كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و تمنت الا يبسألها رأيها ، فقد وجدت الكتاب شيقا الى حد كبير ، بالرغم من انه حقير في بعض الاحيان ، و لكنها ستخجل من اعطاء رأيها بصراحة .
و بعد لحظة صمت طويلة ، كانت لورافيها تدعو الله الا يسألها ، الا انه بادرها قائلا :
( هكذا اذن ؟ )
و قالت :
( بالتأليد ان رأيي لا يهمك يا سيد )
و لمعت عيناه بالتحدي و نظر اليها و قال :
( و لكنه يهمني يا آنسة كولتون )
و عرفت انه لن يسمح لها بالتهرب من الجواب . و ترددت و اجابته اخيرا بنوع من الموضوعية و اللا اهتمام حتى انها هزت كتفيها و قالت :
( انه جيد )
و لم يجبها للحظة ، و لكنها لاحظت في عينيه عدم التصديق و الانزعاج لطريقة اجابتها و شعرت بتقلص في معدتها ، و حاولت ان تتحاشى نظراته .
و قال بهدوء :
(انني ممتن لتقديرك يا آنسة )
و احمر وجهها ، و قبضت على حقيبتها بقوة اكثر و قررت ان تترك المكان فوقفت فجأة مصممة على الا تطول هذه المناقشة اكثر . و كان واضحا من موقفه حتى الان انه لن يوضفها بأي حال من الاحوال ، و الانطباع الذي كونته عن الكاتب و الشخصية التي كتبها كان صحيحا ، فهو لم يكن معجبا بالنساء الانكليزيات و من المؤكد بعد ان اعطت رأيها بكتابه بهذه الطريقة انها اضاعت الفرصة نهائيا .
و توقفت امام المكتب الخشبي الضخم محاولة ايجاد الكلمات المناسبة لتنهي الموقف بدون ان تحرج نفسها اكثر . و كما توقعت فقد سقط شعرها و بدأت خصلاته تنسدل على رقبتها ، و شعرت بصغرها و قالت بتردد :
( انا . . . انا لن اخذ من وقتك اكثر يا سيد جيرارد )
و امسكت حقيبتها بكلتا يديها و كأنها في حالة دفاع و تابعت :
( انا ممتنة لك لأنك قابلتني و لأنك دفعت مصاريفي ، و قد اخبرت جاك بأن قدومي ما هو الا اضاعة للوقت و النقود )
( هكذا اذن ؟)
و كان مايزال يجلس في كرسيه و قد عقد يديه و سألها بهدوء :
( اذن انت لا تريدين العمل عندي يا آنسة ؟ )
و ترددت لورا ، فهي نفسها لاتعرف الجواب على هذا السؤال ، و لكن لم تكن قادرة على ان تصرح بذلك ، و لم تصدق انه لم يكن يتنفس الصعداء لمغادرتها المكان . و على العكس فكان يحدق بها بثبات ، و على ما يبدو ان سؤاله كان جديا و كان بانتضار الجواب .
و نظرت اليه بتردد و قلبها يخفق بشدة و قوة و قالت :
( انا . . . بالطبع اريد العمل و لكنني ظننت . . . )
و اجابها بهدوء :
( انت لم تعطني فرصة يا آنسة كولتون لأقرر . هل انت متسرعة دائما هكذا ؟ )
و اعترفت و صوتها يرتجف :
( كلا ليس دائما . و لكن لا يمكن انك تعني . . . )
و قاطعها قائلا :
( اذا كنت راغبة بتصنيف مجموعتي يا آنسة فعندك الفرصة لتفعلي ذلك . الا اذا كنت لا تفضلين العمل عند رجل له مثل سمعتي ، فبالطبع ستعودين الى بلدك و تجدين عملا مناسبا اكثر )
و فجأة اصبحت لورا متأكدة مما تريد ، حتى لو ان تلك الاشارة بالنسبة الى رجل في سمعته كانت بمثابة تحذير فلم تستطع مقاومة فكرة العمل بكل هذة المجموعة الجميلة من الكتب . و أومأت برأسها و لم تدرك انها كانت تبتسم ايضا . و قالت بصوت متقطع :
( اود ان آخذ هذه الفرصة . شكرا لك سيد جيرارد )
و وقف بدوره و تقدم نحوها ، مما اشعرها بأنها صغيرة ومرتبكة . فقد كانت شخصيته قوية جدا بحيث لا يمكن لأحد ان يشعر بالارتياح معه ، و تمنت لو ان جاك موجود ايضا .
و نظر الى حقيبتها التي قبضت عليها بشدة ، و بدت الابتسامة على وجهه و قال برقة :
(و هل وضعت كل ممتلكاتك في هذه الدنيا داخل هذه الحقيبة يا آنسة ؟ )
و لم يعطها فرصة لتجيب ، و تابع :
( انك متمسكة بها بشدة )
و حاولت لورا ان تشرح له قائلة :
( انها حقيبة لقضاء ليلة )
و احمر وجهها لانها تعرف بأنه يسخر منها ، و قالت :
( اظن ان جاك حجز لي غرفة في القرية )
و اجابها :
( جاك طلب منا ان تقصي الليلة هنا)
و مد يده ليأخذ الحقيبة و قال :
( كان يجب ان اريحك منها منذ وصولك ، اعتذر لأني لم افعل ذلك و لكنك تبدين متمسكة بها الى حد كبير )
كان يسخر منها ، و شعرت بالضيق و لم يكن بامكانها ان تفعل اي شيء بدون ان تضيع على نفسها فرصة العمل الجديد ، و اعطته الحقيبة مجبرة و قالت بتشكك :
( لم ادرك اني شابقى هنا ).
و نظر اليها بتبات و قال :
( الم يشرح لك جاك ان الوضيفة عندي تتضمن الاقامة هنا ؟ )
و وقفت متحيرة للحظة تفكر بالاحتمالات و قالت :
( لا لم يخبرني )
و من ثم ادركت ما جرى و قالت :
( كان علي ادراك ذلك بالطبع لانه سيعود الى البيت ليبقى بعد انتهاء الفصل الدراسي ، و فد قال انه سيكون موجودا بينما انا اعمل )
و أجابها هوغو جيرارد بصوت اكد لها انه لن يتقبل سخافات من ابن اخته قائلا :
( جاك لن يتدخل في ساعات عملك اذا عملت عندي يا آنسة كولتون ، اتمنى الا تتخذي من ذلك عذرا لك لتأخذي اجازة طويلة برفقة جاك )
و اجابت بحزم :
( بالطبع لا . انا لا ادري . . . )
و قطعت كلامها عندما طرق احدهم الباب و نظرت باتجاه الباب الذي فتح و دخلت امرأة في منتصف الستينات من عمرها حسب تقديرها ، و لا بد انها السيدة جيرارد جدة جاك و المشاركة في المسؤلية مع هوغو جيرارد عن ثروة جاك .
|