كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
6_ لا . . . لن أتزوجك
. . .
. .
.
صعب على لورا ان تجلس في الغرفة نفسها التي استمعت فيها الى موسيقى فيليب و تعمل دون ان تتخيل الشاب الذي توفى بذلك الشكل الحزين .
و لطالما حدقت بألة التسجيل و تساءلت فيما لو ان احدا غيرها سيستمع لتلك الموسيقى الجميلة أو ان هوغو قد خبأها الى الابد. و لا يمكن لها ان تسأله عنها على الاطلاق بالرغم من انه كان بودها لو تستمع اليها مرة ثانية.
و في الاسبوع الذي تلا ذلك قلما كان جاك يقترب من المكتبة و احست لورا ان هذا عائد لتأثير هوغو عليه و بالرغم من عدم اعترافه بذلك فقد كان لهوغو تأثير كبير عليه فهناك نوع من الاحترام بين الخال و ابن اخته رغم جو التحدي .
و كذلك لم تر الكثير من هوغو مما جعلها تتساءل لو كان جاك قد جعله يقطع على نفسه عهدا بالابتعاد عن المكتبة فيما لو ابتعد عنها هو ايضا .
ربما انها كانت وقاحة منها و لكنها شعرت انه في كل مرة يتواجد فيها الاثنان معها تشعر بنوع من الصراع بينهما . كانت سعيدة و مسرورة بما انجزته في عملها بارغم من انشغالها بالتفكير بموضوع فيليب جيرارد و نهايته الحزينة . فقد افرغت اثنين من الرفوف في احدى جهات الغرفة و بدأت لوائحها تتضخم بسرعة .
و بعد عدة ايام اكتشفت كتابا بعنوان معروف لديها بالرف قبل الاخير من الاعلى . و قررت قراءة النسخة الفرنسية من دوماس . لم تتوقع ان تفلح كثيرا و لكنها ستحاول كتمرين لعقلها . و كانت على يقين بأن هوغو لن يمانع استعارتها له .
و كان من الصعب عليها تسلق السلم حتى الدرجات العالية و لكنها اذا كانت حريصة فستكون بأمان و لكنها بالتأكيد لا تنوي طلب معونة كما قال لها هوغو .
و عندما بدأت بتسلق الدرجات العليا من السلم شعرت باهتزاز و عدم ثبات السلم مما دفعها بمحاولة التمسك بالسلم . و حيث كانت واقفة بدا منظر الحديقة مدهشا فوقفت للحظات تتأمل المنظر قبل ان تتناول كتابها .
منتديات ليلاس
ان الكتاب في مكان اعلى مما كانت تعتقد لذا كان عليها ان تتسلق درجة اخرى و وقفت على رؤوس اصابعها تحاول ان تتمدد لتصل الى الكتاب عندما فتح احدهم الباب ففقدت توازنها عندما حاولت النظر لتستطلع من القادم و صدرت عنها صرخة تحذير و وقعت . كان الارتفاع عن الارض عاليا و بالرغم من ان الارض مفروشة بالسجاد فسيكون وقوعها قاسيا .
و قبل ان ترتطم بالارض تلقاها احدهم بقوة و احتبست انفاسها .
كان تنفسها متسارعا و متقطعا و قد اغمضت عينيها و تمسكت بمنقدها دون ان تهتم او تعرف من هو و دفنت رأسها في صدره .
و دون ان ترفع رأسها ادركت هوية منقدها فما من احد غير هوغو يرتدي ذلك القميص الازرق المهترئ مفتوح الازرار حبى الخصر و كذلك اليدان لقويتان التان امسكتاها بقوة و كأنه يخشى ان تقع مرة ثانية.
كان وجهها ملتصقا بصدره بحيث كانت تسمع ضربات قلبه القوية الثابتة في حين ان قلبها كان يخفق بوحشية غير منتظمة . و للحظة استكانت بين يديه و لم تحاول المقاومة لشعور غريب خامرها بالارتياح بالرعم من معرفتها حق المعرفة بأن هذا شعور سخيف .
و سألها بصوت عميق هادئ :
(الم امنعك من تسلق تلك الدرجات؟)
أحست بتقلصات غريبة في معدتها و اومأت برأسها و لكنها لم تتحرك بينما عيناها ظلتا مغمضتين و قالت :
(اردت كتابا من الرف العلوي قبل الاخير)
و اجابها :
(و هكذا اذن تسلقت الدرجات من اجله ؟ )
و اومأت مرة ثانية و سمعت تنهيداته العميقة و قال:
(اهكذا انت دائما غير مطيعة؟ )
و أخيرا رفعت رأسها و نظرت الى ملامحه القوية محاولة استطلاع التعبير على وجهه لتعرف كيف يجب ان تكون ردة فعلها . و لم تقابلها الا نظرته الصارمة امعتادة مع قليل من السرور الواضح في عينيه الرماديتين .
و أشاحت بنظرها بسرعة و بدأت تحدق بيديها المستقرتين على ذلك الصدر الواسع و قالت:
(لم ارى من الضروري ازعاج اي انسان من اجل كتاب واحد)
و امسكها من ذراعيها و نظر اليها بغضب ممتزج بالسرور و قال و كأنه يلقي عليها محاضرة:
(انا لا اعطي تعليماتي بدون سبب وجيه . و يجب الا تستعملي ذلك السلم مرة ثانية. فها انت قد علمت ماذا يحدث عندما تستعملينه)
|