الشاطئ الــ 46
الموجة الاولى
كانت قريبة مني...
تسحب انفاسها لصدرها بصعوبة...
وتشد طرفيّ الشماغ الذي يغطي ذراعيها...
ارى كفيها ترجفان...
كيف فعلت بنفسها كل هذا؟؟؟
(( الى اين تريدين ان اخذكِ؟؟))
لم تجبني...
اعدت عليها السؤال بهدؤ....
الا انها بقيت على صمتها...
كانت اطرافها تزداد رجفه...
فجأة ارتفع صوتها في البكاء...
((
زينة لِم البكاء الان؟؟؟))
حاولت تهدئتها...
كنت احدثها...
بصوت منخفض...
علّها تهدأ قليلاً...
وبالكاد نطقت...
(( لا ادري كيف وثقت به..؟؟))
شعرت انها ستنهار امامي...
(( زينة.. ماحدث قد حدث وانتهى ....لا داعي للحديث عنه الان...))
وهي تسحب انفاسها مع نبرات بكائها...
(( صدقني عبدالله انه لم يمسني يوماً...
لم يتجرأ حتى على لمس يدي...
كان معي مجرد صديق....))
تفاجأت من حديثها...
واكملت لي...دون ان تنظر لي..
(( ما جمعني به فقط اهتمامه بي...
لان هذا ما احتاج له ...مع انشغال الجميع عني..))
ونظري اليها...(( يكفي زينة.... اهدئي الان...))
بالكاد خرجت مني هذه الكلمات
لم اتحمل نبرة صوتها الحزينة
المني حديثها..
كأنها تبرر لي علاقتها بهذا الشاب...
اشعر انها تتحدث دون وعي ..
وفاجأتني باقترابها مني..
وضعت كفيها على كتفي...
واسندت رأسها عليّ واجهشت في البكاء اكثر...
جمدت مكاني...
بدت حرارة تسري في جسدي...
لمـ اعرف كيف اتصرف لحظتها...
حتى اني صرت اتنفس بصعوبة....
رفعت رأسها...
ووضعت كفيها على وجهها
تمسح دموعها...
(( اسفه..اسفه عبدالله..لم اقصد ذلك...))
لم اجد ما اقوله..بقيت على صمتي...
وبسرعه تحركت بالسيارة....
وصلنا لمنزل عمها....
التفت لها...
(( ستنزلين هنا؟؟؟))
تبدو مشتتت الذهن....
(( لا ادري... اخشى ان يراني عمي...))
واكملت...(( سأتصل بنورس...))
طلبت نورس على جوالها..
وطلبت منها ان تستقبلها عند البوابة
فتحت نورس البوابة...
نزلت زينة...وببرود تحركت...
فيما نورس تنظر اليها برعب...
نزلت بعدها...
(( ناصر يعلم باتصال زينة؟؟))
(( لا... هو يظن انها نائمة..))
(( جيد...خذيها معك...))
لم اطل الحديث معها..
عدت لسيارة..
اشعر اني بحاجة لأريح عقلي وجسدي بعد كل ما حدث...
الشاطئ الــ 46
الموجة الثانية
لم اراها بهذا الوضع يوما...
تجر قدماها بصعوبة
لم اقوى حتى على النطق باسمها...
صعدت معها السلم...بعد ان امسكت عضدها...
لم تنطق بكلمة معي...
بل انها لم تلتفت لي...
ادخلتها الغرفة القريبه من غرفتي..
كما اعتادت هي ...
رمت بجسدها على السرير
ودخلت في نوبة بكاء...
لم اقوى على حبس دموعي...
كنت ابكي معها بصمت...
اقتربت منها...
قربتها مني...
وضممت رأسها لصدري...
(( زينة ...لِم البكاء؟؟؟ماذا حدث؟؟))
لم تجبني انما زادت في شهقاتها...
ارخيت جسدها على السرير..
وغطيتها...
(( سأتركك الان...ان احتجت لشئ انا في غرفتي..))
أومأت برأسها...
خرجت من غرفتها....
ودون تردد...
طلبت عبدالله على جواله
(( عبدالله ماذا حدث؟؟))
(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( زينة؟؟؟))
(( ماذا بها زينة؟؟؟))
شعرت انه لا يريد الحديث
لكني كنت مصرة على فهم ما حدث...
ادرك ما اريد...
(( نورس ...ماحدث ليس لي ان اتحديث فيه... زينة هي من عليها ان تخبرك...))
لم اقوى على النوم...
شغلت تفكيري بمنظر زينة وهي تجر نفسها من سيارة عبدالله
عبدالله الذي لم يقوى على اخفاء ضيقه وقلقه على زينة
لم استوعب ماحدث
خاصة ان زينة خرجت برفقة احدهم
الا انها عادت مع عبدالله....
حاولت ان ارتب الاحداث لكن...
ابدا لم ادرك الحقيقه...
الشاطئ الــ 46
الموجة الثالثة
(( اين زينة...؟؟))
(( في الغرفه..))
(( الن تذهب للجامعه...))
(( لم اسألها..تركتها نائمة))
لم يستفسر اكثر....
وهذا ما قلل من توتري...
فليس لي القدرة على الكذب...
انصرف قبلي للجامعه...
فيما انا خرجت بعده...
بعدما اطمئنيت على زينة...
كانت فعلا نائمة...
حتى انها لم تشعر بي...
وقبل وصولي للجامعه
كان اتصال من عبدالله...
(( صباح الخير نورس...))
(( اهلاً عبدالله....))
صمت كلانا
كنت اشعر انه يريد ان يطمئن على زينه
لكنه لم يقوى على النطق بأسمها
(( زينة غرقت في نوم بعد طول بكاء...))
لم يعلق..
كنت اسمع انفاسه...
(( عبدالله....؟؟))
(( اسف على ازعاجك.... اتركك الان...))
شعرت اني تائهه بينهما
لم افهم ما حدث للان...
حضرت محاضرتي وعقلي مشغول بزينة...
ما ان انتهت المحاضرة حتى اتصلت بها...
اثار النوم واضحه من صوتها
(( انت بخير زينة.؟))
(( انا بخير لا تقلقي...))
(( الن تحضري الجامعه...))
(( لا...اريد ان ارتاح اليوم...))
وكعادته بعد انتهاء محاضرتي...
يتصل بي..ويطلب مني الحضور لمكتبه...
لا ارغب في ذلك وكثيرا ما تحجج بأي شئ...
طبعا
غادة هي السبب...
لا احب ان التقي بها..
اكره ان اكون في عينها جاهله عما يجمعها مع ناصر..
كم يؤلمني هذا الامر...
ترددت قبل ان ادخل...
الا انه فتح الباب فجأة...
(( نورس...لِم واقفه ادخلي...))
تصنعت الابتسامة
كيف علم اني اقف خلف الباب...
فهم ما يدور في ذهني...
اشعر بوجودك نورس ..
حتى وان كنت ميت بلا روح...
ارعبتني كلمته...
ودون وعي مني...
وضعت كفي على شفتيه...
(( لا ناصر ......))
وهو يقترب مني ممسك بكفي...
(( ما بكِ ارتعبتي...؟؟))
كان يضغط بأنامله على راحة كفي...
افقت لنفسي ولانفعالي...
ابعدت نظري عنه
(( لطالما احببت رقة مشاعرك...
لمساتك للوردة مازلت اتذكرها))
دار بي الزمن
اخذني لعالم اخر..
انا وهو والممرضة فقط في ممرات المستشفى
وزهرة صفراء زين بها شعري...
عدت لواقعي...
(( نورس ..ستعودين الان للمنزل؟؟))
أومأت برأسي بالايجاب
(( اسبقيني... سنتغدى معا...))
ليس لدي ما اقوله....
وبسرعه انصرفت من مكتبه...
وقبل خروجي من القسم...
كان عبدالله مع غادة...
غادة بكامل أناقتها كالعادة...
مندمجين في الحديث ..
حتى انهما لم يلحظاني...
صرت اتأملهما...
بل كنت اتأمله هي...
كيف كنت تتحدث اليه تنظر اليه..
تداعب خصلات شعرها المتدلية على كتفها...
الفتيات يعرفن جيدا افعال بعضهن البعض....
عبدالله يكلمها
ولكنها في عالم اخر...
اشعر انها كما العاشقه فعلا....
العاشقه التي تتأملها حبيبها...
ابتسامتها الساحرة دليل سعادتها لوجوده بقربها...
لا افهم هذه الانسانه
هل هذا تعاملها مع رجل؟؟؟
الشاطئ الــ 46
الموجة الرابعة
(( نورس بعد غد موعد سفرنا....))
(( الى جنيف...))
((نعم))
لاادري لِم شعرت بالضيق
اخذت نفسا عميقا...
انتبه لي..
(( مابك نورس...))
كان يبتسم وكأنه فهم ما ضايقني...
(( لن نطيل الجلوس هناك.... ايام ونعود...))
(( عبدالله... سيكون معك؟؟؟))
(( نعم عبدالله وغادة....))
رفعت نظري اليه...وبحده..
(( استاذه غادة تعني..))
زادت ابتسامته...
وهو يغمز لي ..(( نعم الاستااااذة غادة...))
شعرت بحرارة تسري في كامل جسدي...
كيف لا ااستطيع ان اكتم ما بداخلي...
خاصة وانا معه...
سحبت الكرسي للخلف...
(( الحمدالله.....سأذهب لغرفتي...))
(( تأكدي من زينة..الا تريد تناول شئ؟؟؟))
(( لقد تناولت افطارها متأخرة.. لا ترغب في الغداء...))
لقد كذبت عليه..
زينه رفضت الخروج من غرفتها...
تبدو انها قضت النهار كله في البكاء...
عيناها متورمة..
ولو راها عمها لكشف ما تخفيه عنا...
اشعر ان سر بداخلها..
سر دفين لا تقوى على الافصاح عنه....
وما اصعب اسرار البنات....
صعدت لغرفتي...
مررت على غرفتها...
لم احاول ان اقتحمها من جديد...
اعرف جيدا مشاعرها..ورغبتها في الوحده....
طالما هناك ما يؤلمها....
دخلت غرفتي وانا احاول ان اشغل نفسي بمراجعة البحث...
لكني لم اقوى...
افكار كثيرة تتصارع في داخلي...
زينة...عبدالله...ناصر...وغادة
هناك امور لا افهمها ابدا...
ما علاقته مع غادة...
ان كانت علاقة عمل فقط...
لِم زيارات اخر الليل..ومظهره المريب حين عودته...
وما تفسير نظراتها الى عبدالله هذا الصباح....
وما حدث مع زينة في تلك الليله...
اصابني فضول لم اعهده مسبقا..
من الافضل ان اخذ قسط من الراحة...
فلدي الكثير اعده للبحث...
الشاطئ الــ 46
الموجة الخامسة
لتوي افقت
وبصعوبة استرجعت ما حدث ليله امس
فالمشروب اخذ كل حواسي...
تذكرت انها كانت هنا...
حاولت التعدي عليها...
اتذكرها خائفه ترجف..
تترجاني...
وكان عبدالله خلفها...
لكمني على وجهي...
اخذت نفسا عميقا...
بعد ان ادركت حقيقة ما حدث...
كيف اتجرأ على فعل ذلك مع زينة...
اعرف جيدا انها لن تقبل...
لابد ان المشرب هو السبب..
ثم اني لم ارها زينة في تلك اللحظة..
كانت نورس امامي...
وماذا يفيد هذا الان؟؟؟
لابد ان زينة متضايقه مني...
ليست متضايقه فقط وانما مصدومه مماحدث...
هل لي ان اتصل بها؟؟؟
وهل ستقبل ان ترد عليّ؟؟؟
تراجعت عن هذه الفكرة...
ولكن ألم غريب في رأسي
لا استطيع تحمله
بالاضافه للضيق مما حدث مع زينة...
ليس امامي الا هو..
من يأخذني بعيدا عن عالمي الممل..
وعن جميع زلاتي....
تناولت كأسا تلو الاخر..
علّي انسى ما انا فيه....
الشاطئ الــ 46
الموجة السادسة
بدى ناصر مشغولا بالاستعداد للموتمر...
وكعادته عبدالله كان في زيارتنا...
دخلت عليهما لأقدم لهما العصير...
لفت انتباهي عبدالله...
بدى مهموما..
وبشكل واضح...
حتى ان ناصر انتبه لذلك ايضا...
(( عبدالله لا تبدو طبيعيا....))
تصنع عبدالله ابتسامة...
ناصر وهو يغمز له...
(( هل ما بتصوري صحيح؟؟؟))
نظر اليه عبدالله باستغراب....
(( ذهب تفكيرك بعيدا ناصر...))
(( ربما...))
تركتهما......
وانا في حيرة من امري...
ماذا يعني ناصر بحديثه؟؟؟
كنت تائهه من بين الجميع...
هناك امور كثيره تحدث لا افهمها
والاغرب من ذلك...
لا افهم فضولي الغريب خلال الفترة الاخيرة....
صعدت لغرفتي....
ما ان دخلت....
حتى كانت تطرق باب غرفتي...
(( نورس انت هنا؟؟؟))
(( تفضلي زينة..))
دخلت.. مازالت ترتدي لباس النوم...
رمت بجسدها على الكنبة...
صرت انظر لها..
بينما هي تتهرب من نظراتي...
حاولت ان ابعد فضولي قليلا...
جلست على الارض كعادتي...
ونثرت اوراقي...
وانشغلت عن كل افكاري..بمشروعي...
وبين الفينه والفينه..
التفت لها..
نظرها للسقف...
غارقة في التفكير....
لحظات بعدها ...........................
سحبت جسدي من على الكنبة...
وخرجت من غرفة نورس...
لم تحاول ان تكلمني...
لابد انها ادركت اني افضل الصمت...
على الاقل الان...
نزلت بسرعه للمطبخ...
لمحت ناصر في الصاله...
تجنبته..لابد انه سيبدأ بالاسئله...
سكبت لي بعض العصير...
فأنا لم اتناول شئ منذ الصباح...
حتى سمعت ناصر...
(( نورس... هل لكِ ان تحظري بعض الاوراق من على المكتب...))
يظن اني نورس...
لم اجبه..
دخلت الغرفه التي تحوي مكتبه...
يبدو انه ينام في هذه الغرفه...
غريب امره مع نورس...
اخذت الاوراق من على المكتب...
وخرجت اليه...
لأنصدم بنظراته نحوي...
عبدالله معه...
ينظر لي...
نظرات غريبه ...
ابعد نظره بسرعه وانا اقترب منهما...
(( زينة؟؟..كنت اظنك نورس...))
لم اقوى حتى على صنع الابتسامة...
وبسرعه وقف مواجه لي..
فيما انا احاول مغادرة المكان بسرعه...
(( مابك زينة؟؟؟))
اومأت برأسي بالنفي...
مسح براحة كفه على شعري...
(( زينة. انت مريضه؟؟))
وانا ابلع ريقي..
ونظرات عبدالله تتسلل الي..
(( لا فقط القلق من الامتحانات...))
(( ليس لهذه الدرجة زيونه....انت وعبدالله حماسكما يأخذ كل طاقتما..))
واكمل وهو يشير الى عبدالله..
(( عبدالله ايضا... لايبدو طبيعيا منذ ان اقترب موعد المؤتمر...))
كانت امامي ذابله فعلا...
السواد اكل جمال عينيها...
كانت كما الوردة الذابلة...
لم اقوى على رؤيتها بهذه الصورة...
لكن بداخلي احساس غريب...
انها تستحق هذا الضيق حتى تعرف عاقبة تصرفاتها...
وقد يؤلمني هذا الاحساس..
فهذه زينة.... التي احتوت قلبي دون باقي الفتيات...
الشاطئ الــ 46
الموجة السابعة
انقذفت نحوي كما الحمم البركانية
لم تتمالك نفسها
رمت بنفسها علي واخذت تبكي..
لم اتصور انها ستبوح عن ما بداخلها...
انصدمت بما قالت...
كل كلمة كانت كما الخنجر في صدري...
امرا ابداً لم اتوقعه...
كانت زينة سترتكب الخطيئة نفسها التي وقعت بها من سنوات...
الفكرة جعلت اطرافي ترجف....
ودموعي تنهمر دون ان اسيطر عليها...
عليّ ان اقف بجانبها ..
ليس وقت اعادة الذكرى المؤلمة...
(( ونبيل كيف له ان يفكر بذلك.؟؟))
(( لم يكن نبيل الذي اعرفه...))
(( وعبدالله؟؟؟))
(( لا ادري كيف وصل الينا...))
(( لقد لحق بكِ بعد ان خرجت مع نبيل...))
نظرت اليّ وهي تمسح دموعه...
(( هو غاضب مني...لا يرغب حتى في الحديث معي او انظر اليّ))
ابتسمت لها..وانا المح بريقا في عينيها...
(( وبماذا يهمك ذلك...))
وقفت مبتعده عني...
(( لا ادري...لاادري نورس...))
وهي تهم بالخروج من الغرفه...
(( اريد ان انام...انام فقط...))
لم تفهم زينة مشاعرها نحو عبدالله
ولم تفهم مشاعره نحوها...
غرقت باهتمام نبيل...
وتجاهلت ما حولها...
هدؤ غريب اخذ مكان الرعب الذي احسست به قبل قليل..
زينة ستكون بأمان مع شخص مثل عبدالله..
كم اتمنى ان ما حدث يجمعهما بقدر ما المهما...
لا ادري لم خطرت ببالي صورة ناصر...
هل لوجعنا ان يجمعنا..
ولكن هذا ما حدث...
وهل جمعتنا انا وهو تغلب وجعنا؟؟
افكار غريبه تدور في ذهني..
يبدو ان صدمتي بحديث زينه...
قلب كل افكاري...
الشاطئ الــ 46
الموجة الثامنة
لم تقوى نورس على النوم
امور كثيره تشغل تفكيرها...
ما حدث مع زينة...
رغم فضاعته الى انه كما الصفعه التي ايقضت شئ بداخلها لم تنتبه له...
كما ان فكرة سفر ناصر التي طالما تتهرب منها بدأت تقلقها...
وحدتها في البيت...
وامر اخر...
هو سيكون معها...
سيكونان في منتهى الحرية ...
و..............
ادركت ان الافكار ستسحبها الى امور توجعها...
خرجت من غرفتها لتكتشف وضع عبدالله مع ناصر...
هل مازالا مشغولان ؟؟؟
انتبهت الى ان عبدالله قد خرج...
فيما ناصر يحادث غاده...
ويوعدها بالحضور...
يهمس لها لحظات
بعدها..
خرج وهو في منتهى الاناقة...
مازال الامر يضايقها
رغم انها تحاول ان تبدو طبيعيه
وانه ابدا لا يعنيها...
لكنها ابدا لم تقوى...
كانت تشعر بالضيق..
وبقيت طوال الليل تفكر ماقد يدور بينهما
في وقت متأخر...
الا ان هذه الليله...
لم تقوى على البقاء في غرفتها...
نزلت للصاله,,
تحاول ان تشغل نفسها مع التلفاز...
لم تسمع له صوت وهو قادم...
حتى وقت متأخر...
واخيراً...................................
عاد......
بمظهرٍ مختلف عن ما كان عليه عندما خرج...
انتبه اليها..
وهي مستنده على الكنبة ..
اعتدلت في جلستها..
وهي تشد لباس النوم...
(( نورس ..انت هنا؟؟))
لم تجبه انما وقفت بحركة سريعه...
(( لِم انتِ مستيقظة؟؟))
بنبرة جادة...(( وهل علي ان انام؟؟؟))
ودون ان يلتفت لها...(( انه وقت متأخر...))
(( ان كان وقتاً متأخراً لِم انت خارج البيت..))
التفت لها..
ابقى نظره عليها....
لكنه لم يجبها...
(( هل لي ببعض الاحترام.... ))
وبنبرة هادئة....
(( ومن قال عكس ذلك؟؟؟))
لم تجبه..
القت عليه نظرة ضيق..وانصرفت...
فيما هو واقف مكانه
لم يستوعب ماتقوله...
حتى انتبه اخيرا انها ليست معه...
اخذ خطوات بطيئة على السلم...
قاصداً غرفتها..
طرق الباب...
(( نورس افتحي اريد ان اكلمك...))
لحظات وفتحت الباب..
امامه دون ان تنظر اليه
كانت صامته
وهو كذلك
لايدري ما عليه قوله
طال وقوفهما...
حتى نطق اخيرا...
وهو يمرر انامله في شعره...
(( نورس لم انت غاضبه..؟؟هل ازعجتك؟؟))
(( لايهم...))
(( كيف لا يهم..ان كان هناك ما يضايقك اخبريني...))
(( ماذا ترى سبباً لضيقي؟؟؟))
(( صدقيني لا ادري...))
وبجدية...(( ناصر... اتفاقنا ان نكون زوجين لفترة وبعدها كل شئ ينتهي...))
بقي على صمته..
لم يجد ما يقوله...
ليس وقت الوجع يا نورس
لا تذكريني ان سأفقد قربك يوما
اتركيني اعيش لحظات عمري
وارتفعت نبرة صوتها
(( لك ان تفعل ما تريد..لكن ليس الان...))
وبهدؤ اجابها...
(( وبماذا ازعجتك الان؟؟؟))
(( خروجك كل ليلة اليها...))
(( اليها؟؟من تعنين...))
(( من غيرها غاده..الاستاذه غادة...))
ونظره في عينيها...
(( وما دخل غادة في الموضوع؟؟))
وهي تدير ظهرها...
(( اليست هي من تتصل بك كل ليله لتخرج اليها..
وتعود بعدها وانت بهذا الحال...))
ادرك اخيرا ما تقول....
شعر ان قلبه انقبض فجأة...
لم يفكر للحظة انها انتبهت لخروجه كل ليله بعد اتصال غادة له مباشرة...
شعر بشئ من الخجل
انها ادركت ان لقائه بـ غادة
ولكنه ابتسم لحظتها..
ودخل الى غرفتها..
فيما هي مازالت تدير ظهرها عنه....
شعرت بلمسات كفه على كتفها...
جمدت مكانها
حتى انفاسها حبستها في صدرها....
لكنها بدت تشعر بانفاسه قريب منها...
وهو يهمس لها (( نورس... التفتِ الي...))
بقيت مكانها..لم تتحرك...
(( نورس... الن تلتفت الي..))
ادركت ما قد يفعله ان عاندته
وبسرعه ادارت جسدها نحوه..
واخذت خطوة للخلف...
امسكها من ذراعها..
وقربها منه...
(( ان كنت ترين اني زوجك...
فلي الحق في امور كثيرة...
انت تتجاهلينها...
لن تتوقف علاقتنا عند ما يربطني بـها..
اعني بــ غااادة...))
ادركت ما كان يرغب في قوله..
او ماقد لمح له فعلا
تمنت لحظتها ان تختفي من الوجود...
كم يخجلها الحديث في ذلك...
شدها اليها
وهي صامته
ليس هناك اي ردة فعل منها..
همس لها..
(( انتِ زوجتي...))
اغمضت عينيها بسرعه
لا تتصور ما قد يحدث الان...
ما شعرت به فقط..
ان انفاسه اختفت..
وصوت خطواته وهو يبتعد
فتحت عينيها...
فلم تجده امامها..
كان يقف قريب من الباب...
واضح انه يطلب احدهم على الجوال...
ارتمت على طرف السرير بسرعه..
وهي تأخذ انفاسها المحبوسه...
وهي تفكر فيما يُلمح له...
الشاطئ الــ 46
الموجة السابعة
لم اتصور ان تصل بتفكيرها الى ان امراً سئ يربطني بغادة
هل هذا ما يسمى بغيرة النساء؟؟؟
نورس تغار عليّ؟؟؟
شعرت ان لامر ممتع بالنسبة لي...
رغم ما قد يحمل من اساءة الظن...
ليس وقت تحليل الامور...
عليها ان تعرف جيدا ما قد يجمعني مع غادة كل ليلة...
والان بالذات...
حتى لا تظن ان اتفاق تم بيني وبين غادة بعد حديثها هذا...
اقتربت منها...
وهي جالسه على طرف السرير...
جلست قريب منها..
كانت تنظر اليها باستغراب...
ابتسمت لها...
(( سأتحدث مع غادة...
اعني استاذه غادة...
لتفهمي الموضوع جيدا...))
كانت صامته...
كانت تتنفس بصعوبة...
نظراتها تائهه..
قربت شفتي من اذنها...
(( لا تقلقي..انا بقربك لتسمعي المكالمة جيداً))
التفتت ليّ
(( ولماذا تسمعني المكالمة...))
(( هل تعنين اني لو وضحت الامر لن احتاج لدليل على كلامي...))
لم تجبني..
التفت لها...
وانا اكتم مشاعر فرح بداخلي...
(( الدكتور عماد اخ لاستاذة غادة...
كذلك الدكتور عمّار...))
ابتسمت لها وانا اكمل حديثي...
(( اسمعيني جيد....
الدكتور عماد يعمل في الولايات المتحدة الامريكية...
متخصص في الاقتصاد الدولي....
وكنا بحاجه لبعض المعلومات ونتائج الدراسات التي اعدها مسبقا... لبحثنا طبعاً...
وليس لنا محادثته الا الان....
بحكم انشغاله في وظيفته في الجامعه...
لذا....كنت اجتمع انا وغادة....
وطبعا الدكتور عمار....
في منزلهم...ونتصل مباشر بالدكتور عماد عن طريق الانترنيت...
ونتناقش معه بوجود اخيها ...
ودكتور عمار هو طبيب ليس تخصصه البحث الذي نعده
ولكنه يشاركنا الاجتماع لانه لا يصح ان اجتمع مع اخته بوقت متأخر وان كان اجتماع عمل...))
اشعر ان حديثي طال معها...
وهي صامته....وواضح انها استوعبت ما قلته...
وصدقته...
لأنها ودون ان تلتفت لي قالت...
(( ولِم ستتصل بــ غادة الان؟؟؟))
(( حتى تقتنعي بحديثي...))
(( الوقت متأخر لتتحدث معها...))
تحركت من مكاني....
وقفت مقابل لها...
(( لا اعرف لم فكرتِ ان هناك ما يربطني بها...
غادة زميلتي من سنوات...
لم افكر بها لا كزميلة واخت لا غير...
وهي كذلك... ثم اني اشعر ان امراٍ يجمعها بينها وعبدالله...))
تغيرت ملامحها فجأة وقفت وهي تنظر اليّ..
(( متأكد؟؟؟ ))
(( لا... مجرد توقع....))
لم ارغب في الانصراف..
كنت اريد ان ابقى معها
أتأمل نظراتها
نظرات الزوجة التي تشعر بالغيرة على زوجها من زميلته في العمل
احساس جميل مررت به
وانا ابرر لها كل ما يجمعني بزينة
من الطبيعي ان الامر سيزعج اي رجل ان ابدت له زوجته شكها بتصرفاته
لكن الامر يختلف معي
اصبحت نورس تكشف عن ما بداخلها...
دون ان تنتبه لنفسها....
وانا اهم بالخروج ببرود...
(( ولم بعد خروجك وانت في قمة اناقتك
تعود وانت بحالٍ اخر...))
اثر سؤالي عليه كثيرا
لقد جمد مكانه فجأة والتفت الي...
لكنه لم يتحدث...
وقفت انظر اليه..
انتظر منه رداً...
حتى نطق اخيرا..
وليته لم يفعل...
(( زيارتي لمنزل الاستاذه غادة لا تتعدى النصف ساعه...
امور بسيطه نتبادلها باتصالنا مع اخيها خاصة ان الوقت متأخر...
لذا اكرر زيارتي لها...
لكني.......... كنت اسهر بعدها على البحر...
افرش لي بساطا
وارمي بثقل همومي على رماله...
ارخي جسدي...
وابقى افكر..
همومي تخنقني..لولا البحر وموجاته...
فكلما سمعتها ترتطم بالصخور..
اشعر انها تسحب جزء من همي من داخل صدري...
وهمي الاكبر يا نورس هو فقدانك مرة اخرى...))
اقترب مني..
ونظري اليه...
امسك ذقني بطرف انامله...
(( صمتك يقول الكثير...
وكلماتك اغرق في بحرها دون ان اشعر...
مرر انامله بين خصلات شعرها...
واكمل..
سنبقين في منزل عمك بوقت غيابي...
(( لا اريد..لدي لكثير لافعله..سأرتاح بوجودي هنا...
ثم ان زينة معي...))
لا ادري كيف صرت ابرر سبب رغبتي بالبقاء في منزله
(( سأبقى قلق عليك وانتما هنا لوحدكما...))
(( ايام فقط,,, ))
(( كما تريدين...))
صمت كلانا
كن ينظر اليّ
وابتسامه لطيفه على شفتيه...
ودون مقدمات..
ضمني اليه الى صدره...
كنت اشعر بأنه يدخلني بين ضلوعه
(( نورس ......))
لم يكمل حديثه
كنت اريده ان يقول ما يخلد في في صدره
لكنه ابعدني عنه...
وهو يهمس لي...
(( سأشتاق لكِ...))
انصرف بعدها..........
وتركني لوجعي وحيرتي......
موجة بين شاطئين...
سمعت خطواته تقترب مني وانا على السرير
تظاهرت بالنوم
كان قد طال انتظاره خلف باب الغرفه
لكني لم افتح له
لابد انه فضل الدخول دون اذن مني...
توقف فجأة...
وانا مازلت مغمضة العينين...
(( نورس...جئت اودعك..سأسافر بعد قليل...))
شعور بالضيق انتابني
ولكني بقيت على وضعي...
اقاوم مشاعري...
كانت انفاسه تقترب مني....
همس في اذني...
(( انتبهي لنفسك..))
حتى كان كما الكهرباء تسري في جسدي...
افقدني حواسي وتوازني...
ربما شعر هو برجفة جسدي لحظتها
لحظة ما طبع قبله على عنقي..
قبله خفيفه مثل نسمة الهواء
لكنها...
هزمت كل ما بداخلي....
كتمت نفسي...
لا اريد ان اواجهه الان بضعفي...
كانت انامله تداعب خصلات شعري....
هذا اخر ما احسست به....
ليخرج بعدها....
وانا كما المومياء...
جامدة على السرير...
فقط راحة كفي تتحسس اثر قبلته...
في الغرفه المقابله....................
بتردد...(( عبدالله ...))
(( .......))
(( صباح الخير....))
(( اهلا زينة....))
صمت كلاهما
كلام كثير يجول في صدرهما
لكن...
كان صمتهما اقوى
عبدالله..(( مابك زينة؟؟؟))
(( لا شئ... فقط ارغب ان اودعك قبل ان تسافر...))
(( شكرا لاهتمامك..))
((عبدالله........)) ثم اكملت.....
(( انا لم اكلمهُ منذ تلك الليله..ولم التقيه...))
لم تتلقى ردا من عبدالله
كان صامتاً....
ثم اكملت...
(( عبدالله تسمعني؟؟؟))
(( انا داخل المطار الان....انتبه لنفسك...))
انتهت المكالمة...
التي لم تنقل عبر موجاته
سوى كلمات متقاطعه
تعبر عن ألم كلاً منهما
بعدها............................................. ...............
دخل صالة المسافرين...
انتبه لها..
غادة بكل اناقتها...
فستان اسود قصير...تزينه نقوش بيضاء...
بلون السلسال الذي الذي يزين جيدها...
(( صباح الخير عبدالله..اين د.ناصر؟؟؟))
نطق اخيرا...
(( اهلا غادة... ناصر؟؟ربما يكون في الطريق...))
اقتربت منه..
(( مابك عبدالله تبدو قلقا..؟؟.))
اخذ نفسا عميقا...
(( لا شئ....))
قالها وكل تفكيرها معها
مع زينة وكلماتها له...
اتصلت تودعه..
ولتخبره ان لا شئ يربطها بمن يدعى نبيل...
لماذا فعلت ذلك؟؟والان بالذات....
غادة في عالم بعيد عن جو المطار
عالم عبدالله
الشاب الطموح الذي يقف امامها...
كم يعجبها هذا الشاب...
لم يهتم يوما لجمالها واناقتها....
فنادرا ما تلتقي بشاب بمستوى تفكيره...
تنظر اليه وابتسامه تغزو ملامحها
لا تقوى على مقاومتها كلما التقته....
لكنها لا تعلم
ان هذا الشاب يعيش الم منذ شهور طويله
بدأ من لقائه الاول بزينة
في المقهى بمدينة الضباب
حتى لقائهما الاخير
في تلك المزرعه المشبوهه
كم تؤلمه الذكرى,,,
استطاعت ان تمزق شئ من مشاعره اتجاه حبيبته
من بعيد.............
اشار لهما ناصر....
اخيرا انتبها له....
غادة وهي تتصنع ابتسامه..
(( تأخرت دكتور....لندخل الان...))
فـــي فيلا ناصر.............................................. ...............................
زينة ونورس
معاً ...
اجتمعتا على وجبة الافطار....
بالكاد نطقت زينة...
(( نورس هل التقيت بــ عمي قبل ان يخرج؟؟؟))
(( كنت نائمة...))
(( ألم تستيقظي لتوديعه؟؟؟))
اومأت برأسها....بالنفي...
اطالت زينة بنظرها الى نورس...
تنتظر منها تعليق..
الا انها تفاجأت بنورس تنهض من مكانها..
وهي تحمل كوب القهوة...
(( لنجلس في الصاله زينة...))
تبعتها زينه....
وشاركتها الجلوس...
ثواني فقط واذا برحمة قادمة..
(( الافطار لم يتغير...))
زينة بحده..وهي تشير للمطبخ...
(( رحمة لو سمحت هذا لا يعنيك...عودي للمطبخ..))
ارتسمت ابتسامة على ملامح نورس....
زينة بضيق واضح...
(( رحمة لا يناسبها الا هذا الاسلوب في الرد..))
والتفتت لنورس...
(( اخبريني الان ما الذي يحدث بينك وبين عمي..كلاً في غرفته؟؟؟...))
ارتبكت نورس من سؤال زينة الذي لم تتوقعه
(( ألم تتأقلمي للان على وجودكما معاً؟؟))
(( الامر ليس كما تتصورين...))
واضح ان نورس تحاول ان تنهي حديث زينة
(( فعلا ليس كما نتصور جميعنا...عمي كان استاذك في الجامعه ولم تخبريني...))
التفتت لها نورس...واخذت تنظر لها والف فكرة تجول في رأسها..
(( الن تصارحيني نورس....))
وبصعوبة نطقت نورس..
(( هذا صحيح ...ناصر كان استاذي في الجامعه...
ولكن....))
بدى الضيق واضح على نورس..
ماذا عليها ان تقول...
حتى كان رنين جوالها...
تحركت من مكانها اخذت جهازها...
وبسرعه اجابت عليه..
((مرحبا ناصر...))
.........................
(( حسناً.. تصل بالسلامة...))
انهت مكالمتها...
وبسرعه التفتت الى زينة التي كانت تحدق بها
(( مابك زينة؟؟؟))
(( لا شئ...))
بارتباك ..نورس..(( عمك اتصل بي...يخبرني انه سيغادر بعد لحظات...))
اومأت زينة برأسها وهي تبتسم...
وكانت ردة فعل نورس بارتباك..((زينة؟؟؟))
زينة...(( يبدو انك ستشتاقين له...))
تجاهلت تعليق زينة..
التي كشفت عما بداخلها
هل فعلا مشاعرها واضحه...
هل بدى الضيق واضح على ملامحها لان زوجها سافر بعيد عنها.؟؟؟
كانت غارقه في تفكيرها
في حين زينة خلدت لعالم اخر...
ممسكة بجوالها
هل له ان يتصل؟؟
ثواني....
وكانت نغمة الرساله النصيه على جوال زينة
(( انتبهي لنفسك....))
لم تتحمل هذه الكلمتين..
رمت بجسدها على الكنبة...
ودخلت في نوبة بكاء...
اقتربت منها نورس بسرعه...
وهي تمسح بيدها على شعرها...
(( زينة حبيبتي ماذا بك؟؟))
واكملت...(( عبدالله ارسل لك الرساله؟؟؟))
اومأت زينة برأسها...
((واضح انه مهتم بك...))
رفعت زينة بنظرها الى نورس..
(( تعتقدين ذلك؟؟؟))
((متأكدة...منذ فترة ليست بقصيرة...))
تمتمت زينة..
(( ولكن بعد ما حدث.....))
(( لم يحدث شئ زينة...لقد انقذك عبدالله ))
كانت ترى نورس ان ما حدث مع زينة
امر لا يعني شئ امام ما حدث معها منذ سنوات
وفي جانب اخر..من هذا العالم............................................ ..........................
(( متى ستكون هنا بني؟؟؟))
(( خلال اسبوع ..سأنهي امتحاناتي مبكرا....))
(( كنت اعلم انك لن تعصي امر والدك....))
(( امي...جلنار لن اتركها ....))
انهى طلال مكالمته كعادته بكل ضيق...
نفسها العبارات تتكرر منه ومن والدته
علها تقنعه ان يتنازل عن موقفه...
صراع بداخله...
بين رضا والديه...
ومحبة لجلنار...
لن يفضل جلنار على والديه
لكنه يعلم جيدا..ان سعادته غرض والديه
وسيدركان ذلك بعد ان يرتبط بحبيبته....
اخذ نفسا عميقا....
ونظره للاوراق المتناثرة على المكتب..
لابد ان ان يستمر بالمذاكرة..
لينال افضل النتائج...
فتفوقه سلاح قوي يدافع به عن ارتباطه بجلنار...
نغمة الجوال...
انها نغمتها الخاصة...
(( اهلا حبيبتي....))
(( طلال كيف حال الدراسه معك...))
(( لا تقلقي...))
(( هل انت مستعد؟؟؟))
(( مادمت معك مستعد لاي شئ...))
دائما معها كالبلسم
لايدعها تشعر بأي شئ..
تبدو لها الامور تسير طبيعيه....
رغم كل الصعوبات التي مرا بها...
وفي بيت يملؤه الدفء ............................
فريدة وهي تلملم خصلات شعرها المناثرة على كتفها
(( سلمان.... الن تستيقظ؟؟؟))
مازال مستلقي على السرير....
(( اين البنات؟؟))
(( فطرن وجهزن لذهاب للمدرسة...))
(( وانت معهن؟؟؟))
(( بالطبع...))
(( والمربية؟؟؟))
(( لا اعتمد عليها...))
نهض لها وهو يضع كفه على بطنها الذي بدى بارزا...
(( لا اريد ابناي ان يتعبا....))
(( لابد ان يعتادا على ذلك ليكونا عونا لهن...))
(( ارى انك تتحدثين عن طفلين اي صبيين...))
وهي تغمز له...
(( اتمنى ذلك....وانت..))
ونظره لعينيها...
(( بنوته تشبهك وشاب يكون عونا للبنات...))
هذه عادتهما كلما انفردا
فقط يتحدثان عن ايام قادمة
يتمنان ان تحمل لهما ما فقداه لسنين مضت...