كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان الصوت هادئا و يحمل لهجة حب الاستطلاع . ان كان مثقفا ام لا فهذا شيئ لا يمكنها ان تحكم عليه و لكن مظهر ثيابه يدل على انه كان مثقفا . كان طويل القامة و آثار الشمس بادية على وجهه . اما شعره فبني فاتح مائل الى الصفرة ، عيناه رماديتان بنظرات وقحة دفعت الاحمرار الى وجنتيها ، و رجولته قوية و بدا واثقا من نفسه .
و اجابت على تحيته لانها توقعت المساعدة منه لو انه يتكلم انكليزية ، و قالت :
( صباح الخير )
من ملامحه يبدو انه بستاني او شيء من هذا القبيل .
و سألها :
( هل بامكاني ان اساعدك يا آنسة ؟ )
و ارتاحت لورا لانه يتكلم الانكليرية و ابتسمت قائلة: ( قيل لي ان ارى السيدة روسو ، و كنت على وشك ان اقرع . . . )
( انت الانسة كولتون ؟ )
و صعد درجات السلم بسرعة و خفة و وقف بجانبها و قد وضع يده في جيب بنطاله المهترئ و الذي بدا عليه انه كان يوما ما بنطالا غاليا ، و كان يرتدي معه فميصا ازرق باهتا .
و قالت بنوع من الترفع :
( انا الانسة كولتون . هلا اخبرتني اين اجد السيدة روسو ؟ )
و وقف يتطلع اليها بنظرات مزعجة مما اشعرها بالارتباك .
و سألها :
( من اوصى اليك ان تري السيدة روسو ؟ )
و نظرت اليه بتردد للحظة و قالت :
(انا . . . انا متأكدة ان هذا هو الاسم الذي ذكره السائق ، اليس كذلك ؟ فأنا لا اعرفها )
و اجابها :
( السيدة روسو هي مديرة المنزل )
و تقدم ليفتح الباب لها منتظرا دخولها . و تابع قائلا :
( و لكن اظن انه ما من حاجة لازعاجها في هذه الحاله )
و ترددت لورا بالدخول و لم تفهم كلامه بالضبط ، و هزت رأسها و قالت :
( انا . . . لا اعرف )
فعبس بعصبية و قال :
( لو تتفضلين على الاقل بالدخول الى القاعة فأنا لا احب الوقوف عند الباب)
و شعرت بالغضب للهجته و تقدمت الى القاعة التي لم ترى لها مثيل بسقفها المرتفع و السجاد المعلق على الجدران و الذي لابد انه يعود لقرون عديدة . اما الارض فهي خشبية مزخرفة بمختلف الزخارف باللون البني و الذهبي الذي يشع في ضوء الشمس المتسلل عبر النوافذ .
و قد تفرع منها درجان ضخمان الى الطوابق العليا و في نهايتها كانت تقع قاعة الصور و كان من السهل على اي انسان ان يدرك انه في داخل قلعة بغض النظر عن مظهر القلعة من الخارج ، و وقفت و قد بدت الدهشة على محياها .
( انت معجبة بالمكان يا آنسة اليس كذلك ؟ )
و فوجئت بملاحظته و صوته الهادئ ، فقد بدا بلباسه المهترئ غير متناسب مع هذا المحيط الرائع . و اعادت النظر اليه مرة ثانية ، و فكرت مجددا ، و بدأت تشعر برغبة في معرفة هويته .
من الواضح انه كان احد الموظفين و لكن هناك من جعل منه انسانا واثقا من نفسه و تصرفاته مما لا يتناسب مع ثيابه المهترئة .
و اجابته بطريقة الترفع نفسها قائلة :
( نعم انا معجبة . و لكن انا متأكدة ان السيد جيرارد لن يوافق على ان يقودني احد موظفيه في جولة ، بينما انا على موعد معه . فلو سمحت ان تساعدني على ايجاد السيدة روسو . . . )
و اجابها بحزم و ثقة بالنفس قائلا :
( اخبرتك انه ما من حاجة لرؤية السيدة روسو )
و عبست لورا و نظرت اليه و شعرت بالشك .
( و لكنني . . . )
|