كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" صدقينى ان تصرفك لا تلامين عليه , آنسة كليسولد . وانا أيضاً لم اكن اعلم بانك على معرفة سابقة بالمريض . والآن من الضروري ان تنسي هذه الحادثة وتستمري فى مهنتك ..."
" لا أبداً "
وبعد أسبوع , اتخذت الادارة قراراً يمنح لوسى فرصة لقضاء أربعة أسابيع على متن الباخرة روز .
" لا , لا استطيع . فهناك الكثيرون من هم اكثر كفاءة مني "
" و لكننا لسنا من رأيك , ولا زملاؤك أيضاً ..."
" انكم تقولون ذلك بدافع اللطف والشفقة "
" بالتأكيد لا , فالجميع يعلم انك من افضل الممرضين . وانت تستحقين هذه المكافأة . والآن ارجوك . لوسي , توقفى عن الاعتراض "
" هل هذا أمر ؟"
" نعم "
منتديات ليلاس
وهكذا وجدت لوسى نفسها على متن الباخرة . ولكنها قررت أن تستقيل من مهنة التمريض فور عودتها بعد شهر من هذه الرحلة . ارتدت لوسى زي التمريض واتجهت إلى قسم التمريض . واخيراً توقفت امام باب مكتوب عليه , جون سول . دكتور الباخرة . هذا الاسم لمع فى ذاكرتها , وحاولت أن تتذكر ما يعنى لها , لكنها لم تتوصل إلى ذلك .
" دكتور سول ؟ "
تأملها الرجل الذى كان يجلس خلف مكتبه بدهشة . فهو لم يكن يتوقع أن تدخل عليه فتاة بمثل هذا الزي .
" انا لوسى غليسولد , ممرضتك الجديدة , سيدي "
" آه , نعم ... نعم ... " وكأنه عاد فجأة إلى الواقع " ارجوك , تفضلى بالجلوس آنسة "
جلست لوسى , وظل الطبيب واقفاً يتأملها عابساً , فأحست بأنه ينظر إليها دون أن يراها . وشعرت وكأنها تلميذة صغيرة أمام ناظرة المدرسة التى تستعد لتوبيخها . وبعد صمت قصير , قال لها الدكتور سول بسخرية ...
" اتمنى ان تكونى سعيدة لفكرة السفر على متن هذه الباخرة "
" لا , أبداً " أجابته بجفاف ردا على سخريته .
" أتمزحين ؟ " سألها بدهشة .
" لا ! أنا أتكلم بجد "
" يا إلهى ! انها المرة الاولى التى التقى بها بممرضة شابة لا تكون سعيدة برحلة بحرية . اية قصة تختفي خلف ذلك ؟ لابد أن هناك واحدة , أليس كذلك ؟ "
" انك تعرفها بالطبع . وكانت لوسى تظن أن الدكتور هاريس قد روى لزميله , سول الحالة التى تمر بها حالياً ..
" لا انا لا أعرف شيئاً " . أجابها وعاد للجلوس خلف مكتبه . " ماهى جريمتك ؟ هل سممت احد مرضاك ؟ ام أنك اضعت مفتاح الصيدلية ؟ " سألها بسخرية .
" لا , لقد انهارت اعصابى , وكنت مسؤولة عن وفاة احد اصدقائى . ولو تمالكت نفسى ,انت تعرف , لكنت ساعدت فى انقاذه ..." وعادت اليها صورة فرايدي وهو مستلق على طاولة العمليات . فقطعت كلامها واخفضت عيناها .
وعندما رفعت نظرها بعد لحظات التقت نظراتها بنظرات الطبيب ولمحت فيها نوعاً من اللطف والتسامح شبيه بنظرات د. هاريس ورئيسة الممرضات .
منتديات ليلاس
" وبعد ذلك , اقترحوا على هذه الرحلة البحرية لعلى انسى تلك الحادثة المحزنة وهذه الوظيفة التى تعتبر عادة مكافأة ينتظرها الجميع , تشعرنى بمزيد من عقدة الذنب "
" نعم أعتقد أنى اعرف ما تشعرين به ".
نهاية الفصل الأول
|