كاتب الموضوع :
yassmin
المنتدى :
القصص المكتمله
الشاطئ الـ16
الموجة السادسة
ناصر في غرفة المكتب...
غائب عن العالم من حوله
وهو امام شاشة الكمبيوتر...
مرتبك كثيرا...
فكلما ادخل كلمة السر..
لم يقبلها الموقع...
اخذ نفسا عميقا..
وهو يمسح على شعره....
واعاد ادخال كلمة كان متأكد منها...
الان فقط فتح الموقع...
موقع الجامعه...
ولابد من كلمة السر الخاصة به ..
ليفتح الصفحة الخاصة بهيئة التدريس...
وبذلك يمكن له ان يدخل على مجموعه مقرر الاقتصاد التي نورس من ضمن طالباته
وبذلك يستخرج بياناتها
نورس محمد الــــ
بكالوريوس محاسبة
وكل بيانتها...
عنوان صندوق البريد...
رقم الاتصال...
الجوال...
المنزل....
لابد ان يتصل على الجوال مباشرة....
ادخل رقمها...
ينتظر منها الرد...
لا احد يرد....
اعاد الاتصال...
لكنها لم تجبه...
كاد ان يحطم الجهاز الذي في يده...
لكنه تماسك....
هدأ قليلا..وهو يستند على الكرسي...
لينتظر قليلا...
ويعيد الاتصال....
في ذلك الحين...
كانت نورس...مشغولة مع عمتها في الصالون...
بعد محاولات اقناع منها...
وطبعا خدمة تجهيز العرائس تحتاج وقت...
لذا قضت يومها بطوله مع عمتها..
من الصباح الساعة العاشرة...
حتى هذا الوقت... الثالثه عصرا....
الليله سوف يصل عمها ابو عبدالله مع اسرته...
لكنها تذكرت ان طلال لم يؤكد موعد وصول الطائرة بالضبط....
بسرعه...
اخرجت جوالها..
علها تلحق قبل ان يكون صعد الطائرة....
انتبهت الى مكالمتين لم يرد عليها....
رقم خارجي...
لابد ان يكون طلال...
هذا ما خطر لها...
اقتربت من عمتها فريدة...
(( عمتي طلال اتصل ولم انتبه...سأخرج من هنا عن الازعاج واتصل به...))
اومأت لها براسها...
فهي لا تستطيع الكلام وهذا القناع على وجهها
ابتعدت نورس عن مصدر الازعاج في الصالون...
واعادت الاتصال على نفس الرقم....
((طلال....كيف حالك؟؟؟))
(( نــــورس؟؟؟))
(( اسفه لم اسمع رنين الجوال..تعلم العروس في الصالون منذ الصباح والمكان فوضى...))
كانت تحادثه بحماس وسعادة واضحه...
تنتظر منه الرد...
في حين ناصر شعر وانه فقد قدرته على الكلام...بعد كل ما سمعه...
(( تسمعني؟؟؟؟))
وبصعوبة همس لها
بصعوبة اخرج جيش الكلمات الذي انسحبت قبل دقائق
(( نورس..لا تتزوجي.. لايمكن ان يحدث ذلك...))
ابقت الجهاز على اذنها...
انتبهت لصوته...
انه الدكتور ناصر...
خرت على الكرسي ..
اخذ قلبها يدق بسرعه..
والعرق بدأ يتصبب منها...
حرارة تسري في جسدها....
(( نورس انا ناصر...تسمعيني؟؟؟))
وبصعوبة...(( ماذا تريد؟؟؟))
(( نورس لا يمكن ان تتزوجي...))
باستغراب...
(( لا اتزوج؟؟؟؟))
((نورس..افهمي ما اعنيه...لا اريد لك المشاكل...))
انقطع الاتصال
لاتدري ان كان قطعه هو
او هي قطعته دون ان تنتبه...
في حين هو رمى جهازه بعد انقطع الاتصال فجأة
ولا يعلم هو كذلك .... هو من قطعه دون ان ينتبه او العكس؟؟؟؟
الشاطئ الـ17
الموجة الاولى
وصل العم ابو عبدالله البلاد
مع ابناءه عبدالله وطلال ومحمد
وطبعا والدتهم الخالة ليلى كما اعتادت نورس ان تناديها
اقاموا في الفيلا الخاصه بالعم بهم
رغم اصرار فريدة بالاقامة في منزلها
لكن هذا كان قرار فهد اخيها الكبير
فهو يريد ام يجهز الفيلا لحفلة اخته الوحيدة
حفلة عقد القران والزواج
وافقت العمة فريدة على اقامة الحفلة في الفيلا
والرجال في الديوانية الخاصة به
لكنها اشترطت عليه
حفلة بسيطه جدا
المدعوين بالاضافة اليهم
عائلة سلمان بالطبع
وجارتين لها قريبتان منها
ودائما ما ترافقانها الى مركز القران
بعد يوم من وصول العم ابو عبدالله
كانت زيارة سلمان الرسمية لخطبة فريدة
كان برفقته زوج خالته واعمامه..
بالاضافة اخته بدور...وخالته ام ابراهيم
وابنتاها نجلاء وعلياء
كانت الزيارة اقرب الى اعادة ذكرى الماضي عن كونها
خطبة فريدة الى سلمان
اجتمعت العمة فريدة بقريبات سلمان
في منزل العم ابو عبدالله
وكانت لمسات نورس واضحة عليها
كانت ترتدي جلابية باللون العنابي
تحمل تطريز ذهبي بسيط
زادها نعومه
رفعت شعرها بمشبك كريستال
لونه البني المتدرج الى اللون العسلي
زادها جمالا
وقليل من البودرة والكحل البني
الذي اظهر لون عينيها المميز
كانت البساطة بقدر نعومتها التي اعتاد عليها الجميع
حديثها اللبق معهن
قربها منهن اكثر
خاصة ان ابنتا الخالة لا يعرفانها مسبقا
نجلاء الكبرى...وعمرها 35 سنة..
متزوجة قبل سنتين فقط..من رجل متزوج ولم تجنب للان
في حين اختها علياء اصغر منها بعام واحد وهي ليست متزوجة
تبدوان اكبر من عمرهما
ربما بسبب طريقة لبسها...
وعدم الاهتمام الواضح منهما
فقط اخته بدور وخالته من يتذكرن اخر زيارة لهما بعد وفاة والدتها
اخذهم الحديث
كانت فريدة هادئة
هادئة جدا
لانها تعرف ان سلمان لن يطلب رؤيتها
هذا ما اتفقت عليه معه
وافق ليرضيها رغم شوقه لرؤيته
ولا تنكر انها
كانت مشتاقة لتراه
متشوقة اكثر لتعرف
ما ترك الزمن على ملامحه
هل هي كما كانت
مثل نبرة صوته الحنونه
التي لم تتغير
كانت جلسه هادئة جدا
الا ان وجود هاتين الفتاتين بعث لها شعورا غريبا
نجلاء وعلياء
كانتا صامتتين
فقط تنظران اليها
والى عينها ان نطقت باي كلمة
كانت تشعر باهتمامهما
لم تتعرف عليهما مسبقا...
كانت فريدة ترسل ابتسامة لهما
كلما وقعت عينها في عينهما
وهما ينظران لها
وكأن يتفقدان شئ جديد
لكنهما لا يردان الا ابتسامة جافه
ما اربكها في اخر الزيارة
دخول الاطفال
كانت مفاجأة لها
مروة ومرام ومريم
دخلن برفقة بدور بعد ان استئذنت للخروج
وعادت بهن
اتى بهن السائق بطلب من والدهن
باخر الجلسه
ليتعرفن على العضو الجديد في الاسرة
ببراءة الاطفال
دخلن عليهن
واقبلن يسلمن على الجميع
كانت فريدة متأثرة جدا بمنظرهن
شعرت بأن مسؤلية جديده على عاتقها
مسئولية تحمل البراءة والجمال الرائع
كانت تراهن بمنتهى الجمال
جلسن فقريبات منها....
ومع اشتراك الجميع بالحديث
كانت فريدة تحاول ان تقترب منهن اكثر
كن خجلات من الحديث معها
وبالكاد تستوعب كلامهن
كانت مريم تقودهن في الحديث....
(( انا مروة...وهذه مرام ... وهذه مريم ..انا الكبيرة...))
(( ماشالله انت الكبيرة...واضح فانت اطول منهن...))
مرام بخجل...(( انا اكبر من مريم....))
تقاطعها مريم..(( لكننا في نفس المدرسة..))
ابتسمت لحديثهم من كل قلبها(( رائع جميعكن في المدرسة...))
مريم..(( انا صديقتي فله...تعرفينها...وهذه الوردة مثل التي عندها..ترينها؟؟؟))
كانت مريم تشير لوردة على جانب شعرها
قربتها منها فريدة...(( رائعه..تبدين احلى من فله...))
التفتت الى مرام التي اخذت تحدثها...(( تحبين ستروبري؟؟؟))
فريدة باستغراب...(( الفراولة؟؟؟))
مرام تقاطعها..(( لا صديقة مرام..اسمها ستروبري...حتى ان ابي اشترى لها سرير مثل ستروبري...))
لا تعرف فريدة ما كن يقصدن بشخصية ستروبري...لكنها اظهرت العكس...
(( نعم..انت جميله مثلها....))
والتفتت الى مروة..(( مروة حبيبتي..وانت ؟؟ماذا تحبين ان تقولي؟؟؟))
مروة تحدثها وهي تحاول ان تظهر وكأنها اكبر من سنها...(( انا كبيرة على ذلك...انا مشغولة بالرسم..ابي سوف يفتح معرض باسمي قريب....))
كانت فريدة غارقة في برائتهن
تحاول ان تستوعب انها اصبحت مسئولة عنهن
وعن المحافظة على كل هذه البراءة
دلال مرام ومريم وتعلقهن بالشخصيات
الكرتونية امتعها...
وحديث مروة عن مشروع معرض للوحاتها
اثار اعجابها بها...
كانت ترى مروة بشخصية والدها سلمان
شخصيتها قوية...قيادية
كما انها اقربهن لملامحه...
بشعرها الاسود الداكن الذي زاد من بياضها
كان هكذا سلمان في شبابه
اما اختاها كانتا متاشبهتين وقريبتين في السن
بدتا كالتوأم...
كانتا بجمال طفولي واضح
بدتا اكثر بياضا من مروة
مع شعرهن الاشقر وعينين باللونهم البني
رأت صورة والدتهن امامها..
لابد انها كانت شقراء...
قطع تفكيرها....
نغمة رسالة على جوالها..
بهدؤ فتحت الرساله...
(( تبدين رائعه والبنات من حولك....))
ردت عليه
(( ما ادراك؟؟؟))
وبسرعة جائها الرد
(( العصفورة...))
كانت تعلم انها بدور..كان لديها مكالمة قبل لحظات
ولابد معه ..مع سلمان
مع كل هذه الزحمة
نورس اختفت من المكان....
وبسرعة غادرت المكان
تبحث عنها....
وجدتها في المطبخ
جالسة لوحدها...
بدت صامته...
ولكن تاخذ نفسها بصعوبة
وواضح التوتر عليها...
((نونو حبيبتي...ما بك؟؟؟))
_(( لا شئ عمتي...))
(( انت متضايقة؟؟؟))
_(( بالعكس عمتي... سعيدة..سعيدة جدا ))
فعلا كانت سعيده...
وواضح عليها ذلك...
لكنها كانت متوترة...قلقة
لم تستطع ان تنكر ذلك
_(( عمتي.... كل هذا لاني سأفتقدك...))
كتمتا دمعه في عينيهما
شدتها فريدة من كفها
(( تعالي معي...اريدك ان تكوني بقربي...))
لمــ تكذب نورس في كلامها مع عمتها
لكن شئ اخر كان بداخلها
حيرة تكاد تقتلها
ماذا كان يعني ناصر بحديثها
لم الان فقط
نطق بما كان يجمعهما ذات ليلة
ولم تكلم عن الزواج الان بالذات؟؟؟
كانت تبحث عن تفسير..لكنها لم تجد...
لم تستوعب لم قال ناصر كل هذا؟؟؟؟
الشاطئ الــ 17
الموجةالثانية
الليلة سوف يكون حفلة الزواج...
في فيلا العم ابو عبدالله...
جهز ابو عبدالله القاعة الرئيسية في الفيلا للنساء...
وزعت باقات ورود بيضاء في زوايا المكان...
وفي مقدمة الصالة
كرسي مزدوج شبيه بكراسي الحدائق...للعروسين..
ومن خلفه خليط من الورود الاحمر والابيض
بدت وكأنها حديقة مصغرة...
كان المدعوين قليل جدا...
كما رغبت فريدة....
فقط نفسهن من كن في ليلة الخطبه..
دخلت العروس...
بخطوات بطيئة اقرب الى الارتباك
القلق والخجل مزيج واضح على ملامحها
نظرها للاسفل لم ترفعه عن الارض
انها خجله
خجلة جدا
كانت تصحبها نورس وبدور
سعيدتان بهذه اللحظة
كلا منهما لديها مشاعرها الخاصة
نورس...التي لم تصدق انها بقرب العمة فريدة وهي عروس....
وبدور...التي لم تصدق ان اخاها تحقق حلمه بعد كل هذه السنوات...
اخذت فريدة مكانها على الكرسي
لحظتها رفعت راسها
تنظر لمن حولها
نظرات كلها ارتباك
ابتسامة رائعه كانت تزين وجهها
كان الجميع ينظر اليها باعجاب
فلم يتصورن انها سوف تظهر بهذا الجمال
ليس تقليلا من جمالها
لكن فريدة اعتادت على اظهار نفسها اكبر من سنها دائما
فستانها اللؤلؤي....
يرسم تضاريس جسدها بكل نعومة...
كنعومة اطرافها وملامحها....
كان الفستان كما تصورته من وصف المصمم...
بسيط جدا
من الشيفون الناعمــ
بأكمام طويلة واسعه...
تضيق عند المعصم....الذي زين بحبات من اللؤلؤ
مثلها عند الصدر..
التصميم عند الصدر المكشوف على شكل قلب... واسع
اظهر بياض بشرتها..
ويرسم خصرها بشكل واضح ويزيد اتساعا للاسفل
ولان فستانها مكشوف تقريبا من الخلف...
مغطى بالشيفون الشفاف فقط...
والذي كان من المفترض يزيد من من روعتها
الا ان الاروع من كل هذا....
شعرها الغليظ المتناثر على كتفها....
حيث يصل لمنتصف ظهرها....
مع قصه مميزة اظهرت جماله
فبدى كالشلال المتدفق....
بلونه البني المتدرج ...
والذي بدى اقرب للون عينيها الرائع...
كانت خصلات قصيرة متناثرة على جبهتها بشكل عشوائي....
ووضعت حبات لؤلؤ بشكل متتالي في خصلة واحدة من شعرها متدلية على كتفها ...
زادتها نعومة...
انشغلت فريدة عن قلقها بالتبريكات من الجميع
كن فرحات من اجلها
فهي تستحق هذه الفرحة
من يضحي مثلها
لابد ان يحصد كل الفرح والمحبة ممن حولها
ترتبك في اللحظة التي تتذكر فيها انها ستلتقي بحلمها
سلمان...
والاكثر من كل هذا...
انها بهذه الزينة...
ولاتدري ما هي ردت فعله لحظتها
تريد ان يراها اجمل مما تصور
ولكنها لا ترغب ابدا ان يظهر هذا امام الجميع
تعرف انه متهور دائما في كل ما يتعلق بها
فهي ستخجل من ذلك كثيرا
يكفي ارتباكها قبل قليل
عندما دخل عليها فهد
لتعطي موافقتها حتى يتم عقد القران
وتوقع على العقد
انبهر منها كثيرا
فلم يتصور ان كل هذا الجمال تحمله اخته فروودة
وهو يراها دائما
فكيف بسلمان .؟؟؟؟
الذي لم تلقتي به الا مرات معدودة
ولم تستطع في من هذه اللحظات
حتى ان ترفع نظرها اليه....
اقتربت منها بدور...
(( سلمان سيدخل...))
تاهت بنظراتها..
كانت توزع نظرها لمن حولها..
جميع الحاظرات تغطين....
حتى بدور ونورس..
والخالة ليلى...
لحظات....
ورأتهم قادمين...
فهد وبجانبه احدهمـــ
وهل احد غيره
انه سلمان
رفعت نظرها اليه
وبسرعه اخفظت رأسها..
سلمان بشخصه
ملامحه نفسها
ابتسامته الجذابة
وما زادت عليه السنين سوى وقار اكثر
وبعض الشعر الابيض في لحيته
ابتسامة واضحة على وجه اخيها
اما سلمان
عيناه كان تقص حكايا في تلك اللحظة فقط...
كانوا يقتربون منها..
ومن خلفهم الشباب
ابناء فهد...
لم تلمحهم فريدة لارتباكها....
كان الرائع في الجميع لبسهم...
الثوب الخليجي...
والشماغ...
بدوا بوجاهة الشيوخ...
هذا ما شعر به الجميع من مظهرهم..وشكلهم...
اقترب منها فهد...
امسك بكفيه ساعديها...
وقفت لحظتها...
(( انظري لي فريدة..لا تخجلي...))
لحظتها رفعت عينها اليه
لتلمح من خلفه سلمان
التفت له فهد بحركة سريعه
وبصوت خافت
(( عروستك يا سلمان امانه..ليس هناك من هو اغلى منها عندي...والان هي معك...))
وعينه على فريدة...ونظرته التي لم تنتهي الحكايا فيها...
(( في عيني ...))
ابتعد فهد للخلف..
وعينه عليهما
فريدة وسلمان
بجانب بعظهما
ابتسامة خجله على ملامح وجه العروس
وفرحة تائهه على ملامح العريس
انتبه لحظتها لابنائه من خلفه
تقدمن لعمتهم
يباركون لها...
عبدالله... بعنفوان الرجولة الواضحة على ملامحهة
طوله الملفت و...لكونه عريض المنكبين
ولحية خفيفة على عارضيه زادته وسامة
وبلباسه الخليجي..
همست له عمته(( ماشاء الله اراك عريس امامي...))
لم يعلق
اكتفى بابتسامة
فهذا طبعه قليل الكلام
ثمـ..... طلال
الذي تقدم لها بعد اخيه عبدالله
بارك لها بحرارة
وابتعد عنها خطوة وهو يغمز لها كعادته
((فروودة ما رايك بمظهري الجديد... بدون شعر القنفذ...الست اجمل منهم....؟؟؟)) نظر لحظتها الى سلمان ومن ثم الى عبدالله
ابتسمت فريدة له...
(( دائما الاجمل...))
وبسرعه التفتت الى محمد...
بدى اطول عن ما رأته مسبقا
(( محمد... الغالي....))
قربته اكثر منها وقبلته....
كان محمد بطبعه خجول
كما انه لم يعتاد على لبس الثوب والشماغ
بدى مرتبكا امام الجميع
وبعد فوضى التبريكات
انسحب الرجال من المكان
ما عدا....
حلمها الذي اصبح حقيقه بقربها
سلمان....
اقتربت منهما بدور
وهي تبتسم...
((الن تجلسا؟؟؟))
التفت سلمان الى فريدة
اشارة منه للجلوس
جلسا معا على نفس الكرسي
كان الارتباك واضح على العروس
ويزيدها ارتباكا نظرات سلمان اليها
(( ما بك فريدة؟؟؟لم كل هذا خجل؟؟))
رفعت نظرها وكأنها تنظر للجالسات في القاعه..
وهي تبتسم...
(( الن تنظري الي؟؟؟))
التفتت اليه لحظتها
وهي تبتسم...
(( لا بد ان تذليني لارى عينيك؟؟؟))
(( لا تقل هذا..ليس هناك من يذلك...))
(( ما اروع هذا الكلام))...وهو يرفع حاجبيه
التفتت بسرعه للامام
الا انها شعرت بحركة خلفها
نظرت بطرف عينها اليه
(( واضح اني سأقص شعري...))
كانت اصابع تلاعب خصلات شعرها خلف ظهرها
لمساته لظهرها كهربتها....
ولم تستطع ان ترد على تعليقه..
كان اتفاقا بينهما
ان اعجبه طول شعرها
سيقص شعره الذي لم يعجبها طوله...
(( مع انه ليس طويلا وملفتا كالسابق..لكنك ستقصه...)) كانت تقولها بكل جرأة
(( حسنا قفي اريني جمالك...)) وهو يهمس لها....
(( سلمان....اعقل ...ليس امام الناس...))..بصوت منخفض...
ابتسم لها..(( بدور اخبرتني ان نقف عندما البسك شبكتك...))
لم تنتبه فريدة الى بدور القادمة نحوهما
وهي تحمل صينية مذهبه مزينة بالورود
وفيها علبه مخمليه كبيرة نوعا ما...
(( فريدة.... هل اتفقت مع اخي على عقد اللؤلؤ حتى يتناسب مع الفستان؟؟؟))
فريدة اخجلها التعليق...(( ابدا ..لم يعلم عن الفستان....))
بدور وهي تقترب من اخيها..(( ذوقكم واحد....))
وقفت لحظتها فريدة مع سلمان..وهو ممسك بخصرها
التفتت له دون ان تتكلم
عرف انها تريده ان يبعد ذرعه عنها
ابتسم لها بخبث
((اعتقد انا من يلبسك العقد..بدور قالت..)) وهو يغمز لها
ادارت له ظهرها...
ليحيط بذرعه عليها
وبيده العقد...
الذي زين عنقها...
كان عبارة عن سلاسل كثيرة من اللؤلؤ ملتصقه من الجانب ببعض...
وتنتهي بربطة كربطة العنق لكنها قصيرة...
اغمضت عينها وهي تسمعه يهمس لها...
((رائع العقد عليك...ولكن..شعرك اروع... وبياضك اروع منه...))
وهو يحرك اطراف انامله على ظهرها المكشوف...
اعتدلت في وقفتها بارتباك,,,
والتفتت له (( اعقل سلمان...))
وهو يغمز لها..(( هذا يعني انك تعلمين عن جنوني بك...لا تلوميني))
امسك بالاسوارة ....
التي بدت مثل العقد ولكنها بحجم اصغر..
قربها من يدها....
وهو يتعمد ان يلامسها باطراف اصابعه...
كانت هذه الحركة تزيد ارتباكها...
تجعل جسدها متكهرب....
((بدور لا اعرف كيف اغلق الاسوارة..))
وهي تهمس له(( ان كنت لا تعرف اترك الامر لاختك...)) قالتها فريدة بحده
الا انه رد عليها ببرود...وهو ممسك بفردة حلق الؤلؤ...
(( مع اني متفق مع بدور انها تلبسك الحلق لاني لا اعرف..الا اني سأقوم بها عنادا لعيونك الحلوة))
كانت بدور مشغولة لا تنتبه للمعركة الكلامية الدائرة بين العروسين
((سلمان.. عرفت كيف تلبسها الحلق؟؟؟))
(( فريدة اصرت ان البسها بنفسي...))
لحظتها فتحت عينها بقوة وهي تنظر اليه
ضحكت بدور على حركتهما
واعطته فردة الحلق الثانية...
(( اريني لون عينيك..والا قبلتك امام الجميع...))
وبسرعه التفتت اليه...
وهو ينظر لعينيها...
(( رائعه..دائما رائعه...))
ابتسمت اليه....وهوالوحيد الذي يعلم انها تتصنع الابتسامة...
(( انتظر ماذا سأفعل بعد ان ينصرف الجميع...))
لم يعلق على ردها
رفع كفها الايمن...
واخذ الخاتم...من يد اخته...والبسها ...
سحبت يدها بهدؤ...
(( فريدة يدك اليسار....سوف يلبسك الدبلة...))
ببرود رفعت كفها الايسر...
وضعته في راحة يده...
والبسها دبلة ذهبية خالية من النقوش...
وبعدها اخذ من اخته...دبلة الماس..بدت اروع في اصبعها بعد ان البسها فوق الدبلة الاولى...
((لم دبلتين؟؟؟))وهي تنظر الى بدور..
اشارت بنظرها الى اخيها
الذي رد عليها وهو يبتسم...
(( تستحقين الاكثر حبيبتي...))
وهو يرفع كفها ويقبلها امام الجميع...
دبت في جسدها حرارة
لا تدري من اين
حمرة بدت تائهه في وجهها
ونظرتها خجلة اليه
بقدر وجعها من ملمس شفتيه
واحساسها بانفاسه على اصابعها
ارعبته فعلا بنظراتها
همس لها..((لم اعلم انك لا ترغبين...))
بلعت ريقها دون ان ترد عليه
الا انه استعاد نشاطه لارباكها اكثر...
وهو يحرك اطراف اصابعه خلف ظهرها...
وليس امامها غير التجاهل...
لقد انتبه الحظور له وهو يقبل كفها...
حيث ابتسم الجميع لحركته معها...
مما جعل الصمت يسود المكان...
وفريدة لا تسمع الا نبضات قلبها...
الذي يكاد يخرج من بين ضلوعها...
لحظات...واقترب منها سلمان
(( سأعطيك فترة راحة مني..سأذهب لديوانية الرجال...))
ردت عليه دون ان تلتفت له
(( افضل ما تفعل الان...))
كان لحظتها غاضبة من جرئته امام الجميع
ولكنها عقلها مشغول بنورس...
فهي تبحث عنها بين الحظور.....
حتى لمحتها وهي تتقدم نحوها..
بفستانها الحرير الزهري....
وهي تمسك بكفها وتجلس بالقرب منها
(( عمتي..لا اصدق اني اراك عروس...))
(( كنت اتمنى انا من اراك عروس نونو...))العمة وهي تحبس دموعها...
(( عمتي...لا نريد ان نبكي... اليوم فرحك... لابد ان تكوني سعيدة...))
ضغطت العمة بكفها على كف نورس...
(( ابقي جالسه بقربي... لاني..سأشتاق اليك كثيرا..))
كانت العمة فريدة..تحاول ان لا توصل مشاعر الحزن لفراق نورس..
وفي المقابل نورس تمنع نفسها وعمتها من اظهار لوعة الفراق....
فكل ما يشغل عقل نورس الان...
ان عمتها تستحق السعادة
وهذه ليلة عمرها لابد ان تفرح....
لذا كتمت كل مشاعرها...
فليس هذا الوقت لتفرغها...
لحظتها....
تفاجأت باحداهن تقترب منهما..
كانت رجاء
بملامح متغيرة...
فهي في الشهر الثامن من حملها..
وذلك لم يمنعها ابدا من الحضور ومشاركتهما فرحتمها...
تقدمت من نورس التي تفاجأت بها...
دعتها لكنها تعلم انها مرهقه من الحمل فلم تتوقع حظورها,,,
ضمتها لها نورس بقوة
بقدر شوقها وفرحها
((لم اتوقع حظورك رجاء...))
نظرت رجاء للعمة فريدة...
(( كيف لا تتوقعين؟؟..هذه العمة فريدة...؟؟))
اقتربت من العمة فريدة...وباركت لها...
(( تبدين رائعه.... اين كنت تخبين هذا الجمال؟؟؟))
العمة فريدة بعفوية...(( عيونك الاجمل رجاء...))
واكملت..((الم تحضر والدتك؟؟؟))
رجاء..(( لا... مسافرة مع والدي للعمرة...))
التفتت لها نورس..(( تعالي اجلسي لا تستطيعين الوقوف اكثر.....))
ابتسمت لها رجاء..(( لا نورس..علي ان اذهب..حضرت لابارك لكما.... الا ترين الوضع الذي انا عليه..))
((حسنا ساوصلك...))
تقدمت نورس مع رجاء حتى مدخل القاعة...
وودعتها....
والتفتت نحو عمتها..وهي تحبس دموعها....
ليس وقت الدموع الان....
وعادت للجلوس قرب مصدر الحنان والحب لها
في هذا العالم كله
والذي تشعر انها ستفقده بعد لحظات....
.................................................. ......
|