كاتب الموضوع :
yassmin
المنتدى :
القصص المكتمله
الشاطئ الـ11
الموجة الثالثة
وقفتا امام الباب..
نظرت مريم باستغراب نحو نورس...
كان الارهاق والضيق واضح عليها
لدرجة انها لم تقوى على رفع يدها لطرق الباب
طرقت مريم الباب بحركة سريعه
(( تفضل....))
فتحت مريم الباب..
((ممكن دكتور؟؟؟))
(( تفضلي مريم))
دخلت مريم..وامسكت طرف الباب من الداخل...وهي تنظر الى نورس... وتشير لها بالدخول
كانت الدكتور ناصر..يتصفح ملف ..رفع نظره الى مريم
وقطع تحيته التي كاد ان ينطق بها ما ان لمح نورس تدخل بعدها
تركت مريم الباب مفتوح
وتقدمت اكثر مع نورس
التي بقيت واقفه
تحضن ملفها الزهري
وعينها على المكتب
تحاول ان تتجاهل نظراته اليها
(( دكتور ..نورس تريد ان تتاكد من درجتها))
كانت مريم تحادثه
حول نظره اليها
(( ولم لا تطلب هي ذلك..))
التفتت مريم الى نورس. وكأنها تطلب منها الحديث
.. رفعت نورس نظرها اليها...
ومن ثم اليه...
(( دكتور هذه ليست درجتي انا متاكدة...))
لاتدري كيف نطقتها
فقدت استنفذت كل طاقتها
حتى انها شعرت بأنها لا تقوى على الوقف
دفع طرف الطاولة بيده فبتعد الكرسي الجالس عليه عن المكتب قليلا...
(( تتصورين ان درجتك اعلى؟؟))
مريم..(( هل لك ان تتأكد من ورقة الامتحان دكتور))
د.ناصر وهو ينظر الى نورس..(( هي من عليها ان تطلب ذلك..))
مريم..((اسفه..))
قطع حديثهم رنين جوال..
بارتباك اخرجت مريم جهازها من الحقيبه..
وضعته على الصامت...
(( اسفه.مرة اخرى...))
ومن ثم التفتت الى نورس...وكأنها تهمس لها
(( اختي تنتظرني في الاستراحة... ان انتهيتي تعالي هناك..))
التفتت الى الدكتورناصر(( عذرا دكتور على الازعاج...))
لم تنتظر رد نورس
تركت المكان بسرعه
كانت نورس توشك على مسك طرف عبائتها
وكأنها تستنجد بها
الا انها خرجت بسرعه
حتى انها اغلقت الباب خلفها دون قصد
تركت نورس بشعور الغريق الذي يوشك ان يتلفظ انفاسه الاخيره
(( نعم نورس....هل تريدين ان تري ورقة الامتحان))
وهو يحرك نظارته الفضية بطرف اصبعه
(( ممكن دكتور؟؟؟))
وهي تاخذ نفسا عميقا
وكأن المكان خلا من الهواء
فتح احد ادراج. مكتبه.
رفعت نظرها له وهو يبحث بين الاوراق
اخذت نفسا عميقا
لابد ان تصمد
ليس عليها ان تضعف
هي لاتستحق درجتها الحالية
كما انها لا تستحق ما فعله معها من قبل
وان لم تستطع ان تاخذ حقها منه مسبقا
على الاقل الان تواجهه ولو على شئ تافه مثل درجة امتحان
شعور غريب
كيف اصبحت الدرجات شئ تافه الان..
قطع تفكيرها..
حركته وهو يهم بالوقوف...
وفي نفس الوقت يشير اليها بالجلوس
وهو يضع ورقتها على المكتب
اقتربت اكثر
بقوة استمدتها من تحدي بداخلها
بلعت ريقها
وهي تسحب الورقه من على المكتب
((اجلسي نورس ..وتأكدي من تصحيح الاجابات...))
كم هي فعلا محتاجة ان ترمي بجسدها على الكرسي
فكم هي القوة التي تحتاجها لمثل الموقف
اخذت تقلب ورقة الاجابة...
اربعة اسئله...
واجابة وافية
استحقت الدرجة الكامله لكل سؤال
حتى وصلت للسؤال الرابع
لم يقم الدكتور بتصحيحه
رفعت راسها بحركة سريعه
(( دكتور..السؤال الرابـــــــــ))
التفتت اليه
لقد ابدل مكانه
اصبح جالسا مقابل لها..
على كرسي قريب منها...
مد يده...
(( اريني الورقة..))
مازالت متماسكة..
مدت اليه الورقه
...
سحبها من الطرف الاخر..
اخذ يتامل...
وهو يقرب نظارته الفضية اكثر...
((امممم.... السؤال الرابع لم اضع درجته...))
صمتت لم تعلق...
كانت تنظر ناحية الباب
لقد اغلقت مريم الباب بعد خروجها
انها معه
في مكان مغلق
الان فقط خلا المكان من الاكسجين فعلا
بعد ان اغلق عليها الباب
صارت تفرغ توترها بحركة اناملها وهي تلعب بالورق الذي في ملفها...
(( اجابتك نموذجية..لك فيها 5 درجات..وهذا يعني انك حصلت على درجة كاملة..))
لم تعلق...
صمتت
ما تريده فقط
ان تخرج من المكان وبسرعه
وقفت بحركة سريعه...
وقبل ان تخطو ...
(( سعيد ان اراك بدون الكرسي المتحرك))
جمدت مكانها
وهي في اتجاه الباب
لم تقوى حتى على اخراج انفاسها من صدرها
التي شعرت بأنها تحرقها
او ربما تخنقها
اغمضت عينيها
لقد بدأ هو بفتح صفحات الماضي
هل يعني انه مستعد للمواجهه
انها اللحظة التي انتظرتها طوال السنين التي مرت
انتظرتها لكنها ابدا لم تستعد لها
عليها ان تظهر له صورة مختلفه عن نونو البريئة
التي يمكن استغفالها بكلمتين
هذا ما خطر ببالها لحظتها
اخذت نفسا عميقا
اخرجت كل احساس بالانهزام داخلها
وابدلته بقدرة خارقة للمواجهه
رفعت نظرها
نظرات تحدي
او ربما الم
وقد تكون استياء
او شئ من الغضب
تذكرت السرير الابيض
والممرات المعقمة
وصوت حركة عجلات الكرسي
همسات المرضات مع الدكتور بلغه لا تفهمها
وطعم قطعة الفاطيرة التي قدمها لها تلك الليله لتشاركه العشاء
كل هذا تذكرته في ثواني قليله
الان فقط عرفت من اين لها ان تستمد قوتها
من كل هذه الذكريات
انزلت الملف الزهري الذي تضمه الى صدرها بيديها
لتمسكه بطرف يدها اليمنى وكأنها تكاد ترميه على الارض
(( هذا يعني انك تتذكرني؟؟؟))
كانت نبرة هادئة لكنها تحمل معاني كثيرة
مازال جالسا على الكرسي
ينظر اليها وهي واقفه
وبهدؤ غير متوقع
اجابها
(( تتوقعين اني نسيتك؟؟))
لم تجبه ...
لانها لاتريد ان تقول حرفا واحدا وتندم عليه
الا انه اكمل
(( بطبعي لا انسى احدا))
ابقى نظره عليها
كما بقيت تنظر اليه
لم تبعد عينيها عن عينيه
وهو كذلك
كان كمثل التحدي بينهما
(( عيناك لديها كلام..))
اخفضت جفنيها لثواني
وهي تضغط بطرف اصابعها على ملفها
الذي كاد يسقط منها
فتحت عينيها
لتراه واقف امامها
قريب منها
ابتعدت بخطوة للخلف
(( ليس لدي شئ لاقوله سوى......))
ورفعت نبرة صوتها
لتعيد الكلام نفسه
لانها تفاجأت هي ان نبرتها ماعادت ترجف
(( ليس لدي شئ اقوله سوى... اكرهك))
كان ناصر كمن تلقى رصاصة في صدره
جعلته يبتعد خطوات عنها
وهو ينظر اليها
معقد الحاجبين
وبريق غريب في عينيه
شعرت نورس لحظتها بتأثير هذه الكلمة عليه
اثرها واضح في ملامحه الشاحبة
الا انه رفع نبرة صوته بثقه
(( لم اسال عن مشاعرك؟؟))
كم اغضبها رده
الا انها شعرت ان عند هذا الحد عليها ان تنهي هذه المواجهه
قالت عبارتها الاخيرة اليه بتحدي اكبر
(( امر طبيعي فأنت لا تفهم للمشاعر لانك لا تملكها))
وابتعدت عنه
متجهه نحو الباب
(( هذا اسلوبك في الحديث مع دكتورك في الجامعه))
لم تجبه تقدمت اكثر...
امسكت مقبض الباب...
وقبل ان تفتحه...
التفتت اليه...
(( عندما اراك كدكتور... لك ان تسألني....))
لم يمهلها
حتى ان تحرك المقبض لتفتح الباب
تقدم اليها بحركة سريعه
والغضب واضح عليه
وكانها سيهجم عليها
جمدت مكانها
لم تقوى على تحريك اطرافها
فقط تنظر اليه
بهلع واضح
اغمضت عينيها
بلعت ريقها بصعوبه
وتمتمت بكلمات
بصعوبة استوعبها هو
كانت تقول له
(( لا تلمسني... لا تلمسني ))
انهارت
ما ان اقترب منها
لم تقوى على المواجهه اكثر
فقد اصبح قريب منها
حتى انها تشعر بانفاسه
لابد انه قريب منها اكثر
وقد يحاول ان يلمسها الان
بضعف واضح
(( ناصر اتركني..))
التصقت بالباب اكثر
وهو مازال ينظر اليها
نظرات مؤلمة كلها وجع
من كلماتها له
(( لم المسك نورس..اهدئي...))
ما ان انهى كلمته
فتحت عينيها بهدؤ
وهي تكتم نفسها
كان قرب منها فعلا
الا انه لم يحاول لمسها
(( نورس لا تفكري اني سأضرك بشئ... لم ارغب سوى في الحديث معك...هناك امور .....))
وقبل ان يكمل حديثه
بنبرات ترجف نبرات كلها هلع
(( ضررك لي لم يبرأ الى الان ناصر...اتركني لالمي...ماذا تريد مني؟؟؟))
فتحت بعدها الباب
وهو ينظر اليها
يريد ان يستوعب كلماتها الاخيرة
حتى شعر ان الباب ابتلعها
وقد اختفت من امامه
|