لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-10, 11:53 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لمحت القسوة تستقر في عينيه وأحست بالبرودة تنتشر في جسدها , رفعت يديها ولمست كتفيها , شعرت بجلد بشرتها يرتعش تحت لمساتها ,وبشيء من الدهشة أنحنت تلتقط ثوبها الذي سقط منها وأخذت تحاول أن ترتديه , أثاها الغضب فعميت عن وضع الكمين ولم تعد تدري كيف ترتدي الثوب
فقال لها ساخرا:
" هل تريدين مساعدة؟".
" ليس منك".
" ولماذا لا؟ هل تخشين أن أمتع نظري بمفاتن جسمك؟".
تصاعد الدم الى خديها وقالت:
" وهل أتركك تفعل ذلك؟".
منتدى ليلاس
ألقت ثوبها جانبا وتناولت من حقيبتها عباءة ألقتها على جسمها
وواجهته قائلة والغضب يلتمع في عينيها:
" أنا اعني ما أقول يا آرثر , أريد غرفة أخرى".
" ذلك مستحيل , وأنت تعرفين السبب".
" لن أقبل أسبابك بعد الآن".

فقابلها بلهجة واضحة :
" أخشى ألا يكون لك خيار".
" آرثر ! أنا لن أنام معك في غرفة واحدة!".
أطبق فمه بقوة ثم فتحه قائلا:
" لقد أوضحت لك أكثر ! أنا لن أقبل أن نكون زوجين حقيقين".
" لا أعتقد أنني طلبت منك ذلك, أسمعيني ...".
" لا أريد أن أسمع شيئا , أذا.......".
فأمسك كتفيها بقوة وصاح:
" بل يجب أن تسمعيني , هل تظنين بأنني أحضرتك الى هنا لأكرهك على شيء؟ بعد كل ما حدث قبل سنتين؟ هل تظنين بأنني غفرت لك فعلتك بهذه السهولة؟".

" آرثر ......... دعني أنصرف!".
لم يبد عليه أنه سمع ما تقول , أقتمت ملامحه بالمرارة وهي تحاول أن تتملص من قبضته , لكن ذلك لم يساعد الا في زيادة أنغراس أصابعه في بشرة كتفيها الناعمة
وصر أسنانه صائحا:
" كيف تظنين أنني كنت أشعر حيل هاتين السنتين , كنت أتذكر دائما فعلتك الشنيعة ,حتى في جنوب أميركا لم أستطع أن أفر منها , في أول يوم وطئت قدماي أحد شوارع سان باولو ................ في أول مرة أدخل فيها بيت أحد الناس , أحد الغرباء..... في آخر مكان أتوقع أن أرى فيه ذلك .......ذلك.".

قطع عليه حديثه صوت تناهى من الخارج يقول :
" هالو.........".
وتلا الكلمة الناعمة نقرة على الباب , سقطت ذراعا آرثر عن كتفي كارين , وأزدرد لعابه وقال:
" نعم! أدخلي".
كان صوته غير متزن , تحرك الى الباب بينما رفعت كارين يدا مرتعشة الى عنقها .
دخلت أليزابيت وعلى وجهها أبتسامة ما لبثت أن تلاشت عندما لاحظت وجهي آرثر وكارين شاحبين شحوب الموتى , لم تعلق بأي كلمة وأنما أكتفت بالنظر الى ولدها ثم قالت:
"حضرت لأعلمكما أن كل شيء جاهز للعشاء الآن , شممنا رائحة البطاطس المحروقة ولكن ماجدا أنقذت اللحمة".
فقال آرثر بصوت غلب عليه الذهول:
" ولكنني قلت بأنني سأعد العشاء بنفسي , ونحن...".
منتدى ليلاس
فقاطعته أليزابيت بصوت لطيف ولكنه حازم:
" جيد أنني لم آخذ بكلمتك , هل ستتأخران؟".
" أننا نازلان على الفور".
راح آرثر يتخلل شعر رأسه بأصابعه بينما أمسكت كارين بمشط وأخذت تسرح شعرها الأشعث وكأنما لعبت به ريح عاصفة
ثم ما لبثت أن قالت:
" أنا جاهزة الآن".

أسرعت نحو الباب وهي تدرك أنها لم تعد تحتمل أن تبقى لحظة بمفردها مع آرثر , قبل أن تستعيد رباطة جأشها قليلا , ظلت أليزابيت صامتة وهم يهبطون الدرج بينما كان آرثر يجر قدميه المتثاقلتين جرا وهو يتبعها ويسائل نفسه أذا كانت شعرت بجو التنافر الذي يسود الغرفة عندما دخلتها.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 11:54 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت جلسة العشاء تلك بالنسبة الى كارين من أشد ما تحملته في حياتها تعاسة وتكلفا , تمنت بمرارة لو كان بمقدورها أن تخفي مشاعرها الحقيقية تحت ستار من الدماثة وحلاوة الحديث , كما فعل آرثر
بغض النظر عما كان يجيش في داخله من أحاسيس في تلك اللحظة... أذ جعل الحديث من السهولة بحيث لم يكن مطلوبا منها الا أن تجيب بنعم أو لا على بعض الأسئلة التي كان يوجهها اليها بين الفينة والفينة , بخصوص عمله في جنوب أمريكا.

أنتهزت كارين فرصة أنهماك أليزابيت بالحديث وأنسلت لتعد القهوة .
أستأثرت أليزابيت بتعاطف كارين , كانت تعتقد أن صحتها تحتاج الى حماية تامة , وأن مبالغة آرثر برعايتها قد تسبب لها الضرر أكثر من المنفعة , ذلك أن أليزابيت كانت من النوعية التي تفضل أن تخوض معركتها المقيتة مع المرض بطريقتها الخاصة , لذلك فأن تدخل آرثر قد يقوض ثقتها بنفسها.
منتدى ليلاس
عندما أنتهت من أعداد القهوة دخلت بالصينية الى غرفة الجلوس , وأشعلت النور ثم وضعت قطعة من الحطب في الموقد المتوهج باللهب , كان الآخرون لا يزالون في غرفة الطعام
وأذ كانت تهم بالذهاب لمناداتهم رن جرس الهاتف ,ترددت لحظة , هل ترد بنفسها أم تنادي أليزابيت أو آرثر ؟ لكنها رفعت السماعة وأعطت رقم الهاتف من دون أن تذكر أسمها
وسمعت صوت المتكلم يسأل بشيء من الحيرة:
" من هناك؟".

أجابت كارين وقد عرفت الفتاة من صوتها :
" هنا كارين, كيف حالك يا ليزا؟".
تغيرت لهجة ليزا وقالت:
" آه أنا بخير , لم أستطع أن أميز صوتك".
" مر وقت طويل منذ سمعته آخر مرة , أنتظري فسوف أنادي أمك".
" مهلا لحظة! هل كل شيء على ما يرام؟".
" أمك في غاية السعادة لعودتها الى البيت , وعلى الرغم من تعبها من الرحلة الشاقة فقد تمتعت بها كثيرا".
" آه حسنا ...... هل آرثر هناك؟".

" نعم هل تودين أن تتحدثي معه؟".
" كلا, كلا , أرجو فقط أن أكلم أمي ولن أزعجها طويلا أن كانت تشعر بالتعب".
فتحت كارين باب غرفة الطعام ومدت يدها بالسماعة الى أليزابيت قائلة بأنها ليزا , ثم ذهبت متباطئة الى غرفة الجلوس ,حيث صبت القهوة لماجدا وآرثرو لها , وأنسحبت الى كرسي بعيد عن النور ,لقد خف شعورها بالتعب والكآبة الآن , وما أحوجها الى أن تنفرد بنفسها , شعرت كأنها أمضت يوما طويلا في دلرسبك وليس مجرد ساعات قليلة

كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل ولم يكن الوقت مناسبا للأستئذان بحجة النوم , خاصة وأن أمامها تلك المشكلة المخفية التي عليها أن تواجهها , على أية حال.... ستجد لها حلا هذه الليلة بطريقتها الخاصة , عليها أن تفهم آرثر أن فعلته التنكرية تلك يجب أن تقف بعيدا عن العلاقات الزوجية

أن الألم والمرارة والأتهامات تحول بينهما بالأضافة الى سنتين طويلتين من الفراق , كم سألت نفسها هل كانت تلك الأشهر القليلة من السعادة التي قضتها مع آرثر حلما , حلما عاشته معه يد بيد , ثملين بفرحة أكتشاف أحدهما للآخر , ثم تلاشى ذلك الحلم الجميل فجأة بفعل قوة قاهرة لا دافع لها
تعرفت على آرثر فأحبته بكل ذرة من ذرات قلبها , عقلا وجسدا , وأذ بها تجده رجلا عديم الثقة بها يتهمها بكل قسوة , ثم لا يمنحها فرصة للدفاع عن نفسها , والآن كما في السابق تواجه الحقيقة الرهيبة , أن آرثر ما أحبها قط , فلو كان يحبها فعلا لأكتفى بكلمتها ولم يطلب منها أيضاحات ما كان بوسعها أن تعطيها..

أحست كارين بحرارة الموقد التي كانت تلفح وجهها , غامت ألسنة اللهب أمام عينيها اللتين أخذتا ترمشان بسرعة وهي ترفع رأسها لتقابل نظرات آرثر المتفحصة , شعرت بنبضات قلبها تتوقف لحظة , ثم تعود لتخفق متألمة تحت حدة تلك النظرات المنبعثة من عيني آرثر السوداوين , كأنما تلتمس بعمق سبيلا للأتصال .
منتدى ليلاس
تحرك أخيرا وعادت القسوة القديمة تغمر عينيه من جديد , كلا كانت واهمة فلم تر في عينيه ألا تلك القساوة المعهودة ! النار المتوهجة هي التي جعلت ذلك النور الدافىء ينعكس من عينيه فتومت أنها رأت فيهما تلك النظرات الواعدة , تلك النظرات التي كانت تحمل في طياتها يوما رسالة سرية , رائعة لا يجيد قرائتها أحد كما تجيدها هي.

في تلك اللحظة دخلت أليزابيت تعتذر لأنها تأخرت حتى بردت قهوتها , كان في لهجتها لون من القلق , قالت أنها ليزا التي كانت على الهاتف , لا تستطيع الحضور في اليوم التالي كما وعدت , حضر أحد رجال الأعمال مع زوجته من نيويورك وعليها أن تشارك زوجها كليف بأستقبالهما , تأمل أن تحضر بعد ظهر يوم الجمعة .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 11:55 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ظل آرثر جامدا في مكانه حتى أنهت أليزابيت كلامها , ثم تمتم تمتمة غير مفهومة وخرج من الغرفة , غاصت أليزابيت في مقعدها بصمت تام , وأخذت تهز قدح القهوة وهي تحملق في النار , منذ اللحظة التي تكلمت فيها مع أبنتها بالهاتف تغيرت حالتها , وتلاشت كل السعادة التي كانت تمتلكها بسبب عودتها الى بيتها القديم
منتدى ليلاس
وتفحصتها كارين وأحست بالقلق , كان من السهل الآن أن ترى تأثير المرض عليها ... شحب وجهها وأثقل الكلل عنيها الزرقاوين , وتجلى التوتر في أصابعها النحيلة التي كانت تشد على القدح
ترى ما سبب فقدانها المفاجىء لمرحها وحيويتها ؟ هل حدثتها أبنتها ليزا بما أزعجها , أم أن خيبة الأمل من جراء تأخير أجتماع شمل العائلة هو السبب في ما ألم بها؟
قالت كارين بلطف:
" لماذا لا تأوين الى فراشك......... لا شك أنه كان يوما طويلا متعبا بالنسبة اليك".
أجابت أليزابيت بصوت ضعيف:
" حقا أشعر بالأرهاق , هل تسمحين أن أتركك؟".

" الطبع! هل أستطيع أن أساعدك بشيء؟".
همت كارين بالوقوف , لكن ماجدا كانت أسبق منها فأخذت بيد أليزابيت وخرجت بها من الغرفة.
أعادت كارين ترتيب طاولة الطعام ثم أنتقلت الى المطبخ وأخذت تغسل الأطبا التي تراكمت هناك بعد وجبة العشاء , عادت ماجدا بعد قليل عاتبة , فما كان على كارين أن تتعب نفسها بذلك العمل ,لكن كارين رفضت أن تقدم لها يد المساعدة في عملها البيتي

فشكرتها ماجدا وقالت ضاحكة:
" أشكر الله على وجودك معنا ولكم تساءلت كيف يمكنني وحدي أن أقوم بكل أعمال المنزل بدون مساعدة أحد , أنه بيت كبير كما ترين وليزا ليست من النوعية التي تحب تقديم المساعدة , بل بالعكس أنها ترغب أن أقف على خدمتها بكل صغيرة وكبيرة , خاصة بعد أن تزوجت أنسانا عالي المرتبة... وبعد فماذا يهم أن تزوجت الفتاة أبن أمير أو أبن فلاح ماداما سعيدين معا؟".
منتدى ليلاس
أصطنعت كارين أبتسامة وقالت:
" ذلك صحيح , وألان يحسن بي أن أنصرف فقد يكون آرثر بأنتظاري".
" أوه أنه خرج قبل مدة وجيزة , أعتاد أن يتجول قليلا بعد العشاء , وأحيانا يأخذ معه أحد الكلاب , أنصتي , أنه هو ولا شك".
أتجهت كارين بنظرها ناحية االباب الذي فتح وظهر آرثر على عتبته
أرتفع صوته آمرا:
" تعالي يا كارو , رافيقني في جولتي الصغيرة , وسنعود بعد قليل".

حاولت كارين أن ترفض لكن ماجدا ألحت قائلة:
" أخرجي معه , أن قليلا من الهواء الطلق يحرر النفس من الهم والتعب ".
كان آخر ما تريده كارين في تلك اللحظة أن تخرج مع آرثر , لكن بدا أن ليس أمامها مفر , خاصة وأن ماجدا أستمرت في ألحاحها .
وتحركت كارين أخيرا بأتجاه آرثر.


نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 11:59 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6_ الصورة المظلمة

ألقى آرثر الشال الذي كان يحمله على كتفي كارن وشده عليها بقوة , لو أن أحدا شاهدهما في تلك اللحظة لحسب أنه حب الزوج لزوجته وعنايته بها , أما بالنسبة اليها فلم تر في تلك الا أحدى صور علاقتهما الحالية الزائفة.

لم يتكلم وهو يغلق الباب خلفها ويقودها بعيدا عن مرمى النور الأصفر المنبعث من مصباح الباب الخارجي , كان الليل باردا معكرا يوحي بأقتراب موجة من الصقيع , لكن الظلال الداكنة للشجيرات القريبة كانت تغري المرء بالتجول بينها , قادها آرثر بجانب جدار البيت الحاجب للريح حتى لاح لهما من خلال الظلام سياج الروضة الشائك
توقف آرثر هناك وقال:
" لا أريد أن أبقيك هنا طويلا , لكنني أريد أن أتحدث اليك قليلا حيث لا يسمعنا أحد".
منتدى ليلاس
أقتربت منه ونظرت في قسمات وجهه المعتمة وسألته:
" ألم تحدثني بكل شيء بعد؟ مشكلة واحدة لا تزال تحتاج الى حل وأنت تعرف ما هي".
هز كتفيه متنهدا وقال:
" أعتقد أننا لم ننجح حتى الآن في تنفيذ أتفاقيتنا كما يجب , أليس كذلك ؟".
تصلب جسم كارين وقالت بهدوء:
" أنني أحذرك يا آرثر ! لا تحاولي أن تلومني على ذلك , أنك لا
تجعل الأمر يسيرا بالنسبة الي".
" وأنت أيضا لا تجعليه يسيرا بالنسبة الي! بالتأكيد أنت تدركين...".

قاطعته قائلة:
" لحظة , لحظة , دعنا نوضح كل شيء , أنا لم آت الى هنا لنبدأ مجادلة أخرى أو لأسمع أتهامات جديدة , لم يعد بأستطاعتي أن أتحمل أكثر ما تحملت , بحق السماء حاول أن تفهم الأمور وتعقل يا آرثر ".
" لكن هل تعرفين شعوري أنا؟ هل تحسنين أن الأمر أيسهل بالنسبة الي؟".
قالت بائسة:
" لا أعرف , لكن الذي أعرفه أن الأمر يزداد صعوبة كما أتصور , في الواقع بت أظن أنه من الأفضل لكلينا أن أغادر...".

قاطعها وقد ثارت ثائرته:
" كلا! كلا! يجب ألا تذهبي , سيهدم ذلك كل ما أريد بناءه , أصغي يا كارين يجب أن نسوي هذا الأمر قبل أن تسوء الحالة وتكتشف أليزابيت الحقيقة".
قالت كارين بمرارة:
" أخشى أن تكتشف الحقيقة بسبب بقائي هنا".
" لن تكتشف ذلك أذا تجاوزنا خلافاتنا وكففت أنت عن أصرارك العنيد بخصوص الغرفتين المنفصلتين ".
" أنا مستعدة أن أحافظ على وعدي , لكن ليس...".

أمسك بذراعها وقال:
" كارو أسمعيني جيدا , أنا أعرف بماذا تفكرين , لكن علينا أن نحل هذه المشكلة الآن أصغي الي , سأبقى هنا مدة يومين فقط أو يمكن أن أقول ليلتين , سأذهب بعد ذلك ولن أعود حتى يوم الثلاثاء , ومن ثم سأذهب ثانية بعد ذلك في الأسبوع التالي وهكذا , على هذا فأن وقتي هنا سيكون محدودا , تذكري هذا وأتركي الأمور على ما هي عليه , وأنا أعدك بأن لا أتطفل على حرية خلوتك".
منتدى ليلاس
وقفت صامتة غير قادرة على تقدير مدى الثقة التي تجرؤ أن تمنحها للوعد الذي قطعه على نفسه , كانت لهجته صادقة , لكن غزيرتها حذرتها بأن المسألة ليست بتلك السهولة , خاصة عندما يكونان قريبين جدا من بعضهما البعض وبينهما كراهية يمكن أن تثور لأي كلمة
تذكرت مشهد تلك الليلة التي أتى فيها الى البيت متأخرا , فنزلت اليه في محاولة ودية بريئة ضمن حدود الأتفاقية المعقودة بينهما ,كما تذكرت ما حدث بينهما منذ ساعة تقريبا في غرفة النوم قبل دخول أليزابيت عليهما ,كيف يستطيع آرثر أن يتصور أمكانية مشاركتها أشد الغرف ألفة , وهي غرفة النوم , كشخصين غريبين؟


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-11-10, 12:02 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحس كارتر بشكوكها فأرخى يده عن ذراعها وقال بلهجة واثقة:
" أسمعي , كل شيء كان بيننا أنتهى , مات ولا يمكن أسترجاعه , فهل تثقين بي على هذا الأساس؟".
هز كتفيه بيأس وراح ينظر في وجهها الذي غلبت عليه الحيرة , للحظة رهيبة طغت عليها رغبة جرفة في أن تلين وتستسلم , أرادت أن تصرخ طالبة منه ألا يدع ما كان بينهما ينتهي , أرادت أن تقترب منه وتلمس خده ,وتلتمس منه بصوت مجنون ملح , أليس بوسعنا أن نحاول من جديد؟
لكنها كبحت جماح نفسها عندما تكلم عابسا , تسري برودة حقده الدفين في كلماته.
منتدى ليلاس
" أنني أعدك أيضا , لأهون عليك الأمر , أن أعمل كل ما أستطيع للأسراع في أجراءات الطلاق ,وأؤكد لك أنني لن أجعلك تعانين من الحاجة الى المال في مستقبل أيامك".
أجابته ببرود:
" لا تحاول أن ترشوني فأنا لا أريد أي شيء منك ".
" أنا لا أفعل ذلك من أجلك ... أو من أجلي , وأنما من أجل أليزابيت".
في ذلك الوقت كانت ولولة الريح وحركة أوراق الشجيرات قد سكنت تماما , أحتوى كارين وآرثر صمت مخيف يحمل بين طياته صدى قرع أجراس الموت ,موت زواجهما
وتناهى الى سمعها صوتها المتشنج وكأنه آت من مكان سحيق:
" أنا كذلك... أعتقد أن هذا الأمر بات مفهوما بشكل واضح".

أستدارت بسرعة , فلم يعد بأمكانها أن تحتمل أكثر من ذلك , وراحت تتعثر على طول الممر المعتم بأتجاه النور , وشعرت بخطوات آرثر خلفها فأخذت توسع خطاها , يائسة
لكنه لحق بها قبل أن تبلغ الباب :
" لحظة يا كارو , لا يكفي ما قلناه".
"ماذا تعني ؟".
" لا يجوز أن تندفعي هكذا الى داخل البيت وكأنني أبغض مخلوق بالنسبة اليك , بالله عليك تذكري ماجدا !".

نظرت اليه بأستغراب وسألت:
" وما شأن ماجدا في الموضوع؟".
" ألم تدركي بعد أي نوع من النساء هي؟".
" لم أفهم ما تقصد , ما علاقة ماجدا بأمرنا؟".
" يجب ألا تلاحظ شيئا غير طبيعي في علاقتنا , أنها شديدة الملاحظة وتنقل بأخلاص كل صغيرة وكبيرة لأليزابيت".
كان نور المصباح في تلك اللحظة قد سقط على وجهه فكشف مقدار التةتر في تقاطيعه , وسمعته يتابع حديثه:
" وهل علي أن أذكرك وأنت أعرف الناس , بحق السماء هل نسيت؟".
منتدى ليلاس
تملكتها الحيرة وسرت في أوصالها قشعريرة من الخوف:
" وما ذلك الذي نسيته , أتعني أن ماجدا على علم بأمرنا؟".
قال عابثا :
" لا أرجو ذلك ,عملت جهدي لأقناعها بأن تلك التي كانت في الصورة ليست أنت , ولكنها.......".
فقاطعته :
" الصورة!".
نظر اليها آرثر بأمعان وخطوط القسوة تبدو على فمه:
" دعك من هذا يا كارين , لا تحاولي أيهامي بأنك لا تعرفين شيئا عن تلك الصورة , أستطيع تقبل الكثير منك ولكن لا...".
" حسنا , ولكن كيف عرفت ماجدا بالصورة؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هيلتون, margery hilton, روايات مترجمة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the dark side of marriage, عبير, غفرت لك, ورايات رومانسية, ورايات عبير المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية