كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
مضى الاسبوعان التاليان بسرعة بعد ان اعطاها هنري ستودارد انذار بانهاء عملها .
كانت تفضل تأجيل سفرها حتى تبدأ عطلة الصيف و بالتالي سيرافقها جاك في رحلتها ، و لكنه اصر عليها ان تذهب بمفردها لئلا ينفذ صبر خاله و يقرر توظيف فتاة اخرى لتصنيف مجموعته القيمة .
كانت متشوقة جدا ، فكل هذه المسافة للمقابلة لاجل العمل . . . و فكرت لورا عندما حطت الطائرة في مطار اورلي و وطئت قدماها التراب الفرنسي فيما لو كانت الرحلة كلها حلما .
و قابلها رجل كبير في السن يرتدي لباس سائق رسمي و يتكلم بانكليزية ركيكة و سألها فيما لو كانت آلانسة كولتون ، و من ثم قادها الى سيارة مرسيدس سوداء و كأنها في زيارة رسمية . لابد ان جاك قد اصر على مثل هذا الاستقبال ، فهوغو جيرارد لم يكن ليرسل سيارة مرسيدس مع سائق ليستقبل احدى المتقدمات لوظيفة متواضعة عنده ، لذلك لم تمانع بمثل هذا الاستقبال و ان كانت لم تتوقعه .
لم يكلمها السائق كثيرا اثناء الرحلة و استنتجت ان انكليزيته بجودة فرنسيتها ، و لكنها لم تضق بعدم الكلام لانها استمتعت بالرحلة و مناضر الريف ، و فوجئت بالسرعة التي خرجا فيها من باريس .
باريس من المدن التي تمنت دائما زيارتها و عرمت على ان ترى مظاهرها قبل ان تعود ، فهي على يقين بأنها لن تقبل في العمل الذي كانت على و شك ان تتقدم اليه . و كان الطريق الذي سارا فيه متعرجا بين القرى و الغابات الممتدة . و بدا منظر احدى القلاع مغريا بأبراجها المحيطة بها و التي تظهر من بين الاشجار عن بعد و النهر الذي يتلوى بين المروج الخضراء ،كل ذلك ذكرها بقصص الخرفات و الجنيات .
و وجدت نفسها تبتسم بارتياح ، و شاهدت احدى علامات الطريق التي تشير الى ان القرية التي اقتربا منها اسمها <وادي الاشجار > و عضت على شفتها لانها تذكرت انها على وشك الوصول . حيث ان جاك اخبرها بأن القلعة التي يسكنونها كانت في جنوب تلك القرية ، و تمنت لو لم ينته الطريق بهذه السرعة لانها بدأت تشعر بالارتباك و عاودتها كل مخاوفها .
و انحنت قليلا لتتكلم مع السائق و سألته غير متأكدة من انه سيفهم ما تقوله :
( هل نحن على وشك الوصول ؟ )
و حاولت ان تفسر له الكلمات بالفرنسية و لكنه احابها على الفور بقوله :
( بالطبع يا آنسة )
ابتسم لانه احس بارتباكها. و نظر اليها خلسة ، و سألها :
( هل ستصبحين موظفة عند السيد جيرارد ؟ )
و ابتسمت بضيق و هي تفكر بما يجول في خاطره . فلا بد ان قابل الكثيرات من قبلها و ربما كان يتساءل عن عملها بالتحديد في بيت سيده .
( انا . . . انا لست متأكدة بعد )
و ادركت انها بترددها لم تثبت لنفسها انها موظفة و ليست شيئا آخر .
و ابتسم السائق ابتسامة معرفة و قال :
( آه ، نعم يا آنسة )
و احمر وجهها فبادرته مسرعة محاولة ان تزيل شكوكه ، و قالت :
( انا قادمة هنا للمقابلة من اجل العمل في مكتبة السيد جيرارد لتنظيم لوائح كتبه )
و اجابها بالكلمات نفسها :
( آه نعم يا آنسة )
و لكنه لم يبتسم مثل تلك الابتسامة السابقة و تساءلت لورا فيما لو انه صدقها . لا بد انها ستقابل الكثير من ردود الفعل هذه اذا عملت هنا ، بل و اكثر مما كانت تتوقع .
|