كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و خطر ببالها انه ربما كان هوغو ينوي ارساله في رحله طويله اذا لاحظ انه يفكر بلورا جديا و طبع جاك قبله ثانيه على راحت كفيها و ضغط على يدها و قال برقه :
(انني ذاهب بعيدا يا عزيزتي )
و عرفت انها ربما لن تراه ثانيه بعد ذهابه هذه المره و لكنها سألته لتعطي نفسها وقتا للتفكير قائله :
(خارج البلاد؟ )
و اجابها بقوله :
(عدة اماكن )
و هز بكتفيه بحيث بدا واضحا بانه استسلم للواقع فكيف لها ان تعرف؟ و تابع قائلا:
(كان هدا دائما من المقرر. فالرجال في عائلتنا يذهبون في هذه الرحله الطويله عندما ينهون دراستهم بشكل رسمي. يسافر احدنا حول العالم ليتعلم الحياه هل تفهمين ؟ انها فرصه كبيره يا جميلتي )
(و انت تواق للذهاب حقا؟)
و فكرت انه من السخافه ان تسأل لانه من الطبيعي ان تكون عنده الرغبه بالذهاب و لكنه اراد ان يضرب عصفورين بحجر و ابتسمت عندما قال :
(اود ان اذهب و لكنني اريدك ان تاتي معي يا عزيزتي كزوجتي )
ووقفت علي رؤوس اصابعها و طبعت قبله على جبينه و قالت :
(عزيزي جاك انا شاكره لكو لم اشك ولا لحظه باخلاصك و لكن ... )
هزت رأسها متسائله فيما اذا كان بامكانها ايجاد الكلمات المناسبه لتفسر له و قالت ببطء محاوله افهامه :
(لقد قرأت كتاب هوغو و انت تسير على هواه... اعني نوعيه المغامرات نفسها التي كتب عنها و ان تكون هناك زوجه في صخبتك فهدا غير مناسب على الاطلاق في مثل هده الرحله )
و اصر عليها قائلا :
(و لكنني لست هوغو )
و هزت رأسها و قالت برقه :
(و لكنك شبيه له و ربما اكثر مما تدرك انت )
و حدقت بذلك الوجه الجداب و الغينين البنيتين الخبيثتين و فكرت انه يمكنها ان تلرى هوغو يعيد نفسه في جاك و يتبع الخطوات و الاعمال نفسها .
و بالتأكيد ان زوجه ليست ضروريه في مثل هذه الرحله و كانت على استعداد لتقبل بان هوغو يعرف تماما كيف يتصرف عندما رتب ذلك و سألته قائله:
(و هل تمت كل الترتيبات؟ )
و هز جاك كتفيه و قال:
(كل شيء مرتب لماتوقع ان اغادر بهده السرعه و لكن هوغو قام بترتيب مغادرتي مع صديق له في اول مرحله من الرحله و يجب ان اغادرالى افريقيا خلال تلاته اسابيع )
(هوغو ؟)
وكان صوتها يوحي بلهجه التاكيد مما جعل جاك ينظر اليها باستغراب متسائلا عن سبب لهجتا و قال:
(بالطبع فهو على علم بهده الاشياء)
و لميفترض اي شيء غريب في كون هوغو قد رتب رحلته هده السرعه حتى انها بدات تتسائل فيما لوكانت غير عادله بشكوكها بهوغو و قالت:
(نعم نعم بالطبع يجب ان يعلم )
و ابتسم جاك و رفع دقنها بيده وحدق بعينيها و سالها برقه :
(الا تاتين معي يا عزيزتي ؟)
و بالرغم من الشعور الدي راودها للموافقه فقط لترى مادا ستكون رده فعل هوغو و لكنها هزت راسها بالنفي فادا كان هوغو قد رتب هده الرحله ليبعد جاكعن طريق الضرر فمادا سيفعل ليوقفها عن الذهاب معه و لكنها قالت:
(لا استطيع يا جاك فانا علي ان اعمل و انا متاكده بانك ستندم عاجلا ادا دهبت معك)
و انكردلك قائلا :
(لا لا انا اريدك ان تاتي معي )
و هزت راسها مره تانيه و قد بدت على فمها ابتسامه ملتويه عندما تخيلت كيف يمكن له ان يندم عندما ينفتح امامه العالم كله و من جهه اخرى يجد نفسه مرتبطا بزوجه مما يمنعه من تتبع خطوات خاله و تجربه ما يريد ان يقدم عليه وقالت برقه:
)ادهب وحدك و ساكون بانتظارك عندما تعود ربما ليس هنا على ما اعتقد و عندها ادا اردت فبامكانك ان تجدني)
(لورا .... )
و تابعت هامسه :
(تمتع برحلتك )
و تابعا المسير في ممشى الازهار .
و كانت لورا في اليوم التالي تحضر لوائح الكتب عندما فتح الباب و دخل هوغو .
و كان من غير المعتاد ان يحضر في مثل هده الساعه من النهار بحيث غمزت بعينيها باستغراب و نظرت اليه . و لم يتكلم للحظات و انما تناول سيكاره من العلبه على المنضده و اشعلها مرسلا غمامات الدخان . و بالطبع احد مكانه على طرف المكتب و بدأ يهز ساقه وسيكارته ترسل دخانا ازرق حوله و سألها بحده :
(هل تعلمين ان جاك مسافر ؟)
كان سؤاله حادا بحيث وقفت محدقه به لا تفهم ماذا يحدث .
و اجابته اخيرا :
(نعم اعرف فقد اخبرني بنفسه )
(نعم بالطبع)
منتديات ليلاس
كان قلبها يخفق بشده و لم تعرف ما الذي كان يسبب ذلك التشوش و كل ما كانت متأكده منه انه يسبب لها تقطع تنفسها .
فمنذ وقعت مره في المكتبه و انقدها وهي تشعر بهدا الاشعور . فهل هي ذكرى تلك الحادثه ام ان ستجوابه لها حول رده فعلها تجاه سفر جاك و كان ييبدو بلونه البرونزي الذي ابرزه قميصه الابيض جذابا الى حد لا يقاوم فقد بدا مثالا للرجل الفرنسي بالرغم من شعره الاشقر و عينيه الرماديتين.
كان يرتدي بنطالا غلمقا و جلس على طرف المكتب يهز بساقه و يضرب على المكتب الخشبي بشكل منتظم .
و بالررغم من ان حرارة الجو كانت منخفضه فلم يرتدي ستره و اكتفى بالقميص الابيض الشفاف الذي اضهر ذراعيه القويتين و لال بد انه عرف الاثر الذي تتركه تلك النوعيه من الثياب و اراد ان يستفيد من ذلك الى الحد الاقصى .
و من ثم اطفأ سيكارته بعد لحظات بعصبيه و حتنى هذه االحركه البسيطه صدرت عنه لقسوه و ارتعشت لورا لمراقبته و من ثم قال:
(و بالطبع لن تذهبي معه )
توقعت ان يستجوبها بشأن ذلك و لكنها لم تتوقع مثل هدا التصريح المطلق المفاجئ و احست باحمرار و جهها و شغرت بانها صغيره جدا خاصه و انها تجلس على الكرسي خلف المكتب بينما ارتفع عنها هو مهيمنا فوق المكتب فوقفت لتوجهه و بدا عليها الغضب و قالت بحزم :
(لا اعلم ماذا بامكانك ان تفعل فيما لو قررت الذهاب )
و رفع حاجبه و لم يبد عليه الانزعاج او التأثر بغضبها و قال:
(و هل طلب منك ؟ )
و كان من الصعب عليها النظر في عينيه و مواجهته فاطرقت رأسها و أخدت تحدق في يديها و قالت:
(جاك طلب مني الزواج )
و بدا عليه عدم تصديقها و لوى وجهه و هز كتفيه و قال ببرود :
(هذه حماقه الى اخر الحدود )
و تابع قائلا :
(توقعت منه ان يخبرك بانه ذاهب و ظننت انه ربما يطلب منك ان ترافقيه ك .... )
و هز بكتفيه بطريقه جعلت لورا تحمر و تشعر بالحنق و ضغطت على يديها بينما تابع هوغو :
(و لكنني لم اتوقعه ان يتسرع و يطلب منك الزواج . و بالطبع انت رفضته يا انسه )
استعماله لكلمة انسه افهمتها انه يريد ابقاءها في مكانها و خطر لها للحظه ان تخبره بانها قبلت الزواج بجاك و لكن هذا يعني انها سترتبط بكلمه و هي غير مستعده لتنفيذها فقط لتغضب هوغو و حدقت به للجظه و من ثم قالت :
(ماذا تقول لو اخبرتك اني قبلت عرضه ؟)
و ابتسم غير مصدق ما قالت و من ثم قال بثقه :
(لم توافقي يا انسه )
( اواه ؟ )
و هز رأسه و ما زالت الابتسامه باديه على محياه و حدق بثبات و قال بصوت رقيق :
( انا اعرفك جيدا يا بنيتي )
و شعرت بتقلص في معدتها بينما تابع هوغو قائلا :
(انت شريفه جدا رومانسيه لا يمكنك ان تتزوجي رجلا لا تحبينه و لا تقولي لي انك تحبين جاك )
و قبل ان يتسنى لها لتجيب اضاف !
( انت لا تحبينه )
و ضغطت على يديها بقوه و شعرت باحمرار و جهها اكثرفكيف له ان يدعيبانه يعرف عنها كل شيئ و قالت :
(كيف تعرف بماذا اشعر ؟ )
و بدأ يحدق بها متفحصا اياها و قال برقه :
(انا افهم النساء )
و اجابته محاوله للدفاع عن نفسها و قلبها يخفق بشده و قالت :
(هكذا تدعي )
فتفحصها مره ثانيه قبل ان يقول :
(تسهل قراءه الفتيات الصغيرات امثالك يا صغيرتي )
و اشتعلت عينا لورا بالغضب و لم تجد الكلمات المناسبه و قبل ان تدرك مل تفعل صفعته على وجنته اليسرى و تركت اثرا بحيث شهقت غير مصدقه ما فعلت . و بقبل ان تتمكن من الاعتذار باي كلمه نهض و امسك رسغيها بشده و بحركه سرعه مفاجئه صار خلف المكتب قبل ان تدرك ماذا ينوي انيفعل امسك ذراعيها و هزها بقوه و عنف بحيث كادت تصرخ و شعرت بالدوار و حاولت ان تبتعد عنه و لكنه عانقها بشده بحيث لم يفسح لها المجال للحركه .
و لما تركها كانت الغرفه تدور بها وهي مغمضة العينين و غير قادره على التركيز و قلبها يخفق بشده . ومدت يدها لتستند الى المكتب خلفها بينما ابتعد عنها و قد ادار ظهره لها و قال بصوت متحشرج :
( انا اسف جدا يا انسه )
و تابع قائلا :
(كان يجب الا افقد السيطره معك )
و بدت لها اللهجه الرسميه التي استعملها غريبه و لكنه قد برر لها انه فعل ما فعل لانه فقد اعصابه و حاول معاقبتها ز
و حاولت ان تنظر اليه لترى رده فعله و لكنها لم تتمكن من تمييز نظراته و احست برغبه بالضحك و قالن :
(انا التي فقدت اعصابي . انا التي يجب ان اعتذر )
و احس برغبتها بالبتسامه و استدار اليها و قال برقه :
(دعينا نتفق ان كلينا فقد اعصابه للحظه )
و اومأت رأسها بالموافقه .
و وقفا قريبا من بعضهما في تلك الغرفه الكبيره و خيم الصمت عليهما و شعرت لورا بالارتباك و التفسير الوحيد لذلك تجربتها مع هوغو فمهما كان يعني من عناقه لها فقد شعرت بالارتياح و لكنه من الحماقه ان تتخيل انه عانقها بهذه الشده لاي سببغير انه كان كان غاضبا و لكن قلبها رفض ان يتقبل هدا كسبب وحيد .
و هز كتفيه فجاه و استدار لها فاحتبست انفاسها . فعبس و هز رأسه قائلا بهدوء:
( لن المسك مره ثانيه يا لورا بدون ارادتك. ارجوك لا تهربي)
و لم تجبه للحظه و من ثم رفعت نضرها لتلتقي عيناها بعينيه مما اثار ضربات قلبها و قالت بصوت متحشرج :
( انا لا انوي الهرب )
( هل تثقين بي ؟)
و اومات براسها و قلبها يخفق بشده . فاخذ يديها بين يديه و قال :
(خشيت ان اكون قد افسدت كل شيء..... )
و تردد في حين ان التردد لم يكن من طبيعته على الاطلاق فنظرت اليه لورا باستغراب و سألته :
(هل يوجد شيء تريدني ان افعله ؟ )
و بدت الابتسامه في عينيه و قال :
(اود ان اصطحبك في احد الامسيات ههل تأتين معي يا لورا ؟ )
و حقت به للحضات بدون ان تنبس بكلمه و لم تصدق ما سمعته و هزت رأسها بحيره و قالت :
(انا لا افهم )
و علمت انه سيجد كلامها ساذجا .
) انت تحبين الموسيقى على ما اظن ؟ )
و اومأت برأسها غير قادره على ايجاد الكلمات المناسبه . و تقبل ذلك منها قائلا :
( جيد . اذن ستستمتعين اذا كنت تتأثرين بمدى ابهة ما حولك )
و بدا لها غريبا ان يناقشا الموسيقى و لم يمضي على شجارهما الا دقائق .
لا بد انها استغرقت وقتا اطول لتعودج الى مشاعرها الطبيعيه مما استغرق هو من الوقت .
و اجابته محاوله ان تكون طبيعيه :
(انا عادة لا يهمني المكان اذا كانت الموسقى جيده . هلب هناك ما سنستمع له ؟ )
و احست بنوع غريب من التقارب معهو من ثم ادركت انها ربماكانت تعظم الامور التي يعتبرها هو بسيطه و. و تلمس وجنتها باصابعه بلطف و قال :
( سترين )
و استدار و اسرع بالخروج من الغرفه و تركها واقفه بجانب المكتب غير متأكده مما يحدث حولها و قد ضغطت على يديها و هيتلاحقه بنظراتها حتى خرج من الباب .
و التفت اليها قبل لن يخرج و رفع حاجبه و قال :
(ارجو الا تجدي من الضروره اخبار جاك او اي احد اخر حول .... ترتيبنا )
و مره اخرى شعرت باحمرار و جنتيها و رفعت رأسها بكبرياء و قالت بعصبيه :
(اذا كنت تخشى على سمعتك فيما لو اصطحبت .... احدى مستخدماتك فأرجو ان تنسى الموضوع يا سيد جيرارد )
و للحظه ظنت انه سيفقد سيطرته على اعصابه و لكن بعد لحظه ابتسم وهز راسه و قال برقه :
(انت تظلمين نفسك و تظلمينني ايضا و ليس للمره الاولى . عندي سبب وجيه وراء رغبتي بعدم ذكر اين ستذهبين يا لورا ليس من مانع عندي لو احببتي ان تذكري بانك ستمضين امسيه معي بالرغم من ان جاك لن يتقبل ذلك )
و وجدت لورا ذلك صحيحا بالطبع بعد ان راجعت نفسها لدى خروجه .
نهايه الفصل السادس
قراءه ممتعه
|