كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عبرت الرواق الى القاعة الرئيسية وصعدت السلم القديم المصنوع من خشب السنديان , كان كل شيء حولها لا يزال محافظا على طرازه القديم ذي الجمال الأخاذ , بلغت أعلى الدرج حيث يمتد رواق طويل على جانبه ستة أبواب , فتحت كارين الباب الأول الى اليسار , وتلمست زر المصباح فأضاءت الغرفة , رأت حقائبها داخلها بالقرب من الباب
أغلقته خلفها وراحت تنظر بشيء من الفضول متفحصة داخل الغرفة , كانت فسيحة عالية السقف كغيرها من غرف البيت , ذات أفاريز مرتفعة مزخرفة ولها نافذتان تمتد ستائرهما المخملية الزرقاء الفاهية من أعلى السقف حتى الأرض
تتدلى منها أهداب مزركشة بلون أشد زرقة يتناسب ولون السجادة الصينية التي كانت تفرش الأرض , وفي أحد الجوانب موقد أبيض اللون مزخرف الحاجز , كان الأثاث من الطراز الملكي الأبيض كله مقابض مذهبة وأطراف الخشبية مرصعة بالخرز البيضاوي اللامع.
تلمست كارين بأطراف أصابعها ورق الجدران الحريري ذا الزرقة السماوية , وراحت في شبه غيبوبة تتذكر أهلها في كنت , لم يكن يضاهي دلرسبك من حيث الحجم والقدم , لكنه كان يشبهه بجوه الهادىء المريح ذي الطابع الريفي القديم الطراز وهنا كما هناك , لم يكن يربط البيت القديم بالعصر الحديث ألا شبكات التدفئة المركزية الشديد البرودة.
أحست فجأة بالحنين الى أيام طفولتها , والى الملاذ الأمين بين أحضان أهلها , شعرت بالوحدة في هذه الغرفة التي فقدت كل معنى من معاني الحياة.
هزت كارين رأسها أذ لم يعد أمامها متسع من الوقت , فتحت حقيبتها الكبيرة وأخرجت منها المنشفة وعلبة الأسفنج , وخلعت ثوبها وألقت به على أحد السريرن التوأمين , وأدارت الحنفية التي كانت في الغرفة , وفجأة فطنت الى شيء لم يخطر على بالها من قبل! هذه الغرفة الواسعة والسريران التوأمان......
أستدارت وهي تكبت صرخة كادت تخرج من بين شفتيها وقد غمرها فيض من الشك , أسرعت الى خزانة الثياب وفتحتها على مصراعيها فتأكدت أن شكها الرهيب كان حقيقة واقعة , نعم فأمامها كانت ثياب آرثر , قمصانه , جواربه , ربطات عنقه ... ركضت بأتجاه الباب الثاني حيث غرفة الحمام , وهناك شاهدت كل ما يدل على أنها كانت مشغولة من قبل أنسان , من قبل رجل , منشفة الحمام , عدة الحلاقة , زجاجة كولونيا , فرشاة أسنان ... وتسللت الى أنفها رائحة المواد التي يستعملها الرجال لزينتهم.
منتدى ليلاس
مسح الفراغ كل لون من خديها , فهل تخيّل ...؟ هل أعتقد أنها ستمضي في التمثيلية الى هذا المدى؟ أغلقت فمها بقوة , وأجتاحها الغضب , صممت أن تتحداه , رجعت الى غرفة النوم وقد تبخر من ذهنها أي تفكير لتبديل ثيابها
أمسكت بيدها الفستان الذي خلعته قبل قليل , لكنها أحست بحركة في الغرفة وشاهدت ظلا على السجادة , أستدارت وأذا بثوبها يسقط من يدها
فهناك قرب النافذة كان يقف آرثر
رفع حاجبيه مستغربا وقال:
" هل شاهدت شبحا في الحمام؟".
عثرت كارين أخيرا على صوتها فقالت:
" ماذا تفعل هنا؟".
أجابها ببرود:
" أقفلت الحنفية التي تركتها مفتوحة , وأرخيت الستائر".
وعندما رآها لا تكف عن الحملقة في وجهه قال:
" ماذا؟ هل هناك خطأ ما؟".
ثارت ثائرة كارين وصاحت:
" خطأ! أخرج من هنا !".
" ماذا ؟ أخرج من غرفتي؟".
" غرفتك؟".
" أنا أشغلها منذ الأسبوع الماضي".
صاحت وقد أستثارتها لهجة صوته المتعجرفة:
" أذن لماذا أحضرت حقائبي الى هنا؟".
" أن ذلك يبدو واضحا".
تراجعت كارين خطوة الى الوراء وهي تقول:
" ماذا تعني بما قلت؟".
توجه ببرود الى مرآة الزينة في زاوية الغرفة ونظر اليها من خلال المرآة قائلا:
" أليس من الطبيعي أن يشارك الزوج زوجته في غرفة النوم؟".
فصرخت بحدة:
" لكن ليس في هذه الحالة! لم يكن هذا جزءا من الصفقة التي أتفقنا عليها!".
منتدى ليلاس
ألتفت اليها وقال:
" لا أذكر أننا بحثنا هذا الأمر أو أوردناه بشكل خاص في أتفاقنا , لكنني أعتبرته أمرا مفروغا منه".
" أنك ... أنك وقح ! كيف تجرؤ...؟".
فقاطعها قائلا:
" كيف يمكن أن تكوني شديدة الغباوة الى مثل هذا الحد؟ماذا ستقول أليزابيت لو أنها عرفت بأننا ننام في غرفتين منفصلتين؟".
|