الشاطئ الــ 22
الموجة الاولى
على ارض الغربة....................................
نظراتها تائهه على جهاز الحاسوب
من خلفها واقف ابن عمها طلال....
اطلقت زفرة ضيق على غير عادتها....
وهي تنهض من على الكرسي...
التفت لها طلال...
(( نونو...الم تتمكني من اضافة مقرر مشروع التخرج؟؟؟))
بضيق اجابته...
(( لا طلال.... لا ادري ما السبب؟؟؟))
طلال باهتمام...
(( ان اضفت المقرر الاول بسهولة فالمشكلة في مقرر المشروع...))
نورس...
((اعتقد ذلك....))
واكملت وهي تحبس دموعها...
(( باقي يوم غد وتنتهي فترة التسجيل....))
بكل اهتمام...
((نونو..لا تقلقي...سأتابع الامر بنفسي....))
وهي تهم بالانصراف...
(( كيف ونحن هنا.... لو كنت في البلاد لذهبت بنفسي لتسجيل كعادتي ....))
طلال بنبرة عاليه..
((نونو لا تهتمي..... وعدتك ان اساعدك....اجهزي لنخرج بعد قليل...))
انصرفت دون ان تعلق على كلام
فقط ابتسامة تظهر قبولها عرضه بالمساعدة
دخلت غرفتها....
نزعت الوشاح التي ترتديه...
وببرود...
فتحت خزانتها...
بعد ساعة............................................
(( نورس..بنيتي انت جاهزة؟؟؟))
نورس وهي تهم بالخروج من الغرفة
((نعم خالة.....اين طلال....))
((انا هنا ....ساعه كاملة انتظركما...))
لم تستطع نورس ان تكتم ضحكتها...
ما ان رأت طلال...
وهو جالس على الاريكة في الصاله....
وواضح عليه الضيق....
لكن ما اضحكها....
تسريحة شعره الغريبه...
وقف طلال بحركة سريعه
وهو يرتب الجاكيت الجينز الذي يرتديه...
ولانه لاحظ استغرابها من شعره المنكوش والجامد...
(( اعلم اني ابدو في منتهى الروعه..... هيا بنا))
ضحكت نورس والخاله ليلى على تعليقه
وهما تتبعانه للخارج....
كانت نورس ترتدي..
بنطال جينز اسود....
وعليه معطف ابيض طويل من الصوف....
ووشاح اسود...
بدى طولها واضح
كما ان اللون الابيض يظهر نظارة بشرتها الخالية تمام من المكياج ماعدا الكحل الاسود...
في السيارة........................................... ......
(( نونو سنذهب الى هارودز....ما رايك...))
_(( لا بأس....))
طلال وهو يقلد نورس....
(( لا بأس .... اقول لك هارودز....))
الخالة ليلى...
(( وماذا تريد منها ان تقول....))
التفت طلال لوالدته..وهو يتصنع الضيق...
(( تغيرت معي كثيرا ام طلال ...وبالتحديد منذ اكثر من اسبوع...))
ضحكت الخالة ليلى ونورس على تعليقه...
فهما ما يعنيه..اي منذ حضور نورس
قاطعهما طلال..
(( امي... نورس اتفقت مع صديقه لها ان تلتقي بها هناك..))
باستغراب نظرت نورس الى طلال...
الذي كان ينظر اليها من المراه الامامية...
غمز لها لحظتها...
فهمت انه يعني جلنار....
ارتبكت كثيرا...عندما التفتت لها الخاله ليلى...
(( لم اعلم ان لك معارف هنا....))
ابتسمت لها نورس لم تستطع التعليق على كلامها...
في الوقت نفسه.........................................
زينة...تتمشى بين المحلات
ليست لوحدها
كانت برفقة نبيل.....
بطريقة لباسها نفسه...
البنطال الجينز الضيق...
الذي يفصل ساقيها الطويله....
مع معطف اسود جلد قصير....
تظهر تحته تي شيرت بلونه الزهري....
تلم شعرها المجعد بقبعة من جلد سوداء
مزينة بوردة زهريه على الجانب
وحذاء رياضي بالونين الابيض والزهري...
بدى نبيل وزينه في غاية الانسجام....
يتبادلان الحديث....
والتعليق على عروض المحلات..
والتي اغلبها تخص الفتيات...
كانت
زينة تبدو سعيدة...
سعيدة كثيرا...
كانت ترى ان مشكلة عمها قد انتهت
بعدما تجاوز صدمته بوفاة طفليه التوأم
وبدى اكثر راحة بانفصاله عن سمر
وقراره الاخير اسعدها اكثر
عودته للبلاد....
وللتدريس في الجامعة من جديد....
والان هي مع نبيل
الذي تراه مصدر اهتمام لها...
فكل ما تحتاج اليه في هذا العالم...
شخص تكون هي كل اهتمامه...
خاصه بعدما انشغل عنها عمها الذي كان يهتم بها كثيرا....
من بعد سفره لاكمال دراسته
ومن ثم زواجه..وانشغاله بزوجته سمر
الذي لم تعجبها يوما...
ودائما في خلاف معها...
واخيرا...
انشغاله في ازمته الاخيرة....
فلم تجد حينها
الا نبيل....
نبيل التي يرى فيها الفتاة المختلفه عن من عرفهن من الفتيات...
فتاه متحررة...
ممكن ان تخرج معه..
ليصطحبها لاي مكان...
يسهر معها في اي مطعم....
ولكن تبقي هناك حدود معه...
فلم تسمح له
ان يمسك بيدها وهي تتمشى برفقته...
استغرب الامر في البداية....
ولم يتشجع ان يطلب منها زيارته في شقته الخاصه
كما كان يفعل مع باقي صديقاته
لانه فهمها اخيرا....
ان لديها حدود لعلاقتهما
ولابد ان يحترم هذه الحدود ان اراد صحبتها...
(( زينة...الم تشعري بالبرد؟؟؟))
_(( بلى....))
((ما رايك ان نذهب لاحد المطاعم؟؟؟))
(( كما تريد....))
.................................................. .................
الشاطئ الــ 22
الموجة الثانية
وصلوا ااخيرا....
محلات هارودز الشهيرة...
كانت نورس,,,
تتلقف بعينها كل ما تراه على هذا الشارع....
كانت ترى كل الجنسيات....
دون استثناء....
لم تتوقع ان تراها مجتمعه في مكان واحد...
والان رأتها...
هنا في لندن....
كانت تعلم مسبقا ان لندن مدينه مميزة
لكنها لم تتصور
جمال حدائقها..وكثافة ضبابها....
كانت تلمح الصروح الشامخه
والمباني التي ذكرتها بقرون مضت...
وكأنها تسرد التاريخ البريطاني...
كانت نورس تلمح هذا مبنى هارودز
الذي سمعت عنه كثيرا...
فهو مقصد كل سائح...
نورس برفقة طلال والخالة ليلى...
تهم بدخول هذا العالم
عالم التسوق
التفت لها طلال..
(( نونو تعلمين ان مالك هارودز عربي مسلم... محمد الفايد...))
ببرود...(( نعم...))
طلال وهو ينظر للجانب...
(( انه هناك انظري له...))
بحركة سريعه التفتت نورس...
لكنها لم تلمحه بين الوجوه....
ضحك عليها طلال وهو يشير الى تمثال للملياردير المصري محمد الفايد يتوسط المكان
ضحكت لحظتها نورس...
(( ضننته فعلا هنا....))
وهي تغمز له....
(( عذرا طلال... استأذنك كأني لمحت صديقتي...))
ابتعدت نورس قليلا عنهما...
متجهه اليها الى جلنار...
التي اقتربت منها اكثر...
لتحييها بحرارة وتقبلها...
كانت تراها في منتهى النعومة والرقه..
بفستان قصير باكمام طويله من الصوف...
مزين بخطوط ملونه....
مع بنطال جينز ازرق....
ويزيد من روعتها..
شعرها الاسود المنسدل على كتفها...
(( تبدين رائعه جلنار...))
وهي تلتفت الى طلال...
والذي بدى متضايق من بعدهما عنه
الخاله ليلى تهمس لابنها...
(( هذه صديقة نورس؟؟؟))
طلال دون ان يلتفت لها..
عيناه على من سلبت كل حواسه...
(( نعم امي ..هي...))
لحظتها اقتربت جلنار منهما..
وابتسامة تزيد من جمالها...
مدت يدها تصافحها..
(( اهلا خالة......))
رحبت بها الخاله ليلى....
وهي تتأملها..
تتأملها بكل اهتمام..
بعدها..
افترق طلال ووالدته
عن نورس وصديقتها...
صديقتها التي ابقى طلال نظره عليها..
والضيق واضح عليه لانه لم يستطع ان يحادثها امام والدته....
لارتباكه فقط..فهو لا يخشى ابدا ان يعرف احد بعلاقته بها
الا انه يبحث عن الوقت المناسب لذلك
اعتادت الخالة ليلى على التسوق برفقة طلال دائما
لذا اتفق مع نورس قبل ان يفترقوا
ان يلتقوا بعد ساعه في مطعم اشبيليه
كان نورس مستمتعه كثيرا..
برفقة جلنار...
وقد نست لحظتها كل همومها...
واخرها مشكله التسجيل لمشروع التخرج....
كانتا تتنقلان بين اقسام المحلات....
وهما تتبادلان الحديث....
ابدت جلنار تفاجأها بوجود ام طلال
فلم يخبرها طلال مسبقا
فلو تعلم بذلك
فلابد انها ستردد في الحضور
لانها ترى ان هذا التصرف غير مقبول
في مجتمعهم
الا ان نورس اكدت لها
ان الخالة ليلى انسانه بسيطة جدا
وليس صعبا عليها تقبلها بينهم
كانتا مندمجتين في الحديث
اكثر من التسوق
حتى سرقهما الوقت.....
بعد ساعه....
كانتا معا..
جلنار ونورس
تهمان بدخول المطعم....
وقد لمحتا طلال والخالة ليلى مشغولان بالحديث على احدى الطاولات....
نورس...وهي تهمس الى جلنار(( الن تتقدمي..ام تخجلي من طلال؟؟؟))
جلنار وعيناها على الخالة ليلى...(( من طلال ؟؟؟طبعا لا...لكن والدته....))
قاطعتها نورس...(( لا تقلقي..))
_((تعتقدين انها تقبلتني؟؟؟))
(( اكيد....الم تلاحظي كيف تنظر لك؟؟؟))
امسكت نورس بكف جلنار وتقدمت معها نحو الطاولة....
بدون وعي...
وقف طلال...
(( جلنار...نورس تأخرتما كثيرا...))
وقفتا جامدتين....امامه
والخالة ليلى تنظر باستغراب....
بهدؤ عاد لمكانه....
فيما جلست الفتاتين مقابل طلال ووالدته....
بارتباك...طلال..(( ماذا نطلب؟؟؟؟))
في زاوية اخرى من هذه المدينه........................................... .............................................
عبدالله بمعطفه الجلدي الاسود الطويل
والذي يشده على جسده من شدة البرد
يقف عند احد المقاهي..
وفي يده حقيبته الجلد التي تحوي كل مراجعه
التي اعتاد ان يحملها
في كل اجتماع مع استاذه الجامعي...
وفي هذه اللحظة انتهى لقاءه معه
وهو يهمــ بالعودة للمنزل
(( طلال..اين انت؟؟؟هل لك ان تأخذني للمنزل....))
.................................................. .........
(( حقا؟؟؟ اانا قريب منكم....عشر دقائق فقط...))
.................................................. ..............
((لن اتأخر....))
طلال في عالمه الخاص
جلنار
تجلس معه
ومع والدته
التي لا تعلم بحقيقة علاقته بها حتى الان
كان ينظر اليها...
وهي مستغرقه في الحديث مع نورس....
متجاهله وجوده
ربما احتراما لوالدته...
التي ابدت اهتماما لهذه الفتاة
رغم انها تراها لاول مرة
انتبه الى والدته وهي تعيد عليه السؤال
(( طلال...تسمعني ؟؟ماذا يريد عبدالله؟؟))
طلال بارتباك...(( يريد ان اخذه للمنزل....))
_(( الان؟؟؟))
(( لا..اخبرته اننا هنا..سيأتي بعد قليل...))
يحدثها دون حواس
وبارتباك واضح
(( لا ادري مابك اليوم طلال...))
التفتت بعدها الى نورس...
(( نورس..هل اعجبك شئ هنا...))
نورس..(( كل شئ خالة...))
الخالى ليلى...(( وماذا اشتريتي؟؟؟))
نورس...((امممم لا شئ..تفرجنا فقط....))
لحظات............................................
عبدالله يقترب منهم
(( كم هو دافئ المكان............))
وهو يضع حقيبته تحت الطاولة
ليتفاجأ بجلنار...
ابقى نظره عليها
وبحركة لا ارادية....
اخذ يوزع نظره بينها وبين طلال....
وسرعان ما جلس بقربه
(( طلال....كيف اتيت بصديقتك الى هنا؟؟؟))
طلال وهو يبدي عدم الاهتمام..
(( انها صديقة نورس....))
عبدالله وكأنه يكتم ضحكته ..(( نورس فقط؟؟؟))
طلال وهو يهمس له...
(( كما ترى..))
عبدالله دون ان ينظر الى اخيه
(( وضعك يضحكني..واضح عليك الارتباك؟؟؟))
اقترب طلال اكثر من اذن اخيه....
(( يبدو اني سأضحك عليك انا الان...))
التفت عبدالله الى اخيه
الذي غمز له وهو يشير بنظره الى مدخل المطعم....
وكأن ماء بارد انسكب عليه
على عبدالله
وهو يلمحها
زينة...
لم تكن وحدها
كانت برفقه نبيل
ما ان وقعت عيناه عليها
رفعت زينه قبعتها الجلديه بحركة لا ارادية
ونثرت شعرها على كتفها....
ليقترب نبيل ليهمس لها في اذنها...
تلتفت اليه بابتسامه كبيره
وهي تشير الى احدى الطاولات في الطرف الاخر....
لم يشعر عبدالله بنفسه
وهو يكاد يلتهمها بعينه
حتى انتبه الى اخيه
(( عبدالله...لا تجعل الجميع يضحك عليك...))
التفت اليه عبدالله بغضب
وكأنه يرغب ان يفرغ كل غضبه على تعليق اخيه
لكنه كعادته
كتم كل انفعالاته
هزمها..في حين لم يستطع ان يهزم مشاعر الغيرة اتجاه تلك الفتاة
التي استولت على كل شئ
كل شئ بداخله
بينما هي مشغوله بشاب غيره
تستمتع بخروجها معه
وانفرادها بصحبته
ولا يعلم ماقد يكون اكثر من ذلك
ما ان جائت هذه الفكرة في عقله
حتى بلع غصة قد كتمها منذ فترة طويله
منذ ان لمحها معه في المستشفى
قطع كل هذه الزوبعة من المشاعر
قدوم الجرسون
وكعادتها الخالة ليلى ما ان تجتمع مع ابنائها دون احدهم
لابد ان تتذكره
(( طلال اتصل بحمد...تأكد ان عاد من النادي ام لا....))
_(( حسنا امي...))
(( اخبره ان الطعام جاهز في المطبخ...))
_(( حسنا امي...))
ما ان بدأ طلال حديثه مع اخيه
(( طلال ...اريد ان اكلمه بنفسي....))
طلال وهو يعطي والدته الجهاز...
(( قولي من البداية انك ستكلمينه..))
انشغلت الخالة ليلى بالحديث مع ابنها....
وانشغل طلال في سرقة الحديث مع جلنار ونورس....
خاصه وهو يراهما تتهامسان طوال الوقت ولم تشعران بوجوده
(( جلنار...نحن هنا....))
رفعت نورس حاجبيها وهي تشير الى والدته,,,
وبصوت مرتفع قليلا على غير عادتها
(( والدتك هنا....))
في حين عبدالله ممسك بملعقته
وهو يقلب في الشوربة
دون ان يعي لما يحدث حوله
فكل ما يرغب به الان
ان يكتم مشاعره عن من حوله
خاصه طلال
الذي انتبه لاهتمامه نحو هذه الفتاة
الا ان اسمها الذي نطقته نورس لحظتها
هزه بقوة
وجعله يلتفت اليها
الى نورس وهي تحادث طلال
(( طلال اليست هذه زينة؟؟؟))
وبعدم اهتمام متعمد
(( نعم..انها مع نبيل....))
ابقت نورس نظرها على زينه متعمدة
ترغب ان تلفت انتباهها
لحظات واشارت لها بيدها....
ليلتفت الجميع نحو زينه..
ما عدا عبدالله
الذي لم يكتم مشاعره اكثر..
فما ان سمع نبرة صوتها قريبه منه ..
حتى ترك الملعقه من يده
والتفت لها بحركة سريعه..
(( مرحبا جميعا...))
تقدمت نحو الخالة ليلى....
لتصافحها وتقبلها....
(( كيف حالك ام عبدالله....))
تبدو سعيدة وهي تحييها
بينما هو
الرجل المهزوم...
قد هزمته نبرة صوتها اكثر واكثر
وهي تنطق بأسمه لاول مرة
عندما نادت والدته بكنيتها
بعدها كانت مع نورس..
(( نونو...اشتقت لك كثيرا...))
_(( لم لا تتصلي....))
(( لم اخذ رقمك....))
_(( هذا ليس بعذر...لديك رقم طلال او عمي...))
(( معك حق... سجلي رقمي عندك...انتظر منك اتصال...))
طلال...يقترب من اخيه اكثر ..
والذي يجلس بجانبه
(( عبدالله...اذا لم تحفظه لك ان تطلبه من ابنة عمك...))
عبدالله وهو يظهر عدم الاهتمام..
(( ماذا تعني...))
طلال ونظره الى زينة التي ابتعدت عنهم لتعود لمكانها
مع رفيقها..نبيل
(( اعني رقم الفراشة ....))
عبدالله دون ان يرفع رأسه
حول نظره نحوها
حقا كانت تبدو كالفراشه...
تبعها طلال بعد لحظات...
واخذه الحديث مع نبيل
فيما انشغل الجميع في تناول الطعام...
مع همسات مسموعه بين جلنار ونورس
الذي بدى عليهما الانسجام اكثر....
بعدها............................................. ..........
خارج هارودز....
تقدمت جلنار...نحو موقف سيارتها..معها نورس وطلال.....
فيما عبدالله ووالدته ينتظراهما في السيارة....
((عبدالله.... ترى صديقة نورس.... ماهي جنسيتها...))
عبدالله...ونظره لهم.. وعقله ليس معه...
(( لا ادري امي...لم اتحدث معها....))
_(( تبدو فتاه مؤدبة فعلا...يكفي انها تصاحب ابنة عمك....))
لحظتها التفت عبدالله الى امه
وكأنه يحادث نفسه
((استطاع طلال ان يقرب والدتي من صديقته ..وتعجب بها...كم هو جرئ ....))
لايدري هل يلومه على هذه الجرأة ام يغبطه عليها.......
صعد طلال ونورس السيارة....
_(( بنيتي..كيف لها ان تخرج وحدها هنا....))
طلال باهتمام...
((لا تقلقي عليها امي..انها تعيش هنا ...))
بنبرة استغراب...
(( لم احدثك طلال..ثم ما ادراك انت؟؟؟))
كان طلال في المقعد الامامي بينما عبدالله يقود السيارة...
طلال بنبرة جادة..
(( امي...جلنار تدرس معي في الجامعه....))
ارتبكت نورس لحظتها....
شعرت انها محرجة امام خالتها...
طلال...يستدرك الموقف....
(( تعرفت على نورس..واصبحت صديقه لها...))
الخالة ليلى..وهي تقرب اناملها من شعر طلال المسرح بطريقه غريبه وبدى جامد لا يتحرك...
سحبت ام عبدالله بعض الشعيرات باناملها
(( اعرف حركاتك جيدا طلال.... تعرفها على ابنة عمك لغرض في نفسك....))
كتمت نورس ضحكتها...
فيما التفت لها طلال...
(( امي..الم تعجبك الفتاة؟؟؟؟))
الخالة ليلى..
(( اعجبتني لانها صديقة نورس فقط.....لا غير....))
.
عودة اخرى لمعطم اشبيليه في محلات هارودز
الذي يضم رفيقين على جانب احدى الطاولات....
_(( تعلم نبيل..ان لولا وجودك هنا..لحبست نفسي في شقة عمي...))
(( اليس لديك اصحاب هنا.الا تحبين السهر في هذه المدينة؟؟؟..))
_(( لدي معارف ...لكنهم لا يستحقون ان اضيع وقتي معهم..... فابقى طوال الوقت مع عمي..ولست من هواة الخروج والسهركثيرا .))
(( يبدو ان الدكتور ناصر قريب منك ....))
_(( كثيرا..رغم اني افتقدته لفترة..لكننا عدنا كالسابق...))
وقبل ان تنهي زينة حديثها... نهضت بحركة سريعه
واقتربت من الطاولة التي كان يجلس عليها عائلة ابو عبدالله....
تحادث الجرسون
الذي كان محتارا ويتلفت يمين شمال وهو ممسك بالحقيبه الجلدية...
(( انها لصديقي ... هل لي ان اخذها...))
اعطاها الحقيبه دون تردد....
وعاد لتنظيف الطاولة...
عادت زينة ادراجها وهي تحمل الحقيبه..
وقبل ان تجلس...
(( لا ادري ماذا يضع فيها انها ثقيلة...))
نبيل ونظره على الحقيبه..
(( لمن هذه الحقيبه...))
زينه ..((انها حقيبه عبدالله...اعتقد ذلك.... نسيها على الطاولة.....))
نبيل..ببرود...(( التقيته اكثر من مرة هنا....عندما كنت في صحبة طلال ....الا اني ارى شخصيته مختلفه عن اخيه...))
دون اهتمام...اجابته زينه..(( ربما.... لم اتحدث معه كثيرا..الا اني اراه صارم زيادة عن اللزوم..لا ادري كيف لمن حوله ان يتحملوه...))
نبيل باهتمام...(( ونورس؟؟؟؟؟؟؟))
رفعت نظرها اليه....
(( لم تسأل عنها؟؟؟))
نبيل بارتباك...(( لا شئ... لكني اجدها غريبه عن باقي البنات..صامته دائما..معتزلة عن الجميع....))
واكمل....(( كانت معي في اكثر من مقرر...))
زينة...(( ربما... الا اني اجدها فتاة في قمة الاخلاق....))
نبيل وكأنه يحادث نفسه...(( معك حق... ))
ابقى نبيل نظره على زينة...
يتأملها.... يبحث عن ما يشده اليها....
يسعد برفقتها...
ويستمتع باظهار اهتمامه بها....
فبذلك تزيد قرب منه......
الا انه لا يعلم لم يقارنها بنورس....
اعجب بها كثيرا
ولكنه اعجب بنورس اكثر...
الا انه لم يستطع ان يحادثها يوما في الهاتف حتى....
تذكر لحظتها موقفه معها عندما اخذ دفترها دون علمها....
الا انه لم يتمكن ان يستغل ذلك ابدا
فكل ما بينهما فقط ما يخص دراسته
عاد بنظره الى زينة....
رغم الحدود التي تضعها له...
الا انها تبقى مختلفه عن نورس....
احب العذوبة والدلال في زينة
ولكن شده حياء نورس اكثر .....
ولم ينساها ابدا.....
الشاطئ ال 22
الموجة الثالثة
الخالة برفقة ابنيها
ونورس
يجتمعون لتو في الصاله التي تتوسط المنزل
طلال يتلفت حوله وكانه يبحث عن احدهم...
الخالة ليلى...((مابك طلال؟؟؟))
طلال..(( لا اتصور شكل محمد ان علم اننا تناولنا طعامنا في الخارج....))
وقبل ان يكمل كلامه
رن جواله......
(( اهلا ..اهلا.....نعم.......لحظة واحده...))
التفت طلال الى عبدالله.....
(( هناك من يطلبك....))
اومأ برأسه وكأنه يسأله من يكون....؟؟؟
غمز له طلال دون ان يجيبه....
اخذ من يده الجوال....
(( الو ...نعم...))
_((اهلا عبدالله....حقيبتك نسيتها في المطعم....))
بحركة سريعه تحرك من مكانه
وهو ممسك بالجول
ويده الاخرى تعبث في شعره
(( نعم..نعم....))
_(( انا الان في طريق العودة..ان رغبت اتي بها لك غدااو ان تاتي لاخذها...))
كانت تتحدث....
وهو ضائع بين نبرات صوتها
لا يعلم ما تقول بالضبط....
بدى غارق في كل حرف من كلماتها
(( كما تريدين...))
لم يقوى على قول اكثر من هذا.....
_(( هل ستأتي لاخذها...))
وكأنه يهمس لها...
(( الان؟؟؟))
_(( عبدالله خذ رقمي من طلال... واتصل بي غدا لنتفق.....حسنا..الى اللقاء...))
(( مع السلامة...))
انهى عبدالله المكالمة
بعد ردوده التائهه اكثر من عقله....
واضح ان زينة لم تفهم ما يريد
وببساطه تعطيه رقم جوالها ليتصل بها
يبدو ان امر طبيعي
ان تعطيه الرقم
هل هذا فقط ما ضايقه
ام لانه بدى مرتبكا
معها
وامام الجميع
اعطى طلال الجوال..وهو يهم بالانصراف....
(( ارسل لي رقم زينة...))
وهو يحادث نفسه والكل يسمع كلماته
(( كيف نسيتها؟؟؟لاادري....))
كتم طلال ضحكته....
وهو يتبعه ليصعدا السلم
كانت خطوات عبدالله ابطء من طلال....
طلال..وهو يتجاوز اخيه
.(( كيف نسيت حقيبتك؟؟؟؟ عقلك مشغول بماذا لحظتها؟؟؟))
الشاطئ الــ 22
الموجة الرابعة
["]القى بجسده على السرير
دون ان يبدل ملابسه
فهو يحتاج للدفئ اكثر
رغم حرارة المشاعر التي يحملها في جوفه
احب زينة؟؟؟
احب حديثها جلوسها معه
اهتمام كلا منهما للاخر
لم يجدها ببرود نورس
لكنه يرغب في نورس اكثر
نعم يرغب في معرفتها اكثر
والتقرب منها اكثر واكثر
لطالما تجاهلته
لكن تفكيره مازال مشغولا بها
ولابد من وضع المقارنه
وفي كل مرة زينه اقرب اليه بكل تصرفاتها....
ولكن تبقى نورس شئ غامض يرغب في كشف امره....
والحيره التي تعتصر عقله....
ماذا تملك لتشغله طوال هذه الفترة
رغم غيابها عنه...
وتجاهلها له ان التقيا....
الصدف جمعتهما اكثر من مرة
الا انها لم تحاول ان تحادثه
ولم يتجرأ ان يتقرب منها اكثر....
اعتاد على كسب صداقة البنات
ولديه طرق كثيره
الا ان هذه الفتاة تختلف
تجذب تفكيره
ولكن ما ان يلتقي بها
يشعر وان هناك ما يجبره على الصمت
الصمت والتفكير فقط....
يشعر ان هذه الفتاة لديها اسلحه تهزمه
ما ان ينوي اختراق الحاجز التي تضعه بينه وبينها
هل احبها؟؟؟
ام ااحب زينة؟؟؟؟
يرغب بكلتاهما
فكل منهما لديه شئ تفتقده الاخرى
ولكن من الاقرب له
يرغب بقرب من اكثر
نورس دائما هي الرابحة امامه...........
في اللحظة نفسها............................................. ..................................
طلال....
في غرفته...
لم ينسى مشكله نورس في التسجيل عبر الانترنيت لمقرر مشروع التخرج
اخذ جواله.....
بحث عن الرقم...وطلبه
(( اهلا دكتور ناصر..كيف حالك؟؟..))
_((اهلا طلال ....انا بخير...))
(( هل ازعجتك؟؟؟))
_(( بالطبع لا ..تفضل طلال؟؟؟))
(( هل انت على اتصال بالجامعه في البلاد؟؟؟))
_(( بالتأكيد وان شالله سأعود للمداومة هناك....))
(( جيد..فأنا احتاج لمساعدتك..))
_(( تفضل طلال...نحن في الخدمة...))
(( دكتور ناصر....نورس ابنة عمي .........))
كان طلال يتحدث ويتحدث....
ومن بعد عبدالله...
هذا رجل اخر ينهزم امام ذكر اسم فتاة
يضيع تفكيره بين حروف اسمها
نورس
يحدثه عن نورس
(( دكتور ناصر..انت معي؟؟؟))
_(( نعم ..نعم طلال...))
(( كما قلت لك... المقرر الاول استطاعت ان تسجله في جدولها الداسي....الا ان هناك تعارض عند تسجيل مشروع التخرج...دون ان نعرف السبب...))
اخيرا استوعب ناصر ما يريد طلال ان يقوله...
(( لايمكن انزال مشروع التخرج الا بعد الاتفاق مع الدكتور المشرف عليه.... هذا نظام الجامعه..))
طلال...(( هل يعني ان نورس لن يمكنها التسجيل....سوف تخسر هذا الفصل ان لم تسجله...))
ناصر باهتمام...(( متى ستعود هي للبلاد؟؟))
طلال..(( نونو؟؟؟ لا ستبقى هنا...تريد ان تكمل هذا الفصل ذاتيا...))
صمت ناصر لحظتها...
حتى اطال صمته....
طلال...(( هل يعني ان تنسحب هذا الفصل؟؟؟))
ناصر ..(( لا طلال...لن ادعها تخسر هذا الفصل.... سوف اتصل باحد الزملاء واتفق معه....))
واكمل ناصر..(( الا اني... ساحتاج لبعض البيانات..سأكون على اتصال معك....))
طلال...(( اشكر اهتمامك...))
انهى طلال مكالمته
ليستقبل مكالمة تنتظره ...
مكالمة تعيد له احساس الرجل العاشق
الذي ابدا لا يخفي انهزامه امام فتاته
بل يفتخر بهذا الانهزام
امام الجميع.....................
ولكن.........................................
هناك من وجد ما يسلي تفكيره
شئ جديد يعرفه عنها
نونو....
كما اطلق عليها ابن عمها وهو يبحث عن حل لمشكلتها مع التسجيل للمقررات
يبدون ان طلال مهتم مبها كثيرا
ليطلب هذه الخدمة منه
دون ان يعلم بعودته لتدريس فيها
نونو....
كان يفكر
كيف للقدر ان يدور بهم
ينقلهم من ارض الى ارض
فما ان قرر هو العودة للبلاد
قررت هي البقاء والاستقرار مع عمها في لندن
وكأنهما يتبادلان الاماكن....
لحظتها كاد قلبه يخرج من ضلوعه
ما ان خطرت هذه الفكرة
كيف لا يتخذ خطوته الاولى....
فهذه فرصته......
الشاطئ الــ 22
الموجة الرابعة
على ارض الوطن............................................. ....
((الأمر لا يعنيكما....))
صمتت بعد هذه الكلمات الخالة ام جاسم
وهي تشعر بالضيق
من تدخل ابنتيها في حياة ابن خالتهما سلمان
كانت تعلم انهما لم يرغبا بفريدة زوجة له
(( من الافضل ان تقنعيه ان يتزوج علياء...))
كانت نجلاء تردد هذه العبارة دائما
ووالدتها تمنعها من الحديث تارة وتصمت تارة اخرى
هي كذلك
الخالة ام جاسم
كانت تتمنى سلمان زوجا لابنتها علياء
من بعد وفاة زوجته
لكنها ابد لم تفكر ان تفتح له الموضوع
رغم الحاح ابنتيها
(( لو تطلبين منه لن يرفض....))
دائما تقنعانها بهذه العبارة
لكنها تعلم
ان قرار سلمان بالزواج من فريدة
امر بديهي
الجميع يعلم
حبه القديم لها
وتعلقه بها
وتمــ الزواج وما على خالته الان
سوى كف تدخل ابنتيها عنه
حتى بعد زواجه
وتلميحاتهما بعد ذلك بموضوع الانجاب....
مشكلة الانجاب تعاني منها نجلاء
ونفسها هي من تثير فكرة عدم قدرة فريدة على انجاب الولد الذي يتمناه سلمان
ليس حبا في ابن خالتها
وانما نقصا بها
ترغب ان يرى من حولها
انها ليست الوحيده التي تعاني من مشكلة الانجاب
وعمرها يعطيها فرصة اكبر من فريدة
(( سلمان.. ابن خالتي.. الله انعم عليه بكل شئ وما ينقصه الا الولد الذي يحمل اسمه....))
كلمات اعتاد الجميع ان يسمعها
علهم ينتبهون لهذه المشكلة
وينصرفون عن مدح فريدة واخلاقها وجمالها
وفـــي مقابل كل هذا الحقد...
في قلب نجلاء وعلياء اتجاه فريدة...
كانت الاخيرة في جناحها...
بعد ان اطمئنت على البنات كعادتها...
مريم مرام مع المربية في غرفتهما...
ومروة اعتادت على النوم وحدها.....
باقي لحظات على قدوم سلمان ...
واعتادت على انتظاره...
وهي تقرأوردها من القران الكريم....
حتى سمعت خطوات وصوت عالي...
خرجت فزعه من غرفتها...
الى جناح البنات....
كانت مروة...بلباس النوم....
تبكي بصوت عالي....
في حين المربية ممسكة بها....
اسرعت اليها فريدة...
اخذتها من يدي المربية وضمتها اليها....
(( مروة تبكي كثيرا اثناء نومها...))
هكذا بررت المربية بكاء مروة
اشارت لها فريده ان تعود لغرفة مرام ومريم
وبقيت هي ممسكة بمروة...
وبخطوات بطيئة اتجهتا الى غرفة مروة..
كانت مروة تلف ذراعيها على خصر فريدة...
و تغطي وجهها بجسدها...
وصلتا الغرفه...
وبحنان اخذتها فريدة لسريرها..وغطتها..
وهي تردد اسم الله عليها....
(( انا خائفه... تنامين معي؟؟؟))
ابتسمت لها...
(( اكيد حبيبتي.... ))
وببراءة...
(( ماما كانت تبقى معي حتى انام...))
وهي تمسح على شعرها...
(( لكنك كبرت الان....))
مروة...(( لن تبقي معي؟؟؟))
فريدة...(( انا معك بينتي...))
مروة وهي توزع نظرها في المكان
(( انا ابنتك؟؟؟ ممكن اناديك ماما))
اتسعت ابتسامة فريدة لحظتها
(( اكيد.....))
استلقت فريدة بجانب مروة
التي سرعان ما غطت في النوم....
وفريدة... تتأمل ملامح طفلتها
الطفلة التي طالما كانت تظهر نفسها اكبر من سنها
تتكبر على اي مشاعر طفولية
لكن الطفولة غلبتها امام حنان فريدة
فريدة التي تغلب الجميع
بكل ما بداخلها
صوت فتح الباب قطع احلى اللحظات بينهما
كان سلمان ينظر الى فريدة باستغراب...
اشار لها بكفه...
عن ما يحدث...
اشارت له ان يخرج....
لحظات وخرجت لها...
((ماذا تفعلين بغرفة مروة؟؟؟))
(( مروة استيقظت من النوم مفزوعه...))
ابعد نظره عنها دون ان يعلق...
واخذ خطواته الى جناحهما....
((هل هذا يحصل لها دائما؟؟؟))
وهو ينزع شماغه..
وهو يرمي بجسده على السرير...
((منذ ان توفيت والدتها...))
فريدة..(( لم تخبرني؟؟؟))
سلمان..(( لم ارغب ان اشغلك..ثم ان هذا الامر اختفى لفترة..استغرب من معاودتها لذلك...))
فريدة..(( الفتاة تريد المزيد من الرعاية والحنان...))
سلمان وهو ينظر اليها...
(( الحنان كله عندك فروودة...))
ابتسمت له...
(( نادتني ماما...))
صمت لم يعلق...
فريدة..(( مابك؟؟؟لاتصدقني.؟؟؟))
سلمان باستغراب..(( مروة تنازلت اخيرا عن عنادها..))
فريدة وهي تغمز له..(( كما تنازل والدها...))
ضحك سلمان بصوت عالي.....
ثم همس لها...
(( لدي امر مهم لك...))
وبطريقة همسه اجابته...
(( وماهو..))
وهو يبتسم لها...
(( سنذهب الى لندن...))
وبحركة سريعه وقفت فريدة على قدميها...
(( حقا...سأرى نورس؟؟لا اصدق...))
وهو يريح جسده على السرير...
اقتربت منه..
(( وبناتك؟؟؟))
نظر اليها..(( معنا...بقي اسبوع على افتتاح المدارس..نقضيه هناك...الا تريدين؟؟))
وهي ترفع حاجبيها...
(( لن اجيبك لأنك تعرف ردي...))
استلقت بجانبه...
الا انها شعرت ان امر اخر وراء هذه الرحلة المفاجأة
دون ان تلتفت اليه
(( سلمان..ماذا تخفي عني؟؟))
بقي على صمته
كما صمتت هي...
بعدها............................................. ......
(( حقا...لا استطيع ان اخفي عنك شئ...))
فريدة بقلق..(( تكلم...ما بك؟؟))
نهض بحركة سريعه
واستند على واجهة السرير
(( اخذت موعدا عند افضل طبيب هناك..))
نهضت بسرعه..وواجهته
((سلمان...لم الطبيب؟؟؟))
وهو يمسح على شعرها
وابتسامه على شفتيه..
(( الا ترغبين ان تصبحي ام؟؟؟))
لم تستطع ان تجيبه
لاتدري ماعليها ان تقول...
كانت توزع نظرها على ما حولها...
((فروود..افهمي ما سأقوله...))
فريدة باقيه على صمتها...
(( اريد ان احقق حلمك... سنراجع طبيب هناك...
وسيعطينا علاج يزيد من فرص الحمل لك....))
بلعت ريقها بصعوبة..
وهي تنظر اليه
الى سلمان زوجها
ترتب اافكارها
لتستوعب ما يقول....
يأخذها لبريطانيا
من اجل ان يحقق حلمها بأن تكون ام
انها لم تصارحه يوما بهذا
رغم ان هذا يجول بصدرها حتى قبل ان تتزوجه
حلم اي فتاة ان تكون ام في يوم من الايام
ولطالما فكرت ان هذه الفرصة قد تفوتها
وقد تخطت الاربعين من عمرها
اخذت نفسا عميقا
عندما فكرت...
(( هل ترغب بالولد سلمان؟؟؟؟))
نظر اليها بحده
وبنبرة صوت غريبه عليها
((فريدة.. لم افعل هذا لاني اريد ولد...فكرت ان احقق لك رغبتك..وان يكون بيننا اطفال مثل اي زوجين..ولا يهم ان كان بنت ام ولد...))
واكمل امام صمتها القاتل...
(( اضعنا من عمرنا الكثير ونحن بعيدين عن بعض...
اريد ان اختصر الوقت...
ليس لي ان انتظر اكثر طفل يكون بيننا...))
أومأت برأسها له..
اشارة منها انها استوعبت كلامه
الا انها غير قادرة على النطق
ليس لديها الكلام لتعبير عن ما بداخلها
(( لدي بنات..واستمتعت بشعور الابوة لاول مرة عند قدوم مروة... وكم سأسعد اكثر وانا ارى سعادتك بالامومة... انت احق من نساء كثيرات بهذا... لذا علينا ان اسعى له...))
بقيت على صمتها..
وبقيت سهرانه طوال الليل
تفكر في كلماته لها
وكأنه يعيش بداخلها
يعلم ما تشعر به وما تريده
كم تتمنى ان يكون بينهما طفلا كما قال هو...
ويربط هذا الابن بينها وبينه ..وبينها وبين بناته....
لكنها ابدا لم تفكر ان تبدأ بالعلاج
لزيادة فرصة الحمل عندها....
امسكت جوالها....
وبأنامل ترجف تبحث عن الحروف على ازارا الجهاز
لتكتب رسالتها
لحبيبة قلبها
نورس....
((( سأكون عندك خلال ايام....انتظريني بنيتي...))
((تمــ ارسال الرسالة))
واخيرا
اغمضت عينها...
لتنزل دمعة على خدها...
دمعة فرح..