كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت الطائرة التي ستقلها إلى سان توماس صغيرة بمروحيتين ويبدو عليها أنها استخدمت لفترات طويلة، وكيف لا، وهذه الطائرة تقوم بمثل هذه الرحلة عدة مرات في اليوم وتستغرق من الوقت اربعون دقيقة في كل مرة، كما وانها لم تتعرض لأية حادثة تذكر، كان مقعدها في الطائرة قريباً من النافذة وهذا شيء مسر، اما الذي لم يسرها ، فهو جلوس هذا الرجل الغريب بجوراها.ريحانة
قال ببساطة: منتديات ليلاس
- سنصل الى الجزيرة عند موعد تناول الفطور، هل استأجرت شقة لك فيها، ام انك حجزت في فندق ما؟.
اجابت ليزا وادركت بأن جوابها سيقابله سؤال آخر:
- في فندق الجزيرة الملكي.ريحانة
قال متعجباً وفي نبرة صوته عدم التصديق:
- في هذا الفندق الفخم ولمدة ثلاثة اشهر؟ وهل قمت بحجز غرفة لك فيه؟.
ادركت عند ذلك انه ليس من مجال لها في ان تذكر السبب الرئيسي لاقامتها في مثل هذا الفندق من الدرجة الاولى والذي لا ينزل فيه سوى اصحاب الملايين.
قالت اخيراً: منتديات ليلاس
- في الحقيقة، انا لا انزل فيه كسائحة ، بل كموظفة.ريحانة
عقد حاجبيه وقال:
- صحيح؟ ولكن ماهي هذه الوظيفة؟.
- معالجة فيزيائية.
ادير محرك الطائرة في تلك الاثناء ، فمنعه هديره العالي من ان يعلق بكلمة واحدة حول الامر الجديد الذي عرفه عنها ولكن العلامات التي ظهرت على وجهه لم تكن لها معنى وسألها بعد ان خف هدير المحرك جزئياً:
- هل اعلن عن هذه الوظيفة في بريطانيا؟.
مع أن الأمر لا يعنيه، ولكن ليزا شعرت في قرارة نفسها وهذا الشعور قد لازمها منذ ان تعرفت عليه، بأنها مجبرة على أن تبوح له بكل شيء، فأجابت: منتديات ليلاس
- في الحقيقة، انه لم يعلن على مثل هذه الوظيفة في بريطانيا، لكن ومن حسن الصدف انني كنت في حديقة سان جايمس عندما كان مدير عام هذا الفندق الذي سانزل فيه، يمارس رياضة الهرولة، فيماكنت انا أمارسها ايضاً، فتعرفت عليه هناك وسألني عن طبيعة مهنتي.ريحانة ليلاس
- وهل عرض عليك الوظيفة في الحال؟.
- لا، انما بعد ان قام بعدة زيارات للنادي الذي اعمل فيه وسأل عني هناك.
- وهذه العلاجات تكلف غالياً، اليس كذلك؟.
- لا، خاصة وان نتائجها مضمونة وجيدة.ليلاس
بدأت في تلك الاثناء الطائرة تسير بسرعة على مدرج المطار إلى أن اقلعت، فأسندت ليزا رأسها على المقعد وفي قلبها خوف شديد وكأنها لا تثق بهذا النوع من الطائرات البدائية والتي تطير بمروحيتين.ريحانة
مع ذلك، اقلعت الطائرة بطريقة اسهل مما كانت تتوقع، فنظرت من النافذة وقد اصبحت الطائرة فوق البحر بعلو لا يتجاوز يضع مئات القدام، ووجدت البحر يتلألأ تحت أشعة الشمس بلونه الأزرق المتموج، اعجبها هذا المنظر المتقطع النظير وقد ملأ نفسها انتعاشاً، فهي لم تتوقع ابداً بأنه سيكتب لها في يوم من الايام ان تزور هذا الجزء من العالم.ليلاس
كان الرجل الذي إلى جانبها غارق في الصمت وكأنه يفكر في مسألة يصعب حلها، عندما نظرت اليه ليزا بسرعة وحولت نظرها بعد ذلك الى النافذة، وتساءلت في نفسها من يكون هذا الرجل الذي عرف الكثير عنها دون أن تعرف شيئاً عنه.
|