{سلسلة صنائع المعروف تقي مصارع السوء}
بسم الله الرحمن الرحيم
أخــتي المـــســـلمــة
على كف الأقدار نسير في هذه الحياة، لاندري مالذي ينتظرنا ولاكيف سيختم لنا
ولنتأمل هذا الحديث النبوي قال صلى الله عليه وسلم..
{إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مـضغـة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري [ رقم : 3208 ] ومسلم [ رقم : 2643 ].
وهنا يظهر لنا أهمية أن يجد المؤمن ويجتهد ليكون من المقبولين الفائزين برضا رب العالمين
وقد دلنا ديننا الحنيف وشرعنا المطهر على أسباب النجاة والفوز بالنعيم المقيم..
وهنا أيتها الأخت المباركة سنسير سويًا
في طريق السمو نحو هدفنا الأسمى
نسيرفي طريق الحياة حتى نصل إلى رصيف النجاة
نذكر قصصًا نسجها لنا التاريخ وعطرت صفحاته، نحسبها للوهلة الأولى من عجائب الزمان ولكنها حدثت لبشر مثلنا فنسأل كيف وصلوا لهذه المراتب ونالوا هذا العلو
وعين ذلك ماقاله الشاعر مخطابًا جنازة أحد الأخيار
علو في الحياة وفي الممات= لحق انت إحدى المعجزات
ونحن نستبشر بحديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم:( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني
وكم هي أبواب المعروف ووسائله فتعالين بنا نرحل في
بساتين الخير ونستقي من ينابيعه النقية
نغسل بها في كل حلقة جهد المسير وعناء السفر الطويل
ونرجو أن نلتقي في نهاية المسير على النبع الصافي فنشرب منه شربتاً لانظمأ بعدها أبداً برحمة الله ..
سنسير في هذه السلسلة المباركة معكن يدًا بيد نحو نهضة أمتنا وخير البشرية جمعاء
الحلقة الأولى
{الطريق نحو اقتصادٍ إسلاميٍ متين
}
أختي المباركة... تمر بالمسلم في هذه الحياة الكثير من الابتلاءات فإذا صبر
واحتسب كان الأجر مضاعفًا بإذن الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "
مَا
يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ ، وَلَا وَصَبٍ ، وَلَا هَمٍّ ،
وَلَا
حُزْنٍ ، وَلَا أَذًى ، وَلَا غَمٍّ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ،
إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاه
ُ " رواه البخاري -5239-
ومما ابتليت به الأمة هذه الأيام مايحدث من غلاء المعيشة وتغير أحوال الأرض
في الطقس والظواهر الطبيعية.
وهنا يتساءل المسلم الفطن كيف السبيل إلى تفادي هذه السلبيات
وتخطي هذه العقبات أو عبورها بأقل الخسائر؟؟
مستعينًا بالله ثم ماحباه من موارد طبيعية وعقل يتدبر به ويتفكر في أسباب النجاة .
لذلك سنبحث اليوم يا أخيه بعض الطرق والوسائل التي إن جعلناها من ضمن أعمالنا واهتمامنا وتخطيطنا في حياتنا ضمنا بإذن الله توازناً ملموساً في
حياتنا الدنيا وعيشناعلى هذه البسيطة.
فهل تعلمين أخيه أن:
البعد عن طاعة الله والبعد عن اتباع أوامره واجتناب نواهيه
يورث بالضرورة ضيق النفس ونكد العيش
قال تعالى{: ومنأعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124)قال رب لمحشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلكاليوم تنسى (126) .سورة طه
وهذا مايهمنا هنا في تفسيرها من كلام ابن كثير رحمه الله
{ ومن أعرض عن ذكري } أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه
وأخذ من غيره هداه { فإن له معيشة ضنكا } أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة
له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله." أهـ
فإذاً فساد القلوب والأعمال يؤدي إلى فساد المعيشة وقد عاقب
الله سبحانه أقوامًا بالطوفان (الفيضان العظيم) حين فسدت أعمالهم وعصوا وابتعدوا عن طاعة رسل الله لهم.
الحل إذاً
يكمن في البعد عن جميع المظاهر التي تؤدي لذلك وأولها الربا ومعاملاته
التي يُحَارب بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كثيرٍ من بلادنا؛
لنعيش بأموال طاهرة نقية من دنس الربا ويبارك الله تعالى معاشنا
فَحَذَّرِي أيتها المسلمة الطاهرة مجتمعك وأهلك من الربا بجميع صوره من تعاملاتبنكية ومن كل مافيه معصية لله لتعيشي في رغد الدنيا وتفوزي بنعيم الأخرى
أختي المسلمة وكما تعلمين ما للتخطيط السليم من فوائد في ضبط اقتصاد المسلم
فهلاّ كنتِ خير مدبرةٍ لنفسك وأسرتك في أساليب الصرف وتجنب الإسراف فيالمأكل والمشرب واللباس خاصة.
قال ابن القيم رحمه الله: "والنعيم
المسؤول عنه نوعان: نوع أخذ من حله وصرف في حقه فيسأله عن شكره، ونوع أخذ
بغير حله وصرف في غير حقه فيسأل عن مستخرجه ومصرفه".
يقول أحد المختصين المخلصين لأمتهم..
"وإذا كانت هذه الحاجة إلى ترشيد الاستهلاك ضرورية في كل حين، فهي أشد ضرورة في أيامنا هذه، خاصة في هذه المرحلة التارخية الهامة التي تمر بها الأمة الأسلامية والتي تحتاج من
المسلم أن يستعد للجهاد في أية لحظة، والمسلم إذا لم ينجح في جهاد نفسه
وشهواتها ويتغلب عليها، فهو سيعجز عن تحمل جهاد الأعداء، من هنا أهمية
التربية على ترشيد الاستهلاك بالنسبة لكل مسلم، ذلك أن الدنيا هي كل يوم
على حال، وعلى المؤمن أن يستعد في أوقات الرخاء على مواجهة أوقات البلاء،
قال عمر رضي الله عنه : " اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم وإن عِبَادَ
اللهِ ليسوا بالمتنعمين" ، وقال ابن خلدون في مقدمته : " فالهالكون في
المجاعات إنما قتلهم الشبع المعتاد السابق لا الجوع الحادث اللاحق ".
ثم ألم تسألي نفسك يوماً عندما تستعملين منتجات استوردت من الغرب أن ذلك سيضرك وينفعهم ستقولين كيف ذلك؟
أقول:
أنظري لأسعارها الفاحشة فهذا يؤدي لنمو اقتصادهم وخفض دخلنا وكما بينتكثير من الدراسات أن الكثير من منتجاتهم إلى دولنا تكون من الرديئةالتصنيع خاصة المنتجات الغذائية أو مايدخل فيها دهون الخنزير وكأشياء تضربالصحة.
وكذلك لنعلم أختي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ففي كثير من منتجات العالم الاسلامي خيٌر وإن ظننّا غير ذلك ..
وبعد يا أخية فإننا في هذه السلسلة بإذن الله سنحاول مناقشة حلول علمية وبحثها في ضوء الكتاب والسنة المطهرة لنرقى بأمتنا ونسعى نحو اقتصاد إسلامي سليم وأمن غذائي إسلامي بعيد عن الفساد.
وأخيرًا أختي الفاضلة..
مارأيك في ثقافة المقاطعة وهل عملتي بها؟ وأي المنتجات حرصتي على مقاطعتها؟
هل المقاطعة برأيك ستكون أحد اسباب انتعاش الاقتصاد الإسلامي؟
ماهي البدائل التي جربتيها ونفعتك؟
في نظرك ماهي الحلول المفيدة لنرقى بأمتنا في مجال الأمن الغذائي والاقتصاد الإسلامي؟