كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حدقت فيه طويلا ظهر الألم في عينيها :
-أنت مخطئ يا مورغان ..لم أقصد استدراجك إلى ما حدث بيننا أريد أن تعود صداقتنا كما كانت ..هل هذا مستحيل ؟!
انتظرت بلهفة إجابته إلا أنها لم تر إلا القسوة على وجهه.
-بصراحة ..لم نعد كما كنا في الماضي ..لا يمكن أن تعودي كما كنت ..ألا تدركين ذلك ..
لقد كانت لديك فرصة وأضعتها ..عليك الآن أن تقتنعي بما هو ممكن .
كانت تشعر بأن دموعها ستنفجر ,إلا أنها قاومت ورفضت أن يشاهدها على تلك الحالة .
-أعتقد أنني سأكرهك يا مورغان ,كيف يمكن أن تفعل هذا ؟كنا في يوم عائلة سعيدة ..
منتدى ليلاس
-كان عليك أن تتذكري هذا قبل انسياقك وراء لعبتك ..إنه درس لك أرجو أن تتعلميه ..لا يمكن أن تحصلي على كل شيء بمجرد أنك تريدين ذلك أذهبي الآن إلى فراشك ..كلانا متعب ..ولن يوصلنا هذا الحديث إلى أي شيء .
أدار مورغان ظهره لها .
-حسنا ..سأذهب .أنت مخطئ ولم استطع اقناعك بذلك ..ولكن قبل أن أخرج أريدك أن تعدني بأنك لن تشعر رالف بأي شيء ..لا أريده أن يتألم ..فإذا كان لها أن تكون حربا فليكن بيننا نحن فقط .
-لا يمكنني أن أرفض لك هذا الطلب ..فوالدي يستحق قليلا من الراحة في هذا البيت ..لا أطلب منك إلا أن تبتعدي عن طريقي ..وأنا سأبتعد عن طريقك بدوري .
غادرت لي غرفته ..لم يعد هناك ما تستطيع أن تناقشه فيه ..لقد قرر أن يعاديها ,ولن تظهرله مقدار أسفها على ذلك مرة آخرى ..
أحست أن بذور التمرد بدأت تنمو داخلها .
خلال يومين التاليين لم يكن صعبا على "لي "أن تتجنب مورغان ,وإذا حدث وأن التقيا كانت تحاول أن تبدو طبيعية بشتى الوسائل ..
في المقابل كان مورغان يبادلها محاولاتها تلك بابتسامة ساخرة ولطف زائف ..كلمات معسولة ونظرات فيها الكثير من الازداء..
كل ذلك لم يكن ليخدع رالف ..إذ إنه في احدى المرات وأثناء تناولهم للفطور فاجآهم بملاحظاته عنهما ..خاصة وأنهما يبديان الكثير من اللطيف والتصنع .
-ما بلكما أراكما على هذه الحال منذ فترة ..ما الأمر هل تخفيان شيئا ما ؟!
سارعت لي تطمئنه بعد أن رأت صمت مورغان:
-ما الذي جعلك تفكر في ذلك ؟
ضحكت بصوت عالٍ.
انبرى مورغان قائلا:
-ما هذه التخيلات يا أبي ؟
-هل أتخيل يا بني ..أتراني لم ألاحظ أنه كلما دخل أحدكما إلى الغرفة سارع الآخر إلى الخروج ..أو هل أتخيل ذلك أيضا ؟!
أحمرت وجنتا "لي "أين لها أن تهرب من هذه الحقيقة ؟!
-أنا أسفة ..لم يكن من المفروض أن تعلم .
-أن أعلم ..أنا أعلم شيئا واحدا فقط ..لا يمكن لاثنين اعتادا على قضاء مع بعضهما البعض ألا يتخاطبا إلا في المناسبات ؟!..بدأ كل ذلك مع قدوم مورغان .
نظرت إلى مورغان ..كانت أسنانه تصطك من الغيظ .
-لا تلم مورغان على ذلك ..تناقشنا ..تضاربت آراؤنا ,ولم يكن أحد منا على استعداد للترجع عن رأيه ,لذلك لا نتخاطب كثيرا ..وهذا كل شيء .
نظر إليها رالف بعدم تصديق .
-لم أسمع مثل هذا التصرف الطفولي من قبل ..ولم أتوقعه أن يصدر منكما ..دعوني أقل لكما شيئا ..بإمكانكما أن تكونا مراهقين ..ولكن لن أسمح بهذا التصرف الطفولي في بيتي ..إذن مهما كان خلافكما أود أن تنهياه في هذه اللحظة وفورا..
أجابه مورغان :
-لا أستطيع أن أصدق هذا ..نحن لسنا أطفالا.
وضع رالف ملعقته على الطاولة :
-سأعلمكما التصرف الجيد ..أقولها لك يا مورغان ..إني أحملك كامل المسؤولية .
-كنت أعلم أنك ستقول هذا ..فقد كنت وما تزال تدافع عن ذات العيون الخضر ألم تتعلم حتى الآن ؟
شحبت "لي"..التفتت إلى مورغان في محاولة لإيقاف هذا نقاش الذي أخذ منحنى آخر ..
بادلها النظرات ..مرر يده على رسه هدأ رالف قليلا ..توجه إليهما معا :
-لقد فاجأتموني بتصرفكم هذا ,ولا أدري أرجوه منكا الآن , إلا أنني متأكد أنني أود أن تصبحا صديقين من جديد ..هل هذا واضح.
منتدى ليلاس
التفت مورغان إلى "لي".
-ماذا تقولين يا لي ؟..
(سألها بلطف )
قابلت تلك الالتفاتة المتعالية بذقن مرفوعة .
-أود أن نصبح صديقين من جديد .
-حسنا كيف لي أن أواجهكما أنتما الاثنين ؟..عليك أن تعطيني قبلة وإلا لن يصدق والدي أننا تصالحنا .
كان يبدو صادقا إلا أن "لي " كانت تعلم بما يعتمل في صدره من أحقاد ..كما كانت متأكدة تماما بأنه لن يوقف تلك الحرب !..
-لا أعتقد أن الأصدقاء يتعانقون في مثل هذه المواقف .
لم يجبها مورغان ,إنما نظر إلى والده بوجه المظلوم والمغلوب على أمر..لم تستطع لي إلا أن تنفذ ما طلب ..
|