كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
9 _ خسرتك الى الابد
لم يكن الوقت متاخرا جدا عندما عاداا من الحفله الموسيقيه و لكن لورا لم تكن راغبه بمواجهة السيده جيرارد اوجاك .كانت امسيه جميله و مثيره و غريبه ما كانت لتفوتها .و في الوقت نفسه لم تكن على استعداد للاجابه عن اسئلتهما المنهمره و من الافضل ترك شرح الامر الى هوغو فبامكانه ان يشرح لهما لماذا استثنى العائله منحظور اول اداء لموسيقى اخيه ,
و لذلك تمنت لهما ليله سعيده و شكرت هوغو بلهجه رسميه و احتبست انفاسها عندما امسك بيدها و قبلها متمتما برقه :
(ليله سعيده يا عزيزتي )
و استيقضت في اليوم التالي و شعور غريب يخالجها لم تعرف سببه ,
استجمت و ارتدت ثيابها واحست بخفقان شديد في قلبها لدى مغادرتها الغرفه .
( صباح الخير لورا )
منتديات ليلاس
و احتبست انفاسها و استدارت لتجد هوغوخلفها .و بدا في اشعة الشمس المشرقه برونزيا طويل القامه .و شعرت لورا بذلك الاحساس الغريب من التقاربو كانهما منعزلان عن الغالم في عالمهما الخاص ,و تذكرت اليوم الاول الذي بدات العمل فيه عندما فاجاها هوغو في الدهليز وابتسمت قائله :
(صباح الخير يا سيد جيراراد )د
و عبس بعض الشيء لانه لم يرضى عن استعمالها لاسمه الكامل و هز راسه قائللا :
(هل عدنا للرسميات يا صغيرتي ؟ )
و عضت على شفتها لما لذلك الصوت الرخيم من تاثير عليها و قالت :
(ظننت انه ربما خلال ساعات العمل )
(انت لا تريديني ان ارفع التكليف معك اليس كذلك ؟ )
و ابتسم مغيضا اياها و مذكرا بمحادثتهما الليله السابقه و هزت راسها محاوله بصعوبه السيطره على تسارع نبضها لتبدوطبيعيه و قالت متجاهله لسؤاله :
(انا اعرف انه لا يهمك ساناديك باسمك المجرد فانا عاده استعمل اسمك المجرد عندما اذكرك )
و رفع حاجبه قائلا :
(اهذا عندما تتكلمين مع جاك عنيي ؟)
و بدا على لورا الضيق و قالت :
(افهم من كلامك وكانه لا عمل لي الا الثرثره عنك و هذا غير صحيح يا سيدس )
و رفع حاجبه متمتما تعليقا على كلمه سيدي .
و ابتسمت لانها لا تود اغضابه و قالت باذعان :
( هوغو )
و نظر اليها بدفء و و قال مبتسما :
(هذا افضل )
و سالها برقه :
(استمتعت بامسيه البارحه اليس كذلك يا صغيرتي ؟ )
و اومات لورا و اكدت له قائله :
(لقد استمتعت بها بشكل لا حد له .كان مثيرا جدا ان استمع لموسيقى فيليب تعزفها اوركسترا حقيقيه و خاصه انها اعجبت الحضور )
و ادركت ان حديثهما كان وديا و دافئا و خاصه تلك النظره اللطيفه في عينيه .
و بدت الامور مختلفه ذلك الصباح و ربما لان ذلك عائدا الى شعور التوقع الغريب الذي صحت معه في الصباح الباكر .
)و هل استمتعت بما بعد الحفل الموسيقي ؟ )
و وقف قلبها عندما تذكرت كيف و قفا في عالمهما الصغير بعيدين عن المطر في وسط باريس وكيف رجته الا يلعب معها ليسلي نفسه على حسابها و كانها طالبه مدرسه صغيره .
و نظرت اليه و قالت بصوت متحشرج :
( اظن اني تصرفت بسخافه )
و اجابها :
(على العكس لقد كنت لطيفه يا عزيزتي و لكنك ما زلت لا تثقين بي اليس كذلك يا صغيرتي ؟ )
) هوغو ارجوك ربما اني كنت سخيفه وطفوليه التصرف و لكني اعرف لماذا تصرفت بهذه الطريقه و يجب ان اكون عقلانيه )
و ضحك برقه و تابع قائلا :
) يا لورا الصغيره المسكينه .مم انت خائفه يا عزيزتي ؟ )
و نظرت اليه بعتاب و قالت :
( هوغوارجوك لا تضحك علي . انا ... )
و سمعت صفق الباب في الطابق الارضي مما دفعها للابتعاد عنه بشكل تلقائي و استدارت باتجاه الصوت .
ومن ثم امسك هوغوو بيدها و اتجها الى السلم و قال برقه :
(دعينا نذهب لتناول طعام الافطار يا صغيرتي . شاتكلم معك مره تانيه عندما تنتهين من تناول افطارك و ربما هدأ خوفك مني قليلا )
و لحق بها جاك الى المكتبه بعد الافطار عندما دخلت لتعمل وكانت على وشك ان توقفه لولا انه لم يبد بمزاج جيد .و اغلق الباب خلفه بحرص و وقف للحظه دون ان يتفوه بكلمه و بدت عليه الجديه الى حد كبير .
و وقف في الجهه المقابله للمكتب و وضع يديه في جيبيه و قال اخيرا :
(اذن فقد خسرتك فعلا يا عزيزتي )
و كانت لورا غلىوشك الجلوس و توقفت لتنظر اليه غير متاكده , و قالت :
( انا ... انا لا افهمك جاك )
و هز راسه باسف و قال :
(يا صغيرتي لورا الا ترين كيف تسير الامور؟الم يصطحبك هزغز للاستماع الى موسيقى فيليب ؟ فيليب الذي كان مقدسا عنده ... فيا عزيزتي لا يمكنك ان تتضاهري بان هذا لا يعني شيئا )
وكان قلبها يخفق بشده وشعرت بالدوار و بشكل تلقائي اخذت تتناول بعض الكتب و قالت بصوت منخفض :
( و لكني ذكرت لك كيف وجدت الشريط بين الكتب .و طلب السيد بيلير مقابلتي و اراد السيد هوغو ان يشكرني نوعا ما لاني ودت الشريط .و انت تعظم الامور و تحملها معاني اكثر ما نحمل اذا كنت تظن ان الامر يعني اكثر من ذذلك )
و اقترب منها و امسك بذراعيها و نظر اليها بقلق و هز راسه و عانقها قائلا :
( لورا انا لم اعظم الامور ولكن هوغو بنى حولك الامال يا عزيزتي و هوغو لنيخسر كما خسرت انا )
(جاك )
اخد قلبها يخفق بشده بحيث لم تعد تقوى على التنفس و تخيلت مره ثانيه نظرات هوغو الدافئه و وعده لها بان يكلمها بعد الافطار .
و لا شك انه من السخافه ان تفترض بانه يفكر باكثر من علاقه عابره و احست بالقلق عندما ادركت بان احاسيسها تجاهه اكثر من ذلك بكثير .
يجب ان تطلب مساعده جاك يجب ان يعيدها الى انكلترا قبل ان تتورط اكثر و قبل ان تسبب لنفسها المتاعب لانها لا تستطيع التحكم بمشاعرها بالرغممن محاولاتها لتكون عقلانيه .
من المعروف عنها عاده انها عقلانيه وحكيمه و لكن هوغو جيرارد رجل ناضج و خبير و لا يهمه الارغباته و لقد ادركت فجاه و بوقت متاخر انها تحبه و لكن يجب ان تتصرف قبل فوات الاوان .و مدت يدها الى جاك لتطلب منه المساعده و لكنه كان قد ابتعد عنها و قال :
(هناك شخص قادم و اذا كان هوغو فيجب ان اذهب قبل ان ياتي )
( جاك ارجوك )
و ارسل لها قبله في الهواء قبل ان يخرج و قال :
(الى اللقاء يا جميلتي لورا )
و لم يغلق الباب خلفه و انما تركه نصف مفتوح و تسمرت عينا لورا على الباب و قد امسكت بالكتب بين يديها و بدا عليها القلق .
و دخل هوغو بدون ان ينطق بكلمه و انما نظر اليها باستغراب و اغلق الباب بهدوء .
و احست بتسارع خفقات قلبها جتى انها شعرت بالدوار .
واحتبست انفاسها عندما اقترب منها بخطوات واسعه .
( لورا ؟ )
و ادركت ان الرعب باد على محياها بوضوح وحاولت ان تستعيد طبيعتها بان هزت راسها ووضعت الكتب من يدها و انتبهت الى يديها المرتجفتين .
و بقى صامتا للحظه و من ثم امسك بيديها و قال برقه :
( جاك على ما اظن قد ذكر الكثير لك و ليس له الحق )
و شدها اليه فقالت :
(هوغو ارجوك, لا ... )
و اجابها قائلا :
(لورا يا حبيبتي الصغيره .لماذا انت حائفه مني يا عزيوتي ؟ )
و طبع قبله عاى جبينها و تابع قائلا :
(هل تظنين اني انوي ايذائك ؟ )
و بدا القلق واضحا في صوتها خوفا من ان يجرها الى ما لا تحمد عواقبه و قالت :
(و لكن ارجوك هوغو ... ارجوك لا ... لا تجعل مني مجرد امراءه اخرى ... )
و منعها من ان تفلت من يده و نظر اليها بثبات و سالها برقه :
(ا هذا ما تخافين منه يا عزيزتي ؟ )
و همست بصوت متحشرج :
(و ماذا يمكن ان اعني لك ؟ انت ... )
و همس برقه قائلا :
(لورا , الم تدركي البارحه كيف كان شعوري نحوك يا حبيبتي ؟ الم اكن واضحا بشكل كاف ؟ )
و ابتسم وشعت عيناه بحب الاغاضه و تابع قائلا :
(انت تتكلمين عن كونك عاقله الم يخبرك غقلك اني احبك ؟ )
و عانقها بشده و تلاشت مقاومتها فلم تتمكن من الابتعاد عنه .
و بعد لحظه طويله سالها :
( ربما تظنين اني يجب الا احب فتاه صغيره مثلك ؟ )
وكان ميالا للجديه بالرغم الابتسامه التي ارتسمت على وجهه .
و هزت راسها و بدت عليها الحيره فلم تشغر في حياتها بمثل تختلاط المشاعر تلك و قالت له :
(هوغو كم من مره يجب ان اخبرك اني لست فتاة صغيره )
و احست بنشوه السعاده و الفرح لانها احست لاجديه في كلامه و لكنها ارادت ان تؤكد لنفسها و قالت :
( انت ... انت لا تلعب معي اليس كذلك ؟ )
و تذكرت انها سالته السؤال ذاته مسبقا و استفهم عندها ماذا تقصد بسؤالها و ها هو يعيد الاستهام بقوله :
(يا له من تعبير غريب )
و ابتسم متابعا :
(لماذا انت مصره اني العب معك يا صغيرتي ؟ )
( لان ... لانك ... ياه لا اعلم ,هذا الكتاب الذي كتبته على ما اظن )
و رجته بقولها :
(ارجوك هوغو لا تدعني استمر اكثر من ذلك اذا متن لا اعني لك الكثير .اخبرني الان لارحل بعيدا لكي لا اجرح نفسي الى حد كبير )
و امسك وجهها بيديه القويتين و قال :
(يا حبيبتي لورا انا احبك كثيرا يا عزيزتي )
و اراحت لورا راسها على ذلك الصدر الواسع و همس هوغو قائلا :
(هل يمكنك ان تنسى اني خال جاك و اني كتبت ذلك الكتاب ؟ هل يمكنك ان تنسي من انا وماذا كنت يا حبيبتي وتوافقي على الزواج مني ؟ )
و اجابته ببساطه :
(انا احبك )
وبدا الاشعاع و الفرح في عينيها الواسعتين و قالت :
(لا يهمني ماذا فعلت .و كل ما اعرفه ماذا انت الان و اني احبك الى الحد الذي اريد معه ان اقضي بقيه حياتي معك )
و رفع حاجبه قائلا :
( هل تثقين بي اخيرا ؟ )
و اومات براسها و اجابته برققه :
(اثق بك الى الحد الذي امنحك فيه حياتي )
***
النهايه
|