لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-10, 05:28 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تراجعت كارين لاهثة أمام قسوة كلماته , وأمتلأت عيناها بالدموع وصاحت بصوت مختنق:
" كيف تستطيع أن تقول كلمة( بعد ذلك) كأنك تقيس الزمن المتبقي من عمر أليزابيت؟".
" ولماذا لا؟ هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها ".
فصرخت:
"أنك عديم الأنسانية! وقولك أنك ستجزل لي العطاء , يعني أنك تريد أن تستأجرني لتنفيذ فكرتك!أنك.....".

فقاطعها صائحا:
"نعم, ذلك صحيح أيضا أذا رغبت في تفسير ما قلته على هذا النحو , فأنا على أستعداد أن أستأجرك , أستطاع ذلك رجل آخر , فلماذا لا يستطيع زوجك؟".
هزتها كلماته هزة أودت بكل أثر للون في خديها , ومن غير أن تدري ما تفعل عبرت الغرفة ورفعت يدها كأنها عصا السوط وصرخت:
" كيف تجرؤ........".

ودوت صفعة راحة يدها على خده كالطلقة ثم خيّم الصمت , وبحركة بطيئة كرجل أصابه الدوار , رفع آرثر يده يتلمس أثر الصفعة على خده
ثم أستجمع قوته وأطلق ذراعه بأتجاهها وهو يصيح:
" أيتها الثعلبة الماكرة! أيتها الكلبة الحقيرة! أستطيع أن أقتلك.".

وأمسكت أصابعه بعنقها والشرر يتطاير من عينيه.
وفجأة رن جرس الهاتف فقطع الجو المشحون وأعاد شيئا من الهدوء , سقطت يدا آرثر الى جانبه , وتراجعت كارين مرتجفة الى الوراء واضعة يديها على عنقها , أستمر الرنين فهرع آرثر الى القاعة
سمعت كارين صوته خشنا غير متزن ثم بدأ يهدأ تدريجيا وهو يقول:
" نعم, نحن هنا , لقد وصلنا منذ قليل..... نعم يا عزيزتي , هي هنا..".
راقبته كارين وهو يعود صامتا , ينظر اليها ويمد يده بالسماعة , أحست بساقيها تكادان أن تخذلاها وهي تتجه نحوه , وأستندت الى الطاولة
أخذت منه الآلة وهمست:
" هالو!".
منتدى ليلاس
وتناهى اليها صوت أليزابيت الناعم :
" كارين يا عزيزتي . أخيرا! ما أجمل أن أسمع صوتك ثانية , كيف حالك؟".
راحت كارين تبحث عن الكلمات وهي تشعر بجسم آرثر الطويل , الممشوق الى جانبها , وكادت تلعن نفسها لكلماتها الجافة المتكلفة التي خرجت من بين شفتيها:
"أنا بخير , كيف حالك أنت؟".

وبدا أن أليزابيت لم تلاحظ التكلف في كلماتها فأجابت بحيوية:
" أحسن بكثير بعد عطلت الطويلة , ولكن عودتك أفضل من أي منشط أتناوله , هل أنت سعيدة بعودتك الى البيت يا حبيبتي؟".
وكأنما سمع آرثر ما كانت تقول , فتحرك من مكانه محذرا
وردت كارين بنفس همستها المختنقة:
" أوه نعم , لقد أفتقدتك كثيرا ... وأشتاق لرؤيتك , وكذلك آرثر".

فقالت أليزابيت بصوت حاد:
" باركك الله , لن أطيل الحديث معك فأمامك عمل كثير , في الواقع أتصلت بك لأن آرثر طائش ,كيف يرى أن نذهب جميعا الى يورك شاير؟ لا أرى ذلك عدلا , تشرعين بالرحيل ثانية قبل أن يتسع لك الوقت لأن تلتقطي أنفاسك , أخبريه أن هذه العجلة ليست ضرورية , أنه لا يسمع مني!".
" لا يسمع منك ؟".
وتنهدت كارين تحدث نفسها:
" ... ولا مني أيضا....".
ثم أزدردت لعابها وتبعت:
" لا تقلقي ...... سنعتني بك وبنفس الوقت نمنح نفسينا قسطا من الراحة , فلماذا لا نترك كل شيء الى آرثر يتصرف حسب رأيه؟".

فأجابت أليزابيت وفي صوتها لهجة أحتجاج طفيفة:
" نعم يا عزيزتي, حاولت أن أفهمه بأنني لم أعد بحاجة للعناية , ولكن أستحالة عليه فهم ذلك , أنا أحسن حالا الآن , صدقيني , وعلى الأنسان ألا يعتبر كل كلمة يقولها الأطباء صحيحة , هم أنفسهم يعترفون بأنهم يخطئون أحيانا , حقا حذروني بأنني لست على ما يرام, ولكن لن أدع هذا الأمر يزعجني , وأريد منكما , أنت وآرثر أن تعداني بألا تقلقا من أجلي ,على أية حال فأن ما يهم هو ما أشعر به أنا شخصيا , ألا تعتقدين ذلك؟".

لم تستطع كارين ألا أن تهز رأسها وتعبر عن موافقتها بصوت مكبوت.
تكلمت أليزابيت بصوت أكثر حدة:
" هل أنت بخير يا كارين؟ يبدو صوتك متوترا , هل أنت مريضة يا عزيزتي؟".
"كلا...كلا لا شيء , أنا.....".
أختطف آرثر السماعة من يدها وقال بصوت حاول أن يجعله هادئا:
" أمي , المرض الوحيد هو أن فاتولاة الهاتف التي سوف نستلمها ستكون مرتفعة أرتفاع البرج أن لم تكفي عن هذه الأحاديث الصبيانية , ستحضر كارين لتراك حالما ترتب أمورها , وسأراك أنا بعد يومين أو ثلاثة , هل هذا حسن؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 05:28 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

من خلال غشاوة الدموع رأت كارين عبوسا غريبا على وجه آرثر وهو يستمع الى ما كانت تقوله أليزابيت , ثم ودعها ووضع السماعة ونظر الى كارين فشاهد دموعها التي لم تحاول أخفاءها
فتأوه بصوت ناعم:
" كفى بالله , يجب ألا تستسلمي".
هزت رأسها دون أن تنطق بحرف واحد, وهمت أن تتحرك مبتعدة , فأحست بيده تمسك بكتفها
حاولت أن تتملص فقال:
" كلا...... كلا يا كارين.......".
وشدها بعنف لتواجهه وتابع كلامه:
" أنني آسف , ما كان يجب أن أتفوه بما قلت قبل قليل.. كان ذلك...".

توقف عن الكلام ونظر اليها وعلائم العذاب تلوح في عينيه المظلمتين:
" وأنا آسفة أيضا ... آسفة أنني صفعتك, أنا لم.".
أشتدت قبضته على كتفها وقال:
" لا تقولي أي كلمة أخرى, علينا أن نحاول نسيان خلافاتنا. لن يكون ذلك سهلا ولكن يجب أن نحاول من أجل أليزابيت".

أرخى يديه وأستدار بحركة مفاجئة , ثم سار بخطى متثاقلة الى القاعة الخارجية , ووقفت كارين تراقب قوامه الطويل وهو يفتح الباب الخارجي ويتجه نحو السيارة , وعندما عاد بحقيبتها الأولى كانت قد تمالكت شيئا من رباطة جأشها ,ولكنها كانت تحس داخلها بقلق غريب , لقد ظنت منذ لحظات وهي تقف قرب الهاتف , بأن آرثر على وشك أن يضمها بذراعيه , ولكنه لم يفعل .... لم تكن تتوقع ذلك الفيض من الشوق المفاجىء .... لقد كانت قريبة منه وما كان عليه ألا أن يميل قليلا الى الأمام......

أخمدت جاهدة تلك الأفكار المزعجة , وأندفعت بحماس لتساعد في أدخال الأغراض من السيارة , لم يستغرق ذلك وقتا طويلا , وفي غمرة نشاطها راحت تبحث في صندوق المعلبات عن القهوة وعلبة الحليب , دخل آرثر الى المطبخ لا يبدو عليه أي أثر من آثار العاصفة العاطفية التي مرت قبل قليل
ورأها منحنية تجاهد لتفتح حنفية الماء فقال:
" دعيني".

أستقامت تاركة أياه يفتح الحنفية المستعصية بأصابعه القوية وقالت:
" سوف أعد قدحا من القهوة".
نفض الغبار من يديه وأصلح ربطة عنقه وقال:
" في الحقيقة لم يعد أمامي متسع من الوقت, علي أن أصل الى دلرسبك في الرابعة لتفقد المكان هناك, وأقوم ببعض الأتصالات الضرورية قبل أقفال الحوانيت".
" وماذا عن العشاء؟".
" سأتناول شطيرة في الطريق".

بدت عليه الرغبة في الأنصراف فرضخت على مضض , كانت تتوق الى تزويده ببعض الطعام يتناوله في الطريق , ولكنها آثرت الصمت , قاومت رغبتها في تجاوز حدود الكلفة بينهما , ما زال الوقت مبكرا , أو لعله فات الأوان ... ولاحت على وجهها علائم الحسرة وهي تفكر في ذلك
فجأة قال:
" هل تريدين شيئا قبل أن أذهب؟".
" لا أظن ذلك".

فرفع حاجبيه بأستخفاف وألقى على الطاولة بعض الأشياء وقال:
" لا تظنين ؟ وماذا عن هذه؟ مفاتيح أضافية للبيت .... في حال مفاتيحك لم تعد بحوزتك , بعض النقود , رقم هاتف دلرسبك ..... لقد غيروا الأرقام مؤخرا , وذلك الدليل!".
نظرت الى الأشياء الملقاة أمامها وألتقطت منها الأوراق النقدية وقالت:
" لست بحاجة الى هذه".
هز كتفيه وقال:
" ألقيها في الدرج أذن , ستجدينها هناك عند اللزوم".
منتدى ليلاس
بدا أنه لم يعد هناك ما يقال , وأحست بالألم من حاجتها الى بصيص من التفاهم , جسر واه للقاء في هذه العلاقة المنفصلة الغريبة التي أختار القدر أن يقحمها فيها.

خطا آرثر الى السيارة بعد أن ذكّرها بلهجة فاترة , أنها تستطيع الأتصال به على رقم دلرسبك أن جد شيء ما , والآن بعد أن أنهى المرحلة الأولى من خطته , لم يظهر عليه أنه يكترث بمشاعرها وهواجسها , ولكن لماذا يكترث؟ سألت كارين نفسها بعد أن أقفلت الباب , وأستدارت ببطء لتواجه الصمت الفارغ للدار التي كانت بيتها يوما ما , أن الأهتمام والمراعاة يتأتيان عن الحب , وآرثر لم تبدر منه أية بادرة عن شيء من ذلك , أنه لم يعد يحبها ,وتساءلت أن كان قد أحبها أصلا....

نهاية الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:46 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


3_ زيارة في الليل

دخلت كارين المطبخ وأعدت لنفسها فنجان قهوة , المشهد العاصف مع آرثر هزها وأوهى قواها , أستندت الى أحد المقاعد الصفراء وراحت تهز الفنجان بأصابعها , كيف تواجه هذه المحنة؟ تعيش الكذبة من أجل أليزابيت , تدعي أنها وآرثر ما زالا يتقاسمان نشوة السعادة المفرطة التي عرفاها لفترة قصيرة , وتنتبه لكل صغيرة أو كبيرة من تصرفاتها خشية أن تفضح زواجهما المهشم على حقيقته .
منتدى ليلاس
أحست بحرارة القهوة تصل الى أصابعها , فتركت الفنجان ليبرد وراحت تحملق بعينين شاردتين في النقوش الشهباء والخضراء والصفراء على آجر الحائط , الجزء الوحيد الذي لم تحبه , كانت ترى عيونا متوارية في تلك النقوش الحلزونية الغريبة تبعث ومضات من الشر , ليزا هي التي أختارتها تقدمة منها للبيت , وأحبها آرثر لأنسجام ألوانها مع الألوان الأخرى , لذلك فأن ليزا عندما حضرت ذلك الصباح تحمل قطعة من ذلك الآجر , نموذجا للهدية التي أصرت على أن تقدمها ,وافق آرثر بقوله أنه لا يمكن أن يوجد بديلا أجمل منها .

ليت الزمن يعود الى الوراء , الى ذلك الصباح , الى ثلاثة أيام قبل يوم الزفاف..
أرتجفت كارين وأخذت جرعة من القهوة , ما فائدة العودة الى البيت والى المرارة؟ الى الترجي بأن معجزة بشكل ما , قد تبطل ذلك القرار المأساوي الخاطىء الذي شاء القدر أن يوقعها في شركه , لقد أعطت وعدها , ولو أنها عرفت ما سوف يقود اليه وعدها الصامت....
هبت كارين منسلة من المقعد وغسلت الفنجان الذي بيدها , لقد صممت على أن تكف عن التفكير في أستعادة ذكريات الماضي التي لا جدوى منها , فطالما ستقضي الأيام القادمة وحيدة عليها أن ترتب غرفة لها , وترى ما يجب عمله للبيت الذي كان مشغولا من قبل مستأجرين لمدة سنتين.

عند أسفل الدرج أحست بمقاومة غريبة للصعود , أطياف مسرات الماضي وأشباح التعاسة كانت تنتظرها في ذلك البيت الصامت , كل خطوة تبعث ذكرى , فهناك الدلفين الفضي الذي جلباه معهما عند رجوعهما من شهر العسل في فلوريدا , لا يزال محفوظا في كرته الزجاجية ذات اللون الأزرق الموشح بالأخضر , على رف مقوس صغير , ذكّها ذلك الرف يوم قام آرثر بتثبيته في الحائط فجرح يده بالأزميل جرحا عميقا , وكيف أصابها الهلع عند رؤية الدم في كل مكان , ولم تعد تدري أتستدعي الطبيب أو تقوم بتضميد الجرح , وكيف ربطت منشفة حول الجرح وأخذت آرثر بالسيارة رغم أحتجاجاته الى طبيب
كانت في غاية القلق عند رجوعهما الى البيت , أذ أخذت تذكر قصص العجائز عن الأصابة بمرض الكزاز أذا أصيبت قاعدة الأبهام بجرح , مما أثار ضحك آرثر , فسخطت عليه وعندهاسحبها اليه قائلا بأنه يستطيع منحها الحب بيد واحدة...

رجعت كارين بتفكيرها ثانية الى حاضرها ,وتابعت جولة التفتيش , لقد ترك المستأجرون البيت نظيفا للغاية , والشيء الوحيد الذي خلفوه وراءهم هو صرة نظيفة على ظهر صندوق البياضات تحوي كيسي وسادة , ولحافا مزدوجا وزوجا من المناشف , كانت رسالة صغيرة مثبتة بالمنشفة العلوية وورقة نقدية مطوية من فئة الجنيه
مكتوب في الرسالة :
" جزيل الشكر لتأمينكم أيانا على بيتكم , حاولنا جهدنا أن نتركه بالشكل الذي نرغب على أن نجد بيتنا بعد رجوعنا اليه , عفوا لتركنا هذا الجنيه , آملين أن يغطي نفقة الغسيل , سوجلبرن".

شعرت كارين بالشكر لأولئك المستأجرين , وهبطت بالأشياء فوضعتها في الغسالة , لم يكن أمامها عمل كثير , أذ لا حاجة لأعداد البيت بشكل كامل , حيث أنهما على وشك أن يغلقاه ثانية لأمد غير محدود.
بعدما نشرت الغسيل ليجف في الحديقة الخلفية , أعدت لنفسها غداء خفيفا , ثم صعدت الى غرفة النوم الصغيرة التي قررت أن تنام فيها لتهيء بعض البطانيات , كانت أشد غرف البيت برودة , ولكنها أختارتها لتتجنب فيها ذكريات غرفة النوم الرئيسية.

تنهدت , ولم تستطع مقاومة أنفتاح خيالها على فيض الذكريات , لقد عاشت هناك فترة غرام عنيف , قبل يوم واحد من زفافهما تم توقيع عقد شراء البيت الذي غادروه فورا الى شهر العسل
وعند عودتهما ألفيا البيت في فوضى من الطين وكسارة الحجارة ,كانت أشرطة الكهرباء متدلية في كل مكان , وحنفيات الماء معطلة , وفي غمرة تلك الفوضى أقاما حفلة صاخبة
وتمثلت أمام عينيها أحداث تلك الحفلة التي حضرها بعض الأصدقاء ,كانت ليلة حافلة بالمرح والبهجة والنكات , وكم ضحكت هي وآرثر....
منتدى ليلاس
ولكن ما كانت تلك الليلة السعيدة الا مقدمة للكارثة! في تلك الليلة قابلا طوني فوستر , ذلك الغريب الذي كان يرافق أحد أصدقاء آرثر , الغريب الذي وضع الحلقة الأولى في السلسلة التي قادت الى لقاء فينس كاين الفنان الشهير , وكان بداية الأنحدار الى المأساة التي حطمت سعادة فتاة بريئة , وهمست كارين : سعادتي أنا!
أمتلأت عيناها بالدموع , فكفكفتها ساخطة , وصاحت بصوت كاد أن يكون عايا طالبة من نفسها أن تكف عن التفكير : كل شيء أنتهى وفات الأوان , ولكن كيف يمكنها أن تكف عن التفكير وقلبها يصرخ من المرارة والعذاب ضد ظلم القدر؟
لماذا يجب عليها أن تعاني تلاشي أحلامها ؟ وثقت بحب آرثر لها , ولكنها بعد حين أكتشفت عدم ثقته بها , لقد صدّق عنها أسوأ الأمور ولم يعطها فرصة واحدة كي تدافع عن نفسها ما أتهمها ... آلمها ذلك أكثر بكثير من كلماته الجارحة التي صبّها عليها عندما...
أفاقت من ذكرياتها على رنين جرس الباب الذي عكّر السكون من حولها , من يكون القادم يا ترى؟ هل.؟ وفجأة تشنجت مفاصلها , فهل يمكن أن يكون آرثر؟

أستخفت كارين بنفسها للرعشات الصغيرة المجنونة التي أنتابتها وهي تهبط الدرج , لا بد أن يكون الطارق أحد البائعين , أو قارىء عداد الكهرباء ... لا أحد يدري أنها عادت الى البيت , وعندما فتحت باب البيت صاحت وقد تملتها الدهشة , فهناك كانت تقف أليزابيت.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:47 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حملقت كارين طويلا بشيء من الشك في القوام النحيل الجذّاب لوالدة آرثر بالتبني
ثم فتحت أليزابيت ذراعيها وضمت كارين اليها بقوة وهي تقول:
" أرجو ألا أكون قد أزعجتك , لكنني لم أستطع ألا أن آتي لرؤيتك , أن كنت مشغولة فقولي ذلك يا حبيبتي!".

" كلا! سوى أنني .... أنا.........".
فضحكت أليزابيت وقاطعتها :
" لم تتوقعي حضوري؟ شكرا للسماء فأنا ما زلت قادرة على الحركة".
شهقت كارين شهقة عميقة , فلم تكن تعرق كيف سيكون لقاؤها الأول مع أليزابيت بعد سنتين من الفراق , بالطبع لم تكن تتوقع أن ترى أليزابيت تختلف كثيرا عن المرأة التي عرفتها , ربما أنحف قليلا ,والشعر الناعم الأشقر غلب عليه البياض , أما عيناها الزرقاوان فلا زالتا صافيتين لامعتين , وبشرتها الوردية البيضاء لا زالت بضّة ناعمة , وشخصيتها الدافئة لا زالت في تمام حيويتها ,ولكن أذا دقق المرء النظر أليها , يستطيع أن يلمح ظلال الألم تحت عينيها , وعلائم الضعف تبدو أكثر جلاء مما كانت عليه.
منتدى ليلاس
وتابعت أليزابيت كلامها:
" ظننت أن بأستطاعتي مد يد المساعدة , أن الأبتعاد عن البيت مدو سنتين , يجعله محتاجا الى عمل كثير لأعادته الى ما كان عليه".
أستمرت أليزابيت في حديثها وقد غلبتها عواطفها التي ظهرت واضحة في عينيها :
" أنه لرائع أن تعودي الينا ثانية , فالمدة التي غبتها عني كانت أطول سنتين في حياتي".

أحست كارين بغصة في حلقها , ولكنها تمكنت من الأبتسام , وأفسحت المدخل بلطف وشدت أليزابيت الى الداخل وهي تقول:
" رائع أن أراك ....أدخلي وسأعد الشاي".
قادت أليزابيت الى غرفة الجلوس وأسرعت تعد الشاي , وأعطاها هذا العمل البسيط الفرصة لأستعادة رباطة جأشها
وعندما عادت بالصينية كانت قادرة أن تقول بلهجة عادية لا تكلف فيها :
" خرج آرثر منذ قليل , لو كنت بكرت قليلا لرأيته".

أخذت أليزابيت قدح الشاي وقالت:
" لم أكن أريد رؤيته , أريد التحدث اليك, وهذا في الواقع سبب قدومي الآن".
هوى قلب كارين بين جنبيها , ماذا حدث؟ هل عرفت أليزابيت الحقيقة؟ وجلست قبالتها تنظر اليها في شيء ن القلق وسألت:
" لماذا ... هل هناك خطأ ما؟".
أخذت أليزابيت تحرك السكر في كأسها وقد غلب عليها التفكير ثم نظرت الى كارين وقالت:
"كلا يا حبيبتي , ليس تماما , ولكنني قلقة عليك بسبب مشروع الأنتقال هذا , أنا لست مسرورة أبدا من فكرة آرثر هذه , عن أنتقالنا جميعا الى دلرسبك , وطبعا لست بحاجة لأخبرك عن آرثر , فهو أذا عزم على أمر لا تستطيع أية قوة أن تغير رأيه , ولكن ما أخشاه هو أن تشعري بأنك مكرهة على هذا الأنتقال".

تنفست كارين الصعداء , وقالت بسرعة:
" كلا بالطبع! أعتقد أنها فكرة رائعة".
فقالت أليزابيت بهدوء:
" أتعتقدين ذلك؟ حسنا , أما أنا فلا , هذا منتهى الظلم , أنه لا يعطيك فرصة للنزول من الطائرة حتى يطلب منك الأستعداد للرحيل من جديد".
أجابت كارين بحزم:
" هذا أقل ما يزعجني , أرجو ألا تعطي هذا الأمر شيئا من أهتمامك".
منتدى ليلاس
تنهدت أليزابيت وقالت:
" أخشى أن ليزا لن توافقك على هذا الرأي ,فأنت تعرفين كما أعرف أنا أنها ستتبرم من الضجر قبل أن تمضي عليها خمس دقائق في دلرسبك , وهذا يعني أن على كليفورد تبديل وجهته الى يورك شاير في عطل نهاية الأأسبوع , وهذا متعب جدا بالنسبة له , كما عليه أن يعود الى شقة لا أنسان فها خلال الأسبوع ,والمشكلة أن آرثر يرفض أن يصغي , وأنا أتساءل أن كان بوسعك أنت أن تثنيه عن فكرته ".

كادت كارين أن تنفجر ضاحكة , لوأن أليزابيت تدري! فلقد أكرهها آرثر هي نفسها على أن تتخلى عن شقتها , أن تفقد عملها الجيد , وتركب متن خديعة تحمل بين طياتها تهديدا دائما بكارثة مدمرة
قالت بصوت عال:
"أنا؟ لقد عقد آرثر عزمه وأنتهى".
فقالت أليزابيت منزعجة:
" نعم , كنت أخشى ذلك , ولكن المشكلة هي أنني لست متأكدة من أن رأيه هو الأفضل , أعلم أنه يفعل ذلك من أجلي , وأنني أشكره من أعماقي على ذلك , ولكن الغريب أنه لم يحدث أن تدخل من قبل بهذه الصورة للعمل على أسعاد أمه!".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:48 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


تقوّس فمها الجميل وتابعت بسخرية:
" دعينا نواجه الموضوع , فلو أنك مكاني , هل تشعرين بالحماس الشديد لأن يتجمع أهلك حولك ينتظرون موتك؟"
أرتفعت يد كارين الى عنقها وتمتمت:
" كلا, كلا! أنا متأكدة أن آرثر لا يقصد.......".
فقاطعتها أليزابيت بصوت جاف:
" لا يقصد؟ ولكن تلك هي الحقيقة , أليس كذلك؟ آرثر لا يريد أن يرى الأمر على هذا النحو , أنه يعتبره أجتماعا جميلا حميما لشمل العائلة , الجميع يتقرب من الوالدة محاولا أن يجعل ما تبقى من عمرها هانئا وسالما معافى بقدر الأمكان".
منتدى ليلاس
توقفت أليزابيت عن الكلام وعيناها تشعان بالعاطفة الصادقة , أفترت شفتاها عن أبتسامة خفيفة وهي تنظر الى الأسى الذي تجلى على وجه كارين , وقالت:
" لا تتألمي يا عزيزتي , لن أسمح بمستقبل بارد سلبي كهذا , أنني أعرف الأمور التي يجب أن أتغلب عليها , وما يهمني الآن هو أن أقنع الناس بأنني في تمام الصحة وأفضل بكثير مما كنت عليه قبل بضعة شهور , ولن أسمح لأي أنسان بعد اليوم أن يلفني بالقطن الطبي حتى ولو كان هذا الأنسان أحد أفراد عائلتي الحبيبة , لا شك سينهكهم التعب قبل مدة طويلة من تحقق ما يخشونه".

لم تدر كارين ما تقول , كان في وجه أليزابيت الشجاع أمل متوهج يصعب أخماده , فهل أخطأ الأطباء؟ وهل يمكن تخمين ذلك؟ كانت أليزابيت قد طلبت من آرثر أن يعلمها حقيقة رأي الأطباء بصدق , وجاء قرارهم تكهنا مغايرا لذلك التخمين , لو أن أليزابيت أختارت طريقها الخاص للتفاهم مع القدر , فما على الجميع ألا أن يحترموا رغباتها.

سكبت أليزابيت لنفسها كأسا ثانية من الشاي وألتفتت الى كارين قائلة:
" لقد أعلمت آرثر بأنني أحب دلرسبك في الربيع والصيف وحتى في الخريف , ولكنه أذا كان يتصور بأنني سأقضي الشتاء القادم هناك فالأجدر به أن يحرر نفسه من هذا الوهم , أنا ذاهبة الى ماريبللا في شهر تشرين الثاني( نوفمبر ) أن شاء الله".
عضت كارين شفتيها وقالت:
" يعتقد آرثر أنك غير سعيدة في تلك الشقة ".

"حسنا , أنا لست سعيدة هناك , ولست أدّعي أنني لم أكن أعاني من الشوق اللاهب لرؤية دلرسبك , ولكنني بدأت أشعر بالندم الآن لأنني لم أكن أحس نحوها بمثل هذه اللامبالاة من قبل , لقد أنطلق بي آرثر اليها بسرعة البرق , وفي خلال ساعات جعل الحركة تدب في كل شيء".
نعم بوسع آرثر أن يفعل ذلك , حدّثت كارين نفسها بمرارة وقد شرد ذهنها , على الرغم من الوحشية التي عاملها بها , وعلى الرغم من قساوة عمله , فقد كان يكن أحتراما وأخلاصا بالغين للمرأة التي منحته حبها وعنايتها في الوقت الذي حرمه العالم من أي عطف....

كثيرا ما أنتابها شيء من الفضول لمعرفة ذلك السر.. الجزء المغلق من حياة آرثر المبكرة ... ما لم يتحدث عنه ولو بكلمة واحدة حتى في أكثر الأوقات قربا ومحبة , الشيء الوحيد الذي كانت تعرفه هو أنه كان يتيما , وأن أليزابيت وزوجها أدخلاه بيتهما عندما كان في الحادية عشرة من عمره , وأن تلك اللحظات كانت المرة الأولى التي أحس بها بالحب والحنان في حياته , وفجأة هبّت كارين واقفة وأتجهت نحو أليزابيت

أنحنت وأحاطت كتفيها بذراعيها وقالت:
" أرجوك يا أليزابيت , حاولي ألا تشغلي بالك بهذه المسألة , وأتركي كل شيء لنا , وأنني أعدك ألا أدخر وسعا في جعل آرثر يتركك تعالجين الأمور بالطريقة التي تريدينها , سترين أن كل شيء يجري على ما يرام , أنا متأكدة من ذلك".
أبتسمت أليزابيت أبتسامة مرتعشة وقالت:
"باركك الله , أنني أمرأة محظوظة أن يكون لدي أبن وكنة رائعان مثلكما".
وتناولت قفازيها وحقيبتها وتابعت:
" والآن يجب أن أعود وألا فأن ماجدا ستثور كالدجاجة العجوز".
منتدى ليلاس
" ماجدا لا زالت معك؟".
" نعم , بالطبع , لقد آن لها أن تتقاعد وترتاح , ولكنها ترفض أن تتركني ".
رافقتها كارين الى الباب وهي تؤاخذ نفسها لأنها أكتفت بسؤال لا مبال عن (ماجدا)تلك المرأة الأمينة التي بقيت في خدمة أليزابيت منذ زواجها قبل أربع وثلاثين سنة.
فجأة أستدارت أليزابيت وقالت:
" على فكرة يا عزيزتي , أود أن أشكرك على رسائلك الطويلة الجميلة التي كتبتها لي أثناء غيابك , أمتعني جدا أن أتلقى أخباركما بأستمرار , كانت مطبوعة بشكل أنيق , لا أدري لماذا يعتقد الناس أن طباعة الرسائل تجعلها أقل خصوصية وأقرب الى الرسمية , أنا أرى عكس ذلك , فهي أسهل للقراءة وخصوصا أن البعض تصعب قراءة خطهم".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هيلتون, margery hilton, روايات مترجمة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the dark side of marriage, عبير, غفرت لك, ورايات رومانسية, ورايات عبير المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية