موجة بين شاطئين
افاقت نورس....
لم تجده على الكنبة فقد افاق قبلها وغادر الغرفه....
ارتبكت قليلا...
عندما خطر ببالها انه قد لمحها وهي نائمة....
جهزت نفسها...
وغادرت غرفتها...
للطابق السفلي.....
وكالعاده كانت رحمة بوجهها
((صباح الخير...
زينة خرجت...ناصر هنا في الصاله...))
لم تعلق على كلامها
تعلم مدى تدخلها فيما لا يعنيها
كان ناصر يقرأ الصحيفه...
تذكرت ان اليوم الجمعه...موعدها مع عمتها
التفت لها ناصر في تلك اللحظة...
(( نورس... اتصلي بعمتك..اخبريها بزيارتنا لها...))
كانت تنظر اليه باستغراب...
هل كان يقرأ افكارها.....
بعد صلاة المغرب............................................ ...
كانت نورس مستعده..
فيما ناصر ينتظرها في الخارج....
اسرعت اليه..
صعدت السيارة....
(( هل تأخرت ؟؟))
(( لا..لكن علينا ان نذهب لاخذ بعض الحلويات.مارأيك؟؟؟...))
ابتسمت له دون ان تعلق.....
كان الجو هادئ بينهما....
صمت بعيد عن المناوشات....
صمت تتخللته نمسات بارده ترسم ابتسامة على شفتيهما....
مرا محل للحلويات الفاخرة....
وبعدها....الى منزل عمتها........
(( ماما..ماما... العروس هنا....))
ضحكت نورس على تعليق مريم....
وكذلك ناصر لم يخفي ابتسامته....
استقبلهما سلمان وزوجته فريدة...
ومن بعيد الفتيات يسترقن النظر اليهما.....
اجتمع سلمان مع ناصر في المجلس..
فيما نورس وفريده والفتيات معا في الصالة الواسعه...
كان حديث عن كل شئ...
امر ممتع بالنسبه لهن....
ومن حسن حظ نورس ان تزور عمتها بعد الهدنه التي جمعتها بناصر
فبدت هادئة....
وشئ من الراحة على ملامحها....
اطمئنت العمة فريده عليها....
بعد ان رأت راحة ابنتها نورس....
ولكن.....
حان الوقت لتخبرها.....
بل تبشرها بحملها...
رغم ترددها..فكم تخشى ردة فعلها....
وما ان انشغل الفتيات بعيدا عنها...
اقتربت العمة فريده اليها...
وهي تهمس لها...
(( نونو اريد ان اخبرك بأمر ما....))
((ماذا عمتي؟؟؟))
(( انا وعمك سلمان ننتظر مولودا...))
التفتت لها نورس بحركة سريعه
وعيناها مفتوحه على الاخر...
تنظر اليها...
بريق غريب في عينيها..
وبدون شعور اقتربت منها نورس بسرعه
ضمتها اليها
(( مبروووك عمتي...))
لم تتوقع العمة فريدة ردة الفعل هذه من نورس
كما تفاجأت نورس من نفسها...
حتى سمعتها...
(( عقبالك يا نورس...متى نرى اطفالك...))
جمدت بعد هذه الكلمات...
لم تقوى على الكلام...
حتى انتبهت الى سلمان يستأذن بالدخول....
(( انا وناصر ذاهبين للديوانية....))
التفتت لها فروودة..(( سلمان..ناصر هنا ليتعشى معك...))
((لا تقلقي عليه..سنتعشى في الديوانية.... وصلتنا الدعوة..الان...نورس..لا تقلقي عليه هو معي...))
كان سلمان يمازح نورس
وهي تبتسم له
خرج بعدها سلمان برفقة ناصر...
اللذان استمتعا برفقة بعضهما البعض
ولم يتردد ناصر بمرافقته للديوانية...
فقد احب حديثها ونقاشه معه...
وكذلك سلمان.....
فيما فريدة اخذت تجهز العشاء وانا ألهو مع الفتيات
كن سعيدات بخبر حمل عمتي
كم هي محظوظة بهذه العائلة....
لقد عوضها الله عن صبرها....
طال جلوسنا على المائدة...
الحديث اخذنا اكثر من الاكل
وخاصة مع الاميرات
كما كانت تطلق عليهم عمتي...
وما ان انتهينا من الاكل.
حتى اشارت لهن بالذهاب لغرفهن..
وفعلا...
قبلنها..وانصرفن...
وهن ما زلنا ينادينني بالعروس....
خطر ببالي ان احدث عمي..
اطمئنه علي,,,
وليعلم اني مازلت مع عمتي وان تزوجنا....
ولكن فاجأتني عمتي...
(( نونو..عمك اخبرني بأنه سيتصل بعد ان اخبرته بأنك ستكونين معي...))
وفعلا....
اتصل عمي..كم يبدو سعيدا...
حدثته وطمأنته عني وعن دراستي
دراستي التي اهتم لها هو وابنائه
عبدالله الذي اخذ ينبهني لأمور في مشروع التخرج...
وطلال الذي صار يلمح عن علاقته بجلنار باتت جيدة....
ومحمد... لم ينسى ان يخبرني بنتائجه....
والاروع من كل هذا...
حديث الخالة ليلى
ببرود كعادتها ...تخبرني انهم سيكونون هنا خلال شهر..
بعد ان ينهي محمد امتحاناته....
فيما عبدالله وطلال يعودان فيما بعد ...
يبدو عمتي تعلم بالأمر لانها لم تُفاجأ مثلي.....
وانا في هول الاحداث
ادركت انه بحضور عائلة عمي...
ستكون هناك عائلة من حولي....
مر الوقت سريعا....
ناصر والعم سلمان لم يعودا بعد
فيما عمتي تطمئنني...
(( هذه عادة الرجال...سهر في الديوانية....))
(( ولكن ناصر لم يفعلها مسبقا...))
(( هل تقضون اليوم معا؟؟))
(( تقريبا..فلا اراه يزور احدا مشغول بعمله في النهار...وبالليل نادرا مع يخرج مع احد اصحابه....))
(( ونعم الزوج نورس..صبرت ونلت خيراً...لو كنت اعلم ان ناصر من نصيبك لما ضغطت عليك في كل مرة يتقدم لك احد...))
كانت عمتي تبدو مرتاحة لعلاقتي مع ناصر
ولا اعلم لم خطَرَ ببالي..
فكرة الانفصال وماقد يكون موقفها لحظتها....
في طريق عودتنا للمنزل.........................................
انا وناصر في السيارة
ووانا اغالب النعاس..
المسافه طويلة بين منزلنا ومنزل عمتي...
(( زوج عمك انسان محترم....لتو عرفته...))
(( استمتعت معه في الديوانيه؟؟؟))
(( في البداية كنت اظن بأنها ديوانية للتجمع والسمر...
تفاجأت بحضور شخصيات معروفه..
ويناقشون مواضيع مهمة....))
كان يبدو متحمسا كثيرا...
(( تعرفين الاستاذ كامل الـــ))
(( استاذ العلوم السياسية؟؟؟))
(( نعم هو...كان معنا..واكثر من شخصية اقتصادية...))
(( يبدو ان الجو ناسبك....))
(( كثيرا.....))
ودون ان اعي
ولا اعلم ان واصل حديثه فيما دار بينهم في الديوانية
فقد غلبني النوم في السيارة...
في فيلا سلمان............................................. .
وكما أُعجب ناصر باجتماعهم في الديوانية...
اخذ سلمان يصف كلمات المديح لزوجته
فهو لم يتوقع ان يكون ناصر
وهو شاب في مقتبل العمر ان يحمل كل هذا الاهتمام بقضايا المجتمع
التفتت له فريدة..
(( زوج ابنتي دكتور في الاقتصاد هل نسيت؟؟))
((وهل كل دكتور يستحق لقبه؟؟))
(( هل تعني ان نورس في ايدٍ امينة؟؟))
(( لا تقلقي فريدة ...ناصر في منتهى الاخلاق...
وقد اعجب به وبحديثه الجميع...))
في تلك اللحظة.........................................
اوقف ناصر سيارته...
وحاول ايقاظ نورس...
انتبهت لنفسها اخيرا....
(( نورس لندخل المنزل...))
وضعت كفها على وجهها
خجله منه....
امسك بكفها...
وانزلها من السيارة....
كان ممسكا بها حتى وصلا قرب السلم..
وقبل ان تصعد انتبهت لرنين الجوال..
كان جوال ناصر...
من قد يتصل به هذا الوقت؟؟؟
حاولت ان تُظهر عدم الاهتمام
وصعدت بهدؤ
ومسمعها معه...
(( اهلا غادة....))
وبسرعه الى غرفتها...
ورغم النعاس وبقايا النوم في عينيها
الا ان اسم
غادة اثارها كثيرا...
لم قد تتصل في هذا الوقت؟؟؟؟
لحظتها.................................
ناصر في غرفته....
يحادثها......
(( لم اكن نائماً..سأكون عندك بعد دقائق....))
وخرج بسرعه من المنزل...
حرك سيارته ...
سمعت نورس صوت محرك سيارته...
اقتربت من النافذة...
لمحته مسرعا....
تتصل به في هذا الوقت ويخرج مباشرة رغم الارهاق الواضح عليه
لابد ان علاقتهما وطيدة....
رمت بجسدها على السرير...
قربت الوسادة اليها....
واغمضت عينها....
تحاول تستعيد غفوتها التي اخذتها في السيارة
ولكن مديح عمتها لزوجها مازال يتردد في اذنها
وحديثه مع غادة في هذا الوقت المتأخر وخروجه بعد ذلك جعل النوم يهرب من عينيها...
لا تدري كم مر من الوقت...
حتى انتبهت لصوت سيارته..
لابد انه عاد...
خرجت من غرفتها...
وبحركة سريعه نزلت من السلم للمطبخ...
كان ناصر وقتها قد دخل...
سمع صوت حركتها..
اتجه نحو المطبخ...
(( نورس؟؟ ألم تنامي...))
انتبه لكوب الماء في يدها
في حين هي بقيت صامته
فقط ..رفعت بصرها اليه...
كان بثوبه..ولكن شماغه في يده...
وازرار ثوبه العلوية مفتوحه...
وقع كوب الماء من يدها...
واصدر صوتا قويا وسط هذا الهدؤ
جمدت مكانها..وعينها على الزجاج المتناثر....
حت انتبهت اليه يشدها من كفها..
(( ابتعدي عن الزجاج... غدا رحمة تنظفه..))
سحبت كفها بقوة من يده...
واسرعت بخطواتها على السلم...
لم يستوعب ردة فعلها...
((هل ازعجها دخولي عليها فجأة...
ام ربما لأني لمحتها بهذه البيجاما؟؟؟
كم تبدو كطفله وهي ترتدي القصير وشعرها منسدل على ظهرها..))
موجة بين شاطئين
افاقت نورس....
لم تجده على الكنبة فقد افاق قبلها وغادر الغرفه....
ارتبكت قليلا...
عندما خطر ببالها انه قد لمحها وهي نائمة....
جهزت نفسها...
وغادرت غرفتها...
للطابق السفلي.....
وكالعاده كانت رحمة بوجهها
((صباح الخير... زينة خرجت...ناصر هنا في الصاله...))
لم تعلق على كلامها
تعلم مدى تدخلها فيما لا يعنيها
كان ناصر يقرأ الصحيفه...
تذكرت ان اليوم الجمعه...موعدها مع عمتها
التفت لها ناصر في تلك اللحظة...
(( نورس... اتصلي بعمتك..اخبريها بزيارتنا لها...))
كانت تنظر اليه باستغراب...
هل كان يقرأ افكارها.....
بعد صلاة المغرب............................................ ...
كانت نورس مستعده..
فيما ناصر ينتظرها في الخارج....
اسرعت اليه..
صعدت السيارة....
(( هل تأخرت ؟؟))
(( لا..لكن علينا ان نذهب لاخذ بعض الحلويات.مارأيك؟؟؟...))
ابتسمت له دون ان تعلق.....
كان الجو هادئ بينهما....
صمت بعيد عن المناوشات....
صمت تتخللته نمسات بارده ترسم ابتسامة على شفتيهما....
مرا محل للحلويات الفاخرة....
وبعدها....الى منزل عمتها........
(( ماما..ماما... العروس هنا....))
ضحكت نورس على تعليق مريم....
وكذلك ناصر لم يخفي ابتسامته....
استقبلهما سلمان وزوجته فريدة...
ومن بعيد الفتيات يسترقن النظر اليهما.....
اجتمع سلمان مع ناصر في المجلس..
فيما نورس وفريده والفتيات معا في الصالة الواسعه...
كان حديث عن كل شئ...
امر ممتع بالنسبه لهن....
ومن حسن حظ نورس ان تزور عمتها بعد الهدنه التي جمعتها بناصر
فبدت هادئة....
وشئ من الراحة على ملامحها....
اطمئنت العمة فريده عليها....
بعد ان رأت راحة ابنتها نورس....
ولكن.....
حان الوقت لتخبرها.....
بل تبشرها بحملها...
رغم ترددها..فكم تخشى ردة فعلها....
وما ان انشغل الفتيات بعيدا عنها...
اقتربت العمة فريده اليها...
وهي تهمس لها...
(( نونو اريد ان اخبرك بأمر ما....))
((ماذا عمتي؟؟؟))
(( انا وعمك سلمان ننتظر مولودا...))
التفتت لها نورس بحركة سريعه
وعيناها مفتوحه على الاخر...
تنظر اليها...
بريق غريب في عينيها..
وبدون شعور اقتربت منها نورس بسرعه
ضمتها اليها
(( مبروووك عمتي...))
لم تتوقع العمة فريدة ردة الفعل هذه من نورس
كما تفاجأت نورس من نفسها...
حتى سمعتها...
(( عقبالك يا نورس...متى نرى اطفالك...))
جمدت بعد هذه الكلمات...
لم تقوى على الكلام...
حتى انتبهت الى سلمان يستأذن بالدخول....
(( انا وناصر ذاهبين للديوانية....))
التفتت لها فروودة..(( سلمان..ناصر هنا ليتعشى معك...))
((لا تقلقي عليه..سنتعشى في الديوانية.... وصلتنا الدعوة..الان...نورس..لا تقلقي عليه هو معي...))
كان سلمان يمازح نورس
وهي تبتسم له
خرج بعدها سلمان برفقة ناصر...
اللذان استمتعا برفقة بعضهما البعض
ولم يتردد ناصر بمرافقته للديوانية...
فقد احب حديثها ونقاشه معه...
وكذلك سلمان.....
فيما فريدة اخذت تجهز العشاء وانا ألهو مع الفتيات
كن سعيدات بخبر حمل عمتي
كم هي محظوظة بهذه العائلة....
لقد عوضها الله عن صبرها....
طال جلوسنا على المائدة...
الحديث اخذنا اكثر من الاكل
وخاصة مع الاميرات
كما كانت تطلق عليهم عمتي...
وما ان انتهينا من الاكل.
حتى اشارت لهن بالذهاب لغرفهن..
وفعلا...
قبلنها..وانصرفن...
وهن ما زلنا ينادينني بالعروس....
خطر ببالي ان احدث عمي..
اطمئنه علي,,,
وليعلم اني مازلت مع عمتي وان تزوجنا....
ولكن فاجأتني عمتي...
(( نونو..عمك اخبرني بأنه سيتصل بعد ان اخبرته بأنك ستكونين معي...))
وفعلا....
اتصل عمي..كم يبدو سعيدا...
حدثته وطمأنته عني وعن دراستي
دراستي التي اهتم لها هو وابنائه
عبدالله الذي اخذ ينبهني لأمور في مشروع التخرج...
وطلال الذي صار يلمح عن علاقته بجلنار باتت جيدة....
ومحمد... لم ينسى ان يخبرني بنتائجه....
والاروع من كل هذا...
حديث الخالة ليلى
ببرود كعادتها ...تخبرني انهم سيكونون هنا خلال شهر..
بعد ان ينهي محمد امتحاناته....
فيما عبدالله وطلال يعودان فيما بعد ...
يبدو عمتي تعلم بالأمر لانها لم تُفاجأ مثلي.....
وانا في هول الاحداث
ادركت انه بحضور عائلة عمي...
ستكون هناك عائلة من حولي....
مر الوقت سريعا....
ناصر والعم سلمان لم يعودا بعد
فيما عمتي تطمئنني...
(( هذه عادة الرجال...سهر في الديوانية....))
(( ولكن ناصر لم يفعلها مسبقا...))
(( هل تقضون اليوم معا؟؟))
(( تقريبا..فلا اراه يزور احدا مشغول بعمله في النهار...وبالليل نادرا مع يخرج مع احد اصحابه....))
(( ونعم الزوج نورس..صبرت ونلت خيراً...لو كنت اعلم ان ناصر من نصيبك لما ضغطت عليك في كل مرة يتقدم لك احد...))
كانت عمتي تبدو مرتاحة لعلاقتي مع ناصر
ولا اعلم لم خطَرَ ببالي..
فكرة الانفصال وماقد يكون موقفها لحظتها....
في طريق عودتنا للمنزل.........................................
انا وناصر في السيارة
ووانا اغالب النعاس..
المسافه طويلة بين منزلنا ومنزل عمتي...
(( زوج عمك انسان محترم....لتو عرفته...))
(( استمتعت معه في الديوانيه؟؟؟))
(( في البداية كنت اظن بأنها ديوانية للتجمع والسمر...
تفاجأت بحضور شخصيات معروفه..
ويناقشون مواضيع مهمة....))
كان يبدو متحمسا كثيرا...
(( تعرفين الاستاذ كامل الـــ))
(( استاذ العلوم السياسية؟؟؟))
(( نعم هو...كان معنا..واكثر من شخصية اقتصادية...))
(( يبدو ان الجو ناسبك....))
(( كثيرا.....))
ودون ان اعي
ولا اعلم ان واصل حديثه فيما دار بينهم في الديوانية
فقد غلبني النوم في السيارة...
في فيلا سلمان............................................. .
وكما أُعجب ناصر باجتماعهم في الديوانية...
اخذ سلمان يصف كلمات المديح لزوجته
فهو لم يتوقع ان يكون ناصر
وهو شاب في مقتبل العمر ان يحمل كل هذا الاهتمام بقضايا المجتمع
التفتت له فريدة..
(( زوج ابنتي دكتور في الاقتصاد هل نسيت؟؟))
((وهل كل دكتور يستحق لقبه؟؟))
(( هل تعني ان نورس في ايدٍ امينة؟؟))
(( لا تقلقي فريدة ...ناصر في منتهى الاخلاق...
وقد اعجب به وبحديثه الجميع...))
في تلك اللحظة.........................................
اوقف ناصر سيارته...
وحاول ايقاظ نورس...
انتبهت لنفسها اخيرا....
(( نورس لندخل المنزل...))
وضعت كفها على وجهها
خجله منه....
امسك بكفها...
وانزلها من السيارة....
كان ممسكا بها حتى وصلا قرب السلم..
وقبل ان تصعد انتبهت لرنين الجوال..
كان جوال ناصر...
من قد يتصل به هذا الوقت؟؟؟
حاولت ان تُظهر عدم الاهتمام
وصعدت بهدؤ
ومسمعها معه...
(( اهلا غادة....))
وبسرعه الى غرفتها...
ورغم النعاس وبقايا النوم في عينيها
الا ان اسم غادة اثارها كثيرا...
لم قد تتصل في هذا الوقت؟؟؟؟
لحظتها.................................
ناصر في غرفته....
يحادثها......
(( لم اكن نائماً..سأكون عندك بعد دقائق....))
وخرج بسرعه من المنزل...
حرك سيارته ...
سمعت نورس صوت محرك سيارته...
اقتربت من النافذة...
لمحته مسرعا....
تتصل به في هذا الوقت ويخرج مباشرة رغم الارهاق الواضح عليه
لابد ان علاقتهما وطيدة....
رمت بجسدها على السرير...
قربت الوسادة اليها....
واغمضت عينها....
تحاول تستعيد غفوتها التي اخذتها في السيارة
ولكن مديح عمتها لزوجها مازال يتردد في اذنها
وحديثه مع غادة في هذا الوقت المتأخر وخروجه بعد ذلك جعل النوم يهرب من عينيها...
لا تدري كم مر من الوقت...
حتى انتبهت لصوت سيارته..
لابد انه عاد...
خرجت من غرفتها...
وبحركة سريعه نزلت من السلم للمطبخ...
كان ناصر وقتها قد دخل...
سمع صوت حركتها..
اتجه نحو المطبخ...
(( نورس؟؟ ألم تنامي...))
انتبه لكوب الماء في يدها
في حين هي بقيت صامته
فقط ..رفعت بصرها اليه...
كان بثوبه..ولكن شماغه في يده...
وازرار ثوبه العلوية مفتوحه...
وقع كوب الماء من يدها...
واصدر صوتا قويا وسط هذا الهدؤ
جمدت مكانها..وعينها على الزجاج المتناثر....
حت انتبهت اليه يشدها من كفها..
(( ابتعدي عن الزجاج... غدا رحمة تنظفه..))
سحبت كفها بقوة من يده...
واسرعت بخطواتها على السلم...
لم يستوعب ردة فعلها...
((هل ازعجها دخولي عليها فجأة...
ام ربما لأني لمحتها بهذه البيجاما؟؟؟
كم تبدو كطفله وهي ترتدي القصير وشعرها منسدل على ظهرها..))
الشاطئ الــ 40
الموجة الاولى
دفتري العزيز........................................
اعود اليك من جديد
وكلي الم وضيق
اعلم انك افتقدتني ليالٍ
لكني معك الان احكي لك الامي
وهل حَمَل النورس غير الالم؟؟؟
رفيقي
كم حاولت ان اكشف احداث الماضي
ان افهم منه ما حدث قبل سنوات
لكنه ابى ان يتحدث
ان يبرر لي موقفه على الاقل....
لكنه فضل الصمت
اشعر ان امراً كبيراً يخفيه عني
يبدو اني ابحث عن مبرر لما حدث
خاصة بعد حديث زينة معي
بأن الماضي يرهقه..ويغير من نفسيته للأسؤ
حتى صار يقترب مني بهمساته ولفتاته
لم اقوى على رفضها
كان يأخذني لحلمي الوردي
الذي عشته لايام معدودة في الغربة....
ايقنت الان انه يستحيل ان يتحدث عن الماضي
وكما يقول
ان كنا قررنا الانفصال...
لِم ننبش الماضي؟؟؟؟
وكأن النار التي اشتعلت في قلبي سنوات
بدأت تنطفى تدريجيا...
كل شروطي نفذها
ولم يتسبب في ازعاجي لحظة....
وكأنه خدرني بكلامه كما فعل سابقاً
ولكن...................................
افقت على انوثتها الطاغيه
وهي تقف امامي....
تتحدث معه بنبرات صوت ناعمة.....
من شفتين مكتنزتين
كلها جاذبية ورقة
نعومة تفوق الوصف
فلَك ان تتصور
ملامح عربية.... وفتنه اوروبية
الدكتور ناصر....
له ان يتعرف على نساء بهذا القدر من الجمال
ومن الثقافه العالية
ماقد تكون ردة فعله معهن؟؟؟؟
حتى كشفت الامر في تلك الليله
عندما اتصلت به في وقت متأخر....
وخرج اليها...
ليعود بعد ساعات....
وقد تبدل حاله
علمت باحساس الانثى
انه كان معها
زوجي كان مع اخرى
ومنذ تلك الليله
احساس غريب يتصارع داخلي
يتصارع مع اللامبالاه الي احاول ان اقنع بها نفسي
لكني فشلت....
قد يكون شعور طبيعي
تشعر به اي زوجه اتجاه زوجه لو انشغل بغيرها
وان كان زواج على الورق...
بصراحه لا افهم نفسي
فمنذ تلك الليله كرهت رفقته
او الجلوس معه
خاصة بعد ان احضر لي سيارتي من منزلي القديم
صرت اذهب الى جامعه لوحدي...
واقضي يومي في المذاكرة
و الاعداد للمشروع
حتى كان فكرة عمتي,,,,
ان اتابع تعلم القران
خلال فراغي
بدى لي سعيداً بالفكرة
خاصة بعد ان اخبرته
اني انهيت دورة في تجويد القران في الصيف الفائت
لكني لم اجعل هذا سبباً للنقاش او الحديث
وهذا طبعي معه
يبدو انه اعتاد على الامر
فلم يعد يحدثني الا قليلاً...
نتناول طعامنا منفردين...
واغلب الاحيان
يكون قد تناول غدائه في الجامعه
واغلب الظن معها...
مع غادة...زميلته الشقراء الفاتنة...
التقيت بها قبل ايام في الجامعه
كان ترتدي تنورة بلون زهري فاتح
قصيرة..قصيرة جدا...
وقميص من الحرير التركوازي...
وطبعا نعومتها لا تحتاج للمكياج..
يكفيها الكحل الازرق الذي اظهر جمال عينيها...
رغم ان كل هذا لا يلفت انتباهي
الا انها جعلتني ادقق النظر فيها..
وهي متجهه الى القسم...
قسم الدراسات والبحوث الذي يترأسه زوجي...
كيف يراها؟؟؟ وكيف ينظر اليها؟؟
وما قد يدور بينهما من حديث......
الا يكفيه رؤيتها في الجامعه
حتى يزورها بين ليلة واخرى...
اعلم انه يخرج للقائها....
وخاصة في اوقات متأخرة....
فأكثر من مرة....
اسمع حديثه معها....
وهو يهم بالخروج.....
فأعلم انه ذاهب اليها...
ويعود بعد ساعات....
رغم اني لم اعهد منه السهر في السابق...
احترت فيما قد تكون ردة فعلي...
ماذا علّي ان افعل
لكني ففضلت الصمت....
كلها شهور وتنتهي علاقتنا...
ولكن تغزو عقلي افكار غبية...
انا زوجته ... يحترمني على الاقل....
كم هزتني هذه الكلمة عندما خطرت ببالي أول مرة...
يحترمني؟؟؟؟
بسبب علاقته بهذه المرأة
صرت اتجنب الالتقاء بها ولو صدفه....
كم سأبدوو غبية امامها....
ان لمحتني وقد كان زوجي قبل ليلة برفقتها
ألم وضيق لم اشعر به مسبقا...
احاول ان اتجاهله...
لكني لا استطيع...
وابكي بعض الليالي ...
خاصة عندما اسمع صوت محرك السيارة...وهو خارج لها...
هل من حقي ان اصارحه؟؟؟
ان اخبره ان هذا الامر يجرحني؟؟؟
ولِم افعل ذلك؟؟؟ وقد يجرحني اكثر بكلامه
فأسهل ما قد يقول......
ليس من حقك ؟؟
فأنا زوجة على الورق فقط...
ولا استطيع ان استشير احد...
لذا اكتم ضيقي بصدري....
حتى يحين الوقت المناسب للانفصال....
الشاطئ الــ 40
الموجة الثانية...
الضيق بدأ يتسلل بداخلي
منذ ان تغيرت علاقتها معي...
لا انكر برودها في السابق
لكنها تقبلت وجودنا مع بعض لفترة...
الا انها عادت من جديد اسوا من السابق...
ودون سابق انذار....
لا اعرف سبب لتغيُر معاملتها معي...
حتى صرت لا التقيها خلال اليوم الا صدفة....
ومضت ليالٍ...اقضيها نائماً في الصاله...
فغرفتي صارت تكتم انفاسي اكثر....
اشتقت لصوتها
لفتاتها
عنادها
دلالها الذي المحه فيها دون ان تشعر به هي...
لدرجة اني صرت اتسلل نحو غرفتها
واقترب من الباب دو ان تشعر
وكما اعتدت منها ان تنام والانوار مضاءة
لكنها الان لديها نشاط جديد
تجويد القران....
كنت اسمع قرائتها..
وتكرارها للايات....
كانت تسجل صوتها
وتعيد سماعه...
يبدو انها تذاكر ما تعلمته في مركز القران....
صوتها في قمة الروعه...
لكنها ابدا لا تعلم اني اسمعها....
ورحمة تائهه بيننا
ليس لديها ما تتسمعه من حديث بيننا
او التجسس علينا
.................................................. .............................
الشاطئ الــ 40
الموجة الثالثة...
جلنار وطلال....
معا...في الجامعه.
مستندين على احد الكراسي الموزعه في الساحه...
جلنار...(( طلال... هل يعني ان اسرتك ليست موافقه على ارتباطك بي؟؟؟))
طلال...(( المشكله ليست انتِ..المشكله في فكرة الارتباط وفي هذا الوقت بالذات....))
جلنار...(( وهل لك ان تخالفهم؟؟؟))
طلال...(( بالتأكيد لا...لكني سأبقى على طلبي....))
جلنار..(( الامر بات صعبا....امي كذلك اعترضت على فكرة الزواج من شاب خليجي بالذات...))
كانا ينظران للافق..
لم يلتفتا لبعض وهما يتحدثان....
طلال..(( افهم والدتك جيدا.... تجربتها الفاشلة مع والدك جعلتها لا تثق بمثل التجربة...))
جلنار...(( امي لن تكون مشكله ابدا... لن تبقى مصره على رايها وانا اعيش مع والدي في حين هي قررت الرحيل الى كندا.... يبقى موقف والدي ...))
طلال...(( وهل يعترض والدك؟؟؟))
جلنار...(( وما الفائدة ان وافق والدي واعترض والدك....))
طلال... (( تخرجي هذا الفصل يحسم الموضوع....
سأكون مسئول عن قراري...لن يعترض ابي ان شعر بجديتي... وان تخطيطي لمستقبلي لن يتغير....))
جلنار...(( طلال كم انا خائفة...))
لحظتها فقط التفت لها طلال...
(( لا تخافي وانا معك.... سنكون لبعض تأكدي...))
لم تجبه ولم تلتفت اليه...
لم ترغب ان يلمح دمعها..او يشعر بالغصه التي تخبؤها بداخلها.......
في اللحظة نفسها............................................. ...................................
ابو عبدالله...*(( عبدالله ..انصح اخاك..لابد ان يصرف نظر عن الزواج الان..ومن هذه الفتاة التركية بالذات...))
عبدالله+..(( ابي..هي ليست تركيه...والدها خليجي...))
*(( وان يكن...فكرة الزواج ليس وقتها الان..لابد ان ينهي دراسته ..))
+(( الفصل الاخير ما تبقى له...))
*(( اعني دراسته العليا....ثم اراك غير معترض على قراره...))
+((عذرا ابي..لكنه مستقبله... لنا ان ننصحه فقط.... وهو يتحمل مسئولية قراره...))
*(( لو فكر بالارتباط باحدى قريباته...او احدى معارفنا يمكن ان اقتنع بالفكرة لكن فتاه غريبه..لست مقتنع ابدا....لا اراها مناسبة ...))
كانت كلمات والده تعنيه هو...
ماقد يكون موقف والده ان عرف انه يفكر في زينه..
وانه هام بها بقدر تعلق طلال بالفتاة التركية...
زينة... ليست الفتاة المناسبه لــ عبدالله..كلام مفروغ منه...
الكل سيرى الفرق بينهما...
لم يعد منتبها لحديث والده..
شغلت عقله ما ان جاء طيفها امامه...
كم اشتاق لنبرات صوتها...
لقد افتقدها في الفترة الاخيرة...
فليس لديه ما يتحجج به ليتصل بها....
اكتفى برسائل نصيه ..لا تحمل شئ من مشاعره الا القليل جدا...
وانشغاله بتقديم رسالة الدكتوراه الهته قليلا عنها...
كم يرغب بانهاء دراسته بسرعه...
والعودة للبلاد...
ليكون قريب منها..ويأخذ قراره النهائي بالارتباط بها هناك
بعد ان يضرب بعرض الحائط كل مخططاته بان يعمل هنا لكسب خبرة اكبر...
ولكن يبقى حبه لها اكبر من اي شئ...
*(( سأعتمد عليك بني....))
انتبه لوالده ان يحدثه وهو يهم بدخول غرفته...
التفت عبدالله لنفسه في المراه المعلقه في الصاله....
(( ان كنت تنازلت عن كل خططي من اجل فتاة لم اصارحها بحبي للان...
فلا اظن ان طلال سيقبل بأي قرار منا يبعده عن حبيبته والتي تعلق بها منذ اكثر من عامين...))
الشاطئ الــ 40
الموجة الرابعه...
نهار يوم الجمعه
كنت في زيارتهما
نورس وعمي ناصر
كم هو كئيب هذا البيت
وكم كنت اظن ان وجود فتاة مثل نورس
قد تعيد الحياة خلف هذه الجدران
بدى لي ان أمر غامض ينفرهما عن بعض
خمنت اكثر من سبب لذلك
وسابقا كنت اظن
طبيعه نورس...وخجلها
وتجربتا عمي الفاشلتين في الزواج
وظروف زواجهما
اجبرتهما على هذا الوضع
ولكن ما اخبرني به نبيل
عن معرفتهما لبعض قبل لقائهما في لندن
زاد من استغرابي للبرود الذي يسيطر عليهما
وكما تلمح لي رحمة دون الحاجة لسؤالها
انهما نادرا ما يجتمعان حتى على الوجبات
وجودي اليوم معهما
اجبرهما على الاجتماع على ما يبدو
كانت نورس صامته
تكتفي بابتسامة
وناصر ممسك بكتاب في يده
كم مللت هذا الجو
(( نونو اللليلة انا مدعوة على حفلة خطبة ابنة عمي..تأتين معي؟؟))
التفت لحظتها ناصر وباهتمام
(( خطبة من؟؟))
((ريما..ابنة عمي عبد الرحمن...ارسلوا بطاقة دعوة لكما معي...))
ابعد نظره عني..متجاهلا كلماتي الاخيرة
(( نونو ما رايك؟؟))
(( لا احب الحفلات..))
(( وانا مثلك..لكن لنا ان نغير في يوم الاجازة وتتعرفين كذلك
على افراد عائلتنا...))
(( لا ..اعذرينيزينة لست مستعدة...))
اقتربت منها اكثر وكأني اهمس اها....
(( نونو..نذهب اليوم الى صالون التجميل...نغير جو...ونغير شئ من مظهرنا..))
كنت لحظتها الاعب خصلات شعرها الطويلة
المتدلي شئ منها على كتفها
لمحت بريق غريب في عينيها
بدت تفكر في امر ما
لم افهمه
رفعت نظرها لعمي..وكأنها تريد ان تعرف رايه
انتبه لها
(( نورس لك ان تذهبي ان رغبتي في ذلك...))
ولكي اسهل عليها الامر...
(( ان كنت مشغولة..لأن نذهب للصالون...عاملة الصالون تأتي لنا هنا..ما رأيك؟؟؟))
ابتسمت لي..اشارة لقبولها الفكرة
وانا اهم بالقيام...
((سأذهب الان لشراء فستان..تأتين معي؟؟))
(( لازينة..لا احتاج لشراء فستان...ثم ان هناك ما علي تحضيره تمهيدا للقائي مع د.سعيد...))
(( د.سعيد المشرف على مشروعك..كم انت محظوظة..كيف استطعتِ ان تحصلي على اشرافه؟؟؟.))
التقت نظراتهما مع بعض....
تذكرت ان ناصر قد سجل لها للجامعه قبل ان يرتبط بها
تداركت الموقف
(( حسنا بعد صلاة المغرب تكوني جاهزة..للذهاب للصالون ثم للحفل..))
غادرت بعدها..واعتقد ان اجتماعهما انتهى ما ان خرجت......
الشاطئ الــ 40
الموجة الخامسة...
اجتمعت زينة معنا
انا وناصر...
والصمت سيد الموقف
ليس لدينا ما نقوله
ناصر كان معنا وليس معنا
بدى مشغول بكتاب بين يده
او ربما لم نعد نثير اهتمامه
لابد ان غادة فقط من تستحق اهتمامه فعلا وان كان في وقت متأخر من الليل
منذ اكتشفت هذا الامر
وانا اكره الجلوس معه او حتى النظر اليه
مضت ايام...
وكأننا اغراب في منزل واحد
لم يشاركنا الحديث
الا بعد حديث زينة عن خطبة ابنة اخيه
لم يكن ناصر يعلم بذلك
فقد انفعل في بداية معرفته بالامر....
الا انه تراجع وعاد لما يتصفحه بين يديه...
هل القطيعه بينه وبين اخوته تصل لهذه الدرجة...
ما قد يكون سببا لذلك...
لم ابدي رغبة في تلبية دعوتها لمرافقتها....
الا ان فكرة ان اغير شئ من مظهري...
هزت شئ بداخلي...
شعرت لحظتها انها تلمح لشئ....
اني احتاج لبعض التغيير فعلاً...
كعادة كل الفتيات بعد الزواج...
احببت الفكرة رغم ان هذا ليس من اهتمامي
والاغرب لحظتها ..........
ظهور خيال الاستاذه غادة امامي لحظتها...
ولو ابديت شئ من الاهتمام لمظهري سأظهر اجمل منها...
لحظتها............................................ ........................................
ناصر في غرفته...بعد ان رمى كتابه بعصبية على المكتب
وبقي جامدا على الكرسي
(( ريما ..تلك الطفله ... ستتزوج؟؟))
اخذ نفسا عميقا يفكر بكل التغيير الذي مر به...
ولم يلتقي باحد من اخويه
او ان يفكرا هما بلقائه
باتت اخبارهما تصله بالصدفه
بحلقة الوصل الوحيدة
زينة....
صار يمسح على وجهه براحة يده..بقوة
اجهده كثيرا الموضوع
وعودته لذكريات الماضي التي تدمي قلبه
الشاطئ الـ 40
الموجة السادسة
لم تتأخر زينة عن موعدها.....
كانت نورس تبدو محتارة اي فستان ترتدي....
فساتينها نفسها التي اشترتها مع عمتها عندما كانت تجهز لزواجها....
ولم تفكر بارتدائها بالطبع ...
الا الان.....
(( نونو الاسود يبدو راقي جدا.... ولكن الزهري يبدو زاهياً))
(( الاسود محتشم اكثر...الزهري قصير وبدون اكمام...))
(( حسنا ..ارتدي الاسود للحفله...اما الزهري فالافضل يراك به عمي فقط...))
بدى عليها الارتباك....
بعدها............................................. ..
تواجدنا انا وهي وعاملة صالون التجميل
كبيرة في السن..فلبينية الجنسية...
تضع نظارة سميكة....
ولكن بدت خبيرة في كل شئ....
ما ان رأت شعري....
(( شعرك جميل لكنه بدون حياة..... سأغير منه دون ان اقصر من طوله...
ولي ان اصبغه بلون يظهر بياض بشرتك....وملامح وجهك الناعمة...))
((فينوس.... اظهري كل خبرتك في التجميل مع زوجة عمي.....ولكن اياك ان تظهريها اجمل مني....))
خلال فترة ليست بقصيرة....
كانت قد انتهت.....
رفضَت ان ارى شكلي في المرأة....
((ارتدي الفستان اولا....))
وفعلا...
ارتديت الفستان الاسود... من الشيفون الناعم جدا...
بدى لي وكأنه يرسم جسدي وينتهي بذيل ليس بطويل كذيل السمكة...
بدون اكمام... ولكن يغطي الصدر و اعلى الرقبه بنفس قطعة الشيفون الشفاف
ولأنه خالي من اي اكسسوار...
وضعت حلق كبير نوعا ما من الكريستال الابيض...
ومع الكعب العالي...
نظرت لنفسي في المراة....
بدى لي شعري كخصلات من الشيكولا المتناثرة بكثافة...
لونه بني محمر..بدى رائع جدا...
مع طريقة القص...التي اعطته شكلا مختلفا
بدى غليظا... متدرج في الطول...
بدأ من خصلات على جبيني...ويتدرج في طوله الى نهاية ظهري...
(( زينة هل يبدو مظهري مناسبا؟؟؟))
كانت تنظر لي باعجاب...
(( ما شاء الله....اية في الجمال...))
(( زينة اجيبيني.. هل ابدو بمظهر مبالغ فيه؟؟؟))
(( مبالغ فيه؟؟؟؟ واضح انك لا تحضرين حفلات..... سترين ما يرتدين البنات هناك..))
(( وانت؟؟.))
(( انا هذا مظهري في كل حفله....فستان قصير ....وشعري المجعد.... والكحل الاسود لا غير...))
اخذت بكلامها.....
وتشجعت على الذهاب للحفل... وانا بهذا المظهر الجديد...
وجيد ان ناصر ليس هنا...
وكما اخبر زينة ان لديه مشوار مهم وسيتأخر....
وأكد عليها ان تبقى معي... اي تبات معنا في المنزل..بما اننا سنعود بوقت متأخر....
كنت متأكدة انه ذهب اليها...
الى ا غادة...
هذا وقته المعتاد للخروج اليها ويعود بعد منتصف الليل ....
حاولت ان اتجاهل الامر
يكفي بكائي كل ليلة لسبب نفسه...
دعني اريح فكري قليلا....
الشاطئ الـ 40
الموجة السابعة
وصلنا الحفل ....
في قاعه الفندق...
قاعه في منتهى الفخامة....
تجهيز مبالغ فيه....
من كل النواحي...
الديكور..الاستقبال...وفرقة الحفل ....
الصاله مليئة بالنساء والفتيات....
بدى لي المكان كعرض ازياء....
او ربما تفاخر في اللبس المبالغ فيه والمجوهرات..والمكياج الصارخ....
جلسنا في زاوية بعيدة...
وصوت الفرقة الموسيقيه في قمة الازعاج فعلا
فكيف لتلك الفتيات يتراقصاً طرباٍ.......
كانت ام وليد...زوجة عم زينة في استقبالنا...
رحبت بزينة..ورحبت بي...ولكن ما ان علمت اني زوجة ناصر...
حتى صارت تدقق في كل جزء مني....
لحظات وصرن النساء من حولي يسترقن النظر الي...
(( انظري نونو كيف ينظرن اليك...واخيرا التقوا بشئ يخص عمي ناصر....وجمالك ابهرهن فعلا...))
تجرأت لحظتها...
(( لم القطيعه بين الاخوة ؟؟؟))
التفتت زينة....
(( اخبرك لاحقاً...))
بعدها تقدمت ثلاث فتيات...
كما اخبرتني زينة هن اخوات العروس..اي بنات عمها..
فعلا قمة في الذوق....
صرن يرحبن بي....
ويدققن بنظرهن كما كانت والدتهن.....
تأخر الوقت..
ونحن على حالنا...
(( زينة متى تحضر العروس؟؟؟))
(( كالعادة بعد منتصف الليل...))
(( يستحيل؟؟؟))
((ماذا؟؟؟))
(( لنذهب..الوقت تأخر...وانا جدا مرهقه لدي ما علي ان اقوم به غدا...))
(( لن نرى العروس؟؟؟))
(( اسفة زينة لكن الوقت تأخر....))
همست لي لحظتها...
(( معك حق الحفل لا يستحق السهر من اجله...لكن نخرج دون ان يلمحنا احد...))
لحظات وكنا....
نتمايل من الضحك في السيارة....
كان شكلنا مضحك..ونحن نتسلل من القاعه...
حتى لا يرانا احد ويصر على بقائنا....
كنت ارتدي العباءة...وقد غطيت وجهي وانا في موقف السيارات...
كانت زينة بعكسي....
بكامل زينتها...
والاكثر من هذا ...تعليقات زينه..وكأنها تحادث نفسها...
(( طوال النهار في السوق...وساعات لنجهز....نحظر ربع الحفل ونخرج متسللتان منه ...
كأننها حضرنا لتتأمَلَنا زوجة عمي وبناتها فقط....))
بعدها كنا في المنزل............................................ .....
الارهاق واضح علينا....
ليس من السهر في الحفل...
وانما من التجهيز له...
كم كان الامر مضحكا...
لم يكن ناصر في المنزل...
التفتت لي زينة...
(( هل اعتاد عمي على السهر؟؟))
بارتباك...(( لا..نادرا..))
كنا نصعد السلم...
دخلت زينة الغرفه التي اعتادت على النوم فيها..
(( اعتقد اني سأنام من شدة التعب,,,))
((وانا ايضا...))
حتى رفعت صوتها..
(( لا تنامي حتى يراك عمي....))
اربكني تعليقها
دخلت الغرفه....
ووقفت امام المراة..انظر لنفسي...وانا امرر اناملي بين خصلات شعري...
وانثره على كتفي العاري...
مر وقت وانا اتأمل نفسي...
وتذكرت اني لن استطع ان افتح سحاب الفستان وحدي..
بسرعه...خرجت من الغرفه الى حيث زينة قبل ان تنام..
(( زيونه حبيبتي...افتحي الباب...))
لحظات وفتحت الباب...
كان النعاس قد غلبها فعلا...
(( مابك نورس.؟؟))
(( افتحي الفستان ...لا استطيع ذلك...))
تقدمت الى غرفتي...وهي خلفي...وواضح عليها النعاس...
لحظتها كان صوته...ناصر....
قبل ان ندخل الغرفه..
كان في الممر....
(( هل عدتما من الحفل...))
كان نظره الى زينة..
(( نعم... لم نتأخر حتى اننا خرجنا قبل دخول العروس...))
تراجعت زينة والنعاس مازال بين جفنيها...
تراجعت نحو غرفتها...
فيما انا واقفه..عند باب الغرفه...
همي فقط ان اغلق الباب قبل ان ينتبه اليّ...
ولكن لم اقوى بوجود زينة...
التفتتَ لحظتها...
(( نونو ...ناصر هنا...يساعدك في فتح سحاب الفستان...))
بسرعه اخفيت جسدي داخل الغرفه والباب مفتوح..
في حين هي قد دخلت غرفتها...
فيما ناصر مازال واقفا بيننا...
تقدم ناصرنحو الغرفه
تسمع خطواته....
وقف على حدود الغرفة...
تعمدت ان تدير ظهرها له لا تريد ان يلمحها....
(( نورس.. هل استمتعت بالحفل..))
على وضعها نفسه...
(( نعم..لكن لم نطول في الجلوس...))
(( التقيت بمن هناك؟؟؟))
كانت ترى انه يريد ان يعرف شئ منها؟؟؟
ليس رغبه في رؤيتها...
(( زوجة اخيك..ام العروس..وبناتها..))
(( تعرفن عليك؟؟؟))
(( نعم...))
فيما هو يطيل في اسئلته...
وهو يحاول ان يشبع نظره بجمالها...
الا انه لا يرى وجهها....
فقط شعرها الثائر على ظهرها...
وما ترتديه...
كانت امامه فتنه مجسدة فعلا
وتغيير واضح ربما في لون شعرها؟؟؟
شعرت باقترابه نحوها...
كان قد تشجع قليلا
(( نورس لم لا تلتفتي اليّ؟؟؟ ))
وهو يكتم ما في صدره....
ويظهره بابتسامه ..
...
وبظهر كفه....
ابعد شعرها المتناثر على ظهرها الى كتفتها..
شعرت بانامله على ظهرها
خلف الفستان....
كانت انفاسه قريبه منها..
خلف اذنها...
حرارة كالجمر تسري في عروقها...
بدى جمرا ينغمس في دمها..
يخترق شرايينها....
كما تخترق انامله اطراف الفستان الى ظهرها....
ابتعدت عنه ببرود..
حاول ان يبتعد..
ان يخرج..لكنه لم يقوى...
كان يقترب منها اكثر...
(( لم تخبريني انك ستغيرين لون شعرك...))
اغمضت عينيها..لم تقوى حتى على الرد....
(( لونه رائع..رائع جدا....ولم ارى هذا الفستان عليك مسبقا...))
امسكها من كتفها القريب من صدره
وادارها اليه..
شعرها متناثر على وجهها...
امسك ذقنها..
ورفعه,,
ليكون نظرها اليه...
كانت نظره غريبه منها..
خليط من الضعف والقسوة...
ابتلع ريقه بصعوبة..
كانت ترغب ان تصرخ فيه
(( انك اخذتني قبل ان اكون حليلة لك.... ونحن زوجين شرطت ان لا تجمعنا علاقة..ماذا تريد الان؟؟))
لم تنطق بهذه الكلمات
لكنه احس بها... اخذ نفسا عميقا....
كانت ترى شرطه اهانه لها
كأنه يخبرها انها لا تلزمه كزوجة..ما يريده اخذه مسبقا...
لكن ما بقلبه اتجاهها اقوى من قسوة نظرتها....
لم تهزمه هذه المرة
انما استمد قوته بما يحمل من شوق ومشاعر سنوات اتجاهها
(( جميلة...جميلة جدا ...))
مرر انامل كفيه بين شعرها....
اخذ نفسا عميقا...
كان يسترجع ما في ذاكرته من رائحة انفاسها.....
اغمضت عينيها...
وانخفض رأسها للاسفل...
وهو مازال في عالمه الخاص..
عالمه الذي يعيش فيه وحده..دون ان يكشف لها حقيقته....
يتألم كلما رأى جرح الماضي في لفتاتها اليه..
يتوجع اكثر انها معه ولا يستطيع ان يقترب منها.بسبب شرط وضعه هو...
وضعه من اجلها كي تعلم انه لم يتزوج منها لرغبته التي دمرتها سنوات...
قمة التناقض في تفسيرهما لتصرفاتهما
كان يرى خجلها منه...حيائها.. لمساته لها. في تلك اللحظة...
ظهرت مشاعرها الحقيقية
بعد ان تورد خدها...
اخذ نفسا عميقا
ليشبع صدره برائحتها...
ثم ابتعد عنها بحركة سريعه..
دون ان ينطق....
خارجا من الغرفه....
تحركت اطرافها تلك اللحظة...
وكأن سحرا انفك عنها...
كانت تنظر ناحية الباب...
خرج وتركها....
بعد ان سلب حواسها بلمساتها وانفاسه...ونبرات صوته......
بصعوبة..اتجهت نحو الباب.....
تريد ان تغلقه...
لتنفرد مع المها...
وما ان اقتربت من الباب..
حتى سمعته..
كان واقفا في الممر...
يتحدث في الجوال...
ان حديثه بصيغه المؤنث..لابد انها غادة....
تأكدت فعلا....عندما نطق بأسمها...
(( لا تخجلي مني غادة.. سأكون امام منزلك بعد قليل..))
حتى كانت صوت خطواته المسرعه على درجات السلم...
وهي...
مستندة على الجدار....
تسحب جسدها للاسفل...
بعد ان فقدت القدرة على الوقوف...
ضعفت امام كلماته وهمساته ...
كما حدث سابقا..
وتركها عندما شعر بضعفها...
كم هي اهانه لها..لم تتحملها...
والاكثر...يتركها ليقضي ليلته مع اخرى...
لم تعلم... انه اقترب منها..
لانه اشتاق لها فقط...
وابتعد عن قربها...كي لا تظن انه يتنازل عن شرطه مستغلا ضعفها و صمتها
الشاطئ الـ 40
الموجة الثامنة
سمعت صوت محرك سيارته بعد اذان الفجر...
ولتوه قد عائد من عندها...
من منزل الاستاذة غادة....
فيما هي نائمة على سجادتها....
وبقايا الماءالبارد على شعرها و بيجامتها..
يبدو انها لم تجفف جسدها جيدا عن الماء..
ولم تشعر بالبرد...ربما انعدم احساسها..لما فعله ناصر معها قبل ساعات..
نهضت بصعوبة...وهي تهم بنزع لباس الصلاة...
لحظتها كان امامها....
كعادته....
شماغه على كتفه.... وازرة الثوب العلوية مفتوحه
رمت لباس الصلاة على السجادة...
وهي تنظر اليه بحده...
(( اسف..لم اتوقعكِ مستيقظة..))
((وهل انت معتاد على دخول غرفتي وقت نومي؟؟؟))
(( طبعا لا...دخلت بعد ان سمعت صوت خطواتك..والباب ليس مغلقا...))
واكمل...
(( انا هنا فقط لأطمئن عليك...))
(( اخرج..لا اطيق رؤيتك...))
كان ينظر اليها باستغراب
وكأنه لم يستوعب كلماتها
الموجهه اليه....
(( ما بك نورس؟؟؟ما هذا الكلام؟؟))
وهي تسحب انفاسها بالقوة...
(( اكرهك...اكره غرورك وانانيتك.... اكره كل شئ فيك....))
كان ينظر اليها...
ينظر فقط...
فليس لديه ما يقوله امام ثورتها المفاجأة...
انصرف بعدها...
وكان صوت خطواته في الممر يخترق هدؤ المكان...
وارتفع الصوت...
وهو مسرع على درجات السلم....
لحظتها............................................ ..........
زينة بخطوات تائهه خلفه....
لتو استيقظت لاداء الصلاة....
وصوت دخوله المكن وخروجه نبهها لامر حدث بينه وبين زوجته....
نور الصباح بدأ ياخذ مكانه في حديقة النزل
في حين ناصر يدخن سيجارته بعصبية...
وزينة..... قريبه منه....
(( عمي..مابك؟؟ماذا حدث؟؟؟))
(( لا شئ..))
(( كيف لا شئ... وقد خرجت من غرفتكما بهذا الحال...))
(( زينة يكفي اسئلة..ليس لدي ما اقوله.... لك انت تسأليها هي...))
(( تعلم ان نطق الحجر..لن تنطق هي وتقول ما بها....))
(( عمي لم التوتر بينكما...هل هناك مشكلة..؟؟))
(( لا ادري زينة..لا ادري....))
((كيف لا تدري؟؟؟ وانت تعرفها منذ فترة...منذ ان كانت طالبة عندك...))
التفت اليها...بنظرات استغراب...
فيما اكملت هي....
(( لم تخبرني انك تعرفها مسبقا.....))
بحدة..وقد ارتفعت نبرة صوته
(( زينة... اذهبي لغرفتك....ليس وقت الاسئلة...))
بضيق غادرة المكان...
فيما هو واصل احراق ما في صدره....
وهو يكتم دموعه....
يتذكر ما مضى...
((...كلانا عاش الالم....سنوات...لست وحدكِ نورس...))
نهاية الشاطئ الــ 40