لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-10, 01:39 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


7_ أبرة الشك

من حظ كارين أن ذلك اليوم كان يوم عمل للجميع , أذ أنشغل كل أنسان في ما يخصه من عمل , أنهمك آرثر في أصلاح ستائر النافذة
فجأة عبس وهو ينظر من زجاج النافذة المغبرة وسمعته يقول:
" أرجو ألا تتجمد وهي تعمل في الخارج , يا ألهي ... أنها تركع على ركبتيها تنتزع الأعشاب الضارة!".

أقتربت كارين من النافذة , كانت أليزابيت حقاتعمل في نزع الأعشاب الضارة التي نبتت بين شجيرات الورد المحيطة بالحوض الدائري في الناحية البعيدة من الحديقة , وكانت تمزي تقف الى جوارها تتفحص شجيرات الورد , وتقدم النصائح الى أليزابيت الراكعة على ركبتيها .
راقب آرثر المشهد لعدة لحظات ثم نظر الى كارين قائلا:
" هل تعدينني شيئا يا كارو؟".
" أذا كنت أستطيع".
منتدى ليلاس
" أعرف أن آخر شيء يمكن أن تشكرني أليزابيت عليه هو أن أعاملها كطفلة مدللة , ولكن ليس بوسعي الكف عن القلق من أجلها , فهل تحاولين أقناعها بأن تعتني بنفسها ولا تعمل فوق طاقتها عندما أكون غائبا عن البيت؟".
" بالطبع سأفعل .... ولست بحاجة للتوصية , لكن هل تظن من الحكمة أن نفعل ذلك؟ أنها ولا شك أفضل من يحكم على مدى أحتمالها لما تقوم به من أعمال , وأعتقد أن عليك أدراك ذلك يا آرثر , وألا فأنك ستقوض ثقتها بنفسها والشجاعة العظيمة التي تمتلكها".
تنهد آرثر وسأل:
"كانت تحدثك بشؤونها , أليس كذلك؟".
" نعم".

" هكذا ظننت , حسنا , لن ألزمك بأن تخسري الثقة التي وضعتها فيك , لكن تذكري ... أنا أعتمد عليك يا كارو".
كان في لهجته شيء من التحذير ,ولمحت ذلك التحذير ثانية في عينيه صبيحة اليوم التالي قبل مغادرته البيت ,عندما عانق أليزابيت وألتفت اليها.
أحست بالتوتر , خشيت أن يمثل دور الزوج المحب فيودعها توديعا حارا أمام أليزابيت , وكأنما تكهن بما كانت به , فلم يشأ أن يحرجها وأكتفى بأن أمسك ذراعها وأبتعد بها نحو السيارة قائلا:
" لا تنسي تعليماتي ".

أومأت برأسها قائلة:
" لا حاجة بك الى القلق".
" سأتصل بك هاتفيا هذه الليلة , أنهم جميعا ينتظرون مني أن أفعل ذلك , وينتظرون مني الآن أن أفعل هكذا ...".
وقبل أن تفطن الى ما يعنيه , أحنى رأسه وشدها الى صدره بقوة وعانقها بحرارة
وعندما أبتعد عنها تمتمت من دون أن تنظر الى عينيه :
" لا تقلق , سوف نعتني بأليزابيت".
ألقى حقيبة يده داخل السيارة وجلس وراء المقود قائلا:
" سأعود يوم الثلاثاء على أبعد حد".

بعد لحظة كانت السيارة تنطلق به , وقفت كارين التي فاجأتها معانقته , تراقب السيارة حتى أختفت عن الأنظار , ثم تمالكت نفسها ورجعت الى البيت.
شعرت بالفراغ منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماها دلرسبك , والآن سيطر عليها شعور بالوحدة بسبب ذهاب آرثر , لكنها حاولت أن تقنع نفسها أن أمامها بضعة أيام من الطمأنينة تستطيع فيها أن تعوّد نفسها على معايشة محيطها الجديد ,وتستقر فيه بغض النظر عن نصل العذاب المغروس أبدا في جسمها , ألا أنها كانت تتمنى في قرارة نفسها لو أن آرثر لم يغادر البيت , أو على الأقل لو بقي حتى وصول أخته واللقاء الأول بعد سنتين من الغياب.

حاولت كارين أن تسيطر على القلق الذي تملكها بأقتراب يوم الجمعة , أذ ليس من سبب يدعوها أن تخشى الألتقاء بأبنة أليزابيت ,أن ليزا لا تدري شيئا عن الصدع الذي أصاب زواج أخيها بالتبني , حتى لو علمت فليس من المحتمل أن توصل هذه الحقيقة الى أمها , ذلك أنه مهما كانت أخطاؤها فحبها وأحترامها لأمها لم يكونا موضع شك , وآخر ما يمكن أن تتمناه هو أن تسبب لها الأذى , مع أنها كانت مطمئنة , لذلك ... ألا أنها أحست بالبرودة تسري في يديها ,وبالرعشة تتمشى في أوصالها عندما شاهدت سيارة المرسيدس البيضاء الكبيرة تقترب من البيت بعد السادسة من مساء يوم الجمعة.
منتدى ليلاس
كان كليف طويل القامة نحيلا له شعر فضي ووجه نحيف ,نزل من السيارة يراقب زوجته التي كانت تفتح ذراعيها لملاقاة الجميع وهي تصيح:
" ماما يا حبيبتي".
كانت لا تزال جذابة كعهدها , طويلة ,رشيقة ,نحيلة القد , ترتدي ثوبا صوفيا قرمزي اللون , وعلى شعرها القصير الأشقر قبعة جلدية بلون ثوبها.
تقدمت ليزا من كارين فاتحة ذراعيها وعانقتها وهي تقول:
" هالو.... كارو حبيبتي ,ما أجمل أن أراك ثانية".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 01:40 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم نظرت حولها وسألتها:
" لكن أين آرثر؟".
" رجع الى لندن".
" كيف يجرؤ أن يغيب وهو يعلم أنني قادمة؟".
أسرعت أليزابيت بالجواب قائلة:
"توقع ألا تتأخري حتى اليوم , لكن تأخرت فأضطر الى الذهاب وسيعودالثلاثاء".
دخل الجميع الى البيت وتطوعت كارين بأرشاد كليف وزوجته الى غرفتهما التي أخلتها هي وآرثر من أجلهما .
كانت نهاية الأسبوع متعبة بالنسبة الى كارين , في مساء السبت أتصل آرثر بالهاتف , فأخبرته كارين بمجيء أخته وزوجها وعن خيبة الأمل التي أصابت أخته بسبب تغيبه عن البيت , فقال:
" أوه , لم يكن لدي متسع من الوقت لأعلامها عن أضطراري للسفر , هل هي عندك الآن؟".
منتدى ليلاس
" كلا , ذهبت برفقة كليف في جولة قصيرة".
" هل بدأت تشعر بالضيق في دلرسبك؟".
" لا أعتقد ذلك , يبدو أنها سعيدة جدا لكونها في البيت ".
" حسنا يكفي هذا الآن والى اللقاء يوم الثلاثاء".
كان ذلك كل شيء , وضعت كارين السماعة ببطء , لم يكن لمشاعرها أية أهمية لدى آرثر ,حتى ولم يتظاهر بذلك على الهاتف أثناء مكالمته , لكن أليس من الحماقة أن تتوقع منه شيئا من هذا القبيل ؟
تغير الطقس يوم الأحد , هبت رياح شديدة وأنهمر المطر , كان كليفورد وزوجته برفقة كارين يجلسون في غرفة الجلوس عندما نظرت ليزا فجأة نحو كارين وسألت:
" كارين, هل تظنين أن أمي على وشك أن تموت؟".

" لا أعرف ... أرجو وأصلي ألا يحدث ذلك".
أستطردت ليزا بصوت مكمود:
" لم أكن أصدق حتى عندما سمعت ما قاله الأطباء , لكنني الآن بت أظن ذلك".
تخلى كليفورد عن هدوئه وقال:
" لماذا أنت متشائمة الى هذا الحد يا ليزا؟".
" لأن ما أقوله صحيح".

قفز كليفورد من مكانه وأقترب من زوجته واضعا يديه على كتفيها
وقال منفعلا:
" من الصعب أن تتأكدي مما تقولين! أصغي يا ليزا , لا شيء صحيح حتى يحدث ,ولم يحدث شيء حتى الآن , هل ترغبين في قدح من الشراب؟".
" كلا , شكرا!".
" وأنت يا كارين؟".
" أنا كذلك , شكرا".
" أذن فأنا ذاهب لأعد لي كأسا".

خرج من الغرفة تاركا ليزا تحملق في الباب بذهول , أحست كارين برعشة فزع وهي تنظر الى وجه ليزا الممتقع
فنهضت من مقعدها وأقتربت منها قائلة:
" هل أنت بخير؟".
أجفلت ليزا مستفيقة من حالة الشرود التي سيطرت عليها هنيهة وقالت:
" نعم أنا بخير , لا تشغلي بالك بي , أظن أنني بحاجة الآن الى كأس من الشراب".

هبت ليزا مسرعة وخرجت من الغرفة تاركة كارين في تفكير عميق ,لم تكن تلك المرة الوحيدة التي تخرج فيها ليزا بمثل هذه السرعة عندما تجد نفسها وحيدة مع كارين , في الواقع فأن ليزا كانت تتجنبها كأنما تخاف شيئا ... غاصت كارين في مقعدها وراحت تحدق في نار الموقد , لا شك أنها مخطئة في تخمينها , لا يمكن أن تتهرب ليزا من الأنفراد بها عن عمد, لا بد أن يكون ذلك بمحض الصدفة , بالتأكيد فأن ليزا لا يمكن أن تتصور بعد هذا الوقت الطويل أن كارين من الممكن أن... وبحركة مفاجئة تناولت الصحيفة التي كان كليفورد تركها على الطاولة , وراحت تقلب صفحاتها لتهرب من تخيلاتها وتعيد الى أعصابها الهدوء والسكينة .
منتدى ليلاس
قبل أنقضاء يوم آخر أقتنعت كارين تماما بأنها لم تكن مخطئة في تخيلاتها , وجدت نفسها وحيدة مع ليزا في مناسبتين , وفي كلتيهما كانت ليزا تختلق لنفسها عذرا للأنصراف بسرعة , فلم يعد لديها مجال للشك في أن ليزا تتجنبها عمدا.
تنهدت كارين عميقا وقررت أن تصرف تلك الحقيقة عن تفكيرها , فأنها منذ المرة الأولى التي قابلت فيها ليزا شعرت بأن هناك حاجزا غير مرئي يحول بينهما ويمنع تقرب الواحدة من الأخرى
كان بأستطاعة ليزا أن تكون حلوة دمثة عندما يتطلب الظرف , ويمكنها أن تكون لطيفة عندما تريد شيئا , لكنها لم تكن تحس بعاطفة صادقة الى أي من بنات جنسها , كانت ميولها محصورة بالجنس الآخر , تفضل أن تميل اليها قلوب الرجال , ونقطة ضعف أمها الوحيدة , أنها لم تكن ترى في أبنتها أي خطأ على الأطلاق , كانت بالنسبة لأمها أغلى ما في الوجود , مرجع ذلك أن أليزابيت فقدت قدرتها على الأنجاب أثر ولادتها لأبنتها , تلك الولادة التي كادت تودي بحياتها , والتي أيقنت من بعدها , هي وزوجها جيمس , أن الصبي الذي طالما تشوقا الى أن يرزقا به , لن يكون ... حتى ذلك اليوم الذي دخل فيه ذلك الصبي الصغير , البائس , المنبوذ الى بيتهما وقلبهما.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 01:40 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لأول مرة تساءلت كارين في نفسها عن شعور ليزا أتجاه ذلك الصبي الغريب الذي أقتحم دنياها طيلة السنين الماضية , هل أمتعضت منه ؟
هل أغتاظت من تطفل ذلك المخلوق الذي بات يشاركها الحب والحظوة اللذين كانا من حقها وحدها؟ لكن مهما كان رأيها في أتخاذ أخ أكبر منها سنا كواقع دائم في حياتها , فأنها سرعان ما قبلت به كواحد من رعايا مملكتها , وسرعان ما منحها هو التدليل والحماية , حتى بعد زواجها ظلت على صلتها الوثيقة بأخيها بالتبني
تلجأ اليه كلما أعترضتها مشكلة طالبة منه النصيحة والمساعدة اللتين لم تكن تطلبهما من زوجها , سرحت كارين بأفكارها الى تلك الأشهر القليلة التي عاشتها مع آرثر , وأستذكرت تلك المناسبات العديدة التي كانت تظهر ليزا فيها فجأة ...
منتدى ليلاس
قائلة بأنها ستخطف منها أخاها بعض الوقت فتنفرد به تستمع الى نصحه وأرشاده , كانت تعتبره معصوما عن الخطأ , وكان آرثر بدوره يعاملها بالحب والحنان , ويسيغ عليها جوا من الحماية كأنه شقيقها المولود من أبويها , مع ذلك ... هل كان شعور ليزا نحو آرثر أعمق من مجرد شعور نحو أخ؟ شعور لم تدرك حقيقة كنهه حتى الآن؟

سرت في جسدها قشعريرة باردة , وراحت بيأس تحاول جاهدة أن تقصي تلك الفكرة التي سيطرت على مخيلتها , فكرة أن ليزا لم تكن تحب آرثر حبا أخويا وأنما كانت تعشقه كرجل.
أبت تلك الفكرة المخيفة أن تفارقها , علما أن ليس في الأمر غرابة أو شذوذ , فالقربى التي تربط بينهما ليست صلة دم لتحرم ذلك الحب , فأذا صح ظنها لأتضحت لها أمور كثيرة حيرتها وأربكتها في أعقاب تلك الأيام المريرة التي مرت عليها سنتان.....

تساءلت في نفسها ماذا عن آرثر؟ هل خطر بباله ما كانت ليزا تحس به نحوه ؟ أرتعشت من جديد وهي تشعر من أعماقها بأنه مهما كانت طبيعة ما تحس به ليزا نحو آرثر , فأن ذلك لم يلق من قبله أي أستجابة مماثلة , أن آرثر أحبها هي حبا عنيفا أدى الى زواجهما , على الرغم من أن ذلك الحب لم يدم طويلا..

أنهارت قطعة حطب وسط الجمرات المغطاة بالرماد , فتطاير منها شرر متوهج عبر الموقد , مما جعل كارين تجفل وتعود من شرودها الى الحاضر , أخذت الملقط وأنهمكت تعيد الشظايا التي أنبعث منها الدخان الى وسط الموقد
وفجأة أستدارت الى الخلف عندما سمعت صوت تمزي التي دخلت قائلة:
" شكرا لله أنني وجدت أحدا في المنزل , أتعرفين أين يمكن أن أجد بعض أقراص الأسبرين؟".

أمعنت كارين النظر في وجه تمزي الذي كانت تبدو عليه علائم القلق , وقالت:
"أظن أن لدي بعض الأقراص , هل تشعرين بصداع يا تمزي؟".
" كلا , لكن السيدة أليزابيت تعاني من قشعريرة برد شديدة".
أصفر لون كارين وهتفت بفزع:
" آه ,كلا , متى كان ذلك؟".
" ذهب الجميع الى القرية وظننت أنك معهم , صعدت الى السيدة لأسألها أن كانت لديها الرغبة في قدح من الشاي , فوجدتها محمرة الوجه محمومة لا تقوى على الكلام , كان صوتها مبحوحا في الصباح , لكنها قالت أنها بخير".
منتدى ليلاس
صعدت كارين بسرعة ورجعت ببعض أقراص الأسبرين , فوجدت تمزي تعد كأسا من الليمون ثم صعدتا الى غرفة أليزابيت .
كانت مستلقية في سريرها وعلى كتفيها شال من الصوف , ممتقعة الوجه تتوسط كلا من خديها بقعة دائرية شديدة الأحمرار .
أبتسمت أليزابيت عندما رأت كارين وأستندت متعبة على الوسائد
وقالت بصوت غلبت عليه البحة:
" سأكون أحس حالا في الصباح".
نظرت اليها كارين متفحصة ولمست بظهر يدها جبينها الحار الجاف , وأمسكت برسغها تعد النبضات.
همست أليزابيت:
" أنك تبدين محترفة , لم أكن أدري أنك ممرضة يا حبيبتي".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 01:41 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" أمي كانت ممرضة وتعلمت منها بعض الأسعافات الأولية , حرارتك مرتفعة وأود لو يفحصك الطبيب , على الأقل لندرأ عنا غضب آرثر عندما يعود غدا".
وافقت أليزابيت وحضر الطبيب بعد السادسة بقليل , كان طبيب القرية منذ أكثر من ثلاثين عاما , وأليزابيت تعرفه معرفة جيدة , أعطاها بعض الحبوب , وقال بأنه سيعود في الصباح التالي.
منتدى ليلاس
رجع الجميع من القرية وعندما علمت ليزا بالنبأ أصابتها هزة شديدة , صعدت تركض الى غرفة أمها , أمضت طيلة المساء تصعد وتهبط الدرجات بين غرفة والدتها وغرفة االجلوس
حتى نفد صبر زوجها وقال:
" بالله عليك يا حبيبتي , أما أن تجلسي بهدوء الى جانب والدتك أو تبقين هنا وتتركين لها فرصة لتنام , أن تصرفك هذا يجعلها عشر مرات أسوأ مما هي عليه الآن".
أقتنعت ليزا بما قاله زوجها , جلست معه برفقة كارين وماجدا يلعبون بالورق حتى العاشرة , ثم أنصرف كل منهم الى شأنه , وآثرت كارين أن تنام مبكرة فتوجهت الى غرفتها.

كانت ساعات تلك الليلة طويلة معتمة , لكنها شعرت بالأرتياح عندما أستفاقت من نومها المتقطع لترى نور الفجر وقد أخذ يرفع ستائر الظلام عن الأفق الفسيح , كان الوقت يقارب السادسة صباحا عندما سمعت أول حركة تدل على أن البيت بدأ يستيقظ من سباته العميق.
دخلت الى الحمام لتريح نفسها من آثار تلك الليلة المضنية ,وعندما خرجت رأت ماجدا تظهر من أحد جوانب البيت
فتقدمت منها وسألتها بقلق عن حال أليزابيت فأجابتها قائلة:
"أمضت ليلة هادئة , وهي تظن أن بأستطاعتها تناول قطعة من الخبز والمربى , أدخلي وأطمئني بنفسك".

غمرت كارين موجة من الأرتياح وبدون تردد توجهت نحو غرفة أليزابيت , طرقت الباب بلطف ثم دخلت , كان يبدو على المريضة شيء من التحسن , لكن صوتها كان لا يزال مبحوحا وأن بدا أكثر قوة عندما قالت:
" أراك أستيقظت مبكرة يا حبيبتي , هل أنت على ما يرام؟".
هزت كارين رأسها وأنحنت بأندفاع لتقبل أليزابيت التي أشاحت بوجهها قائلة:
" لا تقتربي مني يا حبيبتي ... كنت أخبرت ماجدا قبل قليل أنه من الخير للجميع لو يبتعدون عني حتى أتخلص من هذه الحمى ولا تنتقل اليهم العدوى , ستعتني بي تمزي فالجراثيم لا تؤثر بها!".

أبتسمت كارين قائلة:
" هل أستطيع أن أقدم لك أية خدمة؟".
" كلا يا حبيبتي , تمزي غسلت وجهي ويديّ وأعتنت بي كأنني طفلة صغيرة , ستقدم لي ماجدا طعام الأفطار ,أذهبي أنت وتناولي طعامك".
شعرت كارين بالسعادة وهي تستمع الى كلمات أليزابيت التي تجلى فيها حنان الأمومة , وقبل أن ترد بكلمة سمعت صوت سيارة تقف أمام البيت , أزاحت الستائر بشيء من الدهشة , وكتمت صرخة ضعيفة كادت تنبعث من حلقها الجاف
كانت سيارة حمراء داكنة تقف في الباحة , سيارة مألوفة , سيارة آرثر!
نزل آرثر من السيارة وصفق بابها خلفه وبدأ يعبر الباحة الأمامية ثم توقف فجأة حينما أنطلقت فتاة من البيت تركض بأتجاهه وخصلات شعرها الذهبية تهفهف مع هبات نسيم الصباح , وألقت بنفسها بين ذراعيه.
كانت تلك الفتاة هي ليزا.
منتدى ليلاس
أرتفعت يد كارين المرتعشة الى عنقها , وسمعت أليزابيت تسألها :
" ماذا هناك؟".
" أنه آرثر ... عاد مبكرا".
نطقت بصوت متهدج كأنه لم يكن صوتها , وأحست بألم حاد في معدتها كأنما أصيبت بطعنة , أستطاعت أن ترى وجه ليزا وهو يلتصق بكتف آرثر وقد أنعكس عنه وهج عاطفة طاغية , وراحت يداها الناعمتان تتلمسان عنقه , أما آرثر فكان بدوره يطوقها بيديه القويتين ويشدها الى صدره..
أحست كارين بالغرفة تدور بها , وأمسكت بطرف الطاولة خشية السقوط , سقط آخر حجاب عن عينيها , أن شكها المحموم غير القابل للتصديق كان حقيقة واقعة.
كانت ليزا تهوى آرثر........

نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 07:57 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


8_ تحت شلال الغيرة

لم تعد كارين تذكر كيف أنتقلت من غرفة أليزابيت الى غرفتها , كل ما تذكره هو ذلك الغضب الذي صدع رأسها وتركها منهوكة مرتعدة , كل ما باتت تراه هو صورة ذنيك الشخصين المتعانقين التي حفرتها نار الغيظ في مخيلتها , كيف تجرؤ ليزا أن تحتضن آرثر بتلك الطريقة الخليعة التي تسخر من كل ما كانت تبديه سابقا من مظاهر الحياء لأخيها وأعجابها به , أليس لديها ذرة من وازع أو ضمير؟
منتدى ليلاس
أطبقت يديها بشدة فأنغرست أظافرها براحتي يدها من شدة الغضب , لا فائدة ترجى من أقناع نفسها أن ما شاهدته في الخارج كان نتيجة لألم ليزا وقلقها على أمها , أو تعبيرا عن شعورها بالطمأنينة في هذا الظرف لوجود آرثر الى جانبها , وثقتها بقوته التي يمكن أن تستند اليها عند الأزمات.
كان الأمر أسوأ من ذلك بكثير , فالبعد بين هذه العواطف لأنسانية والعفوية وبين تلك التي أرتسمت على وجه ليزا عند أحتضانها آرثر ... يتجاوز بعد القطبين , وماذا عن آرثر ؟

جلست على طرف السرير وأستغرقت في التفكير , لو أن آرثر كان يجهل طبيعة شعور ليزا نحوه , فأنه ولا شك أصبح يفهمه الآن بعد لقائه بها هذا الصباح.
بغتة أرتفع صوت يناديها ثم أنفتح الباب ,وظهر آرثر على عتبته تتجلى على وجهه معالم الغضب وصاح:
" أذن أنت هنا! لماذا لم تعلميني؟".
هبت كارين واقفة وأنفجرت تقول:
" لماذا لم أعلمك؟ كيف تجرؤ أن تقتحم عليّ الغرفة وتصرخ في وجهي كأنني أحدى تابعاتك ؟ بعد....".

قطع عليها الحديث قائلا وهو يلقي بمحفظته وسترته فوق السرير :
" أما أنك لم تعتبري الأمر خطيرا أو أنك لم تهتمي به أصلا , لو لم تتصل بي ليزا هاتفيا الليلة الماضية.......".
" أذن كانت ليزا! كان عليّ أن أعرف ذلك!".
لأول مرة منذ أقتحامه غرفتها وقف يمعن النظر وكأنه فهم قصدها وسأل:
" كان عليك أن تعرفي ذلك! تعرفين ماذا؟".

" لا حاجة بك الى أن تسأل , أرجع بذاكرتك خمس دقائق الى الوراء لتعرف الجواب".
أفلتت الكلمات المريرة غير المحترسة من فمها دون أن تقوى على كبتها
حملق فيها آرثر وصاح:
" عما تتحدثين بحق الشيطان؟".
" أتحدث عن ليزا ! عن تسللها الى الهاتف بعد أن ناقشنا الموضوع جميعا وقررنا أن الأمر ليس بالخطورة التي تستوجب أستدعاءك".
على الرغم من محاولاتها للمحافظة على أتزانها فأن صوتها كان يرتفع تدريجيا وأردفت تقول:
" وأنا أتحدث عن ليزا التي ألقت بنفسها بين ذراعيك قبل قليل على مشهد من الجميع ! كأنها..... كأنها.....".

لم يقو على الصبر فأتخذ خطوة الى الأمام وأظلمت عيناه ولوى فمه بأحتقار:
"يالله ! أذن هكذا! تعنين أنك رأيت ... أنك أعتقدت..!".
وشهق مهتاجا وأفلتت منه ضحكة خشنة وتابع :
" من المستحيل تصديق ذلك".
" أحقا؟".
صر بأسنانه وقال:
" لماذا لا تقولينها أذن؟ لماذا لا تتهمنينني صراحة بحب ليزا ؟".

أحست بالخوف من العنف الذي تجلى في صوته ,
لكنها واجهته بكبرياء وقالت:
" لم أذكر ذلك".
" لكن كلماتك تتضمن ذلك".
جمع قبضة يده كأنه يهم بضربها وأردف:
" يا ألهي! كثير أن يصدر عنك أنت بالذات من دون كل الناس مثل هذا القول!".
منتدى ليلاس
تراجعت كارين ,كانت كلماته أشد وقعا عليها من السياط وأستدارت خوفا من أن يرى دموعها , لكنه أدركها وأمسك بذراعها ثم أرغمها على الأستدارة نحوه , نظر اليها مليا يتفحص تقاطيع وجهها المتألمة , شفتيها اللتين تلاشى لونهما ,عينيها اللتين تتجنبان مقابلة عينيه , عنقها الذي ترتعش نبضاتها في عروقه
ثم خلى سبيلها بغتة فترنحت موشكة على السقوط ,وقال:
" يا للشيطان! الغيرة أعمت بصيرتك!".
" ممن ؟ من ليزا؟ أبدا!".
ثم نظرت اليه بقوة وصاحت:
" لما كانت ليزا قد أستدعتك بهذه السرعة , أليس من الأفضل أن تذهب لرؤية أليزابيت وتطمئن عليها بنفسك؟".

" هل أستيقظت؟".
" ستجدها تتناول أفطارها , لم نهملها لحظة منذ أدرت لنا ظهرك , أننا نحب أليزابيت كما تعرف".
لم ينطق آرثر بكلمة ,لكن وجهه أزداد تجهما , وأضافت تقول:
" كنت في غرفتها عند وصولك , ولا أظن أنك ستساهم كثيرا في تأمين الراحة لها لو أعلمتها بأنك أمضيت طيلة الليلة الماضية تسابق الريح بسيارتك".
" هل يقلقك ذلك؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هيلتون, margery hilton, روايات مترجمة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the dark side of marriage, عبير, غفرت لك, ورايات رومانسية, ورايات عبير المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية