمتها عالية: عمتي عالية كانت .....الكل كان يحبها.. وانا كنت احبها بس كنت اتمنى لو اني مثلها وكنت اعرف اني ما بصير مثلها.. ويوم كبرت قبل لا يتوفى ابوي كنت اشوووف.. الفخر بعينه لاني .. كنت نسخة منها.. بس بعد تألمت.. لاني ماني عاليـة مريم.. انا فاتن لو ما يدرون.. اتنفس واحس وانا شخص ثاني .. ويوم حسيت اني املك الدنيا بحب مسـاعد.. (وكان الاشراق على ويهها) حسيت... اني ملكة زماني.. كل اللي اتمناه وزود صار بحيـاتي.. حتى أحلامي اللي دوم إرتبطت بمشـعل صارت مثل شعـلة المراهقة الضعيفة بالمقـارنة مع مسـاعد.. لمن دريت.. (وانغمسـت باحزانها) انه يحب عالية .. وفوق كل هذا انه حبني عشان اني اشبهها..
مريم وهي تلم فاتن الى حظنها : يا حبيبتي يا فتون
فاتن وهي تنهار على ريل مريم: مريم انا وايد احب مسـاعد.. مريم انا ما مر علي يوم الا وهو على بالي... مريم... اذبحيني. ما ابي هالحب اكثـر.. ما ابيه اذا بس انا فيـه ..
مريم وهي تبجي مع فاتن: يا بعد عمري يا فاتن.. صدقنيي.. انتي مو بروحج في هالحب.. مسـاعد يحبج اكثر من نفسـه يا فاتن.. لا تعورين قلبج.. انتو تحبون بعض.. بس الظروف ما لايمتكم على بعض.. فاتن هدي قلبج
فاتن: مريم ماقدر.. ماقدر... ما ابي مسـاعد خلاص.. ما ابيه.. والمشكلة اني ابيه لاني ما بقدر اعيش من دونه.. بس احنا انتهينا مريم.. انتهينا وخلاص..(قامت من على ريل مريم ) انتهينا يا مريم من يوم ما مشيت عنه.. لا لا.. من يوم ما قلت له روووح مسـاعد رووح.. كان يبيني افهمه.. يبيني اتفهم مشاعره.. لكن انا .... ماقدرت.. كبريائي كان اقوى مني... اقوى مني.. (تضرب بيدها على الأرض) اقوى مني اقوى مني..

طاحت فاتن على الأرض وهي تبجي بلوعة وحرمان فيها..ومريم وياها وتحاول انها تهديها لكن عبث. .فاتن قاعدة تطلع الكبت اللي فيها ومريم ما حاولت اكثر معاها.. خلتها تبجي مثل ما تبي بس ويا الحنية وويا ويه مـألوف وقلب يعرف للي اهي تمر فيه.. وما منعتها بالعكس.. خلتها تطلع العنان في اظهار عجزها وقلة حيـلتها.. لكن اللي لازم يفكرون فيه الحين اهو مساعد وجراح الواقفين بره.. اللي بلحظة من اللحظات بدى لمريم انهم مو متفقين على اللي يتمناه مساعد..

---------------------






من بعد نص ساعة طلعت فاتن من االملحق اللي حملها مثل المهد الجميل.. تحمل كل اللي اهي تمر فيه وواساها وحظنها بالراحة والاهتمام اللي اهي كانت تحتاجه.. مررت نظرها الى المكان اللي كانت فيه لقرابة السنة.. وحست انها عاشت عمر هني.. وياليت بس لو كان العمر حلو.. وعلى طول طرى على بالها لو ان مسـاعد كان معاها في المكان.. جان اهي بخير وسلامة.. جان ماكو شي بهالدنيا يقدر يوقفها من الصراخ والاعتراف انها سعيدة.. ولقت اللي تبيه..

اكره الحب اللي لمن يعترف بوجوده بس ماكو احد عشان يتقبله.. وهي خسرت الكثير بقراراتها الطايشة.. قرارات اهي ما تحملت حجمها الا بعد ما فهمت ووعت انها كانت من اخطر القرارات اثرا على حياتها..

مساعد ما تكلم ولا قال شي.. كانت ملامحه عبارة عن الصلابة والصمت والخلو من الألوان.. كاان لابس بانطلون بيجي وقميـص اسود ويعري بالعكاز اللي حامله.. ما تكلم ولا قال كلمة وحدة او وجهها لاحد.. طول هاليوم اللي ظلوا فيه كان كل واحد في جهته من الفندق ينتظرون الوقت يمر عليهم عشان يطلعون من هالجحيم الى جحيم ثاني..

جراح ومريم كانو اكثر المتضررين بسبب اللي يصير بين فاتن ومساعد.. على الرغم من الاحلام او الامنيات اللي بنوها في هالرحلة الا انهم ما كانو يفكرون بروحهم.. كانو يفكرون بحاله مساعد وفاتن اللي ما فيها الا الصمت او الدمع الساخن.. وهالحالة ما عجبتهم.. لكن ما كانو يقدرون يسوون شي الا انهم ينضمون لصمتهم .. او انتحابهم..

وصلو الى مطار البحرين.. وبالصمت اللي طلعو منه من بوسطن وصلو فيه الى هيثرو.. ومن هيثرو الى البحرين والسكوت اهو سيد لموقف.. ومسـاعد كانت ملامحه اشبه بالموت لانه ما تكلم ولا نطق بكلمة وحدة... وفاتن عيونها شاردة وسارحة في الفراغ للي بدت تحس بقوته في حيـاتها وتحس بالحرمان اللي طول عمرها تمنته بس من غير مشاعر الحب القوية لزوجها مسـاعد.. بدت تعترف اخيـرا ان مسـاعد زوجها بس بعد شنو؟؟ بعد ما خلاص غسل يده منها وصرح لها برغبته بالانفصـال عنها..

اما في بال مريم فكان الهم هو المتحكم بها.. مهمومة ومن زود الهم ما كانت تقدر تتكلم.. تعبر بعيونها لجراح اللي كان يناظر فاتن ويناظر مسـاعد ويحس بعظم الغلطة اللي ارتكبت بحق هالاثنين انهم ينربطون او انهم يتعارفون..والأكثر.. يحس بالمسئولية لانه اهو الشخص اللي جمعهم مع بعض.. الحب عمره ما كان بهالصورة من الهم والألم. الحب شي جميل على رغم كل شي.. لكن اللي بين مسـاعد وفاتن شي يثير الشفقة في قلب الانسان اللي يعرفهم.. ومن الاحسن لو ان فاتن تبتعد عنه وهو بالمثل..

كملوا اغراضهم ومسـاعد ما كان في حالة تسمح له انه يسيطر على شي.. لان جزء من خططه انه اول ما يوصل البحرين يكمل اوراق الطلاق من فاتن.. وطلاقهم راح يكون سهل نظرا لان ما بينهم شي يستدعي الانتظار للعدة او شي من هالكلام.. فهو عمره ما لمسها.. وهالشي بيسهل عليه الموضوع.. بس ليش الاحساس انه خلاص انتهى من هلحيـاة..

مريم وهي تكلم جراح بهمس عند الجناط وعيونها على فاتن: شصار بيناتهم داخل الشقة.. قالت لك فاتن؟
جراح وهو يراقب مسـاعد: لا وانتي قال لج مسـاعد
مريم وهي تهز راسها بقهر: لا.. والله نفسي ظاااايقة الويل بسبب هالاثنين
جراح وهو يحاول يطمنها: ما عليج مريم.. الاثنين عقلهم اكبر من هالدنيا.. بيفكرون بشي يخليهم يرتاحون من هالشي..
مريم وهي مستغربة من جراح: شلون يعني؟؟
ما قدر جراح يناظر مريم من بعد الكلام اللي بيقوله:.. مريم.. فاتن ومساعد.. على الرغم من الحب اللي يجمعهم واللي يبين للكل.. الا انهم ما يصلحون لبعض.. وما يقدرون يعيشون مع بعض بصورة طبيعيـة.. بسبب كل الاشياء اللي مروا بها في حياتهم.. واللي للاسف الشديد مشتركة..
مريم وهي معصبة: شقصدك بهالكلام؟؟
يسكتها جراح: اوووووووش.. وطي حسج
تهمس له بغضب: قصدك انهم لازم ينفصلون؟؟ انت شقاعد تخربط
يرد عليها بصوت خفيف: عيل شتبين يصير بيناتهم.. يتمون جذي حروب ومعارك بيناتهم طول حياتهم.. اذا انتي ما تشوفين الجانب البشع من هالعلاقة فانا اشوفه.. ومستحيل اخليهم يستمرون بهالطريقة اكثر.. ما اتحمل الذنب اللي فيني..
مريم وهي معصبة: لا تفكر عن احد ولا تتخذ قرارات.. كل انسان حر بنفسه
جراح: كل انسان حر بنفسه اوكي ما اختلفنا.. بس في هالموضوع التدخل مطلوب..

مريم وهي معصبة وترص ظروسها بقوة داخل فكها.. وسحبت بهاللحظة اللي كانت ملامحها اشبه بالبركان جنطتها اللي مرت عليها .. وقطتها على الأرض وهي تهاوش جراح.. كالعادة..

مريم: انت اكثر انسان بارد.. واعصابه على ثلج.. ولاا فوق كل هذا علباله الحلول اللي تمر في مخه اهي الصح.. هاي اخر مرة اكلمك فيها سامع.. دام ان هذا كلامك انا ما ابي اسمعه

مشت عنه مريم وهو يناديها: .. مريم.. مريم.. اوووووووووووووووووف..

كمل جراح الاغراض وبمسـاعدة احد العمال في المطار قدر انه يحطهم على الحمالة... سحب تلفونه عشان يدق على خالد اييهم..

خالد: هلااااااااااااااااااااااااااااااا والله بجراح.. ها وصلتوا؟؟
جراح: هلا فيك.. اي وصلنا.. وفاتن معانا

خالد وهو فرحان: احلف بس.. فتون وياكم.. ياا هي واحشتني السبالة.. انتو وين الحين؟
جراح: في المطار.. كملنا واذا ما عليك امر
قاطعه خالد: اي والله ما علي امر؟؟ يالله اقلب ويهك خمس دقايق وانا عندكم.. حظكم اني في منطقة المطار..
جراح يبتسم: بس عيل تعال.. مع السلامة
خالد: الله يسلمك..

سكر جراح عن خالد وهو يراقب اخته.. وتقرب منها شوي ولقاها قاعدة وهي حاطه يدينها بين ريلها وشادة عليها وعيونها على بره.. والعباية للي لابستها والشيلة كانت شوي مفجوجة.. فشكلها كان يعبر عن حالتها النفسية العميقة..

جراح وهو يبتسم في ويهها : فتون؟؟؟ فتون
انتبهت له : هممم..
جراح وهو يراقب ملامحها بألم ويخفيه بالابتسام: كا وصلنا الديرة.. وخالد الحين بيي وياخذنا البيت..
ابتسمت فاتن ببرود في ويه جراح : .. زين.. ولهت عليهم .. ابي اشوفهم..

ومن بعد هالكلام لفت براسها الى المكان اللي كانت تناظره فانكسرت ملامح جراح وهو يراقب حالة اخته المزدرية..

جراح : فاتن... انا ادري.. انج تفكرين بالظلم اللي ظلمناج اياه.. وبالقدر اللي رميناج فيه.. لكن صدقيني .. (بلمعة الدمعة بعينه على حال اخته تلتفت له فاتن) احنا ما بغينالج الا الخيـر.. الخير يا فاتن.. والله العالم..

بنظرة معبرة طالعت اخوها.. الله عليك يا جراح.. حتى وانا الغلطانة بحقكم بعد.. تخليني انا المظلومة وانتو الظالمين؟؟؟ اي نوع من الاخوان ان يا جراح... اي نوع منهم؟؟ افضلهم ياخوي افضلهم..

ما تكلمت فاتن وآثرت انها ترمي براسها على جتف اخوها .. وتلتف لعنده وتخليه يضمها ويغرقها بحنانه.. وفي نفس اللحظة التفتت الى مسـاعد اللي كان قاعد في الجهة الثانية ومريم قاعدة يمه تسولف وياه وتكلمه وكانها تبيه يفش خاطره.. ابتسم مسـاعد ابتسامة لو انه ما كونها كان افضل.. لانها عبرت عن عجز فيه وضعف اهو عمره ما تحلى به.. وتوها عيون مساعد بتنتقل الى فاتن الا وهي تسكـر عيونها بهدوء عشان لا تخليه يحس انها مهتمة فيـه..

وصل خالـد.. وفي نفس اللحظة وصل لؤي اللي اتصلت فيه مريم.. وصار عليهم انهم يطلعون من المطار.. تحرك مسـاعد ومريم وهم يجرون اغراضهم ووراهم جراح وفاتن باغراضهم.. وما تكلمو الطرفين ابدا.. الا من مريم اللي كل شوي تلتفت وتناظر فاتن الي كانت موخية عيونها وما ترفعها وتلاقي عيون جراح بدلها.. وكانه يسليها ويصبرها على اللي قاعد يصير بين احب الاشخاص على قلبهم..

وصلوا لعند الباب وطلعو منه ولكن افترقو في الطريج.. مساعد ومريم على درب اليسار وفاتن درب اليمين.. وما حاولت حتى انها تلتفت الى مسـاعد لان افتراقها عنه اصعب شي يمكن يمر عليها.. فاكتفت بالدمع الساخن اللي غلف ويهها .. وجراح يراقب هالدموع بصمت وهو عاجز عن اي شي.. اما مساعد فاول ما طلع من المطار لبس نظارته وركب السيارة وخلى شغل الجناط على لؤي..

دقات قلب فاتن ما كانت تصدق ان مالها اي تليية.. هالنداء اللي يصرخ بكل جوارحها ويرتد في الظلام اللي بداخلها ما كان له اي تلبيه.. اما مساعد فكان ما يصدق ان هاذي هي النهاية.. ما كان مصدق انه مر في كل هالظروف ويا فاتن.. يحسها مثل الحلم الكريه اللي يبي يوتعي منه.. لكن ماكو مفر.. ماكو مفر من الفراق.. او من الانفصال.. او انها تكون محرمة عليه مثل ما كانت قبل.. وهذا الشي كان من العظم على مسـاعد انه قضى ليلته في لندن وهو يذرف دمعه بصمت..

ما كان عندي اي كلام اعبر عن حزن الاثنين.. او عن جرح الحبيبين في مثل هاللحظة.. لحظة النهاية بين الشخصين دايما تكون غير معبرة.. او غير محسوس بها.. الا في لحظـتين.. لحظة الاجتماع.. ولحظة الفراق.. مسـاعد وفاتن مروا باللحظتين من غير اي تصريح بالحب..

قلب مسـاعد كلم فاتن وشكى لها الحال

.. بلحظتين يافاتن.. تلاقت احلامنا..وحسيت بحبج صوبي.. وبعدين افترقنا اانا بدرب وانتي بدرب..

ردت فاتن على كلام مساعد..

لحظتين كانت جمعت قصة حبنا.. وبعدين.. رحت في درب.. وانا بدرب..

كنتي شعاع مضوي من الشمس.. او كنتي ابتسامة ربيع..

انت كنت مطر الاحلام.. وكنت حقل الفرحة.

انتي كنتي بذرة الورد اللي ينزرع بالقلب..

وانت كنت الملقى اللي انا ماكان لي وجهة غيـره

------------

كنتي ريحة الهوا الموسمي الحلو.. او كنتي اللون اللي يتلاقى في كل الاطراف..

انت كنت النور في الدرووب.. او كنت في الفضاء او السهول..

انتي كنت المحطة والأمان....وكنتي الوجهة والمكان..

وانت كنت الزمان اللي يحملني من دنيا لدنييا ثانية.

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 17-08-06, 12:35 AM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الفصـل الثاني
============


وصلت فاتن للبيت ويا خالد وجراح اللي ماسكتوا بالسيارة.. حاولوا انهم يرفهون عنها خصوصا خالد اللي لمح الحزن الكبير في ويهها وويه مسـاعد فـتأكد ان الشي جايد لان طبيعة مساعد عصبية وطبيعة فاتن حساسة.. فهذا عبارة عن الحطب والنار.. فما حاول انه يستفسر لو كان في مكان احد ثاني بالعكس.. بدى يشغل مختلف الأغاني اللي تضحك والي تبجي ويمثل البجي عليها وحتى انه قدر يخلي فاتن تبتسم شوي.. لكنها بعدين تراجعت بعذر ان راسها مصدع..

جراح تم ساكت في السيارة لفترة وهو يناظر فاتن من المنظرة اللي جدامه لكن يوم لاحظها انها مسـكرة عيونها بعد عيونه وبدى حوارات متعددة استفسارية ويا خالد..

جراح: شخباره الخبل؟
خالد: اي صج.. ترى غزلان صار لها جم يوم ما يات الشغل.. دقت علي وقالت عندها ظروف..
جراح وهو مستغرب: شلون ما تيي؟؟ عمرها ما سوتها.. بالعادة احنا اللي نطلع وهي اللي تتم..
خالد: هههههههههههاي.. يقول لك عاد.. كانت اهي عون صارت علينا فرعون.. أأاخ الحين انا شلون اتعذر واطلع حزة الظهر حق السبات اللذيذ يمممممممممممممممم..
جراح يضربه على راسه: اي سبات.. انا اللي بسبت وانت اللي بتشتغل.. اكرف ويا لؤي سامع..؟؟
خالد وهو يتكلم بصوت واطي: هاي ان حصلتني يا ويه ال..
جراح :هااااااااااا.. شقاعد تعقر فيه؟؟
خالد: ها.. ولا شي.. بس قاعد اقول.. شزينه ولد خالتي.. عيل جو اميـركا يسوي جذي.. لله الله.. يبيله..

وقفت السيارة عند البيت.. وغير عن كل مرة ما طلعت فاتن بسرعة وراحت تدور امها من تحت الأرض.. تمت قاعدة بالسيارة وهي تراقب البيت بعجز.. ما تقدر تطلع واهي تعرف ان المكان اللي تبي تكون موجودة فيه اهو غير هالبيت.. لكن بعد طلعت من السيارة ومشت بروحها عن جراح وخالد الي ينزلون الجنط..

دخلت البيت وهي تتنفس الصعداء.. تتمنى لو انها تلقى حظن امها مرمي جدامها عشان تموت فيه براحة لكن حتى هالامنية صعبة التحقيق في الوقت الحالي..

راحت للمطبخ ومالقتها هناك.. وعلى طول تحركت الى الحديقة الورانية اللي يوم راحت عنهها كانت عبارة عن ارض في بدء الزراعة.. فانصدمت يوم دخلت ولقت انها مخضرة والارض مفروشة بالحشيش الحلو اللي ينعش الجو على الرغم من الرطوبة الحادة.. ولقت امها هناك.. واقفة عند اصيص الزرع اللي يم النافورة وهي تربت عليها بيدها الحنونة..

طلع صوت فاتن من الحشرجة اللي انتابت حلجها:.. يمــة,,,

مانتبهت ام جراح لانشغالها بالزرع..وصوت الماي اللي يخر من النافورة

فاتن وهي تعلي على صوتها:.. يمـــة..

رفعت راسها ام جراح وهي تمسح على جبينها من الحر.. الا وتنصدم وهي تشوف فاتن واقفة جدامها لكن اللي صدمها زود ان البنت اللي واقفة تملك يمكن نص من نضارة فاتن وحلاوتها.. لكن ما همها هالشي..

هبت على ريلها وصوتها عالي: بنتي...

تلقفت ام جراح بنتها الواهنة ولمتها بحظنها بقوة وهي تشمها وتبوسها وتضمها لصدرها وشكثر تمنت فاتن وحلمت بهاللحظة طول ايام الغربة..

سحبت فاتن يد امها تبي تبوسها: سامحيني يمة
سحبت ام جراح يدها وهي تبجي: معاذ الله يا بنتي ومسموحة وبالحل يا بعد روحي.. ااااه.. والله ان الروح ردت فيني يعلني ما بجيك يا مسـاعد

وكان الكهربا مسكت فاتن بهاللحظة فتحركت عن امها .. ولكن هيهات تخليها امها.. قعدت تمسح على ويهها وهي تحس بحرارة جبين فاتن اللي كانت محمومة شوي..

ام جراح: فديت عمرج مريضة يمة؟
فاتن وهي تحس بالوهن لكن: لا يمة بس من تعب الرحلة..يومين واحنابالطيارة وانا..
جراح يكمل عليها: ما كلت ولا شي يمة..
ام جراح وهي تلم ولدها الثاني : فديت عمرك..
جراح وهو يبتسم لها:شلونها الغالية؟؟ عساها طيبة؟
ام جراح: طيبة طاب حالك ..
جراح: ها.. بنتج وكاهي بحظنج.. بس قوليلي انتي.؟؟ وفيت يا يمة؟؟
ام جراح وهي تبوس جبين ولدها: كفيت ووفيت يا وليدي.. يعلني ما اشكي فرقاككم يا عيالي.. يعلني ما شكي فرقاكم ولا هم بعدكم عني.. يالله يمة خلنا ناخذ اختك ترتاح بدارها..
خالد: شنو فلم هندي هني ولا ادري.. شركوني وياكم تدرون فيني اموت بالافلام الهندية..

راح وهو يدفع فاتن بخفة وفكاهه عن ام جراح ويحظنها.. وفي نفس الوقت يقرص جراح عشان يخليها

جراح: ااااخ امي لا تاخذها كلها
خالد: بس امك اهي.. امنا كلنا.. بس انا . امي وابوي.. صح خالتي
ام جراح: فديت عمركم عاد لا تخنقووني..
خالد وهو يكلمها بنبرة النسوان: عيااااااااارتج.. اصلا انتي تموتين على تحظن الكشوخ مثلي ومثل هال... دقل..
جراح يمسك خالد من رقبته: من الدقل يالشوكة؟؟
ام جراح: محد دقل ومحد شوكة يالله خلونا ندخل هلكتونا بهالحر..

توها بيطلعون من الحديقة الا ومناير تركض ويا سماهر لفاتن: فتووووووووووووووووووووووون
فاتن وهي تضحك : هلا فيييييييج منووور..

لمت مناير اختها وسماهر اللي شافت جراح فاستحت ووقفت مكانها.. وخالد اللي صار له فترة يلاحظ حيا سماهر من جراح.. وكل مرة يدقل جراح اللي ينقهر ويمشي من المكان..

مناير: يالقاطعة يالكريهه عاجبتج اميـركا ويا هالراس مووو؟؟
فاتن: ههههههههههههههههه عاجبتني .. لكن وجودكم كان ناقصني.. شخباركم عساكم طيبين.. (تلتفت الى سماهر) شلونج سمور.. شحلوج صايرة
سماهر وهي مستحية: عاد لا تخليني اصدق روحي .. بتشقق والله
فاتن: هههههههههههههههه
مناير: اي فتون من صجها لا تخلينها تصدق روحها ما تهد المنظرى ترى.. ههههههههههههههه
عزيز وهو داخل البيت وهجوم على فاتن: فتووووووووووووووووووووون يام القراعيييييييييين..
فاتن وهي تفرح من خاطرها على اخوها الصغير وتروح عنده: عزووووووووز حبيبي..

لوت على اخوها اللي تموت عليه وهو الثاني كبت دمع فيه.

عبد العزيز: عاد ولا اكلمج ولا احاجيج ولا ابي لسانج يطق بلساني
فاتن وهي ماسكة على قلبها: ليش عاد؟؟ من بعد هاللمة ما تبي تكلمني؟؟
عزيز: وينج عيل؟؟ سنة كاملة ماشوفج؟؟ لكن اوريه ولد الدخيلي ان ما نفخت ويهه..
خالد: هههههههههههههههههههههههههههه على نفخ ويهك ماكو
عبد العزيز يهد خالد: خلووود
تخبى خالد ورى خالته: لا افا عليك عبد العزيز شيخ ولا الشيوخ حبيبي..
فاتن تكلم عبد العزيز اللي طعن قلبها بطاري مساعد: عزوز انا خلاص رديت لكم .. وماكو احد يستاهل تنفخ ويهه .. (تبتسم ويهه) شكبر صرت.. ريال فديت عمرك..
عزيز: انا من زمان ريال.. بعد هالمايعين مايقرون بالبيت. .قلت انا قعد وارعى امي.. مو يمة؟؟
ام جراح: ويه على قلبي من الرياييل عدل يمة..

خالد وهو يوقف بالنص بين الكل

خالد وهو يكح:.. احم احم.. يالله.. انا اليووووووووووووم بمناسبة وجود فاتن في البحرين اللي تشرفت ارضها بوطا ريلها.. اني اعزمكم.. وعلى حسابي.. على شاورما السراج ههههههههههههاي..
جراح وهو يقط الكليكس على خالد: دومك بخيل..
خالد وهو يفج عينه: بخيل؟؟ بخيل بعينك.. لا صج صج.. بمناسبة عودة فتون... وحنه مناير الدائبة لمستمرة
مناير: هي هي هي هي بنروووووووووووح البحر
خالد وهو يرفع يده بتخويف عشان تسكت: جبي عاد ولا اخبار الجزيرة. (يكمل وهو نافخ صدره) اعزمكم على طلعة شاعرية جميلة.. انتم كلكم برفقة جميلات الحي هذا.. ملكة العالم .. سعاد القمر.. وملكة البحرين .. فاتن الياسي.. وملكة. ال... (يفكر) امممم.. ملكة التحقيقات..
بفخر ترد عليه مناير :كفووو عليك والله
خالد: هههههههههههههههههه.. مناير .. وملكة الطماط انسة سماهر..
سماهر: مالت عليك يالعسعس..
خالد يكمل: اعزمكم. على احلى ملغووووم.. واحلى بيبسي .. واحلى قعدة.. على بحر من بحور ديرتنا الحلوة..
الكل الا فاتن: هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يي..
خالد يكمل: على شرط.. ان تكاليف الرحلة من الوقود ومن السياقة وكل هالشغلات على اخونا الراس العود.. جراح الياسي.
جراح وهو يكح: عنبووو زاد... الحين انت اللي عازمنا..
خالد: هيه . لا تطالعني.. انا فلس واحد ما عندي.. (يمسك راسه ويساسره) سلفني وبرد لك ان شاء الله بمطلع الشهر.. (يكمل بصوت جهوري) دام ان جراح وافق.. يالله استعدو وارتاحووو فاليوم من بعد الصلاة احنا متحركييييييييييييين ان شاء الله
فاتن وصوتها يطلع من بين الحشد : انا لازم تعذروني. .لليلة ماقدر اطلع.. تعبانة ولازم ارتاح..
خالد: مو شغلنا يا بنت الخالة.. عندج عشان ترقدين من الحين الى الساعة سبع.. اي حوالي.. تسع ساعات متواصلة. ولو سمحتي ما نبي اعتراضات لان ملكة جمال التحقيقات اهي اللي حنت على هالسالفة
مناير وهي تمثل الغزل بخالد: فديت قلبك يا بو وليد.. طول عمرك ما تردني
خالد وهو يتصنع الغثيان: ارجوج.. لا تخليني ارجع.. شقلتي لي.. بو وليد؟؟؟
مناير ويا سماهر يضحكون عليه: هههههههههههههههههه بو وليد ما قلنا بو هباش هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه..
ام جراح تكلم فاتن: يمة اذا ما تبين تروحين باجر ان شاء الله..
فاتن اللي استحت من امها ما حبت انها تواصل الرفض: لا يمة بس.. ولا يهمج.. عشانكم بس ولو اني تعبانة.. بس يمكن راحتي بتكون بهالشي.. (لوت على امها بقوة) من زمان ما كنت ويا هالكثر ناس.. يعلني ما خلى منكم..

صمت الحشد في لحظة .. تأثرا بدمعة فاتن اللي خارت من عيونها.. واللي كان سببها اهو حزنها القاتل اللي ما تقدر تخبيه اذا مو عن الكل.. فهو عن جراح اخوها اللي يعرف..

مسحت فاتن دمعها وهي تضحك: اسفة بس.. وايد فرحانه لوجودي معاكم.. يلا عن اذنكم.. (تلتفت الى مناير) وقظيني منور قبل الصلاة..
مناير وهي متأثرة من شكل اختها:.. ان شاء الله فتون..

راحت فاتن وهي تسحب جنطتها الى داخل الغرفة.. اللي اول ما دخلتها سكرت الباب.. ووقفت وسط الغرفة مكان اللي وقف مسـاعد يوم يا بيتهم قبل لا يسافر.. واستنشقت الهوى الي ظنت ان رئـتها مسدودة عنه.. تمعنت في الغرفة واول ما اسدلت جفونها الستار هطلت المزيد من الدمعات.. مسـاعد ينبض في خفوقها مثل الطبل اللي ما يهدى.. فحست ان قواها خايرة فرمت بنفسها على السرير بخفة.. ولايمت نفسها والعباية اللي عليها بعدها وهي تحاول انها تسكن انات قلبها.. لكن مظهر فراقها عن مسـاعد وكلام قلبها يوم مشى عنها كان يرجع لها بقوة خلتها تحس انها مشلولة الحواس.. مسحت دمعها وهي تحاول انها تتحلى بالقوى.. لكن ما كان لها الا انها تتلوى من الحزن على سريرها وتهتز بالانين القاتل فيها.. لمن استسلمت الى سلطان النوم بقلبها الذايب..

ام جراح كانت واقفة عند دار فاتن وما دخلت.. وكانت متخصرة وهي عاقدة الحاجب.. وتفكر باللي شاغل قلب بنتها بهالصورة.. واهي عندها ملايين الاسألة اللي ما لها اي اجوبة .. وفوق كل هالاسألة اهو.. شلي صار ويا مسـاعد هناك.. وليش فاتن بهالحزن.. مستحيل تكون الدموع اللي نزلت دموع فرحة..

ياها جراح اللي تسبح وغير هدومه:.. شفيج يمة واقفة؟
التفتت له وهي تهمهم: .. همممم.. لا يمة بس.. اختك مادري .. مو داش في بالي كدرها.. (تناظر ولدها وهي مستغربة) شصار بينا وبين مسـاعد

جراح وهو يلتفت الى الصالة اللي كانت مناير فيها ويا عزيز يطلعون التلفزيون.. فسحب جراح امه الى غرفتها اللي في نفس الممر اللي ياخذ غرفة فاتن.. دخل ويا امه الدار.. وسكر الباب وراهم..

قعدت ام جراح وقلبها ياكلها من غموض جراح:... يمة تكلم.. تراك افزعت قلبي.. شصاير؟
جراح وهو واقف عند الباب ومتكتف:. يمة مادري.. بس السالفة ما تطمن بين مساعد وفاتن..
ام جراح وقلبها يدق: شلون ما تطمن..
جراح: .. مسـاعد وايد غامض بطبعه وفاتن ماتكلمت ولا قالت شي.. بس البرود اللي بيناتهم كان واضح وفوق كل هذا ولا واحد منهم كلم الثاني.. (سكت جراح ورفع عيونه اخيـرا) الظاهر ان اللي بينهم ما راح يستمـر اكثر..
ام جراح وهي تمسك قلبها: يمة لا تقول جذي.. هذي حياتك اختك لا تفاول عليـها..
جراح: لا يمة انا ما فاولت.. بس انا شفت وايد طول هالفترة.. وشفت شكثر مسـاعد تعبان وحالته النفسية زفتة وفاتن مثل الشي..
ام جراح وهي تعصب راسها:... يا ويلي عليج يا بنتي.. وانا اقول.. دموعها مو طبيعية.. خر الدموع عندها مثل الميـزاب.. شقاعد يصير في حياة فاتن يا جراح؟؟ عمري قصرت عليها بشي؟؟ عمري ما فتحت لها قلبي؟؟ هل مرة بحياتي ما سمعت للي اهي تبيه.. هل مرة غفلت عن اللي اهي تبيه؟؟؟ ما ادري صراحة انا استعجب لمن كل هذا يصير مع فاتن..
جراح وهو يقعد عند ريل امه: يمة انتي ولله العالم انج ما قصرتي لو الود ودج انج تهبينا عيونج
ام جراح وكانها ما تسمع: انا ادري ان .. بعد وفاة ابوكم اني ما كنت بهالدنيا وغبت عنكم وايد.. وهاي غلطي؟؟ ترى يمة انا ما قدرت اشوف الدنيا من غير ابوكم.. انا احبكم يا جراح لكن احب ابوكم اكثر.. وما تحملت الدنيا يوم غاب اهو عني.. بس لاني شفته يا وليدي ..(ذرفت الدمع) شفته بعيونك وشفته بضحكه فاتن وبمزاح مناير وحلاوة خالد وروعة عزيز .. فقدرت اعيش مرة ثانية.. ولكن الحين مو عارفة انا وين قصرت... مو عارفة؟؟

لم جراح امه اللي بجت مثل الطفلة الصغيرة المرتكبة ذنب.. ولمها بكل قوته وهو حاير ما يدري شالحل او شالمطلوب منه انه يسوي... اغلى حرمتين على قلبه بهالدنيا مليئتين بالحزن والهم والغم.. وما يقدر يسوي اي شي عشان يريحهم.. فكان الشي اقوى من طاقته لانه اهو بعد كان محتاج لرعايتهم وحنانهم... تراودت مريم في باله.. وتمنى لو انه كانت حرمته في هاللحظة.. محد بيخفف عليه هالحزن غيرها.. وغير طيبتها وحنان الامومة للي ينبع عندها مثل الماي الصافي... ااااه عليج يا مريم.. ليتج من نصيبي.. طلعتي انتي الثانية مني وانتي زعلانة.. وانا مادري صراحة شسوي بينكم..

حط راسه جراح على حجر امه وهو مسكر عيونه ينشد الراحة من حظنها الغالي.. وهي تمسح على راسه وقلبها محتار.. لازم تكلم مسـاعد.. لازم تفهم منه هو الموضوع.. لازم ترجع الأمور الى محلها. فاتن رجعت وهذا المهم.. الحين لازم تتعدل كل الأمور والأوضاع..

--------------------------

مسـاعد اللي أول ما دخل البيت سلم على ابوه للي كان قاعد بالصالة وامه بعد اللي ما خلته من الأسـالة والتحقيـقات لكن بصبره الجميل طوف هالمدة تحت نظر عين ابوه اللي كل شوي يهف ويهز راسه عجب من هالمرة..

سكت مسـاعد وخنق الأحساس اللي فيه بيمعة هله.. يبتسم ويسولف ويا هذا ويتكلم ويا ذيج وحتى نورة وفيصـل كانو معاهم.. الا مريم للي دخلت دارها عشان تاخذ شاور وترتاح او لانها مو قابلة بالنتيجة اللي طلعو منها في اميـركا.. وللحين في بالها خطط متعددة.. اهي كانت تبي تجمع الأثنين ويا بعض.. لكن يوم اجتمعوا الظاهر انهم نفسوا عن اللي فيهم من القهـر وقالوا اشياء ما تنقال من جذي عيون فاتن كانت ذابلة ومساعد ما رمى عليها ولا كلمة او بال.. لكن اهي اللي براسها بتنفذه.. واللي بصير يصير. اهي مستحيل تقبل بهالشي.. مساعد وفاتن لازم يرجعون لبعض.. والا النتيجة لن تحمد عقباها..

كانت توها بتطلع من الغرفة يوم سمعت حس لؤي تحت.. معروف بو الفوضى وراعي الهذرة لكبيرة وكان يهلي بمسـاعد.. وتوها بتدخل غرفتها الا تنتبه الى دار اخوها القديمة اللي ظلت على حالها الا من الثياب اللي نزلت بالدار اللي تحت.. بحركات جاسوسية وعلى اطراف الاصابع سكرت باب غرفتها وراحت غرفة مسـاعد..

وقفت لحظات وهي تشم ريحة العود اللي ما تخلى من الدار.. امها ما شاء الله عليها مع ان مساعد ما يسكن بهالغرفة الا ان صوت القرآن او العود ما يخلون منها.. عاد انه الين ما يدخلون الغرفة .. ضحكت مريم بخفة وبدت جولتها الاستطلاعية

بصوت واطي وتفكير مسموع: اي شي يمكن يساعد قضيتنا..

انتبهت الى نفسها..

مريم: شفيني .. صرت منور دقيقة وحدة. اعوذ بالله

قعدت مريم تنبش في الصغير والكبير.. وتلقى الاشياء المثيرة للاهتمام وتلقى الاشياء اللي تخص شغل مسـاعد.. واخيـرا.. طاحت يدها على مذكرات عالية.. بنية مصنوعة من الكارتون وعلى الاطراف مهشمة بعض الشي.. ثلاثة دفاتر مربوطة بحزام جلدي .. طلعتها مريم بعناية وهدوء.. وحطتها في حظنها وهي تحاول انها تفج الحزام..

سحبت اول دفتر.. اللي كانت صفحاته صفرا والكتابة بالخط الأسود الجميل.. فتحت الصفحة مريم وبدت تقرى فيها شي من المعاني..

(فيض العاطفة)..
اليـك عاطفتي يا رجلا لم ادرك ما معدنه حتى هذا اليوم.. تجري كالميزاب..
وبصدق وحلاوة تلاوة الصلاة.. يتردد اسمك بصدى جدران حياتي..
غيبتك وان لم تكن رحومة فهي جميلة.. ايقنت خلالها غلاك..
لم تدرك كم كانت الأمطار سخية.. وكانت سخيـة بالفعل..
تيقظني بحرارتها على جفني وخدي..
ادركت.. ما كانت حيـاتي بالفعل.. تمتلك وما فقدت..
ملكتك انت يا سر وجودي لحتى هذه اللحظة..

هل ستعود؟؟ هل ستطفئ معي شمعة عيدي القادم؟؟!!
يبدو الشي كالحلم الجميل.. لا اتمنى عدم حصوله ولكن.. ككل الأحلام... فهي لا تحدث الا في النوم..

ايقظني يا حبيبي.. ودع الأحلام تحدث في اليقظـة..

وشي بالعامية اشبه بالرسالة السريعة..

وحشتني مسـاعد.. ياليتك ترد بسرعة..
عاليـة

حست مريم بالأسف.. على ضيـاع شي اشبـه بالحلم المكتمل.. أللي يمكن يتمناه كل انسان في هالدنيا.. فما قدرت الا انها تحس بالشفقة على مساعد اللي اضطر انه يخسر شي مثل حب عالية بهالدنيا اللي ما ينوجد بها شي..

وقررت انها تطلع من الغرفة وحملت معاها الدفاتر عشان تقراها.. ويوم بتسكر باب الدرج لقت رزمة ثانية من الاوراق في فايل قرمزي اللون مخملي الغلاف.. سحبته معاها.. وفجته على الصفحة الأولى ..

لقت شبه المقدمة المكتوبة بخط مسـاعد الكبيـر..

(( اشياء لم ادركها الا بعد رحيـلها..
ليتني كنت قد عرفتها قبل فوات الأوان..

فالآن علي العيش تحت ظل غيابها المرهق..

ليتك تعودين.. يا حلمي الوردي.. ))

دقة قلب مؤلمة عمرت مريم.. وشي في خاطرها خلاها تحس ان فاتن ما لها اي فرصة جدام هالكم الهائل من المحبة بين مساعد وعالية..

مريم وهي عاقدة حياتها:.. مادري.. بس يمكن انتي منصوفة يا فاتن.. الله يعينج.

-----------------------

رجع خالد من المسجد اللي صلى فيه المغرب من غير جراح لان الثاني بعده راقد.. من تعب الرحلة بعده ما قام يصلي وحاول وياه لكنه قال انه بيصلي في البيت..
تم يمشي وهو في باله الويه الوحيد اللي يرافجه في وحدته.. بنت طويلة ظعيفة شعرها بني وعيونها زرقة وبشرتها من انقى واصفى البشرة اللي يشوفها بالدنيا.. صاحبه احلى ابتسامة واحلى تكشيرة واحلى غضب.. سماء..
من بعد ما تعود غيابها عن عينه حب انه يذكرها بالابتسامة والجد والتعب.. فاليوم اللي بترد اهي فيه ما بيكون خالد اللي كان قبل.. بيكون مثله من داخل لكن في نفس الوقت.. احسن.. عشان تتفاجأ.. طلع من جيب البنطلون اللي عليه السلسلة اللي دايما ترافقه.. مد الخاتم لجدام عيونه وهو يتبسم عليـه وهفه بالهوا شوي وبعدها باسه وحطه في مخباه لانه وصل البيت.. وقبل لا يدخل طبعا طالع بلكونها اللي كان مطفي.. لكن شي في الظلام خلاه يبتسم ويطرش بوسه خفيفة في الهوا باتجاهها..

دخل البيت الا ومناير تركض في ويهه : خالووووووووووووووووووووود تأخريتي حبيبتي..
خالد وهو لايعة جبده منها: ووواع عليج.. لا تقوليلي خالود مرة ثانية.. باسطرج.. انزين وينها سعادي..(الأم)
مناير: امي في دار فاتن..

مشى خالد الى الممر اللي ما خلته مناير يوصل له ووقف عند دار فاتن للي كان الباب مسـكر فيها..

ردت عليه ام جراح: دش يمة..
طل براسـه خالد وهو يبتسم بأعذب الملامح: .. مسـاء الخيـر.. والاحساس.. والطيبة.. مسـاء ما .. يليق الا .. بجميلاته.. ها سعادي فاتنتي.. جهزتوا..
فاتن وهي تسحب السيادة من تحت ريلها..: توني مخلصـة صلاة.. بس خالد انا تعبانة شوي..
خالد وهو يوقف باستقامة داخل الغرفة ويمد يدينه جدام ويهها: فاتن.. ارجوج.. نوو .. مدري بالانجليزي شنو .. بس بمعنى اعتراض.. عاد واللي يسلمج خلينا نطلع.. وصدقيني.. احلف لج ان تعبج ذي ما بتحسين فيه
فاتن وهي تضحك بعجز جدامه: انزين ليش ما تخليه باجر.. ابي اقعد وياكم اليوم
دشت مناير مثل الساحرة : لا لالالالا ولييسللللللللللللمج فتوون حرام لا ترفسين النعمة بريلج . انتي ما تدرين انا صار لي شهر ومقدمة اوراقي اتوسط ولا احد ماعطني ويه.. كل ما روح يقولون راجعينا باجر.. بليـز مس فاتن لا تحرمينا..
فاتن وهي تناظر امها بعجز: يمة شرايـج؟
ام جراح: والله يمة انا من زمــــان ما تنسمت البحر.. زمان صار لي ما طلعت وياكم كلكم.. وخلينا يمة واول ما تحسين نفسج ما تقدرين تواصلين نرد البيت..
فاتن وهي تناظر خالد اللي ينتظر جوابها ومناير الي تتوسل بعيونها ومادة يدينها مثل الهنود.. واخيرا صدر القرار من فاتن:.. يالله نروووح
وتييب مناير: .. كلولولولولولولولولولولوش... ويه ويه.. فتووون بنيتنا الزينة.. ويه ويه فتون بنيتنا الزينة..
خالد: اووووووووووووه عاد هيوو شسكتها الحين
وتصرخ في اذنه مناير: ويه ويه .. خااالووود خااالووود.. (لامها) ويه ويه ســعود ســعود..
وتطلع من الغرفة بصوتها وجراح على الدري: ويه ويه.. جراح وجراااح. ويه ويه.. جراح وجراح
جراح وهو يحك راسه: قسم بالله ان ما سكتي لا شبعج بكوووس..
خالد اللي سمع اللي قاله جراح عاون مناير عليه وتم يطبل على الطاولة اللي يم الباب: ويه ويه .. جراح جراح..
ومناير بصوتها: ويه ويه.. جراح وجرااااح (بحماس الى خالد) طبل لي طبل لي.. (تغني) ويه ويه.. ولنعم وللنعم بمنور منوووور .. ويه ويه.
يكمل خالد: الخبلة منوووور
مناير وهي تغني: ويه ويه.. تحلف يا خلوود..
ويرن التلفون ويقطع على خالد بس الجو الغنائي وراح يرد عليه ولكن صوت مناير الحاد ما خلاااه يسمع شي.. صرخ عليها: منووور ويهد بعدوينج سكتي عاااد.. (التفت الى التلفون).. ألــو..
في الخـط الثاني كان صوت واطي.. اشبه بالهمـس.. او يمكن بسبب بعد مسـافة الخط:.. ألو
خالد وهو ما يسمع الا ان دقات قلبه تسارعت لسبب او ثاني:.. الوو؟؟ من معاي؟؟
الكل انتبه بهاللحظة وتكلم الصـوت:.. خــالد..
تجمد خالد مكانه وهو فـاج عيـنه مو مصدق:.... من معـاي؟؟
ام جراح وهي تتقرب منه وفاتن تطلع من الدار:.. من بالخط يمة..
خالد وهو يحس ان قلبه وقف:... سمـــاء؟؟
توقف الوقت عند الكل.. وصارت الدقات محسوبة في اللحظة وتكلمت سمـاء بصوت باكي:... ايـه خالد.. أنا سمـاء..
ام جراح وهي تلاحظ ملامح خالد اللي انقلبت الى اللون الاحمر وعيونه تغرقت من الدمع:.. سمــاء.. حلفي انج سمــاء... حلفـي
سمـاء وهي تضحك وتبجي في نفس الوقت:.. ايه.. انا سمــاء خالـد... انا سمــاء..
خالد وهو يسكـر عيونه مو مصدق الخبر.. لكن الدمعه انهمرت بعينه.. وبطلعة جراح من الحمام:.. يا بعــد هالدنيـا يا سمــاء.. يا بعد هالدنيـا يا هالدنيا..
سمـاء وهي تحظن السماعة بكل محبتها .. والخاتم يلمع في يدها: .. ولهت عليكم .. ولهت عليكم حييييييييييل خالد حيييل.. شلونكم شخباركم.. نسيتوني خالد..
سكت خالد.. ماقدر يتكلم.. فدموعه كانت اقوى منه.. منعته من الكلام. وما حب يتكلم ويبين انه يبجي .. ويات له ام جراح اخذت منه السمـاعة وهي متلهفة على البنت:.. يمة سمــاء.. سمـــاء انا سـعاد ام جراح..
سمـاء وهي تصرخ بصوتها: يمـــــــــــة ام جراااااااااااح ... ولهت علييييج يمـــة..
ام جراح وهي تذرف دمعة ساخنه وتراقب خالد اللي طلع من الصالة وراح للحديقة بسـرعة:.. وواحنا اكثر يمة واحنا اكثر..

راح خالد الحديقة وهو مو مصدق... تم يتنفس بقوة وهو مو مصدق ان بهالليلة الللي قدر يبتسم فيها للدنيا.. ويحس ان الانتظار حلو.. انقطع عليه كل شي.. وتحققت اغلى احلامه.. سمع صوتها من بعد غيابها الكبيـر والثقيل على صدره.. تم يتنفس وهو مو عارف شلون يتنفس.. قعد على الأرض وهو متـاثر بالحيل.. وفاتن وجراح تبعوووه..

جراح قعد عنده على الأرض خايف عليه: خالد شفيك؟؟ ازمة الظيجة
خالد وهو يهتز بالصياح: ماصدق... انها تصــلت..
جراح اللي ما فهم اللي يقوله:.. شتقول؟؟؟
خالد وهو يرفع ويهه المبتسم بجنون ومبلل بدمعة الى جراح: ماصدق انها ردت.. ما صدق.. حلم ولا علم يا جراح
جراح اللي يضحك بـتأثر في ويهه: .. صدق. علم هذا يا خالد علم..
خالد وهو يصرخ بصوته: يا ربيييييييييييييييييييييييييي يا حبيبي.. يا ربي يا حبيييييييييييبي.. ومن يقول ان الامنيات والدعوات ما تصيــر..
الا ومناير على الباب تنادي جراح وهي تمسح دمعتها من الفرحة: خالد.. قوم سمـأء تبيك

طار خالد من مكانه وراح للتلفون ولقفه بكل حب..

خالد: امـري.. امــري يا بعد عمري امـري..
سمـاء اللي استـحت منه بس بعد ما قدرت تنسى شكثر تحبه:.. ما يامـر عليـك عدو... (بتلبك وخوف وتوتر).. نسيــتني خالد؟؟
انصعق خالد منها.. تراها بعدها صخلة ما تفهم:... نسيــتج؟؟ قولي انتي متى رحتي عن بـالي عشـان انسـاج.. انتي قوليلي.. خاتمي بعده عندج؟؟؟
سمـاء وهي تمده جدام عينـها: كاهو في صبعـي. .انت تحلـم اصلا ااني افج عنـك..
خالد وهو يرتعش من الفـرحة.. : احبـج سمــاء.. والله احبـج
سمـأء اللي وصل عندها مشـعل.. : انزين خالد.. انا بخليـك الحين.. مشعل كاهو يمي.. بدق عليك مرة ثانية..
خالد انصدم يوم عرف ان مشـعل ويا سمـاء: اهو وياج الحين؟؟ وشلون اتصلتي..
سمــاء بتوتر: بعديـن بخبـرك.. يالله اخليك..
خالد وهو يمنعها: لا سمـاء نطري..

الا والخـط ينقطـع في ويه خالد.. استـغرب الحركة وهو ماسك السماعة يناظرها..

كلمته فاتن: شصار؟؟
خالد وهو يسكر التلفون وبعده موليهم ظهره: سكرت السـكة.. مشـعل كان وياها..
فاتن وهي تناظر جراح وهي مستغربة من كون مشعل معاها في نفس المكان وجراح تكلم: مشعل معاها وخلاها تتكلم..
خالد وهو يلتفت لهم:.. خلاها تتكـلم.. وبتكلمني مرة ثانيـة..

سكت جراح وفاتن وهم يطالعون خالد اللي كان هادئ.. استغربوا هدوئه المفاجئ.. ومرة وحدة ينقز في ويههم..

خالد وهو يصـرخ: سمـــــاء بتتصل مرة ثانيها هاهاهاهاهاهااااااااااااااااااااااااي..

واستخف عليهم خالد وهويتنقز في مكانه ومناير ويااااااااه ومرة وحدة ينقز في ويه مناير اللي جفلت..

خالد: ويه ويه.. سموي تصلت.. ويه ويه سموووي بتتصل.. ويه ويه شوي وترد.. ويه ويه
مناير تكمل عليه: سموي تصلت.. ويه ويه شوي وترد.. ويه ويه خالووود .. ويه ويه خاالووود..

واشترك وياهم جراح بالاغاني والنقاز لان الوقت كان وقت فرح.. وعيون فاتن كانت تلاحق ملامح الفرح اللي اجتاحت ملامح خالـد مثل العاصفة وحولتها الى منارة من اضواء الفرح والاعياد اللي بالدرب.. مدت يدينها بعد ما التفت عنهم الى الحديقة بالدعاء.. وحمدت الله على رجوع بعض من الفرح الغايب عن عائلتها..

دخلت الحديقة وراحت عند النافورة... كان النسيم معدوم الا من لطفه عند النافورة اللي تشتغل.. قعدت يمها وهي تتأمل الزرع للي بدى يتكون.. وشجرة الياسمين اللي بدت تغلف الجدران.. مثل ما سمـاء تمنت..

مررت يدها في الماي اللي انساب من بين اصابعها بخجل وارتباك.. ابتسمت الى لجة الماي اللي اهي تخاف منها.. وتذكرت هذاك اليوم الخريفي اللي راحت فيه ويا مسـاعد الى لبحـر. وتذكرت قرب مسـاعد بهذيج اللحظة منها قلبا وقالبا.. مو مثل الحين.. اللي تحسه ابعد من السما عن الأرض...

تنهدت بقوة وهي تخرج لهيب ساخن من القلب.. وتحمدت الله.. وقالت في نفسـها:.. يمكن مو كل قصص الحب تنتهي بسعـادة.. يمكن في نصيبي مسـاعد حب ازلي وخالد لكن.. غير موجود.. لاني من بعده.. مستحيـل.. اقبل بواحد ثاني.. محد جدير بالمقارنة..

------------------------

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 17-08-06, 12:45 AM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لؤي اللي مافج مسـاعد. .تم في غرفته ينتظره متى يطلع من الحمام عشـان بس يتكـلم وياه بهالموضوع.. سافروا وصار للسالفة اسبوع.. ولازم الحيـن يتـحرك قبل لا يطلع شي.. لان من يوم ما خبر غزلان باللي يبيه منها مايات الشغل.. ولايظن انها بتـيي الا بعد ما يصير شي..

لؤي وهو يدعي ربه قبيل خروج مساعد من الحمام: ياربي .. ياربي يا حبيـبي.. وفجني.. وخل الذيب يطلعها لي.. عاجلا وليس آجلا.. يارب يارب..
الا وصوت مسـاعد يجفله: شفيك تدعي؟؟؟
لؤي وهو يستوي مكانه: ها.. ها.. ولا شي بس.. كنت ادعي لله..
مسـاعد اللي كان لابس ملابسه من داخل الحمام عشـان لا احد يشوف الريل اللي يلبسها لان اهو بعده مو قادر يتقبلها مع نفسه فشلون مع الناس.. : تدعي لشنو؟؟
لؤي وهو يبتسم: لشي انا ابيه بقوة وسمعت اللي يدعي لربه في غمره الشي يلقاه..
مسـاعد وهو يرتب شعره جدام المنظرة: عاد الشي لازم يكون فيه نية صافية..
لؤي وهو يضحك: اكيد نية صافية يا اخي 120 % واصلا بعد الواحد يتمنى 100 شي عشان يلقى تسعة اعشاره..
مسـاعد وهو يبتسم بخفة: صج والله؟؟ بعد؟؟
لؤي: صدقني ما اتغشمـر وياك.. في المدرسة قبل.. كانت نورة كله تقول ياليت اييب امية وعشرة.. علبالها انا دقم مافهم ان العلامة حدها ميـة.. لان لو كانت العلامة اكثر من المئة الستين ما تنفع
طالعه مسـاعد بحاجب مرفوع: يعني انت كان حدك الستين؟؟؟
لؤي وهو فاج ثمه حس انه انصاد ومسـرع ما غير الموضوع: نرجع لمحور حديثنا.. انها كانت تقول .. يرب مية وعشرين.. وتييب ميـة.. الا سألتها.. انتي ليش طماعة يعني جذي العلامة كلها بدها من امية
مسـاعد وهو يرش العطر ويضحك: انزين خلصني
لؤي: قالت لي يا لؤي اذا تبي تدعي لربك خل دعائك يكووون لاشياء وايد انك تطمح للكثير عشان ربك يعطيك اللي انت تستحقه .
مسـاعد: وايد ناس يخلطون بين الطموح والطمع..
لؤي وهو يفج عينه: خلني اكون طماع في نعمة ربي.. اذا كنت استحقها ليش لااء..
ابتسم مسـاعد ابتسامة مالها معنى.. ولكن في قلبه كانت الابتسامة اخر ما يمكن يقدمه لشي.. : زين.. انت الحين هني عن سالفة غزلان..
لؤي وهو يتسم بالجدية :اي.. مسـاعد انا من يوم كلمتـها واهي ما تيي الدوام.. بس توصل لنا الشغل من البيت.. وانا ما ابي هالوضع يسـتمر.
مسـاعد وهو يقعد على طرف السرير ويم ريله المتضررة اكثر لانه ما يقدر يثنيها:.. انزين.. انا بكلم ابـوي الليلة.. وامي يبيلها يوم يديد.. اهي الحين تعبانة وانت تعرفها ترقد من وقت ماشاء لله عليها.. (ابتسم له بطمأنينة) شقلت لؤي؟
لؤي وهو يبتسـم: حلـو.. وايد وايد وايد وايد (بلهجة ناعمة) حــيلو
مسـاعد يضحك عليه : انت متى بتصيـر جدي بحيـاتك..
لؤي وهو يقعد يم مساعد وبحركة اخوية يلم رقبته بذراعه: يا مسـاعد.. ناس تطيح عليهم الجدية.. وناس الغشـمرة.. احنا في هالبيت.. كلنا ميانين من غير اي تفرقة.. لكن منا مينون هني (يأشر على قلب مسـاعد).. منا مينون هني (يأشر على راسـه) انت ومريم مثل الشي (القلب).. انا ونورة هني (العقل).. لكن ابوي فديت قلبه الاثنين.. وامي... مب مينونة من جذي تلاقيها مختلـفة معانا في معظمـ الأمور..

هني ضحك مسـاعد بقوته على كلام لؤي لمن دمعت عينه ولثاني يطالعه وهو يتنهد..

لؤي : واخيـــــــــرا ضحكت.. يا مال الضعفة مبوووز جنه الا بايقين عشـاك..
مسـاعد وهو بعده يضحك: والله انك... هلكتـني يابو الحلـول..
لؤي : عشان تعرف ان كل هبل بهالدنيا داااااااااااااااهيـة هاهاهاهاهاي ..

بعد فتـرة من الصـمت دارت بيـن الأثنين سـال لؤي مسـاعد..

لؤي وهو يطالع الارض ويطالع عيون مسـاعد:.. شخبارك.. انت وفاتن؟؟

وكأن احد صعق مسـاعد.. لكن مسـرع ما تدارك بروحه

لؤي:.... تصالحـتوا؟؟
مسـاعد وهو يقوم من مكانه بسخرية: غريبة حالة الناس.. اذا فرحوا.. ظنو ان الدنيا كلها فرحانة.. ..
لؤي وهو واقف بظيــج من كلام مسـاعد:.. انا ما بغيت اتدخل واسـف يعني لو لمست وتر حساس فيـك.
مسـاعد وهو يلتفت له وحامل العكاز عشان يطلع: لا عادي خذ راحتـك.. اصلا انا ما عدت اهـتم..

وطلـع مسـاعد وهو يعـري.. من الغرفة الى الصـالة اللي مر فيها على امه واخته نورة .. وطلع من الصالـة الى الممر اللي يؤدي الى الديوانية.. لكن ما طاقت نفسـه احد.. فطلـع من البيت مرة وحدة .. وبدى يمـشي..

اول مرة يمكن من سنوات يمشـي في فريجهم.. من ليالي مواعده ويا عالية في نص الليل.. الى حتى هذي للحظة عمره ما مشي بين الطرجان.. بدى يمـشي وهو يحس بالعرج يشح من جبينه.. مسحه بظاهر يده وبدى يمـشي بخفـة.. وكانه يهون من دوسه على الأرض.. مشيه ما كان طبيـعي.. كان فيه شي من الضرب على الأرض وريله بعد ما كانت مستويـة.. ولكن هالشي ما عاد يهمه... فكل السبل تؤدي الى روما.. بريل او بغير ريل.. اهو فقد فاتن وفقد كل معاني الاحساس معاها...

ومن غير حاسية بدى يمشـي في درب اللي يؤديه الى فريج بيتـهم.. وهو يفكـر بصمت وعمـق بسالـفة لؤي... اذا هو قرر انه يتزوج فلازم يقرر قبل وين يقعد البنت؟؟ والا يبي يخطبها وبعدين يتصرف في المكان.. خلاص.. اهو لازم يتحرك عن هالموضوع بداله.. راح يكلم احد المتعهدين انه يبدي بوضع القياسات في الأرض اللي ورى بيـتهم.. صار الوقت ان احد يشتغل عليها ويبني حلم من احلامه عليها..

قادته الدروب الى عند شارع بيت بو جراح.. ظن انه لو راح هناك محد راح يلاقيه.. الدنيا ليل والناس مشغولة بجمتعها في بيوتها.. ولكن ما كان هذا الحال عند بيت بو جراح.. كانت الحركة فيه وناس تدخل وتطـلع.. الاغراض تنحط في السيـارة ويدخلون عشـان اغراض ثانيـة. فظل مسـاعد واقف في الظلال وهو مستغرب.. وين رايحين بهالحزة؟؟؟ او بهالليل؟؟

فاتن في دارها لبست عباتها والشيلة بعدها على جتفـها.. كانت تحس بعينها شبه المختفيـة من زود التعـب.. رمت نظرة الى المنظرة تشوف نفسـها.. وما عجبها اللي شافته.. عظام طالعة في ويهها والسواد في زاوية عيـنها بصـورة واضحة وابيـضاض في شفتها وكانها جثة مثلـجة.. تعوذت من بليـس ولفت الشيلة على راسـها وطلعت من الدار الى المطبـخ تشوف ان احتاجوا لها...

راحت لامها:.. يمة خليني اساعدج
ام جراح وهي تحط الخبـز في المحفظة وتسكـرها: يمة ماكو شي تساعديني فيه.. روحي انتي ارتاحي عشان لا طلعنا تكونين جاهزة
فاتن وهي تتنهد بمرارة: ان شاء الله.. بكون برع اوكي..
ام جراح: ديري بالج على حالج يمة..

ابتسمت فاتن لامـها وطلعت من عندها بالمطبـخ.. ظلت ام جراح دقيقة ساكنة عن الحركة وهي تفكر بحال بنتها.. يا الله.. شالحل وياها؟؟ شلون نقدر نردها لفاتن القبلية.. مع انها مستحيل ترد.. لان ردتها معناته ردة ابوها.. او رجعة الايام السابقة كلها.. ولكن من اللي يقدر يرد الايـام ويرد الاحلام والأحزان.. الناس مسرع ما تهرب منها..

بصوت حزين وهي تواجه الجدار: الا انتي يا بنتي.. شاقية بهالدنيا.. لذنب الله أعلم به!!

طلعت فاتن من البيت وهي تتنسـم الهوا السـاخن.. تراقب عزيز ومناير اللي كانو رادين من بيت سمـاهر وهي معاهم.. فابتسمت.. تذكرت الايام اللي كانت اهي تروح لمريم تجرها وياها عشان تطلع وياهم وجراح يسحب لؤي.. وكانو من اسـعد الاصدقاء.. الحين.. بسببها.. ما تقدر تشوف مريم .. ولا جراح يقدر يعزم لؤي مثل قبل.. صار كل شي موقوف بسببها اهي..

فاتن وهي تقعد على العتبة اللي يم البيت:.. ربي سامحني. على العلاقات اللي قطعتها بين الناس.. ربي سامحني..

ضمت ريليها الى بعض مثل طالبة مدرسية ومدت براسها الى السماء تراقب النجوم المرصعة بعناية في السمـاء.. بأحسن تفصيل.. وما حست الا بالعيـون اللي كانت تراقبـها من بعيـد.. فحولت عيونها من السما الى الزاوية البعيـدة من الشـارع.. فما قدرت تشوفه واضـح.. وقفت مكانها وهي متحيرة من الشخص اللي هناك.. فما لقته الا ملتف ويمشي على عقبه طالع من المكان.. فما كان منها الا انها تمشي ورى هالشخـص عشان تلحق عليه قبل لا يروح لان قلبها خبرها من هالزائر بهالليل..

وقفت مكانها يوم وضح بعينها العكـاز اللي كان يتكئ عليه هالشخص.. وفي قلبها نادت بحر يوفها اسمه يا الله يلتفت لها..

ونداها كان مسموع.. التفت لها مسـاعد وهو يحس بالتعب في صدره.. رماها بنظرات كلها شوق وتعبير عن الحاجة في ستر الليل اللي كان حليفه.. فهو ما يبيها تنتبه لنظراته.. ما يبيها تسمع للكلمات اللي همست بها شفاته.. ما يبيها تعرف اهو شيبي منها.. لان هذا معناته انه رضخ لها.. وهو ما يبيها..

مسـاعد في غمـرة الاحساس والدمعة في موق عينه:: ليتج تعرفين شكثر بهاللحظة اتمنى لو انج معـاي.. جان عجزت كل حروف وكل كلمات وكل اشعار العالم عن وصفها.. لكن.. للأسف.. عافج الخاطر وانتي اللي بالخـاطر..

------------

نهمة على قراءة كل كلمة ... وفوق الكلام كانت تعيد القراءة لان اللي مكـتوب شي من ارض ثانية من عالم ثاني.. عالم ماله اي حدود ولا له بالسواد اي علاقة او صـلة.. وشي بالدعاء.. وشي بالحلم الجميل.. وشي بالمستـحيل

.. دنيا المسـتحيل.. كان هذا عنوان المذكرة اللي كانت تقراها.. وكانت الثالثة واخر وحدة كتبتها عالية.. ومن زود الالهام اللي فيها فكانت مكتوبة في كل صفحة.. ويمكن التواريخ متقاربة مع بعضـها البعض.. وكاانها مشت تباعا.. كل شي يجر لثاني.. حياة ثانية او عالم ثاني.. عالم ماكو منه بهالدنيا الا في خيال الشاعر..

وكل كلمة تقراها مريم تحس بعقم المحاولة.. وشكثر فاتن كانت قليلة حيلة تجاه معرفة شي مثل هالاشياء.. مع انها يمكن ما قرت هالكتب.. اهي يمكن ما عرفت الا القليل اللي خلاها تبتعد.. لكن لو قرت هالاشياء..

مريم وهي تمسح على جبينها:.. لو قريتي هالاشياء يا فاتن.. جان مات الاحساس بداخلج.. المنافسة شديدة يا بعد عمري.. الله عانج طول هالفتـرة..

خلصت من المذكـرة مريم وقطتها.. ما تقدر اكثر على القراية.. تسندت على الكرسي وهي ماسكة الدب جراح وهي حاسة بقلة الحيلة.. يعني اهي كانت تفكر وعندها خطط واشياء عشـان توصل فاتن لمسـاعد .. لكن بوجود هالاشياء اللي لا يمكن بقائها او الاستغناء عنها راح تظل عارض وسبب لبعد فاتن عن مسـاعد.. ياليت بس في شي مثل السحر او المعجزة اللي يخلي هالمذكرات شي بسيـط وماله الاثر المعنوي الكبير..

مريم وهي تكلم الدب: بس يا جوجو اذا انا اللي مالي شغل بالسالفة تأثرت.. شعن مسـاعد اللي كانت كل هالاشياء موجهة له .. اوووووووف
وسكرت عيونها دقايق.. ولكن مسرع ما سكرتها .. تذكرت الملف اللي حملته من درج مسـاعد.. وعلى طول سحبته مع ان كان عندها فكـرة اولية عن اللي يمكن يكون فيه.. اكيد نفس الكلام موجه الى عاليـة.. شي من قلب مسـاعد موجه الى قلب عالية في زمن الحب اللي جمع بينهم..

فجت المـلف.. ولفت على الصفحـة الأولى من بعد المقدمة.. شي بتاريخ يديد.. يمكن قبل تسعة شهور.. اي قبل الحادث اللي مر فيـه مسـاعد... فعلى طول طارت عليه مريم تقراه .. يمكن تلقى الفرج اللي اهي تسـعى اليـه..

_حقيـقة أخفيـتها_

مضت سنين طويلة يا عزيزتي عالية وانا لم اكتب لك شيئا.. لربما لم اجد بداخلي ما قد يسعفني او يوفي بحق غيابك يا غاليـتي.. اما اليوم.. فلم اجد نفسي الا ماسكا هذا القلم.. وطابع حبنا هو الختم على رسالتي هذه.. فياليت بريدك يستقبلها.. لاني محتاج الى وجودك..

عاليـة..اتذكرين المرات اللي كنتي تطلبين مني فيها جاهشة بالبكاء. انا احب احدا غيرك.. وان اقبل بالتغيـير.. وارضخ لرحيـلك.. لم استطـع ذلك.. لم استطـع ذلك حتى رأيتها.. مع ان رغبتي بها بدأت بك.. ظننت اني سأمسـكك اخيـرا واضعك على عرشك في قلبي.. لكن.. لم تكن هي انتي.. بل كانت عاصفة هوجاء لا تمتلك منك اي خصـال.. وما احلى هذه العاصفة اللي اجتاحتني.. وجعلتني كما كنتي انتي جعلتني يوما.. ولربما اكثر..

اعذري وقاحتي.. واعذري تجاسري عليك بالكلمات.. فهذه الفتاة افقدتني صوابي.. لست مسـاعد الذي كنتي تتمنين منه الضحك على اقل الاشياء. الذي يكتب لك هذه الرسالة عاشق مراهق ينتظر خفية رؤيتها او لمح شكلها او سرقة ابتسامة عذبه منها.. والآن.. تقفين انتي يا حبيبتي الازلية عائقا بيننا .. فهي قريبة مني الان ولكني انا البعيد.. بسبب سرك الجاثم في صدري..

ضائـع انا يا عالية فاخبريني يا نجمة دربي.. واهديني ان استطعتي.. فدربي مليئ بالاشواك.. واي جهة قد توقعني في بحر الضيـاع..

اخبريني يا حبيبتي.. وعلميني .. كيف ارضي الاطراف... كما طلبتي مني يوما ان احب غيـرك..

حائـرك.. مســاعد

انصعقت مريم.. كانت هذي هي الورقة الرابحة اللي يمكن ما تلاقي مثلها .. فقامت تدور بين الاوراق اكثر يمكن تلاقي شي احسن من هذي..

وبصوت مسموع كان البحث جاري عندها..:.. عالية... حبي لها مسـتحيل.. .. صعبة المراس.. ما اجمل ضحكها... فاتن..

سحبت الورقة.. وعلى طول بدت تقراها. وكانت الرسالة هذي موجهة الى فاتن.. وما كان لها اي تاريخ بس الظاهر انها يديدة.. ويديدة اي بمعنى انها صايرة قبل جم يوم..

توها مريم بتقرى الا وبصوت الباب يندق عليـها.. من زود الصدمة جفلت.. وما قدرت الا انها تقعد وهي مصعوقة مكانها.. بس لا يكون هذا مسـاعد.. لانه ان عرف ان عندها هالاوراق كلها.. بتروح وطي..

لمت الاوراق اللي تبيـهم.. ورتبت باقي الاوراق في مكانهاوهي تصوت على اللي عند الباب:.. انزين .. دقايق بس.. (تكلم روحها) لمي الاوراق لا يلايمونج في القبر اليوم..

جمعت كل شي ورمته تحت السـرير. والاوراق اللي خذتها خلتـها تحت مخدة الكرسـي.. وراحت وهي تسحب شعرها الطويل على جتفها.. وفجت الباب وهي تكتم انفاس الحماس اللي فيها..

وبالفعل.. كان مساعد:.. ربع ساعة عشان تفجين الباب. شقاعدة تسوين..
طلعت له مريم منالباب:: ه.. هلا والله .. حيا الله مسـاعد نور الدخيليه كلهم.. وليش معبل على روحك جان دقيتلي وانا انزل لك..
مسـاعد وهو يتجاهل اللي قالته:: وينه لؤي ما شفتيه؟
مريم : في داره يمكن
مسـاعد وهو بدى يعصب: لو هو بداره جان ييتلج ..
مريم وهي تنتفض: انزين اتصل فيه جوفه وين
مسـاعد وهو يلتف على عقبه الى الدرج: ماابي اتصل فيه اهو مو مهتم فليش انا اهتـم..

توه بينزل الدرج ومريم بتدخل دارها الا وصوته يناديها مرة ثانية

مسـاعد: مريم
نقزت من الخرعة: .. هلا هلا..
مسـاعد وهو يراقب نفضتها : انتي شفيج؟؟ كل ما حاجيتج تنقزتي...
مريم وهي ترتجف مثل المجرمة جدامه: الله.. الله يهداك مساعد انت طالع اسلوبك بالحجي... بعدين لومني.. حاكرني جني الا سارقة شي... امر ياخوي. فيك شي..

مسـاعد وهو يسحب نفس طويـل.. ويحس انه محتاج للراحة لان جسمه يشتعل من الحرارة .. فتعوذ من بليس ..

مسـاعد:.. آنا اسف.. ما كان قصدي.. بس....
مريم وهي تناظره بحنية: بس شنو؟
مسـاعد وهو يطالع ويهها المبتسم ومرة وحدة نسى الكدر كله.. وعطاها ابتسامة:.. بس ولا شي.. اسف.. و... تعالي تعشي وياي.. ما ابي اقعد بروحي..
مريم وهي تبتسم بمرح: بس.. ولله ما طلبت.. يعلني افدى الدخيليه بس لانك منهم.. قول ان شاء الله يدوسني مركب ولا اغلي دخيلي غيـرك.. يا بعد عمري يا سعووودي..
مسـاعد وهو يناظرها بحاجب مرفووووع: عيااااااارتج يام الجمبزة.. يالله بسرعة نزلي.. كملي اللي شاغلج وتعالي..
مريم وهي تضحك: هيهييهي.. اوكيكي.. الحين نازلة

لف عنها مسـاعد ونزل من الدرج وهي ما عاقت ودخلت الغرفة.. سحبت المذكرات والملف.. راقبت الدرب وهي طالعة وحست ان الجو خالي.. فعلى طـول دخلت دار مسـاعد وحطت الاغراض مكانها من غير ما تسكـر الباب.. الا وهي تلتف عشـان تطلع من الغرفة.. تلاقي مسـاعد واقف جدامها..

ارتعدت فرائصها.. ما صدقت اللي اهي طايحة فيه من موقف.. بينحرها.. الا بيشرب من دمها..

مسـاعد بصوت جليدي وساكن:: شتسوين بداري؟؟؟؟

آثرت مريم الصمـت.. واصابعي بعـد.. وبننتظر.. اللي يمكن تقدر تقوله وتبرر لمسـاعد وجودها في الغرفة..

اشياء بدت تبين شمس الحقيقة.. لكن بعد.. من بعد معافاة الخاطر.. في امل للرجوع؟؟
حلم جراح الازلي بوجود مريم في حياته.. هل راح يتحقق؟؟؟ وهل راح مريم تكون من نصيبه؟؟

لؤي وطيشة.. راح يمكنه من الحصول على غزلان للمرة وللابد؟؟

شهالغموض الي تحمله مكالمة سماء. ومشعل شلي وداه لهناك؟؟؟

غيوم الحزن اللي بدت من اول بوادر القصة.. هل من الممكن انها تنقشع وتطفي نووور من انوار الامل والحيـاة والفرحة؟؟؟

نظرة الحب.. راح تكون موجهة ممن؟؟؟ ولمن؟؟

تابعوني في الجزي الخامس والثلاثين ووووووو الاخير من نظره حب


...
غدا باذن الله..

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية