الشاطئ الــ 20
الموجة الاولى....
اجتمعت العائلة على وجبة الافطار
كعادتها كل صباح
وفي وقت محدد للجميع
الا الفتاتان
ليستا معهم
التفت ابو عبدالله
وكأنه يفتقد احدهما
(( اين البنات ام عبدالله))
ام عبدالله...
((ربما نائمتين...لم ارغب في ايقاظهما))
وقبل ان يهم طلال في الجلوس...
((واخيرا اصبح في بيتنا فتاة....ربما خجلتان من الجلوس معنا))
رفعت ام عبدلله نظرها بسرعة الى ابنها..
(( هل تعتقد ذلك؟؟؟ ))
وبحركة سريعه تحركت من مكانها
نحو غرفتهما
طرقت الباب بهدؤ..
ولا جواب...
لحظات وعادت ادراجها...
(( اعتقد انهما نائمتين...))
مع كل لفته من لفتات اسرتي
والتي تدل على اهتمامها نحو هاتين الفتاتين
كنت صامتا
لم اعلق
كنت اتمنى ان اجتمع معها على وجبة الافطار
لم هذا الشعور ؟؟؟
لاادري
ولكني تراجعت
فكم اخشى ان ينتبه احدهم لاهتمامي بها
ولو بنظراتي نحوها
لذا..فضلت الصمت....
بعد الافطار...
كما هو كل صباح
اسرع محمد للحاق بباص المدرس..
والدي... يجلس على الكنبة في الصاله
يرتب اوراقا في ملف بين يديه...
حتى موعد قدوم السائق
كان هذا ما يفعله قبل الذهاب للعمل يوميا...
اما انا كعادتي كل صباح لدي ما افعله في مكتبة الجامعه...
انتبهت الى طلال يحدثني وهو يصعد السلم...
(( عبدالله..احتاج السيارة لاخذ امي للمركز الاسلامي اليوم...))
التفت اليه وبهدؤ...
(( لابأس... سأخذ سيارة اجرة....))
حتى كان صوت والدتي..
(( بني عبدلله.. لك ان تذهب بالسيارة...ليس من الضروري ان اذهب اليوم....))
اتجهت اليها ووقفت امام باب المطبخ...
(( امي... مفتاح السيارة في مكانه...ساخذ سيارة اجرة..))
حتى سمعت صوت فتح الباب
باب غرفة المكتب..سابقا
انها الغرفة التي تضم الفتاتين
تضم زينة...وابنة عمي
كانت صوت خطوات باتجاهي
رفعت نظري
لمن تقف خلفي
انها نورس
ترتدي لباس الصلاة
اتيه تحادث والدتي
حتى طربت بصوتها...
صوت زينة..
لم اعتد على الامعان في النظر لوجه فتاة
فخمنت انها نورس
لكنها ليست هي..
كانت تخبر امي عن رغبتها في زيارة عمها...
لحظتها فقط رفعت نظري اليها..
تبدو مختلفه..
ملامحها مختلفه..
ليست
زينة التي اعرفها..
تبدو اروع بكثير..
وهي تغطي نفسها بلباس الصلاة...
التفتت لها امي...وهي تبتسم...ونظرها لما ترتديه
(( ابو عبدالله سيخرج الان..لم هذا اللباس عليك زينه..))
ابتسمت وهي تنظر للاسفل..لما ترتديه
(( كنت اصلي...))
وبحماس...
((سأجهز في لحظات...))
دخلت الغرفه
لحظتها استيقظت نورس
فتحت عينها على زينة وهي تخلع لباس الصلاة...
(( اين ذاهبه زينة؟؟))
وهي ترتب شعرها...
(( ابو عبدالله سيأخذني لزيارة عمي....))
ثم التفتت الى نورس
(( اسفه نورس..ارهقتك بالنوم على الكنبة...))
ابتسمت لها نورس..
(( لا عليك... اسرعي الان والا ذهب عنك عمي...))
غمزت لها
((اعتدت على الوقوف طويلا امام المراة ...))
خرجت بسرعه...
كان ابو عبدالله يلملم اوراقه في الملف...
((جاهزة بنيتي؟؟؟؟))
((نعم ...))
وهو يهم بالخروج
(( بنيتي... لديك رقم جوالي؟؟؟))
((نعمــ...))
((جيد ان احتجت لشئ وانت هناك اتصلي بي...
خذي ايضا رقم هاتف المنزل...ان انشغلت ولم اجبك..يمكنك محادثة ام عبدالله...))
خرجت خلفه....
وانا افكر بالاستاذ فهد
كم هو مهتم بكل من حوله
وياخذ احتياطاته لكل الامور
كان السائق ينتظر امام مدخل المنزل...
صعدا السيارة
ابو عبدالله وزينة
الاخيرة..لم تنتبه الى عبدالله...
كان واقفا على الطرف الاخر للطريق
ينتظر سيارة اجرة
والحقيقة
انه ينتظرها ان تخرج
يرغب في رؤيتها قبل انصرافه للجامعه....
لم يسعد برؤيتها
كما سعد برؤيتها قبل لحظات
وان كانت تبدو رائعه
كانت ترتدي البنطال الجينز بلونه الازرق الفاتح...
بدى ممزق بعض الشئ عند الركبة...
وجاكيت قصير بنفس اللون...
تحته قميص ابيض....
ولملمت شعرها وغطته بقبعه من الجلد باللون الاحمر بلون حقيبتها....وحذائها الرياضي....
كان يراها رائعه
ولكن ليست اروع من لباس الصلاة
شعر بالضيق فجأة
كيف لها ان تخرج هكذا
لابد انها ستكون بشكل ملفت اكثر
لاي احد يلتقي بها...
ومنذ متى تهتم بما تلبسه الفتيات؟؟؟
هذا السؤال الذي جال في صدره فجأة
ايقظه لما حوله
ولبرودة الجو....
وان عليه ان يوقف سيارة اجرة وبسرعه .....
الشاطئ الـ20
الموجة الثانية
لمحته من الواجهة الزجاجية للغرفه
كان يحادث الدكتور
يبتسم معه
اسرعت بخطواتي نحوه
فتحت الباب
دون استئذان
جريت اليه
وكأني اقطع مسافات طويلة
حتى ارتميت في احضانه
يناديني باسمي
زينة...زينة
ولكني لم استطع ان اجيبه
كنت ابكي
ابكي فرحا
انه بخير
يبدو افضل بكثير
وتجاوز الازمة
اخيرا انتبهت
ان استاذ فهد معنا...
اخذ يحيي عمي...
بينما عمي يشكره لاستضافته لي
لا اعلم ما كان يدور بينهما
الاهم....
ان عمي بخير...
انظر اليه
مازال شئ من الحزن في بريق عينيه
لكنه افضل
افضل بكثير....
وسعدت اكثر عندما علمت....
انه سيخرج اليوم من المستشفى...
انصرف استاذ فهد...
ولم اجد حديث سوى عن عائلة الاستاذ فهد
وحسن ضيافتهم واهتمامهم لي..
رغم اني اريد ان اعرف منه
ماذا عن زوجته سمر
هل تعلم بكل ما جرى
ام مازلت مرتمية في احضان والدها
هاربة مما جرى تاركته يواجه المه لوحده
كنت اعلم مسبقا انها لن تتحمل اي مسئولية
صمت عمي لم يعلق على اي شئ
مما قلته عن عائلة ابو عبدلله
كأنه يفكر في امر ما
فيما ارحت جسدي على الكنبه
لم انم جيدا البارحة كنت في لهفه لزيارة عمي
كمــ اشعر بالنعاس
في اللحظة نفسها.....
كنت المحها
تغالب ارهاقها
والنعاس يداعب جفنيها
لم اعلق
او اتحدث
حتى غطت في النوم
فيما عدت استرجع حديثها
حديثها عن استضافه عائلة ابو فهد لها
وتحدثت عن ابنة اخيه
عن نورس
التي اصبحت تشاركها غرفتها في بيت عمها
لم هي مع عمها هنا في لندن؟؟؟
اتذكر انها تستعد لزواج
افكاري متشتته
لا افهم ماذا حدث معها بالضبط
ولم هي هنا ولم يمضي على زواجها الا ايام
يبدو ان زينة ارتاحت كثيرا معها
فهي تمدح فيها وفي احسن معاملتها
تبدو طيبة
كررتها زينة اكثر من مرة
وكأني لا اعرف ذلك
ولا اعرف نورس نفسها
اعلم كم هي طيبة
وتحسن المعاملة مع الجميع
اعرف ذلك من قبل سنوات مضت
منذ اللحظة الاولى التي لمحتها فيها
بلباسها الابيض
وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها
تستند على كرسيها المتحرك
لم تكن قادرة على المشي
نظراتها حزينة تائهه
كنت ارى اعاقتها سببا لحزنها
قد تكون انتبهت لنظراتي نحوها
كان شئ غريب يشدني اليها
لم استطع ابعاد نظري عنها
رغم روعة المكان الذي نجلس فيه
البهو الواسع
والحديقة التي يطل عليها
الا اني لم ارى ما هو اجمل منها لحظتها
كانت برفقتها سيدة
انها عمتها....
كانت مهتمة بها كثيرا
شعور لاول مرة يخالجني اتجاه فتاة
كنت اخشى ان افضح نفسي بنظراتي نحوها
وبسرعه
خرجت من المكان مع والدتي دون ان التفت لها
رغم اني كنت ارغب ان التهمها بنظراتي....
لالمحها في اليوم الثاني
وكأن لا احد غيرها في المستشفى لالتقي به
والحقيقه اني لا ارى غيرها
لمحتها مع عمتها
كانت تمسح بيدها على شعرها الرائع
ونظرها الي
الي انا.....
تجنبت النظر اليها
وتظاهرت بالانشغال مع الطبيب
اتذكر ان عمتها حدثتني
وبسبب ارتباكي...
لم انتبه لما قالت
فاكتفيت بابتسامة
وبسرعه انصرفت من مكان وجودها
وجودها الذي يربكني
يهز كياني
لا اعرف لماذا؟؟؟؟
حتى سمعت نبرات صوتها
ان كان وجودها قادر على ان يهز كياني
فان صوتها
هزم كل شئ بداخلي
سمعت صوتها لاول مرة
عندما وجدتها في بهو المطعم
تعمدت الاقتراب منها
لاسئلها ان تحتاج لمساعده
كانت وحدها
كانت حجه لاحدثها
ولكن لم اتوقع ان تترك نبرات صوتها
كل هذا الاثر علي
اخبرتني انها مع عمتها
وان اسمها نورس
نورس؟؟؟؟
فكرت بكل الاسماء
لكن لم يخطر ببالي هذا الاسم
وبدون وعي مني كررته ورائها
نوووووورس؟؟؟
قطع حديثنا قدوم عمتها
التي اخذت ترحب بي
وتشكرني على اهتمامي بوالدتي
لا ادري بما كنت اجيبها
فعقلي وحواسي كلها
مع هذه النورس
التي امامي.....
كنت اراها كالوردة التي تقاومــ الذبول
وهذا ما قدمته لها في اليوم التالي
وردة بيضاء اختلط اللون الاصفر ببياضها
لمحتها في طرف حديقة المستشفى
قطفتها لها
وكم هي صدفه رائعه
ان تجتمع والدتي مع عمتها في الاستراحه
واعرف لحظتها ان نورس في غرفة الفحص
وبسرعه اتجهت لغرفة الفحص
لالتقي بها برفقة الممرضة
اقتربت منها
وكاني لا ارى في العالم غيرها
نطقت باسمها
(( نورس ))
التفتت الي باهتمام
حادثتها
كانت ترد علي بارتباك واضح عليها
ونظرها للوردة التي في يدي
قدمتها لها
((هذه لك))
لكنها ابقيت يدها في حضنها
لا ادري لماذا؟؟؟
وبجرأة مني
تقدمت لها اكثر
((هل تسمحي لي؟؟))
ووضعت الوردة
ولاول مرة الامس شعرها
كانت اناملي تائهه
بين خصلات شعرها الحريري
كنت قريب منها
كم ارغب في النظر لعينيها
لكنها اغمضت عينيها فجأة
وابت ان تفتحها
قلقت من ردة فعلها
ابتعدت عنها بهدؤ
وانا افكر....
لم هي بالذات؟؟؟
ماذا يشدني نحوها؟؟؟
رن جوال زينه
افاق على اثره ناصر من ذكرياته
بحركة سريعه
افاقت كذلك زينة
وبصوت غلبه النوم
(( اهلا اهلا..انا هنا ...سأخرج لك في الممر...))
وبسرعه وقفت زينه على قدميها
وهي وترتب شعرها..
وتشد من جاكيتها...
((نبيل هنا... قدم لزيارتك عمي...))
خرجت ..
وعادت بعد لحظات...
كانت بصحبة نبيل..
الذي اقترب اكثر من الدكتور ناصر
(( كيف حالك دكتور ناصر...))
_(( اهلا نبيل...))
(( هل تعرفني دكتور؟؟؟))
_(( وهل هناك من لا يعرف نبيل في الجامعه؟؟؟))
زينة وهي تقترب من عمها...
(( نبيل من ساعدني على القدوم الى لندن...))
_(( لن اشكرك على ذلك... فقد ارهقتها بالقدوم الى هنا..))
غمز له نبيل..
(( ان رغبت ارجعها الان..وحالا))
وبحركة سريعه التفت ناصر الى زينه
(( زينة..هل اخذت محفظتي وجوالي من الممرضة؟؟؟))
_(( نعم عمي....))
(( معك الان؟؟؟))
_(( لا....هل تحتاجهم؟؟؟))
(( بالطبع المحفظة بها كل الاوراق الثبوتية..لاكمال اجراءات المستشفى....كما احتاج الجول لابد ان حمد يتصل بي الان....))
بعد صمت من زينه وكأنها تفكر...
(( الكيس في منزل الاستاذ فهد....))
وبحركة سريعه... وهي ترفع جوالها
(( هاتف المنزل معي... ساخبر طلال ان يستطع جلبه لنا او اذهب انا لاخذه....))
الشاطئ الـ20
الموجة الثالثة...
بقيت وحدي في الغرفه بعد خروج زينة
اتلفت حولي
ليس لدي ما افعله
هل لي ان اخرج من الغرفة؟؟؟
مازلت اخجل من مشاركتهم الجلوس
لكني لا اعتقد ان احد منهم متواجد
ماعدا الخالة ليلى
وانا تائهه بافكاري
سمعت رنين جوال
ليس نغمة جوالي
صرت اتلفت حولي
توقف الرنين
وعاد من جديد
انه في كيس مرمي قرب السرير
لم هو الكيس
لا اعتقد انه جوال زينه
رايتها تخرج وهي تحمله بين يديها
رفعت الكيس
لم انتبه
الا وكل ما يحويه على الارض
توقف الرنين حينها
مددت يدي الملم ما سقط منه
جوال... محفظة...قميص اسود..
وقبعه صغيرة وردية اللون
بدت يدي ترجف
وانا المهم في يدي...
حملتهم ووضعتهم على السرير
وانا جالسه على الطرف
انظر لما امامي
جامدة
لابد انها حاجياته
انها لـــ... ناصر
اتت بها زينة
امسكت بالكيس
لاضعهم فيه
بحركة سريعه وضعت الجوال
والمحفظة
لامسك بقميصه الاسود
لم اعيده
صرت انظر اليه
قربته لي اكثر
وانا المه في كفي الذان يرجفان
لاشم رائحته
اغمضت عيني
لا انساها ابدا
رائحة عطره
نفسها رائحته في تلك الليله
ابعدته بهدؤ عن وجهي
واعدته للكيس
وانا امسح دموع الندم لتلك الليله
ليلة ابدا لن تغرب عن ذاكرتي
انتبهت لحظتها
الى القبعه الصغيرة
بلونها الوردي
حملتها بقبضة يدي
انها لابنته
لابد ان تكون لها
طرقات الباب
ايقضتني من رائحة الماضي
(( نورس..هل تأتين معنا؟؟؟))
وبحركة سريعه
وقفت على قدماي
والقبعه الوردية بين يدي
(( الى اين خالة؟؟؟))
الخالة ليلى...(( سيأخذني طلال الى مشوار..تعالي معي بدل البقاء وحدك هنا...))
بهدؤ..(( حسنا خاله...))
وقبل ان تخرج....
(( اتصلت زينة تسأل عن كيس يخص عمها تركته هنا...هل تعلمين اين قد يكون؟؟؟))
كانت نورس توزع نظرها بين القبعه التي بين يديها
وبين الكيس المرمي على السرير
وبصعوبة..(( اعتقد هذا الكيس....))
تقدمت الخالة ليلى
تحمله وهي تهم بالخروج
(( سأعطيه طلال ليوصله لهم...وانت استعدي للخروج...))
لم تعلق نورس
جمدت مكانها
وعينها على ما بين يديها
لم تعدها للكيس
اخذت نفسا عميقا
وهي تنظر لنفسها للمراه
(( علي ان اجهزوبسرعه...))
في السيارة....
نورس في المقعد الخلفي
برفقة طلال ووالدته
لاتدري بما يدور بينهما من حديث
فقط نظرها توزعه على الطريق
والمناظر التي تلمحها للمرة الاولى
(( نورس هل سترافقيني؟؟؟))
انتبهت الى الخالة ليى تحدثها
وبارتباك اجابتها
(( الى اين خالة؟؟؟))
سمعت ضحكات طلال...
لحظتها عادت نبرتها الطبيعيه للحديث مع طلال
(( لم تضحك طلال؟؟؟؟))
وهو يكتم ضحكته
(( عذرا نونو... لكن استغربت انك ترافقينا ولا تعلمين الى اين سنذهب...))
وبشدة قاطعته الخالة ليلى...
(( طلال... يكفي ضحك...))
والتفتت الى نورس..
(( بنيتي... سأذهب الى المركز الاسلامي القريب من هنا.... ان وددت مرافقتي....))
وبهدؤ اجابت نورس
(( كما ترغبين خالة...))
وبجدية رفع طلال نظره للمراة الامامية
ينظر فيها الى نورس
وهو يحدثها(( نونو...امي تذهب لتقديم دروس في اللغه العربية ...ولابد انها ستنشغل عنك هناك...مارايك ان تأتي معي...هناك من اريد ان تتعرفي عليهم...))
غمز لها طلال في نهاية حديثه
لتدرك نورس ان لديه ما يخفيه عن والدته ويريد ان يخبرها به...
التفتت الخاله ليلى الى طلال
(( طلال لا اريد ان اتأخر..و لا تنسى ان تأخذ الكيس الى عم زينة في المستشفى...))
صمتت نورس...
وصمت الجميع...
حتى اقترب طلال بالسيارة امام مدخل مبنى كبير نوعا ما...
((نورس..هل ستأتين معي...))
التفت طلال لوالدته
((امي ..انا ونورس سننتظرك في المقهى على نهاية الشارع...))
لم تعلق نورس بقيت على صمتها..
حتى تحرك طلال بالسيارة
(( طلال...لم تأخذ القرار بدلا عني...))
وهو ينظر لها في المراه..(( ولم لا تعترضي؟؟؟))
وهي تنظر للشارع...(( لنرى مفاجأتك...))
وبنبرة مختلفه منه
_((جلنااااااار))
التفتت له نورس
(( الان عرفت لم مصر على مرافقتي لك..))
_((الاترغبين برؤيتها؟؟؟))
((لم لا؟؟؟))
وهو يسرع بقيادته...
(( اولا نأخذ هذا الكيس الى الدكتور ناصر...فهو يحتاجه الان...))
ارتبكت نورس لحظتها
تذكرت ما قد ابقته لديها بدون قصد
وقد ينتبه ناصر او زينه لذلك
فكرت ان تمنع طلال من اخذ هذا الكيس
لتكون لديها الفرصة لاعادة القبعه
في الكيس...
لكنها لم تعرف كيف لها ان تفعل ذلك...
الشاطئ الـ20
الموجة الرابعة...
نزلت من السيارة
بعد او قفتها في اقرب موقف للمستشفى
ونورس مازالت باقيه في السيارة
اشرت لها بالنزول
وبتردد
لا اعرف سببه
نزلت من السيارة
ورافقتني
وانا احمل الكيس الذي يخص الدكتور ناصر
وقبل دخول المستشفى انتبهت لاحدهم
لم هو هنا؟؟؟؟
ليس لدي الفرصة لايقافه
حتى لو ناديته بصوت عالي
التفت الى نورس
لم تكن منتبه له
كانت في عالم اخر
لابد انه هنا لسبب ما....
سأعرفه فيما بعد..
واصلت طريقي الى الجناح الذي يرقد فيه الدكتور ناصر
فيما نورس مازالت ترافقني
حتى اقتربنا من الغرفه
كنت ارى زينة واقفه مع احدهم في طرف الممر
تبدو بحال افضل
افضل بكثير
اقتربنا منها
ما ان حييتها ومددت الكيس لها
حتى انتبهت لصوته
((طلال...لم اتوقع لقائك...))
تسلمت زينة مني الكيس
ونظري اليه
الى نبيل
باستغراب لوجوده كنت انظر اليه
اقترب مني اكثر ليحييني
لم اتوقع ابدا ان القاه هنا
وبرفقة زينه
لم اتصور ان العالم صغير وله ان يجمعنا
في مكان واحد....
في عالم اخر....
كانت نورس
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
لا تعي لما يدور حولها
كانت ترى الترحاب بين طلال ونبيل
وزينه بينهم تشاركهم الحديث
وهي مكانها...
وخلفها باب الغرفه
غرفة ناصر...
كانت تريد ان تهرب
تهرب من المكان
لم تكن ترغب في رؤيته
خاصة وان رائحة عطره مازالت في انفاسها
كيف وقع القميص بين يديها
وكيف ضمته بين كفيها
لتسرق انفاسها رائحته
هل لتزيد الما
ام تجدد حقدها على هذا الرجل
لم تقاوم اكثر
جلست على الكرسي
تكاد تجتمع الرائحة مع صاحبها الان
انتبهت الى طلال يحدثها...
(( نورس...ماذا قلت؟؟؟))
_(( نعم طلال...))
(( سأدخل لارى الدكتور ناصر...هل تنتظريني هنا...))
_(( نعم سأبقى هنا...))
دخل طلال الى دكتور ناصر
برفقة زينه التي تحمل كيس حاجيات ناصر
فيما نبيل ابتعد من المكان
وهو يتحدث في جواله
بقيت نورس وحدها
لحظات...
حتى سمعت صوت خطوات
طلال وزينة خارجان من الغرفه
وهما يتحدثان في امر لم تفهم الا انه يعني باجراءات
خروج ناصر من المستشفى
مرا عليها
حتى كادا يجتازانها
التفت لها طلال
(( عذرا نونو...لحظات واعود,,, ))
ابتسمت له
و ابتعدا عنها...
لا تعلم كم مضى من الوقت
سوى ان انها لحظات سرقتها للماضي...
ومن ثم اعادتها للواقع...
رفعت جسدها بتثاقل من على الكرسي
واقتربت من الواجهه الزجاجية
اخذت نفسا عميقا
وهي تلمحه
مستند على السرير
وجواله في يده
الجوال نفسه الذي كانت تحمله بين كفيها قبل لحظات
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
ينبض بسرعه
ومع كل نبضه
كان الم موجع في كل جسدها
وبصعوبة تاخذ نفسها
حتى التقت عينيها
بعينيه
كان ينظر اليها
لقد رأها
لم تعلم ان الزجاج يكشف عن من يقف خلفه
حاولت الهرب منه من نظراته التي تكاد تلتهمها
لم تكن تقوى على الحركة
لم تكن تقوى سوى على الالتفاف للخلف...
لم ترغب في النظر اليه اكثر
ادارت جسدها وكل حواسها للخلف
وابقت عينها مغمضة
هاربه مما راته
وممن راها
فتحتها على صوت خطوات تقترب منها
بعد صوت اغلاق باب
لابد انه هو
خرج من الغرفه
بعد ان لمحها
فتحت عينها
تريد ان تكذب ما ترى
لكنه حقيقه امامها
ناصر
لباسه الابيض
لباس المستشفى
مرهق ومشتت النظرات
السواد يكاد يلتهم عينيه
عيناه التي سلب بها عقلها وقلبها
عندما راته اول مرة
بقيت جامده مكانه
وهو امامها
(( نورس... لم اتوقع رؤيتك هنا...))
افاقت لكلماته اخيرا...
اخذت تتلفت حولها
ربما هناك من ينقذها من انفراده بها
فكل الامها
الام عمرها بسبب
انفرادها به يوما
لكن لا احد
وكأن العالم خلى من الناس لحظتها
لم تقوى على الوقوف اكثر
تكاد تنهار
حتى ارتمت على المقعد القريب منها
لتجده يجلس قربها
لم تلتفت له
لم تقوى على ذلك
لكنه كان يتحدث
يتحدث اليها
سبق وان حادثته عندما كانت في مكتبه
كان يحادثها بتحدي
لكن هذه المرة
نبرة صوته مختلفه
مختلفه جدا
نبرات منهارة
ادركت اخيرا ما يقول
(( نورس... اتيت لتريني؟؟؟))
وبصعوبه
ودون ان تلتفت له
(( القدر يجمعنا ... ليس برغبة مني...))
(( وزوجك اين هو؟؟؟))
التفتت له لحظتها
تذكرت محادثته لها اخر مرة
يمنعها من الزواج
كانت تنظر اليه
لم تكن قادرة على الحديث..
ماذا عليها ان تقول
فهي لا تعلم من اين اتى بفكرة زواجها
ولكن عليها ان تنطق الان...
(( زوجي ؟؟؟؟))
وهي تسرق الحروف لتجمعها ببعض علها تخرج كلمات منها
(( وهل لفتاة مثلي ان تتزوج....))
واكملت...(( بعد ان افقدتني اغلى ما املك..))
كان ردها مثل صخرة
راسخه على صدرها
وارتاحت بعد ار رمتها عليه
لتثقل صدره هو
صمتا كلاهما
لم تسمع منه ردا
لمحته يقف بتثاقل على قدميه...
يقف امامها...
وهو يهم بالانصراف
(( امور كثيره لك ان تعرفيها...))
وهو يبلع ريقه بصعوبه....
(( اهمها....اهمها اني فقدت كل غالي....))
التفتت له باهتمام وكأنها تسرق تفسيرا لكلماته من نظرات عينيه
نظرات تذوب حزنا
(( جزاء ما حدث قبل سنوات اتلقاه ببطئ...
في كل لحظة افقد غالي...))
تغير لون عينيه فجأة
بدت وكأنها قطعة دم حمراء
كان يكتم دموعه
دموع حرقت مقلة عينيه
وبصعوبة تحرك من مكانه
وعاد ادراجه لغرفته
ونورس تتبعه بنظراتها المرتبكه
توقف الزمن لحظتها
حتى افاقت على صوت طلال
(( نورس..نورس... مابك....؟؟؟؟؟))
التفتت له بارتباك
((نعم...))
بنظرات استغراب ...(( نورس لنذهب...جلنار تنتظرنا...هل نسيتي...؟؟؟))
ودون ان تجيبه
تبعته باتجاه المصعد
((ما بك نورس..تبدين متضايقه..))
بلعت ريقها وهي تخرج الكلمات بصعوبه
((( لا...انزعج من وجودي في المستشفيات..))
ابتسم لها طلال
((امرك غريب...لم لا تخبريني...))
وهو يهم بالخروج من المستشفى
(( اسف نورس ارهقتك بمشواري للمستشفى...))
بصعوبة ارتسمت على شفتاها ابتسامه
(( لا بأس ابن عمي..لنسرع لرؤية جلنار...))
ابتسم لها طلال دون تعليق
فيما بقيت صامته ليست قادرة على الحديث اكثر
ما تريده فقط ان تسترجع حديثه
حديث ناصر
لتفهم منه ما يعنيه
قطع الصمت
رنين الجوال
وحديث طلال
وبنبرة ضيق
(( نونو...لن نلتقي بجلنار اليوم.... انشغلت في الجامعه..انها تعتذر منك...))
كتمت نورس ضحكتها
(( لا بأس ..وقت اخر...))
_(( لم تضحكين؟؟؟))
((لم اضحك....))
_(( لكنك تكتمين ضحكتك...))
(( شكلك مضحك وانت منزعج من عدم حضورها...))
وكأن يهرب من تعليقها...
-((حسنا نبقى في المقهى..ننتظر امي...وعبدالله))
(( عبدالله سيأتي؟؟؟؟))
_(( اتصل بي..قبل قليل وقد قرر القدوم الى هنا والعودة معا الى المنزل....فجامعته قريبه من هنا....))
الشاطئ الـ20
الموجة الخامسة...
على ارض الوطن...
مازالت فريدة بزهوة العروس
بلباسها الراقي
وشعرها المرفوع
وخصلات متناثرة منه على جبتها وكتفها
والسلسال ذو القلوب الثلاثه المتدلي على عنقها
تجلس على الكنبة
ومريم ومرام معها..
يتبادلن الحديث
حديث طفولي برئ
كانت فريدة تقترب منها اكثر
بحنانها
ولكن الى الان لم تستطع كسب مروة
لم تهزها الهدايا
او كلام المدح
كما كان مع اختيها
انها عنيدة كوالدها
حتى ملامحها
نظراتها لفتاتها
ولكن لابد ان تملك نقطة ضعف
كما هو والدها
رغم عناده استطاعت
ان تهزمه بنظرات عينيها
ويبقى سنين ينتظر اللحظة التي تجمعه بها
ولابد ان تكون لهذه الطفله نقطة ضعف
تصل بها لقلبها
وتكسبها
...
انتبهت لاحدى الخادمات
تقترب منها
وفي يدها هاتف المنزل
اخذته منها باستغرب
من يطلبها؟؟؟
_(( السلام عليكم...))
(( اهلا فريدة.... كيف حالك..؟؟؟))
اخيرا ادركت من يطلبها...
احدى بنات الخالة ام جاسم
لكن لم تميز صوتها
علياء امــ نجلاء
لكنها
لم تبين لها ذلك
(( اهلا بك..كيف حال والدتك؟؟؟))
+(( بخير..كيف حال البنات معك؟؟؟.))
(( بخير الحمدلله هن معي الان...))
+(( انتبهي لهن فريدة..فهن يهموننا كثيرا...ودائما قلقات ممن ستكون زوجة لوالدهن....لاتزعلي من كلامي لكنها هذه الحقيقة...))
كتمت فريدة ضيقها من كلامها
وهي للان لا تعرف من منهما تكلمها نجلاء ام علياء
(( لن ازعل..ولكن لا تنسي ان قبل ان اكون زوجة لسلمان... قد ربيت ابنة اخي اليتيمة... واعرف كيف اتعامل مع البنات...))
لم تسمع ردا ..
حتى جائها تعليق متأخر
+(( ونتمنى ان يرزق بالولد... فكل رجل يتمنى ولد يحمل اسمه...))
لحظتها ادركت انها نجلاء
المتزوجة والتي تأخرت في الانجاب
لابد انها من تثير هذا الموضوع لنقص بها
(( الله يرزقني ويرزقك نجلاء....))
كان رد فريدة كما اسهم الذي استقر في قلب نجلاء
فلم تتوقع نجلاء هذه الجرأة في الرد
من فريدة خاصة
لطالما كانت هادئة
انهت فريدة المكالمة
مع دخول سلمان
كان يبدو في سعادة
كعادته
عندما يدخل عليهن مجتمعين
في انتظاره لتناول وجبة الغداء
وكعادة البنات جرين نحوه
وهن يحدثنه عن ما فعلنه طوال اليوم
حتى اجتمع معهن على مائدة الغداء
انتبه الى فريدة
ولصمتها
لم يرغب في اثارة النقاش
ولن تنتطق فريدة بشئ بوجود البنات
ففضل الصمت
حتى انهوا الغداء
واجتمع معها في الجناح الخاص بهما...
كعادته
يستند على الاريكة ليشرب الشاي
وهي معه
(( فريدة....لا اريد الشاي الان...))
وضعت كوب الشاي على الطاولة...
وهي تنظر اليه
((مابك حبيبي...))
(( حبيبك؟؟؟))
وهي ترفع نظرها اليه بشئ من الخجل...((بالطبع))
اقترب منها
وهو يفك شعرها
لينسدل على كتفيها
(( احب ان ارى شعرك هكذا دائما...))
ابتسمت حينها فريدة....
(( الان فقط تبدين اجمل....))
واكمل وكأنه يهمس لها
_((لم عيناك حزينة...))
ترددت في الرد..واخيرا نطقت
(( لا..ليس هناك ما يحزنني..))
اقترب منها اكثر
((تزوجتك لاسعدك كما اسعد انا بوجودك قربي..وبقدر سعادة بناتي معك....لا اريد ان اراك حزينة...))
لم تعلق على كلماته التي هزمتها
وجعلت عيناها تترقرق بالدموع....
(( فريدة لا تبكي...لا تبكي...))
كان ينطق باسمها بحزن واضح...
((مالذي يحزنك؟؟؟))
بصعوبة نطقت...
(( هل ترغب بولد واخ لبناتك؟؟؟))
فتح عينيه باستغراب...
(( ومن اين جئت بالفكرة؟؟؟))
وهي تكتم العبرة في صوتها...
(( اخبرني اولا...))
وهو يمسح على شعرها..
((وهل هناك من لا يتمنى ذلك...ولكن هذا رزق من الله ..ان كان كان مكتوب لنا سنحصل عليه...))
لم تعلق على كلامه
ضم وجهها بكفيه
(( اليس كلامي صحيحا؟؟؟))
اخذت نفسا عميقا قبل ان ترد عليه
(( نعمــ.. ولكن هل تعتقد اني قد احقق لك هذا؟؟؟))
ابتسم لها...(( ان اريد تحقيقه...فاتمناه منك انت..اتمناك اما لولدي فريدة.... ))
اخذها اليها
ضمها لصدره
بقدر حبه لها
ولهفته لها
وضيقه من دموعها
في حين هي
تنهار في تلك اللحظة
لتفرغ دموعها على كتفه
ليشد في ضمها اليه
بذراعه
وكفه الاخرى يمسح على شعرها
((فريدة يكفي لاتبكي...لم التفكير بهذا الان؟؟؟ لتو تزوجنا...))
نظر لوجهها
وكأنه وجد الاجابة
((هل هناك من تحدث معك؟؟؟ من كلمك بهذا الموضوع..))
صمتت لم تعلق...
بتساؤل
((بدور؟؟؟ام خالتي....؟؟؟ لم قد تثيران هذا الموضوع؟؟؟))
بسرعه نطقت فريدة
((لا ليست بدور او خالتك...))
((من اذا؟؟؟))
((نجلاء...))
قاطعها بشدة..
(( وما شأنها نجلاء لتتدخل في شؤننا...؟؟؟))
تحرك بسرعه..
واضح انه يبحث عن جهازه
امسك به اخيرا
اقتربت منه فريدة
(( ماذا تفعل؟؟؟))
لم يجبها..
(( سلمان ارجوك لا اريد مشاكل بينكم..))
بحده..(( ولا انا فريدة....))
وبنبرة مختلفه...
(( السلام عليكم خالتي..........))
ابتعد عنها سلمان
اختفى من امامها للخارج
واختفى صوته
امتزج ضيقها بسعادتها
فكم يضايقها
ان تكون سبب لمشكله بينه وبين خالته
وكم هي سعيدة انه يهتم لسعادتها
الشاطئ الـ20
الموجة السادسة...
استأذنت نورس من طلال
لتدخل دورة المياه
كانا معا في المقهى
ينتظران الخالة ليلى
تعمدت نورس الغياب عن طلال
لتهدأ قليلا
فليس من السهل ما دار مابينها وبين ناصر
ومن الجيد ان صديقته جلنار اعتذرت عن القدوم
ليس لديها القدرة على الحديث مع احد الان
نظرت لنفسها في المراه
تبدو شاحبه
نظراتها منكسره فعلا
هذا ماتراه في نفسها فكيف ياترى يراها الاخرون
غسلت وجهها بالماء البارد
رغم برودة الجو
قد تستفيق قليلا لما يحدث حولها
ونظرت لنفسها في المراه
الحزن واضح عليها
بملامحها الحزينة
ولباسها
الجاكيت الاسود مع تنورة بنفس اللون...
وووشاح الاسود بنقوش بيضاء...
في غياب نورس...
حضر عبدالله...
واجتمع مع طلال على نفس الطاولة
كان واضح عليه الارهاق
وهو يضع الحقيبه التي تضم كتبه على الطاولة
نظر لساعته((متى نعود للمنزل...))
_(( بعد نصف ساعه تقريبا تنتهي والدتي...))
وهو يستند على الكرسي
((جيد ..كم انا مرهق...))
_ (( ارهاق ما سببه؟؟؟))
ودون ان يلتفت عبدالله الى طلال...
(( ماذا غير الدراسه والبحوث ))
وهو ينظر بطرف عينيه
(( متأكد ؟؟؟))
نظر اليه عبدالله بحده
(( ماذا تعني؟؟؟))
طلال..(( ارى انه ارهاق نفسي...))
وباهتمام سأله...(( ماذا تعني؟؟؟))
بجديه سأل طلال عبدالله
(( ماذا كنت تفعل في المستشفى اليوم؟؟؟))
بنبرة غريبه من عبدالله
(( ماذا تعني؟؟؟))
طلال...(( كنت في زيارة لدكتور ناصر...رايتك تخرج من المستشفى ...))
بحدة عبدالله القاسيه التي اعتاد عليها الجميع...
(( وما شأنك طلال؟؟؟))
طلال..بهدؤ..(( ليس من شأني...ولكن اعتقدت انك تريد ان تقول لي شئ...))
لحظتها...
تواجدت نورس معهما
شاركتهما الجلوس حول الطاولة...
وبقيت على صمتها..
وعبدالله في تفكيره بتصرفاته التي تكاد تكشف ما بداخله
وطلال
المحتار بين هذان الاثنان اللذان يجلسان امامه
نورس... التي تتغير نفسيتها فجأه دون سبب واضح
وعبدالله بتصرفاته الغريبه...
اهتز جوال نورس في حقيبتها..
وبسرعه..
اخرجته من الحقيبه
وبلهفه اجابت...
بصوتها الهادئ...
(( رجااااااااااء...كيف حالك؟؟؟))
وصوت من الوطن يقدم اليها
+(( بخير نونو...كيف حالك انت؟؟؟))
(( بخير..بخير رجاء.. اخبريني الم يحن موعد الولادة؟؟؟))
+(( لا نورس... باقي شهر على موعد الولادة....))
(( لا اتصور ان يحدث هذا وانا لست معك..))
+(( هذا ما سيحدث نونو... فانت سوف تستقرين هناك في لندن ..اليس هذا صحيح؟؟))
(( لا اعلمــ. رجاء...لا اشعر اني سأبقى طويلا لا ادري لماذا؟؟حتى اني لم اقدم انسحابي من الجامعه..))
الاخوان غارقان في التفكير
كلا منهما فيما يهمه
الا ان حديث نورس الاخير شدهما اكثر...
(( لا تريد البقاء في لندن... ولم تقدم انسحابا من الجامعة ))
وما ان انهت نورس المكالمة
حتى هجم عليها طلال بسؤاله
(( عذرا نورس لتدخلي.. لم تقدمي انسحابك للجامعه؟؟؟))
رفعت نظرها اليه
وبهدؤ..(( لا...لم افعل...))
قرب عبدالله نفسه منهما
(( وكيف ستتصرفين الان؟؟؟؟الظروف تحتم عليك البقاء هنا..))
طلال..(( الست مرتاحه معنا؟؟؟))
عبدالله اهتمام..(( تحتاجين لوقت اكثر لتشعري بالاستقرار هنا...))
كانت نورس تتلقف تعليقاتهم المتتاليه باهتمام
وبضيق لانهما اكتشفا حزنها لوجودها معهم...
وكأنها تحدث نفسها..
(( ليس من السهل تقبل التغيير...
قبلته اول مرة ايمانا مني بالقدر
وانتقلت للعيش مع عمتي..
واحتاج الان للوقت لاقنع نفسي
ان اعيش بعيدا عن عمتي
من اجل ان تعيش هي حياتها....))
طلال ..بهدؤ..
(( ثقي انك ستجدينا اخوة من حولك...))
عبدالله باهتمام
(( وماذا ستفعلين من اجل الدراسه؟؟؟))
نورس بخجل من اهتمامهما بها..
(( باقي فصل دراسي واحد
عبارة عن مقرر واحد ومشروع التخرج...))
عبدالله ..باستغراب
((فقط؟؟؟؟))
هزت رأسها نورس..
(( نعم.... لذا افكر ان اقدم لهذا الفصل الدراسة ذاتيا...))
طلال ..(( وهل مسموح بذلك في جامعتكم؟؟؟))
نورس..(( نعم... علي فقط ان اقدم امتحان المنتصف... والامتحان النهائي...))
عبدالله..(( فكرة مناسبة... والدراسه نساعدك نحن فيها...))
صمتت
لم تعلق
فقط تنظر اليهما
كم هي سعيدة
ان يكونا لها كأخوين
قد يكونان بديلا
لاخ فقدته
اخذت نفساعميقا
الان فقط
حولها رجال
يقفون بجانبها
ويساعدونها
ما ان تواجه اي مشكله
كما هو يحدث مع اي فتاة