كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
(هل تتكلمين دائما بلهجة الترفع تلك مع من دونك من الموضفين ؟)
و نظرت اليه بتردد و قالت باقتضاب :
( لم ادرك بأنني مترفعة في كلامي )
فضحك و هز رأسه و قال : ( اذا اردت ان احكم من خلال تجربتي يا آنسة فبالتأكيد انك مترفعة . الم يخبرك جاك اني احب القيام بالاعمال اليدوية للحفاظ على لياقتي ؟ )
و فكرت ان عليها ان تتذكر بأنه حسب شخصيته في القصة لم يكن رياضيا على الرغم من ثقافته و خبرته الاجتماعية ، بحيث يجب عليه القيام بالاعمال اليدوية ليحافظ على قوته و لياقته . كانت تدرك بأنه بدائي قاس في تعامله مع النساء رغم قناع اللباقة و المدنية الذي يحاول ان يختفي وراءه . و قالت :
( جاك لم يخبرني الا القليل عنك ايها السيد )
و لاحظت الابتسامة الخفيفة على و جهه .
هكذا اذن ؟ و رفع احد حاجبيه و رمقها بنظره متفحصة و جدت صعوبة في ان تواجهها لفترة طويلة و قال :
( اما زلت ترغبين في العمل عندي يا آنسة ؟)
( أنا . . . أظن ذلك )
و كلما طال جلوسها معه كلما شعرت انها غير قادرة على القيام بالمهمة . فقد جعلها تشعر بانها غير مناسبة و قالت :
( اخبرني جاك انك بحاجة لمن يصنف لك كتبك )
و اجابها :
( هل تنوين القيام بهذه المهمة ؟ و هل تعرفين ماذا يعني ذلك ؟ )
و وافقت لورا بدون تردد قائلة :
( اتمنى ان اقوم بذلك . فمجموعتك معروفة جدا يا سيد جيرارد )
و مرة ثانية ابتسم قليلا و رفع حاجبيه مستغربا حماسها و قال :
( انت تعرفين مجموعتي ؟ لم اعرف انها مشهورة الى هذا الحد يا آنسة ، الا بالطبع بين الاكبر سنا و المثقفين . فلم اظن انها قد تكون موضع اهتمام فتاة صبية مثلك )
و بالرغم من انه لم يهزأ منها بشكل صريح او واضح و لكنها شعرت بسخريته الخفيفة ، و رفعت رأسها بشموخ و نظرت اليه و قالت بصوت هادئ :
( انا عملت بالكتب لأعيش منذ ان تركت المدرسة يا سيد جيرارد . و بما اني متمرنة على عمل المكتبات فلا تتوقع اي ضرر سيلحق بمجموعتك القيمة . و ايضا لا يوجد عمر محدد يبدأ فيه الانسان بتقييم الكتب الجيدة يا سيد )
و شعرت بانها اعجبته بنقاشها بالرغم من انها لم تعرف اذا كان قد اعجب باندفاعها للدفاع عن نفسها بهذه السرعة . فحسب تقديرها انه رجل لا يحب من يعارضه ، و انتظرت لترى ردة فعله و احست بألم في معدتها .
نظر اليها بصمت لفترة طويلة و شعرت انها لم تعد تستطيع البقاء هناك اكثر من ذلك و بدأت تترقب ما سيأتي بعد هذا الصمت و لكنه قال بهدوء :
( هذا صحيح يا آنسة . هل قابلت جاك في مركر عملك ؟ )
و اومأت لورا قائلة :
( نعم في مكتبة ستودارد في اكسفورد . انها . . . )
( نعم اعرفها )
و ابتسم لدهشتها و تابع :
( انا ايضا حالفني الحظ لأن التحق بجامعتكم المشهورة لعدة سنوات يا آنسة كولتون و كذلك اخي الاكبر ، و لهذا اردت ان يذهب جاك الى هناك ايضا )
( آه فهمت الان )
و تابع قائلا :
( لقد زرت مكتبة ستودارد عدة مرات قبل ان تعملي انت هناك بالطبع ).
و نظرت اليه لورا بتفحص للحظة . لم يكن كبيرا الى الحد الذي توقعته على اساس انه خال جاك فربما كان اصغر اخوته، فجاك لم يشرح لها شيئا من ذلك . يبدو انه في الخامسة و الثلاثين او السادسة و الثلاثين من عمره لا اكثر .
و قالت :
( لم يذكر لي جاك ان احدا من عائلته ذهب قبله الى اكسفورد )
و رفع حاجبيه باستغراب و قال :
( حقا ؟ )
كان يتكلم بهدوء ، و شعرت انه يقوم بدراستها بحرص و امعان اكثر حتى مما تفعل هي . و لم يحاول اخفاء ذلك مما دفع قلبها للخفقان بشدة .
و ادركت ان هناك شيئا ما فيه يجعلها تضطرب ، فقبضت بشدة على حقيبتها عندما انحنى و تقدم بكرسيه الى الامام ، و وضع كلتا يديه على المقظد امامه في حين ان قميصه منتوح الازرار اظهر لونه البرونزي و صدره الواسع ، و الذي وجدته لورا مثيرا في تلك الحالة .
و تذكرت تحذير هنري العجوز و الكتاب الذي حكى قصة حياته .
و بالرغم من انها كانت تحاول التفكير فيه فقط على انه خال جاك فقد وجدت ذلك من الصعوبة بمكان ، فهناك شيء ما حوله لم يجعله يبدو في شخصية الخال .
كان جاك جذابا و لكن جاذبيته محدودة ، خفيف الظل و يحاول جهده ان يكون مغريا و لكن هوغو جيرارد كان مختلفا تماما . بالطبع اكثر نضجا و اقل وضوحا و لم يكن يهمه كثيرا ان يرضى من معه و لكن عجرفته شكلت جزءا كبيرا من جاذبيته .
لم يكثرت فيما لو اعجبت به النساء ام لا بعكس ماشعرت لورا ، فإن النساء يعجبن به .بدا عليه انه يحمل بعض القسوة الرجولية التى لم تكن موجودة عند جاك مما جعلها تشعر بالخطر و انه من المستحيل ان تعمل عندة ، فعاجلا ام آجلا ستتشاجر معه بحدة دفاعا عن نفسها .
و ادركت كم من الوقت بقيت صامتة و هو يراقبها بعينين محبتين للاستطلاع ، حاولت ان تعيد نفسها الى الواقع و تعتذر لعدم اجابتها و بادرته بالقول :
(ايها السيد . . .)
|