كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و تركا الشارع الرئيسي و انعطفا في شارع اقل ازدحاما و ادركت انهما قد وصلا . و وجدت نفسها امام احد المسارح الذييدعى "اونوريه "
ونظرت الى هوغو و اوما براسه حتى قبل ان تساله اي سؤال و امسك بذراعها بقوه و قادها الى المدخل المضاء ,و لدهشه لورا فقد كان هناك عدد لا باس به من الناس من اصحاب المظهر الجيد ينتظرون الدخول الى ذلك المسرح المتواضع و نظر هوغو حوله و ابتسم وتقدم منهما رجل بدين في نتصف العمر و صافح هوغوو بحماس .
و قدمها هوغو للسيد اونوريه الذي بادرها بقوله :
(نحن ندين لك يا انستي العزيزه يا له من اكتشاف انه رائع )
و ادركت ان هوغو يراقبها منتظرا ردة فعلها و كانت على وشك ان تسال هوغو عما يتكلم اللرجل و لكنها استطاعت ان تفهم من الاعلان عن امسيه موسيقيه سقدمها السيد اونوريه بيلير الذي قابلته و الذي جلب اهتمامها اخيرا كان عنون المقطوعه الوسيقيه "انشوده الخريف "
و بجانبها اسم فيليب جيرارد .
و شعت عيناها بالسرور و قالت :
(هوغو ! )
و لم تجد الكلمات المناسبه .و قال هوغو برقه :
(ظننت انك ستودين حضور العرض الاول )
و اومات براسها محاوله جاهده الا تبكي و على ما يبدو ان اونوريه بيلير كان صديقا لهوغو الذي اخبره قصه اكتشاف الشريط كامله و لهذا سره هذا اللقاء . وتاثرت جدا بالجهود التي بذلها هوغو ليوصل موسيقى اخيه للجمهور و لذا قام بعدة زيارات الى باريس .
و قال هوغو برقه :
(هل ندخل ؟ )
و اومات براسها . و دخلا حيث كالن المسرح صغيرا و لكنه ملئ بالرواد الذين احبو الموسيقى و ساد الصمت الشامل بينما كانت تعزف الموسيقى .و لدهشة لورا فقد احست بالارتباك عندما اعلنو بدايه موسيقى "انشودة الخريف "و احست بتوتر هوغو .
منتديات ليلاس
و قام قائد الاوركسترا بقياده فرقته اثناء عزف الانشوده و احتبست انفاسلورا لدى سماعها الموسقى والتي بدت جميله و مؤثره اكثر بمراحل من يوم سمعتها على شريط التسجيل .
و عندما تت المقطوعه على نهايتها ساد الصمت للحظه وفجاه بدا التصفيق الجمهمور الحار .و استمر التصفيق لفتره طويله و لم تقاوم لورا دموعها التي انهمرت بغزاره على وجنتيها و لكنها امسكت بيد هوغو و شدت عليها مبتسمه و همست قائله :
( لقد اعجبتهم )
و لم يجبها للحظه و بدا شاردا و لا بد انهكان يفكر باخيه و يتمنى لو كان موجودا ليسمع التصفيق .
و من ثم استدار وحدق بها للحظه بصمت و ابتسم و من ثم اخد يدها و قبلها وردد كلماتها قائلا :
) لقد اعجبتهم )
و خرجا من المسرح صامتين و بدا الجو يميل للبروده اكثرو بدا المطر بالهطول و من ثم اشتد بعد لحظات و نظر هوغو الى السماء و من ثم الى لورا و سالها :
(الا تبقين هنا في مدخل هذا المبنى و ساذهب انا لاحضر السياره ؟ )
و هزت راسها بالنفي مبتسمه و قالت :
(لا , المطر لايزعجني )
و ابتسم متسائلا :
(الا تخافين من الابتلال .فلا اريدك ان تمرضي في نهاية امسيتك فانا على يقين في ان جاك لن يستسيغ ذلك )
و كان ذكر جاك بهذه الطريقه مزعجا لها و لم تجبه للحظات و سارت الى جانبه متجاهله ازدياد هطول الامطارو قالت له :
(اذا كنت تود الاسراع فارجو الا تنتظرني اذهب واحضر السياره ساقابلك على الطريق )
و شعر بضيقها بعض الشيء لتغير لهجتها و سالها باستغراب :
( و هل انت غاضبه مني الان ؟ )
و اجابته لورا قائله :
(انا لست غاضبه و لكني لا اريدك ان تفسد امسيتي )
و قال برقه :
(و هل التفكير بجاك يفسد امسيتك ؟ )
و نظرت اليه بوجهها المبلل بقطرات المطر و قالت :
( لا ,لا انت تعرف يا هوغو اني لم اقصد ذلك .لقد استمتعت بامسيتي الى حدكبير و انا سعيده لانك فعلت شيئا من اجل موسيقى فليب )
و اجابها قائلا :
(لم يكن ذلك صعبا .و على العكس كان يمكن فعل ذلك منذ سنوات مضت لو ان احدا اعطى لها اذن صاغيه )
و سالته قائله :
(انت تعرف السيد بيليرانه صديقك اليس كذلك ؟ )
و اوما براسه مجيبا:
(اعرفه منذ زمن طويل و كنت اعرف انه الوحيد الذييمكنه ان يوصل موسيقى فيليب الى الناس )
وو شعرت لورا بالاستغراب لمحادثتهما بشكل طبيعي عن فيليب و كانها عرفته ,و هذا دليل اخر على ذلك التفاهم الذي تشعر به مع هوغو )
و سالته قائله :
(هل ستخبر جاك والسيده جيرارد عن الموسيقى الان ؟ )
( ادا لم تنتظريني هنا بينما اذهب لاحضر السياره سأبقى معك هنا )
و بينما كان يتكلم امسك بذراعها و وضعها حول عنقه و امسك بخصرها و همس قائلا :
)و لان سيظن الماره اننا احباء )
و هزت راسها و قالت :
( هوغو ... )
و اجابها برقه :
(اشعر بخفقات قلبك يا صبيه هل انت خائفه مني ؟ )
و انكرت قائله :
(لا بالطبع انا لست خائفه منك )
و تساءلت فيما لو كانت خائفه فعلا . ربما انها كانت خائفه او على الاقل نصف خائفه مما تقودها اليه ردود افعالها فلقد كان هوغو جدابا تماما كما سمعت عنه .و كانالناس لايزالون يسرعون في المطر محاولين الوصول الى غاياتهم فليس لديهم المتسع من الوقت لالقاء اكثلر من نظره عليهما .
و فكرت انه ليس من العدل ان يستغل الموقف بهذه الطريقه و تمنت لو انها وافقت على انتظاره بينما يحضر السياره .
كانت الطرقات مبتله و عجلات السيارات تصدر هسيسا لدى مرورها و احست و كانهما مختبئان في مكان جاف بعيدا عن هذا العالم مما اربك مشاعرها اكثر.
و قال لها هامسا :
(لو كنا سجناء في هذا المدخل يا صغيرتي اليسهذا افضل منان نفترق ؟ )
و كانت ترتجف و قلبها يخفق و لكنها حاولت السيطره على اعصابها و قالت :
) هوغو )
و لم تنظر اليه و لكنها تابعت قائله :
(ارجوك لا تلعب معي )
و سالها باستغراب :
( العب معك ؟ انا لا افهمك يا صغيرتي )
و كان من الصعب عليها ان تفسر ما تعنيه فيكلمات و كانت على يقين انه لن يفهم معارضتها .
فربما انه لم يجد معارضه من امراه قبلها و لكنها كانت تفكر بمشاعرها في تلك اللحظه اكثر من جرح كبريائه فلا يمكن لها ان تتقبل عواطفه كشيء عابر تنساه بعد لحضات مع نهاية الامسيه فمشاعرها تجاهه كانت اعمق من ذلك .
من المؤكد انه سيعتبر اسبابها سخيفه و ينظر لها على انها فتاه سخيفه .
و وضعت ذراعيها على جانبيها و نظرت اليه بحزم و قالت بصوت متحشرج :
( سانتظرك هنا وحدي اذا ذهبت لاحضار السياره يا سيد جيرارد )
و ابتعد عنها ببرود حل محل الدفء و كان بامكانها ان تتخيل النظره البارده في عينيه الرماديتين .
و للغرابه انه ضحك و نظرت اليه لورا غير مصدقه و قال :
( يا صغيرتي لورا ما هي افكارك عني ؟ )
و شعرت لورا بالرتباك فقد توقعت اي شيء الا الضحك حتى الغضب كان متوقا اكثر من الضحك .و قالت بصوت عال :
(لا تضحك علي )
و هز راسه و ما زال يضحك و سالها قائلا :
(و هل تريدين ان تسمعك باريس باكملها ؟ )
و احمرت وجناتها و شعت عيناها بالغضب و لكنها اخفضت صوتها قائله :
) لا يهمني من يسمعني و لكن كل ما يهمك ان تصغرني و تشعرني بانني سخيفه اليسكذلك ؟ )
و لمعت عيناه بخبث و انكر ذلك قائلا :
(انا لم افعل شيء يا وردتي الطبيعه هي التي جعلتك صغيره و اذا كنت تبدين سخيفه فهذا من فعلك و ليس من صنعي )
( انت ... انت )
و لم تسعفها الكلمات و حاولت ان تقاوم رغبتها بان تصفعه و لكنها تذكرت نتيجه المره السابقه و قالت :
(لا تناديني باسماءسخيفه )
فابتسم قائلا :
(جسنا لورا لن اناديك باسماء فهل هذا يجعلك سعيده ؟ )
و ادركت انه يحاول اغاضتها و لكنها لم تكن راغبه في الشجار معه .و لذلك استندت على على المدخل و قالت :
(اعتقد انك تظن باني اعظم الامور )
و لم يجبها للحظه و قد استند للجه الثانيه من المدخل .ومن ثم ابتسم بلطف و قال :
( يجب الا اغيضك يا لورا و لكنني احيانا لا استطيع مقاومه ذلك )
و لم ينبسا بكلمه لبضع دقائق تلت و المطر لا يزال يهطل بغزاره : و فجاه مد هوغو يده و قال برقه :
) هل نجازف و نذهب للبيت ؟ )
و اعطته يدها بدون تردد و اومات براسها :
و لما اقتربا من القلعه نظرت اليه وسالته :
(هل ستخبر جاك والسيده جيرارد اين كنا ؟ )
و تذكرت انها سالته مسبقا ولم يجبها على السؤال .و لكنه قال اخيرا بهدوء :
(ساخبرهما )
و امسك بيدها و شد عليها بلطفثم تابع كلامه قائلا :
انني سعيد انك اتيت معي لسماع موسيقى فيليبلانك فهمت ما اشعر به , الم تفهمي ؟ )
و وافقته برقه :
) نعم فهمت )
و ادركت عندها بان جاك لن يفهم لماذا اختارها هوغو من دونهم . انه شيءخاص لم تجده مع اي انسان اخر غير هوغو جيرارد و كان يصعب عليها فهمه .
.
.
نهايه الفصل الثامن
قراءه ممتعه
|