الشاطئ الــ 42
الموجة الاولى...
بعد العصر.................................
نورس..
بلباسها الذي اعتادت على ارتدائه
فهي تشعر بالراحه كثيرا
باللباس القطني..
بنطلون قصير و (توب) بحمالتين...
ممزوجة باللونين الازرق والزهري
تفترش الارض بأوراقها ومراجعها..
وهي تستند على جانب الكنبة
عادتها منذ كانت صغيرة...
لا تستمع بالمذاكرة الا بهذا الوضع..
وهل هناك من يستمتع بالمذاكرة...
نعم هي...
فليس هناك مُتَع اخرى تشغل نفسها بها..
فخلقت لنفسها متعة الدراسة...
لذا كانت دائما متفوقه....
بين لحظة واخرى تسترجع ما حدث مع زوجها ناصر في مكتبه...
مشاعر غريبه غزت قلبها..
وصارت تتردد عليها كلما اخذتها الذكرى الى هناك...
رائحة عطره...نفسها..
لم تنساها...
وكأنها بصمة بجوفها تميز هذه الرائحه بالذات...
تسترجع شريط لحظاتها معه منذ ان تزوجا....
لم يضايقها لحظة..
لم يتعمد جرحها..
كان لها ما تريد..
حتى ظهرت تلك المراة...
بعثرت لها كل افكارها...
((شئ بداخل هذا الرجل..اجهله....
كيف لي ان اكشف ما يخفيه...))
في تلك اللحظة............................................ .....
ناصر لتو خرج من غرفته
وهو يرتدي لباس رياضي باللونين الابيض والازرق
بكل نشاط بعد غفوة اعتاد عليها بعد عودته من العمل....
اطرق بنظره لاعلى....
وقبل ان يفكر حتى..
((مدام نورس في غرفتها...هل اناديها...))
ازاح بنظره اليها
الى رحمة التي كانت تبتسم له
(( وانت الا تعطيني فرصة حتى للتفكير..تدخلين بفضولك حتى في تفكيري؟؟؟))
لم تستوعب كلامه...(( أناديها؟؟؟))
وبحده وهو يشير للمطبخ...
(( رحمة.... ادخلي المطبخ...))
اخذ خطواته على السلم...
وهو يردد مع نفسه بعض الكلمات...
(( لا اعرف ماذا فعلت لزينة لتعاقبني بوكالة الانباء هذه...))
اقترب من غرفتها....
وفي اخر لحظة..
بقي مكانه..
لم يتقدم اكثر...
كان يفكر بها...
لم يعتد على زيارتها في غرفتها...
لكن هناك شئ من الجليد بدأ يذوب....
قد يعطيه فرصة للاقتراب منها....
كانت فكرة الانفصال..هي ما تمنعه من اي خطوة يتقدم بها في علاقته مع زوجته...
لكن الايام سهلت امور كثيرة...
بدى له ان الانفصال ليس سببا للجفا بينهما
فمهما كان....
تبقى زوجته.....
على الاقل يكون شئ ايجابي في حياتها
ولو لفترة بسيطة...
(( نورس...نورس...))
وهي مكانها التفتت ناحية الباب..
انه يناديها...
لا تشعر بساقيها لم تقوى على تحريكها...
صارت تتلفت حولها...
تبحث عن ما تغطي به كتفها العاري...
وهي مكانها.... مدت ذرعها نحو الكنبة سحبت وشاحها ...
ورمته على كتفها...
(( نورس ....))
(( تفضل...))
دخل غرفتها...
وبقي مكانه يتلفت حوله....
يبحث عنها..
لمحها جالسه على الارض بين اوراقها المبعثرة...
ضحك عليها بطريقة واضحه..
((نورس ماذا تفعلين على الارض...))
اغاضتها ضحكته
لم ترفع نظرها اليه...
ادرك انزعاجها...
(( لم لا تذاكرين على المكتب؟؟))
(( افضل الجلوس على الارض..))
(( نفعلها ونحن اطفال...))
رفعت نظرها اليه..
وهي تكتم ابتسامتها..
احبت تعليقه...
كانت تومأ برأسها...
بأن ما يقوله صحيح...
نزل على الارض...
شاركها الجلوس....
كان معها بلباسه الرياضي....
رفعت نظرها اليه...
حيث يجلس قريب منها...
التقت عينيها بعينيه...
عليها ان تغرب بوجهها عنه...
لكنها لم تقوى...
بقيت تنظر اليه...
وهو يبتسم لها...
(( كيف هي دراستك؟؟))
ايقضتها كلماته..
(( لا بأس...))
(( هل تجدين صعوبة في المقرر؟؟؟))
(( لا.. المقرر سهل جدا....))
(( بالتأكيد سيكون سهلاً..فهذه نورس تتكلم..))
اخجلها بكلماته...
كانت تنتظر منه ان يتحرك..
ان ينصرف..
لكنه لم يفعل...
كان قد سحب اوراق واخذ يقلبها....
فيما هي حاولت ان تنشغل بمراجعها...
لعل دقات قلبها تهدأ قليلا...
لم تحرك عيناها من على المرجع..
تركيزها في نقطة على الكتاب..
لكن لم تكن تقرأ..
فقط تحسب الثواني كي ينصرف..
لكنه لم يفعلها...
كان نظره اليها...
يكاد يلتهمها بعينيه...
عشق قربها...
وان كان بنظر عينيه فقط...
لن توافقه في ذلك...
ولكن يبقى هذا حقه..فهو زوجها...
كانت تغزوه مشاعر لم يعدها مع دلال زوجته سمر..
ولا طيبة زوجته نبيلة...
مشاعر لنورس فقط....
بوده ان يبقى الزمن على حاله....
فهذا اقصى ما يمكنه ان يأخذه منها..
بعد ان زرعها في صدرها قبل ساعات..
وبحركة جريئة منه...
كانت انامله تأخذ طريقها نحو قصاصات شعرها التي تدلت على جبينها...
بارتباك..
شدت على قبضتها
الممسكة بطرف الوشاح على صدرها..
لم تنظر اليه
ابعدت عينيها عنه..
فهي لا تريد ان تُهزم كهزيمتها في مكتبه....
ابتسم بخبث ...
وهو ينظر الى الارض..حيث تجلس...
(( ماذا يتحرك تحت قدميكِ...))
قالها وهو يبتعد للخلف...
وبرعب...
نهضت من مكانها...
.بعد ارتفعت صرختها وكتمتها بسرعه
صمتا بعدها..
ونظرات رعب منها على الارض...
ثم نظرت اليه...
كأنها تسأله..
ابتسم لها..
(( ربما كانت ورقة...))
واكمل...((اخفتكِ؟؟))
(( لم فعلتَ ذلك؟؟))
ابتسم لها..وبنبرة هادئة منه...
(( كنت اريد ان اعرف هل تخافين وانا معك..))
((وهل عرفت اني اخاف وانا معك...))
قالتها وكأنها تقلد طريقته في الكلام
ضحك عليها بصوت عالي...
(( تجيدين التقليد....))
اقترب منها..فيما هي تنظر اليه...
استغراب واضح على ملامحها
((ماذا تريد؟؟؟))كانت ترغب في قولها
لكنها.... لم تفعل..
(( لِم كنت تتغطين عني بالوشاح؟؟؟))
وضعت راحة يدها على صدرها..
ادركت ان وشاحها ليس معها..
لقد تركته عندما اخافها ...
تقدم نحوها..
اقترب اكثر اصبح لصيقاً لها...
لم تقوى على الحركة..
بقيت مكانها...
فيما قرب شفتيه الى اذنيها...
(( قد اتنازل عن شرطي يوماً......))
ادارت بجسدها عنه...
كانت مرعوبة من كلماته...
نظرات عينه..
ونبرة صوته...
واخيرا هزمت صمتها...
(( لكني لن اتنازل عن شرطي....))
كانت ترمُز لرغبتها في الانفصال متى رغبت...
تجاهل كلماتها...
لا يريد ان يضيع لحظات الشجاعه الممزوجة بالخُبث
فقد تشجع اخيرا ...
كي يبوح لها عن ما بداخله
(( وان يكن...من يرى جمالك سيرمي بكل شروطه عرض الحائط....))
(( ناصر.....هل لك ان تتركني.. اريد ان اذاكر...))
لم تشعر بنفسها...
وهي تصف حروف اسمه
لاول مرة تفعل ذلك...
لم تدرك كلمتها الا عنما لمحت نظراته...
وهو يقول لها..
(( واخيرا اطربتني بحروف اسمي...))
تفاجأت من ملاحظته
فعلا فهي لم تقوى على نطق حروفه
لم تناديه يوما باسمه...
خرج...بعدها
بعد ان تركها بقايا صمود واثار لشجاعه
لم تقوى على الصمود امام كلماته...
كلماته التي لم تعدها منه مسبقا....
هل كل هذا فقط لانه كان بين ذراعيه قبل ساعات...
هل هذا ضعف منه..
ام تحدي لها....
لم تستوعب تصرفه وكلامه....
لم تستوعب كيف سحب شرطه بدون مقدمات....
ويبقى سؤالها..
هل كان ضعف ام تحدي؟؟؟؟
ناصر...
بالكاد يخطو على السلم..
يتذكر حديثه معها...
يتذكر انهزامه امامها
هزمته نورس...
جعلته يبوح بما داخله
يبوح برغباته
وبانهزامه الواضح بان يسحب شرطه
لانه يريد قربها الذي لم يعد يقواه اكثر...
الامر لم يكن سهلا...
فقد ترك لمشاعره العنان..
حبس كبريائه وغروره ...وكل ما يمنعه عن بوح مشاعره...
كي يكون حراً بما فاض به صدره..
لقد انهكه كتمان هذا الشعور...
انهزم امامها..هزيمة واضحه
وما اروع هذه الهزيمة...
كانت فعلا في منتهى الروعه
فله الان ان يتعامل معها بوضوع بما يجول بخاطره
فليس لديه ما يخفيه عنها...
الاااا.......................
اخذ نفسا عميقا....
وهو يستعيد لحظات انهزامه الرائعه....
الشاطئ الــ 42
الموجة الثانية
بعد صلاة المغرب....................................
بدى سلمان قلق جدا بل مرعوب على حال زوجته فريده...
وليس امامه سواها .....
(( خالتي لا اعرف كيف اتصرف معها...
مريضة جدا..... ترفض تناول اي شئ..حتى الماء لا تستسيغه...))
(( لا تقلق بني... هل هذه المرة الاولى..نسيت ام بناتك وقت حملها؟؟))
(( فريده تختلف عن ام مروة كثيرا... اصبحت هزيلة..لا تقوى حتى على الوقوف... انها تصلي وهي جالسه تصوري...))
(( اعراض الحمل تختلف من امرأة الى اخرى..وان كنت ترغب ان تطمئن عليك اخذها للطبيب...))
وبسرعه....اتجه اليها....
حيث كانت مستلقيه على الكنبة....
لم تقوى حتى على رسم ابتسامة على شفتيها....
(( ساخذك للطبيب..اين عبائتك؟؟))
(( سلمان ارجوك.... لا اريد....))
(( لا فريده..ستذهبين معي....وان لم تفعلي احملك الان...))
بالكاد ارتسمت ابتسامتها
على وجهها الشاحب...
امسكها من ذراعها.....
وهي ممسكة بعبائتها....
(( العياده قريبه من هنا..))
(( والبنات؟؟؟؟؟؟))
(( لا عليكِ المربية معهن.... ثم ان ابننا او ابنتنا لها حق عليك...))
رغم كل التعب والارهاق
الا ان فرحتها بحب سلمان اكبر من كل شئ
كانت برفقته في السيارة...
تنظر اليه
تتأمل ملامحه القلقه
كيف ستعرف معنى الحب والسعاده
لو لم تجتمع به
قطع تفكيرها رنين الجوال...
كانت الخالة ام جاسم...
تطمئن على فريده...
ان وافقت على الذهاب للمستشفى....
كانت تحادث ابن اختها بقلق....
فيما ابنتيها يتهامسان والغيرة واضحه في كل كلمة من فيهما....
(( لا تعرف كيف تتدلل على زوجها))
(( ربما تعتقد انها للان فتاة صغيرة....))
(( عجوز ماذا تريد بالحمل...))
تجاهلتهما والدتهما
لطالما هذه كلماتهما بعد ان انصدما بخبر حمل فريده....
ومن قبل ذلك كانتا منزعجتان من اهتمام سلمان وحبه الواضح لزوجته
فكيف هو الان معها
بعد ان حملت بطفل منه..؟؟؟
فريدة... مستلقية على السرير......
والطبيبة معها......
تجهز جهاز التصوير (الترا ساوند..)
رغم ارهاقها وتعبها...
الا ان نبضات قلبها قد يسمع الجميع صداها...
كان نظره بين الطبيبة...وشاشة الجهاز
لا تستوعب ما تراه
صورة غريبة...
وضعت الطبيبة الجهاز.... على بطنها..
وصارت تحركه ....
وعينها على الشاشه...
تضغط حيناَ....
وتغير موضع الجهاز حيناَ..
وفريدة تائهه معها
للمرة الاولى... التي تقوم بهذا الفحص وهي حامل
قامت به مسبقا في بريطانيا من اجل فحوصات قبل الحمل....
بعد فترة ليست بقصيرة...
طلبت منها ان تجتمع مع زوجها....
(( لم لا تخبريني عن نتيجة الفحص...هل لابد من وجود زوجي معي...))
ابتسمت لها الطبيبة....
(( في حالتك...لابد ان يكون زوجك معك...))
(( هل النتيجة سيئة؟؟؟))
(( لا تستعجلي...))
بالكاد استطاعت ان تصل لغرفه الطبيبة
حيث ينتظرها زوجها...
همس لها ما ان جلست...
(( فرووودة حبيبتي..مابك؟؟؟))
(( لا ادري ..اعتقد ان الحمل ليس بخير...))
(( فريده... لا عليكِ....المهم ان تكوني انتِ بخير...))
كانت تقاوم دموعها
وسلمان تائه بين ما تقوله
وبين ملامح الطبيبه
تبدو هادئة...لا تدل على انها تحمل اخبار سيئة...
(( اخبرينا....الحمل بخير؟؟؟))
(( قبل كل شئ.... اريد ان اعرف منك فريدة هل حملك بعد علاج؟؟))
(( نعم.. لقد اخذت ابر منشطه....))
(( وما نتيجة التنشيط؟؟؟))
(( اتذكر ...اربع بويضات جاهزة للتلقيح...))
قاطعها سلمان...
(( وما دخل هذا في تعبها دكتورة؟؟؟))
الدكتورة وهي ممسكة بتصوير الجنين
(( تعبها امر طبيعي لكل حامل... لا تقلقا...ولكن... من خلال الاتراساوند يمكن اعطيكما خبرين...احدهم يسعدكم..والاخر قد يقلقكم...))
لم يقويا على الكلام...
كان ينتظران ان تنتهي من هذه المقدمة....
(( نتيجة التنشيط اربع بويضات كما قلت...وتم تلقيح ثلاث بويضات...اي ثلاث اجنة...))
بالكاد خرجت الحروف من بين شفتيه...
(( ثلاث اجنة..؟؟ يعني توأم؟؟))
فريده في صمتها..
فقط تريد ان تستوعب كلامها...
(( نعم... ثلاثة توائم... ))
(( هذا الخبر يسعدنا..لكن ما المُقلق في الامر؟؟؟))
(( اثنان منهما وضع طبيعي وحجمهما طبيعي ايضا..والثالث لا ارى فيه اي تطور في النمو بالنسبة لعمر الحمل...))
كانت ترى تساؤلات كثيرة...اختصرت اجابتها في عبارة واحده...
(( اعتقد ان الجنين الثالث توقف نموه...لكن لن يضر الحمل..لانه في كيس منفصل...))
فريدة وسلمان ...بصوت واحد...
(( الحمدالله....))
واخيرا استطاعت ان تجمع الام الجديدة الحروف....
(( كيف لن يضر بباقي الاجنه ؟؟))
(( من قدرة الله سبحانه وتعالى...ان هذا الحمل سَيُضمر ويتحلل وكأنه غير موجود...))
سلمان بعد ان هدأ قليلاً...
(( وهل هذا سبب الارهاق والتعب...))
ابتسمت الدكتورة...
(( طبعا لا..السبب هو طفليك الاخرين.... حمل التوائم يرفع من هرمون الحمل...الذي يسبب الوحام للحامل...))
امسك كف زوجته..
ضغط عليها وهو ينظر لعينيها
(( توأم يا فريده... هما سبب كل هذ الارهاق...))
وهما يهمان بالخروج...
همست له زوجته...
(( واضح انهما يشبهانك... لانهما اتعباني من الان...))
حديثهما لم ينقطع
وهما معا في السيارة...
(( تعتقدين ما هو جنسهما..بنت او ولد؟؟))
((يمكن بنت وولد...))
(( امممم افضل الخيارات... وبعدها تحملين ببنت وولد اخرين...))
(( سلمان,,, انت تهلوس... اي حمل ايضا..دعني انهي حملي هذا ...ثم ان اثنان نحمد الله عليهما..))
(( الحمدلله.... المهم ان يكونا بصحه جيده...))
الشاطئ الــ 41
الموجة الثالثة
بعد منتصف الليل......................................
نبيل....
في سيارته .....
وصوت الموسيقى الصاخبة
التي تعزله عن العالم كله
يرى خيالها امامه
يتذكر كيف اصبحت تتهرب منه
تتظاهر بعدم رؤيتها له كلما لمحته من بعيد
يدخن سيجارته بشراهه
بوده ان يخنق بدخانها عشقه لتلك الفتاة محبوبته
لكنه ابدا لا يستطع
وبالكاد انتبه لصوت رنين جواله
كان ينظر لشاشة الجوال...
يقرأ حروف اسمها...
زينة...
لكنه يتمنى ان يكون اسما اخر....
نـــــ ــــو ر س......
اخذته سيارته الى حيث يحب ان يقضي يومه...
في اسطبل الخيول....
متعه غريبه تنتابه كلما امتطى خيله...
وجال به انحاء المزرعه....
ومع كل جوله كان ألمه يزداد
شوقه اليها يغزو مشاعره...
يحبها يحب نورس....
نورس التي يراها في كل شئ....وزينة الوحيده
التي تقربه منها
حينما تذكر اسمها دون قصد....
لذا كانت
زينة المهدئ المؤقت لكل وجعه ..وجع حبه لنورس....
زينة....................
في هذه الاثناء......
كانت مستندة على واجهة السرير
والجوال في يدها...
يعاود الاتصال لــ نبيل...
(( هل هو نائم؟؟ لا اعتقد....))
كانت تأمل ان تحادثه قبل ان تنام كما اعتادت منه...
ان تخبره بما فعلت اليوم
وما تخطط له غدا
تخبره كيف مدحها الاساتذه
و ما رتبت لها لبحوث مقرارتها هذا الفصل...
تخبره اين ذهبت..وماذا اشترت
تخبره عن كل شئ يهمها
وكل ما يعني لها......
اغلقت الجهاز بعصبية......
واطفأت انوار الغرفه
علّها تنام .....
لكنــــــــــ..................................... ......
هناك من حاول الاتصال..
وخط اتصالها بعد ان كان مشغولا
اصبح مغلقا.....
رمى الجهاز بعصبية ..
ومال بجسده على السرير...
كم هو مشتاق لصوتها...
منذ فترة طويله يحاول الاتصال بها
لكنه متردد...
وبالكاد اخذه قراره الان
ليتفاجأ بانشغال الخط فترة طويله..واغلاقه بعدها
من كانت تحادث؟؟
هل تحادث نبيل؟؟؟
هل هي مرتبطه به كثيرا
ماحدود علاقتها به
وهل لها علاقات اخرى....
وَتّرهُ الامر كثيرا
خاصة ان بوده ان يعلمها انه سيناقش رسالته بعد غد...
ويعود بعدها لبلاده...
من اجلها هي اولا...
(( زينة....متى ستدركين ما يحمله قلبي لكِ))
الشاطئ الــ 42
الموجة الرابعة
بعد ايام من انهزامه امامها....
انهزامه الرائع كما يصف هو.... ناصر...
كانت تتهرب من الحديث معه....
او حتى الالتقاء به...
لكن هناك ما يجبرها...
فقد اشتاقت لصديقتها....
وتريد ان تستأذنه لزيارتها....
رغم انها لم تعتد على ذلك.....
لانها لا تخرج الا للجامعه او لدروس القران فقط...
وان رغبت بزيارة عمتها اخذها بنفسه....
لملمت ما تبقى من جرئتها في الحديث معه....
وانتظرته ان ينتهي من وجبة الغداء....
(( اريد ان ازور صديقتي...))
(( رجاء؟؟؟))
صارت تناظره باستغراب....
هل يتذكر اسمها؟؟؟
(( صديقتك رجاء؟؟؟))
(( نعمـــ))
((متى اخذك لها؟؟؟))
(( بعد درس القران.... سأذهب لها...))
كانت امامه...
رائعه..
فاتنه...
لكن لا يبدو انها مستعده للذهاب لمركز القران...
بنطالها الساتان الاسود
وتي شيرت احمر داكن....
وشعرها رفعت خصلات منه لاعلى ....
(( ستذهبين هكذا؟؟؟))
حوّلت نظرها للاسفل...
وبسرعه انتبهت لنفسها...
لقد سارعت بالنزول لتخبره..
ولم تنتبه لما ترتديه...
وبصوت منخفض بالكاد استوعبه...
(( نسيت عبائتي...))
اسرعت على السلم...
ونظره نحوها....
لم يرها قط خارجة لدرس القران..
عادة يكون بعد عودته من الجامعه...
اي بعد ان ياخذ غفوته في النوم...
لمحها تنزل....
وهي ترتب الوشاح الاسود عليها...
تبدو مختلفة كثيرا...
العباءة السوداء اعطتها طله مميزه...
كل ما ترتديه يظهرها بشكل مختلف....
ودائما رائعه....
انتبه لها... تحادثه....
(( سيارتك اوقفتها خلف سيارتي....هل لك ان تبعدها؟؟؟))
لكنه لم يلتفت لها...
انما تجاوزها
ورفع صوته
لأول مرة تسمع منه هذه النبرة....
(( اغربي عن وجهي...لا اريد ان المحك ما لم اطلب ذلك منك....))
اخذت خطوات مرعوبه للخلف..
وعينيها عليه...
التفت لها وابتسم...
(( مابك؟؟ هل اخفتك... كنت احادث رحمة...))
اخذت نفسها اخيرا...
وهي تضع راحة يدها على صدرها...
(( اخفتني فعلا.... افكر لم قد تصرخ بي...))
اقترب منها
كثيرا..
بات لصيقا لها...
((لن ارفع صوتي عليك يوما نورس....
كنت اعني رحمة...
لاني اعلم انها تترصد كل حركاتنا....))
صارت توزع نظرها في جميع زوايا الصاله...
وبارتباك...
(( الن تبعد سيارتك؟؟؟))
وهو مازال مواجها لها (( لا.... سأخذك بنفسي لمركز القران وبعدها لمنزل صديقتك...))
(( لا داعي لذلك....))
لم ينتظرها ان تكمل....
(( هيــا نورس...))
كان يقولها بنبرة قريبه..
اذابت قلبها
فعلا المرة الاولى التي يأتيها هذا الشعور....
فيما هو ادرك انه لا يتحمل قربها..
حتى نبرة صوته تتغير....
اخذ نفسا عميقا..
وهي تتقدمه للخارج بارتباك واضح....
في السيارة........................................... ..
وهي تقلب اوراق في يدها....
(( لم هذه الاوراق...))
(( اليوم امتحان نظري...))
(( حقا..وهل هناك امتحانات نظرية؟؟))
اومأت برأسها وعينها في الاوراق....
(( هل انت مستعده ))
(( ان شالله.. سابقا كانت عمتي تعاونني في هذه الدراسة.))
(( وهل كنت تدرسين التجويد مسبقا؟؟؟))
(( نعم هذه الدورة الثانية....والاولى درستها برفقة عمتي....))
لم تكن تلتفت اليه وهو يحادثها....
بينما هو يفكر في هذه الفتاة التي امامه في كل يوم يكتشف فيها شئ مميز....
بعد لحظات..
كانا قد وصلا..
(( اتصلي بي ان انتهيتِ))...
اومأت برأسها
وهي تغلق الباب..
وهي تهم بدخول المركز....
التفت خلفها....
لتلمحه
مازال واقفا..
ينظر اليها....
ابتسم لها وحرك سيارته....
انتبهت لاحداهن تحادثها.....
(( السلام عليكم نورس......))
(( وعليك السلام استاذه...))
(( كيف حالك ؟؟؟))
(( بخير...))
(( نورس انت متزوجة؟؟))
(( نعم...))
(( وهل زوجك من كان معك؟؟؟))
وهي تبتسم شئ من الخجل على ملامحها...
(( عذرا.. هو ناصر الــ,,,,,,,,))
تفاجأت نورس...
بهدؤ واستغراب واضح اجابتها بنعم....
بدى بعض الاحراج عليها وكأنها تبرر كلامها...
(( انا لا اعرفه..ابني اوصلني..واخبرني انه ابن ابو عبد الرحمن الــ,,,,,,))
واكملت حديثها..
(( كنا جيران....قبل ان ...........))
التفتت لها نورس... بدت كأنها ستقول شئ وتراجعت...
(( انقطعوا عن الجميع بعد ان غيروا مسكنهم....اعتقد ان والدته توفيت....هذا صحيح؟؟))
(( نعم..منذ سنوات....))
وبجرأة لم تعدها مسبقا سألتها..
(( منذ متى لم تلتقوا بهم...؟؟))
(( منذ سنوات ...اكثر من عشر سنوات..انقطعت اخبارهم.... الله يرحمها ام ناصر...كانت محبوبة من الجميع...))
كانت تقولها بنبرة غريبه
نبرة فيها شئ تجهله...
الا ان الاستاذة التفتت لها وهي تبتسم...
(( ابنها ناصر كذلك... في منتهى الاخلاق. الله يسعدكما...))
واكملت...((..لابد انه يتذكرنا..اخبريه عائلة ابو احمـد الــ... ))
بصوت منخفض بعد انغزت التساؤلات عقلها
(( مادام تتذكرينه..لابد انه سيتذكركم...))
حديث الاستاذه معها جعلها تشعر ان هناك حدث في حياة ناصر تجهله...
كلماتها تدل على امر لا تريد الحديث فيه
امر يعرفه الجميع الا هي....
ربما حدث منذ عشر سنوات....
لينتقلوا بعدها للسكن في مكان اخر...
اخذت نفسا عميقا..
(( عشر سنوات؟؟ اي خلال الفترة التي التقينا خلالها...........))
[/color]
الشاطئ الــ 42
الموجة الخامسة
(( لا تبدو بخير ناصر.....))
(( ولِم هذا الكلام...حمد؟؟؟))
(( صديقي منذ سنوات... اعرفك جيدا...))
(( تعبٌ هي الحياة.....))
(( هذا كلام مفروغ منه...وانت استطعت ان تتغلب على مصاعب كبيرة...))
(( لا تعلم ما اعيشه ....))
(( اعلم انك تزوجت منها........ هل تذكر حديثك عنها...))
صمت ناصر لم يقوى على الرد....
التفت له حمد...
(( نورس مثل الحلم في حياتي يستحيل ان يتحقق...تتذكر كلماتك هذه؟؟؟))
(( لم انساها....))
(( وقد تحقق الحلم... ماذا تريد ايضا....))
صمت ناصر
لا يستطيع الرد...
كان يريد ان يجيبه
ان يقول له
يريد ان يرى ابتسامة حقيقه من نورس...
يسمع ضحكتها...ولو مرة واحده...
لن يصدق ان قال له...
انه شهور معها
لم يسمع صوت ضحكاتها....
لم يرى الا دموعها..
وبريق الحزن في عينيها....
اخذ نفسا عميقا...
انتبه له حمد...
شعر ان رفيقه يحمل هماً ليس بسيطاً....
هماً جديدا..يضيفه لهمومــ سنوات مضت....
كان قريب منه في الماضي
سنداً له..
ساعده ان يتجاوز كل مشاكله
كان يبوح له عما في قلبه
حتى حبيبته نورس....
رغم انه لا يعرف تفاصيل علاقته بها
الا انه يعلم ان صديقه تعلق بها..لم ينساها رغم الفراق....
والان هو معها...بعد ان تزوجا...
ولكن..مازال بريق الحزن نفسه في عينيه....
لم يتغير.....
(( لا اعرف متى سأعرف السعاده في حياتي....))
(( ناصر لا تقل هذا.... كلٌ لديه مشاكل...))
(( وانا مشاكلي لا تنتهي ابداً....))
قطع حديثهما رنين الجوال...
نورس تتصل...
(( اسف حمد لابد ان اتركك الان....))
انصرف عن صديق عمره
الى حيث زوجته
الى نورس..مركز القران....
حاول ان ينسى ما تبادل مع صاحبه من حديث...
ويبدو طبيعيا...
خاصة ان الهدؤ عم حياتهما
كان يرى حياته بين هدؤ وعاصفه مفاجأة
وكلما طال الهدؤ كانت العاصفه اقوى,,,,,
(( السلام عليكــ))
(( وعليكــ السلامــ.... اخبريني كيف كان اامتحان...))
(( جيد...))
(( فقط..اريد امتياز..انت زوجة ناصر....))
اثارتها عبارته
كماهزت شئ بداخله
لا يعلم كيف رتب هذه العبارة
لكن سعيد جداً بأخطائه في اختيار الكلمات معها
وكثيرا ما يُخطأ...
كانت صامته
لم تتحدث تبدو انها تفكر بأمر
كان عقلها مشغول بما دار بينها وبين الاستاذه ام احمد....
بوده ان تصارحه ان تسأله ان تعرف ماذا اخفت عنها الاستاذه
هناك امرا كانت ستقوله
ولكنها تراجعت
لِمــ لا تسأله؟؟؟
لتفهم منه هو
ان كان الجميع يرفضون الحديث عن الامر
(( هل تعرف عائلة ابو احمد الـ....))
توقف جانبا فجأة....
لم تكن الاشارة حمراء,,,
ارعبها الموقف...
كان ينظر اليها
لكنه لم يجبها...
بعدها حرك السيارة..
وانطلق بسرعه...
ردة فعله مفاجأة....
لم تقوى على اعادة السؤال...
او نطق سؤال اخر....
وبعد دقائق....
قلل من سرعته....
ودون ان يلتفت لها...
(( من اين تعرفين ابو احمد؟؟؟))
(( لا اعرفه....))
نظر لها باستغراب.....
الا انها اكملت....
(( اعرف ام احمد هي استاذتي في مركز القران. اخبرتني انها جارتكم قبل سنوات..))
وبنبرة حاول ان يبدي عدم مبالاته....
(( تعرفين اننا كنا جيران لم سؤالك؟؟؟))
اربكها رده...
ماذا تجيبه؟؟؟
كانت تريد ان تعرف المزيد...
اقلها لم تركوا منزلهم...لابد انه يتعلق بما مروا به من مشاكل..
نعم هناك مشاكل حدثت ولكن ماهي....
(( نورس اين تسكن صديقتك؟؟؟))
تذكرت انها ذاهبه الى رجاء... يبدو انها نسيت ذلك...
وكأنها فقدت ذاكرتها....
(( اممممم...توقف جانبا..لا استطيع التركيز...))
كان في قمة الضيق من حديثا
لكن ارتباكها الواضح لدرجة انها نسيت اين تسكن صديقتها اضحكه فعلا..
(( لِم الضحك؟؟؟))
(( صديقتُك الا تذكرين منزلها؟؟؟))
(( اذكره لكنك اربكتني... هي صحيح صديقتي لكن زيارتي لها قليله جدا...))
(( وكيف تكون صديقتك ان لم تزوريها؟؟؟))
(( اقضي يومي في الجامعه معها..ثم اني لا احب الخروج كثيرا...))
كان ينظر اليها...
نظرات استغراب
شئ جديد يكتشفه فيها....
كل يوم هناك جديد يكتشفه....
(( بعد الاشارة اتجه يمين....نهاية المنعطف....يكون منزلها...))
تحرك بسيارته....
حيث اخبرته....
وصلا للمنزل...
التفت لها...
(( متى اتي لأخذك؟؟))
(( اقل من ساعه... سأتصل بك...))
(( حسنا..سأكون قريب من هنا....))
الشاطئ الــ 42
الموجة السادسة
ديكور الغرفه الازرق يعطي انطباعا رائعا
يُظر مدى سعادتها بمولودها..
لذا لم تترك شيئا لم تزينه بالشرائط الزرقاء..
وهي رائعه..
تحتضن طفلها
رجاء صديقتي اصبحت أُماً
ضممتها بقوة...
كانت في منتهى الهدؤ واللطف
حتى صوتها بات هادئاً
ولكن سواد واضح تحت عينيها...
يبدو انها تسهر كثيرا مع رضيعها...
تحدثنا كثيرا....
كانت تخبرني...عن عبد العزيز...
او كما تقول ..(( عزوزي..يسهرني كثيرا...))
(( عزوزي.... هل تريد ان ارضعكَ الان؟؟؟))
كان حديثها عنه
واليه
كانت مستمعه كثيرا وهي تداعب يده الصغيرة...
قبل عام كنت معها
وهي في قمة سعادتها تجهز لحفل زواجها
وكما كانت تقول لي
احلى لحظات حياتي هي الان...
ولكن اجدها مع طفلها اسعد بكثير....
تقول انها تريده دائما معها
قريبا منها دائما....
كنت اسرق النظر اليه..
طفل بريء
بملامح والده
ونعومة والدته...
صرت اخذ له صوراً بجوالي...
حتى كان حديثها عن حامد
كلمات مفاجأة...
(( حامد طلق زوجته...طلق اميرة...))
(( طلقها؟؟لماذا؟؟))
(( لماذا؟وهذا سؤال نورس؟؟؟))
واكملت بدون اهتمام..
(( من البداية نعرف نهاية زواجهما؟؟؟))
كلماتها ايقضتني من الحلم الذي عشته معها...
مزقت مشاعر الامومة التي غلبتنا انا وهي تلك اللحظة....
وبسرعه اتصلت بــ ناصر....
كي يعيدني للمنزل كم ارغب في الهروب من هنا...
اريد ان احتمي بجدران غرفتي....
لحظات قليله...
وكان ناصر في الخارج ينتظرني....
(( نورس امي قادمة الان..انتظري قليلا..))
(( اسفه رجاء...ناصر ينتظرني...))
ودعتها..والضيق قد ملأ صدري...
كلماتها الاخيرة.....
(( من البداية نعرف نهاية زواجهما...))
((انتهى الغرض من الزواج فلم يبقيان مع بعضهما.؟؟؟))
قد اثارت كل حزني وضيقي وألم..
اثارت وجعي الذي طالما تهربت منه
وصلت عند المدخل...
رتبت وشاحي الاسود..
وهممت بالخروج..
كانت سيارته قد توقفت لتو..
(( اهلا رجاء.... هل انت خارجة؟؟))
كانت تحادثهاوهي داخل السيارة..
(( نعمــ خالة... كنت مع رجاء...))
(( لم لا تبقي معنا..الوقت مبكر...))
(( اسفه خالة..زوجي ينتظرني..وقت اخر...))
نظرها وقع عليه
على حامد...
دون ان تقصد...
حتى لمحت نظراته نحوها..وهي تتحدث عن زوجها...
ناصر ينتظرها....
كم ارعبتها نظراته..
وبسرعة..
اخذت طريقها الى سيارة زوجها
ناصر
الذي كان بانتظارها....
كان يلمحها من بعيد...
واقفه تحادث من في السيارة...
صعدت سيارته.....
ونظره باتجاه سيارة حامد...
الذي نزل حينها مع والدته...
دخلا البيت..
وقبل ان يدخل هو... التفت ناحية السيارة..
التي مازالت متوقفه..
التقت نظراتهما
كلا كان يحدث الاخر..
دون ان يشعرا...
بعدها اختفى حامد...
خلف بوابة المنزل...
فيما ناصر مازال ممسكا بموقد السيارة..
بكلتا قبضتيه..
(( الن تحرك السيارة...))
بسرعه..انطلق بسيارته...
كانت تلمحه
قد عقد حاجبيه
وبانت عليه ملامح الغضب...
لم يتبادلا الحديث...
فقد غلبتها مشاعر القلق...من ردة فعله..
هل ازعجه وقوفي في الطريق اُحادث الخالة ام حامد؟؟؟
ادرك ان غضبه سببه حامد لابد ان ذلك ما حدث...
تجاهلت كل ذلك
عندما اخرجت جوالها...
وصارت تتأمل صورته..
صورة عبد العزيز ابن صديقتها....
ملامحه كلها براءة...
كم هي رائعه مشاعر الامومة...
روعتها تبدو في عينيها
عينا رجاء التي اجهدها السهر
ولكن بريقها يُظهِر مدى سعادتها
(( هل ستبقين تتأملين جوالك كثيرا؟؟؟))
انتبهت اليه...
كان يحدثني بعصبية...
لذا فضلت الصمت..
حتى كان رنين جواله...
(( اهلا ..اهلا.... الوقت مبكر ليس بعادتكِ...كما تريدين))
غادة وهل غيرها....
وكما قال الوقت مبكر على اتصالها
عادة يذهب اليها في وقت متأخر....
كانت تنظر اليه..وكل هذه الافكار تدور في رأسها
انشغل هو بالمكالمة..
فيما تبادلا حالة الغضب...
بدت نورس منزعجة فعلا..
وقد عقدت حاجبيها بغضب هي الاخرى...
الشاطئ الــ 42
الموجة السابعة
في غرفته .........................................
كان يلتقط انفاسه بعصبية...
وهو يتذكر وقوفها في الطريق
تتحدث لمن في السيارة..
ليكتشف انها تحادث سيدة...
ترافق احدهم ...
ولم يكن سوى حامد
حامد شقيق صديقتها..
الذي تقدم لها سابقا...
ورفضته..
رفضته غصبا عنها كما صارحته من قبل...
كل هذه الافكار كما الشرار في صدره....
يزفر عنها انفاس تكاد تحرقه...
تذكر نظراته اليهما..وهما معا في السيارة...
يفهم جيدا ماكان يتأمل...
يتأملها كيف هي مع زوجها...
ربما تكون نظراتألم لانها لم تكن له..
او نظرات غيره لانها مع غيره..
هي معه فعلا لكنها ليست له
اوجعه هذا التفكير
وقد اربكه اكثر...
لم يكن يعلم من هو حامد بالضبط..وكيف هي اخلاقه...
شعر انه بحاجه للهروب من كل هذه الافكار...
والخروج من البيت وبسرعه..
فلو بقي معها في مكان واحد..
لن يتحمل مواجهتها بوجعه هو الاخر...
ولايريد مشاده بينهما..
فيما هي................................................
اسرعت الى غرفتها..
رمت بعبائتها على الكنبة...
وهي تأخذ نفسها بصعوبة..
بكل ضيق..
كيف له ان يحادثها ويواعدها امامي..؟؟؟
الا يخجل من ذلك..
وهي الا تخجل؟؟؟
حتى سمعت خطواته ....
ليس معتاد على دخول غرفتها... الا نادراً
ربما يريد غرض ما من احدى الغرف...
اخذت مكانها امام المراءة...
تنظر لنفسها....
هل هي اجمل منها...
اسدلت شعرها الطويل ...
لونه البني المحمر بان اكثر روعه
مع التي شيرت الاحمر..
والبنطال من الساتان الاسود..
ملامحها تذوب نعومة
وجسدها تظهر روعة انوثته..
(( ليست اجمل مني....
هي فاتنه لانها تعرف كيف تظهر مفاتن جسدها ...))
كانت دموع تترقرق في عينيها..
الى متى ستبقى على هذا الحال...
لا تقوى حتى نهره عما يجرحها به...
تذكرت كلمات رجاء من جديد...
كيف كان الجميع ينتظر طلاق حامد من اميرة
فهو امر طبيعي....
اي ان قرار انفصالها عن ناصر كذلك امر طبيعي
في نظر الجميع...
و ان لم يعلموا بذلك....
الضيق ملأ صدرها ألماً....
والافكار المزعجه تجول في عقلها بوجع..
وكان وجعها اكبر...
عندما سمعت طرق الباب
ناصر..طرَقَ الباب..ودخل بسرعه قبل ان تأذن له...
ودون ان يلتفت لها..
كان نظره لجواله الذي في يده..
(( نورس انا خارج وقد اتأخر.. هل تحتااا....))
لم يكمل كلامه ما ان رفع نظره اليها...
جمد...كما هو حالها...
نسيت نفسها..
لم يكون جمودها خجلا منه
انما تنظر لأناقته...
لقد ابدل ملابسه...وحلق ذقنه...
رائحة عطره التي تزاحمت مع انفاسها في صدرها...
في قمة اناقته
ولابد ان سيأتي بعدها..
وهو يرمي شماغه على كتفه وازرار ثوبه مفتوحه...
اما هو............
كاان يتأمل روعتها
انوثتها البارزة في شعرها المتناثر والذي بدى كالشلال...
واللون الاحمر والاسود اظهرا بياض بشرتها....
رقة ملامحها..المصدومة بوقوفه امامها..
وبحركة عفوية منها
وكأنها تريد ان تشغل نفسها...
ادخلت اناملها بين خصلات شعرها...
وجمعته على كتفها الايمن ...
لم يشعر الا بنار تشتعل بصدره
لايعلم كيف استرجع موقفها عندما خرجت من منزل صديقتها...
هل حجة ليبقى امامها
يتأمل هذه الفتنة التي أمامه؟؟
ام حقا يرغب في مواجهتها..
ليعلمها ان هذا التصرف لم يعجبه
وقد يكون الامران معاً....
المهم ان لديه ما يقوله
ما يتحدث فيه...
بحدة...وبنبرة صوت تختلف عن ماكان عليه صوته قبل قليل...
(( نورس..كيف تقفي في الطريق لتتحدثي...))
بارتباك واضح..(( كانت خالة ام حامد..والدة رجاء..تسلمــ عــ...))
(( وان يكن..من الخطأ ان تقفي في الطريق....وولدها معها في السيارة...))
ادركت لحظتها ان كل هذا الغضب بسبب حامد...
وملامحه المنزعجة في السيارة لسبب نفسه...
ابتسمت بداخلها
عرفت بمن تزعجه..كما يزعجها هو بزميلته غادة...
تصنعت الهدؤ..(( تعني حامد؟؟؟))
تقدم منها اكثر..
وهو يومأ برأسه...(( نعمــ حامد....ياترى بماذا تحدثتما؟؟))
نظرت اليه..لم تقوى حتى على ان تحريك رمشيها من صدمتها..
(( اتحدث اليه؟؟؟))
(( الم تريه كيف كان ينظر اليك بعد ان نزل من السيارة؟؟))
وبتحدي منها... وكأنها قد اعلنت الحرب عليه
بنفس السلاح الذي استخدمه
ان كان سلاحه غادة...
ليكن سلاحها حامد مهما كانت النتائج...
(( لا اذكر ماذا قال لي؟؟))
(( هل يعني انكما معتادين على الحديث معاً؟؟))
(( ولِم سؤالك هذا؟؟؟))
(( من حقي ان اعرف فأنتي زوجتي..))
(( على الورق فقط...))
(( نورس.... انا اسألك ....اجيبيني...))
(( انا لم اسألك يوما عن علاقاتك..او معارفك... كلاً له حياته...))
(( ماذا تعنين ان كلاً له حياته؟؟انت زوجتي وتهمني تصرفاتك...))
(( تهمك تصرفاتي الان فقط ..ام قبل الزواج ايضاً))
كانت تقولها وهي ترجف..
لو انه ترك انفعاله..ونظر لكفيها..
لشعر برجفتها...
ليس من رُعب الموقف..
انما من الفكرة التي خَطَرَت ببالها..
الفكرة التي بها ستنتقم منه ..
بحركة غضب نزع الشماغ ...وابقاه في يده
ونظره اليها
(( ماذا تعنين بــ قبل الزواج؟؟))
(( كلامي واضح...))
اقترب منها.... اكثر واكثر...
صارت نبرات صوته تصطدم بوجهها...
كان يتحدث وهو يضغط على اسنانه
(( نورس ....تكلمي...))
لم تقوى على مواصله هجومها....
كان صعبا عليها...
(( كنت تحادثينه..هناك ما يربطك به؟؟؟))
لم يعلم ان كلماته صنعت سلاحها اخيراً
(( ما يربطني به اوبغيره..لا يهمك الان...))
امسكها من ساعدها وشدها اليه...
(( به او بغيره؟؟من غيره؟؟؟...))
شدت ساعدها من قبضته ...
وابتعدت عنه...
(( لم كل هذا الانفعال؟؟؟..))
(( لاني اعرفك...انت اكبر من ذلك...
ما تودين ايصاله لي ليست حقيقة... انتِ اكبر من هذا الهراء...))
((هُراء؟؟ وهل ما اخذته مني هُراء ايضاً))
بلع ريقه بصعوبه..
انفاسه كادت تخنقه
فيما الرعب يكاد يقتلها...
(( لم يلمسك قبلي احد..اعرف ذلك...ولــ...))
قاطعته...
((ليس فقط ان احدا لم يلمسني قبلك..انما عقلي وقلبي لم يشغلهما احدٌ قبلك...ولكن هل فكرت بما حدث من بعدك؟؟؟))
ارتفعت نبرة صوتها اكثر...
وباتت تصِفُ كلمات تطعنها ألف مرة ....
قبل ان تطعنه هو...
(( من بعد وهم حبك وخسارتي ... ألم تفكر ان ليس لدي ما اخسره...
فما خسرته معك لن استرجعه....))
اجحظت عيناه..
وهو ينظر اليها..
اختلطت عبراتها مع نبرات صوتها...
(( انا فتاة ليس لدي ما اخسره...))
(( نورس,,,كفى...))
الا انها اكملت...
((كل شئ انتهى منذ تلك اللحظة التي سلبتني فيها اغلى ما املك...
كيف لا تفكر..اني قد فعلتها مع غيرك...))
(( نورس..نورس...))
لم تكن تسمعه...كان ترفع من صوتها اكثر..
(( ليس من حولي اسرة تسألني اين اذهب او مع من اذهب؟؟؟))
لم يقوى على تكرار اسمها اكثر...
تقدم منهاخطوة
ولكنها مواصله هجوم..بخناجر تدمي قلبها هي قبل ان يستشعرها هو...ليعتصر بعدها الماً
(( لستُ نورس المقعده التي لمحتها اول مرة .. انظر الي واقفه على قدمي... لي ان افعل اكثر مما فعلته وانا مقعده.............))
صرخ فيها..
بكل ما لديه من قوة...
(( نوووووووووووووووووورس..كفى))
دموعها انهمرت مع صرخة اسمها...
هو يقترب منها
كانت تهرب منه بخطوات للخلف...
كانت تسمعه يردد كلمة واحده..
(( اسكتي...اسكتي...))
وهو مازال يدنو منها....
حتى التصقت بالجدار...
بلعت ريقها..
كان يرغب باسكاتها
كلماتها ذبحته بكل ما تحمل الكلمة من معنى
كما كان يشعر بقسوتها وشراستها على نفسها
كانت تعاقب نفسها تعذبها
لم يقوى صراخه على اسكاتها..
كانت تقولها...
تكررها...
وهي تبكي بمرارة..
(( انا فتاة سيئة..دنست نفسي بفعلتي تلك))
كان بأمكانه ان يصفعها ليوقضها من الكابوس الذي اخذه هو ايضا ...
لكنه لم يقوى على ذلك..
لن يقوى ان يتطاول عليها برفع يده عليها..
لن تتحمل ذلك...
لكنه التصق بها وانزل رأسه لها...
شفتيه هي من اوقفتها عن قتله...وقتلها...
طبع قبله على شفتيها...
كانت قد دخلت معركة بسلاح الكلمات القاسية
التي تخرج من بين شفتيها...
وهُزمت بالسلاح نفسه....
لم يستطع اسكاتها الا بهذه الطريقه...
بقبلة منه....
نورس بنعومتها ورقة ودفئ مشاعرها...
استطاع ان يهزمها بدفئه ..وشوقه لها....
سحبت جيوش كلماتها...
بعد ان ابتعد عنها..
وهو ينظر اليها..
مغمضة العينين..
فقط دموع تنهمر...
وحمرة موزعه في عينيها ..وخديها...
تحولت لبكاء هستيري..
وهي تسحب جسدها الى الارض...
مستندة على الجدار...
تبكي..تجهش في البكاء....
تبكي من اعماق روحها..
وكم هو صعب بكاء الروح...
جلس على الارض..
وغرس انامله في شعرها..
ورفع ذقنها اليه..
(( نورس اهدئي...اهدئي..))
زاد بكائها....
(( لِم تفعلي هذا بنفسك..؟؟ لِم تعذبين نفسك بهذه الافكار...
انت نقيه ...نقائك من دموع الندم هذه الذي اذبلت عينيك....فلِم تتلذذين باهانة نفسك؟؟؟ تنتقمين منها؟؟؟))
كانت تسحب انفاسها بصعوبه
تسحبها مع شهقاتها الموجعه له
(( يكفيك السنوات التي مضت... عشتِ في خوف ورعب...
لكِ ان تعيشي كباقي الفتيات...))
امسك كفها...وقف.. وهو يشدها اليه بحنان..
تجاوبت معه اخيرا....
اخذها اليه..
الى صدره..
اسند رأسها براحة يده...
وهي تبكي..حتى شعر بدموعها على صدره....
كان يهمس لها..
بأسمها...(( نورس ...نورس...يكفي بكاء...))
كان يشعر بها..
تدفع جسدها بعيدا عنه..
تدفعه كرفرفة جناح طير مذبوح...
(( لن اتركك الا بعد ان تهدئي...))
لم تقوى على الصمت...
بقيت دموعها..
وبقيت هي مزروعه في صدره...
نسيا كل ما بينهما
نسيا الماضي والحاضر والمستقبل...
كانت كما الاله التي تبحث عن الطاقة لتستطيع العمل
كانت طاقتها تكتسبها من صدره....
وشئ جديد
كانت كلماته...
همساته في اذنها...
(( اسف..لم اتوقع هذا الانفعال منك...اسف نورس...سامحيني...
سامحيني..سامحيني..))
كان يكررها
كلمة لم تنتظرها منه يوما
وهي الان تتكرر امام مسمعها
ما حدث لا يستحق كل كلمات الاعتذار منه...
كان يقولها بصدى من الماضي..
استوعبته باحساسها ومشاعرها
حينها فقط قد هدأت...
توقفت عن البكاء..
فقط حرارة انفاسها على صدره..
ابعد راحة يده عن رأسها...
ابتعدت عنه...
ونظرها للأرض...
وبطرف اناملها امسك ذقنها
رفع رأسها اليه
(( لا تدنسي روحك الطيبه بكلمات قذرة....يأبى لسانك على نطقها..ويأبى مسمعي على استيعابها.))
خرج عنها...
تركها...
كما لو خلت من كل الاحاسيس...
همساته..ولمسات شفتيه امتص كل ما بداخلها...
حتى دموعها جفت
ارتمت على سريرها..
تنظر للفراغ..
لا ترى شئ امامها...
ولا تشعر بشئ...
سوى...
سوى... رغبتها بالموت
علها تنهي ألمها...