الشاطئ الــ 52
الموجة الاولى....
قبل منتصف الليل............................................. ...................................
لم يشعر بوجودي ما ان لمحها
تاهت منه االكلمات
بدى مرتبكا وهي تتقدم نحونا
وضاع مع ترحيبها
غاب عن العالم
لا يرى غيرها
فضلت الانصراف لم احتمل هذا الموقف
لم التقي يوما برجل لم يمدح جمالي ولو بكلمة
رغم ان هذا لا يستهويني
ولكن .....
كنت انتظر منه
من عبدالله
الا اني بت شبه متأكده ان اخرى في حياته
وقد تكون هي
(( زينة....))
لطالما كنت واقعيه في كل اختياراتي وقراراتي
والان.....
لابد ان اضع حدا للخيالات التي اعيشها منذ ان عرفته
فكرت بالاتصال به
ترددت كثيرا
ولكني فعلتها
رحب باتصالي
ربما شعر ان لدي ما اقوله
حاولت وحاولت ان اكشف له مشاعري لكني فشلت
فشل ذريع
بعد ان فاجئني بسؤاله
(( هل للحب ان يجمع شاب بفتاة وان كان هناك فارق بالعمر والتفكير؟؟؟))
(( لم لا؟؟؟؟))\
(( حتى وان كانت عشر سنوات فرق في العمر؟؟؟))
ادركت انه يعيش قصة حب
مع فتاة صغيرة
تخالفه في الافكار
وبصعوبة اجبته
(( الحب لا يعرف الارقام....))
(( والتفكير؟؟؟؟ ان اختلفنا فيه؟؟؟))
(( الا تستحق ان تجهد نفسك من اجلها... وتقنعها بأفكارك...))
لا شعوريا صرت اقنعه بها
بالتمسك بهذه الفتاة
وصورة
زينة امامي....
لابد انها حبيبته
التي جفاه النوم في هذا الوقت بسببها.....
الشاطئ الــ 52
الموجة الثانية
بعد منتصف الليل............................................. ..........................
لم استطع ان اغالب الارق
وارهقني التفكير...
وهذه العلبة المخملية مازالت امام ناظري....
قلبي يرغب بها
عقلي يرفضها وبشدة
وبهدؤ خرجت من الغرفة
بخطوات بطيئة نزلت للاسفل...
جلست اُقلب في قنوات التلفاز...
لا شئ مهم...
تذكرت عمتي
التي تقضي يومها مع المسلسلات...
كم كانت مدمنه عليها....
صرت ابتسم مع نفسي
وانا اتذكرها كيف كانت تتأثر مع المشاهد
كما انها تبكي احيانا
حتى كان خياله امامي....
جمدت مكاني....
وانا اكتم انفاسي....
والاكثر من ذالك...
اطراف اصابعي تشد على فستاني القصير الذي ارتديه....
اخذت وسادة صغيرة...
ووضعتها على ساقيّ المثنية على الكنبة...
(( نورس......))
التفتت لي ببرود مصطنع
وهي تبتسم
(( ألم تنامي؟؟؟))
لكنها لم ترد علي....اومأت برأسها بالنفي.....
جلست مقابل لها...
(( كنت مع د.سعيد وتحدثنا عن بحثك....))
لحظتها فقط...
تحركت من مكانها....
انزلت ساقيها من على الكنبة.....
واعتدلت في جلستها
لم اعلم ان موضوع بحثها
سيجعلها تفزع هكذا...
وبنبرات متردده...
(( ماذا قال لك؟؟؟))
(( يمدحك كثيرا...))
تغيرت ملامحها
بدى التوتر يتلاشى. شيئا فشئ.....
تحركت من مكاني.....
(( تتابعين القناة؟؟؟))
(( لا...))
كنت اشعر بأن التوتر عاد لها من جديد...
وبين الفينة والفينه تشد اطراف فستانها القصير....
فستان باللون الاخضر القاتم... بأكمامه القصيرة...
والذي اظهر بياض بشرتها....
(( سأعرض لك فيلم لابد انه سيعجبك....))
كنتُ جالسه مكاني....
بل جامدة..
فقط اناملي على اطراف الفستان....
وافكر كيف انه غلبني بحديثه
حتى اتفاعل معه
يعرف نقطة ضعفي...
الدراسة...
والان اخجل من مغادرة المكان....
فيما هو مشغول مع التلفاز...
التفت لي...
(( اشتريت هذا الفيلم منذ فترة... لقد شاهدته في السينما واحببت فكرته...))
لم اعلق على حديثه....
التفت الي..
(( لابد انك تحبين الافلام الرومانسية....))
وبنبرة منخفضه..
(( جميعكن تعشقنها...))
كان يتحدث عن الفتيات...
لابد انه خبير في ذلك....
ان لم يكن لديه معارف فتيات..
تكفيه زوجاته السابقات....
اخذتُ نفسا عميقا ..عندما خَطَرَ ذلك على بالي
هل يقضي مع سمر مثل هذه السهرات....
وكانت بداية الفيلم...
البطل وزوجته يستعدان للحفلة ....
وهما في قمة الرومانسية...
هل سأبقى اشاهد هذه المشاهد معه...
يرقصان معا... يتهامسان..يقبلان بعضهما..
وانا على صمتي...وجمودي.....
حتى كانت نهاية الحفل خروجهما معا...
وينتهي المشهد بحادث سيارة....
وهرولة الجميع في ممرات المستشفى...
(( ان لم يعجبك..لي ان اُبدله بفيلم اخر...))
(( لا بأس به...))
اخذني الفيلم عن كل مشاعر القلق والارتباك...
كنت مستمتعه به...
رغم مشاهده الاولى المؤلمة بعد ان فقد الزوج زوجته....
حيث نفذ وصيتها بأن يتبرع بقلبها لاي مريض...
التفتُ اليه...
((ما اسم الفيلم...))
(( return to me))"ارجع لي"
قالها بنبرة منخفضة...
ونظراته الي
تكاد تلتهمني....
اخذتُ نفسي بصعوبة...
وانا ازيح نظري عنه...
اخذنا الفيلم بأحداثه
لم تكن ابدا مشاهدة الافلام من هوايتي..
لكن ناصر بدى عليه انه مدمن افلام
لا يَفرق عن عمتي في ذلك..
لا ادري كيف بدت لي بعض المشاهد مؤثرة
رغم انها كانت عادية جدا....
كيف تمت عملية نقل قلب زوجته لفتاه اخرى....
و ردة فعل من حولها لنجاح العملية...
كان كل مشهد في الفيلم يعود بذاكرتي لايام مضت....
حاولت تجاهلها.....
ولكن هل كل هذه الاحداث تحدث في الواقع....
هل للبطل ان يعشق الفتاة التي تحمل قلب زوجته دون ان يعلم انها هي من تم التبرع لها بالقلب....
كم هو امر خيالي.....
ليس هو من عشقها..
حتى الحيوانات التي تراعهم زوجته سابقا...
تعلقوا بهذه الفتاة....
كانت مندمجة مع احداث الفيلم
في حين انا اعيش عالمها..
نظراتها وملامحها وجهها التي تتغير مع احداث الفيلم...
كانت متفاعله معه كثيرا...
لم احب الافلام الرومانسية يوما
ولكن شعرت ان قد هذا ما تحبه
ويجعلها تستمتع بالجلوس معي
وان كان لغرض اخر...
كنت ارى ارتباكها
عند اي مشهد يجمع البطل مع البطله.....
تتهرب من النظر الي....
حتى كانت نهاية الفيلم......
ولانه فيلم رومانسي لابد للبطل ان يتزوج البطلة.....
اعتدلت في جلستها
وكأنها تهم بالانصراف...
كنت ارغب ان نبقى مع بعض اكثر....
ففاجأتها بسؤالي...
*(( هل اعجبك الفيلم...))
(( نعم...فكرته بسيطة لكن ادائهما معبّر جدا...))
*(( تعتقدين احبها لانها تملك قلب زوجته؟؟؟ ام لشخصها هي...))
صارت تتحدث بعفوية...
(( قصه ليس لها ان تحدث الا في الخيال..كيف تجذبه هي بالذات ...فقط لأنها تحمل قلب زوجته.؟؟؟..))
*(( وقد تكون الفرصة جمعتهما....))
(( الظروف ساعدتهما لا غير....))
* (( لكن قلبه دله عليها..الا ترين ذلك...؟؟))
(( خيالات المؤلف...))
*(( الحب ليس خيال..انما حقيقة...))
التفتت اليّ بحركة سريعه....
(( الحب خدعه.... يخترعها من يرد ان يصل لغايته..))
تحركت من مكانها...
وقفتُ حينها مواجه لها....
(( لم نكمل حديثنا...))
بدت متوترة...
((ليس لدي ما اقوله ))
امسكت ذراعها (( ولكن لدي ما اقوله لك....))
حولت نظرها لقبضة يدي..
(( ابعد يدك عني... لا اتحملها...))
لم ابعد يدي عنها
بل شددتها لي....
(( لا تقولي خدعه..الحب لم يكن ابداً خدعه...))
(( وما ادراك انت؟؟؟؟))
قالتها بلهجة غريبه
شئ من الاستهزاء بين طياتها...
قربتها اكثر مني...
وانا قابض على ساعدها..وكتفها قريب من صدري....
(( تضنين انك كنت اخدعك؟؟؟؟ الهذا لم تقبلي خاتم الزواج مني..؟؟))
لحظتها رفعت نظرها الي..
نظرات حاده..
قاسية
موجعه ومؤلم لي...
صدرها يرتفع ويهبط...
بدت تتنفس بصعوبة...
(( لا تفكر للحظة انك سترى الخاتم في اصبعي....))
واكملت (( ثم كيف تقول انك لم تخدعني....كل ما فعلته لم تخدعني....سلبت عفتي ولم تخدعني.؟؟؟ رحلت وتركتني مع مصيبتي وانا معاقه مقعده....ولم تخدعني....))
نبرة صوتها كانت مرتفعه....
كتمت انفعالي,,,
وهمست لها
(( نعم...كل هذا حدث... لكن صدقيني لم اخدعك..... ))
وهي تبتعد عني..
(( وماذا يعني ان تتركني ملوثه بخطيئتنا...))
كلماتها كانت كخناجر في صدري....
تخترق قلبي
تدميه بعمق....
(( لم هذا التعبير القاسي...نورس انت انقى من هذه الكلمات.....))
اقتربت لحظتها
ودموع تترقرق في عينها
(( انقى.. عن اي نقاء تتحدث؟؟؟؟))
(( النقاء الذي المحه في عينك..واراه في كل لفتاتك..لست انا فقط..كل من يعرفك يشهد بذلك....))
(( لانهم لا يعرفون نورس الحقيقية..نورس التي دنست نفسها بدل ان تحافظ على اغلى ما تملك...
نورس انسانه لا تستحق تضحية عمتها ولا محبة عمها وابنائه الذين لو علموا بحقيقتها لقتلوها..لقتلوا نورس....))
اخذت نفسا عميقا وواصلت كلماتها...
(( تعلم كم عدد من تقدموا لي...
وانا اخترع الاسباب لرفضهم....
تصور لو لم التقيك...ما قد يحدث بي...))
(( لابد اننا سنلتقي...))
(( كيف وانت تعيش حياتك..وتاركني بخطيئتي اتوجع وحدي...))
ودون وعي مني...
شددتها الي من ذراعيها
وصرخت فيها..
(( نورس....هل تتلذين وانت تعطين نفسك هذه الصفات؟؟؟
تعاقبين نفسك؟؟؟ هل هذا يريحك؟؟؟ يخفف من وجعك؟؟؟ ام يزيد من قهرك وألمك؟؟؟؟
اجيبيني انت الان؟؟؟))
كانت تبكي...
ضممت وجهها بكفي...
(( لا تبكي نورس...))
ابتعدت عني قليلاً
(( لا تريدني ان ابكي و ان اواجه نفسي بحقيقتي...))
(( الحقيقة تختلف عن ما تصفين نفسك به..... لم ارى من هي اروع منك في كل شئ...))
(( اذاً لم فعلت ذلك وهربت عني؟؟؟))
وبدون وعي مني...
صرخت فيها...
(( لم اهرب..صدقيني لم اهرب...))
وكأنها تهمس لي...
((اذا ..ماذا تسمي ماحدث...؟؟))
(( انك لا تعلمين ما حدث معي...))
وبهدؤ اكثر...
(( ماذا حدث؟؟؟ قل لي..تكلم...))
تركتها ..ابتعدت عنها...((لا يهم ان تعرفي الان....كل شئ حدث وانتهى..وما اريدك ان تعرفيه....انك بعيده عن كل الصفات التي تتلذذين بتعذيب روحك وانت تصفين نفسك بها))
كانت مصره على سؤالها....(( لم لا تريد ان تقول ما حدث بعد تلك الليله...))
(( ومقابل ذلك؟؟؟؟ ))
(( ماذا تعني؟؟؟))
(( رفضت خاتم الزواج..اي انك مصرة على شرط الانفصال....
فهل يعني لك شئ تبريري لما فعلته في الماضي... ام انه سيكون مجرد حديث؟؟؟))
رفعت نظرها لي
كنت المح نظرات غريبه
لمعة لم اعدها في بريق عينها
التي طالما عشقتها
(( ناصر... هل تعني ان لديك اسباب لهجرك لي؟؟؟))
كانت قد هدأت قليلا....
اقتربت منها...
وانا امرر راحة يدي على شعرها
(( لم اتعمد جرحك او اذائك...
الظروف اجبرتني
اجبرتني ان اتركك بوقت لابد ان اكون بجانبك...))
كانت تنتظر منه ان يكمل حديثه
لكنه لم يفعل
(( تكلم ناصر...))
رسم ابتسامة على شفته...
(( للمرة الثانية تناديني بأسمي خلال لحظات....))
وأكمل...
(( ما تريدين معرفته احداث قاسية مررت بها...
اعلم انها ليست اقسى مما تحملينه بداخلك من حزن...
ولكن ... هل لي ان اطلب منك ان تنتظري....))
(( لماذا؟؟؟))
(( لست مستعدا للحديث فيها الان...
اعدك بأن اخبرك...
في الوقت المناسب...))
الشاطئ الــ 41
الموجة الثالثة
كانت مواجهه صعبة
لم يستعدا لها ابدا
لم يرتبا الحديث الذي لابد ان يدور بينهما
كانت قد باحت له بكل وجعها
لكنها ابدا لم تكن قادرة على استفزازه
لينطق
ليبرر موقفه
هذه الحقيقه
كانت تنتظر منه ان يبرر لها ما فعله
ان يدافع عن نفسه
ان يعتذر
لكنه ابدا لم يفعل
اكتفى بالدفاع عنها هي...
يبرر تصرفاتها ...
يُحسن من صورتها في عينها...
كان يمنعها ان تتلفظ امامه بصفات سيئة تنسبها لها
خارجة من اعماق روحها
لم تبوح بها يوما لنفسها
والان تصرخ بها في وجهه
كانت تسفزه بهذه الكلمات
ليدافع عن صورتها في عينه
لكنه .....
لمــ يتحدث عن نفسه.....
هل حقا هناك شئ حدث
يبرر هروبه عنها....
ام انها اختلقت امرا وصدقته...
لتعطيه مبررات لموقفه معها..
كانت تدافع عنه امام نفسها....
حاولت وحاولت ان تجعله يتحدث لكنه لم يفعل...
انه ينتظر وقتا مناسبا
لاتدري ما يعني بالضبط
لكنه وعدها ان يفعل
بدى الم جديد يخترق داخلي
ألم لم انتبه له الا بعد هذا الجفا الذي اعتدنا عليه....
هل قدري ان اتحول من ألمــ الى اخر؟؟؟
من ألـــمــ فراق اسرتي
الى ألمـــ خطيئة وقعت بها دون انتبه لنفسيــ
ومن ألمـــ سر اخشى ان ينفضح....
الى ألـــمـ ايام اقضيها مع جلادي....
ألمـــ هذه الايام قاسيه علي....
الم نابع عن قارا صعب
النفصال ام الاستمرار معه
لم اتصور يوما ان اجد حلا لاحفظ سمعتي من ما ارتكبته في الماضي
الا مع جلادي....
مع ناصر....
والان يا نورس....
ليس لديك ما تخشينه....
لك ان تعيشي حياتك....
ماالذي يمزق فرحتك.....
احاول ان اجد جوابا لهذه الاسئله
لكني ابدا لم استطع.....
وقرار الانفصال بات يلوح امام ناظري...
ماذا انتظر....
هل اصدق ما قاله لي؟؟؟
هل انتظر منه ان يخبرني عن كل ما اجهله
وما هي الامور القاسية التي تحدث عنها؟؟؟
وهل هذا سيبعد قرار الانفصال عن تفكيري؟؟؟
كان هذا شرطه ليخبرني بكل شئ؟؟؟
كانت لدي افكار احاول ان ارتبها....
انهي دراسة البكالوريوس..
واقدم لدراسة الماجيستير في الخارج...
ارحل بعيدا....
لعالم لا يعرفني فيه احد..
اعتمد على نفسي....
انال شهادتي...
وبعدها..اعود....
اعود لمن؟؟؟؟
عمتي باتت عائلة تلمها
وعمي لديه التزاماته.....
علي ان افكر جيدا في كل قراره اعتمده
هل ابقى معه...اجد مبرر لكل تصرفاته معي سابقا؟؟؟
ام اترك كل شئ خلفي
واسافر..لاكمال الدراسه
اما ما بعد الدراسة وقتها يمكن ان يمهد الله سبحانه وتعالى لي الطريق...
لا ادري لم خَطَرَ ببالي هذه الفكرة.....
فكرة الزواج
فليس للفتاة الا الزواج....
هل لي ان ارتبط بغيره بعد انفصالي عنه؟؟؟
فكرة بدت غريبه..
بقيت لحظات طويله احاول ان استوعبها...
انفصالي عنه نهاية ما بيننا..
ولي ان اعيش بعدها حياتي كأي فتاة....
ترقرقت دموعي لحظتها.....
هل فعلا الانفصال هو النهاية؟؟؟؟
هل سأنسى كل هذا؟؟؟؟
لطالما ظننت ان خلاصي من هذه المشكلة ينهي كل الامي...
لكني اكتشفت اني لست على صواب....
هناك جرح بداخلي...
لا يندمل ابداً
الشاطئ ال 52
الموجة الرابعه
في زاوية من هذا العالم الصغير.......
وفي بكرة الصباح......
التي تتلون فيه كل الكائنات.....
الا حياتي بلا لون ...
بلا طعم...
و ما يجعل انفاسي متواصله هي جدتي....
جدتي هذه السيدة الرائعه بنظري...
الام الحنون....
بوقت مرمية ببيت كبير لا احد معها....
ولا احد يزورها...
لا ابناء ولا احفاد...
ولكنها...
لا تكف عن السؤال عنهم....
وتبدأمن الصباح الباكر....
بعد الافطار مباشرة...
تنادي الخادمة..
وتطلب منها الاتصال بأحد ابنائها او احفادها...
وكل يوم اتصال لاحدهم....
وان اجاب على مكالمتها.... التي لا تطول كثيرا....
تنتهي عادة بوعد الزيارة لكن....
لا اجد احد يزورها..
حتى والدي....
مرات قليلة خلال الايام التي جلستها معها.....
لم اشعر في هذا البلد ما يشعرني بأني انتمي له...
ولم احبها الا هي.....
لم اجد في والدتي ما وجدته بها....
تدقق بكل شئ....
خاصة اوقات الصلاة.....
وكم يضحكني... شكلها وهي تتسلل لغرفتي عند صلاة الفجر لتتأكد اني اؤدي الصلاة....
وكثيرا ما تحادثني بأمور لا افهمها...
وعن اشخاص لا اعرفهم....
لهجتها صعبه علي..
لكني صرت استوعب شئ مما تقوله....
احب الجلوس معها...
من بعد ان كنت احبس نفسي في غرفتي...
وهي كذلك تعلقت بي....
كانت تماطل في ادويتها..
لكني اصبحت انا من يتابع معها مواعيد الدواء....
وطلال....
بقي على اتصال معي
مان ارسلت له رقمي الجديد
حتى صار يتصل علي دائما
بدى مرتاح كثيرا لوجودي مع جدتي
شعرت به مطمئنا علي
ولكني قلقه عليه
نبرة صوته تدل على ضيق يعيشه
ولكنه يرفض الحديث فيه
حاولت معه
ينكر ذلك ويبرر ضيقه ببعدي عنه
(( قريبا سأكون معك....لأخطفك كما وعدتك....))
((عند الشدائد تعرف الرجال))
(( ماذا؟؟ماذا؟؟؟))
(( اعتقد انك سمعت ما قلت....))
(( ومن اين تعلمت هذا المثل؟؟؟))
(( من جدتي ....))
(( ما اروعها.....))
(( من؟؟؟جدتي؟؟؟))
(( لا امثالك....))
منذ زمن لم اسمع ضحكاته
لقد ضحك كثيرا على اسلوبي في الحديث معه
كان يقول لي صرت اتحدث كما الكبيرات في السن
ربما لأني تأثرت كثيرا بجدتي...
جدتي التي احببتها اكثر من اي شئ في هذا البلد
انهيت مكالمتي معه
جدتي تناديني..
ربما تريدني ان اعطيها الدواء...
كم اسعد بمساعدتها
وكما تقول لي دائما
(( لم احب الالتزام بدوائي الا من يدك يا جميله...))
اعتادت ان تناديني جميله لان اسم جلنار بدى صعب عليها
(( كيف سأعتاد على غيابك بعد الان؟؟؟))
تعجبت من كلامها
كما انها لمحت استغرابي من نظراتي نحوها
حتى كانت كلماتها كالصاعقة
(( ابن عم والدك سعد ... علم بقدومك وطلب من والدك الزواج منك...))
لحظتها لم اتمالك نفسي....
صرخت بأعلى صوتي...
(( لا اريد.... لست لعبة بيده يأتي بي الى هنا ليرمي بي في هذا المنزل الكئيب ويقرر زواجي من شخص لا اعرفه...))
تفاجأت بكلامي..
صمتت لم تتكلم..
لم تعلق...
لكني اعلم انها ستخبر والدي.....
بعد دقائق كان اتصالي مع طلال....
و هذه المرة كانت المكالمة مختلفة...
(( ان كنت فعلا تريدني زوجة.... تعال بسرعه وخذني من هنا.....))
الشاطئ الــ 52
الموجة الخامسة
وفي مساء اليوم نفسه.............................................. .............
(( تفهم ما اقول ....عبدالله...جلنار سيزوجها والدها.... كيف تريدني ان انتظر؟؟؟؟))
(( هل ستذهب لها لوحدك؟؟؟))
(( وان فعلت....))
(( يستحيل ان يقبل والدها خطبتك لها وانت بدون اهلك....))
(( ليس لدي حل....))
كان طلال يحادث اخيه بعصبية...
وهو يضع ملابسه بشكل عشوائي في حقيبه صغيرة....
دون ان يلتفت له...
(( بعد منتصف الليل رحلتي...سأكون هناك الفجر....وفي الصباح التقي بوالدها...))
(( وان رفض؟؟؟))
جمد طلال فقط نظراته المرعوبه باتجاه عبدالله...
وبالكاد اخذ نفس... وهو يسحب حقيبته...
(( اخذها الى بريطانيا ونتزوج هناك؟؟))
(( طلال؟؟؟؟ تريد ان تهرب معها؟؟؟))
(( كما تريد ان تسميه....لكني لن اتركها....))
شعر عبدالله انه غير قادر على اقناع طلال ابدا.....
تركه وقصد غرفته....
واخذه التفكير ان يخبر عمته....
ولكن...ماقد تفعل عمته..والامر ازاد صعوبة....
طلال سيخطبها من والدها وشئ طبيعي انه سيرفض....
وبهذا سيتصرف بجنون ويهرب معها...
عمته حامل ولن تتحمل كل هذه الامور....
ولم يجده الا هو.......................................
(( ناصر... طلال سيسافر الليله الى جلنار....))
لم يستطع ان يعطي ناصر حلا لعبدالله.... الا انه طلب منه ان ياتي له للمنزل...
ليعالجا الامر معا...
خلال عشرون دقيقه............................................. ..........
كان عبدالله امام مدخل منزل ناصر.....
استقبله ناصر....
ودخل معه الصاله....
بدأ ان الحديث نفسه والعبارات نفسها..
ليس هناك من يتنازل العم فهد او طلال...
وفي المقابل الفتاة في بلدها تستنجد بطلال قبل ان يزوجها والدها...
المشكلة باتت في سفر طلال الان....
كيف سيتصرف...وضعه النفسي لن يحتمل رفض والدها الاكيد....
حتى كان قرار ناصر....
(( انا سأسافر معه...))
(( تسافر معه؟؟؟))
(( على الاقل لنطمئن عليه هناك ونتحكم في تصرفاته...))
لم يجد عبدالله ما يقوله لناصر.....
لحظات واتصل ناصر بمكتب السفريات...
الا انه لم يجد حجزا الا في اليوم التالي....
عبدالله...(( من المفترض انا من يسافر...ولكن دوامي الجديد قد بدأ ومن الصعب ان اتغيب...))
ناصر...(( لا تحمل هماً... انا هنا مثل اخيك.... ))
عجز لسان عبدالله عن الحديث امام ناصر....
لا يجد كلمات الشكر التي يستحقها
وكم يرى ابنة عمه محظوظه به
محظوظة كثيرا ان يكون زوجها بهذه النخوة....
غادر عبدالله المكان...
وكل تفكيره مع احداث اليوم المفاجأة
وما قد تكون ردة فعل والده لو علم بما حدث...
وبسفر طلال...
صعد سيارته...
وكل هذه الافكار تتزاحم في رأسه...
حتى انتبه لصوت تنبيه من سيارة خلفه...
وفي اللحظة الاخيرة ...
توقف... نظر للمراة الامامية...
شعرة تفصله عن السيارة التي خلفه...
نزل بسرعه....
بدى مشتت الافكار فعلا...
ولم يميز السيارة ولا صاحبة السيارة
وقف مكانه وهو ينظر اليها يريد ان يستوعب ما يرى...
كانت تتقدم نحوه..
بابتسامة على شفتيها الصغيرة....
(( عبدالله؟؟؟ مابك؟؟))
لايدري ما عليه قوله
كان في صدمة من اخيه طلال
والان صدمة اخرى بمظهر هذه الفتاة التي امامه...
ذات الوشاح الحريري...
ادرك موقفه ونطق اخيرا
(( اسف..كدت اصدمك...لم انتبه....كنت......))
وبلع باقي الكلمات
وهو ينظر اليها...
بدت مرتبكة او خجله
لاول مرة تمر بهذا الشعور..
لم تخجل يوما من شاب او من نظراته او حديثه...
لكن هذا الشاب يختلف عن الجميع...
(( ادخلي.... لا تبقي واقفه في الخارج...))
اومأت برأسها....
وهي تبتسم...
دخلت المنزل...
ومن فرط سعادتها
شعرت بنفسها تطير..لا تسير على الارض....
كان ناصر يحادث نورس في الصاله...
حيتهم بصوت عالي...
فقط التفتا لها...
فيما نورس ابتسمت لها..
عاد ناصر بنظره الى نورس...
(( زينة معك.... ))
والتفت الى زينة...
(( زينة سأسافر لمدة يومين فقط واعود....ابقي مع نورس...))
لم ينتظر منها تعليقا...
غادر المكان بسرعه...
فيما اتجهت لها نورس...
(( زيون...ماذا ارى؟؟))
وهي تبدي عدم الاهتمام...
(( ماذا ترين؟؟؟ وشاح يغطي شعري...الا يعجبك...))
(( تبدين رائعه....))
وبدلال....
(( احضره عبدالله هدية لي..))
(( عبدالله؟؟؟؟))
(( نعم عبدالله...مابك مستغربة....))
(( فقط استغرب تصرفه لا اعتقد انه يحب مجاملة الفتيات...))
(( لكني اختلف عن كل الفتيات...))
(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( لم تريه كيف كان ينظر الي.....قبل دقائق..))
(( وماذا قال لك؟؟))
(( لا شئ.... بصوت عالي طلب مني ان ادخل المنزل....))
ضحكت نورس بصوت عالي
هذا عبدالله الذي اعرفه...
وليس صاحب الهدايا....
لحظتها كان رنين جوال زينة....
امسك جوالها...
وغابت نظراتها في الشاشة...
(( زيونه من المتصل..))
ببرود...
(( ليس اتصال انها رساله من عبدالله.....))
اعطت زينة الجهاز الى نورس...
لتقرأ الرساله...
(( رائعه انت بزينة شعرك الجديدة.....))
اعطت نورس الجهاز الى زينة...
(( زينة عبدالله لا يعرف في
قصص الحب.... اعتقد انه سيحدثك ليطلب ان يكون كل شئ رسميا...))
ضمت زينة كفيها ببعض...
(( صحيح ما تقولين... تتوقعين ذلك؟؟؟؟))
(( هذا ما اعرفه عن عبدالله.... ان كان يحمل لك مشاعر خاصة..فأتوقع ان يفعلها...))
قطع حديثهما رنين جوال مرة اخرى...
غمزت لها زينة...
(( اعتقد ان هناك عاشق اخر ينتظر حبيبته...))
وهي تتظاهر بالامبالاه...
فتحت الرساله...
رساله ناصر وهل غيره ...
(( هل تقبلين دعوتي على العشاء الليله ...بدون اصطحاب الفضولية التي بجانبك...))
نهـــــاية الشاطئ الــ 52