موجة بين شاطئين
موجه عاليه....
اخترق صوتها ذكريات الماضي
وارتطمت بقسوة موجعه على صخورالشواطئ
شواطئ وقفت عليها نورسنا..
مرت ثلاث ليال على غيابه
لكنها ابدا لم توازي الساعات الاخيرة وهو بعيدا عنها
وبالتحديد اللحظة التي نطقت بها
بحروف كلمة لم يحلم بها
(( حبيبي ))
رغم انه بقي فترة ليست بقصيرة
وهو يقنع نفسه بما سمعه
فعلا قد نطقت بها نونو ولم يكن يتخيلها
والان وهو يقترب من منزله
ليس له ان يتصور كيف لها ان تستقبله
بعد ان باحت له بمكانته في قلبها
كم هو مشتاق لــها
دخل منزله بسرعه
دون حتى ان ينزل حقيبة ملابسه
وبحركة سريعه دخل الصاله
واسرع بخطواته على السلم
لكنه توقف فجأة
وصار يتلفت حوله
يوزع نظره على المنزل من اعلى السلم
بدى المكان هادئ
وخالي تماما...
لا اثر لازعاج رحمة
ولا فوضى زينة
ولم يلمحها
لم يلمح نورس
مستلقية على الكنبة في الصاله كعادتها
اخذه نظره الى باب غرفتها
وبتردد فتح الباب دون ان يطرقه
كانت الغرفه خاليه...
صار يجول بنظره في ارجاء المكان
شعر ان دقات قلبه تتسارع
وكأن صداها يتردد بين جدران هذه الغرفه
بلع ريقه بصعوبة
وهو يحاول ان يستوعب عدم وجودها في المنزل
هل هي في مشوار؟؟؟
ربما.....
لكن........
سجادة الصلاة المفروشة دائما في زاوية الغرفه ليست موجودة
فهذا الشئ الوحيد الذي لا تغيره نورس من مكانه
تردد في الاتصال بها....
وليس له الا ان يتصل بــ زينة
كرر الاتصال اكثر من مرة
لكنها لم تجبه
اعاد اتصاله على هاتف المنزل
(( رحمة؟؟ اين زينة...؟؟))
(( ليست هنا..))
(( لا تدرين اين تكون؟؟؟))
(( لا...
زينة اعادتني للبيت...))
وقبل ان ينهي المكالمة
(( سمعتهما يتحدثان مع العمة فريده.... ربما نورس هناك...))
لفضول رحمة فوائد احيانا
اخذ خطواته
خارج الغرفة
ومنها لخارج المنزل...
حتى وجد نفسه في سيارته امام بوابة فيلا سلمان
اوقف السيارة جانبا
وبقي يتأمل المنزل
وكل تفكيره بما فعلته نورس معه
دون ان تعلمه
تردد كثيرا قبل ان ينزل من السيارة
كانت احدى العاملات امام البوابة
اقترب منها
(( سلمان موجود؟؟))
(( لا...من انت؟؟.))
((ناصر.. اخبريهم ناصر ..))
تحركت من امامه ببرود
ولكنها عادت وهي تجري اليه
و تشير له بالدخول
دخل المنزل
حيث كانت العمة فريده جالسة في احدى جوانب الحديقه
تقدم لها..فيما هي ترتب الوشاح الاسود الطويل عليها
كانت ابتسامة واضحه على محياها وتحييه بحرارة
لا يعرف ما يقول او بماذا يبدأ
فهو لا يعرف لم قًدِم الى هنا
*(( لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته مع طلال..... ))
(( لا داعي للشكر...طلال اخي الصغير ولابد ان اكون بجانبه))
*(( كنت اعتقد انه سيخسر الفتاة ورضا والده بما فعله....لم اتصور انه سيأتي به والده عريسا من هناك...))
(( الامور تسهلت لنا هناك...))
*(( لطالما كنت قلقه على ابنتي... ولكن الان وهي معك لن اقلق عليها ابدا.....))
ارهبته كلماتها الاخيرة....
حتى اكملت...(( سنوات مرت وفي كل مرة ترفض فيها شخص تقدم لها دون سبب كنت اقضي الليل ادعو ربي ان يرزقها زوجا صالحا.. حتى استجاب الله لي...))
كان يسمعها دون ان ان يلتفت لها
كان خجلا منها
من ثقتها
من امتنانها له
بقي صامتا
لايدرك ما عليه قوله
ولكنه
فكل مايدركه انه يريد نورس
فبقدر شوقه لها
بقدر ضيقه من مغادرتها البيت في غيابه
حتى اشارت له العمة فريده للجانب الاخر للحديقة
(( نورس هناك في المسبح مع البنات...))
ادار وجهه لتلك الجهه
واكملت حديثها
(( البنات فرحين بها... ومنذ الصباح وهن معها...))
كانت العاملة قادمة نحوهما تحمل كوب العصير
اشار لها ناصر
(( لا اريد شكرا..هل لي ان اذهب لهن في المسبح...))
تقدم نحو المسبح...
مكانه كان محجوب....
فلا يرى من فيه....
حتى اقترب اكثر....
فوضى صوت الفتيات وضحكاتهن تملأ المكان
لكنه يبحث عنها
عن زوجته نورس
لمحها جالسه على طرف المسبح...
بلباس سباحة ملون...وهي مبللة بالماء
(( عمي؟؟؟ لا اصدق.....))
زينة...بعد ان انتبهت له
حيث كانت مع البنات داخل المسبح
التفتت له نورس بحركة سريعه
وباستغراب....
(( ناصر... متى عدت؟؟؟))
لم يجبها
فليس لديه اجابه لسؤاله
لان ما يحمله لها اكبر من الكلام
لهفة ووشوق وضيق يعصر قلبه
وقفت نورس
وتقدمت نحوه بهدؤ بملابسها التي تقطر ماء..
(( مابك ناصر ؟؟حدث شئ؟؟))
وهو يلتفت حوله
(( هل لي ان اكلمك؟؟ لوحدنا؟؟؟))
تقدمت معه نحو الملحق....
ما ان دخلا حتى اغلق الباب بحركة سريعه...
واقترب منها وهو يحاول ان يخفض من صوته
(( لم انت هنا؟؟؟ لم تركت المنزل..؟؟))
كانت تنظر اليه باستغراب
لم تفهم ما يعني بكلامه
تقدم منها اكثر...
وهو يمسك عضدها...
(( نورس ماذا تفعلين هنا؟؟؟))
ارعبتها ردة فعله الغريبه
(( اتركني انت تؤلمني...))
انتبه لنفسه ولقبضته....
تركها....وهو يحاول ان يصل لشئ من الهدؤ..
((اخبريني الان...))
(( اخبرك بماذا؟؟))
بالانفعال نفسه...(( لم غادرت المنزل؟؟))
وهي تنظر لعينيه...(( اخبرتك...))
اقترب منها اكثر..(( اخبرتني بماذا؟؟؟))
وهي تبتعدد عنه خطوات..(( ناصر مابك؟؟ولم كل هذه العصبية... اخبرتك اني سأزور عمتي...))
وهو يحاول ان يستوعب كلامها
(( زيارة فقط))
واكمل وعينه على ما ترتديه
(( وكيف لك ان تبقي بهذه الملابس هنا...))
(( ناصر.... اخبرتك ان سلمان مسافر... وعمتي طلبت مني انا وزينه ان نبقى معها ...هل نسيت لقد استأذنت منك؟؟؟))
لا يدري كيف نسى هذا الامر ربما كلماتها له و لهفته لرؤيتها
شلت تفكيره
شدها نحو احدى الكنبات الموزعه في المكان
صمتت هي فيما هو ينظر اليها فقط
وكلما التقت عينهما ابعدت نظرها عنه
(( اسف نورس.. لم اقصد ان اتعامل معك بعصبية...
لكني.......
قلقت عندما عدت ولم اجدك في المنزل....
ربما لهفتي للقائك في المنزل مسح من ذاكرتي وجودك هنا...))
وهو يمسح على شعرها المبلل بالماء
(( لا اعرف كيف وصلت الى هنا...
كنت مرعوب من فكرة تركك للمنزل..))
كنت انظر اليه وهو يحدثني
بالكاد كان ينطق الكلمات
بالفعل بدى قلقا ومرتبكا
كان يبرر عصبيته معي
والضيق الواضح عليه
فقط لانه ظن اني تركت المنزل
هل هذه ردة فعله لو اني طلبت الانفصال
لقد جاء الى منزل عمتي بدون وعي منه لتصرفاته
وما شعرت به حينها اني رغبت في البكاء
لا اعرف لماذا؟؟؟
فقط هذا الشعور الذي انتابني لحظتها
وانا ارى قلقه من فراقي
افقت من دوامة افكاري وهو ممسك بكفيّ..
قربها اليه وهو يضغط عليها..
صار يقبل اطراف اناملي
مغمض العينين
لا ينظر الي
فقط انا أتأمله وكأنه في عالم اخر
حتى قربني اليه...
لمني الى صدره...
بملابسي المبلله...
ودموعي المحبوسة...
((سمعتك قولينها...حبيبي.كانت حقيقه لم اتخيلها اليس كذلك..))
خجلت منه...لم اقوى على النطق
(( لا اقوى على فراقك لا تتركيني....))
قالها... وصار يكررها اكثر من مرة
اشعر انه ليس بوعيه
افزعني كلامه
نبرات صوته
(( ناصر..لا تقلق ..انا هنا بطلب من عمتي فقط...))
خفف من شد ذراعيه علي
ونظر الي
(( سنبقى معا.؟؟))
لا اعرف كيف ارتسمت الابتسامة على ملامحي
وانا احاول ان اهدأ من انفعاله
(( ناصر في الخارج من ينتظرنا....))
(( من تعنين؟؟))
(( زينة وبنات سلمان))
(( زينة هنا؟؟لم المحها؟؟))
(( لم تلمحها؟؟؟ يجوز ذلك ..فقد دخلت علينا دون حواس...))
وهو يضم وجهها براحة كفيه..
(( لا ارى غيرك ...))
وعاد ليضمها اليه
(( اشتقت لك نونو....))
فيما هي تحاول ان تفك نفسها من مشاعره الملتهبه...
وذراعيه القوية
(( نحن هنااا...ماذا تفعلان؟؟؟...))
التفتا نحو الباب حيث كانت زينة واقفه
وهي تغمز لعمها
(( يكفي غزل ...البنات تنتظرن في المسبح ..هيا نونو...))
لحظات وكانا معا قرب المسبح
والعمة فريده كذلك...
(( زينة... اخبرتك ان تتركيهما لوحدهما ..لم تزعجينهما؟؟))
اجابت زينة العمة فريدة..
(( عمتي...هذا ناصر اعرفه جيدا ما ان يرى نونو ينسى ما حوله...))
ناصر ..(( زينة..اخجلي..))
وبدلالها المعتاد...(( انا لا اخجل..ويمكنني ان اخبرها بما تفعله في الملحق...))
تغيرت ملامح نورس خجلا
فيما اقترب ناصر من زينة....
(( اعتقد وجودك في الماء افضل بكثير....))
ودفعها في المسبح...
عادت ضحكات البنات من جديد
مريم وهي تصعد درجات المسبح
(( عمي.. اسبح معنا...))
صار يسمع اختيها ترحبان به في المسبح
التفت الى نورس...
(( ربما زوجتي لا توافق...))
مروة ...(( لماذا؟؟لماذا ترفضي نونو؟؟))
استغربت نورس كلام ناصر
الا ان ناصر اكمل كلامه
(( نورس تغار علي كثيرا...
لا اتريد ان اكون بمكان يضم فتيات جميلات مثلكن...))
نورس بالكاد خرجت الكلمات من بين شفتيها
(( انا؟؟؟))
وهو يقترب من المسبح....
((كنت معها قبل قليل اقنعها ان لا تزعل مني لو فعلتها وسبحت معكن..))
كانت زينة والعمة فريدة يكتمن ضحكاتهن على ملامح نورس
وملامح الفتيات الاتي صدقن كلام ناصر...
(( لكني ابدا لا ارضخ لكلام النساء... حقيبة سفري...مازالت في السيارة. أحضرها..وابدل ملابسي لانزل المسبح...))
.فعلها فعلا....
احضر حقيبته... واخرج له ملابس سباحة..
وقبل ان يرتديها التفتت له نورس..
(( لِم قد تحمل هذه الملابس معك في سفره قصيرة...))
(( احملها في كل رحلاتي فلا بد من وجود مسبح في الفندق...))
وقبل ان ينصرف عنها
غمز لها
(( يكفي غيرة نونو....))
واكمل..(( تعرفين السباحة؟؟))
نورس وهي تتظاهر بعدم الاهتمام
(( لا احبها....))
فجاة ارتفعت نبرة صوته...
وبلهجة امر...
(( ان كنت لا تحبين السباحه..لو سمحتي اذهبي واخلعي هذا اللباس... ))
وهي تنظر لنفسها....
(( ما به؟؟؟))
اقترب منها..وهو يمرر طرف سبابته على عنقها
(( تبدين رائعه به...بودي لو اكٌلُكِ...))
بارتباك ابتعدت عنه
من يراه يمزح ويضحك
لا يرى ملامحه قبل ساعات والعبرة تكاد تخنقه
خرج اليهن......
مروة ومريم ومرام فقط في المسبح
نزل معهن ... على صوت ضحكاتهن العالية....
زينة والعمة فريده في جانب بعيد عن المسبح تتحدثان
فيما نورس نظراتها اليه
كم تراه وسيما
وكله عنفوان الشباب
صارت تتأمله
وهو يمازح الصغيرات ويلاعبهن
وهن بحماس يتفاعلن معه
حتى انتبهت له وهو يهمس للبنات
وبحركة واحده منهن
التفتن اليها
فيما قالت مروة
(( خالة نونو... انزلي معنا المسبح...))
نورس بحده ونظرها لناصر...(( لا سأذهب لابدل ملابسي ....))
ناصر يحدث الصغيرات..(( سمعتن ما قالت؟؟ لقد اخبرتكن انها تغار منكن كثيرا..))
بقي ناصر مع الصغيرات
فيما نورس وزينة جلسن مع العمة فريدة بعد ان ابدلتا ملابسهما....
كان حديثهن عن طلال
نورس..(( فعلها طلال وتزوج بها...))
العمة فريده..(( لم اتصور ابدا ان تخرج كل هذه التصرفات منه....))
زينة..(( القلب وما يفعل بصاحبه..؟؟))
قاطعهن رنين جوال زينه...
كانت رساله نصية....
(( أمازلتِ في منزل عمتي؟؟؟ انا قادم...))
لحظات والرنين مرة اخرى
ولكنه جوال العمة فريدة
(( اهلا بني عبدالله...نعم نحن هنا...ناصر ايضا...))
التفتت نورس الى زينة
(( كان هو؟؟؟))
اومأت زينة برأسها بدلال
(( لم يشتاقوا لك فقط...لنا نصيب ايضا))
بعد اقل من ربع الساعه
كان عبدالله معهن...
جلس مع عمته...ونورس وزينة
اللتان قد ارتدين العباءة والوشاح الاسود...
لم يقوى على ابعاد نظره عنها
لم يقوى على اخفاء اعجابه بها...
قاطعته العمة فريده..(( كيف حال والدك؟؟؟))
#(( افضل بكثير عن الايام الماضية...))
(( الحمدلله...المهم الان انه راضي عن اخيك...))
#(( طلال؟؟..لو ترينه.... سيطير من الفرح ))
(( لو لم يلحق به ناصر لا ندري ما مصيره...))
#(( معك حق.... لقد اتعبناه معنا....))
كان نظرهما اليها
الى زوجته
والتي وقفت فجأة...
(( سأحضر السندويشات للصغيرات....))
انصرفت نورس برفقة زينة
بعدها كان صوت ضحكات الصغيرات
ينبأ عن قدومهن مع ناصر....
فريدة..((هيا ابدلن ملابسكن ... ))
مرام...(( لا ماما...عم ناصر سيلعب معنا كرة سلة...))
فريدة وهي تلتفت الى ناصر...
(( ناصر مرهق من السفر دعوه يرتاح قليلا..))
ابتسم لها ناصر...
(( بعد اذنك عمتي... نلعب قليلا ونعود...))
انصرف ناصر برفقة الصغيرات
فيما العمة فريدة اقتربت اكثر من عبدالله..
(( عبدالله ..اخبرني ماذا تريد قوله؟؟))
(( ماذا عمتي؟؟))
(( اخبرني لا تخجل؟؟))
(( اخبرك عن ماذا؟؟))
(( عن زينة..))
صار ينظر اليها باستغراب...
(( كيف عرفت؟؟))
ضحكت عليه عمته
(( كيف عرفت؟؟..من عينيك...التي تقوى على رمشها ما ان تراها.))
وهو يمرر انامله على شعره
(( عمتي.. ماذا افعل؟؟ احبها...))
باستغراب ...فتحت العمة عينيها....
وبنبرة استغراب اكثر..
(( ماذا؟؟ماذا؟؟؟ من يتكلم عبدالله بن فهد يقول هذا الكلام؟؟))
وقد اخفض صوته
(( لا تخجليني عمتي.....))
وهي تكتم ضحكتها...
(( وبعد ان احببتها..))
ارتفعت نبرة صوته فجأة..
((سأتقدم لها رسميا..))
(( هي تعلم؟؟))
(( نعم...))
(( ماشالله عليكم ابناء اخي... الهوى جرفكم ددون ان تنتبهوا.))
قطع حديثهما قدوم نورس وزينه...
فريده..(( ناصر مع الصغيرات يلعبن الكرة...))
نورس..(( حسنا ناخذه لهم...))
همّ عبدالله بالوقوف...
(( سارافقكما ..بعد اذنك عمتي..))
اشارت له ان يذهب.. وهي تبتسم له
اقتربوا منهم...
نورس. وهي ترفع صحن السندويشات..(( هيا بنات... ))
اقتربن منها..
وناصر خلفهن يحمل الكرة...
تناولن السندويشات من الصحن...
ناصر..(( نونو... تعالي العبي معنا الكرة..))
نورس...(( لا احب اللعب...))
مروة وهي تلتهم سندويشتها...
(( لا ..ماما فريده لن ترضى...))
ناصر وهو يقلد على اسلوبها الطفولي في الحديث
(( لماذااا؟؟))
كانت نورس تحاول ان تسكتها
الا ان مروة اكملت حديثها
(( عمتي قالت..عليها ان لاتنزل المسبح ولا تلعب معنا.. ربما تكون حامل))
صار ناصر ينظر الى نورس بحده
فيما نورس ارتبكت من ردة فعله
في حين زينة وعبدالله لم يكونا معهما في الحديث
كانا في عالم اخر....
بارتباك...
نورس...
(( هيا بنات..ماما تريدكن...))
جرين نحو مكان جلوس العمة...
وزينة وعبدالله معهن..
فيما تهمّ نورس لتتبعهم
امسكها ناصر
بالحركة نفسها
وشد قبضته على عضدها اكثر..
عندما حاولت الابتعاد عنه...
(( نورس توقفي وكلميني...))
(( مابك ناصر...))
(( ما معنى كلام الصغيرة؟؟))
(( انت قلت كلام صغيرة...))
(( ماذا تعنين؟؟))
(( لا تأخذ عليه...))
(( لكنه كلام عمتك.. ماذا تعني عمتك..))
(( لاشئ..لا شئ ...هي تخمن ذلك..))
(( تخمن؟؟))
اجابته بحده....(( ناصر.. كيف سأحمل؟؟))
ارتبكت بعدها
شعرت بان سؤالها محرج
محرج جدا لها وله
الا انه اجابها بهدؤ
(( انت زوجتي... هل نسيتي؟؟))
شعرت بأنه يلمح الى ماحدث بينهما
بعد عودته من جنيف
شعرت بحرارة تسري في جسدها
وزاد ارتباكها
ودون ان تنظر اليه
بنبرة هادئة
(( لست حامل..واقولها لك وانا متأكده من ذلك...))
ابتعدت عنه
وهي تفكر
لم شدته فكرة الحمل
ولم كل هذه الاسئلة؟؟
هل يأمل ان تكون حامل؟؟؟
لماذا؟؟
بعد حدة اللقاء الذي جمع ناصر ونورس
لم يقويا على البقاء اكثر
رغم اصرار العمة فريدة
خرجا بعدها برفقة زينة
التي طلبت ان يوصلاها الى منزلها
لم يتبادلا الحديث في السيارة
كانا صامتين حتى وصلا المنزل
دخلت نورس غرفتها
وهي تشعر ان هموم الدنيا على رأسها
خاصة... المجادلة الاخيرة مع ناصر
بعد موجة مشاعره التي جرفتها
لتتركها في تيهان اكثر واكثر
ولكن...لن ترتاح الا بعد ان تستحم بالماء البارد كعادتها
بعدها....
وقفت امام المراة تمشط شعرها وهي تسترجع كلمات ناصر لها
ونبرات اللهفه والقلق التي غلبت مشاعرها
كيف لمها اليه...
وصار يرجوها ان تبقى
هل لرجل مثل ناصر ان ينهار فجأة ويبوح عن ما في قلبه هكذا؟؟؟
تركت شعرها الرطب منسدل على كتفها
وهي ترتدي لباس نوم القصير
كحلي اللون ومزين بقطع دانتيل باللون الابيض
اخذت مكانها على السرير
وسحبت دفترها العزيز
لتدون فيها ما لن تمحيه من ذاكرتها ابدا
استرسلت في الكتابة
رغم الحيرة والقلق
الا ان شئ من الفرح يتسلل لمشاعرها
هل لناصر ان يحبها بهذا القدر
وهل هو الشخص الذي تبحث عنه منذ زمن
شخص يحبها يريدها معه لانه يريد قربها فقط
ليس لانه يشفق عليها او يشعر بحاجتها له
طرق على الباب
قطعها عن الكتابة
ودخل بعدها ناصر
(( نورس...لديك مسكن.... جسدي يؤلمني بالكامل..))
اربكها دخوله عليها
وبحركة سريعه منها اخفت دفترها تحت الوسادة
وشدت الغطاء عليها
(( لا...))
انتبه ناصر لحركتها
تقدم منها اكثر
مما زاد من ارباكها
وهي تتظاهر بالهدؤ
(( ناصر انت مريض؟؟))
كان قريب من سريرها...
لم يركز لما تقول
نظره لما تحت الوسادة
(( هل لديك ما تخفينه عني؟؟))
(( لا ..))
وهو يبتسم لها....
اقترب منها اكثر وجلس على طرف السرير
ارتباكها ليس فقط من ان يرى دفترها
لم تكن ترغب ان يراها بلباسها هذا
(( اريني ما تخفينه تحت الوسادة...))
فيما يحاول ان يسحب الوسادة من تحت راحة كفها
كانت تضغط عليها بقوة
اقترب اكثر..
واحاط ذراعيه حولها
وهو يسحب الوساده بيده اليمنى
ونظره لما تخفيه
ارتسمت ابتسامة على شفتيه ما ان لمح الدفتر
رفع نظره اليها
كان قريب منها
قريب كثيرا
وهو يحيطها بذراعه..
ووجهه مقابل لوجهها... لنظراتها القلقه
فعلا هو مريض
بدت عيناه غائرة مائله للاحمرار
كانت تشعر بانفاسه الدافئة
وحرارة جسده..انتقلت اليها
لتزيد من دقات قلبها
لا تعلم كم مر من الوقت وهما على هذا الحال
لم تكن لديها اي ردة فعل
حتى... قرب راحة كفه على ظهرها
ليقربها منه اكثر واكثر
لتنطق اخيرا...وهي تكاد تبكي
(( لا...لا تلمسني....لا تلمسني...))
كلماتها كانت كما التيار الكهربائي
كما الصاعقه التي اعادته لرشده
ليبتعد عنها....
وهو ينظر اليها..بنظرات قاسيه...
ارعبتها فعلا...
ليخرج من غرفتها دون ان ينطق بشئ...
جمدت مكانها.....
لم تتصور ماحدث
ولا ردة فعلها القاسية على ناصر...
لتسمع بعدها صوت محرك سيارته...
لابد انه خرج...
تمددت على جانبها الايمن..
اخذت تتنفس بضيق...
شعور فقدته منذ فترة
وعاد لها من جديد...
تكورت على نفسها
واخذت تبكي...
تبكي لانها تشعر
انها على وشك فقدان غالي...
بعدها بساعات
سمعت صوت خطواته
عائد من الخارج لغرفته
بحركة سريعه
قامت من سريرها
ما ان وصلت للباب
حتى توقفت
بقيت متردده في ان تخرج اليه
لكن الامر يعنيها
هي فقط من معه في المنزل
ومن مسئوليتها ان تطمئن عليه
كانت تحاول ان تقنع نفسها بهذا السبب
كان قد دخل غرفته
(( ناصر...ناصر..))
بالكاد سمعت صوته يسمح لها بالدخول
دخلت عليه
كان مستلقي على سريره
بلباسه الرياضي نفسه
ولكن بدى عليه اثار الرمال
هل من المعقول انه ذهب للساحل وهو مريض
(( اين كنت ناصر...))
وبصوت مبحوح وهو يشير لمجموعه ادوية رماها على الكنبة القريبه من الكرسي...
(( في المركز الصحي....))
اخذت مكانها على الكنبة
وراحت تتفحص الادوية
(( مسكنان للالم....وهذا المهم بينهم مضاد كل 8 ساعات...))
لم يعلق ناصر على حديثها
بل انه لم يلتفت لها ابدا
واضح ان المرض قد سلبه كل حواسه
فلا يشعر بما حوله
ليس هو...
هي كذلك... من قلقها عليه لم تنتبه لنفسها
لم تنتبه انها ترتدي اللباس نفسه
التي جاهددت قبل قليل كي لا يلمحها به
اقتربت منه
وشدت الغطاء عليه
فيما هو مغمض العينين
همست له..(( كنت على البحر صحيح؟؟؟))
لم يجبها...ولكن تأكدت ان توقعها صحيح
(( كيف تفعل ذلك وانت مريض..حرارتك مرتفعه....))
(( الامر بسيط... هذا فقط من اثر السباحه..خرجت بملابس مبلوله كي العب الكرة مع الصغيرات....))
وهو يشد جسده ليستند على واجهة السرير
(( سأكون بخير بعدما اتناول المضاد...))
لحظتها اخذ وضعا مريحا..
ليلتفت اليها
ابدا لم يتوقعها معه ..قريبه منه بهذا اللباس
نظراته نحوها اصبحت غريبه
اربكتها
تحركت من مكانها
لتأخذ علبة الدواء
وتقربها منه
(( لابد ان تاخذ هذا المُسكن الان والمضاد بعد ان تأكل....
سأحضر لك شوربة....مارايك...))
كانت قريبه منه
على طرف السرير
وهي تحادثه
كل ماترغب به
ان تشعره انها في راحة تامة لمساعدتها له وهو ومريض
قربت منه قرص من علبة المسكن
(( تفضل ناصر....))
كان مستغرب تصرفها
لكنه لم يتحمله
فكم هو يحبها ومشتاق لها
ولكن كلمتها "لا تلمسني" اثرها اكبر من كل شوق
فقد اوجعته فعلا
كانت قريبه منه كثيرا
لا تشعر بما تتركه من اثر لتصرفها هذا
حتى غرِب بوجهه عنها
((ابتعدي عني..........ابتعدي نورس))
كانت تنظر اليه باستغراب
(( لِم تفعلين ذلك؟؟))
لحظتها فقط
نزلت بنظرها لما ترتدي
وضعت كفيها على صدرها
وهو يعيد نظره عليها
لتتحرك من مكانها بسرعه
وبحروف ترجف خوفا وخجلا
(( اسفه..لم اعي لنفسي...اسفه...))
خرجت مسرعه
فيما هو سحب انفاسه المرهقه
وشد غطاء السرير عليه
ربما يشعر بالدفئ
وبضيق يكتم انفاسه
كيف يزعجها بكلماته
لِم يكلمها بهذه القسوة
يعلم جيدا انها لم تعني استفزازه بما فعلته
فعلت كل هذا لانها قلقه عليه
وترغب ان تكون بجانبه
لدرجة انها لم تنتبه لما ترتديه
لم يرغب باحراجها
بل كان بوده ان يقول لها
ما شعر به ما ان سمع نبرات صوتها القلقه عليه
يخبرها انه احب مرضه لانه جذبها اليه
يريد ان يبقى مريضا حتى تبقى بقربه تعتني به وتدللــه
لا يعرف ما عليه فعله
هل يذهب ليعتذر لها
ام يبقى على حاله وفي وحدته
كي يعتاد على بعدها
وانها ليست دائما معه
وفي غمرة افكاره
كان طرقٌ على الباب
دخلت بعدها...
وهي تحمل صحن الشوربة
ودون ان تنطق وضعته على الطاولة القريبه منه
(( شوربة مشروم ساخنة....وبعدها تناول قرص فقط من المضاد..))
كانت الكلمات تخرج من شفتيها بصعوبة
فيما هو ينظر اليها كيف تبعد بنظرها عنه
كانت قبل لحظات
امامه امرأة فاتنة
باللباس الحريري....
وشعرها المنسدل على كتفيها....
لم يقوى قربها...
والان مرة اخرى...
تفتنه بخجلها..وبنبرات صوتها وليدة الاحراج
وحتى ما ارتدته....
كان يظهر نعومتها وبساطتها....
تي شيرت قطني ابيض به نقوش وردية...
وبنطال وردي قطني....
(( هل تريد شئ قبل ان ادخل غرفتي..))
لم يرغب ان تبتعد عنه
كان يريد قربها
يريد ان يعتذر من
قسوته عليها
وان كانت قسوته من اجلها
وعينه على صحن الشوربة
(( مرهق جدا...لا اظن اني اقوى على شرب الشوربة...))
وبهدؤ اجابته..(( لن تتناول المضاد الا بعد ان تأكل....))
ناصر..(( حسناَ قربي الصحن مني...))
وبعفوية
اخذت الصحن من على الطاولة..
وقربته له...وضعت في يده الملعقة
(( الن تطعميني؟؟؟))
فتحت عيناها له..
فيما هو ابتسم لها
واخذ منها الملعقه...
(( لن اتناولها الا بعد ان تسامحيني..))
وهي تبعد نظرها عنه..(( اسامحك على ماذا؟؟))
وبنبرة كلها حنيّة...(( اعلم اني كنت قاسي بكلامي..ولكني لم ارغب ان افعل شئ يضايقك...))
تلاشت ملامح الحزن والارتباك عن وجهها البرئ
ولم تشعر بنفسها الا وهي ترسم ابتسامة على شفتيها.....
(( لم ازعل لاسامحك....))
ما ان انهى الشوربة وتناول الدواء
حتى غط في النوم
بدى ان المرض غلبه فعلا....
تحت اشعة شمس ضحى اليوم التالي...................................
قرب مدخل فيلا العم فهد...ابو عبدالله....................................
(( مابك حبيبتي؟؟؟))
(( لا شئ..قلق بعض الشئ من لقاء اسرتك...))
ضغط على كفها....
(( لا داعي للقلق جلنار هم بانتظارنا....))
اقبلا عليهم...
حيث كانوا ينتظرونهما...
بالاضافه لوالده ووالدته واخويه
كانت العمة فريدة...
كانت لحظات مؤثرة للجميع...
حيث كان والده واخيه عبدالله
يلمحانه من بعيد
دون تعليق...
فيما الام والعمة تغرقانهما بكلمات الفرح والتبريكات
اجتمع الجميع في الصاله الواسعه لفيلا ابو عبدالله
طلال الذي بدى في قمة سعادته وهو بقرب زوجته جلنار
بفستانها الازرق ووشاحها الزهري
العمة فريدة...(( عروستنا كيف حالها...))
ونظرها على طلال..(( الحمدالله...))
طلال وهو يشير الى عمته..(( هذه فرودة..... شمعة هذه الاسرة...))
العمة فريده..(( الا تخجل ...قل عمتي فريده....))
غمز لها..(( عمتي.؟؟؟.. لا اريد ان اكبرك...))
ثم اشار الى اخيه الاصغر...الذي بدى هادئا...فقط يوزع نظراته عليهم
(( وهذا محمد...اخي الاصغر....))
ونظره الى عبدالله..(( ولابد انك تعرفين مجنون الدراسه..الدكتور عبدالله...))
كانت جلنار في قمة خجلها
تكتفي بابتسامة
بالكاد ترتسم على شفتيها
ابو عبدالله...(( طلال ارى ان مزاجك في قمته.... ))
لحظتها فقط خجل من تعليق والده
العمة فريدة...(( لقد جهزنا لحفلة الزواج غدا.... ))
طلال..(( غدا....؟؟؟؟؟))
وبصوت منخفض...(( لا اعتقد اني جاهزة للحفله عمتي...))
ام عبدالله..(( مجرد حفلة بسيطه نقيمها هنا...))
العمة فريده...(( ما ينقصك فستان الزفاف.....))
وفي زحمة الترتيبات....
استأذن ابو عبدالله بالخروج...وتبعه عبدالله ومحمد....
فيما اكملت العمة فريده...(( نذهب معا لتأخذي فستان يناسبك لا تقلقي ....))
اقتربت العمة فريدة وهي تهمس لابن اخيها...
(( طلاااال... اين باتت جلنار البارحة...))
طلال وهو يتصنع الضيق...
(( جلنار؟؟؟ باتت في حضن جدتها ..تصوري.... وانا في الفندق وحدي....))
العمة فريدة باستغراب...
(( هل هذا صحيح جلنار؟؟؟))
وبخجل واضح اومأت لها بالايجاب...
التفتت الى ام عبدالله...
(( اذاُ لنجهز لعروستنا غرفة الضيوف الليله....))
طلال..(( ماذا تعنين؟؟؟))
العمة فريده...
(( مادام البارحة لم تكن معك فلن تبقى معك الليلة..,,,انصرف من هنا....الان...))
طلال وهو يتظاهر بالزعل..
((لن ابقى معها الليلة؟؟؟))
ام عبدالله..(( طلال.؟؟؟ لا تخجل...قلنا لك ليلة الغد زواجك....))
طلال وهو يهمس لجلنار...
(( امي وعمتي... اخذهم الحماس بدور اهل العريس... تحملي ذلك للغد فقط...))
لم تعلق جلنار على حديثه فقط تنظر اليه
نظر الى عمته
(( عمتي..جلنار تخجل من الجلوس بدوني.... تريدني معها...))
وهي تشير للحقيبتين امام المدخل
(( طلال.... اخذ الحقيبتين للاعلى.... ))
بعد ان انصرف طلال....
اقتربت منها ام عبدالله
(( جلنار انت هنا مثل ابنتي..لا تخجلي من شئ... ))
العمة فريده...
(( سأتصل بنورس... لتذهب معنا لمشغل الخياطة... و بعد ذلك نذهب لشراء باقي ما تحتاجينه....))
كانت جلنار صامته فقط تومأ بقبولها كل اقتراحاتهم
وبتردد سألتها ام عبدالله..(( عذرا بنيتي ولكن والدتك اين هي الان؟؟))
جلنار...(( في كندا مع خالي... اتصلت بها فور وصولي هنا... )))
ام عبدالله..(( الن تحضر؟؟؟ ..))
جلنار..(( طلبت منها لك..لكن ظروفها لا تسمح كما انها تحتاج لتأشيرة دخول وهذا يحتاج وقت...))
العمة فريده وهي تحاول ان تلطف الجو الذي تسلل له الحزن..
(( لا عليك... انا وام عبدالله معك...لا تتضايقي من شئ...))
في غرفة ناصر مستلقي بجسد يقاوم مرضه...................................
افاقت من نومها على الكنبة
لتلمحه مازال نائماَ على سريره...
ابعدت خصلات شعرها عن وجهها...
وجلست على طرف السرير
اقتربت منه اكثر
ووضعت راحه كفها على جبهته
يبدو ان حرارته انخفضت عن البارحه
هدأت قليلا...
هدؤ غريب تسلل اليها
وهي تلمحه
لاول مرة قريب منها كل هذا القرب
ولها ان تتأمل ملامحه بامعان
كانت تنظر اليه وهي تأخذ انفاسها بهدؤ كي لا يشعر بها
كانت تراه ذاك الشاب الذي لمحته اول مرة في المستشفى
مررت اناملها على شعره
وهي لا تقوى على تحريك رمش عينيها
لا تريد ان تخسر ولو لحظة تلمحه فيها بهذا القرب
ودون ان تعي لنفسها
مررت راحتي كفيها على خده
وهي تغمض عينيها وتأخذ نفسها بعمق
حتى تكهرب جسدها بالكامل
بعد ان شعرت به وقد امسك بكفيها بكلتا يديه
وصار يضغط عليهما وهما مكانهما قريبين من خده
هل تهيأ لها ذلك
ام انه افاق لها فعلا
تنتظر منه ان ينطق
لكنها لم تسمع نبرات صوته
فتحت عيناها
تريد ان تكذب احساسها
لتراه ينظر اليها وابتسامه خبيثه على شفتيه
(( نونو؟؟ تستغلين نومي في ماذا؟؟؟))
بلعت ريقها بصعوبه
وهي تحاول ان تسحب كفيها منه
ان تهرب منه
لكنه شد على كفيها اكثر
(( كنت..كنت اريد ان اتأكد من ان حرارتك انخفضت بعد تناولك المضاد...))
(( تأكدتي من ذلك عندما وضعت راحة يدك على جبهتي...))
(( لم..لم تكن نائما..؟؟))
وهو يومأ برأسه...بلا
حاولت ان تبتعد عنه بعد ان سحبت كفيها منه
لكنه امسك ساعدها
(( لن تذهبي...))
(( ناصر ارجوك.....))
قربها منه اكثر
وهو يعتدل في جلسته
(( لم تتهربين مني؟؟؟))
لم تجبه بقيت صامته
(( قلتيها لي...لا تنكري....))
نظرت اليه وهي تحاول ان تستوعب ما يعني
(( كلمة حبيبي...مازالت ترن في اذني...))
اغمضت عينيها
لاتريد ان يرى ضعفها في نظرات عينيها
ولكن كل احاسيسها ضعفت امامه
وهو يلمها اليه
(( ليس لنا غير بعض نونو....))
وهي تشد جسدها عنه بكل ضعف
كانت تحدث نفسها..... لا تفعل ناصر... لا اريد ان اضعف من جديد....
(( انت زوجتي....ولنا ان نبقى طوال العمر زوجين..ولك مني كل ما تريدين....))
ابتعدت عنه اخيرا
ودون ان تنظر اليه
(( لا اريد شئ... ))
ارتفعت نبرة صوته
(( بلى نونو... انت محتاجه لي كما انا محتاج لك....))
ابتعدت عنه
وعن مكان مضجعه
ونظرها بعيدا عنه
(( كنت محتاجه لك.... لحظة ما فقدت اسرتي وبقيت وحيده ومقعدة ..كنت انت املي من اجل ان اعيد الحياة لجسدي من جديد...لكنك................))
لم تقوى على اكمال حديثها
حيث انها اجهشت في البكاء
كان خلفها...وضع كفيه على كتفها
وقرب شفتيها من اذنها
(( نورس صدقيني...ان ما حدث كان غصبا عني.... لم ارتب لاي امر مما حدث))
وقف مقابل لها وجها لوجه...
ومسك كفها....
ليجلسها على الاريكه...
(( صدقيني نونو......))
وهي تسحب انفاسها بصعوبة
(( اصدق ماذا؟؟؟؟ ما تقوله الان ام ماقلته لي حينها....))
(( لم اكذب عليك قط.... اقسم بذلك....))
رفعت نظرها اليه..وكأنها تريد ان تلمح الصدق في عينيه
(( قلتها لك...انت حبيبتي.....لاني فعلا احببتك....))
وهو يبلع ريقه بصعوبة...
(( ولم اقصد اذائك.... الظروف يا نورس.... صدقيني ان ظروفي كانت ضدي في كل شئ...))
كانت تريد ان تعرف....
لطالما شعرت انه يخفي عنها احداث من حياته...
احداث تخللت لقائه بها
وكانت سبب لفراقهما
وللألم الذي عاشته لسنوات...
كانت تريده ان ينطق
هل حانت اللحظة لتعرف ما يخفيه عنها
هل هناك ما يبرر فعلته معها
هل فعلا لديه ما يقوله كي يستعيد ثقتها وحبها من جديد
وهل ستسمح لنفسها ان ترمي بجسدها في احضانه
وتبكي لاخر مرة وحدتها ورعبها وألمها
كانت تنظر اليه
تنتظره ان يتكلم....
كانت تقول بداخل...انطق يا ناصر.....انطق..
حتى كان رنين الجوال....
طال رنينه كي تلتفت هي...
فيما هو ينظر اليها...
تحركت من امامه...ورفعت الجوال
كان يسمع حدديثها مع عمتها
(( اهلا عمتي....اليوم؟؟؟؟........لم تعلميني مسبقا.......اسفة جدا....ناصر مريض علي ان ابقى معه...... مارأيك ان تذهب زينة معكما..... هي افضل مني في ذلك....اسفة مرة اخرى ابلغي سلامي لجلنار...))
ناصر..(( ماذا هناك؟؟))
نورس..(( طلال وجلنار هنا...وغدا سيقيمون حفله زواج.. وتريدني اخذ جلنار للسوق..))
ناصر..(( لم اعتذرتي؟؟؟))
نورس بهدؤ...(( لقد سمعتني....))
ونظره لعينيها...(( تريدين البقاء معي؟؟))
وهي تتهرب من نظراته...(( اريد ان نكمل حديثنا..))
ناصر ..(( ماذا تريدين ان تعرفي.؟؟))
نورس... وهي تدعك ظهر كفها براحة كفها الاخرى
(( لِم فعلت ذلك معي؟؟؟ وتركتني بعدهاا...))
التفت لها...
ودموع تقطر من عينيها
(( اشعرني ولو مرة واحده انك لم تراني فتاة رخيصة استمتعت بها ليله واحده وتركتها...))
اقترب منها بحركة سريعه
حتى كاد يلتصق بها
(( لا تقولي ذلك.... لا تلفضيها على لسانك,,, ان كنت اراك كما تقولين...فانا سأحمل الصفه نفسها...))
وهو يمرر اناملها على شعرها..
(( وانا لن اقبلها في الحالتين))
مسح بكفيه دموعها...
واحاط بذراعه على كتفها....
(( لنخرج من هذه الغرفه اولا..))
لم تفهم ما يعني بحركته هذه...
حتى قالها..(( اشعر ان هذه الغرفه امتلئت بالمشاحنات.....))
تقدم معها نحو غرفتها....
استغربت ما يفعله...
وهو يغلق الباب عليهما...
(( هنا كنتِ زوجتي... وهنا أخبرك ما اخفيته لسنوات...))
وانخفضت نبرة صوته فجأة...
(( ولكن ماذا بعد؟؟؟ماذا بعد ان تعرفي الحقيقة..هل ستبقين معي؟؟؟))
لم تجبه.... بل انها صارت تتهرب من النظر اليه
فهم من نظراتها التائهه انها لا توعده بشئ
وبضيق...(( أخبرك الان بكل شئ... ولك بعدها حق الاختيار...))
التفتت اليه بحركة سريعه وكأنها تريده ان يتحدث ب..
ونطق اخيرا.......
وكان حديثا طويلا.....
بطول تلك الليالي وألمها....
....عند لقائي بكِ اول مرة....
كنت تائهاً في نظرة عينيك..
قاومت كثيرا حتى اصرف نظري عنك.....
**كانت نورس تتذكر موقفه عندما التقته اول مرة في المطعم**
لحظتها بدأ قلبي وعقلي التفكير بكِ انتِ
رغم انشغالي بوضع امي رحمها الله والتي كانت اغلى ما عندي....
الا اني لم استطع ان اتجاهلك...
نورس....
اعلم انك كنت تخرجين من غرفتك للعلاج الطبيعي كل صباح الساعه التاسعه والنصف...
وتتناولين غدائك مع عمتك بعد صلاة الظهر مباشرة....
وموعد الفحص من قِبل الدكتور يكون كل يوم بعد العصر.....
اعرف تفاصيل يومك كله
لاني كنت اترصدك من بعيد..
اشبع نظري بلفتاتك البريئة....
وبلمعة الحزن التي اجهل اسبابها في تلك اللحظة....
نادرا ما اجعلك تشعرين بي حولك
..كنت المح ابتسامة خجل كلما التقت عيني بعينيك
ابتسامة تذيب كل ما بداخلي
حتى اكاد اضعف امامك وقد ابوح لك كل ما بداخلي...
لكن اعلم ان الظروف لاتسمح...
ظروفي وظروفك....
حتى كان قرار امي بالعودة
جاء قرارها بعد اتصال من والدي....
شعرت امي ان والدي في ازمة او مشكلة
لم ترتاح لنبرة صوته
لطالما امي كانت قريبه من والدي..
تشعر به وان كانت بعيده عنه....
حاولت اقناعها.... ان تصرف نظر حتى انهاء عمليتها
خاصة ان عمليتها ستكون خلال اسبوع...ونسبة نجاحها عالية جدا...
لكنها ابدا ابدا لم تأخذ بكلامي
قرارها ومصره عليه ان تعود للبلاد
قلبها مشغول على والدي...
لم اوافق على قرارها حتى كان رأي الطبيب...
ليس من صالح والدتك اجراء العملية وهي بهذا الوضع النفسي السئ..
وكان رايه ان اعود بها للبلاد....
لتطمأن على والدي...حتى تأخذ قرارها بالعودة بنفسها
لاجراء العملية....وهذا ما كنت ارفضه
اعلم جيدا ان عادت والدتي للبلاد..لن تفارق والدي..
فقد كان احساسها في محله...
هناك ما يقلق بشأن والدي...
علمت من اخوتي....عبدالرحمن والد زينة ... وعبدالعزيز
ولكن لابد من العودة.....
حجزنا تذاكر العودة....
خلال يوم سأفارقك....
كان الم العالم كله في صدري....
وجع على من احبهم...
ابي الذي ليس بمقدوره مواجهة ما حصل معه....
ووالدتي.... التي صرفت نظر عن اجراء العملية كي تعود لها القدرة على الاعتماد على نفسها في المشي...
وانت يا نورس... كيف لي ان افارقك بعد ان تعلقت بك...
كنت اتمنى ان اكون بقربك اثناء اجرائك للعملية..
اطمئن على صحتك...
كنت اتمنى ان تنعمي بالصحه....كما كنت اتمناها لوالدتي دائما
ايامي هنا اقضيها من اجلكما انت ووالدتي
استيقظت مبكرا كي انعم نظري بك... ولأكون عونا لوالدتي...
ولكن كان قرار امي في العودة .. اكبر من مواجهتي ورفضي
وفي ذلك اليوم...
قررت زيارتك..
الحديث معك...
اقتربت من غرفتك كما افعل كل ليله لكني لا ادخلها..
ولكن هذه المرة سوف افعلها....
ودخلت عليك..
لا انسى وقوفي امامك...
قريب منك ...
اذكر ما كنت ترتدينه....
لباس نومك اختلط به اللونين الاصفر والبرتقالي و تتوسطه صورة ميكي ماوس
وشعرك لم يكن منسدل على كتفك كما احب ان اراك..
لكنك كنت تبدين في قمة الروعه
كنت تنظرين الي
وانا المح بريق حزن قد تلاشى من عينيك واستبدلته بابتسامة
رأيت في عينيك ابتسامة
تبادلنا حديثا قصيرا
لكنك بديت عفوية معي في حديثك..
وفي المقابل
صرت احدثك عن والدتي...
وكيف اني هنا من اجلها...
لم انم ليلتها
صرت استرجع كل كلماتك
نبرات صوتك...
حديثك بكل حب عن عمتك...
وقبل يوم من السفر
بعد لقائي بك
زاد اصراري على والدتي ان نبقى
من اجلها..ومن اجلك
لم اقوى بعدك
لكنها لم ترضى ابدا
وليلة السفر.....
تلك الليله
لم ارغب في رؤيتك صدقيني...
بل ان طوال اليوم بقيت حبيس غرفة والدتي لم افارقها
لم ارغب حتى ان المحك
لا اعلم لماذا
وفي وقت متأخر بعد ان نامت والدتي..
ذهبت للفندق للاستحمام وشراء وجبة لاني بقيت طوال اليوم غير راغب في تناول الطعام
حتى مررت من غرفتك
لا..الحقيقه ان قدماي اخذتني اليك....
لا اعلم لم شعرت انك تنتظريني.....
اتذكر فتنتك عندما لمحتك....
لباس نومك القصير من الحرير.. باللون الزهري.. وقد اسدلتي شعرك الاسود الطويل ..
((تذكرته نورس لحظتها...صورته ليلتها لم تغب عنها ابدا ))
نورس..(( كنت ترتدي قميص ابيض بكم قصير وبه نقوش زرقاء ناعمة مع بنطال جينز ازرق... وبدى شعرك رطب,,ونفسها رائحه عطرك تفوح في المكان..))
اتذكر جيدا كيف كنت ابرر وجودي معك....
لا ابرره لك فقط
وانما لنفسي ايضا
فعقلي يقول لي ان انصرف وبسرعه
وقلبي...
يرفض
يريد ني ان اكون معك بقربك...
ربما لن التقيك.... شعور ذبحني ..
نعم ذبحني بمعنى الكلمة....
حاولت ان ابدو طبيعيا...
في حين انك لم يبدو عليك الانزعاج من زيارتي
اتذكر جيدا انني فكرت بالخروج وبسرعه او بالاحرى ان اهرب منك
اخبرتك اني سأخرج
ولكن ضعفت في اخر لحظة
وانت تطلبين مني البقاء..
رفعت الكيس الذي يحوي وجبتي...
وقد اشترطت عليك ان تشاركيني ...
ودون قصد مني سألتك...
..(ولكن كيف تشاركيني وانت على السرير؟؟؟)
نظرتي الي باستغراب...(لا يمكنني...)
ايقنت اني ارتكبت خطأ فاضح
وبسرعة تداركت الامر
ودون ادراك لما افعل
عرضت عليك المساعده وقلتها
وانا انظر لعينيك
قريب منك
(نورس حبيبتي....)
..(هل تسمحين لي ان اناديك حبيبتي...)
كنت صامته
وانا استمد قوتي من صمتك
فأطلقت لقلبي العنان
لا انسى كلماتي لك ابدا
( نورس انا احبك..نعم احبك..منذ ان رايتك اول مرة..اعلم انها فترة قصيرة... لكن في كل مرة المح الحزن في عينك يكبر هذا الشعور بداخلي.. )
شعرت ان علي ان اقول لك كل شئ..
وبصراحه
ومن حق قلبي ان يبوح بما داخله
يكفيه صمت
وهناك احتمال للفراق
لم اخجل ان ابوح لك بحبي
كنت وقتها صامته
وكأنك تطلبين مني المزيد من البوح
نطقتِ ببضع كلمات
استنتجتُ ان هناك شعور متبادل
عقلي حاول ان ينهي هذا اللقاء
ولكنه وللأسف انهزم امام قلبي
رغم ان قلبي وقتها ذائب بِبُشرى مشاعرك لي
لكنه نجح في واجهة عقلي
صرت انظر اليك
لحظتها اخذ عقلي يجاري قلبي
هل سأترك هذه الفتاة التي سلبتني قلبي...
كنت ارغب ان اكون بجانبك ...
بجانبك دائما....
لم اشعر بنفسي....
الاوانا التهم برائتك...لأشبع رغبة بداخلي...
لم استوعب لحظتها سوى ان التردد في الا قتناع بحبي لك قد زال
تأكدت اني احبك..احبك اكثر...
تذكري كلمتي لك
اني احبك اكثر........
لاتركك بعدها
نعم تركتك..
وتركت قلبي وعقلي وروحي معك....
تركتك وذهبت لوالدتي....
ارجوها ان اتبقى...
بكيت عند قدميها ان تبقى...
كانت تتصور دمعي من اجلها
لم تعلم اني معها بعد ان سلبت براءة فتاة...
برائتك كانت معي امام ناظري...
ولكن كل هذا لم يقنع والدتي بالبقاء....
وبسرعه...
ذهبت اسأل عن موعد العملية...
اخبروني انها بعد اسبوع تقريبا...
كنت اشعر ان لدي المزيد من الوقت..
اخذ امي للبلاد...لتطمأن على والدي..
واجعله يقنعها بالعودة لألمانيا لاكمال علاجها..
وقتها سألتقيك....
ولن اتركك...
نورس.... منذ تلك اللحظة وانا اشعر بك زوجة لي....
لابد ان اعود بك للبلاد....وانت تقفين على قدمك... نحيا معا انا وانت
ليس لي ان ابرر ما فعلت
وليس لدي اي عذر
ولكن...الشيطان ثالثنا....
وعدت للبلاد...
واكتشفت ان الامر اكبر مما تصورت...
والدي موقوف.... بسبب قضايا اختلاس ورشوة في وزارته
اصبحت قضيته حديث الناس في كل مكان
لم يتحمل..حتى اصيب بازمة قلبيه
ابقي بعدها في المستشفى العسكري الخاص
وصارت حالته من سئ لأسؤ...
عدنا وهو في المستشفى...
وامي ما ان علمت..حتى انهارت....
وكل هذا له ان يحدث وعلي مواجهته لوحدي....
لا تسألين عن اخوّي...
تركونا في عز الازمة....
قامو بسحب كل اموالهم تهريبها للخارج....
اموالهما ربح شركة كانا يديرانها
ولانهما قلقا من ان يتم تجميد حساباتهما مع جميع حسابات والدي في البنوك..
وكان هذا ما حدث....
حتى انه تم ايقاف عمل شركتهما..واعلنا افلاسهما لتأكيد للجميع انهما لا يملكان مالا يتم تجميده....
هربا اخوي .. خوفا من سمعتهما بين رجال الاعمال
بل اني صرت اسمع حديث البعض عنها انهما يرفضان تصرف والدي....
امي طريحة الفراش في المنزل...الذي اصبحنا لا نملكه
ووالدي موقوف..رغم مرضه....
شهر لم يكمل.... ورحل والدي.....
رحل عنا انا وامي...
ازدادت حالتي امي سؤا
وانا وحدي معها
الجميع انصرف عنا
لم يرغب احد يشوه سمعته بعلاقته معنا الا القليلين.....
ونعمة من الله
كان اخاها الوحيد...
خالي الله يرحمه..وقتها كان على فراش المرض..
طلب من ابنائه اعطاء والدتي حقها...
حقها من ورث والدها الذي لم تفكر يوما انها ستحتاجه
لذا ابقته مع اخاها ليستثمره في اعماله التجارية
حينها كان الوقت المناسب للحصول على هذا الحق
الذي اشترت به هذه الفيلا....
والباقي ابقته في حساب خاص بي...
حتى تقنعني اني لست بحاجة للعمل..
وعلي العوده للدراسة
ولكن وقتها لم افكر الا بك
حاولت الاتصال بك في المستشفى
لكنهم يرفضون اعطائي اي معلوماتك عنك
باعتبار ان هذه قوانين المستشفى
صرت ابحث عن اي شئ يدلني عليك
وكل ما اعرفه هو اسمك
(( نورس محمد الــ.....))
لا اكذب عليك
لم يكن صعبا
فقد دلوني عليك
ولكن ما عرفته
ان محمد الــ.....
توفي مع اسرته في حادث
واخيه الوحيد فهد الــ.....
يعمل في السلك الدبلوماسي خارج البلاد...
ولابد ان تكون ابنة اخيه الناجية من الحادث معه
عجزت في معرفه اين يكون عمك...
لم اصل لك نورس صدقيني....
**لم تتحمل اكثر...
اقتربت منه وهي تبكي...
كنت هنا ناصر....
لم اغادر هذه البلاد...
كنت برفقة عمتي وجدتي
اعيش ألمي ووجعي..**
لم يقوى على اخفاء دموعه
وهو يحدثها
استسلمت لقدري....
شعرت ان كل شئ ضدي...
وقدرنا ان نفترق....
حتى كان قرار والدتي ان ارتبط بنبيلة...
قريبتي
كانت تعمل ممرضة...
وتزورنا باستمرار تتابع حالة والدتي..
كانت في منتهى الطيبة
وبحكم انها يتيمة واصغر اخواتها
كانت تعيش مع اخيها الاكبر
طلبت امي ان اتزوجها...
كان لديها اسبابها
واهمها انها ترى اني بحاجة لاحد يكون بقربي
لم امانع
ليس لدي سبب لارفض
بعد ان خسرت كل شئ
لِم ارفض طلبا لوالدتي
تزوجتها
تم العقد والزواج في يوم واحد
وبقينا شهور
لم تجمعنا غرفه واحده
حتى اكتشفت امي ذلك صدفة
لم اتصور ردة فعلها
كانت غاضبة
لأول مرة اشعر بغضبها
كانت ترى ذلك اهانه لهذه الفتاة
وبداخلها كانت تخشى ان تكون قد ظلمتنا
بقرار الزواج
لم ارغب ان تتألم اكثر
فيما نبيله بسلبيتها تقبل بأي قرار دون نقاش
فتاة بطيبتها تخجل تفرض رغباتها عليّ او على والدتي
كانت تقضي يومها بعد العمل مع والدتي
ترى في ذلك افضل من يومها في منزل اخيها
والذي اتضح لي بعدها انها لم تتفق مع زوجته وبناته المراهقات
اكملت دراسة البكالوريوس خلالها
وفي سنة الاخيرة
كنا ننتظر طفلنا الاول
وكم كانت والدتي سعيدة بهذا الخبر
لكن الموت لم يمهلها...
سلبها الموت من حياتي...
ليس لي ان اصف لك ألم فقداني لها....
وفي الشهر نفسه....
جاء احمد....
طفلي الاول.....
وكما جاء...ذهب
لم يحتمل هذه الحياة القاسية
ذهب وهو يسحب انفاسه بصعوبة
ليتحول وجهه امامي لقطعه زرقاء
وتنقطع انفاسه بعدها..
لم احتمل...
كنت اراه املي في حياة جديدة....
طفلي الاول.... انجازي الاول في هذه الحياة...
علّه يكون سببا لأقبل بوالدته الطيبة رفيقة دربي
لكنه كان سببا لقرار الفراق...
لم تعترض...رضخت لقراري كعادتها
كان الجميع يرى ان كوننا قريبين سبب لما حمله ابننا من عيب خلقي لم يستطع مقاومته
وليس هناك ما يمنع انفصالنا...
وتم الطلاق.....
سافرت بعدها لأامريكا لاكمال الماجيستير....
فيما هي...نبيلة....
لم تبقى في منزل اخيها طويلا....
تزوجت بعد شهور....
وعلمت بعدها انها انجبت اطفالا اصحاء...
سعدت لها فهي تستحق كل خير...
كانت معنا سنوات انا وامي...
لم نرى الا ابتسامتها... ورضاها....
استرسل ناصر في الحديث
كان لديه الكثير ليقوله
ولكن عند هذه اللحظة لم يقاوم
وضع راحة كفيه على وجهه
نورس وسط زوبعة هذه الحقائق والاعترافات....
اقتربت بنظرها اليه...
ودموع في عينها
تتراقص بهدؤ
وبقيت على صمتها
فتحتاج للوقت لتستوعب كلماته
كلمات اختصرت سنوات من عمرهما
سنوات فراق ووجع
في حين انسحب من امامها....
فكم يحتاج للراحه الان..
بعد القى بثقل حمله لسنوات ...
ادار ظهره عنها...
تقدمت خلفه خظوة...
وسحبتها بعد ثانية واحده...
عادت ادراجها...
تسحب انفاسها وكأنه اشوك تخترق جوفها...
تؤلمها..توجعها...
فيما هو....كل ما رغب به لحظتهاا...
ان يريح جسده...
بعد تعب سنوات...