الشاطئ التاسع
الموجة الثالثة
وصل ناصر لمنزله
دخل بخطوات متثاقله...
متجه نحو السلم.... التفت الى الكنبة في الصاله...
تنهد وهم بالصعود....
تذكر والدته... كانت تجلس على هذه الكنبه دائما ...
تنتظر عودته....
ومنذ ان توفيت قبل 4 سنوات فقد السعادة التي تملئه...
ليس له غيرها...
فأخويه مشغولين عنه...
والحقيقه انهما دائما بعيدين عنه وعن والدته ما ان تزوجا وانشغل كلا منهما بالزوجة والابناء....
دخل غرفته... ابدل ملابسه... واراح جسده على السرير..
لن يهدأ حتى يدخن سيجارة.... بعدها قد ينام قليلا...
اعتدل في جلسته... واشعل السيجارة...
اغمض عينيه..واخذ نفسا عميقا.... كان يحرق طرف السيجارة..
في حين يشعر بحرارتها في صدره... مع دخانها المزعج الذي يملأ غرفته ....
كان يتذكر نظراتها ما ان لمحته اول مرة في الجامعه خارجا من المبنى...
جامدة مكانها.... لم تكن قادرة حتى على تحريك رمش عينها...
بينما هو استطاع اظهار عكس ما شعر به..بدى غير مهتم...
او حتى ان هناك فتاه امامه...
راها تسقط كوب القهوة من يدها عندما اقترب منها اكثر...
ولو كانت اقرب اكثر لسمعت دقاته..وشعرت بحرارة انفاسه لحظتها....
لاحظ احدهم يقترب منها..يحدثها....
بينما هو كتم كل ما كان يشعر به... حتى ابتعد عنها...
. كان يشعر انه يريد الهرب منها لا يعلم لماذا...
ولكنه يعاود البطئ في خطواته.... وكأنه لا يريد ان يبتعد عنها اكثر..
التفت خلفه..
مازالت تنظر اليه وذاك الشخص معها يحدثها....
تذكر ملامحها وهي مصدومة....
وعاد يسترجع الماضي امامه وهو يتحرك بعصبية في غرفته الواسعه...
والسيجارة بين اصابعه....
اطفأ سيجارته وعاد لسريره...
وخيالها امامه..
عندما لمحها في قسم الاساتذه..
تقترب لتحيي الدكتورة...
كانت ابتسامتها الرائعه....
تصورها انها تبتسم اليه هو..
اغمض عينيه وابتسامة على شفتيه ..
وكأن الصراع الذي بداخله قبل لحظات لم يكن....
حتى قطع مخيلته رنين هاتفه.....
.................................................. .................................................. ......
في ظلمة الليل الساكن
توزعت قلوب
ساهرة
تحاكي ظلمة الليل
كلا منها يبحث عن راحته
واطفاء المه
عند الاخر
ولكن
مازالت القلوب غير قادرة على التواصل
طالما المشاعر المتبادلة ليس لها مكان
فكل ما يملا هذه القلوب الحزن والالم فقط
والكثير الكثير من الحيرة
نورس ...
بقلبها الملئ بالحزن والالم
فيما تحاول ان تجد للاطمئنان مكان فيه
وقد نجحت هذه الليله بالذات
طريقتها الوحيدة لراحة والاطمئنان
هو قربها من الله سبحانه وتعالى
فبعد خروجها من صلاة الجماعه
شعرت بهدؤ غريب
وتفائلت كثيرا
تفاؤل من لا شئ
لكن هذا ما شعرت به
كانت تشعر ببرودة تسعد قلبها
فسرها كالكنز الدفين
حافظت عليه طوال السنوات التي مضت
وفي كل لحظة تتقرب فيها من رب العالمين
لا تدعو الا بالستر
ويبقى هذا السر دفين لا يعلم به احد
والشئ الوحيد الذي بعث في قلبها الاطمئنان
هي الثقة برب العالمين
فمن اهم شروط استجابة الدعاء الثقة بالله عز وجل
وهذا ما زرعته في نفسها
واثمر عنه الراحة والاطمئنان كلما زاد عليها الم الذكرى
اخذت نفسا عميقا
والسبحه بين اناملها
تردد الاستغفار كعادتها
كلما ضاقت بها الام قلبها
حتى تغط في النوم
لكنها الى الان لم تنتصر على ارقها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فيما كان قلب اخر
قلب نبيل
غارق في حيرة
لا يجد لها حلا
وهو ممسك بالدفتر
يستمع لموسيقاه المفضلة
الموسيقى الصاخبة
ومع كل هذا الازعاج
لا يشعر بها
عقله ليس معه
تفكيره لما بين صفحات هذا الدفتر الازرق
الذي بين يديه
شئ بداخله يشده الى صفحاته
يرغب ان يلتهم ما بها من ذكريات
فيما شئ اخر يمنعه
كلام ندى
يجعل انامله جامدة عند اطراف صفحات الدفتر
يصارع رغبته في كشف ذكريات هذه الفتاة
واخيرا...
رمى الدفتر جانبا....
ماذا قد يكون سوى مذكرات فتاة مراهقه
ماذا سأستفيد ان قرئته
سوى اني اظهر لها بصورة اسوء مما تتصور هي
اريدها ان تعرف فقط ان نبيل قادر على كل شئ
قادر على اجبارها على فعل مايريد
ولكني لن افعلها
هذا ما كان يحدث عقله به
او ربما قلبه
عله يطمئن قليلا
تهدأ دقات قلبه
خاصة عندما يتذكرها
كان يرغب ان ترى نورس فيه صورة افضل مما هي تتصور
فمتى يأتي الصباح
ليفاجئها
بشخص نبيل
الذي لا تعرفه
.................................................. .................................................. ...........
قلب اخر
تائه بين القارات
فتارة
يشعر ببرد قارس
يكاد يجمد قلبه
ويوقف نبضه
وهو يتذكر زوجته
في مدينة الضباب
واحيانا اخرى
يشعر بدفئ يجعل دقات قلبه تتسارع مع ذكرياته
ففي هذه اللحظة البرودة تكاد توقف نبضه
ليس شوقا لبعدها
وانما مشاعره المتجمدة في قلبه اتجهها
هي من تبعث له الاحساس بالبرودة
بنبرات هادئة..وبحروف تكاد تخرج من بين شفتيه
*( كيف لك ان تسافري وانت بهذا الوضع؟؟)
( عن اي وضع تتحدث.؟؟؟)
*( هل نسيتي انت حامل...؟)
(طبعا لم انسى... لكن هذا لن يمنعني من السفر)
*( سمر... لقد انسحبت من الدراسه بحجة ارهاق الحمل...)
( السفر امر اخر...)
*( ان كنت اخذت القرار...لم تستشيرني؟؟؟)
( ابي طلب ذلك....)
*( الان فهمت...)
(افهم ماتريد ناصر... سافرت وتركتني.ولا تريدني ان اقضي اسبوع اجازة مع والدي...)
*( انت من رفضت العودة للبلاد بحجة الحمل... هل نسيتي؟؟)
( والان ناصر؟؟ هل لي ان اسافر مع والدي جنيف ام لا؟؟؟)؟
*(ان اخذت القرار مسبقا لم تسالين؟؟؟؟)
انهى المكالمة باعصاب متوترة
لا يعلم سبب هذا التوتر
مكالمة سمر ام موقفه مع نورس؟؟؟
رمى بجسده على السرير...
وهو يفكر...
بكل شئ...
كيف له ان يتحمل دلال هذه الزوجة
مع المواجهه الصعبه مع نورس التي لم يتوقعها يوما....
كيف له
ان يتأقلم مع الاحساس المتضارب بين ضلوعه؟؟؟؟
فهل للبرودة ان تجتمع مع الدفء دون تاثير عليه؟؟؟
.................................................. .......................................